الخزامى
19-09-2003, 10:20 AM
الزوج الصامت.......( المشكلة والحل )
لا أعرف كيف أبدأ مشكلتي التي قد تبدو لكم بلا معنى، ولكنها ليست كذلك بالنسبة لي. أنا متزوجة منذ 10 سنوات، ومشكلتي تكمن في زوجي، أنا أحبه كثيراً، ولدينا طفل، ولكنه لا يتحدث معي مطلقاً أو حتى ينظر إليَّ، وهو يقول: إن هذه طبيعته، ولكنني أعيش في مكان بعيد عن أهلي وأحتاجه بجانبي دائماً، وأتمنى أن أراه يبتسم معي مثلما يفعل مع الآخرين، ودائماً ما ينهي أية مناقشة بيننا، فماذا أفعل معه؟
أجاب د. عمرو أبو خليل – أخصائي الطب النفسي :
إن مشكلتك حقيقية، وتعاني منها كثير من الزوجات، ولكنها مع ذلك تبدو من نوع المشاكل الناتجة عن سوء التفاهم، أو عن غياب الفهم المتبادل لنفسية الطرفين ولطبيعة الطرف الآخر "الزوج أو الزوجة"، ويبدو أن الرجال بصورة عامة يعبرون عن مشاعرهم بطريقة عملية، بمعنى أنه يحب زوجته، فلا يرى داعيًا للتعبير عن حبه هذا بالكلمات طالما أنه قد اختارها زوجة دون كل الفتيات، ثم هو يعيش معها ولا يعبر عن تذكر أو رفض لهذه المعيشة، ثم هو يعمل ويتعب ويكدح من أجل زوجته وأسرته ومن أجل أن يوفر لهم الحياة الكريمة، وهو لا يرى أي مبرر لهذا الكدح والعمل إلا حبه لزوجته التي – من وجهة نظره – يجب أن تفهم ذلك بدون كلمات منمقة أو أبيات شعر منسقة، فما الداعي للكلام إذا كانت كل أفعاله تعبر عن الحب بل والتقدير؟
ألا يعتبر تعبي من أجل أسرتي بدون شكوى مني أو ضجر تقديرًا للتعب الذي تقدمه الزوجة في رعاية زوجها وأسرتها بغير تعب أو ضجر؟ هكذا تحدث الرجال، وهذه وجهة نظرهم على مستوى الكلام المعبر عن المشاعر والأحاسيس، فإذا قلت لهم: إن الشكوى تمتد حتى إلى الكلام العادي.. إنكم حتى لا تتكلموا عن مشاغلكم أو مشاكلكم أو تُبدوا اهتماماً بما تُبدي المرأة به اهتمامها، فيكون رد الرجال.. كفانا حديثًا عن المشاغل والمشاكل في أعمالنا، فإذا عدنا إلى البيت وددنا أن نركن إلى الراحة والهدوء وأن ننسى مشاغلنا ومشاكلنا، وليس لدينا استعداد أو طاقة للحديث في أي أمر من الأمور؛ حيث نكون قد استهلكنا تماماً؛ ونحتاج إلى السكون الذي يعطينا الفرصة لاستعادة نشاطنا؛ حتى نقدر على أن نعاود الحياة بكل ما فيها مرة ثانية عندما تبدأ الدورة مرة أخرى في اليوم التالي؛ لذا فإن المواضيع البسيطة والمشاكل الصغيرة التي تثير اهتمام الزوجة، والتي تريد مني أن أشاركها فيها تصبح عبئًا عليَّ لا أطيقه، ثم إن الكلام يبدأ بقصة صغيرة عادية، ثم يتحول إلى مشكلة كبيرة لا نهاية لها.. فما الداعي إلى فتح الموضوع من الأساس إذا كان سيجلب المشاكل؟.. أو ليس دور الزوجة هو توفير الجو المناسب للزوج حتى يستريح ويصبح بيته سكنًا وأمناً؟. هكذا يستمر