الجلوس
إ
ن تعلّم طفلك الجلوس وحده، يمنحه منظوراً مختلفاً للحياة من حوله. حين تصبح عضلات الظهر والرقبة قوية بما يكفي لتبقيه في وضع مستقيم، وعندما يعرف أين يضع قدميه بحيث لا يختلّ توازنه، يكون الانتقال إلى مراحل الحبو أو الزحف والوقوف والمشي مسألة وقت.
متى يحدث هذا التطور؟
يبدأ معظم الأطفال في تعلّم كيفية الجلوس من دون مساعدة في نفس الوقت تقريباً الذي يتعلمون فيه كيفية التقلّب من جانب إلى آخر ورفع رأسهم إلى الأعلى. تتطور تدريجياً العضلات التي يحتاج إليها الطفل لأداء هذه المهارة منذ الولادة وتغدو قوية بصورة معقولة بين الشهرين الرابع والسابع. مع بلوغ الثمانية أشهر، يستطيع 90% من الأطفال الجلوس جيداً من دون مساعدة.
كيف يحدث ذلك؟
بينما تستطيعين مساعدة طفلك على أخذ وضعية الجلوس مسنوداً من اليوم الأول تقريباً، لا يشرع في الجلوس وحده حتى يتمكّن من التحكّم برأسه . ابتداء من الشهر الرابع، تقوى عضلات رقبة ورأس طفلك بسرعة، فيتعلّم كيف يرفع رأسه ويبقيه عالياً حين يستلقي على بطنه.
فيما بعد، يكتشف طفلك كيف يرفع نفسه عن الأرض ويبقي صدره عالياً مستخدماً ذراعيه، كأنه نصف تمرين ضغط pushup. مع بلوغه الخمسة أشهر، قد يستطيع الجلوس لبرهة من دون مساعدة، لكن عليك أن تكوني قريبة منه لتقديم الدعم اللازم وإحاطته بالوسائد للتخفيف من قوة أي سقوط محتمل.
سرعان ما سيتعلم طفلك كيفية الحفاظ على توازنه عند الجلوس عبر الانحناء إلى الأمام متكئاً على إحدى ذراعيه أو كليهما. وفي الشهر السابع، قد يتمكّن من الجلوس وحده بدون مساعدة (مما يجعل يديه حرتين لاكتشاف الأشياء)، كما أنه سيتعلّم كيف يستدير عند الجلوس للوصول إلى شيء يرغب فيه. في هذه المرحلة، ربما يستطيع أيضاً الانتقال من وضعية الاستلقاء على بطنه إلى وضعية الجلوس بدفع جسمه إلى الأعلى مستخدماً ذراعيه. عند بلوغه الشهر الثامن، يستطيع في أغلب الأحوال، الجلوس جيداً من دون أية مساعدة.
ما هي الخطوة التالية؟
عندما يكتشف طفلك أنه يستطيع الاندفاع إلى الأمام من وضعية الجلوس والتوازن على يديه وركبتيه، يكون على استعداد للزحف أو الحبو، وهي مهارة يتقنها معظم الأطفال تماماً عند بلوغ عامهم الأول. قد يتعلّم كيفية التحرّك إلى الأمام (أو الخلف) على أطرافه الأربعة من سنّ الستة أو السبعة أشهر، وحين يفعل ذلك يكون شديد الحيوية وشديد الفضول ، لذا عليك التأمين المسبق بأن منزلك مكان آمن للطفل قبل بداية هذه المرحلة.
ينصح معظم أطباء الأطفال بالانتظار حتى يستطيع طفلك الجلوس بقليل من المساعدة قبل البدء بتقديم الأطعمة الصلبة .
ما هو دورك؟
يمكنك مساعدة طفلك في مرحلة الاستعداد للجلوس، عبر تشجيعه على لعبة النظر صوب الأرض وهو مستلقٍ على بطنه ثم تحفيزه للنظر إلى الأعلى. عندما يرفع رأسه وصدره إلى فوق ليرى اللعب أو يشاهد ملامحك، فإنه يقوّي عضلات رقبته بما يساهم في تطوير قدرته على التحكّم المطلوب بالرأس بهدف الجلوس وحده. يساعدك استخدام إحدى الألعاب ذات الألوان الزاهية أو التي تصدر أصواتاً، وهي طريقة جيدة أيضاً للاطمئنان على سلامة قدرات طفلك السمعية والبصرية . حين يستطيع طفلك الجلوس جيداً، ضعي الألعاب والأشياء المسلية أبعد من متناول يده بقليل، لأنها ستستحوذ على انتباهه وهو يتعلّم حفظ توازنه باستخدام ذراعيه.
