السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مدينة باريس
علم المدينة :
شعار المدينة :
باريس عاصمة فرنسا وكبرى مدنها وهي واحدة من أكثر مدن العالم جمالاً، إذ
تتخللها الحدائق والمتنزهات والميادين التاريخية. ويتعرج نهر السِّين وهو يشق
مجراه وسط المدينة، بينما تحدد أشجار الكستناء جوانب شوارعها المشهورة. أما في
الليل فتضفي الأضواء بريقًا على قصور باريس وآثارها المشهورة. وقد أدى جمال
باريس وأهميتها بوصفها مركزًا للمعارف وإنجازات الفكر إلى تسميتها بمدينة النور،
وهو الاسم الذي بدأ إطلاقه عليها خلال عصر التنوير منذ القرن السابع عشر إلى
السنوات الأخيرة من القرن الثامن عشر الميلاديين في بلاد الغرب.
برج إيفل
لعله أول صورة تعبر ذهن الواحد منا حين يُذكر اسم باريس، والبرج عبارة عن تركيبة هندسية معمارية من الحديد أطلق عليها إسم بانيه المهندس الكسندر غوستاف إيفل, وانتهى العمل فيه عام 1889 بعد مضى اكثر من عامين، وكان قد تم تشييده بمناسبة المعرض الكونى الأول. وظل يعتبر أعلى ما بناه الإنسان لمدة 40 عاما (حتى بناء الأمباير ستيت بلدنغ فى نيويورك)، وقد اثار بناء البرج حينها كثير من اللغط والإحتجاجات. إذ أعتبره عدد من الكتاب والفنانين تشويها لتناسقية وجمال العاصمة, وهو حاليا من أكثر المعالم السياحية التى يزورها السواح من مختلف انحاء العالم (قرابة الأربعة مليون زائر سنويا), ويتكون هيكل البرج الضخم من 15 الف قطعة من الصلب ، ويزن قرابة الـ 7000 طن ، بالإضافة الى انه يلزم حوالى 50 طنا من الطلاء لدهنه . ولقد احتفلت العاصمة منذ سنوات بمرور قرن على إقامته إحتفالا كبيرا, ويقع الطابق الأول من البرج البالغ إرتفاعه 300 متر على إرتفاع 57 مترا وفيه المتحف السمعى البصرى المخصص لقصة تشييده ، بالإضافة الى العديد من الصور والوثائق ، ويوجد فى الطايق الثانى (الذى يقع على إرتفاع 115 متر) عدد من المطاعم ومحلات بيع التحف التذكارية . اما الطابق الثالث و الأخير فيقع على إرتفاع 274 متر ، وفيه متحف يضم مكتب المهندس إيفل . ويمكنك من هذا الطابق ، حين يكون الطقس صحوا ، إلقاء نظرة (بانورامية) على باريس والتمكن من رؤية أماكن تقع على بعد 60 كيلومترا, وفى البرج عدد من المصاعد الكهربائية التى تمكنك من زيارة طوابقه الثلاثة (مقابل تسعيرة دخول) ، إلا انه يمكنك الصعود مجانا على الأقدام بركوب الـ 1653 درجة ... ويوجد تحت البرج تمثال نصفى مذهب صغير لمهندسه الكسندر غوستاف إيفل, ومن الطريف أن إختراع البرق واللاسلكى ، وأرتفاع البرج ، أنقذاه من الفك والإنتهاء فى مصانع صهر الحديد ... فأرتفاعه جعل منه هوائيا ممتازا مكّن من إستغلاله فى البث الإذاعى (1918) ثم البث المرئي التليفزيونى (1957), ولا يعنى وزن البرج الثقيل عدم (رشاقته) ، فثقله على الأرض لا يتجاور الـ 4 كيلوغرام للسنتيمتر المربع ، ولقد خضع فى الثمانينات الى عملية إنقاص وزن فقد فيها 4 طن. وتتم إضاءة البرج داخليا (داخل هيكله نفسه) منذ سنة 1986، وكانت تتم قبلها بتسليط الأضواء عليه من الخارج, وأخيرا بإستطاعتك زيارة برج إيفل الواقع فى واحد من أجمل ميادين العاصمة (ميدان تروكاديرو) فى جميع أيام الأسبوع من الساعة التاسعة والنصف صباحا وحتى منتصف الليل (صيفا). ومن الساعة التاسعة والنصف صباحا وحتى الحادية عشر مساءا فى بقية فصول العام.
