السياحة في منطقتنا العربية لها طابع خاص يسعى له ملايين السياح الشغوفين بالأصالة والأسلوب الشرقي حول العالم، وخاصة الأسواق العربية القديمة التي تحمل تاريخ كل بلد.
ولا شك أن جلوسك على أحد المقاهي وسط الأروقة العتيقة، وتحدثك مع أحد الباعة لتشتري المنسوجات اليدوية بينما تنتشر حولك رائحة البخور والبن والعطارة، هي تجربة ذات مذاق خاص تتميز به المنطقة العربية، تربطك بجذورك وتمنحك فرصة للتواصل مع التاريخ بشكل مباشر، وكأنك تسمع أصوات أحجار الجدران تروي لك الكثير من الأسرار وحكايات الماضي.
الخدمات السياحية والرفاهية والتقدم التكنولوجي كلها أمور مطلوبة ومفضلة للسياح، لكن إذا أردت أن ترى الروح الحقيقية للمدن العربية بدون هذا “المكياج السياحي”، فالأسواق تكشف لك وجها أخرا للمتعة لن تجد له مثيل في طرقات المدن الحديثة والأبنية الشاهقة
تعكس الأسواق الشعبية في السعودية مظهرا مهما عن الحياة الاجتماعية في المملكة، وتعتبر الرياض من أغنى المدن تنوعا في الأسواق الشعبية بسبب تعدد واختلاف البضائع.
“سوق الزل” ..قلب العاصمة النابض
يقع “سوق الزل” في وسط الرياض، ويعد البازار الأثري أول الأسواق وأقدمها في العاصمة حيث يعود تاريخ السوق إلى عام 1901 ميلاديا، والسوق بممراته الأثرية وطرازه المعماري هو لوحة تفوح منها رائحة الماضي السعودي، واسم السوق يعود إلى رواج تجارة السجاد وشعبيتها الكبيرة، وأبرز أنواع السجاد في السوق السجاد التركي والسجاد التبريزي، مع السجاد الكشميري والروسي.
سوق الثلاثاء..أشهر أسواق مدينة “أبها”
أحد أبرز المعالم التاريخية في مدينة أبها السياحية جنوب السعودية، ويعتبر من أقدم الأسواق الشعبية في المنطقة، وسمي بهذا الاسم لكونه كان ومازال حتى الآن يقام في يوم الثلاثاء من كل أسبوع، وكان يعرف قديما بسوق “ابن مدحان” وهو أشهر أسواق “أبها” ويقام قرب قرية الفنانين.
يضم بداخله أكثر من مائتي دكان وبسطة يعرض فيها الباعة معروضاتهم بشكل متناسق، ويتميز السوق بحضور قوي للمنتجات الشعبية، وبيع الأقمشة والقهوة والزنجبيل والعطور والحلي والفخار والحديد والملابس والسمن والعسل والنباتات والزهور العطري.
“سوق المنامة”.. تجربة التسوق في لؤلؤة الخليج
على أحد المقاهي الشعبية في سوق المنامة ترى مشهدا حيا للمدينة، حيث التقاليد والعادات تظهر بشكل واضح في سوق المنامة القديم الذي يُعتبر أحد أقدم الأسواق في البحرين.
ويقع السوق وسط العاصمة البحرينية وتعد الصناعات الحرفية من أهم الأشياء التي تميز التاريخ والثقافة للبلاد، وتجربة التسوق في سوق المنامة القديم فريدة وتستوحي أجمل ملامح الحياة الشعبية البحرينية مع العديد من الدكاكين والمنتجات الشعبية مثل المنسوجات، المجوهرات، البهارات والمكسرات المحلية، البخور والعطور، التذكارات من لوحات فنية تراثية قديمة، المصنوعات الشعبية واليدوية والأزياء الشعبية، والحلوى والهدايا التي تحمل الطابع البحريني.
