القدس الشريف يعتبر تاريخاً عظيماً حافلاً بالذكريات التي تبعث المجد إلى النفس كما تبعث الريح أنفاس الخزامى، وللقدس مكانتها المرموقة بين مدن العالم لأهميتها الدينية والتاريخية والأثرية، لذلك إليكم أجمل الأبيات الشعرية التي كتبت عن القدس:

بكيت حتى انتهت الدموع
صليت حتى ذابت الشموع
ركعت حتى ملني الركوع
سألت عن محمد، فيك وعن يسوع
يا قدس، يا مدينة تفوح أنبياء
يا أقصر الدروب بين الأرض والسماء
يا قدس، يا منارة الشرائع
يا طفلةً جميلةً محروقة الأصابع
حزينةٌ عيناك، يا مدينة البتول
يا واحةً ظليلةً مر بها الرسول
حزينةٌ حجارة الشوارع
حزينةٌ مآذن الجوامع
يا قدس، يا جميلةً تلتف بالسواد
من يقرع الأجراس في كنيسة القيامة؟
صبيحة الآحاد
من يحمل الألعاب للأولاد؟
في ليلة الميلاد
يا قدس، يا مدينة الأحزان
يا دمعةً كبيرةً تجول في الأجفان
من يوقف العدوان؟
عليك، يا لؤلؤة الأديان
من يغسل الدماء عن حجارة الجدران؟
من ينقذ الإنجيل؟
من ينقذ القرآن؟
من ينقذ المسيح ممن قتلوا المسيح؟
من ينقذ الإنسان؟
يا قدس.. يا مدينتي
يا قدس.. يا حبيبتي
غداً.. غداً.. سيزهر الليمون
وتفرح السنابل الخضراء والزيتون
وتضحك العيون..
وترجع الحمائم المهاجرة..
إلى السقوف الطاهره
ويرجع الأطفال يلعبون
ويلتقي الآباء والبنون
على رباك الزاهرة..
يا بلدي..يا بلد السلام والزيتون

يا قدس ما لي أرى في العين أسئلة
على بحار مِن الأمواج تحملني
ما لي أرى قسمات الوجه شاحبة
وقد علتها جراح البؤس والوهن
وفوق سورك أحجار وأتربة
صب الزمان عليها أبشع المحن
أرنو إليها ولا أدري أتعرفني
أم إنها مع دجى الأيام تنكرني
وكنت قبل تجافينا أعانقها
دوما وأشبعها لثما وتشبعني
واليوم شاد عليها البوم منزله
وصرت فيها غريباً دونما سكن
فهل تعود ليالينا التي سلفت؟
وهل تموت بنا الشكوى من الزمن؟
وهل أراك برغم القهر مشرقة؟
وقد توارى الضنى عن وجهك الحسن؟
فألثم الثغر والأشواق تغمرني
ومن فؤادك نار الحب تحرقني
وأنظم الشعر بعد الوصل مبتهجاً
وفرحتي بك فوق الغيم تنقلني
أنا أحبك يا محبوبتي أبد
وحبّك العذب يحييني ويسعدني
فكيف أحيا بدون القدس ثانية ؟
وكيف أهدأ والهجران يسحقني؟
أنا السفين وأنتِ البحر ملهمتي
فكيف تمضي بلا ماء إذن؟

