المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (((هنا روضة السيرة النبوية... شاركينا )))



* أمة الرحمن *
24-02-2008, 10:22 AM
أhttp://pic.alfrasha.com/data/media/51/untitle4.gif


مع إشراقة فجر جديد من الأمل والعزم على الوصول لنيل المأمول

رضا الرحمن والفوز بالجنان ومرافقة النبي العدنان




بقدر الكد تقتسم المعالي = و من طلب العلا سهر الليالي

يروم العز كيف ينام ليلا = يغوص البحر من طلب اللآلي

و من رام العلي من غير كدٍّ = أضاع العمر في طلب المحال


هيا بنا نرحل في صحبته لنعيش أياما نضرة في رحاب سيرته العطره ننهل من معينه الصافي نهتدي بهديه ونتبع سنته .

إنه قدوتك !!
إنه نبيك !!
إنه الرحمة المهداة !!


هل تعرفين اسمه ؟؟
هل تستطيعين وصفه ؟؟
هل قرأت سيرته ؟؟
هل حفظت أخباره ؟؟
هل اهتديت بهديه واتبعت سنته ؟؟

يقول تعالى :" لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا " .

فهيا بنا نتعلم لنقتدي

دعوة إلى رحلة في صفحات كتاب الدرة المضيئة في السيرة النبوية .

http://www.hawahome.com/MySmiles/Smiles/2006-10-19-04_01_5676e38f97b1.gif (http://www.hawahome.com/MySmiles/)


(((برنامج الرحلة )))

موعدنا كل ثلاثاء من كل أسبوع ابتداء من الأسبوع القادم بمشيئة الله .

هي سبعة محاضرات في سبعة أسابيع

نحتاج معنا سبعة أخوات من ضمن المشاركات بحيث تقدم كل أخت لمحاضرة تكتب تلخيصا لها مع بعض الفوائد المستفادة .


هنا رابط الكتاب

http://www.islamacademy.net/Index.aspx?function=Item&id=92&lang=AR



وهنا شرح صوتي له للشيخ صالح المغامسي حفظه الله

طريق الإسلام - الشيخ صالح بن عواد المغامسي - السيرة النبوية (http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=2070)



وهنا الشرح مكتوب

صفحة الشيخ صالح بن عواد المغامسي - الأيام النظرة في شرح السيرة العطرة (http://saaid.net/Doat/almgamce/s.htm)



فمن منكن سترافقنا في صحبة الحبيب صلى الله عليه وسلم ؟؟


بانتظاركن وبشوق

أخواتكن في أسرة الداعيات إلى الخير

:rroo: :rroo: :rroo:

اشراقة الغد
24-02-2008, 01:07 PM
وكيف لنا ان نتوانى لحظة عن مثل هذه الرحلة

ولاسيما انها في صحبة الحبيب صلى الله عليه وسلم


باذن الله مشاركة معاكم ولكن فضلا لاامرا

اريد اخر اسبوع لانشغالي هذه الايام

بالنسبة للتلخيص هل من الشرح الصوتي ام الشرح المكتوب

وللاسف رابط الكتاب مافتح معي

* أمة الرحمن *
24-02-2008, 01:13 PM
حياك الله حبيبتي إشراقة
تم تعديل الرابط
الشرح المسموع هو المكتوب
وضعناهما الاثنين فأنت تعلمين كم هو مفيد سماع صوت الشيخ المحاضر
و
على الخير نلتقي بإذن الله
وإلى الجنان نرتقي

* أمة الرحمن *
24-02-2008, 08:13 PM
أتقدم للدرس الأول !! :)

وإشراقة الغد تكفلت بالدرس السابع

من أيضا ستشارك ؟؟

الأميرة الحسنآآآء
24-02-2008, 08:33 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


أسألــ الله أن يباركــ فيكنّ أحبتي في الله وأن يجعلــ مانقدمه من جهود

وأعمالــ خالصة لوجهه الكـــــــــريم فالإخلاص في العملــ أمر ضروري في عملنا


أمـــــــة الرَّحمن

أخيَّتي الحبيبة


لن نتوانى بإذن الله عن عمـــــــــلـ الخير وسيكون لنا هِمَّة بإذن الله

لِنصل إلى القِمَّـــــــــة


( والسابقون السَّابقون أولئِكَ المقرَّبون )


إختياري سيكون في الأسبوع الثَّــــاني بإذن واحد أحد الموافق : 26/ 2/ 1429 هــ

إذا كنتِ مبتدئة من الأسبوع الحالي فذلك موعدي معكن بعون الله

أسألـ الله أن ينفع بنا جميعاً ويهدينا لِطريق الحقِّ والرَّشاد

وأن يجعل مانقدمه شاهدٌ لنا لاعلينــا في يوم لاينفع فيه مالـ ولا بنون

إلا من أتـــــــى الله بقلبٍ سليم

جوزيتنَّ خيراً ياغاليات وباركـ الله فيكنّ


محبتكنَّ في الله

الأميرة الحسناء أميرة بيت حواء

* أمة الرحمن *
25-02-2008, 01:04 AM
حيا الله أميرتنا الحبيبة والقريبة من قلوبنا
سعيدة بك جدا معنا والحمد لله الذي جمعنا

سيكون أول المجالس في غد الثلاثاء إن شاء الله

هيا يا أخوات .. هيا يا محبات النبي محمد
صلى الله عليه وسلم

¤ حنين الشوق¤
25-02-2008, 01:27 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

رسولي أنت إلهام الملهمين وطريق التائهين

بسنتك سنبقى سارين ينور قلبنا الدين



* أمة الرحمن *

جزاكى الله جنات الفردوس على عطائك الطيب لدينك العظيم


بإذن الله تكن لى مشاركه معكن أخياتى وباركـ الله بتلك الجهود الرائعه بحق


حفظكم الرحمن وثبتكم سبحانه على طاعته

رواء®
25-02-2008, 03:46 AM
أنا أريد أن أشارك بإذن الله ..

الأسبوع القبل الأخير ..

*منار الهدى*
25-02-2008, 07:06 AM
امة الرحمن بارك الله فيك ونفع بك

معكم بإذن الله

طهر الغمام
25-02-2008, 08:34 AM
محمد من كل الخليقة أروع
هو الرحمة المهداة للناس كلهم
وما فاز إلا من لأحمد يتبع
عليك صلاة الله يا خير مرسل
ويا ليتنا مع صفوة الخلق نجمع

لي شرف الإنضمام إليكم
واختار الإسبوع الرابع ؟!


أمة الرحمن
بوركتِ

توفة الدلوعة
25-02-2008, 09:38 AM
اللهم صلي على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وسلم تسليما كثيرا

بابي انت وامي يا حبيبي يا رسول الله عليك افضل الصلاة والسلام


فدى لرسول الله أمي وخالتي= وعمي وآبائي ونفسي وماليا
لعمرك ما أبكي النبي لفقده =ولكن لما أخشى من الهرج آتيا
كأن على قلبي لذكر محـــمد= وما خفت بعد النبي مطـــاويا

دع ما ادعته النصارى في نبيهم = واحكم بما شئت مدحا فيه واحتكم
فإن فضـــــل رســـول الله ليس له = حـــد فـــــيعرب عنه نا طــق بـــفم
فمــــبلغ العلم فيـــــه انه بشــــــــر = وأنه خــــــير خـــــلق الله كـــلــــهم


بارك الله فيك ...

وجزاك الله خيرا

أحسن الله إليكم أختنا الكريمة وجعل ما تقدمين في موازين حسناتك يوم أن تلقيه

*منار الهدى*
25-02-2008, 09:48 AM
امة الرحمن بارك الله فيك ونفع بك

معكم بإذن الله واختار الاسبوع الخامس

* أمة الرحمن *
25-02-2008, 09:51 AM
اللهم صلي على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وسلم تسليما كثيرا

بابي انت وامي يا حبيبي يا رسول الله عليك افضل الصلاة والسلام


فدى لرسول الله أمي وخالتي= وعمي وآبائي ونفسي وماليا
لعمرك ما أبكي النبي لفقده =ولكن لما أخشى من الهرج آتيا
كأن على قلبي لذكر محـــمد= وما خفت بعد النبي مطـــاويا

دع ما ادعته النصارى في نبيهم = واحكم بما شئت مدحا فيه واحتكم
فإن فضـــــل رســـول الله ليس له = حـــد فـــــيعرب عنه نا طــق بـــفم
فمــــبلغ العلم فيـــــه انه بشــــــــر = وأنه خــــــير خـــــلق الله كـــلــــهم


بارك الله فيك ...

وجزاك الله خيرا

أحسن الله إليكم أختنا الكريمة وجعل ما تقدمين في موازين حسناتك يوم أن تلقيه


بارك الله فيك يا أختي

الحمد لله فبيتنا عامر بالصلاح والصالحات

ألا نسخر ذلك أخواتي للدعوة لدينه ؟؟ !!

نسأل الله أن نجتمع على ما يحبه ويرضاه

* أمة الرحمن *
25-02-2008, 10:03 AM
اجتمعت معنا ست أخوات سيقومون بكتابة المقرر ونقل الفوائد المشروحة عليه وننتظر الأخت السابعة !!

الأخوات هن ...

أمة الرحمن (الأسبوع الأول)
أميرة بيت حواء (الأسبوع الثاني)
؟؟؟؟؟؟ (الأسبوع الثالث)
طهر الغمام (الأسبوع الرابع)
منار الهدى (الأسبوع الخامس)
الطرف السكيب (الأسبوع السادس)
إشراقة الغد (الأسبوع السابع)

هؤلاء الأخوات يتولون التعليق على كل محاضرة وننتظر من تتابع معنا وتشاركنا دراسة سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم .

فأخبري من تستطيعي أخيتي وتذكري أن الدال على الخير له مثل أجر فاعله
بوركتن وبورك جمعكن الطيب

* أمة الرحمن *
26-02-2008, 08:21 PM
السلام عليكن ورحمة الله وبركاته

حياكن الله أخواتي المشاركات معنا في روضة السيرة النبوية

على الرغم من أني نويت البدء من الأسبوع المقبل إن شاء الله حيث يجتمع معنا عدد أكبر لينتفع ، لكني تراجعت وأنا أستمع الآن للشيخ خالد الراشد حفظه الله لما أخبره رجل عن رجل صالح رأى النبي صلى الله عليه وسلم يبكي ويقول : قل لأمتي وأتباعي أليس لي حق عليهم أن يفدوني بأنفسهم !!

فماذا نحن فاعلات ؟؟ !!

وماذا قدمن لرسولنا صلوات ربي وسلامه عليه

الله المستعان وإليه المشتكى من تقصيرنا وإعراضنا

العمر قصير والسفر طويل والطريق شاق والزاد قليل

فلنتوكل على الله ولنبدأ مسيرنا ومن تخلص النية فحتما ستلحق بالركب بل ستسبقه !

