نسب أم رومان :
أم رومان بنت عامر بن عويمر هي أم رومان بنت عامر بن عويمر بن عبد شمس بن عتاب.
والخلاف في نسبها كبير جدًّا وأجمعوا أنها من بني غنم بن مالك بن كنانة[1].
قصة إسلام أم رومان :
وأسلمت أم رومان بمكة قديمًا[2].
ونشأت أم رومان في منطقة بجزيرة العرب اسمها السراة، وكانت ذات أدب وفصاحة، وتزوجها قبل أبي بكر أحد شباب عصرها البارزين في قومه واسمه الحارث بن سخبرة الأزدي، فولدت له الطفيل، وكان زوجها الحارث يرغب في الإقامة في مكة، فدخل في حلف أبي بكر الصديق، وذلك قبل الإسلام، وتوفي الحارث بعد فترة بسيطة فتزوجها أبو بكر إكرامًا لصاحبه بعد مماته.
وشاءت الإرادة الإلهية أن يكون أبو بكر الصديق رضي الله عنه سابق الرجال إلى الإسلام وسابقهم إلى الجنة بعد الأنبياء عليهم السلام, وبالطبع رجعت ثمرة هذا الفوز العظيم إلى زوجة أبي بكر أم رومان، التي سارعت إلى نطق شهادة التوحيد بعد أن أعلن أبو بكر إسلامه، ثم بايعت النبي صلّ الله عليه وسلم وهاجرت إلى المدينة مع أهل النبي صلّ الله عليه وسلم وأهل أبي بكر حين قدم بهم في الهجرة.
ولدت أم رومان رضي الله عنها لأبي بكر الصديق رضي الله عنه عائشة وعبد الرحمن ، رضي الله عنهما
وكان النبي صلّ الله عليه وسلم يتردد على دار أبي بكر رضي الله عنه ، فتتلقاه السيدة أم رومان رضي الله عنها بالسعادة الغامرة والبشر والترحاب.
من مواقفها مع الرسول صلّ الله عليه وسلم والسيدة عائشة رضي الله عنهما:
وقفت أم رومان وهي أم عائشة رضي الله عنها بجوار ابنتها في محنتها العصيبة في حديث الإفك وتروي لنا هذه المحنة فتقول: بينما أنا مع عائشة جالستان إذ ولجت علينا امرأة من الأنصار وهي تقول فعل الله بفلان وفعل قالت: فقلت: لم؟ قالت: إنه نما ذكر الحديث, فقالت عائشة: أي حديث؟ فأخبرتها, قالت: فسمعه أبو بكر ورسول الله صلّ الله عليه وسلم؟ قالت: نعم, فخرت مغشيًّا عليها, فما أفاقت إلا وعليها حمى بنافض, فجاء النبي صلّ الله عليه وسلم فقال: ما لهذه؟ قلت: حمى أخذتها من أجل حديث تحدث به فقعدت, فقالت: والله لئن حلفت لا تصدقونني ولئن اعتذرت لا تعذرونني, فمثلي ومثلكم كمثل يعقوب وبنيه فالله المستعان على ما تصفون.
فانصرف النبي فأنزل الله ما أنزل فأخبرها, فقالت: بحمد الله لا بحمد أحد[3].
وهكذا تقف الأم الحنون في محنة ابنتها، تواسيها وتقدم لها النصح والإرشاد، وتذكرها برحمة الله وبفرجه القريب، حتى تنكشف الغمة، ويأتي الفرج من السماء.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: تزوجني النبي صلّ الله عليه وسلم وأنا بنت ست سنين فقدمنا المدينة فنزلنا في بني الحارث بن خزرج فوعكت فتمزق شعري فوفى جميمة.
فأتتني أمي أم رومان وإني لفي أرجوحة ومعي صواحب لي فصرخت بي, فأتيتها لا أدري ما تريد بي فأخذت بيدي حتى أوقفتني على باب الدار وإني لأنهج حتى سكن بعض نفسي, ثم أخذت شيئًا من ماء فمسحت به وجهي ورأسي, ثم أدخلتني الدار فإذا نسوة من الأنصار في البيت, فقلن: على الخير والبركة وعلى خير طائر فأسلمتني إليهن, فأصلحن من شأني, فلم يرعني إلا رسول الله صلّ الله عليه وسلم ضحى فأسلمتني إليه وأنا يومئذ بنت تسع سنين[4].
وفاة أم رومان رضي الله عنها :
اختلف في وفاتها فقيل توفيت سنة ست من الهجرة ودفنها النبي واستغفر لها وقال: "حـذف حديث ضعيف ".
والرأي الآخر أنها عاشت بعد ذلك بكثير وحجتهم في ذلك أقوى وقد أخذ البخاري بهذا الرأي بعد أن توفرت لديه الأدلة على رجحانه ومن هذه الأدلة:
1- حديث مسروق وفيه: عن مسروق سألتُ أم رومان.
2- حديث تخيير نساء النبي وفيه أن النبي صلّ الله عليه وسلم طلب من عائشة أن تستشير أباها أبا بكر وأمها أم رومان وكان ذلك عام تسعة هجرية.
المصادر
[1] تهذيب الكمال: جزء 35 - صفحة 359.
[2] الطبقات الكبرى: جزء 8 - صفحة 276.
[3] صحيح البخاري: جزء 3 - صفحة 1239.
[4] صحيح البخاري: جزء 3 - صفحة 1414.
- قصة الإسلام
مواقع النشر