بعد الجزء الأول و الثاني من سلسلة ( إليك أمي ) نقدم اليوم إن شاء الله
الجزء الثالث والأخير من موضوع : تصاميـم دعويـة للأم ..

أمي يارمز الحب و العطاء..يا أحلى هدية من رب الأرض والسماء ..
أسعى حبوا إلى برك .. و ألتمس الجنة تحت قدميك..
فيا ليتني أفوز برضاك ..
فإن غبت عني..انغلقت الأبواب دونك .. فأين أجد مثلك ..




الجـزء الثـالـث



سامحيني أمي .. لقد كنت طفلا صغيرا لا يفرق بين الليل و النهار ..
و بكائي طوال الليل هو نابع من حاجتي إليك و أنا لاحول لي و لا قوة ..



هروبي منك هو السعادة التي انتابتني و أنا أسير خطواتي الأولى.. و محاولة مني لإسعادك بها ..و إضفاء جو من الفرح و السرور على نفسك المتعبة بالمسؤوليات الجسام الملقاة عليك ..



آه يا أمي إنها شقاوة طفولة لا زلت أذكرها ..كنت مزهوا فرحا بحروفي الأولى ..
و كنت أريد أن أخبر العالم أني أتعلم و أن يقاسمني سعادتي بذلك ..



كنت لا أدرك جيدا معنى الدراسة و لكن حلمك و صبرك علي جعلني أفهم الكثير من الأمور.. و كان فيها خيري و صلاحي ..و لم أغادرها بعد ذلك أبدا..



فعلا غرفتي هو عالمي الخاص الذي رسمته لي و أضفيت عليه لمساتك الرائعة و تنكبين يوميا على ترتيبها و تنظيفها لي ...حتى صرت أشعر فيها و كأني بين أحضانك ..
فكنت أجد فيها راحتي و حافزا للدراسة و التحصيل بغية تجسيد أحلامك التي رسمتها لي..



اعذريني أمي علمتني الانفتاح على محيطي لتكبر مداركي و تزداد خبرتي وسأعود لك ثانية فلا غناء لي عنك و أنت نور دربي و ملاذي الأول و الأخير ..



لا تغضبي مني أمي .. فعشي الزوجي و سكني لا تكتمل سعادته و بهجته إلا بتواجدك و مباركتك لي في كل أموري ..



نصائحك أمي تاج فوق رأسي و سأحاول مواكبتها و موازاتها مع أساليب التربية الحديثة ..و لاشك أنها ستثمر كما تريدين و تحبين فلا تنزعجي ..



لن أتأخر عنك أمي أبدا فيعلم الله حنيني إلى ذلك الدفء الأسري و الحنين إلى ما مضى
و لن أستطيع التغيب عنك أبدا..



لا و ألف لا لن يكون ذلك عبء فأنا أسعى دائما لرضاك و حسن رعايتك علني أفيك بعضا من حقك..و رد جزء بسيط من جميلك و أفضالك علي..
عفوك يا أماه فغضبك لا يحتمل.. ضغوطات الحياة كثيرة و مسؤولياتها كبيرة جسيمة ..
أعلم أنه ليس عذرا و لكن حنوك و عطفك أكبر من ذلك ..فأنت أصولي و جدوري التي لن أتخلى عنها ...وأنا ذلك الفرع البسيط الذي غديته بأمانة فأينع و أثمر ..فتعالي أمي لتري أحفادك ..و تسعدي بامتدادك و ثمارك تتوالى و تكبر و الفضل كله يرجع للأصل ، لك أنت.. فقري عينا ..و اهنئي بالا ..و لا تحرمينا من رضاك ..



اعلمي أمي الحبيبة أن قلبي متوهج بحبك ..و لساني لا يفتر بالدعاء أن يغفر لي ربي تقصيري نحوك ...و يرزقني طاعتك ، برك و رضاك ..
و إن حل قضاء الله و قدره ،فأسأله أن يرزقني الصبرعلى البلاء و القدرة على تحمل آلام الفراق ..
فلا تحزني أماه فأنا عملك الذي بقي لك في الدنيا بعدك ،
و خلفك الصالح الذي لن يبخل بالدعاء لك في الصلوات
أناء الليل و أطراف النهار بالرحمة و المغفرة إلى
أن نلتقي ثانية في دار البقاء.

مع تحيات إخوانكم من فريق التصميم