وهذا أول الواجبات أن نعرفه لنحبه حق المحبة ولنتبعه حق الاتباع

فلا يثنيك الشيطان ويصدك ويوهمك بالمشاغل والأعباء

ولنا وقفات ووقفات وهذا أول الطريق وليس آخره

وأذكر بقول القائل ..

لا تستوحش من طريق الحق لقلة السالكين .. ولا تغتر بطريق الباطل لكثرة الهالكين .
أسأل الله أن يجعلني وإياكن ممن سلك طريق الحق وثبت عليه حتى الممات

* أمة الرحمن *
26-02-2008, 08:38 PM
سلسلة دروس الأيام النضرة في شرح السيرة العطرة

تعليق على متن الدرة المضيئة للشيخ عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي رحمه الله

::: الدرس الأول :::




الحمد لله خالق الأرض والسماء، وجاعل النور والظلماء، وجامع الخلق لفصل القضاء، لفوز المحسنين وشقوة أهل الشقاء، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، شهادة يسعد بها قائلها يوم الجزاء، وصلى الله على سيد المرسلين والأنبياء، محمد، وآله، وصحبه النجباء.

أما بعد:
فهذه جملة مختصرة من أحوال سيدنا ونبينا، المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم ، لا يستغني عنها أحد من المسلمين، نفعنا الله بها، ومن قرأها، وسمعها.

نسبه صلى الله عليه وسلم:


فنبدأ بنسبه:
فهو أبو القاسم، مُحمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هَاشِمِ بن عبد مَنَاف بن
قُصَيِّ ابن كِلابِ بن مُرَّةَ بن كَعْبِ بن لُؤَيِّ بن غَالِبِ بن فِهْرِ بن مَالِكِ بن النَّضْرِ بن كِنَانَة بن خُزَيْمَةَ ابن مُدْرِكَةَ بن إِلْيَاسَ بن مُضَرَ بن نِزَار بن مَعَدّ بن عَدْنَانَ بن أُدَد ابن الْمُقَوَّم بن نَاحُورَ بن تَيْرَحَ بن يَعْرُبَ بن يَشْجُبَ بن نَابِت بن إسماعيل بن إبراهيم خليل الرحمن بن تَارح – وهو آزر – بن نَاحُورَ بن سَارُوعَ بن رَاعُو بن فَالِخ ابن عَيْبَر بن شَالِخ بن أَرْفَخَشْد بن سَام بن نُوح بن لَمْكِ بن مُتُوشَلْخ بن أَخْنُوخ – وهو إدريس النبي فيما يزعمون، وهو أول بني آدم أعطي النبوة، وخط بالقلم ابن يَرْدَ بن مَهْلِيلَ بن قَيْنَن بن يَانِش بن شِيث بن آدم صلى الله عليه وسلم.
هذا النسب ذكره محمد بن إسحاق بن يسار المدني في إحدى الروايات عنه. وإلى عدنان متفق على صحته من غير اختلاف فيه، وما بعده مختلف فيه.
وقريش: ابن فهر بن مالك، وقيل: النضر بن كنانة ) ( 1 )

:أمه صلى الله عليه وسلم وولادته :

( أمه صلى الله عليه وسلم : وأم رسول الله صلى الله عليه وسلم، آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زُهرة بن كِلابِ بن مُرَّةَ بن كَعْبِ بن لُؤَيِّ بن غَالِبِ.

ولادته صلى الله عليه وسلم:

وولد رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة عام "الفيل" في شهر ربيع الأول لليلتين خلتا منه، يوم الاثنين.
وقال بعضهم: بعد "الفيل" بثلاثين عامًا، وقال بعضهم: بأربعين عامًا. والصحيح أنه ولد عام الفيل )


:وفاة والد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمه، وجده:

( وفاة والد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمه، وجده: ومات أبوه عبد الله بن عبد المطلب ورسول الله صلى الله عليه وسلم قد أتى له ثمانية وعشرون شهرًا. وقال بعضهم: (مات أبوه وهو ابن سبعة أشهر). وقال بعضهم (مات أبوه في دار النابغة وهو حمل). وقيل: (مات بالأبواء بين مكة والمدينة).
وقال أبو عبد الله الزبير بن بكار الزبيري: (توفي عبد الله بن عبد المطلب بالمدينة ورسول الله صلى الله عليه وسلم، ابن شهرين).
وماتت أمه وهو ابن أربع سنين. ومات جده عبد المطلب وهو ابن ثمان سنين. وقيل: (ماتت أمه وهو ابن ست سنين) )


:رضاعته صلى الله عليه وسلم:

( رضاعته صلى الله عليه وسلم : وأرضعته صلى الله عليه وسلم ثويبة جارية أبي لهب، وأرضعت معه حمزة بن عبد المطلب، وأبا سلمة عبد الله بن عبد الأسد المخزومي، أرضعتهم بلبن ابنها مسروح . وأرضعته حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية )

*منار الهدى*
26-02-2008, 08:56 PM
ما أروعك امة الرحمن

نحن في أنتضار ما بقي

* أمة الرحمن *
26-02-2008, 09:13 PM
** التعريف بصاحب المتن **

هو العلامة عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي عاش في القرن السادس الهجري وكان ذا عبادة وتقوى وورع .


** أهمية دراسة السيرة النبوية **

إن الله بعث لنا رسوله صلى الله عليه وسلم هاديا ومبشرا ونذيرا ، وأوجب علينا طاعته ومحبته واقتفاء أثره ، لذا فإنه لمن المقرر شرعا أن نتعلم سيرته صلى الله عليه وسلم لنقتدي به حق الاقتداء
قال تعالى :" لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا "
ويجب على طالب العلم أن يخلص نيته لله تعالى في تعلمه سيرة نبيه صلى الله عليه وسلم بأن يكون متبعا ومقتديا به فإن الله سد كل بابٍ موصلٍ إليه إلا ما كان عن طريقه صلوات الله وسلامه عليه.

كذلك أن تكون نيته بتعليم غيره سيرة نبيه صلى الله عليه وسلم فيكون داعيا لدين الله بين خلقه .


** فائــــــدة !!**

فطر الله الكثير من خلقه على محبته صلى الله عليه وسلم ، فهذا أحد ارتجف فرحا لما وقف عليه صلى الله عليه وسلم ، وبكى الجذع لما تركه واتخذ المنبر حتى نزل إلبه وضمه صلوات ربي وسلامه عليه ، وأومأ إلى القمر فانفلق امتثالا لأمره ، وأشار إلى السحاب بيده فتفرق !!


وكان الحسن البصري رحمه الله إذا حدث بحديث حنين الجذع له صلى الله عليه وسلم يقول "يا معشر المسلمين الخشبة تحن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فما بال قلوبكم لا تحن إليه ؟؟ !!".


الرسالة والنبوة لا تنال بكد ولا سعي ولا علم إنما هي هبة من الله يصطفي لها من يشاء من عباده ، قال تعالى :" الله أعلم حيث يجعل رسالته "

** نسبه صلى الله عليه وسلم **

يكنى صلوات الله وسلامه عليه بأبي القاسم ، والكنية ما صدر بأب أو أم أوابن .
والرسول صلى الله عليه وسلم كان له من زوجته خديجة رضي الله عنها ولداه القاسم - وهو أكبرهم - وعبد الله ، وأربع بنات ، فكان يكنى بأكبر أبنائه .


ينقسم نسبه الشريف صلوات الله وسلامه عليه إلى ثلاثة أقسام :

1- قسم صحيح متفق عليه وهو :- مُحمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هَاشِمِ بن عبد مَنَاف بن
قُصَيِّ ابن كِلابِ بن مُرَّةَ بن كَعْبِ بن لُؤَيِّ بن غَالِبِ بن فِهْرِ بن مَالِكِ بن النَّضْرِ بن كِنَانَة بن خُزَيْمَةَ ابن مُدْرِكَةَ بن إِلْيَاسَ بن مُضَرَ بن نِزَار بن مَعَدّ بن عَدْنَانَ

2- قسم مختلف فيه وأكثره صحيح وهو :- عَدْنَانَ بن أُدَد ابن الْمُقَوَّم بن نَاحُورَ بن تَيْرَحَ بن يَعْرُبَ بن يَشْجُبَ بن نَابِت بن إسماعيل بن إبراهيم خليل الرحمن

3- قسم مختلف فيه وأكثره غير صحيح لصعوبة الإثبات وهو :- إبراهيم خليل الرحمن بن تَارح – وهو آزر – بن نَاحُورَ بن سَارُوعَ بن رَاعُو بن فَالِخ ابن عَيْبَر بن شَالِخ بن أَرْفَخَشْد بن سَام بن نُوح بن لَمْكِ بن مُتُوشَلْخ بن أَخْنُوخ – وهو إدريس النبي فيما يزعمون، وهو أول بني آدم أعطي النبوة، وخط بالقلم ابن يَرْدَ بن مَهْلِيلَ بن قَيْنَن بن يَانِش بن شِيث بن آدم صلى الله عليه وسلم.


فوائد من ذكر النسب الشريف !!

- ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم من نكاح إلى نكاح وحفظه الله في الأصلاب والأرحام الطاهرة .

- ليس معنى شرف النسب أن أجداده جميعا كانوا مؤمنين

- عندما نقول النبي العدناني فإننا ننسبه إلى جده عدنان ، والنبي المضري نسبة إلى جده مضر ، ولا يتعلق بهذين الاسمين أي حكم شرعي .

- عندما ننسبه إلى جده هاشم فإننا نقول النبي الهاشمي فلما نقول آل بيت النبي فإننا نقصد بني هاشم وهذه يتعلق بها حكم شرعي وهو أن الزكاة لا تعطى إليهم كما أخبر بذلك صلوات الله وسلامه عليه .

- هاشم جد النبي له ثلاث أخوة : المطلب ، ونوفل ، وعبد شمس
لما حاصرت قريش بني هاشم في الشعب انضم إليهم أبناء المطلب كافرهم ومؤمنهم ، وانحاز ضدهم بنو نوفل وبنو عبد شمس ، فلما قسم النبي صلى الله عليه وسلم غنائم خيبر أعطى بني هاشم وبني المطلب ، فجاءه وفد من بني نوفل وبني عبد شمس يطلبون المساواة مع إخوانهم رفض النبي ذلك وقال : (إن بني المطلب لم يُفارقونا في جاهلية ولا في إسلام، وشبك بين أصبعه )، من هذا ذهب جمهور العلماء إلى أن بني المطلب يدخلون في آل البيت

العبودية !!

تنقسم العبودية إلى ثلاثة أقسام :-

= عبودية رق وضدها الحرية، وهذه تُسمى عبودية شرعية والدليل قوله تعالى : ﴿وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ ﴾[البقرة:178] .

