إخواني وأخواتي الأبطال ذوي القوة والإرادة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
إخواني وأخواتي الأبطال ذوي القوة والإرادة : كم يشرفني ويسعدني أن أكون معكم دائما ، فالقرب منكم شرف ورفعة والبعد عنكم عار ومذلة.
أسعد بقربكم وأتعب بالبعد عنكم ، أنتم الذين تبنون وغيركم يهدم ، ياليت كل الناس( الذين يلقبون بالأسوياء وما أغلبهم بأسوياء) تملك ما تملكون من العزيمة والإرادة وما تتصفون به من رزانة ورجاحة في العقل، لو ملك هؤلاء الناس ما تملكون لأصبحنا أمة متقدمة لها قيمتها واحترامها بين الأمم الأخرى ، ولكن : كيف نكون متقدمين وما زلنا نفرق بين اصحاب الإرادة والتحدي وبين الناس الملقبون بالأسوياء، وما أدراكم أنهم أسوياء ؟ هل الذي يستطيع المشي بصورة معتدلة هو الذي يلقب بالسوي؟ ما هذه الرجعية والخرافات وما هذا التخلف الذي يحاصرنا وإلى متى سيظل يحاصرنا؟ ألاف الأسئلة عالقة بذهني تجاه هذا الموضوع ولا أجد لها إجابة .هل نريد أن يحترمنا الغرب؟ كيف؟ كيف يحترموننا وما زلنا نحكم على الناس بالظاهر ونسينا الباطن ضاربين عرض الحائط بإمكانيات وقدرات هولاء الأبطال ومتمسكين بالمظهرا لخارجي فقط.
والله لن تتقدم أمة أهملت فئة لها طاقات وقدرات لا تحصى مثل أخواننا وأخواتنا من ذوي الحاجات.
واسمحو لي ان انفرد بالجزئية التالية لأخواتنا من ذوي الإحتياجات واللاتي ظلمن من قبل المجتمع أكثر من الرجال بكثير ولا أدري لماذا :
احيي كل فتاة عندها اي إعاقة وأقول لها من كل قلبي " هنيئا لكي بهذا البلاء وصبرا جميلا فلن يضيعكي الله وسيعوضك الله في الدنيا والأخرة.
والله لو كان الأمر بيدي لصنعت لكل فتاة معاقة تمثال من ذهب فهي تستحق ذلك وأكثر . وأعتذر لكم بالإنابة عن مجتمعنا الذي فرق بينكم وبين الأخرين مع أن هناك فعلا فرق بينكم وبين الأخرين ولكن العكس : أنتم الأفضل شاء المجتمع أم رفض.
لقد قرأت قصة قصيرة أحسست فيها فعلا بتخلف مجتمعنا وأحسست فيها بمرارة الضلم. هذه القصة هي لشاب خطب فتاة معاقة وعند قرب الزفاف تركها: أتدرون لماذا؟: قال لها عبارة نزلت على صدري كالصخرة فما بالكم بها هي؟ قال لها " كيف ستقفين بجواري في الكوشة؟ "
يا الله : هل هذا إنسان؟ لا ورب الكعبة لقد تجرد من كل معاني الإنسانية فهذا الكائن لا يقال عليه إلا أنه حشرة حقيرة واعذروني في اللفظ فأنا لم أتحمل ما قاله وقد جرحتني هذه الكلمة جدا فهو لا يستحق بأن يكون بجوارها في الكوشة. من الذي يرفض العيش مع ملاك؟ فعلا والله ان المعاقة في نظري ملاك ونعمة كبيرة أسأل الله الا يعطيعها إلا لمن يستحقها ويقدر قيمتها.
وأقول لهذا المجتمع الظالم: إنه لمن الحماقة والتخلف أن تعاقب إنسان على شيء لم يفعله فهذا قمة الظلم.وأقول له أيضا ليس كل من تمشي بعكاز او كرسي متحرك او ترتدي جهازتعويضي او طرف صناعي تسمى بمعاقة. فهذه الأشياء ما هي إلا وسائل مساعدة في المشي لا تعيب الفتاة ابدا . وأريد أن أتساءل : اليست النظارات وسيلة مساعدة على النظر؟ إذن لماذا لا يسمون الذي يلبس نظارات بالمعاق؟
من منا ليست لديه إعاقة؟ هل يجرؤ أحد أن يقول أنا ليست عندي إعاقة؟ سواء كانت ظاهرة أم باطنة. والله قائل هذه العبارة أحمق كاذب ( فالكمال لله عز وجل) وهؤلاء المعاقون قد من الله عليهم بأن جعل إعاقتهم ظاهرة يعرفها جميع الناس وليست باطنة ينخدع فيها جميع الناس. ويجب أن يحمدون الله لأنه لم يجعل إعاقتهم باطنة مثل الكبر والحسد والرياء والحماقة وكل الصفات الخبيثة أعاذنا الله وإياكم منها.
عذرا لقد أطلت عليكم فالحديث في هذا الموضوع يطول وأشكركم على حسن قرأتكم.
"والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته