المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : طبيب الأجرة.. قصة شاب سعودي



غسق الدجى
19-11-2007, 09:54 AM
سلامُ الله عليكم ورحمته وبركاته

وصلتني هذه القصة المؤثرة عبرالإيميــل فأحببت أن تقرأوها إخوتي الأفاضل ولنرى حِكمة وفضل الله سبحانه وتعالى .......

عزيزي رئيس التحرير

كنت في رحلة لأداء العمرة وبعد أن حطت الطائرة في مطار الملك عبدالعزيز بجدة نزلت إلى أرض المطار وتوجهت مسرعا إلى موقف سيارات الأجرة للبحث عمن يوصلني إلى مكة.

وكعادتي دوما أحب الركوب مع سائقي الأجرة السعوديين لكونهم أبناء البلد ولعلمي أنهم أدرى بالطرق السريعة المؤدية إلى مكة، وكما يقال بالمثل ( أهل مكة أدرى بشعابها ).

أثناء وقوفي في الموقف تقدم إلي شاب يافع تعلو على محياه البسمة، حسن الهندام وبكل أدب بادرني السلام ثم قال عمي هل ترغب بسيارة توصلك إلى مكة؟ فقلت توكلنا على الله جاء وبكل أدب وحمل حقائبي ليضعها في سيارته ثم توجهنا قاصدين بيت الله الحرام.

بدأت أتجاذب معه أطراف الحديث وكما هو المعتاد في أسئلتنا التقليدية عن الإسم والعمل والسكن. قال إسمي فهد وأسكن في مدينة جدة وكما أسلفت كان شابا يبدو عليه الأدب والخلق الجم، هادئ الطبع لا يجيب إلا عندما يسأل، عندما سألته عن عمله قال لي أنا طالب نهائي في كلية الطب.

كنت أعتقد أنه قال طالب الآداب حيث أني لم أكن أتصور ان يكون طالبا في كلية الطب. فاستفسرت قائلا طالب كلية الآداب فأجاب ببسمة لطيفة لتمحو تعجبي قائلا: بل طالب الطب.

تفاجأت ، فعاد ببسمته الهادئة ليؤكد مرة ثانية قائلا نعم طالب كلية الطب فقلت يعني أنت قريبا ستصبح ان شاء الله طبيبا فرد قائلا قصتي مع الطب طويلة وذات شجون قد نصل مكة ولم أنتهِ من سردها.

فقلت له ممازحا خلينا نقطع الوقت أيضايقك إن سألتك عنها؟

ثم بدأ يروي قصته:

كنت مبتعثا لدراسة الطب في إحدى جامعات تكساس بالولايات المتحدة الأمريكية وأمضيت ست سنوات هناك تقريبا ولم يتبق سوى التطبيق ثم سنة الامتياز وفي تلك السنة حدثت حادثة مفجعة لأغلب أفراد أسرتي.

والحمد لله على كل حال ثم استرسل قائلا: أظنه لا يخفى عليك حادثة الباخرة المصرية التي غرقت في مياه البحر الاحمر ( عبارة السلام ) كان أهلي جميعا على متن تلك الباخرة حيث كانوا متوجهين في رحلة علاجية لوالدتي في مصر والحمد لله على قضائه وقدره استشهد أهلي جميعا حيث انتقل الى رحمة الله والدي ووالدتي وثلاثة من إخوتي واثنتان من اخواتي ولم ينج سوى أخي عادل الذي كان عمره حينها السنة والنصف وأختي هند التي تكبره قليلا ذات السنوات الاربع.

كنت حينها في الخارج في آخر سنة دراسية لي ولكن إرادة المولى القدير فاجأني المصاب وتلقيت الخبر من أقاربي فحزمت حقائبي وتركت كل شيء وعدت لترتيب امور إخوتي فلقد اصبحت في غمضة عين مسؤولا عن طفلين يتيمين.

بدأت اعد العدة لتولي رعاية اخوتي وكنت مصرعلى ألا يتولى رعايتهما غيري حيث سئمت من بقائهما بين أقاربي.

