موعظه تعالوا تستفيدوا
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد...
اعلم أخي المسلم أن القرآن حجة لك أوعليك, وأن اليوم عمل ولا حساب وغداً حساب ولا عمل,فبادر بالعمل قيل حلول الأجل.
قال أحد الوعاظ:إخواني إلى كم تماطلون بالعمل ,وتطمعون في بلوغ الأمل,وتفترون بفسحة المهل, ولا تذكرون هجوم الأجل؟؟ما ولدتم فللتراث,وما بنيتم فللخراب ,وما جمعتم فللذهاب ,وما عملتم ففي كتاب مدخر ليوم الحساب,,وأنشدوا:
ولو أنا إذا متنا تركنا لكان الموت راحة كل حي
ولكنا إذا متنا بعثنا ونسأل بعده عن كل شيء
فبادر أخي بالتوبة والعمل واترك التسويف،وإياك وطول الأمل فهو سبب التهاون والكسل،فكم من مؤمل غداً لتوبته مات قبل أن يتوب ،ولا تغتر بشبابك وصحتك وعافيتك.
وتذكر قول الشاعر:
لا تحسبن سروراً دائماً أبداً من سره زمن ساءته أزمان
لا تغتر بشباب رائق خضل فكم تقدم قبل الشيب شبان
وأكثر أخي من ذكر الموت فإن لذكره فوائد، قال الدقاق: من أكثر من ذكر الموت أكرم بثلاثة أشياء :تعجيل التوبة ، وقناعة القلب ونشاط العبادة ، ومن نسي الموت عوقب بثلاثة أشياء : تسويف التوبة ، وترك الرضا بالكفاف ، والتكاسل في العبادة . لذلك أخي اجعل أملك قصيراً ، واجعل الموت نصب عينيك ، فإنه من قصر أمله وجعل الموت نصب عينه عمل للآخرة واستغل كل لحظة من لحظات عمره في طاعة ربه .
واعلم أخي أن:
الموت باب وكل الناس داخله يا ليت شعري بعد الباب ما الدار
الدار دار نعيم إن عملت بما يرضى الآله وإن خالفت فالنار
هما محلان ما للمرء غيرهما فاختر لنفسك أي الدار تختار
فالبدار البدار لكي تفوز أخي بجنة الإبرار مع المتقين الأخيار.وتذكر قول الله تعالى(والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا).
قال ابن القيم رحمه الله تعالى:<علق سبحانهه الهداية بالجهاد,فأكمل الناس هداية أعظمهم جهادا",وأفرض الجهاد جهاد النفس وجهاد الهوى,وجهاد الشيطان وجهاد الدنيا,فمن جاهد هذه الأربعة في الله هداه الله سبل رضاه الموصلة الى جنته,ومن ترك الجهاد فاته من الهدى بحسب ما عطل من الجهاد.
قال الجنيد:والذين جاهدوا أهوائهم فينا بالتوية لنهدينهم سبل الإخلاص, ولا يتمكن من جهاد عدوه في الظاهر إلا من جاهد هذه الأعداء باطنا",فمن نصر عليها نصر على عدوه ,ومن نصرت عليه نصر عليه عدوه.
كتيب حالنا مع القرآن
عبد الكريم العلي
رد مع اقتباس
مواقع النشر