كالعادة، وخاصة عندما يتعلّم الجلوس، احرصي على البقاء إلى جانب طفلك، فهو بحاجة إليك لاحتمال تعرّضه للسقوط أو للتباهي أمامك بمهارته الجديدة.
متى يستدعي الأمر القلق؟
إذا لم يستطع طفلك التحكم برأسه عند بلوغه سنّ الستة أشهر ولم يتعلّم أيضاً كيفية الاستناد إلى ذراعيه، اسألي الطبيب في الزيارة المقبلة. تنمو قدرات الأطفال بشكل متفاوت، فبعضهم يكتسب المهارات أسرع من غيره، إلا أن مهارة التحكم بالرأس ضرورية لتعلّم الجلوس من دون مساعدة، ويعتبر الجلوس بالتالي تطوراً أساسياً في تعلّم الحبو أو الزحف والوقوف والمشي. لكن تذكّري أن الأطفال الخدّج (المولودين قبل أوانهم) قد يكتسبون هذه المهارة وغيرها من المهارات متأخرين بضعة شهور عن أترابهم الذين في مثل عمرهم
الحبو أو الزحف
يساعد الحبو أو الزحف طفلك على تقوية عضلاته استعداداً للمشي. ويعدّ طريقته الأولى للتحرك وحده بحرية. تبدأ مراحل الحبو أو الزحف التقليدية بأن يتعلّم الطفل كيف يحفظ توازنه على يديه وركبتيه. بعدها، يتعلّم كيف يتحرك إلى الأمام والخلف بهذه الوضعية عبر دفع ركبتيه.
متى يحدث هذا التطور؟
يتعلّم معظم الأطفال الحبو أو الزحف ما بين الشهرين السادس والعاشر من العمر. هناك أطفال لا يزحفون أبداً، وعوضاً عن ذلك، يجرّون مؤخرتهم وهم جالسون، أو ينزلقون على البطن أو يحاولون مباشرة الوقوف والمشي . المهم، أن وقت الحركة قد انطلق، ولا يهم كيف يقوم طفلك بذلك.
كيف يحدث ذلك؟
تأتي مرحلة الحبو أو الزحف عادة بعد أن يتقن الطفل الجلوس وحده من دون ضرورة الاستناد إلى شيء ما، ويستطيع معظم الأطفال فعل ذلك عند بلوغهم سنّ الستة أو السبعة أشهر. عقب الوصول إلى هذه المرحلة، يكون بمقدور طفلك رفع رأسه لرؤية ما يجري حوله، وفي هذا الوقت أيضاً تكون عضلات ذراعيه وساقيه وظهره قد اكتسبت القوة الكافية لتمنعه من السقوط على الأرض عندما يستند إلى يديه وركبتيه.
خلال الشهرين التاليين، يبدأ طفلك تدريجياً في تعلّم الانتقال بثقة من وضع الجلوس إلى وضع الحبو أو الزحف على أطرافه الأربعة، وسرعان ما يدرك أن بمقدوره أن يتأرجح ذهاباً وإياباً عندما يستطيع فرد أطرافه وجعل جسمه موازياً للأرض.
ما بين الشهرين التاسع والعاشر، سيعرف أن دفع الركبتين يعطيه القوة اللازمة للتحرّك. مع تطوّر مهارته، سيتعلّم كيفية العودة من وضعية الزحف إلى وضعية الجلوس. كما سيتقن أيضاً الأسلوب المتطور للزحف التبادلي، أي تحريك إحدى اليدين مع الساق من الجهة المعاكسة في نفس الوقت الذي يتحرك فيه إلى الأمام، بدل استخدام إحدى اليدين مع الساق من الجهة ذاتها. فيما بعد، يتطلب الأمر فقط الكثير من الممارسة ليصل إلى مرحلة الإتقان، وسيكون زاحفاً ماهراً عندما يبلغ عامه الأول تقريباً.
إذا كان طفلك يزحف أو يحبو إلى الخلف، أو يقوم بجرّ مؤخرته (أي أنه يتنقل بتحريكها مستخدماً يداً إلى الخلف وقدماً إلى الأمام لحفظ توازنه)، أو إذا تخلّى عن مرحلة الزحف تماماً من أجل ممارسة المشي، فلا تقلقي. طالما أصبح كثير الحركة، ولا يهم كيف يقوم بها تحديداً، فإنه بخير.