واجهت صعوبة بالغة لرعاية هذين الطفلين لاسيما أنهما لايزالان في سن الطفولة وكوني لم اتزوج بعد زاد من تلك المعاناة، فقررت الزواج لأتمكن من رعايتهما.. بدأت أبحث وخصوصا ان الإختيار لم يكن سهلا ومن ذا تقبل بان تكون أما لطفلين ومن أول يوم بعد زواجها تذكرت حينها كلمات والدي رحمة الله عليه فقد كان يمازحني دوما وفي أثناء إجازاتي قائلا زوجتك جاهزة تنتظر الطبيب يعود ويقصد إبنــــة صديق له كان يحبه.

فكرت وأستخرت الله وأستشرت أقاربي فاقدمت متوكلا على الله لاسيما أني اعتبرت أن هذا الزواج تحقيقا لرغبة والدي فلعله يكون برا بوالدي بعد موته وصلة بمن يحب ذات ليلة زرت صديق والدي في بيته كي أستشيره وقبل ان اتقدم رسميا فاجابني مباشرة قائلا يا بني لن تجد إبنتي شابا خيرا منك ليكن لقاؤنا غدا وأحضر مع أقاربك حتى تقتدموا رسميا لخطبة إبنتي.

في الموعد المحدد حضرت أنا وبعض أعمامي الى منزل صديق والدي ورحب بنا في بيته أجمل ترحيب وقد لفت نظري وجود رجل في مجلسه يظهر على سماته الصلاح لا نعرفه ولم يعرفنا به.

بعدما تحدثنا قليلا وأخبرناه برغبتنا قال اذا توكلنا على الله والتفت الى يمينه قائلا لذلك الرجل تفضل يا شيخ أكتب عقد النكاح، أي أنه أعد العدة لعقد الزواج في حينه وأحضر المأذون.

تفاجأت حيث لم أكن مستعدا نفسيا وماديا فبادرني والد البنت قائلا خير البر عاجلة وبدأ المأذون بكتابة عقد النكاح فسألني عن الصداق فتلعثمت قليلا حيث لم أرتب نفسي ففاجأني والد البنت مرة اخرى (ولن أنساها ما حييت) فقال أخرج محفظتك، كم فيها من المال، فاخرجتها ووجدت فيها أربعمائة ريال فقال والد البنت ذاك صداق ابنتي هذا هو مهرها فكتب ذلك في العقد.

قبل أن ينتهي المأذون من كتابة العقد إلتفت إلي وقال ألديك شروط يا ولدي قلت: أبعد كل هذا الإحسان والكرم من والد زوجتي أتراه يكون لدي شروط.

ليس لدي أي شرط ففاجأني للمرة الثالثة والد البنت قائلا بل لديك شرط ويجب أن يكتب ذاك هو ان تقوم إبنتي بتربية أخويك الصغيرين.

تزوجت وأنا سعيد وتقدمت للجامعة لإتمام سنة الإمتياز في أحد المستشفيات هنا، والآن أحاول ان أُحسن وضعي المادي بان أعمل كسائق سيارة أجرة في أوقات الفراغ. كنت دوما موقنا أن مع العسر يسرا وأن الفرج مع الصبر.

إنتهى حديثه وكنا حينها على مشارف البيت الحرام ودعته آملا أن يكتب الله لنا لقاء آخر. وقبل أن أودعك قارئ هذه الرسالة أود التأكيد بان القصة واقعية وليست من نسج خيالي ولعلي هنا أرسل ثلاث رسائل سريعة ...

أولها: أن كل مؤمن ومؤمنة عرضة لكثير من الإبتلاء فمرة يبتلى الانسان بنفسه، ومرة يبتلى بماله، ومرة يبتلى بحبيبه، وهكذا تقلب الأقدار من لدن حكيم عليم ولكن من آمن أن كل شيء بقضاء الله وقدره وأن اكثر الناس بلاء هم الأنبياء هان عليه المصاب.

ثانيها: أن الصبر مفتاح لكل خير وان مع العسر يسرا وكما قيل ما غلب عسر يسرين.

