المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جارتي في الحافلة ..وجرح في قلبي ... ***



البنـ الحلوة ـت
26-07-2004, 09:51 PM
http://members.lycos.co.uk/edborders/newBorders/b397.gif




الحر يكاد يفتك بالمنتظرين على رصيف الميناء البري …
كنت جالسه على إحدى المقاعد هناك …أحاول أن أقاوم الحرارة بتحريك المروحة التي في يدي
تأخرت الحافلة …و الساعة ماضيه في طريقها نحو الثالثة ظهرا …ذروة القيظ
صدرت منى أهة كبيرة ……إني اكره الحر الشديد ….
رحلت بمخيلتي ألي اليومين الفائتين
ما أجملهم من يومين قضيتهما على شاطئ البحر
نعم أني احب شاطئ البحر كثيرااااا رغم خوفي من الماء …إلا أن الاستمتاع ببرودة النسيم وبالطعم المالح لرذاذ الماء المتطاير من الأمواج يعيد الأمل في النفوس وينعش القلوب
كانت بعض قريباتي معي ..كنا نتبادل النكات والكلمات الساخرة …نلعب ألعابا خفيفة ..ونتسابق في معرفة حلول الألغاز
ياااااااااه …سأعود للقاهره من جديد تاركة احب المدن إلى قلبي الإسكندرية ورائي ..احمل معي اجمل لحظات اقضيها طول العام
لقد سخرت منى صديقاتي عندما قلت لهم أنني احتفظ بحقائب كثيره في كل واحده ذكرى صيف اقضيه مع إحداهن..
لمحت فتاه قادمة …بخطوات غير ثابتة لفت نظري امتقاع وجهها …والارتباك في خطواتها ….
وقلت في نفسي؛ إن كل واحد من هؤلاء البشر من حولي يحمل قصه بداخله ويحمل عالما آخر بعيد عن عالمي
أخذني من همهماتي لنفسي صوت الحافلة
كان صوتها كانشوده جميلة ترن في أذني
تدافع الناس إلى باب الحافلة يحاولون الاحتماء بها من الحر الشديد ملتمسين الظل والمقاعد المريحة
انتظرت حتى صعدت سيده عجوز و صعدت خلفها ابحث عن رقم المقعد المطابق للتذكرة التي معي
الحمد لله
مقعدي كان ملاصقاً للشباك احب هذا الموقع كثيراااا … أخذت مكاني ووضعت حقيبتي ..بجواري
أخرجت قصة صغيره كنت قد قرأت في رحلة الذهاب إلى الإسكندرية بضع صفحات منها ….
و أثناء قرءاتي أحسست برفيقتي في المقعد المجاور لي تجلس وتضع حقيبتها الصغيرة على قدمها
التفت بسرعة المح رفيقتي فوجدتها الفتاة التي قد لفت نظري خطواتها على مدرج الميناء
ابتسمت في وجهها بهدوء وبادلتني ابتسامه شقت الطريق في وجهها بصعوبة
وجهها حلو الملامح إلا من بعض الحزن على زوايا فمها وفي عينيها
رجعت إلى قصتي الصغيرة
وبدأ يحمل انشوده رقيقه احب سماعها كثيرااااا
إن كلماتها تعبر عن إحساس قوي بالشجن و بالفراق ..و بالخيانة…
وسمعت نهنهات بجواري التفت لالمح زميلتي في المقعد تبكى بصمت
ماذا عساي أن افعل …هل أطيب خاطرها أم اتركها تعبر عن نفسها بلا تدخل
قد تتضايق …ياله من موقف وقعت فيه

واستجمعت شجاعتي وربت على كتفها بهدوء:
سيدتي ماذا بك ..لا تبكي أرجوك ..كل عقدة ولها عن الله حل
بدأ صوت بكاؤها يعلو …نظرت حولي ألاحظ هل سمع أحد صوت بكاءها
ولله الحمد وجدت الجميع منشغلين كل في واديه
ربت مرة أخري على كتفها