ما هي الخطوة التالية؟
بعدما أتقن طفلك الحبو أو الزحف، يكون الأمر الوحيد الذي يمكّنه الآن من الحركة الكاملة هو المشي . للوصول إلى هذا الهدف، سيبدأ بسحب نفسه إلى الأعلى مستنداً إلى أي شيء يمكن أن يصل إليه، سواء أكان طاولة غرفة المعيشة أو ساق جدّته. حين ينجح في الحفاظ على توازنه عند وقوفه على ساقيه، يكون مستعداً للوقوف وحده والتجوّل ممسكاً بالأثاث، ويبقى المشي والركض والقفز مسألة وقت لا أكثر.
ما هو دورك؟
كما هو الحال مع المهارات الأخرى مثل القراءة ومسك الأشياء، إن أفضل طريقة لتعليم طفلك الحبو أو الزحف تكون بوضع اللعب وبقية الأغراض التي يحبّها وأنت شخصياً، أبعد بقليل من متناول يده. يمكنك أيضاً وضع بعض العراقيل في طريقه مثل الوسائد والعلب ووسائد الأريكة (الكنبة). من شأن ذلك أن يعزّز ثقته بنفسه ويزيد سرعة حركته وبديهته. لكن إياك أن تتركيه وحده، فلو علق بوسادة أو علبة أو صندوق، سيتملّكه الرعب ويكون أيضاً عرضة للاختناق.
قد يوقع الطفل الزاحف نفسه في الكثير من المتاعب. لذا احرصي على جعل منزلك مكاناً آمناً للطفل ، كما عليك الانتباه بشكل خاص إلى بوابة الخروج من المنزل. سينجذب طفلك إلى النزول على السلالم، والذي يمكن أن يمثّل خطورة عليه، لذلك اجعلي وصوله إلى السلالم صعباً إلى حين يتمكّن طفلك من إتقان هذه المهارة (والتي يتمكّن منها تماماً في عمر الشهر الثاني عشر) وحتى بعد ذلك، عليك مراقبة رحلاته الاستكشافية إلى السلالم.
لست مضطرة في الوقت الحاضر إلى صرف الكثير من المال على شراء الأحذية . لن يحتاج طفلك إلى ارتداء الأحذية بانتظام حتى يتمكّن تماماً من المشي.
متى يستدعي الأمر القلق؟
تنمو قدرات الأطفال بشكل متفاوت، فبعضهم يكتسب المهارات أسرع من غيره، ولكن إذا بلغ طفلك عامه الأول ولم يبدِ أي اهتمام بالحركة في أي شكل من الأشكال (سواء أكان عبر الزحف البطيء أو الحبو أو التقلّب من جهة إلى أخرى أو الركل السريع)، ولم يعرف بعد كيفية تحريك ذراعيه وساقيه معاً وبشكل متناسق، أو لم يتعلّم حتى الآن كيفية استخدام ذراعيه وساقيه بالتساوي، اسألي الطبيب في موعد الزيارة المقبلة. لكن تذكّري أن الأطفال الخدّج (المولودين قبل أوانهم) قد يكتسبون هذه المهارة وغيرها من المهارات متأخرين بضعة شهور عن أترابهم الذين في مثل عمرهم
ظهور الأسنان
تبدأ تلك الرحلة مع طفلك داخل الرحم. أثناء الحمل، تتكوّن لدى طفلك براعم الأسنان، وهي الأساس لأسنان الأطفال (تسمى أيضاً أسنان الحليب). تبدأ هذه البراعم بشقّ سطح اللثة بين الشهرين الثالث والثاني عشر. ترين أول سنّ، وهي دليل قاطع على استمرار طفلك في النمو قرابة الشهر السادس، في الوقت نفسه الذي تدخل فيه الأطعمة الصلبة إلى نظامه الغذائي. عندما يكمل سنواته الثلاث، يمتلئ فمه بالكثير من القواطع حتى أنه يستطيع البدء بغسل أسنانه بنفسه (مع مساعدتك قليلاً)، وهذه خطوة أساسية على طريق النظافة الشخصية .
