ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال الشيـخ عـبـدالعـزيـز بن بـاز رحمه الله :
إن التقوى كلمة جامعة تجمع الخير كله وحقـيـقـتـها
أداء مـا أوجب الله واجتـناب ما حرمه الله على وجه
الإخلاص له والمحبة والرغبة في ثوابه والحذر من
عقابه وقد أمر الله عباده بالتقوى ووعدهــم عليهــا
بتيسير الأمـور وتفــريج الكــروب وتسهيـل الـرزق
وغفران السيئات والفوز بالجنات قال تعالى(يَا أَيُّهَا
النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ )
وقال ( إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ )
فيا معشر المسلمين راقبوا الله سبحانه وبادروا إلـى
التقوى فـي جميـــع الحالات وحاسبوا أنفسكم فــــي
جميـع أقوالكم وأعمالكــــم ومــعاملاتكـم ، وتداركوا
أنفسكم وتوبوا إلى ربكم وتفقهوا فـي دينكم وبادروا
إلـى أداء ما أوجـب الله عليـكم واجتنبوا ما حرم الله
لتفوزوا بالعـز والأمــــن والهدايــة والسعــادة فــي
الدنيــــا والآخرة واحذروا من الانكباب على الدنيــا
وإيـثارها على الآخرة . قال بعـض السلف رحمهـم
الله : لا تزهـد فـي الحـق لقــلة السالكين ولا تغتر
بالباطل لكثرة الهالكين .
وأوصـي إخواني المسلمين بخمسة أمور :
الأول : الإخـلاص لله وحـــده فــي جـمــيــع القربات
القولية والعملية والحذر مـــن الشـــرك كلـه دقيقه
وجليله وهـذا أوجب الواجبات وأهم الأمور .
الثانــي : التفقه في القرآن وسنة الرسول صلى الله
علـيـه وسلم والتمسك بهما ، وسؤال أهل العلم عن
كل ما أشكل عليكم في أمر دينكم والحذر من اتباع
الهوى ، وعليكــم بالتمسك بالحـق والدعوة إليــه
والحـذر ممـا خالفه للفوز بخيري الدنيا والآخرة.
الثالـث : إقامة الصلوات الخمس والمحافظـة عليها
فـي الجماعة فإنها من أهم الواجبـات وأعظمها بعد
الشهادتين وهــي عمود الدين والـركن الثاني مـــن
أركان الإسلام ، وهـــي أول شيء يُحاسب عليـــه
العبد مــن عملــه يوم القيامة .
الرابــع : العناية بالزكاة والحرص على أدائها كمـــا
أوجب الله ، وكل مال لا تؤدى زكاته فهو كنز يُعذب
بـه صاحبه يوم القيامة ، أمــا غيــر المكلــف مـــن
المسلميــن كالصغير والمجنون فالواجب على وليّه
العناية بإخراج زكاة ماله كلمــــا حال عليــه الحول
لعموم الأدلة من الكتاب والسنة والدالة على وجوب
الزكاة في مال المسلم مكلفاً كان أو غير مكلف .
الخـــامــس : يجب على كل مكلف من المسلمين أن
يطيع الله ورســـولــه فــي كل ما أمر الله ورسوله ،
كصيام رمضان وحج البيــت مع الاستطاعة وسائر
ما أمر الله به ورســـوله ، وأن يعظم حرمات الله ،
ويتفكـر فيــما خُلِقَ لأجله وأُمر به ويُحاسب نفسـه
في ذلك دائماً فإن كان قد قام بما أوجب عليه فرح
بذلك وحمد الله عليه وسأله الثبات وأخذ حذره من
الكبر والعُجب وتزكية النفس ، وإن كان قـــد قصر
فيما أوجب الله عليه بادر إلــى التــوبــة الصـادقة
والندم والاستقامة عـــلى أمــر الله والإكثار مـــن
الذكر والاستغفار والضراعة إلـــى الله سبحــانــه
وسؤاله والتوبة مــن سالف الذنوب والتــوفيـــق
لصالح القـول والعمـل ، ومتى وفق العبد لهـــــذا
الأمر العظيـم فــذلك عنوان سعادته ونجاته فـــي
الدنيا والآخرة فاتقوا الله عباد الله وعظموا أمـره
ونهـــيه وبادروا بالتوبــة إليـه من جميع ذنوبكم
واعتمـدوا عليه وحده وتوكلوا علـيه فـإنـه خالق
الخلق ورازقهـم ونواصيهم بيده سبحانه لا يملك
أحـدهم لنفسه ضراً ولا نفعاً ولا موتاً ولا حياة
ولا نشوراً .
قـدموا رحمكم الله حق ربكم وحــق رسولــه عــلى
حق غيره وطاعة غيــــره كائناً من كـــان وتآمروا
بالمعروف وتناهـوا عـــن المنكر وأحسنـوا الظـن
بالله وأكثـروا من ذكره واستغفاره وتعاونوا على
البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان .
المصدر موقع الشيخ عبدالعزيز بن بـاز رحمه الله
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مواقع النشر