سرت في دروب الحياة عمراً طويلا
لم أدع طريقاً لم أسلكه
أبحث عن شيء مفقود
في كل الإتجاهات أخذني قلبي وعقلي
لم أحدد هدفاً لتلك الخطوات
في كل طريق أجد شيئاً مختلفاً
وبشرٌ لكل منهم أسلوبه وحياته
أردت أن أتعمق في قلوبهم
ولكني أخفقت في ذلك
فعدت للسير من جديد
أسلك طريقاً آخر
لعلي أجد ما أبحث عنه
لكن هيهات
فلم أجد ما أريد
فكل الطرق متشابهة
وكل الوجوه واحدة
فقط تختلف النوايا
وأنا وحيد بين التقاطعات
عقلي حائر
وقلبي نبضه بدأ يخبو
وعيناي زائغتان
لاتعرف أي الطرق تسلك
والسماء لاتصفو على حال
فليلة تكون كصفاء النبع
وأخرى تغطيها الغيوم السوداء
فترسل رياحها وأعاصيرها لتحاول إقتلاعي
وأنا أحاول المقاومة
أصمد بكل ما أُتيت من قوة
أتشبث بشجيرة صغيرة أمامي
فأنجح تارة وأفشل أخرى
لأعود من جديد
وأبحث عن طريقي
وأنهي حالة التيه التي أنا فيها
لاشيء أمامي سوى السراب والأمل
ولا أعلم أيهما أقرب إلي
فأنا أكره الخضوع واليأس
وأعشق الأمل وأسعى إليه
أطلق في خضم العجز إبتسامتي
فتصبح شمعة تنير لي طريقي
فأسير من جديد
وأرى البدر ليلة إكتماله
فأتخيل وجه حبيبتي
وأصعد بروحي إليها
وأحضن نورها في داخلي
ثم أهبط إلى عالمي من جديد
في وسط الطرق أقف
بين تقاطعات الدروب
أريد أن أستقر
وأنهي حالة الضياع
فتعالي يادليلي
فأنا محتاج إليكِ
خذيني من بين ركام الضياع
وحولي سرابي إلى نبع ماء
وأسقيني قطراتكِ العذبة
فالعطش يكاد يفتك بي
وظلليني ياشجرتي
وأزرعيني في واحتكِ
وكوني فراشتي التي تنهل من رحيقي
فقد مللت الضياع
وسأمت أن أكون تائها بين الدروب.
مواقع النشر