- أر جوكي ….حاولي إن تتمالكي نفسك حتى لا يلاحظ أحد بكاءك فيجتمع المسافرين

بدأت تستمع لكلماتي أخرجت منديلا تمسح به دموعها
كانت معي زجاجة مياه غازيه لم اشرب منها بعد
أعطيتها إياها ..تمنعت قليلا إلا أنها أخذتها في النهاية وشربت منها
وجدتها تشكرني بحرارة ثم بدأت تبكي مرة أخري وهي تقول

- إن هذه الانشوده كلماتها فظيعة

- نعم فيها حزن وشجن

- فيها خيانة

صمت

- لقد أهانني …لقد جرح كرامتي باعني لاهله بأبخث الأثمان

مازلت صامته

- تزوجنا منذ عامين …زواج عائلي ..إلا أن الحب والمودة نمت في قلوبنا بعد الزواج …أحببته كثيرااااا ذا أخلاق حميدة …وسيم …غني …مثقف كل ما تحلم به أي امرأة من مزايا فيه

-نعم

تدافعت الكلمات من فمها اكثر ثباتا

- …كانت مشكلتي هي أسرته انهم يعاملونني بأسلوب غير لائق ….لم اكن احب طريقتهم معي …وهو لا يستطيع الدفاع عني ….انه يخاف الله ..ولا يحب إغضاب والدته أو اخوته
لم اكن اطلب الكثير ….ما طلبته عتاب رقيق
حتى هذا لم يستطع أن يقوم به

رددت عليها :

- إنها مشكلة الأجيال …ليس بها من جديد ….. نقول لما لا يقفوا مع الحق ..بدل اتخاذ صف الأهل وفي النهاية لا نستطيع فعل شيء و ما علينا سوى الاحتمال و احتساب الأجر عند الله
التفتت إلى في ضعف ..

-نعم ولكن ماذا لو سببت في شرفي

انتفضت من مكاني …

-لا في هذا ليس هناك مجالا للصمت

بكت بحر قه شديدة

-لقد صدقهم و أخذني عندهم و ألقى على يمين الطلاق البائن أمامهم

بدون أن يستمع لكلماتي …لدفاعي …و بأدله مشوهه من أخيه ….
كيف يفعل بي ذلك ..كيف يقتلني هكذا ….كيف يحرمني حقي في الدفاع عن نفسي
كيف …كيف
ارتبكت …ماذا علي أن افعل في مثل هذا الموقف

-أر جوكي اهدئي ..لا تفعلي بنفسك هكذا …انه ليس أهلا لك ..طالما فعل ذلك
أخذتها بين ساعدي وربت على كتفها كانت كالطفلة في بكائها …وجدتها تخرج قلما من حقيبتها وتعطيه لي …

-أ معك ورقه

أخرجت ورقه بسرعة من حقيبتي
أخذتها وكتبت رقم هاتف عليها أعطته لي
هذا رقم هاتفي …اتصلي بي ..احب سماع صوتك …اعرف انك لن تذكريني ..انك الشاهد الوحيد على ما أنا فيه
اندهشت …لماذا تعطيني رقم الهاتف
وحتى لا اثقل عليها بالسؤال …
أخذت الورقة ووضعتها في حقيبتي
كانت الحافلة قد وصلت إلى القاهرة
وجدتها تطلب منى أن اخبر السائق أن مكان نزولها هنا …
أخبرت السائق
وعندما توقفت الحافلة انتظرنا جميعا أن تقوم من مقعدها وتنزل
إلا أنها جالسه تنظر بارتباك

-ماذا بك يا هدى …انزلي

-لا أستطيع تحريك قدمي ….إنها ثقيلة

صدمدت من كلماتها نظرت إلى اسفل ….كان ثوبها طويلا جدااااا
قلت لها حاولي
بكت

- لا أستطيع لقد شلت قدماي …شلت قدماي

ترددت الكلمات في أذني كالصدى
شلت شلت …لا حول الله
كانت تمشي بهما منذ ساعتين
ما السبب ..هل الحزن ..هل ..هل
وفجأة وجدتها تبكى بحرقه شديدة وتجمع الركاب حولنا ثم أرجعت رأسها بقوة إلى الوراء و أغمى عليها