الرجال في تبرير موقفهم.. ليس معنى أني أسوق حججهم أني راضٍ عنها أو أجدها معقولة، ولكن أنا أحاول أن تفهم المرأة سيكولوجية الرجل وهو يفعل ذلك.. بمعنى أن ذلك لا يعني رفضاً للزوجة، ولا تظل تلح في طلب ربما كان صعباً أن يتفهمه كثير من الرجال إلا إذا غيروا طباعهم.. هل أدعو النساء إلى الاستسلام واعتبار ذلك قدرًا لا فكاك منه؟! بالعكس أنا أطلب من النساء أن يفهمن لغة الرجال التي يعبرون بها عن حبهم، وفي المقابل لا تبخل الزوجة على زوجها أو ترد عليه هي باللغة التي تجيدها، وهي لغة الكلام الجميل الحلو المعبر عن المشاعر والأحاسيس.. إن هذا الكلام يرضي الرجل ويشعره بالسعادة؛ لأن معناه أن الطرف الآخر قد فهم رسالته فيتفانى أكثر وأكثر من أجل زوجته، وهكذا تتحول الحياة الزوجية إلى عطاء متبادل، كل فيما يجيده بغير أن يشكو طرف من طرف.. إني أدعوكِ أختي الفاضلة، إلى أن تتأملي في الصفات الطيبة لزوجك وفي المواقف التي أسدى فيها معروفاً مميزاً لك؛ فستشعرين بالحب يتدفق في قلبك وستسمعين منه لغة جميلة بغير كلام، ولكن قد تستغنين بها عن أي كلام، واجتهدي في البحث عن موضوعات مشتركة، تتخيرين لها وقتًا مناسباً، فقد تحدث المعجزة، وينطق إن شاء الله، ولكن إن لم ينطق فسترين الحب في عينيه، الذي قد يكون أبلغ من أي لغة، ولك تحياتي وأمنياتي بالحياة السعيدة.
المصدر : الإسلام على الإنترنت
لا أعرف كيف أبدأ مشكلتي التي قد تبدو لكم بلا معنى، ولكنها ليست كذلك بالنسبة لي. أنا متزوجة منذ 10 سنوات، ومشكلتي تكمن في زوجي، أنا أحبه كثيراً، ولدينا طفل، ولكنه لا يتحدث معي مطلقاً أو حتى ينظر إليَّ، وهو يقول: إن هذه طبيعته، ولكنني أعيش في مكان بعيد عن أهلي وأحتاجه بجانبي دائماً، وأتمنى أن أراه يبتسم معي مثلما يفعل مع الآخرين، ودائماً ما ينهي أية مناقشة بيننا، فماذا أفعل معه؟
أجاب د. عمرو أبو خليل – أخصائي الطب النفسي :
إن مشكلتك حقيقية، وتعاني منها كثير من الزوجات، ولكنها مع ذلك تبدو من نوع المشاكل الناتجة عن سوء التفاهم، أو عن غياب الفهم المتبادل لنفسية الطرفين ولطبيعة الطرف الآخر "الزوج أو الزوجة"، ويبدو أن الرجال بصورة عامة يعبرون عن مشاعرهم بطريقة عملية، بمعنى أنه يحب زوجته، فلا يرى داعيًا للتعبير عن حبه هذا بالكلمات طالما أنه قد اختارها زوجة دون كل الفتيات، ثم هو يعيش معها ولا يعبر عن تذكر أو رفض لهذه المعيشة، ثم هو يعمل ويتعب ويكدح من أجل زوجته وأسرته ومن أجل أن يوفر لهم الحياة الكريمة، وهو لا يرى أي مبرر لهذا الكدح والعمل إلا حبه لزوجته التي – من وجهة نظره – يجب أن تفهم ذلك بدون كلمات منمقة أو أبيات شعر منسقة، فما الداعي للكلام إذا كانت كل أفعاله تعبر عن الحب بل والتقدير؟