لكِ في القلوبِ منازلٌ ورحابُ
يا قدسُ أنتِ الحبُّ والأحبابُ
لي فيكِ أقدارٌ ولي دارٌ ولي
أرضٌ ولي أهلٌ ولي أنسابُ
لي المسجدُ الأقصى ولي ساحاتُهُ
والمنبرُ المغدورُ والمحرابُ
لي سِفرُ تاريخٍ أضاءَ سطورَهُ
مجداً
صلاحُ الدّينِ والخطّابُ
لي ذكرياتٌ لي أمانٍ لي رؤىً
لي فيكِ غاليتي
صِباً وشبابُ
لي فيكِ أحلامٌ وبعدَكِ تنتهي
الأحلامُ بعدَكِ تُقفرُ الألبابُ
تاريخُ شعبي في حماكِ مسطّرٌ
شهدتْ عليهِ مآذنٌ وقبابُ
يا قدسُ
قد شاءَ الإلهُ فأنتِ لي
بهواكِ يجمعُني دمٌ وترابُ
أنا ما سلوتكِ ساعةً وعلى ولائي
تشهدُ الأزمانُ والأحقابُ
إن كانَ غيري في هواكِ متيَّماً
غيري له سببٌ ولي أسبابُ
يا أمَّ كُلِّ المؤمنينَ تحيَّةً
لولاكِ كُلُّ الأمنياتِ سرابُ
لكِ في النضالِ كتائبٌ وملاحمٌ
لكِ في السّلامِ شريعةٌ وكتابُ
لم تَخضعي لم تركَعي يَوماً ولم
تكسرْ شُموخَكِ في الصِّعابِ صِعابُ
يا نسمةَ المجدِ التي ريّاكِ ما
زالت على أيّامِنا تَنسابُ
تاريخُنا بكِ أشرقت أيّامهُ
مهما ادّعى الفرقاءُلا والأحزابُ
إنّا ورثنا الحَقَّ فيكِ عن الجُدودِ
فنحنُ نَحنُ الأهلُ والأصحابُ
والغاصبونَ حِماكِ ما عرفوا الأمانَ
زمانُهم فيها أسىً وعَذابُ
يا قُدسُ بَعدَكِ لم يَعدْ رشدٌ لذي
رشدٍ ولا لذوي الصَّوابِ صوابُ
إنّا حملنا جُرحَكِ الدّامي وما
زالت تُعربِدُ في الصُّدورِ حِرابُ
كيفَ السَّبيلُ إلى سَلامٍ ساعةً
ما دامَ فوقَ ترابِكِ الأغرابُ
بِكِ نَحنُ نَمضي للسَّلامِ معاً
ودونَكِ لن يَسيرَ إلى السَّلامِ رِكابُ
البُعدُ عَنكِ خَطيئةٌ البُعدُ عَنكِ
فَجيعةٌ البُعدُ عَنكِ مُصابُ
البُعدُ عَنكِ هَزيمَةٌ ومَهانَةٌ
والعَيشُ دُونَكِ لعنَةٌ وعِقابُ
وزَمانُنا مَحزونَةٌ أيَّامُهُ
وفصولُهُ بينَ الفُصولِ يَبابُ
يا قُدسُ مهلاً لا يَصحُّ سوى الصَّحيحِ
ولا يَدومُ البَغيُ والإرهابُ
حاشا لشعبِكِ أن تَلينَ قناتُهُ
شَهدَ الزَّمانُ بأنَّهُ غَلاّبُ
العَهدُ أنَّكِ حقُّنا لا تَقنطي
ما دامَ حقٌّ خلفَهُ طَلاّبُ
والوَعدُ وعدٌ أن يكونَ لنا وإن
طالَ الزَّمانُ مع الغُزاةِ حِسابُ
فرسانُ مجدِكِ لم يزالوا في الحِمى
لم يدبروا يوماً ولا هم غابوا
العاشقونَ ثراكِ ما زالوا على
وعدِ الإيابِ ولن يطولَ غيابُ
يا قُدسُ أنتِ لنا وإن تتغيَّرِ
الأسماءُ والألقابُ والأثوابُ
يأبى عرينُكِ أن تُضامَ أسودُهُ
وتَسودَ ساحاتِ العرينِ ذِئابُ
كم غاصبٍ سمَّاكِ دارَ مقامِهِ
وهماً ودارُ الغاصبينَ خَرابُ
خابَ الغزاةُ فما استقرَّ مُقامُهم
مرّوا عليكِ كما يمرُّ سَحابُ
نادى حُماةَ رِحابِهِ والمَسجدُ الأقصى
إذا نَادى الحُماةَ يُجابُ
واللَّيلُ مهما طالَ آتٍ فجرُهُ
ولنا لحضنِكِ عودةٌ وإياب

