فضل دعاء النبي صلى الله عليه وسلم
عن عائشة رضي الله عنها قالت: تهجَّد النبي صلى الله عليه وسلم في بيتي، فسمع صوت عبَّاد يصلِّي في المسجد، فقال: ((يا عائشة، أصوتُ عبَّاد هذا؟))، قلت: نعم، قال: ((اللهم ارحم عبَّادًا))[1].
من فوائد الحديث:
1- فضل التهجُّد، وهو صلاة الليل[2]، وقيَّده بعضهم بكونه صلاة الليل بعد نوم[3].
2- الدعاء لمن تحبُّ بظهر الغيب؛ فالنبي صلى الله عليه وسلم يحب عبَّادًا، فدعا له وهو لا يعلم.
3- التأكيد من عائشة رضي الله عنها، أن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم كانت في بيتها.
4- مع أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع، وعرف صوت الصحابي عبَّاد بنِ بِشر، إلا أنه صلى الله عليه وسلم أحبَّ أن يتثبَّت من عائشة.
5- فضل الصلاة في المسجد، وخاصة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم.
6- حرص النبي صلى الله عليه وسلم على قيام الليل، مع أنه قد غُفِرت له ذنوبه.
7- السمع واللسان نعمتان من نِعَم الله سبحانه وتعالى، فبالسمع يسمع الإنسان، وباللسان يتكلم ويخاطب الآخَرين.
8- لا بأس من الجهر بالصوت في القراءة والذكر داخل الصلاة، إذا لم يكن عند المصلِّي أحد، أو أنه يصلي وحده[4].
9- فضل سماع القرآن.
10- فضل قراءة القرآن؛ لأنه رضي الله عنه كان يقرأ القرآن، فذكَّر النبيَّ صلى الله عليه وسلم بقراءته آيةً كان صلى الله عليه وسلم قد نسيَها[5].
ويتبادر للذهن سؤال: هل ينسى النبي صلى الله عليه وسلم؟
الجواب:
وقوع النسيان من النبي يكون على قسمين: الأول: وقوع النسيان منه فيما ليس هو مأمور فيه بالبلاغ: مثل الأمور العادية والحياتية - فهذا جائز مطلقًا؛ لما جبل عليه من الطبيعة البشرية.
والثاني: وقوع النسيان منه فيما هو مأمور فيه بالبلاغ، وهذا جائز بشرطين:
الشرط الأول: أن يقع منه النسيان بعد ما يَقَعُ منه تبليغه، وأما قبل تبليغه فلا يجوز عليه النسيان أصلاً.
الشرط الثاني: ألا يستمر على نسيانه، بل يحصل له تذكرة إما بنفسه، وإما بغيره[6]، وهو هنا ذكَّره الصحابي عبَّادٌ بأمر الله سبحانه.
11- الرحمة صفة من صفات الله.
12- فضل الدعاء.
13- حصل الصحابي عبَّاد بن بشر رضي الله عنه على بركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم، بأن يرحمه الله، فأي فضل وأي شرف ناله هذا الصحابي؟! فدعاؤُه صلى الله عليه وسلم ليس كدعاء أحد من الناس.
[1] البخاري 2655.
[2] عمدة القاري 33/67.
[3] فتوى رقم 143240، موقع الإسلام سؤال وجواب، بإشراف الشيخ/ محمد بن صالح المنجد.
[4] المرجع السابق 20 /284.
[5] البخاري 2655.
[6] انظر: جمع القرآن في مراحله التاريخية من العصر النبوي إلى العصر الحديث؛ لمحمد شرعي أبو زيد، بحث ماجستير، كلية الشريعة بجامعة الكويت عام 1419هـ ص 25.
مواقع النشر