قوس النصر
بدأ العمل فى قوس النصر L'Arc de Triomphe فى بداية القرن التاسع عشر، وأراده نابليون بونابرت رمزا يخلد إنتصارات الجيوش الإمبراطورية. إلا أن إنجازه الفعلي تم سنة 1836 ايام لوي فيليب Louis Philippe, وقام بتصميم القوس الذى يبلغ إرتفاعه 49,50 متر المهندس شالغران على هضبة (شايو) ليكّون مركز نجمة تنطلق منها خمس جادات رئيسية ، أضيفت اليها فيما بعد ، أثناء إعادة تخطيط العاصمة على يد البارون هوسمان سبع جادات كبري (1854), ويحمل القوس على واجهاته عدد من المنحوتات ، أشهرها المرسيلية ، وهى من أعمال النحّات رود ، ويحيط بأعلاه نحت لمئات الجنود بإرتفاع مترين, وإزداد عمق الرمز معني ، بسقوط جندى فى المكان فى (11 نوفمبر 1920)، ومنذها وعلى تمام الساعة السادسة والنصف تماما تجدد مجموعة من المحاربين القدامي إشعال لهب الجندى المجهول فى حفل رسمى, وبإمكانك عبور النفق (تحت ساحة شارل ديغول ، وهو الاسم المطلق على الميدان ) للوصول الى القوس ، كما يمكنك زيارة المتحف الصغير الموجود داخله ، أو الصعود الى السطح لإلقاء نظرة تتبين لك من خلالها مدى جمال الساحات المحيطة به ، وسيمكنك من ناحية رؤية المنظور الكامل لجادة الشانزاليزيه الممتدة حتى ميدان الكونكورد وحدائق التويلرى الواقعة خلفه ، وفى الإتجاه المعاكس رؤية جادة لا جرانت أرمى La Grande Armée الممتدة حتى منطقة لاديفانص La Défense حيث يوجد قوس لاديفانص الكبير.
الشانزاليزيه
إذا كان اسم برج إيفل هو اول ما يعبر المخيلة عند نطق إسم باريس ، فإن جادة الشانزاليزيه هى أكثر ما يرسخ فى الذاكرة ساعة مغادرة المدينة ، فهى دون مبالغة من أجمل الجادات فى العالم ، إن لم تكن أجملها على الإطلاق,وحين تسير فى تلك الجادة الواسعة الرحبة والجميلة ، فستسمع كل لغات الأرض ، وترى جميع أجناس البشر .... فالمكان مميز بوجه خاص، ولا مثيل له, والجادة دون شك، واحدة من أحلى واجهات ياريس العديدة والمتمايزة، التى يزورها الناس فى جميع الفصول ، وتغمرها الحياة ليلا ونهارا. ولا تعد ولا تحصي فيها المحلات من جميع الأنواع، بالإضافة الى المقاهى الكبيرة (وبعضها مشهور دوليا)، والمطاعم ودور العرض السينمائية والمسارح ، والمصارف ومكاتب شركات الطيران ومعارض بيع السيارات ... وفى الجادة مثلا اكبر محلين لبيع الإسطوانات واشرطة الفيديو (الفناك وفيرجن) ومحل اعرق العطور الفرنسية (غيرلان) واكبر محل للعطور فى العاصمة (سيفورا), أما بيوت الأزياء الكبرى، فأختارت الجادات والشوارع القريبة والمتاخمة للشنزاليزيه مكانا لها, والجادة محل المظاهرات الرسمية والشعبية بالدرجة الأولى، ففيها يقام العرض العسكري السنوي، تخليدا لذكرى سقوط سجن الباستيل (وتنطق الباستي بالفرنسية) في 14 يوليو 1892، وفيها تنتهى كل عام جميع المظاهرات الرياضية الكبرى (كسباق الدرجات وماراثون باريس), وفيها أيضا يلتقى الفرنسيين للإحتفالات الشعبية (كليلة رأس السنة التى احتشد فيها اكثر من مليون شخص للإحتفال بنهاية عام 2000، وقرابة المليون واربعمائة ألف شخص يوم فازت فرنسا ببطولة العالم لكرة القدم فى يوليو 1998), وهى ككل ركن من أركان المدينة ذات تاريخ عريق، ففى سنة 1667 تم تمديم (المنظور) البادئ فى حديقة التويلرى.. إلا أن المكان لم يأخذ إسمه الحالي قبل سنة 1709، وظل يعتبر فى نهاية القرن 18 كمكان غير آمن ولا آهل... وحين قام البلاط بمنحه للمدينة عام 1828، تم رصفه وإضائته بالمصابيح الغازية... ثم ولسبب غير واضح، إختارته المؤسسات التجارية مقرا لها، ليصبح مكان نزهة الأرستقراطية الباريسية المفضل, ويبلغ عرض الجادة 71 مترا. إلا أنها ليست أكثر جادات باريس عرضا، فعرض جادة فوش القريبة يبلغ 120 مترا.
