سيرته عند أهل السنة:
هو علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي المدني ، وكنيته زين العابدين ، وأمه هي أم ولد سندية تسمى سلافة ، ويعد من تابعي أهل المدينة ، ولد سنة 38 هـ ، وتوفي سنة 93 أو 94 هـ بالمدينة المنورة ، و هو ابن ثمان و خمسين.
قال شعيب بن أبي حمزة ، عن الزهري: كان علي بن الحسين من أفضل أهل بيته ، و أحسنهم طاعة ، و أحبهم إلى مروان بن الحكم و عبد الملك بن مروان ، و قال معمر، عن الزهري: لم أدرك من أهل البيت أفضل من علي بن الحسين ، و قال ابن وهب ، عن مالك: لم يكن في أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل علي بن الحسين ، و هو ابن أمة ، و قال أبو معاوية الضرير ، عن يحيى بن سعيد ، عن علي بن الحسين أنه قال: يا أهل العراق أحبونا حب الإسلام ، و لا تحبونا حب الأصنام ، فما زال بنا حبكم حتى صار علينا شينا.
قال الأصمعي: لم يكن للحسين بن علي عقب إلا من ابنه علي بن الحسين ، و لم يكن لعلي ولد إلا من أم عبد الله بنت الحسن ، و هي ابنة عمه ، فقال له مروان بن الحكم: أرى نسل أبيك قد انقطع ، فلو اتخذت السراري لعل الله أن يرزقك منهن ، فقال: ما عندي ما أشترى به السراري ، قال : فأنا أقرضك ، فأقرضه مئة ألف درهم، فاتخذ السراري ، و ولد له جماعة من الولد ، ثم أوصى مروان لما حضرته الوفاة أن لا يؤخذ منهم ذلك المال .
قال سعيد بن عامر ، عن جويرية بن أسماء: ما أكَل علي بن الحسين بقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم درهما قط ، و قال يونس بن بكير ، عن محمد بن إسحاق: كان ناس من أهل المدينة يعيشون لا يدرون من أين كان معاشهم ، فلما مات على بن الحسين فقدوا ما كانوا يؤتون به بالليل.
و قال عبد العزيز بن أبي حازم ، عن أبيه: ما رأيت هاشمياً أفقه من علي بن الحسين; سمعت علي بن الحسين و هو يُسأل: كيف كانت منزلة أبى بكر و عمر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فأشار بيده إلى القبر، ثم قال: منزلتهما منه الساعة ، و قال يحيى بن كثير، عن جعفر بن محمد بن على بن الحسين، عن أبيه: جاء رجل إلى أبي، فقال: أخبرنى عن أبي بكر ، قال: عن الصديق تسأل؟ قال: قلت: رحمك الله و تسميه الصديق ؟! قال: ثكلتك أمك ، قد سماه صديقا من هو خير مني و منك; رسول الله صلى الله عليه وسلم و المهاجرون و الأنصار ، فمن لم يسمه صديقاً ، فلا صدق الله قوله في الدنيا و لا في الآخرة ، اذهب فأحب أبا بكر و عمر، و تولهما فما كان من أمر ففي عنقي.
أبنائه
أولاده:
محمد الباقر , عبد الله , الحسن , الحسين , زيد , عمر , الحسين الأصغر , عبد الرحمن , سليمان , علي , محمد الأصغر
بناته:
خديجة , أم كلثوم , فاطمة , عليّة
خلفاء عصره
عاصر من الخلفاء الأمويين:
يزيد بن معاوية
معاوية بن يزيد
مروان بن الحكم
عبد الملك بن مروان
الوليد بن عبد الملك
شعر في علي بن الحسين
روي أنه حج هشام بن عبدالملك فلم يقدر على استلام الحجر بسبب الزحام، فنصب له منبر فجلس عليه وأطاف به أهل الشام، فبينما هو كذلك إذ أقبل علي بن الحسين وعليه إزار ورداء، فجعل يطوف فإذا بلغ إلى موضع الحجر تنحى الناس حتى يستلمه هو هيبة له.
فقال شامي: من هذا يا أمير؟
فقال-لئلا يرغب فيه أهل الشام-: لا أعرفه.
فقال الفرزدق وكان حاضرا: لكني أنا أعرفه.
فقال الشامي: من هو يا أبا فراس؟
فأنشأ:
يا سائلي أيـــن حل الجود والكرم***عــنـــدي بـــــيان إذا طــــلابه قدموا
هذا الذي تعـــرف البطحاء وطأته***والبــيت يعــرفه والحــل والحـــــرم
هــذا ابــن خــــير عــباد الله كلهم***هــــذا التــــقي النــقي الطاهر العلم
هــــذا الـــذي أحمد المختار والده***صلى عــــليه إلهـــي ما جرى القلم
فغضب هشام ومنع جائزته وقال: ألا قلت فينا مثلها؟!
قال: هات جداً كجده، وأبا كأبيه، وأما كأمه، حتى أقول فيكم مثلها.
فحبسوه بعسفان بين مكة والمدينة، فبلغ ذلك علي بن الحسين فبعث إليه باثني عشر ألف درهم وقال: ( أعذرنا يا أبا فراس، فلو كان عندنا أكثر من هذا لوصلناك به ). فردها وقال: يا ابن رسول الله، ما قلت الذي قلت إلا غضبا لله ولرسوله، وما كنت لأرزأ عليه شيئا.فردها إليه وقال: ( بحقي عليك لما قبلتها فقد رأى الله مكانك وعلم نيتك فقبلها )
كتبه
الصحيفة السجادية
رسالة الحقوق
مواقع النشر