بسم الله الرحمن الرحيم
أحلام طفل فلسطيني
كلما نظرت الى العالم من حولي نظرت تأمل وتمعن ودقه ..!! وجدته مليئا بالكوارث والآلام ..!!وجدت فيه اللا معنى لوجودي ..!! ولماذا ..؟؟ لماذا..؟؟!!هو وجودي..!!
فسرحت بفكري الى ذلك العالم الصغير ..انه عالم كل فكر مهاجر ..!!
لاادري لماذا انا حائر كئيب ..؟؟!!لا ادري لماذا الاحزان هي الاخرى قناع يغطي ملامحي ..؟!! لا ادري لماذا انا دائما اجد نفسي بوجود ليس لـــــــــــــــــــــه وجود..!!!
ظللت اتسامر مع فكري عن سر ذلك ..فرد علي بصوت متقطع يملؤه الحزن والاسى ..
"انني أعــــــــــــاني "..!!.
-فقلت له:ومما تعاني ؟؟!!وهل معانتك تستحق كل هذه الكآبه ؟؟!!
-فقال لي: ان الدهر قاسٍ.. والبشر خالون من الرحمه ..!!
-فقلت له: وهل تترحى الرحمه من بشر فان؟؟!!
-فقال لي: لم اطالب يوم بالرحمه من بشر مثلي,رغم كل الامي وجروحي ولن اطالب.. ولكن البشر ظالمون..!! تملأ قلوبهم الوقاحه وحب الذات كل منهم ليس له الا شأنه في هذه الحياه لايفكر باخيه الانسان ..!! لايحب الشي الا لنفسه ..!! ان البشر عديمو الضمير والاحساس , انهم بغفلتهم يجرحون ويظلمون في كل ثانيه قلوبا برئيه طاهره ..!! لاترتاح ظمائرهم الخسيسه الا عند رغباتهم النتنه !!.
ظللت اتسامر مع فكري والليل هادي بروعته والامه..!! لم يبقى من العالم الا وحشته ..!!وحدها تتسامر معه ..!!والايدي القذره تفتك بتلك الاحــــــلام ..!! انها احلام طفل قد تبددت قبل عيد ميلاده الاول ,كان يحلم ومازال يحلم برقده بين احضان حلمه المفقود..!! كان يحلم ويتمنى ان يدرك احلامه ,احلامه ليست كبيره ..!!
احلامه فقط..بأن يطفئ شمعة عيد حريته الاول ..!!ولكن الشمعه الصغيره انطفأت قبل ان يطفئها ..!!
لقد اطفأتها رياح ظلم الزمان ..!! وعواصف الجور والحرمان ..!!فتبدل حلمه مابين جرافات واستشهاد وحصار ..!! واقتتال وتشرد واغتيال ..!!
وضاعت بسمة عمره الاول ,وباتت تقهقه خلف ستار الاوهام ..!!وانطفأت لتكون دمعة طفل في وحشة الظلام ..!!
-فسألت فكري:وماهي احلامك ؟؟
-فقال لي:ان احلامي هي الحريه والسلام ..احلامي ان تستفيق عروبتي من غفوة عبوديتها المستعمره لحريتها الطاهره ..!!
-فقلت له: وهل سيبقى ذلك الطفل في وحشة الظلام ..؟؟!! ألن يكون هناك امل في نور اخر ينير له المكان؟؟!!
-فرد علي قائلاً: آآآه..
ان حلمي ان يتبدد الظلام وان يرى العالم النور ..ان حلمي ان يحظى كل طفل فلسطيني بشمعة امل من جديد..حلمي ان يرى النور يمزق الظلام كتمزيق الظلم للبراءة والسلام..!! فتعود اليه بسمته وبراءته !.
-فقلت له: وهل ذلك سوف يتحقق لذلك الطفل ؟؟!!
-فقال لي : وكيف يتحقق و العالم لايبالي ..!! لقد ماتت ضمائر آسريه في كهوف أفراحهم ، فنسوا البراءة و الطفولة..!! وماتت كما هي بريئة طاهرة..!! تركوها مسرحا لصفقات و خطط وتجارب عمياء مدمره..!! فبقت مرضا مزمنا يفتك بأجزائها الصغيره و يهدد أجزائها الاخرى..!!.
-فقلت له : إن الزمن يا صاحبي كفيلا باسترجاع حقوقه .. وستثبت لك الايام ذلك دون محاله .
-فقال لي : أي زمنا هذا الذي تتحدث عنه؟!! حقائقه مدفونه تحت تراب الظلم والكذب والغش والخداع ..!!معانيه كلمات ليس لها معنى في قاموسه الاعجمي الذبلان سوى الهيمنه والاضطهاد ..!! وأفكاره قاتمه حالكه السواد كوجوه أشباح آسريه..!! سنعيش يا ترى من أجل ماذا ..؟؟!! بزمن كهذا..؟!! ما هي الافكار التي سوف نحملها ونزرعها ثم نحصدهافي زمن كهذا، لاشك إنها أفكار و قوانين مرسومه ليس لنا الحق في وضعها كيفما نشاء و كيفما تمليه علينا ضمائرنا و حريه أفكارنا ونور معتقداتنا ..!! لاتحارب الغش والكذب تحاربك الآف الألسنه ..!! لاتظهر الحقائق تخفيك من الوجود ملايين القوانين اللعينه ..!!.
عروبتنا كعجوز شمطاء .. كاهله ..!! تكابر البقاء في رحله عمرها الملئ بوهن أوجاعها القاتله ..!! تموت جوارحها ..!! تجزأ أطرافها ..!! وتخترق خطوط دفاعاتها المانعة دون علاج..!! هل تدرك ما هي الكارثه يا سائلي المتعب..؟؟!! الكارثة إنها حاله لا تحتاج إلى تشخيص مضني.. متعب.. مضيعا للوقت و الفكر معا .. ولا لوقايه مسبقه لأنها تعدت هذه المرحله منذ زمن صغرها ، بقدر ما هي بحاجه لعلاج مفقود ليس لها فيه نصيب ..!!
بعد ذلك ستتمنى أمنيه قد فاتت أوانها ..!! ستتمنى لو لم يبزغ فجر مولدك على عالم كهذا ، وبالمقابل لتلك الامنيه ستتمنى أن تخلو بذاتك فتره من الوقت من أجل أن تعيد التفكير الآف المرات..!! وستبقى الحيره!!..بين صمودا ضد تلك الأفكار ، أو استسلاما وخضوعا لها..!.
-فقلت له : غريب.. كم انت غريب..!! لا أدري ما الذي تريده بالضبط..! لاأدري ما الذي تريده من هذا العالم و عروبته أن يفعل؟؟!!
فسكت عني ..!! وغاب في سكون تام ..!! فأدركت إني لم أصل إلى مبتغاه ومناه ..!! وإنني لم أكن خير معينا وسفيرا لرضاه..!!.
ثم رجعت بفكري إلى عالمي المؤلم ..!! راضخان للركود و الجمود ..!! دون أن نحقق حلم ذلك الصغير..!! وبداخلي ملايين من الآمال والأحلام نحوه دون الاستطاعة على تحقيقها له..!!
فبدأ فكري رحلته بحلم ..!! وانتهى بملايين من الامال و الأحلام ..!!
مواقع النشر