= عبودية ذل وقهر وهذه يشترك فيها كل الخلق، الملائكة والجن والإنس، كلهم عبيدٌ لله تبارك وتعالى من هذا الباب، عبودية ذل وقهر من جانب الرب تبارك وتعالى، ودليلها من القرآن ﴿ إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آَتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا ﴾ [مريم: 93] .

= عبودية الطاعة، وتنقسم إلى قسمين :
عبودية طاعةٍ لله، وعبودية طاعة لغير الله تبارك وتعالى، كما قال عليه الصلاة والسلام ( تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس عبد الخميصة )، والطاعة لله هي التي يتنافس فيها المتنافسون ويشمر فيها العاملون .


في قوله صلى الله عليه وسلم :" أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب "
استدل بعض الشراح بهذا الحديث على جوازأن تذكر العبودية لغير الله من باب النسب ، لكن هذا خطأ لأن " عبد المطلب " يقصد بها عبودية الرق حيث ظن الناس أن جد النبي عبد مملوك للمطلب فسموه عبد المطلب .


أقسام العرب

تنقسم العرب إلى ثلاثة أقسام :-

= العرب البائدة ، وهم قوم عاد وثمود ، وهذه الأمم بادت واندثرت ولم يبق لها ذرية .

= العرب العاربة ، وهم عرب أصليون وهم أبناء يعرب بن قحطان وهو جد العرب

= العرب المستعربة ، وهم ليسوا عرب أصليين وإنما اكتسبوا العروبة .

نبينا صلوات الله وسلامه عليه من العرب المستعربة فإن إسماعيل بن إبراهيم عليهما الصلاة والسلام لم يكونو من العرب إنما من العراق لكن نبينا اكتسب العربية حينما تزوج سيدنا إسماعيل عليه السلام من قبيلة جرهم العربية ومنها اكتسب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عروبته .


تصويب !!

ذكر المصنف أن إدريس عليه السلام أول من نبيء وأول من خط بالقلم لكن هذا خطأ فأول نبي آدم عليه السلام وفيه قال الرسول صلى الله عليه وسلم :" نبي مكلم " .

ذكر المصنف أن قريش ابن فهر والصواب أنه هو فهر نفسه وقيل في سبب تسميته أنه كان ذا سلطان وقادر على جمع الناس .



** أمه صلى الله عليه وسلم **

آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زُهرة بن كِلابِ بن مُرَّةَ بن كَعْبِ بن لُؤَيِّ بن غَالِبِ.

وزهرة بطن من بطون قريش .
تزوجت من أبيه عبد الله وحملت بسيد الخلق
ومات أبوه وهو حمل في بطن أمه
وماتت أمه بالأبواء ورسول الله صلى الله عليه وسلم ابن أربع سنين .


** تاريخ ولادته صلى الله عليه وسلم **

من الثابت أنه ولد عام الفيل في شهر ربيع الأول في يوم اثنين
لكن مختلف في كم من شهر ربيع كان مولده
فهناك قول بأنه يوم الثاني عشر ، وقول بأنه يوم التاسع وهو الأظهر


** مرضعاته صلى الله عليه وسلم **

أرضعته أمه آمنة ، وثويبة جارية لعمه أبي لهب ، وأرضعته حليمة السعدية وهي أكثرهن وحصل لها ولقومها بسببه من البركة ما هو مشهور .


** يتم الرسول صلى الله عليه وسلم ومنة الباري عليه **

لحكمة أرادها الله أن ينشأ النبي يتيما حتى تكتمل منة الله عليه ولا يكون لأحد عليه فضل .
فلا يرعاه أبوه فينسب الناس أبوته إلى أبيه ، ولا ترعاه أمه حتى إذا بلغ المجد نسبوا ذلك لأمه وتربيتها إنما تكفل الله به وكفاه من سواه .
قال تعالى :" ألم يجدك يتيما فآوى . ووجدك ضالا فهدى . ووجدك عائلا فأغنى "



تم تدوين الفوائد من الدرس الأول والحمد لله رب العالمين

طهر الغمام
27-02-2008, 11:44 AM
محمد صلى الله عليه وسلم اسم على مسمى
علم على رمز ووصف على إمام

وشق له من اسمه ليجله
فذو العرش محمود وهذا محمد

فالرسول خيار من خيار
وهو من نكاح لا من سفاح
آباؤه سادات الناس

نسبٌ كان عليه من شمس الضحى
نوراً ومن فلق الصباح عموداً


بورك فيك
أمة الرحمن
لا حرمت الأجر

nora51
28-02-2008, 11:47 AM
جزاك الله خيرا

* أمة الرحمن *
04-03-2008, 04:32 PM
حياكم الله

نذكر اليوم يا أخوات بدرس السيرة

من قرأته منكن ؟؟

ونحن بانتظار أميرتنا الحسناء تقدم لنا المحاضرة


أين الهمم يا غاليات ؟؟

الأميرة الحسنآآآء
04-03-2008, 09:26 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين



الأيام النظرة في شرح السيرة العطرة


الدرس الثاني:


فـصـل فـي أسـمـائـه ـ صلى الله عليه و سلم :

فصل في أسمائه:
(روى جبير بن مطعم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إني أنا محمد، وأنا أحمد،
وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي حَشَرَ الناس، وأنا العاقب الذي ليس
بعدي نبي ) صحيح متفق عليه )

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله. أما بعد،

هذا فصلٌ في ذكر أسمائه صلوات الله وسلامه عليه، وتحرير المسألة أن يُقال إن من أسمائه
صلى الله عليه وسلم ما يُشاركه فيه الناس مثل محمد وأحمد، فالناس يُسمَوْن بمحمد وأحمد،
ولهذا لم يقل صلى الله عليه وسلم في تفسيرهما شيئًا، قال ( أنا محمد ) ولم يُبين،
وقال ( أنا أحمد ) ولم يُفصل، لأنها من الأسماء المشتركة التي يُسميها كل أحد، لكن عندما
قال ( أنا الماحي ) ( أنا العاقب ) فسر صلوات الله وسلامه عليه، لأن الماحي و العاقب تتعلق
بكونه نبيًا ورسولا لا تتعلق بكونه رجلا يُنادى بين الناس.
كونه عليه الصلاة والسلام ماحيًا فللكفر، وعاقبًا أي جاء عقب النبيين عليه الصلاة والسلام،
هذا يتعلق برسالته، فلهذا بين ما معنى (الماحي)، وبين ما معنى (العاقب) الذي يُحشر الناس
على يديه، بمعنى أنه من أشراط الساعة خروجه صلى الله عليه وسلم، لكنه عندما قال
( أنا محمد وأنا أحمد ) فهذا من الأسماء التي يشترك فيها صلى الله عليه وسلم في أصل
التسمية مع الناس. و أحمد هو الاسم المُسمى به في الإنجيل، ومحمد هو الاسم المُسمى
به في التوراة، في التوراة جاء أن اسمه محمد، وفي الإنجيل جاء أن اسمه أحمد.

( وروى أبو موسى عبد الله بن قيس، قال: سمَّى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه
أسماءً، منها ما حفظنا، فقال: ( أنا محمد، وأنا أحمد، و المُقَفِّي ، ونَبِيُّ التوبة، ونَبِيُّ الرحمة )
وفي رواية: ( ونبي الملحمة ) وهي المقتلة، صحيح، رواه مسلم )

أبو موسى هو أبو موسى الأشعري الصحابي الجليل المعروف عبد الله بن قيس، أحد الذين وفدوا
على النبي صلى الله عليه وسلم من اليمن، والحديث كما بيّن المصنف أخرجه الإمام مسلمٌ في الصحيح،
وقد ذكر به النبي صلى الله عليه وسلم أسماءً خاصةً به هي محمد وأحمد بالنسبة للنبيين،
ومعنى بالنسبة لنبيين لا يوجد نبيٌ من الأنبياء اسمه محمد، ولا يوجد نبي من الأنبياء اسمه أحمد،
لكن كلمة نبي التوبة تُطلق عليه وعلى غيره من الأنبياء، ونبي الرحمة تُطلق عليه وعلى غيره من الأنبياء؛
لأن كل الأنبياء عليهم الصلاة والسلام كانوا رحمةً وتوبةً للناس، لكن الفرق بينه وبينهم أنه له منها
صلى الله عليه وسلم الحظ الأوفر والنصيب الأكمل.

( وروى جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أنا أحمد، وأنا محمد،
وأنا الحاشر، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، فإذا كان يوم القيامة لواء الحمد معي، وكنت
إمام المرسلين، وصاحب شفاعتهم ).
و سماه الله – عز وجل – في كتابه العزيز: ﴿ بَشِيرًا ﴾ و﴿ َنَذِيرًا ﴾ [البقرة: 119]، و﴿ رَءُوفًا ﴾
و﴿ رَّحِيمًا ﴾ و﴿ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 107] صلى الله عليه وسلم )

الأسماء الأولى التي ذكرها صلى الله عليه وسلم ونقلها المصنف تدل على رفيع مقامه
عليه الصلاة والسلام عند ربه، وعلو منزلته، وله عليه الصلاة والسلام خصائص في الدنيا
وخصائص في الآخرة، والمقام المحمود خصيصةٌ في الآخرة وهي أعظم خصائصه صلى الله عليه وسلم،
قال عليه الصلاة والسلام كما في الصحيح من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص ( إذا سمعتم المؤذن
فقولوا مثلما يقول، ثم صلوا علي، ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها درجة في الجنة لا ينبغي أن تكون
إلا لعبدٍ وأرجو أن أكون أنا هو ) صلوات الله وسلامه عليه، ونحن نقول كما علمنا نبينا عليه الصلاة

والسلام: وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته، والله جلّ وعلا قال له في الإسراء
﴿ وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا ﴾ [الإسـراء: 79]،
فالمقام المحمود له صلى الله عليه وسلم.

ولواء الحمد قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح ( ولواء الحمد يومئذٍ بيدي )، كل الناس آدم
فمن سواه تحت هذا اللواء الذي يحمله صلوات الله وسلامه عليه. المقصود رفيع مقامه وجليل مكانته،
ولا نريد أن نفصل فيها أكثر لأنها سيأتي بيانها في فصول قادمة، لكن معلومٌ من الدين بالضرورة
مقامه صلوات الله وسلامه عليه بين خلق الله أجمعين ورفيع منزلته وعلو درجته عليه الصلاة والسلام عند ربه.