وتنطلق جادة الشانزاليزية من ميدان الكونكورد وتنتهى فى ميدان شارل ديغول عند قوس النصر، ويمكننا إعتبارها مقسمة الى قسمين : من ميدان الكونكورد الى جزيرة دوران الشنزاليزية ، التى تعبرها جادة شهيرة أخرى هى (ماتينيون). ثم من جزيرة الدوران الى قوس النصر.
القسم الأول : ويوجد به ميدان كليمانصو Place Clémenceau الذى يقود الى القصرين الكبير والصغير Petit Palais et Grand Palais (بنيا بمناسبة معرض 1900 الكونى) والى قصر الإكتشاف Palais de la Découverte. والقصر الصغير هو الآن مقر متحف باريس للفنون الجميلة Musée des Beaux-Arts de la ville de Paris أما قصر الإكتشاف فيضم متحف للتبسيط العلمي، وقبة سماوية Planétarium.
القسم الثانى : يكاد يكون تجاريا بالكامل ، وفيه عدد من المقاه الباريسية الشهيرة وملهى (الليدو) المعروف ، وعدد من المحلات التجارية المتنوعة والمختلفة.
بلدية باريس
يرجع تاريخ هذا المبنى الرائع المزين بـ 136 تمثالا لعدد من الشخصيات الشهيرة الى سنة 1837. وهو مقر عمل عميد بلدية العاصمة الذى يدير منه شؤونها ، ويستقبل فيه زوارها الرسميين, وكانت الساحة الواقعة أمامه - والتى كانت تسمى بميدان الإضراب (عن العمل) ، أو بلاص دو غريف Place de Grève - مكان تنفيذ أحكام الإعدام قبل قيام الثورة : (شنقا للعامة ، بقطغ الرأس بالمقصلة او بالسيف أو الفأس للموسرين ، أو حرقا للسحرة), إلا أن إنتخاب ممثلى الشعب لإدارة المدينة لم يتحقق قبل القرن الثالث عشر ، وكان قبلها ممثل يعينه الملك هو من يتولى هذه المهمة, والمكان رمز سياسي هام ، فالسيطرة عليه ، تعنى بشكل ما السيطرة على كامل العاصمة ، وبعد سقوط سجن الباستي (الباستيل) فى يوليو 1789. إستولى المتمردون على مبني البلدية ، وقتلوا شيخ تجارها بسبب مماطلته بمدهم بما كانوا يطالبون به من سلاح, أيضا سيطرت حكومة الكومون على المكان وأوت فيه روبسبيير الذى كان مبعدا فى لكسمبورغ, ومن نوافذه أطلقت قوات المقاومة الفرنسية الوطنية - بعد إستيلائها على المكان - نيرانها على قوات الإحتلال النازية ، تمهيدا لدخول قوات الحلفاء ، لبدء تحرير المدينة ، ثم كامل البلاد, ويقع المبنى (الذى يمكن زيارته من الداخل كل يوم إثنين من كل أسبوع عند العاشرة صباحا من المدخل الشمالى الواقع خلفه والموجود فى شارع لوبو Rue LOBOU). غير بعيد عن كاتدرائية نوتردام ووسط حي تجارى ضخم ، وتطل الواجهة الغربية على شارع ريفولى Rue de Rivoli التجارى المعروف, الذى يبدأ عند الباستيل ، وينتهى عند حديقة التويلري, أما الساحة الفسيحة أمام المبنى فمكان إقامة إحتفالات شعبية ضخمة ، كالإحتفال الشعبي بالعيد الوطنى فى الرابع عشر من شهر يوليو كل عام ، حيث تلتقى جموع المحتفلين للرقص على الموسيقي ، فى حفل شعبي حقيقي ينتهى دائما عند مطلع الفجر ، فى جو يسوده المرح والسعادة.