ثالثة الرسائل: دعوة صادقة لتيسير الزواج فذاك مدعاة للبركة واحرى وارجى ان يوفق الله ويبارك في ذلك الزواج فقد روت عائشة – رضي الله عنها – عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال : (ان اعظم النساء بركة ايسرهن مؤنة) وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (خيرهن ايسرهن صداقا) وعن الحسن البصري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (الزموا النساء الرجال ولا تغالوا في المهور).

والد البنت في قصتنا الآنفة عرف معنى السعادة لابنته واشتراها لها لم لا؟ فقد اختار لها زوجا ويسر زواجهما واحسب ان ذلك الزوج لن ينسى صنيع والد زوجته طيلة حياته واظنه سيسعى بكل ما أوتي لإسعاد زوجته.

فلتهنأ تلك الاسرة وليهنأ ذلك البيت.

عدنان الزامل - الدمام



انا تركت اسم الكاتب عمدا شكرا وامتنانا له عيى سرده هذه القصه بما فيها من حلو ومر

كتكوتة صغيرة
19-11-2007, 08:04 PM
مشكورة أختي قصة رائعة

مراحب
19-11-2007, 10:23 PM
ما اروعها من قصة ,,,, كثر الله من امثال هذا الرجل الصالح واسعد الله هذان الزوجان ورزقهما الطيبات والخير

سلمت يمناك ,,,,, ينقل للمنتدى الأجتماعي

رو رو
19-11-2007, 10:27 PM
:rroo:مشكوره

تحياتي
20-11-2007, 12:05 AM
~*¤ô§ô¤*~مشكوره علي القصه جدا رئعه~*¤ô§ô¤*~

http://www.hawahome.com/MySmiles/Smiles/2006-10-07-03_38_12a46df0f38a.jpg (http://www.hawahome.com/MySmiles/)

حبيبة كازانوفا
22-11-2007, 02:38 AM
بجد قلبى فرح بهذه القصه لان الله مع هذين اليتيمين اكيد ابوهم كان صالح...... اللهم احسن خاتمتنا واستر على ابنائنا بعد مماتنا اميين

وهاب ايمان
22-11-2007, 03:31 PM
مشكور يا اخي على هذه القصة والله اهتزت مشاعري لها لانها فعلا مؤلمة وانظر الى مفتاح الفرج كيف كان أظنه عن طريق الزوجة

البقميه
24-11-2007, 12:39 PM
قصه رائعه

الله يعطيك العافيه

ريماس كلي إحساس
24-11-2007, 04:34 PM
مشكورة أختي قصة رائعة

غسق الدجى
28-11-2007, 06:04 PM
ما اروعها من قصة ,,,, كثر الله من امثال هذا الرجل الصالح واسعد الله هذان الزوجان ورزقهما الطيبات والخير

سلمت يمناك ,,,,, ينقل للمنتدى الأجتماعي



اللهم امين سعدت بمرورك غاليتي

غسق الدجى
28-11-2007, 06:05 PM
~*¤ô§ô¤*~مشكوره علي القصه جدا رئعه~*¤ô§ô¤*~

http://www.hawahome.com/MySmiles/Smiles/2006-10-07-03_38_12a46df0f38a.jpg (http://www.hawahome.com/MySmiles/)

مشكوره اختي تحياتي وايضا الاخت رورو سعدت بمروركن

غسق الدجى
28-11-2007, 06:07 PM
بجد قلبى فرح بهذه القصه لان الله مع هذين اليتيمين اكيد ابوهم كان صالح...... اللهم احسن خاتمتنا واستر على ابنائنا بعد مماتنا اميين



الله يجعل قلبك دائماسعيد ولا ترين مكروره فى عزيز

غسق الدجى
28-11-2007, 06:09 PM
مشكور يا اخي على هذه القصة والله اهتزت مشاعري لها لانها فعلا مؤلمة وانظر الى مفتاح الفرج كيف كان أظنه عن طريق الزوجة


سبحان الله الي جعل فى ناس من هذا انوع الفريد بارك الله فيك سعدت بمرورك

غسق الدجى
28-11-2007, 06:10 PM
قصه رائعه

الله يعطيك العافيه



سعدت بمرورك غاليتي

غسق الدجى
28-11-2007, 06:11 PM
مشكورة أختي قصة رائعة


بارك الله فيك سعدت بمرورك