ثم قال المصنف ( وسماه الله – عز وجل – في كتابه العزيز: ﴿ بَشِيرًا ﴾ و﴿ َنَذِيرًا ﴾ [البقرة: 119]،
و﴿ رَءُوفًا ﴾ و﴿ رَّحِيمًا ﴾ و﴿ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ﴾ )،

هذه الأفضل أن يُقال أنها صفات أكثر من كونها أسماءً، هذه صفات له عليه الصلاة والسلام أكثر من
كونها أسماءً، لأن جميع الرسل كانوا مبشرين وكانوا منذرين، وكانوا رؤوفين بأممهم، وكانوا راحمين
للعالم أجمع، لكن كما قلنا أن الفرق بينه وبينهم صلوات الله وسلامه عليه أن له المقام الأعلى
وأنه أوفر حظًا وأكمل نصيبًا عليه الصلاة والسلام.

فصل: نشأته صلى الله عليه وسلم بمكة، وخروجه مع عمه أبي طالب إلى الشام، وزواجه بخديجة :

(: ونشأ رسول الله صلى الله عليه وسلم يتيما يكفله جده عبد المطلب،
وبعده عمه أبو طالب ابن عبد المطلب.
وطهره الله – عز وجل – من دنس الجاهلية، ومن كل عيب، ومنحه كل خُلق جميل، حتى لم يكن يعرف
بين قومه إلا بالأمين، لما شاهدوا من أمانته، وصدق حديثه، وطهارته )

لا ريب أن الله أعد نبيه صلى الله عليه وسلم لهذا الأمر العظيم منذ الأزل، فكان
منطقيًا أن يتعهده ربه جلّ وعلا، والله جلّ وعلا قال لموسى ﴿ وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي ﴾ [طـه: 39]،
فإذا كان في حق موسى فكيف بحق محمدٍ صلى الله عليه وسلم!
والمصنف هنا ذكر ما أفاءه الله جلّ وعلا عليه من إيواء جده أبي طالبٍ أول الأمر، ثم عمه أبي طالب،
وكلا الرجلين بذلا جهدًا عظيمًا في كفالة نبينا صلى الله عليه وسلم، أما عبد المطلب فقد كان يقربه منه،
وكانت يُفرش له فراش عند الكعبة فيجلس صلى الله عليه وسلم بجوار جده ولا يُعاتبه أحدٌ رغم أن
عبد المطلب كان وجيهًا سيدًا مُطاعًا مُهابًا، لكن كانت الحَظْوَة برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو
صبيٌ عند جده عظيمة.
فلما مات كفله عمه أبو طالب، أبو طالب اسمه عبد مناف –على الأظهر-، وهذا العم مات على غير إسلام،
لكن ذلك لا يمنع أنه كان من أعظم النصراء لنبينا صلى الله عليه وسلم، ومما يُقال عنه في تعهده بنبينا
عليه الصلاة والسلام صغيرًا وكبيرًا أنه كان – والنبي عليه الصلاة والسلام صغيرًا ـ تطلب قريشٌ
من أبي طالبٍ أن يستسقي لهم إذا أجدبت الديار – كما نقل ابن عساكر في تاريخ دمشق-
فجاء أبو طالبٌ وحمل النبي صلى الله عليه وسلم – وكان يوم إذٍ صغيرًا أبيضًا- فألصقه بجدار الكعبة،
فلما ألصقه بجدار الكعبة أشار صلى الله عليه وسلم بإصبعه إلى السماء وهو صبي، فجاء السحاب
من كل مكان فسُقوا حتى سال الوادي، فقال أبو طالبٌ في لاميته بعد ذلك:

وأبيض يُستسقى الغمام بوجهه *** ثمال اليتامى عصمةٌ للأرامل

هذا من حظوة النبي صلى الله عليه وسلم عند أبي طالب، فلما كبر بقيت هذه الحَظْوَة كما هي،
وكان صلى الله عليه وسلم قد ربّاه الله وتعهده أنه يفقه ماذا يفعل وماذا يصنع من دون أن يعلم أنه
سيكون نبيًا، فكان يرعى الغنم على قراريط لأهل مكة من أجل أن يسد العوز والفقر والمسكنة المالية
التي كانت موجودة عند أبي طالب حتى لا يكون عبئًا عليه، فلما حوصرت بنو هاشمٍ في الشعب
كان أبو طالب – رغم كفره- أحد الذين حوصروا مع النبي صلى الله عليه وسلم في الشعب.
وبلغ من محبته – رغم الكفر- مع النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا جاء الليل يحمل النبي عليه
الصلاة والسلام من مكانه ويضعه في مكانًا آخر، ثم يأتي بأحد أبنائه ويضعه مكان النبي عليه الصلاة
والسلام حتى إذا أراد أحدٌ قد بيت النية أن يغتال النبي عليه الصلاة والسلام وهو نائم يغتال ابنه لصلبه
ولا يغتال النبي عليه الصلاة والسلام، هذا يفعله كله وهو مشرك، يقول الله في الأنعام ﴿ وَهُمْ يَنْهَوْنَ
عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ ﴾ [الأنعام: 26]، ﴿ يَنْهَوْنَ ﴾ عن أحدٍ أن يقتل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ﴿ وَيَنْأَوْنَ
عَنْهُ ﴾ أي أنه لا يقبل أن يدخل في الدين، حتى تعلم أن الهداية مردها إلى الرب تبارك وتعالى.

ويجب على العاقل المسلم أن يستفيد من الأوضاع التاريخية التي يعاصرها، فأبو طالبٍ كان كافرًا
فاستفاد النبي صلى الله عليه وسلم من جاه عمه ومن نصرته، ولم يقل إنه كافرٌ ولا أستعين به ولا ألجأ
إليه لأن الأوضاع تختلف من زمنٍ إلى زمن ومن مرحلةٍ نصرة الدين
فاعمل به ولا تبالي، لأنه لا يخلو الأمر من مصالح ومفاسد، لكن إذا كان الإنسان يقدم أعظم المصلحتين
ويدرأ أعظم المفسدتين فإن المقصود الأعظم نصرة الدين، وقد قبل صلى الله عليه وسلم أن يكون مع
عمه وهو كافرٌ يسجد لغير الله في شعبٍ واحدٍ استفادةً من جاه عمه ونصرته، وكان عليه الصلاة والسلام
يُثني على عمه وتشفع له عند ربه أن يكون أهون أهل النار عذابًا، هذه الفائدة الأولى.
قلنا في الفائدة الأولى أن النبي صلى الله عليه وسلم استفاد من نصرة عمه أبي طالب، الفائدة الثانية
أن الهداية بيد الله، وأن الإنسان قلبه كقلب غيره مُعلقٌ بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء،
وأنت لا تفرح بشيءٍ أعظم من نعمة الهداية، فإن نعمة الهداية التي رزقك الله إياها أو رزقكِ الله إياها
يا أختاه حُرمها أبو طالب من نصر النبي صلى الله عليه وسلم، حتى تعلم فضل الرب تبارك وتعالى عليك،
ولا ييأسن أحدٌ من أحدٍ وهو يدعوه، ولا يُجزم أحدٌ في أحدٍ وهو يراه، بمعنى مهما رأيت على رجلٍ من
الصلاح لا تقطع له بجنةٍ ولا بنار، ومهما رأيت على أحدٍ من سوءٍ وفساد لا تقطع له بجنةٍ ولا نار،
إنما الأعمال بالخواتيم.

كان عبد الله بن أبي الصرح أحد الصحابة، أسلم قديمًا ثم هاجر إلى المدينة، وكان يجيد الكتابة،
وكان يكتب الوحي لرسول الله صلوات الله وسلامه عليه، فلما نزلت سورة المؤمنون كان جبريل
يمليها على النبي عليه الصلاة والسلام وعبد الله بن أبي الصرح يسمعها منه، فقرأ جبريل على
النبي عليه الصلاة والسلام﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ ﴾ [المؤمنون: 12] فكتبها عبد الله،
يقرأها النبي عليه الصلاة والسلام فيكتبها عبد الله، ثم قرأ ﴿ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ ﴾
[المؤمنون: 13] فكتبها، ثم أتم الآية، ثم أتم الآية حتى قال ﴿ ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ ﴾ [المؤمنون: 14]
فكتبها عبد الله، فقال عبد الله قبل أن يتكلم النبي صلى الله عليه وسلم ﴿فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ﴾
[المؤمنون: 14]، فقال صلى الله عليه وسلم ( هكذا أُنْزلت عليّ ) أو ( هكذا أملاني إيّاها جبريل )،
فطبق المصحف – وما كان يُسمى مُصحفًا، سُمِّي مُصحفًا في عهد أبي بكر-، فطبق الورقة التي
كان يكتبها وقال: إن كان محمدٌ كاذبًا فأنا أكذب كما يكذب محمد، وإن كان محمدٌ صادقًا فأنا يوحى إليّ
كما يوحى إلى محمدٍ، وترك الإسلام وخرج من الدين ورجع إلى الكفر، وأصبح كافرًا حتى كان عام الفتح.
عبد الله هذا أخٌ لعثمان رضي الله عنه من الرضاعة، فلما كان عام الفتح دخل عثمان به على النبي
صلى الله عليه وسلم – وكان عليه الصلاة والسلام قد أباح دمه أو هدر دمه- فطلب له العهد – أي
طلب له أن يصون دمه- فسكت صلى الله عليه وسلم وهو في ملئٍ بين أصحابه وجعل يحدق النظر فيه
مدةً طويلة، فلما ألحَّ عثمان على رسول الله قال ( نعم ) أي أجرناه، فخرج عثمان بأخيه عبد الله خارج
معسكر المسلمين،

فلما خرجوا قال عليه الصلاة والسلام لأصحابه ( أما قام منكم من أحدٍ إذ قد رآني قد أبطأتُ
عنه فيضرب عنقه )، قالوا يا رسول الله لم نكن ندري ما مرادك، لو أشرت إلينا بعينيك، قال
( لا ينبغي لنبيٍ أن تكون له خائنة الأعين ).
موضع الشاهد هذا الرجل الذي ارتد أصابه الندم على ما كان من الردة، فلما أسلم يعمل من
الصالحات تعويضًا عما فات، فلما كانت الفتنة بني علي ومعاوية رضي الله تعالى عنهما ترك الفتنة
واعتزلها وسكن في عكة في أرض فلسطين، ومكث حريصًا على الصلوات خوفًا من أن يُختم له بسوء،
حتى كان ذات ليلة دعا ربه: اللهم أمتني وأنا أصلي الفجر، فلما كانت صلاة الفجر صلى بالناس إمامًا،
قرأ في الأولى والعاديات ضبحًا -ولم ينقل الرواة ماذا قرأ في الركعة الثانية-، ثم سلم التسليمة الأولى –
لم تتحقق الإجابة- وقبل أن يُسلم التسليمة الثانية فاضت روحه إلى ربه جلّ وعلا وقد مات في
صلاة الفجر كما دعا.
المقصود من هذا انظر الرجل كيف تقلب ثم استقر على خير حال، فالقلوب بين يدي الرحمن،
هذا أبو طالب مع النبي عليه الصلاة والسلام في الحرب والسلم والسراء والضراء، وأقول الحرب
تجويزًا فلم يكن في مكة حرب، ومع ذلك لم يُرزق الهداية، وقد يُرزقها رجلٌ في أقاصي الأرض كما قال
الله ﴿ إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ﴾ [القصص: 56]، نسأل الله لنا ولكم الثبات على هذا.