متى يحدث هذا التطور؟
يولد طفل واحد من بين ألفي طفل مع سنّ واحدة أو اثنتين! لكن تظهر السنّ الأولى لدى غالبية الأطفال في الشهر السادس أو السابع من العمر على وجه التقريب. ربما تظهر أول سنّ بيضاء في فم الطفل المبكر في "التسنين" (عادة تكون إحدى القواطع السفلية الأمامية) في الشهر الثالث تقريباً. أما الطفل الذي يتأخر في "التسنين"، فقد ينتظر حتى بلوغ عامه الأول. تظهر آخر سنّ من الأسنان (وهو الضرس الثاني في الفك العلوي والسفلي داخل الفم) عادة في حوالي العام الثاني من العمر. وفي العام الثالث، تكتمل لدى طفلك أسنان الحليب العشرون.
كيف يحدث هذا التطور؟
ل
ا يعتبر ظهور أول سنّ من الأسنان مسلياً بالنسبة للعديد من الأطفال وأهلهم. فقد تكون عملية طويلة ومرهقة. ربما تسبق الأعراض الأولية لظهور الأسنان، الحدث الأساسي بشهر أو شهرين، وتتضمن هذه الأعراض عادة إفراز الكثير من اللعاب مع كثير من الألم أيضاً. قد تضطرين إلى سهر الليالي للتخفيف عن طفلك الذي ينتظر بزوغ إحدى أسنانه. يحاول طفلك أن يقلّل من آلامه عن طريق عضّ الأشياء، وهذا لا ينبع عن غضب أو سلوك عدواني. قد يهدئ ألمه تقديم شيء ليعضه أو فرك لثته بلطف بإصبعك.
قد تتورم لثة الأطفال أيضاً عند ظهور أسنانهم، فتبدو وجنتا طفلك أكبر حجماً بقليل. رغم شكوى بعض الأهالي من إصابة أطفالهم بارتفاع في درجة الحرارة أو الإسهال عند بداية ظهور الأسنان، اتفق الخبراء على أن ظهور الأسنان لا يسبب المرض. أغلب الظن أن طفلك قد يكون مصاباً بزكام أو أنفلونزا بسيطة أو بعض المشاكل في المعدة، لذا عليك استشارة الطبيب في أي من هذه الحالات.
يكون ظهور الأسنان عند بعض الأطفال المحظوظين مجرد مظهر جديد للفم من دون ألم. ربما يبتسم طفلك من دون أسنان في أحد الأسابيع، ثم يظهر في الأسبوع التالي على سطح لثته حرف ناتئ ناصع البياض. احتفلي بظهور أول سنّ لطفلك بأخذ الكثير من الصور، ودوّني تاريخ ظهورها في كتاب طفلك الذي تسجلين فيه تطوراته خطوة بعد خطوة.
تبرز الأسنان الواحدة تلو الأخرى، إذ تظهر الأسنان الأمامية السفلية أولاً، تليها الأمامية العلوية، ثم تلك الموجودة على الجانبين ثم في الخلف. يعد ظهور الأسنان حالة وراثية، فلو ظهرت لديك مبكراً في طفولتك، على الأرجح سيحدث الشيء ذاته مع طفلك.
ما هي الخطوة التالية؟
لن تسقط أسنان الحليب لدى طفلك حتى تستعد الأسنان الدائمة للظهور، وهذا يحدث في سنّ السادسة من العمر تقريباً.
ما هو دورك؟
ليس بوسعك القيام بشيء لمساعدة الأسنان على الظهور. لكن يمكنك توفير الراحة لطفلك إذا تألم حين تبدأ هذه العملية. أولاً، قدّمي لطفلك شيئاً يمضغه، مثل العضاضة بعد وضعها في الثلاجة. ربما يشعر أيضاً بالراحة جرّاء تناول الأطعمة المبردة، مثل التفاح المهروس أو اللبن الرائب (الزبادي) من الثلاجة مباشرة. إذا كان طفلك يتألم بشدة، يمكنك إعطاؤه الجرعة المناسبة من البراسيتامول المخصص للأطفال. ولو كان يعاني من ارتفاع درجة الحرارة، أو كان من الصعب تهدءته، استشيري الطبيب، لاحتمال إصابته بالتهاب في الأذن أو أي مرض آخر.
عندما تظهر الأسنان، حافظي على نظافتها. في عامه الأول، لا يلزم غسل أسنان طفلك بالفرشاة، لكن حاولي تنظيفها على الأقل مرة يومياً، واجعلي الأمر جزءاً من روتين الذهاب إلى الفراش. قد لا يكون طفلك مستعداً لفكرة وضع فرشاة داخل فمه، لذا عليك مسح لثته وأسنانه بقطعة قماش نظيفة عوضاً عن ذلك. لا يجب أبداً أن تضعي طفلك في فراشه مع زجاجة الحليب، فقد يتجمع الحليب الاصطناعي المخصص للأطفال أو حليب الثدي داخل فم طفلك أثناء الليل مما يؤدي إلى ما يعرف بتسوّس الأسنان من الرضاعة.