متحف اللوفر
أو لنقل متحف اللوفر الكبير ، ... وقصة المكان هى قصة القلعة التى تحولت الى قصر ، تحول بدوره الى متحف ، وأى متحف ؟ أجمل متاحف العالم دون شك ولا مبالغة, ولقد شهد المكان مرور الأباطرة والملوك والرؤساء والوزراء ... وساهم كل من مر به ، بشكل أو بآخر ، فى الإضافة اليه . ثم ها هو اليوم يبلغ آخر مراحل تطويره الذى توالى على مدى ثمانية قرون, وفى البداية ، كان القصر مجرد قلعة بناها فيليب أوغوست عام 1190 ، تحاشيا للمفاجآت المقلقة هجوما على المدينه أثناء فترات غيابه الطويلة فى الحملات الصليبية ، وأخذت القلعة إسم المكان الذى شُيدت عليه, وإذا لم يتوقف لويس الثامن سوى مرات قليلة فى المكان ، فإن القديس لويس تردد عليه كثيرا ، وأضاف اليه قاعة ضخمة فى الجناح الغربي مازالت تحمل إسمه الى الآن. وتحولت القلعة الى مقر إقامة خاص بالملك شارل الخامس, إلا أن فرانسوا الأول هو من أعطي للوفر - بعد إنقضاء 3 قرون على تشييده - إنطلاقته الفنية بتشجيعه لفنون وعلوم عصره ، ولسبب غير معروف ، أثارت القلعة إهتمامه ، فقرر القيام ببعض التعديلات فيها ، ولم يكن ذوقه الرفيع ليتوافق مع طراز العصور الوسطي ، وأنتهى به الأمر الى القرار بهدم القلعة تماما ، وتشييد قصر على نمط وذوق عصره . فكلف المهندس الإيطالى سيريليو بالعمل ، ثم إنتهى بتغييره وبتكليف ليسكو بالمهمة, فى نفس الوقت الذى بدأ فيه فى إعادة بث الروح فى مفهوم جمع التحف الفنية بتكليف الإيطاليين بريماتيس و أندريا ديلاسارتو بالبحث فى إيطاليا عن أفضل ما سيزين حوائط قصور البلاد, وعند وفاة الملك فى سنة 1547 ، وعلى الرغم من قلة عدد مجموعة التحف الملكية حينئذ ، إلا أنها كانت تضم 12 لوحة من أجمل لوحات المتحف الحالية ، منها 4 لوحات لــ (رافائيل) و 4 لوحات لــ (ليوناردو دافنشي), أمر هنرى الرابع ببناء جناح الملك الكبير ، ولم يسكنه بسبب ضيقه. إلا أن القصر صار محل الإقامة الرسمي لكل من (فرانسوا الثانى) و (شارل التاسع) و (هنرى الثالث)، أما (هنرى الرابع)، فلقد أعطى للساحة المربعة شكلها الحالى، وأمر بتعديل ممر (أبوللو) ومد الممر البادئ عند ضفة النهر حتى (حديقة التويلرى)... وأدى بناء قصر حديقة لكسمبورغ تحقيقا لأمر (كاترين دومديسيس) الى إبطاء العمل فى قصر اللوفر, وبدوره قرر لويس 13 مواصلة البناء ، وبحيث تضاعفت المساحة المسكونة من القصر ، وتضاعفت مساحات ساحاته أربع مرات . وفى عهد لويس 14 ، أقتصر العمل على صيانة وتجميل القصر من الداخل ، وأدت عدم إثارة المكان لإهتمام الملك الى التخلى عنه, لكن ولحسن الحظ ، لم يتخل لويس 13 عن مواصلة تجميع التحف الفنية ، فقد كان عدد اللوحات ساعة صعوده العرش لا يتجاوز المأتين ، وبلغ عددها عند وفاته أكثر من الفين ، وإن كانت موزعة على قصور فرساى