ألا يعتبر تعبي من أجل أسرتي بدون شكوى مني أو ضجر تقديرًا للتعب الذي تقدمه الزوجة في رعاية زوجها وأسرتها بغير تعب أو ضجر؟ هكذا تحدث الرجال، وهذه وجهة نظرهم على مستوى الكلام المعبر عن المشاعر والأحاسيس، فإذا قلت لهم: إن الشكوى تمتد حتى إلى الكلام العادي.. إنكم حتى لا تتكلموا عن مشاغلكم أو مشاكلكم أو تُبدوا اهتماماً بما تُبدي المرأة به اهتمامها، فيكون رد الرجال.. كفانا حديثًا عن المشاغل والمشاكل في أعمالنا، فإذا عدنا إلى البيت وددنا أن نركن إلى الراحة والهدوء وأن ننسى مشاغلنا ومشاكلنا، وليس لدينا استعداد أو طاقة للحديث في أي أمر من الأمور؛ حيث نكون قد استهلكنا تماماً؛ ونحتاج إلى السكون الذي يعطينا الفرصة لاستعادة نشاطنا؛ حتى نقدر على أن نعاود الحياة بكل ما فيها مرة ثانية عندما تبدأ الدورة مرة أخرى في اليوم التالي؛ لذا فإن المواضيع البسيطة والمشاكل الصغيرة التي تثير اهتمام الزوجة، والتي تريد مني أن أشاركها فيها تصبح عبئًا عليَّ لا أطيقه، ثم إن الكلام يبدأ بقصة صغيرة عادية، ثم يتحول إلى مشكلة كبيرة لا نهاية لها.. فما الداعي إلى فتح الموضوع من الأساس إذا كان سيجلب المشاكل؟.. أو ليس دور الزوجة هو توفير الجو المناسب للزوج حتى يستريح ويصبح بيته سكنًا وأمناً؟. هكذا يستمر الرجال في تبرير موقفهم.. ليس معنى أني أسوق حججهم أني راضٍ عنها أو أجدها معقولة، ولكن أنا أحاول أن تفهم المرأة سيكولوجية الرجل وهو يفعل ذلك.. بمعنى أن ذلك لا يعني رفضاً للزوجة، ولا تظل تلح في طلب ربما كان صعباً أن يتفهمه كثير من الرجال إلا إذا غيروا طباعهم.. هل أدعو النساء إلى الاستسلام واعتبار ذلك قدرًا لا فكاك منه؟! بالعكس أنا أطلب من النساء أن يفهمن لغة الرجال التي يعبرون بها عن حبهم، وفي المقابل لا تبخل الزوجة على زوجها أو ترد عليه هي باللغة التي تجيدها، وهي لغة الكلام الجميل الحلو المعبر عن المشاعر والأحاسيس.. إن هذا الكلام يرضي الرجل ويشعره بالسعادة؛ لأن معناه أن الطرف الآخر قد فهم رسالته فيتفانى أكثر وأكثر من أجل زوجته، وهكذا تتحول الحياة الزوجية إلى عطاء متبادل، كل فيما يجيده بغير أن يشكو طرف من طرف.. إني أدعوكِ أختي الفاضلة، إلى أن تتأملي في الصفات الطيبة لزوجك وفي المواقف التي أسدى فيها معروفاً مميزاً لك؛ فستشعرين بالحب يتدفق في قلبك وستسمعين منه لغة جميلة بغير كلام، ولكن قد تستغنين بها عن أي كلام، واجتهدي في البحث عن موضوعات مشتركة، تتخيرين لها وقتًا مناسباً، فقد تحدث المعجزة، وينطق إن شاء الله، ولكن إن لم ينطق فسترين الحب في عينيه، الذي قد يكون أبلغ من أي لغة، ولك تحياتي وأمنياتي بالحياة السعيدة.
المصدر : الإسلام على الإنترنت