( فلما بلغ اثنتي عشرة سنة، خرج مع عمه أبي طالب إلى الشام، حتى بلغ بُصْرَى فرآه بحيرى الراهب،
فعرفه بصفته، فجاء وأخذ بيده وقال: هذا سيد العالمين، هذا رسول رب العالمين، هذا يبعثه رحمة
للعالمين. فقيل له: وما علمك بذلك؟ قال: إنكم حين أقبلتم من العقبة لم يبق شجرة، ولا حجر،
إلا خر ساجدًا، ولا يسجدون إلا لنبي، وإنا نجده في كتبنا، وسأل أبا طالب فرده خوفًا عليه من اليهود )



يتبــــــــــــــــــــــــــــــع

الأميرة الحسنآآآء
04-03-2008, 09:31 PM
)*

هذه رحلة النبي صلى الله عليه وسلم الأولى إلى الشام وفيها خبر بُحيرى الراهب،
لكن قبل بحيرة ما نُقل أن الراهب قال أنه "لما دخل لم يبق حجرٌ ولا شجرٌ إلا سجد له" نقول فيها ما يلي
هذه غير ثابتة،
وإن ثبتت فيكون تخريجها على أن المقصود بالسجود هنا سجود تحية لا سجود عبادة، إن ثبتت فيكون
تخريجها على أن من سجد من حجرٍ أو شجر يكون سجد سجود تحية لا سجود عبادة، لأن الله لا يأذن
لأحدٍ شرعًا أن يسجد لغيره تبارك وتعالى، فسجود الملائكة لآدم وسجود أخوة يوسف ليوسف كله
كان سجود تحية ولم يكن سجود عبادة، والمقصود منه أنه صلى الله عليه وسلم كان معروفًا في
التوراة، وهذا الراهب اطلع على ما في التوراة، فقطعيٌّ أنه عرف فيه من الدلائل ما يدل على أنه
صلى الله عليه وسلم سيكون خاتم الأنبياء.

( ثم خرج ثانيًا إلى الشام مع ميسرة غلام خديجة رضي الله عنها في تجارة لها قبل
أن يتزوجها، حتى بلغ إلى سوق بُصْرَى، فباع تجارته )

هذه هي الرحلة الثانية، وكانت كما ذكر المصنف مع ميسرة غلام خديجة، وهذه أحد الأسباب التي
أرادها الله تبارك وتعالى حتى يتزوج صلى الله عليه وسلم من خديجة بنت خويلد، ونقف هنا عند خديجة
بنت خويلد رضي الله تعالى عنها وأرضاها، ونقول علميًا لها خصائص لا يشاركها فيها أحدٌ من أمهات
المؤمنين، ولها خصيصة واحدة لا يشاركها فيها أحدٌ من نساء العالمين، فمن الخصائص التي لم
يُشاركها في أحدٌ من أمهات المؤمنين أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتزوج عليها وهي حية،
فلم يجمع بينها وبين أحدٍ من النساء، والثانية أن الله رزقه منها الولد ولم يرزقه بولدٍ من غيرها إلا ما كان
من جاريته مارية أم إبراهيم، هذه الخصائص التي تفردت بها خديجة رضي الله تعالى عنها عن أمهات المؤمنين.

أما الخصيصة التي تفردت بها عن نساء العالمين أجمعين أن الله جلّ وعلا بلغها سلامه مع جبريل
عليه السلام، وهذه خصيصة لا يُعلم نقلا أن أحدًا من نساء العالمين نالها، رضي الله تعالى عنها وأرضاها،
وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم – كما في الصحيحين- أنه قال ( إنّي رُزقتُ حبها )، أي حب خديجة
رضي الله تعالى عنها وأرضاها.
والمقصود أن هذه كانت هي الرحلة الثانية له صلى الله عليه وسلم إلى الشام، وخديجة هي أول نسائه،
وسيأتي فصلٌ عن نسائه صلوات الله وسلامه عليه.

( فلما بلغ خمسًا وعشرين سنة تزوج خديجة عليها السلام.فلما بلغ أربعين سنة اختصه
الله بكرامته، وابتعثه برسالته، أتاه جبريل عليه السلام
وهو بغار حراء – جبل بمكة -، فأقام بمكة ثلاث عشرة سنة، وقيل خمس عشرة، وقيل:
عشرًا، والصحيح الأول.)

هذا ذكر ما كان له صلى الله عليه وسلم عند تمام الأربعين، في تمام الأربعين لما قاربها بدأ ما يدل على
أن الله جلّ وعلا سيختصه بأمرٍ عظيم، فكان لا يمشي في طرقات مكة إلا ناداه الحجر والشجر "السلام
عليك يا نبي الله" فيلتفت يمينًا وشمالا فلا يرى شخصًا ولا خيالا فيتعجب ويمضي، ثم حُبب إليه الخلاء
بعد أن أصبح يرى الرؤيا فتقع كفلق الصبح، فحُبب إليه الخلاء فأخذ معه سويقًا وماءً وكان يتحنث ليالي
ذوات عدد في غار حراء يتأمل في ملكوت الله، وكل هذا يمضي بقدر الله حتى أتم عليه الصلاة
والسلام رأس الأربعين.

فلما أتمها جاءه جبريل بالوحي من الله ليعطيه أعظم شرفٍ على الإطلاق وهو أنه خاتم النبيين،
ولم يكن عليه الصلاة والسلام قد رأى الملك من قبل لا في صورته الحقيقية ولا في غيرها، كان
رجلا من عامة الناس، ما بين هذه اللحظة وهذه اللحظة أصبح خاتم الأنبياء وسيد المرسلين،

جاءه الملك قال: اقرأ، فقال ( ما أنا بقارئ ) أي لا أجيد القراءة، فالملك يردد الطلب، والنبي
صلى الله عليه وسلم يردد الإجابة، ثم قال له الملك ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ
مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴾ [العلق: 1-5]،
الخمس الآيات الأول من سورة العلق، فنزل صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده تتسابق خطواته
يَشْكُلُ عليه أمران، لذة المناجاة، والخوف والفزع الذي أصابه مما رآه لأول وهلة.
حتى وصل إلى خديجة رضي الله عنه وأرضاها، فلما أخبرها بما رأى صدقته فأصبحت خديجة أول
خلق الله إيمانًا برسولنا صلى الله عليه وسلم، فأصبحت خديجة أول هذه الأمة إيمانًا برسولنا صلى
الله عليه وسلم، فضمته وهو يقول ( دثروني دثروني زملوني زملوني )، ولما أخبرها الخبر كانت تعلم
أن باطنه وظاهره سواء: فقالت: والله لا يخزيك الله أبدًا، ثم هذا اليمين استدلت عليه بدلائل، قالت:
إنك لتعين على نوائب الحق وتحمل الكل وتُقري الضيف، وأخذت تُعدد ما تراه وما تُشاهده من زوجها
صلوات الله وسلامه عليه، وأنه أهلٌ للنبوة عليه الصلاة والسلام فلم تُفاجأ أنه سيُنبأ لما علمت
رضي الله عنها وأرضاها وهي تعاشره وتخالطه ويأوي إليها من عظيم صفاتها وجليل مناقبه التي
فطره الله جلّ وعلا عليها قبل أن يُنبأ.

الإنسان إذا خاف يحتاج إلى شيءٍ ثقيل يُمسك جوارحه حتى تقل وحشته، فكانت بدهيًا أن يقول
( زملوني زملوني دثروني دثروني ) لأن الخوف بلغ به مبلغا، فدثرته خديجة فأنزل الله جلّ وعلا
عليه قوله ﴿ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ ﴾ [المدثر: 1، 2] و ﴿ يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [المزمل: 1، 2]،
فأخذ صلى الله عليه وسلم يدعو إلى ربه.
ثم انقطع الوحي فترةً لحكمةٍ إلهية، لما انقطع الوحي لفترة ذهب الخوف وبقيت لذة المناجاة،
فأصبح صلى الله عليه وسلم في أعظم الشوق للمناجاة، فلما جاءه الوحي مرةً أُخرى بالقرآن
كان صلى الله عليه وسلم في أكمل حال يبلغ رسالة ربه على أكمل وجه.
ثم قال المصنف أنه عاش بمكة ثلاثة عشر سنة هذا هو الصحيح، وغيره شاذٌّ لا يُعوّل عليه،
وفي المدينة عشر سنين بعد أن هاجر إليها صلوات الله وسلامه عليه.
الصلاة أعظم فرائض الدين، وكان صلى الله عليه وسلم يُصلي قبل أن تُفرض عليه
الصلوات الخمس –على الأظهر- ركعتين قبل الغروب وركعتين قبل طلوع الشمس، وكان يُصلي
بين الركنين اليمانيين، فالإنسان إذا وقف بين الركنين اليمانيين واستقبل القبلة يُصبح بيت المقدس
أمامه، فيكون صلى الله عليه وسلم في آنٍ واحدٍ قد جمع بين استقبال بيت المقدس لأنه شمال
مكة، وما بين استقبال الكعبة، يعني لم يجعل الكعبة وراء ظهره، فكان يصلي على هذه الحال.
ثم فُرضت عليه الصلوات الخمس في رحلة الإسراء والمعراج، ثم هاجر إلى المدينة فمكث فيها
ستة عشر شهرًا ثم أنزل الله جلّ وعلا قوله ﴿ قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً
تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ﴾ [البقرة: 144]، فولى النبي صلى الله عليه وسلم
شطر المسجد الحرام،
وعلى هذا يُفهم أن ما يُنقل من أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أراد أن يبني المسجد جاءه
جبريل فمحى ما بينه وبين مكة حتى رأى الكعبة فجعل القبلة عليها غير صحيح، لأن النبي صلى
الله عليه وسلم لما بنى المسجد كانت قبلته جهة الشمال، ولم تكن جهة مكة جهة الجنوب،
وإنما بُدل هذا بعد ستة عشر شهرًا، لكن إن قيل أن هذا حصل بعد التبديل فربما يكون له وجهٌ من النظر.

