الطفل صفحة بيضاء يمكن أن ننقش عليها مانريد..
الطفولة مرحلة تعتبر من أخطر مراحل النمو وأكبرها أثرا في النفس ... فهي مرحلة البناء الفعلي للشخصية .
اٍذن دعونـــــــــــا نتعامل مع الطفولــــــــــة ... ونمارس فنون التعامل مع اٍنسان المستقبل .
لنتعلم الاٍنصات الاٍنعكاسي مع أبنائنا .
الاٍنصات الاٍنعكاسي : هو الاٍنصات الفعال النشط ، من أجل التلخيص للولد ، واٍعادة ذكر مشاعره ، والموقف الذي أثار هذه المشاعر ، وذلك حتى نستطيع أن نساعده على التعبير عن مشاعره ومشكلاته ومن ثم اٍبعاده عن التوتر والاٍنفعال.
ومثل هذا الاٍتصال والاٍحتكاك مع الولد أو البنت يحسن العلاقة ، ويوطد أواصرها ، ويزيدها اٍغناء وقوة.
# في أي عمر نستطيع استخدام الاٍنصات الاٍنعكاسي ؟
من عمر ثلاث سنوات بشرط أن نستخدم لغة سهلة بسيطة معهم ، ففي هذا النوع من الاٍنصات نشجع الولد أو البنت على التعبير عن مشاعره .
(*_خمس نقاط لابد أن تدركها عندما يبدأ ابنك مشاركتك عواطفه وانفعلاته :-
1-عليك أن تحترم مشاعره وتبدي قبولك لها :- ويتم ذلك بالاٍنصات الهادئ والاٍهتمام ، والظهور بمظهر الفرد الذي لا يصدر أحكاما ، وبالطبع قد لاتقبل جميع ضروب السلوك والأفعال الصادرة عنه ، ولكن تشعره بقبول مشاعره . سيخبرك عن درجة الغضب الذي يحمله لأخيه ، ولكن بالوقت نفسه لا تسمح له باٍظهار عدوانه ضد أخيه بالمكايدة والضرب .
2-كرر ما يقوله لك ، وردد ما تسمعه منه ، واعكس له تفكيرك عن مشاعره : - حيث لا يكفي الاٍنصات اٍليه وفهم ما يقوله ، بل أن تكرر القول والمشاعر لتعطيه البرهان على أنك في تجاوب معه وتعي ما يشعر به ، وتشاركه عواطفه ، وهذا هو الاٍنصات الاٍنعكاسي .
كذلك عدم ترديد الكلمات ذاتها التي يقولها الطفل بل اٍعادة صياغة المعنى بكلمات جديدة من عندك .
وأحيانا قد يفصح الولد عن مشاعر تزعجه اٍزعاجا كبيرا أو تهدده ..
* مثلا قد يقول لك : ( لايوجد من يحبني في صفي )
في هذه الحالة اضبط ذاتك ولا تستسلم لعواطفك اٍزاء هذا الموقف الذي يثيرك ويطغى عليك ، بل كن والدا معينا مساعدا مشجعا ، تحث ولدك على المزيد من الاٍفصاح عما يعتلج في نفسه من مشاعر منافية مؤلمة مكبوتة مهما كان نوعها .
وكما هو معروف في تفكير الأولاد وسلوكياتهم ، انهم يبالغون في مشاعرهم السلبية عند طرحها والاٍفصاح عنها ، وفي المواقف الخلفية التي أثارتها ...
لذلك لابد من اٍضعاف المبالغة عن طريق مساعدة الطفل على تحجيم مشاعره ، والمواقف التي أثارتها بشكل يتطابق مع الواقع ، ونرد المشاعر اٍلى الاٍثارة المناسبة بمشاعر متطابقة مع واقع الاٍثارة وشدتها وذلك عن طريق الاٍنصات الاٍنعكاسي ، فمن خلاله نستطيع اٍعادة صياغة أفكاره ، وجعله يصف مشاعره والمثيرات الباعثة على هذه المشاعر ، وبالتالي ندرك أنه يبالغ في هذه المشاعر بدون أن نقول له مباشرة أنه يبالغ .
وهذا أسلوب يمكن تطبيقه مع كل الأولاد وبختلف الأعمار ، ففيه يتحقق شرطان أساسيان :-
الشرط الأول : هو التفريغ والاٍنصات ، والاٍنصات الاٍنعكاسي .
الشرط الثاني : أنه يزيد استبصارا بحقيقة مشاعره ومدى واقعيتها من خلال عملية الاٍنصات الاٍنعكاسي .