استشيري طبيبك أو طبيب الأسنان إذا كان ضرورياً إعطاء طفلك فلورايد (هذه القطرات التي تساعد على محاربة التسوّس ضرورية فقط لو كنت في منطقة يفتقر ماؤها لمادة الفلورايد).
في الشهر الثامن عشر تقريباً، قد يكون طفلك مستعداً لتعلّم غسل أسنانه بالفرشاة. ساعديه وتأكدي من فاعلية طريقة تنظيفه أسنانه على مدى سنوات مقبلة، وهي عادة حسنة من الجيد زرعها. علّميه كيفية تحريك الفرشاة حول أسنانه. استخدمي فرشاة ناعمة وكمية قليلة من معجون الأسنان. لا تستعملي الفرشاة في اتجاه معين، حاولي فقط إخراج أية بقايا طعام ونظفي سطح الأسنان واللثة.
إذا لم يعجب طفلك طعم معجون الأسنان، جربي استخدام نوع أخر، أو لا تستعملي المعجون أصلاً. لست بحاجة فعلية إليه حتى يحتوي نظام طفلك الغذائي العديد من الأطعمة الغنية بالسكريات والتي يجب تجنبها في جميع الأحوال. أما إذا تناول طفلك كثيراً من الحلوى، في حفل عيد ميلاد على سبيل المثال، احرصي على غسل أسنانه بعد تناوله الحلوى مباشرة، أو شجعيه على إنهاء وجبته بشيء شهي مثل قطعة من الجبن. وعندما يكمل عامه الثالث، احجزي موعداً لدى طبيب الأسنان، حتى يعتاد طفلك فكرة فحص أسنانه.
متى يستدعي الأمر القلق؟
قد يتأخر الأطفال الخدّج (المولودون قبل أوانهم) عدة أشهر عن الموعد الطبيعي لظهور الأسنان. إذا لم تلمحي أية إشارات لظهور الأسنان مع نهاية العام الأول لطفلك، اسألي الطبيب في الزيارة التالية. ولو ظهرت على طفلك جميع علامات ظهور الأسنان، مثل إفراز الكثير من اللعاب، أو تورم اللثة، بالإضافة إلى البكاء من الألم (البكاء من دون انقطاع من المظاهر الأساسية)، حينها يجب استشارة الطبيب. لا يجب أن تكون مرحلة ظهور الأسنان محنة طاحنة لطفلك.
مسك الأشياء
إ
ن تعلّم الأطفال كيفية مسك الأشياء يدخلهم إلى عالم اللعب. كما تعتبر هذه القدرة الخطوة الأولى على طريق تناول الطعام، والقراءة ، والكتابة والرسم والعناية بالنفس.
متى يحدث هذا التطوّر؟
يولد الأطفال بقدرة فطرية على مسك الأشياء، غير أنها تستغرق عاماً على الأقل تقريباً كي يكتمل التوافق الذي يمكّن الطفل من رفع الأشياء والاحتفاظ بها بإحكام في قبضة يده. تظهر هذه المهارة ابتداء من الشهر الثالث ثم تتطور بشكل كبير مع مرور كل شهر.
كيف يحدث هذا التطور؟
المواليد الجدد وحتى عمر الشهرين
يولد الأطفال مع ردة فعل مسك الأشياء. جربي لمس كفّ يد صغيرك وستجدينه يلّف أنامله الصغيرة حول إصبعك. لكنها حركات فطرية ولا إرادية في الأسابيع الثمانية الأولى. تكون قبضة يدي طفلك مضمومة في هذه المرحلة، وسرعان ما يبدأ بفتحها وإغلاقها بشكل إرادي كي يتمكّن من تفحّصها. كما قد يحاول مسك الأشياء الطرية مثل لعبة من القماش على شكل أحد الحيوانات.
الأطفال في عمر الثلاثة أشهر
لا يزال طفلك غير قادر على مسك الأشياء التي يريدها، لكنه يستطيع ضرب لعبه مراراً وتكراراً. كما أن التوافق العضلي العصبي لليد مع العين يتطور لديه أيضاً، مما يجعله يلاحظ أشياء يريد الإمساك بها ويحاول أن يرفعها. في هذه المرحلة، تفيد طفلك لعبة التمارين الأرضية، حيث يستلقي على فراش طري ويضرب أشياء مسلّية تتدلى فوقه.