هجرته صلى الله عليه وسلم:

(ثم هاجر إلى المدينة ومعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه ومولى أبي بكر عامر بن فهيرة،
ودليلهم عبد الله بن الأريقط الليثي، وهو كافر ولم يعرف له إسلام.وأقام بالمدينة عشر سنين )

صلوات الله وسلامه عليه، ذكر لنا المصنف هنا هجرته إلى المدينة، النبي عليه الصلاة والسلام
لما اشتد عليه أذى الكفار رأى رؤيا أنه يهاجر في أرضٍ ذات نخل، فجاء في ظنه أنها أرض هجر ـ الأحساء ـ ،
ثم استبان له عليه الصلاة والسلام أنها المدينة نخلٌ بين حضرتين، فهاجر إليه عليه الصلاة والسلام.
والهجرة قصتها معروفة، لكن الذي يعنينا في الهجرة كدرس أن يُعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم
هناك أمورٌ تتعلق بكونه نبيٌ يُقتدى به، وأمور تتعلق بكونه نبيٌ له مقامٌ عظيمٌ عند الله، فما كان يتعلق
بكونه نبيٌ له مقامٌ عند الله لا علاقة لنا به من حيث الاقتداء، وما يتعلق بكونه نبيًا يُقتدى به هذا
الذي لنا علاقةٌ به، وحتى تتضح الصورة نقول أن الله جلّ وعلا أسرى به في برهةٍ من الليل من
المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وعرج به في نفس الليلة إلى السماوات السبع، وعاد به
ليلتها، ولأنها رحلةٌ لا يتعلق بها اقتداءٌ جعلها الله جلّ وعلا رحلة خارجة عن نطاق البشر، ولذلك لما
يتعلق برفيع مقامه، ولا نؤمر نحن بالعروج . أما الهجرة فتتعلق بكونه نبيٌ يُقتدى به، فلما كان النظر
إليه صلى الله عليه وسلم هنا على أنه يُقتدى به في هذا الأمر كانت الرحلة أمرًا بشريًا بحتًا أخذ
له صلى الله عليه وسلم الأسباب التي يأخذها البشر عادةً فتخفى، ووارى، وخرج في الجهة التي
لا يُعتقد أنه سيخرج إليها، وجعل عليًا مكانه على الفراش، واختفى في الغار ثلاثة أيامًا، وأمر من
يمسح آثاره بعد صعوده إلى الجبل، ووُضع له الطعام يُذهب به إليه ولم يمت من الجوع، زادٌ مادي،

وزادٌ معنويٌ مع الله، وجلس في الغار ثلاثة أيام، ثم مكث تقريبًا أحد عشر يومًا في الطريق معه دليلٌ
كافرٌ يدله على الطريق، ومعه مولًى لأبي بكرٍ يعينه في الطعام والشراب، ومعه صاحبه رضي الله تعالى
عنه وأرضاه، فهذه كلها أسبابٌ مادية، ولو استغنى عن الأسباب أحدٌ لاستغنى عنها رسولنا
صلى الله عليه وسلم.
والناس في هذا الباب على ثلاثة فرقٍ، فرقة تترك الأخذ بالأسباب كليةً وتقول: جنونٌ منك أن تسعى
لرزقٍ ويُرزق في غياهبه الجنين وهذا باطلٌ لا تدل السنة عليه.
وفرقةٌ لا تعرف الله أبدًا، وإنما تنظر إلى الماديات، وهو ما تمليه العلمانية المعاصرة. وفرقةٌ هداها الله
للإيمان وإلى سنة نبيه صلى الله عليه وسلم فتأخذ بالأسباب وتعتمد على الملك الغلاب جل شأنه،
وهذا هو هديه صلوات الله وسلامه عليه حتى يقتدي الناس به عليه الصلاة والسلام، هذه هي
القضية الأولى.

القضية الثانية بالهجرة أن الصحابة رضي الله تعالى عنهم في أيام أمير المؤمنين عمر بن الخطاب
رضي الله تعالى عنه كانت الولاة تكتب لعمر فيرد عليها حصل هذا في شعبان، حصل هذا في رمضان،
حصل هذا في شوال، فكتبت الولاة الأمراء العمال الذين لعمر كتبوا له إننا لا نفهم منك، أي شوالٍ تقصد؟
أي شعبان، فلو جعلت لنا شيئًا نفيء إليه نؤرخ.
فاجتمع رضي الله عنه الله مع الصحابة واختاروا أن يختاروا حدثًا يُرخون به، فنظروا في ثلاثة أمور، مولد
النبي عليه الصلاة والسلام، وهجرته، ووفاته، فأعرضوا عن المولد، وأعرضوا عن الوفاة، واختاروا الهجرة
ورأوها أنها يومٌ فرق الله به بين الحق والباطل وأقام به بعده دولة الإسلام، وكان هذا مشورة من عليٍ
رضي الله تعالى عنه وأرضاه، وأقره عمر، ثم أجمع المسلمون عليه، وهذا من أعظم الدلائل
على عظيم حدث الهجرة في التاريخ الإسلامي.
واستعانة النبي صلى الله عليه وسلم بعبد الله بن أرقيط –على رواية وعبد الله بن أريقد بالدال
على رواية، ولا يعنينا هذا الاختلاف- دلالة على أن المؤمن يستعين بما يمكن الاستعانة به
إذا احتاج إليه إذا كان المقصود نصرة دين الرب تبارك وتعالى.

وفاته صلى الله عليه وسلم:

(وتوفي وهو ابن ثلاث وستين. وقيل: خمس وستين. وقيل ستين، والأول أصح.وتوفي
صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين حين اشتد الضحى لثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول،
وقيل: لليلتين خلتا منه، وقيل: لاستهلال شهر ربيع الأول. ودفن ليلة الأربعاء، وقيل: ليلة الثلاثاء )

السن التي مات فيها صلى الله عليه وسلم كانت ثلاثًا وستين، هذه هي
الروايات الصحيحة، وتوجد روايات في الصحيح أنه كان ابن خمسٍ وستين، لكن الصواب أن هذه
روايةٌ شاذة في متنها وإن كانت مثبتةٌ في أحد الصحيحين، قال هذا بعض العلماء، وقال بعضهم
إنه يمكن الجمع بأن العرب تتجاوز عن الكسر، هذه العبارة أن العرب تتجاوز عن الكسر يمكن إمرارها
على القول في رواية بأنه مات ابن ستين سنة، يمكن أن نقول إن من قال إنه مات وهو ابن ستين لم يقصد بها.
أما القول على أنه مات وهو ابن خمس وستين صلوات الله وسلامه عليه فلا يمكن تخريجها إلا أن تُرد الرواية،

لأنه لا يمكن الجمع ما بين القول بأنه مات وهو ابن ثلاث وستين ومات وهو ابن خمس وستين،
وأكثر الروايات الصحيحة والتي دلت عليها الروايات المتعددة وأشياء أخرى وقرائن كُثر على
أنه مات صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاثٍ وستين سنة.

( وكانت مدة علته اثني عشر يومًا، وقيل: أربعة عشر يومًا.وغسله علي بن أبي طالب،
وعمه العباس، والفضل بن العباس، و قثم بن العباس، وأسامة بن زيد، وشقران مولياه، وحضرهم أوس
بن خولي الأنصاري )

هذا ما يتعلق بوفاته صلى الله عليه وسلم، واعلم أن الأمة لم تُصب بشيءٍ أعظم من وفاته
عليه الصلاة والسلام، ولذلك قال ( تعزوا عن مصائبكم بمصيبتي )، والحديث عن وفاته صلى الله عليه وسلم
يحرك القلوب ويثير الشجون، ولكنني مُلزمٌ بالحديث عنه وفق المتن، ثم أتكلم عن الحديث عنه إجمالا.

ذكر المصنف رحمه الله تعالى الاختلاف في مدة مرضه عليه الصلاة والسلام وذكر منها ثلاثة عشر يومًا
أو أربعة عشر يومًا أو اثني عشر يومًا، والحق أن مدة مرض الوفاة عشرة أيام، وإن كان الأمر في هذا
واسع بغير التحديد في بداية المرض، والمحفوظ أنه صلى الله عليه وسلم، كان أول ما اشتكى وهو
راجعٌ من جنازةٍ من البقيع، شعر بصداعٍ في الرأس وحُمّى أصابته معها، ثم لما دخل بيته وجد عائشة
قد عصبت رأسها تقول وارأساه، فقال ( بل أنا وارأساه )، هذا أول ما اشتكى المرض صلوات الله
وسلامه عليه، وهذا في آخر صفر وأول ربيعٍ الأول.

ثم ذكر المصنف رحمه الله تعالى أن الذين تولوا غسله عليه الصلاة والسلام عليٌّ والعباس وقثم
والفضل وشقران وأسامة بن زيد وحضره أوس بن خولي، هذا فيه تفصيل، الإنسان الميت أولى
الناس به أهل بيته، والنبي صلى الله عليه وسلم تولى أهل بيته وعصبته من بني هاشم أمر
غسله، والذي باشر الغسل مباشرةً عليٌ رضي الله تعالى عنه وأرضاه، أسند النبي صلى الله
عليه وسلم وهو ميتٌ إلى صدره، والذي كان يقلب النبي عليه الصلاة والسلام لعليٍّ عمه
العباس وابنا العباس قثمٌ والفضل، هذان ابنا العباس بن عبد المطلب عم النبي صلى الله
عليه وسلم، والذي كان يصب الماء أسامة بن زيد رضي الله تعالى عنه وشقران –واسمه
صالح-، وسيتكرر شقران هذا مرةً باسمه ومرة بلقبه، اسمه صالح ولقبه شقران مولى النبي
صلى الله عليه وسلم.
قبل أن يشرع عليٌ رضي الله عنه في غسل نبينا صلى الله عليه وسلم ناداه أوس بن خولي
من بني عوفٍ من الخزرج من خلف الدار:يا علي أنشدك الله وحظنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم
إلا أدخلتني أشهد غسله، فوافق عليٌّ رضي الله عنه لأن زمام الأمر بيده وبيد بني هاشم، لأن
القضية الآن قضية عصبة وليست قضية صحبة، ولذلك لا دخل لأبي بكرٍ ولا عمر، فأذن عليٌّ لأوسٍ
أن يدخل وأن يجلس دون أن يُباشر غسل النبي عليه الصلاة والسلام، فأوسٌ شهد الغسل لكنه
لم يشارك فيه،
شهده رغبةً منه رضي الله عنه وأرضاه أن يحظى بأن يكون ممن يشهد غسل نبي الأمة صلى الله
عليه وسلم.
وقلتُ إن الذي باشر الغسل عليٌ فقط، والقثم والفضل وأبوهم العباس يقلبون النبي عليه الصلاة
والسلام، وشقران وأسامة يصبان الماء، وعليٌّ مسندٌ رسول الله إلى صدره من غير تجريدٍ من
ثيابه وبيده خرقة يغسل بها النبي عليه الصلاة والسلام وهو يقول ما أطيبك يا رسول الله حيًّا وميتا.
هذا ما ذكره المصنف في غسل نبينا صلى الله عليه وسلم.

