بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤال يجول بخاطري كم مرة شكرنا الله على النعم التى نحن فيها؟؟؟؟؟؟؟؟؟
و كم مرة شكونا اننا نعيش في كدر و نكد العيش و نحن في اتم النعم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(من أصبح منكم معافى في جسده آمنا في سربه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها )
الراوي:المحدث:الشوكاني - المصدر:فتح القدير- الصفحة أو الرقم:2/44
خلاصة حكم المحدث:صحيح
نعم الدنيا بحذافيرها و لكن كم منا يشكر هذه النعم؟؟؟؟؟؟؟؟؟
قال ابن القيم رحمه الله :
" من الآفات الخفية العامة :
أن يكون العبد في نعمة أنعم الله بها عليه واختارها له
فيملّها العبد ويطلب الانتقال منها إلى ما يزعم -لجهله- أنه خير له منها
وربه برحمته لا يخرجه من تلك النعمة
ويعذره بجهله وسوء اختياره لنفسه
حتى إذا ضاق ذرعا بتلك النعمة وسخطها
وتبرّم بها واستحكم ملكه لها
سلبه الله إياها
فإذا انتقل إلى ما طلبه ورأى التفاوت بين ما كان فيه وصار إليه,
اشتد قلقه وندمه وطلب العودة إلى ما كان فيه
فإذا أراد الله بعبده خيرا ورشدا
أشهده أن ما هو فيه نعمة من نعمه عليه
ورضّاه به وأوزعه شكره عليه
فإذا حدثته نفسه بالانتقال عنه
استخار ربه استخارة جاهل بمصلحته
عاجز عنها مفوض إلى الله طالب منه حسن اختياره له "
كتاب الفوائد
قال تعالى:(وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد)
" وقوله " وإذ تأذن ربكم " أي آذنكم وأعلمكم بوعده لكم ويحتمل أن يكون المعنى : وإذ أقسم ربكم وآلى بعزته وجلاله وكبريائه كقوله تعالى " وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة " وقوله " لئن شكرتم لأزيدنكم " أي لئن شكرتم نعمتي عليكم لأزيدنكم منها " ولئن كفرتم " أي كفرتم النعم وسترتموها وجحدتموها " إن عذابي لشديد " وذلك بسلبها عنهم وعقابه إياهم على كفرها وقد جاء في الحديث " إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه" (تفسير ابن كثير)
لئن شكرتم لأزيدنكم
أي لئن شكرتم إنعامي لأزيدنكم من فضلي . الحسن : لئن شكرتم نعمتي لأزيدنكم من طاعتي . ابن عباس : لئن وحدتم وأطعتم لأزيدنكم من الثواب , والمعنى متقارب في هذه الأقوال ; والآية نص في أن الشكر سبب المزيد ; وقد تقدم في " البقرة " ما للعلماء في معنى الشكر . وسئل بعض الصلحاء عن الشكر لله فقال : ألا تتقوى بنعمه على معاصيه . وحكي عن داود عليه السلام أنه قال : أي رب كيف أشكرك , وشكري لك نعمة مجددة منك علي . قال : يا داود الآن شكرتني . قلت : فحقيقة الشكر على هذا الاعتراف بالنعمة للمنعم . وألا يصرفها في غير طاعته ; وأنشد الهادي وهو يأكل : أنالك رزقه لتقوم فيه بطاعته وتشكر بعض حقه فلم تشكر لنعمته ولكن قويت على معاصيه برزقه فغص باللقمة , وخنقته العبرة . وقال جعفر الصادق : إذا سمعت النعمة نعمة الشكر فتأهب للمزيد .
ولئن كفرتم إن عذابي لشديد
أي جحدتم حقي . وقيل : نعمي ; وعد بالعذاب على الكفر , كما وعد بالزيادة على الشكر , وحذفت الفاء التي في جواب الشرط من " إن " للشهرة .(تفسير القرطبي )
انظري الى هذه الصور و اشكري الله على ما انت عليه لا تنظري الى من هو اعلى منك في المال او الجاه او الاولاد حتى لا تزدري نعمة الله عليك لقول النبي صلى الله عليه وسلم:(انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم) رواه مسلم.
وكان من دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - كما نقله عنه أنس بن مالك - رضي الله عنه - : (اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، وقلب لا يخشع، ودعاء لا يُسمع، ونفس لا تشبع، ثم يقول: اللهم إني أعوذ بك من هؤلاء الأربع) رواه النسائي، قال الإمام النووي - رحمه الله - عن قوله: (ونفس لا تشبع): "استعاذة من الحرص والطمع والشَّرَه، وتعلق النفس بالآمال البعيدة" .
و اعلمي ان الدنيا و ما عليها فان الا الاعمال الصالحة الباقية في صحيفتك فازهدي في الدنيا يغنيك الله من فضله
اسالك كم مرة تفكرت او شكرت نعمة الصحة و اعتدال الجسد و القوة
كم مرة شكرتي نعمة البصر و انك تستطعين ان تنظري في القران و تقرأي فيه و ان تشاهدي من تحبين حولك و ترى العالم بعينيك دون معصية
كم مرة شكرت الخلقة السليمة الكاملة و العقل المتزن لك و لاهلك و لاطفالك
كم مرة شكرتي نعمة الطعام و ان تاكلي ما تشتهيه نفسك في اي وقت كان في المقابل غيرك ربما يتمنى ربع الذي تاكلينه
كم مرة شكرتي نعمة البيت الدافئ و ما يحويه من الاشياء ليست العبرة اكان البيت صغيرا ام كبيرا و لكن العبرة بانك تنامين و تستيقظين و تعيشين فيه براحتك في المقابل هناك اناس يتمنوا سريرا واحدا دافئا كي يضعوا اجسادهم المتعبة عليها
كم مرة شكرت الله على نعمة الامن و الامان لك و لعائلتك و لوطنك تغلقين عليك الباب و لا تفكري بشيئ الا ماذا سوف اطبخ في الصباح او اين الرحلة اليوم او التسوق في المقابل هناك بلاد يمر عليها الويل و الهلاك و امهات ثكالى و رجال و شيوخ و نساء اغتصبوا و هنا دعوة ان لا ننسى اخواننا في سوريا من الدعاء و جميع بلاد المسلمين
صور قاسية و لكنها موجودة في واقعنا
و الان بعد كل هذه الصور هل ما زلتي تشعرين انك في نقمة و عقاب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فدوام نعم الله هو الشكر و الحمد فاذا لم تكوني واحدة من تلك الصور فاعلمي انك حزت الدنيا بحذافيرها و ما بقي من امور الدنيا فهي فانية
و اهم نعمة هو اصطفائك لتكوني مسلمة على دين التوحيد و اهمها فضل الله عليك بالثبات على دينه
شهدت من رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسا وصف فيه الجنة . حتى انتهى . ثم قال صلى الله عليه وسلم في آخر حديثه " فيها ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطرعلىقل ببشر " ثم اقترأ هذه الآية : { تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون* فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون } [ 32 / السجدة / 16 و - 17 ] .
الراوي :سهل بن سعد الساعدي المحدث:مسلم - المصدر:صحيح مسلم- الصفحة أو الرقم:2825
خلاصة حكم المحدث:صحيح
فاشكري الله على ما انت عليه و لا تزدري نعمه عليك فبقاء الحال من المحال عند ازدراء النعم
مواقع النشر