من عمر الأربعة إلى الثمانية أشهر
في الشهر الرابع من عمره، يستطيع الطفل مسك الأشياء الكبيرة مثل المكعبات، لكنه قد لا ينجح مع الأشياء الأصغر حجماً مثل الخرز قبل أن تتكوّن لديه مهارة استخدام الأصابع. قبل ظهور أول سنّ من أسنانه (يحدث ذلك عادة بين الشهر الثالث والشهر الثاني عشر)، يقوم طفلك بالتقاط الأشياء من هنا وهناك لوضعها في فمه. إذا كان طفلك يتناول الأطعمة الصلبة ، فإنه لن يستطيع مسك الملعقة بشكل جيد بالرغم من محاولاته. ربما يقدر تقريب غرض ما منه، أو نقل شيء من يد إلى أخرى. في هذه الحالة، من الأفضل إبقاء الأشياء الثمينة بعيداً عن متناول يده من الآن فصاعداً، ويجب العمل أيضاً على جعل منزلك مكاناً آمناً للطفل.
من عمر التسعة أشهر إلى الشهر الثاني عشر
يمكنه الآن التقاط الأشياء بمجهود بسيط، كما يتضّح أيضاً تفضيله استخدام اليد اليمني أم اليسرى. ففي اليد التي يطغى استعمالها مهارة وقوة أكبر، غير أنك لن تستطيعي تحديد ما إذا كان طفلك يستخدم يده اليمني أم اليسرى حتى يبلغ العامين أو الثلاثة أعوام. وهو يجيد كذلك الالتقاط مثل الكماشة، مما يمكّنه من مسك الأشياء الصغيرة مثل الخرز بين الإبهام والسبابة. بما أنه غدا قادراً على التوافق العضلي بصورة أفضل، يمكنه استخدام الملعقة والشوكة بشكل جيد إلى حد ما في أوقات الطعام.
ما هي الخطوة التالية؟
حين يتمكّن طفلك من مسك الأشياء، احذري فالخطوة التالية ستكون رميها. يستمتع الكثير من الأطفال بقذف ألعابهم لجعل الأمهات يقمن بالتقاطها. في العام الأول، سيستمتع طفلك باللعب بالكرة، وبناء الأبراج، وضرب الأشياء ببعضها. أما في عامه الثاني، فتنكشف الجوانب الفنية لديه، وتبهره أقلام الرسم الملوّنة وكيفية استخدامها في الرسم والكتابة . في عامه الثالث، سيتطور لديه التوافق العضلي العصبي بدرجة كافية تمكّنه من محاولة كتابة الأحرف وربما كتابة اسمه أيضاً.
ما هو دورك؟
من أجل تحفيز ردة فعل مسك الأشياء لدى طفلك، حاولي وضع لعبة أو غرض ذي ألوان زاهية بعيداً عن متناول يده، ثم شجعيه على الإمساك بهذه الأغراض. لكن لا تضعيها بعيداً جداً بحيث يصعب وصوله إليها فيشعر بالإحباط. كما عليك أن توفري له العديد من الأشياء التي يستطيع مسكها بسهولة مثل المكعبات الطرية، والأقراص البلاستيكية، وكتب الأطفال الملونة. في مرحلة لاحقة، عندما يبدأ في تعلّم إحكام التقاط الأشياء بإصبعين مثل الكماشة، شجعيه على مسك الطعام مثل الفاصوليا والجزر، وسوف يستخدم ملعقته وشوكته عندما يكون مستعداً لذلك.
متى يستدعي الأمر القلق؟
إذا لم يبدِ طفلك أي اهتمام بأي من الألعاب التي تضعينها أمامه من عمر الثمانية أسابيع، ولا يحاول لمس أو التقاط الألعاب حتى عمر التسعة أشهر، ناقشي الأمر مع طبيبه. قد يتأخر الأطفال الخدّج (المولودون قبل أوانهم) في اكتساب هذه المهارة وغيرها مقارنة مع أترابهم من المرحلة العمرية ذاتها. اسألي طبيبك عن الجدول الزمني المعقول لحدوث هذا التطور
المشي
إن تعلّم كيفية المشي هو أحد أهم معالم التطور التي يمرّ بها طفلك في حياته، وتعد خطوة هائلة نحو الاستقلالية. بدءاً من فترة الاستناد إلى الأريكة ومروراً بمرحلة الترنح المتردد للارتماء في حضنك، ووصولاً إلى مراحل الركض والقفز بثقة، يوّدع صغيرك مرحلة الطفل الرضيع.