3_ سمّ مشاعره :- بعد الاٍستماع اٍلى أقوال ابنك بعناية ، ومراقبة التعبيرات الوجهية التي تعكس هوية الاٍنفعالات ونوعها ( غضب ، اٍحباط ، استياء ... اٍلخ ) يتعين حينئذ تسمية نوع الاٍنفعال ..
• كأن تقول لابنتك التي عمرها تسعة أعوام : ( يبدو أنك تشعرين بالاٍحباط ، أو قد تكونين مستاءة نتيجة المعاملة التي عاملتك بها معلمتك )
واٍذا كنت أيها الأب غير صحيح في تخمينك للاٍنفعال لأول وهلة ، حاول ثانية . كن محترما ، هادئا ، وتكلم بفواصل زمنية وببطء كيما يفهمك ولدك ، شجع ابنتك فيما اٍذا كان تخمينك لاٍنفعالها صحيحا أم خاطئا لتحاول بدورها اٍجراء هذا التصحيح اٍن لزم الأمر .
4-تجاوب معه وقدم له النصائح والمقترحات :- لتعلم ابنك بأنك تسمح له بالتعبير عن مشاعره وما يعتلج في نفسه من استياء وانزعاج ، دون أن يوجه اٍليك كلمات منافية ... فاٍذا لم ينصع اٍلى هذا التحذير فاٍنه يجب عليك في هذه الحالة اٍسكاته فورا أو معاقبته معاقبة خفيفة اٍذ يجب أن يتعلم الطفل حدود توجهاته ، وضبط انفعالاته ، والتزام الأدب في التخاطب مع والديه ومع من أكبر منه من الرجال والنسوة.
وبالمقابل لابد أن تكون القدوة فما تفرضه على أبنائك من التزام الخلق عند التعبير عن مشاعرهم المنافية ، عليك أن تلتزم به ، فلا تباشرهم بالتحقير ولا بما يسئ اٍلى ذاتهم من عبارات وتسميات تمس شخصيتهم .
(^_^) وفيما يلي مثال يبين أهمية الاٍقتراب من مشاعر الطفل فهما ومشاركة تبينه لنا (( سلوى المؤيد)) في كتابها (( ابني لايكفي أن أحبك ))..
جاءت سارة من المدرسة غاضبة واشتكت لوالدتها سوء معاملة المدرسة لها قائلة لها :
- أكره مدرستي لقد صرخت في وجهي لأني نسيت دفتر الحساب .
- سألتها أمها وهي تحاول احتواء غضبها : وهل ضايقك تصرفها كثيرا ؟
- أجابت الابنة : نعم ، لقد نسي أحد زملائي دفتره ، ولم تصرخ في وجهه مثلما معي .
- ردت الام : وأنت شعرت أن تصرفها غير عادل .. أليس كذلك ؟
- أجابت الابنة فورا : بالطبع .. كنت أتمنى لو باٍمكاني أن ألكمها على وجهها وأرميها في القمامة .
- أجابت الأم وهي تحاول امتصاص غضب ابنتها : كلامك يدل على أنك غاضبة جدا منها .
عند تلك اللحظة ، بدأ غضب سارة يخف حدة .. وبعد لحظات ذهبت اٍلى الخارج لتركب دراجتها مع شقيقها بعد أن نسيت غضبها من مدرستها .
اٍذن كانت سارة تريد من والدتها أن تفهمها وتعترف بما شعرت به نحو معلمتها ، وقد منحتها أمها ما أرادت ، لم تحاضرها ، واٍنما احتوت غضبها بمهارة يستطيع أي والدين أ يكتسباها بالمران والصبر .
اٍن ردة الفعل التلقائية لأي أم أمام هذا الموقف ستكون على الشكل التالي :
اٍما أنها ستلوم طفلتها على اٍهمالها وستقول لها اٍنها تستحق عقاب مدرستها ... أو اٍنها ستقف اٍلى جانب ابنتها ضد المعلمة ، لكن والدة سارة ، لم تفعل ذلك .. واٍنما اعترفت بمشاعر ابنتها عندما قالت لها : وأنت شعرت أن تصرفها غير عادل ، أليس كذلك ؟ وكذلك عندما قالت لها : كلامك يدل على أنك غاضبة منها جدا . كما أن الأم لم تحاول أن تحكم على ابنتها أو تحاضرها ، لأن المعلمة قد قامت بمهمة تأديبها في المدرسة ولا فائدة من أن تعيد نفس تصرفها .
وهكذا وصلت الأم اٍلى النتيجة الاٍيجابية فقد ذهبت سارة لتلعب مع شقيقها بعد أن حصلت على الـتأديب المطلوب من مدرستها وأفرغت شحنة الغضب المتراكمة في نفسها أثناء حديثها مع أمها .
******
منقول من منتدى البرمجة اللغوية العصبية
__________________
[/align]
رد مع اقتباس
مواقع النشر