قلتُ : يا أقصى سلاماً
قالَ : هلْ عادَ صلاحْ؟!
قلتُ : لا إنّي حبيبٌ
يرتجي منكَ السماحْ
قالَ : والدمعُ يفيضُ
هدنّي طعنُ الرماحْ
هدنّي ظلمُ اليهودِ
والثرى أضحى مباحْ
قدسنا أمستْ تنادي
صوتهاعمَّ البطاحْ
منْ تُراهُ سوفَ يأتي
حاملاً طُهرَ الوشاحْ
والمآذنُ في صداها
تشتكي : أينَ رباحْ؟!
أينَ هاتيك الليالي؟
أينَ عشَّاقُ السلاحْ؟
كمْ حلمتُ فيكَ تأتي
تمسحُ عنّي الجراحْ
كمْ حلمتُ أنْ تعودَ
منشداً لحنَ الكفاحْ
كمْ حلمتُ غيرَ أني
قالها.. ثمَّ إستراحْ
قلتُ : يا أقصى تمهَّلْ
إنَّ في القدس ِ صلاحْ
إنَّ في القدسِ رجالاً
أبصروا دربَ الفلاحْ
إنَّ في القدسِ يتامى
أنبتوا ريشَ الجناحْ
إنَّ في القدسِ جبالاً
راسياتٍ لاتُزاحْ
أيقنوا أنَّ الظلامَ
سوفَ يجلوهُ الصباحْ
هيَّا أقصى لننسى
كلَّ أيامِ النواحْ
نتَّبعْ نهجَ الرسولِ
إنَّهُ سرُّ النجاحْ
ردَّدَ الأقصى بهمسٍ
كأنَّهُ صوتُ صلاحْ
الله أكبر أرض القدس قد صفرت
من آل أصفر إذ حَين به حانوا
حتى بنيت رتاجَ القدس منفرجًا
ويصعد الصخرة الصماء عثمان
وإستقبل الناصر المحراب يعبد من
قد تم من وعده فتح وإمكان

يا قدس قومي سلِّّّمي
خيرَ السَّلامِ وعَمِّمي
وإستَفهِمي وفَهِّمي
ماذا يريدُ الناعِبونَ من القَتيل
دمعٌ وجفَّ الدمعُ في اللَّحظِ الجميل
صوتٌ وغابَ الصَّوتُ في طَرَفِ الفَتيل
وشكا القتيلُ من القتيلِ إلى القتيل
وكذا البديلُ من البَديلِ إلى البَديل
ماذا نقول إذا إنتَضى المجدُ الأثيل
وشَكا الزَّمانُ إلى عَليلٍ من عَليل
هانَ القَبيلُ على القَبيلِ بِلا قَبيل

مررنا على دار الحبيب فردنا
عن الدار قانون الأعادي وسورها
فقلت لنفسي ربما هي نعمة
فماذا ترى في القدس حين تزورها
ترى كل ما لا تستطيع احتماله
إذا ما بدت من جانب الدرب دورها
وما كل نفس حين تلقى حبيبها
تسر ولا كل الغياب يضيرها
فإن سرها قبل الفراق لقاؤه
فليس بمأمون عليها سرورها
متى تبصرِ القدس العتيقة مرة
فسوف تراها العين حيث تديرها

في القدس أبكي والدموع على فمي
وأصيح من قلبي بلادي فأسلمي
لا تحزني يا قدس إني من فداك
أنا من طيور الأرض لا من تربها
والروح في جنحي تخفق كالملاك
لا تحزني فالجرح ينزف من فؤادي
والفؤاد عليه اوسمة امتلاك
منقوشة من عهد آدم او يزيد
من سفر تكوين الخليقة كالوليد
من عين يوسف قد عشقتك يا بلاد
من غيرة البحر المخضب بالسواد
من ضوء موسى عابرا نحو الرشاد
من خيل أحمد عارجاً من كل واد
من آية القرآن والإنجيل والتوراة إني قد أتيت
أكوي اللظى بالشوق حبك قد بنيت
أزجي النجوم إليك بيتاً ثم بيت
أهدي تميم الحب من روحي سعيت
لا تحزني يا قدس في الحزن إكتويت