“سوق واقف” العراقة والحداثة في الدوحة
سوق تقليدي يعتبر من أهم المعالم السياحية في مدينة الدوحة، ويعد أشهر معلم سياحي وتراثي يقصده السياح، يعتبر سوق واقف من الأماكن القديمة في قطر، ولكنه خضع لعملية تجديد كاملة مع الحفاظ على الأصالة، لذلك يجمع السوق بين جوانبه روعة العمارة العربية القديمة مع لمسه عصرية، ويعود اسم “سوق واقف” حيث كان الباعة يقفون على جانب الطريق التي تؤدي إلى السوق الكبير في الدوحة ويبيعوا بعض المنتجات مثل السمك.
ويشتهر السوق ببيع المشغولات التراثية وتناول الطعام العربي والشعبي والعالمي، ويقدم السوق البهارات والعطور وآلات الموسيقى والمفروشات والملابس والمفروشات التراثية والتوابل والأعشاب، بجانب الذهب والعطور والطيور، مع العديد من الصناعات الحرفية كالمشغولات اليدوية والسيوف والخناجر، والتطريز، بالإضافة لمحلات السجاد بألوانها الرائعة.
“خان الخليلي”.. ما بين التراث الشعبي والسينما
تبدأ الرحلة في الخان مع المشربيات المطلة على الشارع والأبنية والدكاكين الصغيرة المتلاصقة في أحد أحياء القاهرة القديمة الذي يتمتع بجذب سياحي كبير.
إذا كنت من هواة التاريخ سوف تذوب في عبق القاهرة الساحرة وسط حكايات بناء هذا السوق الذي يعد من أعرق أسواق الشرق الأوسط ويتعدى عمره الـ 600 عام منذ عصر المماليك، وهاجر إليه عدد كبير من تجار مدينة الخليل الفلسطينية ومنهم أحد الأمراء المماليك “جركس الخليلي” وينسب إليه “خان الخليلي”، وسوف تكتمل القصة بكوب من الشاي على واحدة من أقدم المقاهي المصرية ويرجع تاريخ تأسيس قهوة الفيشاوي لعام 1769م.
أما إذا كنت من عشاق فن الرواية فسوف تشعر بروح الأديب العالمي نجيب محفوظ تتجول في المكان لتقص عليك أحداث رواياته “خان الخليلي” والذي التي تحولت إلى فيلم سينمائي من بطولة عماد حمدي وحسن يوسف.
ويوجد بضائع من كل صنف من بينها الذهب، والماس، والفضة، وأوراق البردي أنواع شتى من المسابح، والبهارات والمشغولات اليدوية الدقيقة، وملابس مزركشة التقليدية مما أنه مملكة البخور والعطور.
“سوق العطارين”.. العطارة والوصفات الطبيعية
تقع فاس في أقصى شمال شرق المملكة المغربية وتتميز هذه المدينة الفاتنة بكثرة أسواقها القديمة التي تنفرد بصفة “التخصص”، فهناك سوق الصباغين بأحواضه الملونة وسوق النجارين المزين بأجمل نوافير المياه.
أما سوق العطارين من أشهر الأسواق العتيقة بمدينة فاس، ويقع في قلب المدينة القديمة، بجوار جامع القرويين، ويضم السوق حوانيت للعطارين، حيث تنبعث روائح الأعشاب والنباتات الطبية والتوابل.
“سوق البخارية”.. ذكريات العاصمة الأردنية
يعد السوق الأول في عمّان ويقع في منطقة وسط البلد في العاصمة الأردنية؛ ويعود الاسم إلى تجار هاجروا إلى الأردن من مدينة بخاري من أوزبكستان، بحثا عن الأمان في الدول الإسلامية.
ويحمل هذا السوق الكثير من ذكريات الأردن لأنه من أقدم أسواقها وكان محاطا بالبساتين الخضراء في الماضي، ويقف الآن شاهدا على المزج الحضاري بين القديم والحديث تجد واجهات المحلات المزينة بالبضائع مثل التحف الخزفية المنسوجات القديمة والمطرزة والمسابح، والتحف الفنية النادرة ومنتجات الأخشاب التي تصنع منها الأدوات المنزلية القديمة بالإضافة إلى أدوات الموسيقى مثل الربابة والعود، إلى جانب المنتجات الحديثة والتي تميز بلمسات حرفية رائعة.
رد مع اقتباس
مواقع النشر