( وكفن في ثلاثة أثواب بيض سحولية من ثياب سحول – بلدة باليمن – ليس فيها قميص
ولا عمامة. وصلى عليه المسلمون أفذاذًا، لم يؤمهم عليه أحد )

ذكر المصنف بعد ذلك أنه لما فرغوا من غسله كفنوه، وكُفن عليه الصلاة والسلام
في ثلاثة أثوابٍ
سحولية –بلدةٌ في اليمن-، والثياب كانت من قطن، ولذلك جاءت في بعض الروايات أنها من كرسف،
والكرسف هو القطن، فكفن عليه الصلاة والسلام في ثلاثة أثواب، أدرج فيها إدراجًا دون أن يخلعوا
ما كان عليه من ثيابٍ، ثم شرع المسلمون يصلون عليه، والناس الآن يصلون على الميت جماعةً
خلف إمام كما صلى النبي عليه الصلاة والسلام على أموات المسلمين في حياته، صفهم لما
صلى على النجاشي، وصفهم لما صلى على غيره، لكن الصحابة رضي الله عنهم لم يصلوا
على النبي عليه الصلاة والسلام
خلف إمام، وإنما صلوا عليه أفرادًا، هذا معنى أفراد ، هذا معنى أفذاذًا ، كل شخصٍ يُصلي
لوحده من غير إمام. والروايات جملة تدل على أن أول من صلى عليه عمه العباس لكون
كبير بين هاشم وعم
النبي صلى الله عليه وسلم، ثم أخذوا يصلون عليه عشرة عشرة، فصلى عليه أول الأمر
بنو هاشم آله عليه الصلاة والسلام، ثم صلى عليه المهاجرون، ثم صلى عليه الأنصار،
ثم صلى عليه باقي الناس، ثم صلى عليه النساء ثم الصبيان، وقيل الصبيان ثم النساء،
والمقصود المتفق عليه أنهم لم يصلوا عليه خلف إمام، وإنما صلوا عليه أفذاذًا –أي أفرادًا-.
واختلف العلماء في العلة التي من أجلها صلى المسلمون الصحابة على نبيهم صلى الله
عليه وسلم بهذه الطريقة، وقيل في هذه أجوبة، قيل إن هذا من باب التعبد الذي لا يُعقل
معناه، لك أجمل الأجوبة التي قيلت ما قاله أبو عبد الله الإمام الشافعي رحمه الله أنه قال
إن الصحابة صلوا على النبي صلى الله عليه وسلم أفذاذًا لعظيم قدره وعلى أنه لا يمكن
أن يأمهم عليه أحد لمنافستهم على أنه يأمهم عليه أحد، يعني استعظموا أن يأمهم أحدٌ
وهم يصلون على نبيهم صلى الله عليه وسلم ولعظيم قدره، هذا تعليل الشافعي رحمه الله،
وقال غيره –ولا تعارض بين تعليل الشافعي وتعليل غيره- أنه حتى تكثر الصلاة عليه لكثرة
من يصلي عليه أفرادًا، تكثر الصلاة عليه جماعةً بعد جماعة، عشرةً بعد عشرةً، كلهم يصلي
عليه فردًا فردًا . هذا من إكثار الصلاة عليه عليه الصلاة والسلام، وقيل حتى تكون الصلاة فردية
من المصلي إليه صلوات الله وسلامه عليه.

كل هذه أجوبة ذكرها العلماء في سبب أن الصحابة رضي الله عنهم لم يصلوا على النبي
صلى الله عليه وسلم خلف إمامٍ واحد، وقلنا إن الأمر المتفق عليه أنهم لم يصلوا عليه
خلف إمامٍ واحد.

وصلي اللهم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

تمَّ بفضلِ الله الإنتهــــاء من الدَّرس الثَّانــــــــــي

*منار الهدى*
04-03-2008, 10:05 PM
بورك فيك أمة الرحمن

وجزاك الله الجنه

لقد قرأت ماكتبتيه من المحاضره

الله لا يحرمك الأجر

*منار الهدى*
04-03-2008, 10:06 PM
أميرة بيت حواء جزاك الله الجنه

وجعل ماكتبتيه في ميزان حسناتك

لي عوده لقرأته

* أمة الرحمن *
05-03-2008, 12:34 AM
بارك الله فيك أميرتنا الحبيبة
جعلها الله في موازين حسناتك
لي عودة في الصباح إن شاء الله

طهر الغمام
05-03-2008, 11:20 AM
عدوك مذموم بكل لسان
وإن كان أعداءك القمران
ولله سر في علاك وإنما
كلام الورى ضرب من الهذيان

طهر في السيرة
وصدق يباهي سناء الشمس

صلوات الله وسلامه عليه


أميرة
أثابك الله
لا حرمتِ الأجر

* أمة الرحمن *
06-03-2008, 11:44 AM
روضة السيرة تشكو ذبولا !!
فمن يرويها ؟!

* أمة الرحمن *
07-03-2008, 02:07 AM
فوائد من الدرس الثاني

في أسمائه صلى الله عليه وسلم :

له أسماء يشترك فيها مع غيره من البشر فمن الممكن أن يسمى بها أي أحد مثل أحمد ومحمد ، وهناك أسماء خاصة به متعلقة برسالته مثل الماحي حيث محا الله به الكفر والعاقب حيث يعقب النبيين جميعهم ولا نبي بعده .
وهناك أسماء سماه الله بها في كتابه مثل البشير والنذير والرؤوف والرحيم كذلك سمى نفسه نبي الرحمة ونبي الملحمة ونبي التوبة وهذه تعتبر صفت أكثر منها أسماء يشترك فيها معه غيره من النبيين لكن لنبيينا الحظ الأوفر والنصيب الأكمل .
وهناك خصيصة تخصه صلى الله عليه وسلم وهي المقام المحمود .
قال عليه الصلاة والسلام كما في الصحيح من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص ( إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول، ثم صلوا علي، ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها درجة في الجنة لا ينبغي أن تكون إلا لعبدٍ وأرجو أن أكون أنا هو )
ومن السابق يتضح رفيع مقامه صلى الله عليه وسلم .

فصل: نشأته صلى الله عليه وسلم بمكة .

كان عمه أبو طالب يحبه حبا شديدا أكثر من أبنائه وقد كفله بعد جده عبد المطلب وكان لرسول الله عنده حظوة عظيمة كما كانت عند جده من قبل ونصر الإسلام نصرا عظيما ومع ذلك أبى أن يدخل فيه ومات على الكفر فلنؤمن أن الهداية مردها إلى الرب ولنشكر الله على نعمة التوحيد فأبو طالب وقد نصر الإسلام ما نصر ولم يوفق إليها فالله المستعان وله الحمد من قبل ومن بعد .

فائدة

سيدنا عبد الله بن أبي الصرح كان من كتبة الوحي وفتن وارتد عن الإسلام ثم تاب وعاد فكان من شدة خوفه أن يموت على الكفر بعد إذ نجاه الله منه أن اعتزل الفتن واشتغل بالأعمال الصالحة فتوفاه الله في صلاة الفجر وأمن مما كان يخاف فالله نسأل أن يثبتنا على دينه وألا يزغ قلوبنا بعد إذ هداها .

خروجه مع عمه أبي طالب إلى الشام

خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الشام في تجارة مع عمه أبي طالب حتى كان ببصرى فرآه راهبا يسمى بحيرى فعرفه بصفته التي في التوراة وأخبر عمه بأن هذا نبي الأمة وأمره أن يعود به خوفا عليه من اليهود

يتبع إن شاء الله

* أمة الرحمن *
10-03-2008, 02:59 AM
إلى أخواتنا المشاركات معنا في روضة السيرة
درس هذا الأسبوع سنشارك فيه جميعا حبيباتي بإذن الله
بوركتم وبورك جمعكم الطيب

ام حمودي الدوسري
10-03-2008, 03:57 AM
http://www.l22l.com/l22l-up-3/34926fda72.gif (http://www.l22l.com)

غسق الدجى
11-03-2008, 10:01 AM
اريد ان ادخل معكم فقد قرأت كثير في السيره وفي جميع الدروس .


المشكله لدي لا اعرف كيف اتواصل معكم بنسبه لي طريقه جديد اسال الله ان استفيد منها والله لا يحرمكم الاجر .


يليت ترسلو لي رسائل خاصه حتى استمر لتذكير.

* أمة الرحمن *
11-03-2008, 01:12 PM
مرحبا بك أختي كرستال
نورت الصفحة

غاليتي غسق الدجى ..
سأذكرك إن شاء الله واأمري
بالنسبة للدروس نقرأ درس كل يوم ثلاثاء وكنا متفقين أن تدون كل أخت درسا معينا بالترتيب لكن درس اليوم ما أخذه أحد !!!
لذا أنا أرتاح لو كل واحدة دونت مجموعة من الفوائد على الدرس
وفي النهاية سنضع أسئلة لاختبار ما تعلمناه سويا إن شاء الله
سننتظرك معنا فأنا أرى أن السيرة لم تأخذ حقها بعد
الله المستعان !!!
وسأضع فوائدي اليوم إن شاء الله لأني لم أكن ببيتي منذ الصباح
بوركت يا غالية
ننتظرك

غسق الدجى
11-03-2008, 05:46 PM
جزاك الله كل خير وحفظك الله من كل سؤ ولا حرمك الباري الاجر .

ولا يامر عليك احد لا عدوولا صديق ...
سيرته صلى عليه وسلم تقربنا الى الله اللهم لا تحرمنا القرب منك ولذيذ مناجاتك ..


فهو الوحيد في التاريخ الذي تقتدي به في كل شيء
- إذا كنت غنيا ثريا فاقتد بالرسول عندما كان تاجرا يسير بسلعه بين الحجاز و الشام ، و حين ملك خزائن البحرين ...

- و إن كنت فقيرا معدما فلتكن لك أسوة به و هو محصور في شعب أبي طالب، و حين قدم إلى المدينة مهاجرا إليهـا مـن وطنه و هو لا يحمل من حطام الدنيا شيئا ...

- و إن كنـت ملكـا فاقتـد بـسنته و أعمالـه حـين ملـك أمـر العـرب، و غلـب علـى آفـاقهم و دان لطاعتـه عظمـاؤهم، و ذووا
- و إن كنت رعية ضعيفة فلك في رسول الله أسوة حسنة، أيام كان محكوما بمكة في نظام المشركين ..

- و إن كنت فاتحا غالبا فلك من حياته نصيب أيام ظفره بعدوه في بدر و حنين و مكة ...

- و إن كنت منهزما لا قدر الله ذلك، فاعتبر به في يوم أحد و هو بين أصحابه القتلى و رفقائه المثخنين بالجراح ...