يا اللاهي ماذا نحن فاعلين ….لقد أغمى عليها
حاولنا إفاقتها …لم ننجح
تذكرت …نعم لقد أعطتني رقم الهاتف الخاص بهم
اتصلت من المحمول الخاص بي بالرقم …رنات كثيره ….ولا أحد يجيب بدا اليأس يدب في إلا أنني سمعت أحدهم يرفع السماعة

- السلام عليكم ….منزل السيدة هدى

رد صوت غليظ لسيده

- هدى ….هدى من …..آه هدى

- أنا زميلتها لقد أغمى عليها في الحافلة وهي عائده من الإسكندري ونريد أن يأتي أحدهم لاخذها
صمت طويل من الطرف الأخر …

نفذ صبري

-سيدتي هد…

قطعت حديثي قائله في ضيق

- أنا زوجة أبيها وأبيها متوفى …ومن هذا تفهمي أن أمرها لا يهمني

أحسست بغصة قويه في حلقي …وبأنني أكاد التقيؤ
وضعت يدي على فمي امنع هذا الإحساس السيئ …أغلقت الخط

لا ادري ما ذا علي أن افعل الجميع ينظر إلى وكأني المسؤله عنها ….
طلبت من السائق أن يذهب بنا إلى اقرب مستشفى
اظهر الركاب اعتراضات كبيره …سيتأخرون عن الذهاب إلى منازلهم …
ما بال الناس أصبحت قلوبها قاسية
نزلت من الحافلة أوقف سيارة اجره وطالبت المعاونة في إنزالها
كانت ثقيلة جدااااا ولا تتحرك
أخذتها إلي اقرب مشفى
توالت الأحداث سريعه ….الطوارئ …الطبيب …الممرضة …أنا تتجاذبني الأفكار السوداء ارحل واتركها؟؟؟؟ أم أبقى لاطمئن عليها ؟؟؟
وفي قمة الصراع جاءني الطبيب
في صوت حزين

- البقاء لله

انهرت كدت اسقط من الصدمة …بردت كفا يدي وارتعشت قدماي

- ماذا تقول …..كيف

- منذ النصف ساعة

با إلهي عندما أرجعت رأسها للمقعد كانت تموت ….
لم استطع الاحتمال …اتصلت ثانية بنفس الرقم
-سيدتي لقد ماتت هدى
صمت رهيب

- ماذا بعد ….اخبري زوجها

- لقد طلقها

- إذن

- إذن

- ليس لي علاقة

أغلقت الهاتف
اتصلت بوالدي ….واتخذ هو اللازم
………………………….






توضيح : هدى ماتت …وتركت بداخلي جرح كبير و سؤال حائر
من كان على صواب هي أم زوجها أم زوجة أبيها
هل ماتت نتاج أخطائها …أم نتاج أخطاء غيرها …أم لحكمة لا يعلمها إلا المولى
هل 1ذنبت هدى فطلقها زوجها
هل أذنبت فكرهتها زوجة آبيها
هل أذنبت ….
أم أنها ضحية ؟؟؟؟!!!!
http://members.lycos.co.uk/edborders/newBorders/b132.gif


ــــــــــــــ
م
ن
ق
و
ل

الخزامى
27-07-2004, 02:25 PM
:(

بارك الله فيك

البنـ الحلوة ـت
27-07-2004, 04:01 PM
تسلمييي يا حلوة على المرررور الكريم

البنـ الحلوة ـت
28-07-2004, 03:09 AM
;) ;) ;) ;)

الشهد
03-08-2004, 07:02 AM
:cry: :cry:

الحياة مليئة بمثل قصة هدى وامثالها

ولكن عند الله الجزاء وسياخذ كل جزائه ولا حول ولا قوة الا بالله

البنـ الحلوة ـت
10-08-2004, 10:40 PM
شكورة على المروروووو شهوودة

bosy98
12-08-2004, 06:36 AM
تسلمى أختى الغالية على النقل الطيب
بارك الله فيك:)

و تسلم انامل أختنا behappy على كلماتها المعبرة وقلمها المبدع

:)

البنـ الحلوة ـت
14-08-2004, 03:49 AM
:( :) :D ;)