وفونتنبللو ولكسمبورغ, وأُهمل القصر حتى قيام الثورة التى أحيت فكرة إنشاء متحف يمكن الجمهور من رؤية الكنوز الفنية الكثيرة ، وهى الفكرة التى كان سانين قد أقنع الملك لويس 15 بأهمية تنفيذها, وفى 26/6/1791 أعلن النائب باربير عن قيام (متحف رائع)... إلا أنه توجب إنتظار شهر أغسطس 1792 ، ليتم تكليف لجنة بإختيار التحف واللوحات التى سيتم عرضها, وأفتتح (متحف الجمهورية) أو (المتحف الفرنسي) فى 8/11/1793 ، ثم تقرر إغلاقه بعد مضي ثلاث سنوات بسبب أعمال الصيانة التى تمت فيه ، وأعيد إفتتاحه فى عام 1799 بإسم (المتحف المركزى للفنون) . ثم تغير إسمه مكررا ليصبح (متحف نابليون), وكانت حملات الجمهورية ، ثم الإمبراطورية المنتصرة والعديدة قد ساهمت فى إثراء المتحف ، فتراكمت فيه أهم أعمال المدن الإيطالية الفنية, وساهم نابليون الأول بدوره فى تعديل معمارية القصر ، فتمت صيانة أعمدته ، ونحت واجهته المطلة على النهر .. وأستمر العمل فى تعديل قاعاته ، ودُرس مشروع ربط قصر اللوفر بقصر التويلري ليكونا قصرا واحدا إلا أن خسارة معركة ووترلو ، وقدوم المتحالفين وقيامهم بالإستيلاء على أكبر قدر ممكن من الكنوز المتراكمة دون أن يتمكن من إعتراضهم احد ... - وإن كان قد تم القيام بتوزيع أكبر عدد ممكن من التحف الفنية ، حتى لا تقع بين ايدى المنتصرين الجدد ، فى كامل أنحاء فرنسا بإهدائها الى الكنائس ومتاحف المقاطعات -... وقد أدى كل ذلك الى التخلى عن مشروع القصر/المتحف، مؤقتا على الأقل, ولم يمنع الوضع السياسي حينها لويس 13 عن مواصلة إغناء القصر بعدد من التحف الفنية النادرة ، كتمثال فينوس ربة الجمال (للنحات ميللو) ، والإنتهاء من نحت الأجزاء الداخلية من القصر, تحت حكم شارل العاشر ، تم تجديد الطوابق الأولى فى الأجنحة الأربعة ووضع التحف الأثارية المصرية الفرعونية واليونانية, أما لويس فيليب ، فأفتتح القاعة الآشورية ، وأعاد طرح مشروع ربط قصر اللوفر بقصر التويلرى ، دون جدوي ، بسبب رفض النواب ، إلا أن حكومة ثورة 1848 أتخذت قرار إنهاء العمل فى القصر وتسميته بــ (قصر الشعب) ، وذلك بعد أربعة أيام من قيامها, وتم تنفيذ مشروع ربط القصرين أيام نابليون الثالث ، وأستغرق العمل خمس سنوات ... إلا أنه ، وللأسف ، وبعد مضي 13 عاما ، أحرقت حكومة الكومون قصر التويلري ، وأحرقت معه 70 الف كتاب ومخطوطة ، وكاد اللوفر أيضا أن ينتهى رمادا ، لولا تدخل بحارة الجنرال دواي, وترددت الجمهورية الثالثة أمام مشروع إعادة ربط القصرين ، ثم إنتهت بتقرير مسح جميع ما تبقى من آثار الملوك, واللوفر كما هو الآن أكبر متحف فى العالم ، إلا أنه لم يكن بالقادر قبل مراحل التوسيع المتواصلة - التى بدأت مجددا فى سنة 1984 - على عرض جميع كنوزه ... وأستمر العمل فيه حتى بداية سنة 1998، ليأخذ شكله