متى يحدث هذا التطور ؟
خلال عامه الأول، يكتسب طفلك تدريجياً القوة العضلية والتوافق العضلي العصبي المطلوبين لتعلّم الجلوس والتقلّب من جهة إلى أخرى والحبو أو الزحف وذلك قبل أن يبدأ بجذب نفسه إلى الأعلى والوقوف في شهره الثامن تقريباً. من الآن فصاعداً، تتعلق المسألة فقط باكتساب الثقة والتوازن، فغالبية الأطفال يخطون خطواتهم الأولى بين الشهرين التاسع والثاني عشر، ويستطيعون المشي جيداً في شهرهم الرابع عشر أو الخامس عشر على وجه التقريب. لا تقلقي إذا احتاج طفلك وقتاً أطول بقليل، فالعديد من الأطفال الأصحاء لا يمشون قبل بلوغهم الشهر السادس عشر أو السابع عشر.
كيف يحدث ذلك؟
في الأسابيع الأولى من حياته، عندما تحملين طفلك في وضع مستقيم من تحت إبطه، تتدلى ساقاه إلى أسفل ويدب بقدميه على سطح جامد كأنه يمشي. لكن هذه مجرد ردة فعل لا إرادية، لأن ساقاه ليستا قويتين بما يكفي لتحملانه، وسرعان ما تختفي هذه الحركة بعد شهرين.
عند بلوغ الطفل الخمسة أشهر، ولو تركته يتوازن بقدميه فوق فخذيك، سيترنح صعوداً ونزولاً، ويغدو هذا الترنّح من أنشطته المفضلة خلال الأشهر القليلة التالية، أي في الفترة التي تقوى أثناءها عضلات ساقيه بينما يتقن التقلّب من جانب إلى آخر والجلوس والحبو أو الزحف.
في شهره الثامن على وجه التقريب، قد يحاول طفلك جذب نفسه إلى الأعلى للوقوف مستنداً إلى قطعة من الأثاث. لو أوقفته بجانب الأريكة، سيتمسك بشدة خوفاً على حياته. عندما يتقن هذه المهارة في الأسابيع القليلة التالية، يبدأ في التجوّل، أي التحرك متمسكاً بقطع الأثاث، وربما يتمكّن من إفلات يديه والوقوف من دون الحاجة إلى مساعدة. حين يقدر على القيام بذلك، قد يمشي بضعة خطوات إذا أمسكت يديه في وضعية المشي، وربما يحاول الانحناء لإحضار لعبة عن الأرض وهو واقف.
في الشهر التاسع أو العاشر، يبدأ طفلك في تعلّم ثني ركبتيه والجلوس بعد الوقوف (وهي حركة أصعب مما تتصورين!).
ببلوغه الشهر الحادي عشر، ربما يكون طفلك قد أتقن الوقوف وحده، والانحناء، وجلوس القرفصاء. كما أنه قد يمشي ممسكاً بيديك، من دون أن يستطيع نقل خطواته الأولى وحده قبل مرور بضعة أسابيع إضافية. يشرع معظم الأطفال في هذه الخطوات الأولى على أطراف أصابعهم مع لفّ أرجلهم إلى الخارج.
في الشهر الثالث عشر، يتمكّن ثلاثة أرباع الأطفال من المشي بمفردهم، وإن حدث ذلك بشكل متقطع. إذا لم يتوقف طفلك عن التجول مستنداً إلى الأثاث، معناه أن المشي وحده سيستغرق وقتاً أطول. لا يمشي بعض الأطفال إلى أن يكملوا الشهر السادس عشر أو السابع عشر أو بعد ذلك.
ما هي الخطوة التالية؟
بعد أن يأخذ الأطفال هذه الخطوات الأولى الساحرة نحو الاستقلالية، يبدؤون بإتقان الجوانب الفنية من الحركة:
- في الشهر الرابع عشر، يجب أن يتمكّن طفلك من الوقوف وحده، وربما يستطيع الانحناء إلى أسفل والوقوف مرة ثانية، كما قد يحاول المشي إلى الخلف.
- في الشهر الخامس عشر، يستطيع الطفل العادي أن يمشي بشكل جيد ويدفع ويجذب الألعاب وهو يخطو.
