يظهر السلوك الخاطئ عندما يكون الطفل في حاجة ماسة إلى المساعدة الفردية التي تمكنه من التحكم في نفسه وفي سلوكه، بالإضافة إلى أن هذا السلوك يسبب أذى للطفل وللآخرين ما يجعله يفقد ثقته واحترامه لذاته وللآخرين.
يمكن تقسيم سلوك الطفل الخاطئ إلى ثلاثة مستويات تبعاً لدوافع الطفل وحاجاته وأسلوبه في التعبير عن هذه الدوافع:
1. المستوى التجريبي: ويكون الدافع له اكتشاف البيئة وتكوين علاقات مع الآخرين. والأسلوب الذي يستخدمه الطفل لإشباع هذا الدافع هو المبادرة والتلقائية والتجريبية إلا أنه بسبب مبادرته في خوض التجربة بجانب صغر سنه، فإنه قابل لأن يصدر منه السلوك الخاطئ.
2. المستوى المتأثر بالبيئة: ويكون الدافع له الإرضاء والتماثل مع الآخرين المهمين في حياته. والأسلوب الذي يستخدمه الطفل لإشباع هذا الدافع هو محاولته التكيف مع البيئة المحيطة، فهو يعتمد على تقويم ورأي الآخرين في سلوكه. والأطفال في هذا المستوى يبالغون في الحصول على رضى واستحسان الراشدين إلى درجة تعيقهم عن إكمال العمل خوفاً من الخطأ، فنجدهم يميلون إلى الاعتمادية والحصول على الانتباه المستمر، ويفتقرون إلى الاستقلال والثقة بالنفس في سلوكياتهم.
3. مستوى الحاجات القوية: ويكون الدافع فيه عدم القدرة على النجاح والتأقلم مع المشكلات الناتجة من عوامل صحية أو أسرية، أو مدرسية، والأسلوب الذي يستخدمه الطفل لإشباع هذه الحاجات هو سلوك البقاء أو النجاة. فالأطفال في هذا المستوى يكونون قد مرّوا بخبرات سيئة، إما جسمية أو نفسية، تجعلهم ينظرون إلى البيئة المحيطة بوصفها مكاناً مؤلماً وخطراً لا يستطيعون السيطرة عليه. كذلك فإن سلوكهم يتسم بالحدة والصرامة والمبالغة في محاولتهم حماية ذاتهم. ويكون من الصعب على المعلمة تقبل الأطفال في هذا المستوى لاستمرارية ظهور سلوك التحدي لديهم، والذي يظهر عادة إما بالانعزال الاجتماعي أو المواجهة العنيفة.
وفيما يأتي بيان للمستويات الثلاثة في مثالين من السلوك الخاطئ:
السلوك الخاطئ الدافع المستوى
طفل يدفع طفلاً آخر ليجلس مكانه على الدراجة يريد الدراجة ولم يعبر عن الرغبة لفظياً.
يستخدم أسلوباً رأى طفلاً آخر يستخدمه.
يشعر بالحاجة إلى إثبات نفسه بالقوة. الأول
الثاني
الثالث
يرفض الطفل المشاركة في النشاط الجماعي لا يفهم توقعات المعلمة
سبق أن رفض المشاركة وتم قبوله دون توجيه.
معتل صحياً أو يشعر بقلق تجاه المشاركة الأول
الثاني
الثالث
وتجدر الإشارة أن كل مستوى من مستويات السلوك الخاطئ يتطلب تفهماً ومقدرة، بحيث يتجاوب الراشد ويوجه السلوك بطريقة تتفق مع المستوى الذي يمثله. ومهما كان مستوى السلوك، فالمعلمة المتمكنة تستجيب للموقف السلوكي باستخدام التوجيه المناسب للموقف، وبخاصة أن الهدف هو مساعدة الطفل أن يتعلم من السلوك الخاطئ، وليس الهدف العقاب لقيام الطفل بالسلوك الخاطئ، علماً بأن عملية توجيه طفل الروضة ترتكز على أسلوبين:
* التوجيه غير المباشر المتمحور حول تنظيم البيئة التربوية وتخطيط وتنفيذ المنهج والبرنامج اليومي.
* التوجيه المباشر المتمحور حول مهارات المعلمة في التواصل الجسدي واللفظي، وأسلوب التعامل مع السلوك الخاطئ في عملية التوجيه.
المراجع:
Reynalds,2001
Gartreff,1995
د. سهام عبد الرحمن الصويغ
رد مع اقتباس
مواقع النشر