النهائى الذى هو عليه الآن, وتبلغ المساحة المخصصة للعرض 60 الف مترا مربعا، وبحيث يبلغ عدد التحف المعروضة فيه 30 الف تحفة (بدلا من 25 الف) ، كما يقارب عدد العاملين فى المتحف الآن قرابة الـ 1500 موظف ، وهو يستقبل سنويا أكثر من خمسة ملايين زائر, وتستخدم الإضاءة الطبيعية فى إضاءة المعروضات المنتشرة فى أجنحة المتحف ، بما فيها جناح ريشليو - الذى كان مقرا لوزارة المالية حتى المنتصف الثانى من الثمانينيات, وتؤكد الأهرامات الزجاجية الحديثة ، التى تعكس على لوحاتها لون الحوائط العسلية على ضرورة إستخدام ذلك النوع من الإضاءة, وتقع المنطقة المعدة لإستقبال الزوار فى قاعة نابليون تحت الهرم ، وفيها عدد من المحلات (مكتبات ، مصرف معلومات ، مقهى ومطعم ، وأكشاك لبيع البطاقات البريدية والتحف التذكارية), وينقسم المتحف جغرافيا الى ثلاث أجنحة (ريشليو ودونون وسوللي) تنقسم بدورها الى عشرة دوائر وتتم الزيارة إنطلاقا من قاعة نابليون نحو كل واحدة منها, لدوائر 1 و 2 و 3 فى جناح ريشليو ، ثم من 4 الى 7 فى جناح سوللى والبقية فى جناح دونون ( يضم جناح ريشليو مثلا فى الطابق تحت الأرضي الأول قسم خاص بالإسلام من ضمن مجموعة تحف قسم الآثار الشرقية), ولقصر اللوفر ساحتين رئيسيتين : ساحة نابليون (بالهرم) ، والساحة المربعة,ومن المؤكد أن يوما واحدا لن يكفيك لزيارة المتحف ، الذى يضم أعدادا ضخمة من اللوحات الفنية (أشهرها الجيوكاندا أو الموناليزا) ومن التماثيل (تمثال ربة الجمال فينوس - للنحات ميللو -) بالإضافة الى ألوف من القطع الأثرية الثمينة, ويمكننا (تلخيص) الأقسام والمدارس الفنية التى يضمها المتحف كالآتى:الشرقيات.- مصر القديمة.- الحضاراتان اليونانية والرومانية بالإضافة الى المدارس الفنية التالية :- المدرسة الفرنسية.- المدرسة الإيطالية.- المدرسة الهولندية الفلمندية.- المدرسة الإنجليزية. مع عدد من المنحوتات والتحف النادرة .. وبالطبع لن يتسع لنا المجال هنا لنتحدث عنها بالتفصيل . إلا أننا نستطيع التأكيد على مدى الأهمية الثقافية والفنية التى تسكن كل زاوية من زوايا هذا المتحف الساحر , معلومات موجزة :
- المدخل الرئيسي : الهرم (ساحة نابليون) إلا أنه يمكنك الدخول باشرة عبر كاروسل اللوفر ، الذى تصله بإستخدام المترو ، أو من موقف السياراتالباركنغ).
- يقفل المتحف أبوابه يوم الثلاثاء وهو مفتوح للجمهور بقية أيام الأسبوع من العاشرة صباحا وحتى السادسة مساءا.
- يظل جناح ريشليو مفتوحا كل أمسية أيام الإثنين حتى العاشرة ليلا.
- تفتح جميع الأجنحة للجمهور حتى العاشرة ليلا من مساء كل يوم أربعاء.
- تتغير تسعيرة الدخول الى المتحف صباح كل أول يناير من كل عام.
- عنوان المتحف: Musée du Louvre, 34-36 Quai du Louvre 75001 Paris .
يتبع
مواقع النشر