- في الشهر السادس عشر تقريباً، يبدأ طفلك بالاهتمام بصعود ونزول السلالم، غير أنه قد لا يستطيع استخدام السلالم وحده لعدة أشهر إضافية.
- يصبح معظم الأطفال في سنّ الثمانية عشر شهراً محترفين في المشي. يستطيع العديد منهم صعود السلم بمساعدة (وقد يحتاجون إلى المساعدة في نزولها لمزيد من الأشهر التالية) كما يستهويهم كثيراً تسلق الأثاث. ربما يحب طفلك أن يركل الكرة، بالرغم من عدم نجاحه الدائم، وقد يرقص إذا سمع الموسيقى.
- في الشهر الخامس والعشرين أو السادس والعشرين، تستقيم خطوات طفلك بصورة أفضل، ويبدأ بإدراك الحركة الدقيقة للكعب وأصابع القدم أثناء المشي والتي يتقنها الكبار. في هذا السنّ أيضاً، يكون قد أتقن القفز.
- مع اقتراب عيد ميلاد طفلك الثالث، تكون معظم حركات جسمه الأساسية قد غدت عفوية. فهو لم يعد بحاجة إلى تركيز جهوده للمشي أو الوقوف أو الركض أو القفز، إلا أن بعض الحركات، مثل الوقوف على أطراف الأصابع أو على قدم واحدة، ما زالت تتطلب بعض التركيز والمجهود.
ما هو دورك؟
أثناء تعلم طفلك الوقوف، قد يحتاج بعض المساعدة في معرفة كيفية الجلوس مرة ثانية. إذا علق وبكى طالباً مساعدتك، لا تجلسيه فقط، بل أظهري له كيف يثني ركبتيه ليجلس دون أن يتعثر، ثم دعيه يجرب ذلك بنفسه.
يمكنك تشجيع طفلك على المشي عن طريق الوقوف أو الركوع أمامه مع الإمساك بيديه الاثنتين ثم جذبه ليمشي صوبك، أو قد تفضلين شراء لعبة شاحنة الأطفال أو أية لعبة مماثلة بمقدوره الاتكاء عليها ودفعها (ابحثي عن لعب الأطفال المخصصة لهذا السنّ والتي تكون متوازنة وذات قاعدة عريضة تعينه عند اللزوم). تجعل مشاءات الأطفال (الأداة التي تساعدهم على المشي) التنقل بالنسبة للطفل سهلاً جداً، فتمنع عضلات الساق العلوية من النمو بشكل سليم، لذا يوصي بعض الأخصائيين بشدة بعدم استخدامها. لا تجعلي طفلك يرتدي الأحذية إلى أن يمشي خارج المنزل أو على أسطح خشنة أو باردة بصفة دائمة، لأن المشي بقدمين حافيتين يساعد على تحسين توازن الطفل وتوافقه العضلي العصبي.
كالعادة، تأكدي من أن طفلك محاط ببيئة آمنة وطرية تمكّنه من ممارسة مهارته الجديدة. إياك أن تتركي طفلك أبداً من دون مراقبة وابقي بجواره في حال سقط أو احتاج إلى مساعدتك.
متى يستدعي الأمر القلق؟
لا يمشي بعض الأطفال الأصحاء قبل بلوغهم الشهر السادس عشر أو السابع عشر. من الأهمية بمكان متابعة تطور المهارات، فلو كان طفلك متأخراً قليلاً في تعلّم التقلّب من جانب إلى آخر أو الحبو أو الزحف، فهو على الأرجح يحتاج إلى بضعة أسابيع أو أشهر إضافية لتعلّم المشي أيضاً. طالما أنه مستمر في تعلّم أمور جديدة، لا يجب أن تقلقي. تنمو قدرات الأطفال بشكل متفاوت، فالبعض منهم يكتسب المهارات أسرع من الآخرين، لكن إذا بدا طفلك متأخراً بشكل ملحوظ، يجب أن تستشيري الطبيب في الأمر. لكن تذكّري أن الأطفال الخدّج (المولودين قبل أوانهم) قد يكتسبون هذه المهارة وغيرها من المهارات متأخرين بضعة شهور عن أترابهم الذين في مثل عمرهم.
و بكده تكون مراحل التطور الاساسيه التي يمر بها كل طفل قد انتهت
مع التمنيات بالعافيه والصحه والسعاده لكم ولاطفالكم
للامانه كل ماسبق منقول
لتستفيد كل ام جديده
مواقع النشر