- و إن كنت معلما فانظر إليه و هو يعلم أصحابه في المسجد ...

- وإن كنت تلميذا متعلما فتصور مقعده بين يدي الروح الأمين جاثيا مسترشدا ...


- و إن كنت واعظا ناصحا و مرشدا أمينا فاستمع إليه و هو يعظ الناس على أعواد المسجد النبوي ...

- و إن كنت يتيما فوالده توفي قبل أن يولد ووالدته توفت و هو ابن ست سنوات ...

- و إن كنت صغير السن فانظر إلى ذلك الوليد العظيم حين أرضعته مرضعته الحنون حليمة السعدية ...

- و إن كنت شابا فاقرأ سير راعي مكة ...

- و إن كنت تاجرا مسافرا بالبضائع فلاحظ شؤون سيد القافلة التي قصدت بصرى ...

- و إن كنت قاضيا أو حكما فانظر إلى الحكم الذي قصد الكعبة قبل بزوغ الشمس ليضع الحجر الأسود في محلـه و قـد كـاد رؤساء مكة يقتتلون، ثم ارجع البصر إليه مرة أخرى وهو في فناء مسجد المدينة يقضي بين النـاس بالعـدل يـستوي عنـده منهم الفقير المعدم و الغني المثري ...

- و إن كنت زوجا فاقرأ السيرة الطاهرة و الحياة النزيهة لزوج خديجة و عائشة.و إن كنت أبا لأولاد فتعلم ما كـان عليـه والـد فاطمة الزهراء و جد الحسن و الحسين ...

و أيا من كنت، و في أي شأن كان، فإنك مهما أصبحت أو أمسيت و على أي حال بت أو أضحيت فلك في حياة محمد هداية حسنة وقدوة صالحة تضيء لك بضوئها ظلام العيش، فتصلح ما اضطرب من أمورك .


الرسول اعظم شخصيه في التاريخ...

كلمات قرأتها وهي مفيده لكل مومن يقتدي بالحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم

* أمة الرحمن *
11-03-2008, 08:35 PM
و أيا من كنت، و في أي شأن كان، فإنك مهما أصبحت أو أمسيت و على أي حال بت أو أضحيت فلك في حياة محمد هداية حسنة وقدوة صالحة تضيء لك بضوئها ظلام العيش، فتصلح ما اضطرب من أمورك .

عليه الصلاة والسلام
اللهم اجمعنا بحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم على الحوض وارزقنا شفاعته يوم الدين .

بارك الله فيك حبيبتي
نفع الله بك

*منار الهدى*
12-03-2008, 07:29 AM
السلام عليكم

سوف اضع جزء بسيط من الدرس الثالث

بناء على سماحك لنا غاليتي أمة الرحمن

واتمنى التفاعل من الأخوات مع هذه السيره العطره

*منار الهدى*
12-03-2008, 07:48 AM
مجموعة فوائد - فصل في أولاده :
الدرس الثـالـث :


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده
الله فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له وليًا مرشدًا. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له

استحضر الشيخ هنا بعض من الفوائد في الدروس السابقة منها


ما الذي انفردت به سيدتنا خديجه رضي الله عنها عن أمهات المؤمنين؟


أولا: أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتزوج عليها أحدًا في حياتها.

والثانية: أن الله جلّ وعلا رزقه منها الولد.

هذا من انفردت به عن أمهات المؤمنين،

ثم قلنا إن لها خصيصة ليست لأحدٍ من نساء العالمين، أن الله أمر جبريل أن يُبلغها السلام،

وهذه الخصيصة لم تكن لأحدٍ –فيما نعلم- من نساء العالمين.

*******************************************

كما تكلم عن عن أبي طالب،

إنه ناصر النبي عليه الصلاة والسلام وعضده وكان معه في شعب بني هاشم

حينما حاصرت قريشٌ النبي صلى الله عليه وسلم،

وذكر أنه يتعلق بنصرة أبي طالبٍ للنبي عليه الصلاة والسلام فوائد ذكرنا منها فائدتين:

• أن الإنسان يستخدم الوسائل التاريخية المتاحة إذا كان في ذلك نُصرةً للإسلام.
• والثانية الهداية، وقلنا إن كون أبي طالبٍ رغم نصرته للنبي عليه الصلاة والسلام لم يُرزق الهداية يدل على أن الهداية بيد الرب تبارك وتعالى، ونسأل الله جلّ وعلا أن يثبتنا وإيّاكم على هديه.


ثم بدأ فضيلة الشيخ درسه الثالث


( وفرش تحته قطيفة حمراء كان يتغطى بها )

الأصل أن الميت لا يُفرش له شيءٌ في قبره،

دفن النبي صلى الله عليه وسلم كثيرًا من أصحابه ماتوا في حياته ولم يُنقل أنه أُدخل معهم في قبرهم شيءٌ،

ولكن هذه القطيفة كان عليه الصلاة والسلام يفرشها ويجلس عليها ويلبسها أحيانًا،

فأنزلها شقران الذي هو صالح مولاه معه في القبر،

ثم فرشها وجعل النبي عليه الصلاة والسلام عليها،

وأصل هذا الكلام الذي ذكره المصنف في صحيح مسلمٍ من حديث ابن عبّاس.


على هذا تتحرر مسألة هل يجوز أن يُفرش تحت الميت قطيفة أم لا؟

قال بعض العلماء في الإجابة عن هذا وحكاه النووي عن الجمهور أنه يُكره فعله وأن شقران فعلها دون علم الصحابة لأنه كره –أي شقران- أن يلبسها أحدٌ بعد نبينا صلى الله عليه وسلم.
وهذا التعليل الذي ذكره النووي رحمه الله غير صحيح، أو بتعبيرٍ أصح ضعيف، لأننا نقول إن الله جلّ وعلا لا يختار لنبيه إلا الأفضل، فما كان الله ليسمح قدرًا لشقران أن يضع هذه القطيفة تحت النبي صلى الله عليه وسلم والله يكره ذلك، لأن النبي عليه الصلاة والسلام يكفله ربه ويرعاه ويحفظه ويُحيطه بعنايته حيًا وميتًا، فينجم عن هذا تخريجًا أسهل فنقول إنه يُكره بل قد يصل أحيانًا إلى حد المنع أن يوضع تحت أي ميّت قطيفة حمراء أو قطيفة من أي نوع، وإنما هذه خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم، فإن قال قائل ما وجه الخصوص هنا، قلنا إن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن الأرض حرّم الله عليها أن تأكل أجساد الأنبياء، فلأن الأرض لا تأكل جسده أذن الله قدرًا لشقران أن يضع هذه القطيفة تحت نبينا صلى الله عليه وسلم.
وبهذا يمكن تخريج المسألة بأن الله لا يختار لنبيه إلا الأفضل، وأن هذا من خصائصه، وممن نص من العلماء على أن هذه خصيصةٌ للنبي صلى الله عليه وسلم وكيع بن الجراح المحدث المشهور، شيخ كثير من السلف كالإمام أحمد وغيره، فوكيعٌ نص على أنها خصيصة للنبي صلى الله عليه وسلم، وبهذا يظهر لنا أنه ينجلي الإشكال في المسألة، والله أعلم.



( ودخل قبره العباس وعلي والفضل وقثم وشقران، وأطبق عليه تسع لبنات، ودُفن في الموضع الذي توفاه الله فيه حول فراشه، وحفر له وألحد في بيته الذي كان بيت عائشة، ثم دفن معه أبو بكر وعمر – رضي الله عنهما - )


الصحيح أن الذي نزل القبر أربعة هم قثمٌ والفضل ابنا العبّاس بن عبد المطلب وعليٌّ ومولاه شقران،

هؤلاء الأربعة الذين تولوا نزول قبره وإجنانه –أي ستره صلى الله عليه وسلم – دون الناس، هؤلاء الذين نزلوا القبر.


ثم وُضعت عليه تسع لبناتٍ، وقبلها كانوا قد اختلفوا هل يلحدون له لحدًا كما هو صنيع أهل المدينة،

أما يجعلون القبر شقًا كما هو صنيع أهل مكة،

فبعثوا إلى الاثنين وقالوا: اللهم خِر لنبيك –أي اختر لنبيك-،

فالذي ذهب ليأتي بالحفار الذي يشق لم يأت ولم يجده،

والذي ذهب إلى بيت أبي طلحة وكان يلحد لأهل المدينة -أي يضع لحدًا في القبر-

جاء وحفر القبر للنبي عليه الصلاة والسلام.

وقبل أن يحفروا القبر اختلوا أين يُدفن،

وهذا أحد أسباب تأخير دفن النبي صلى الله عليه وسلم،

وعندما أقول أحد الأسباب يدل على أن هناك أسبابٌ أخرى،

هذا أحد الأسباب التي دعت الصحابة إلى أن يتأخروا في دفن النبي صلى الله عليه وسلم

حتى قال أبو بكرٍ رضي الله عنه سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول

( ما مات نبيٌّ إلا دُفن حيث يُقبض )،

وهذا القول أحد خصائص الأنبياء،

وهذا –إن صحّ القول- يقودنا –من باب الاستطراد العلمي- لمعرفة بعض خصائص الأنبياء كفوائد.

الله جلّ وعلا جعل للأنبياء خصائص نذكرها إجمالا:


• منها الوحي، وهو أعظم خصائص الأنبياء، الوحي الذي هو أعظم خصيحة فرق الله بها بني الأنبياء وغيرهم من الناس.

• الأمر الثاني أنهم يُخيرون عند الموت.

• الأمر الثالث أنهم يُدفنون حيث يموتون.

• الأمر الرابع أن الأرض لا تأكل أجسادهم.

• الأمر الخامس أنهم جميعًا رعوا الغنم،

قال عليه الصلاة والسلام كما في حديث جابر ( وما من نبيٍ إلا رعاها )، لما جنى معهم الكَبَاث قال ( عليكم بالأسود منه فإنه أطيبه )، قالوا: يا رسول الله كأنك كنت ترعى الغنم، قال ( وهل من نبيٍ إلا رعاها، كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة ).

• الأمر السادس أنه تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم.

هذه ستةٌ من خصائص أنبياء الله صلوات الله وسلامه عليهم ذكرناها استطرادًا، وجاء معنا أن النبي عليه الصلاة والسلام دُفن في الموقع الذي مات فيه –أي في حجرة عائشة-، وهذا مما تناقل تواترًا بين المسلمين وتحرر أنه في المكان المقبور فيه.

*منار الهدى*
12-03-2008, 07:55 AM
.................................................. ............................

اسفه جدا

هنا غلط من جهازي اضاف هذه المشاركه

* أمة الرحمن *
13-03-2008, 02:26 AM
أعتذر أخواتي على التأخير فلدي ظروف طارئة

بإذن الله أكمل قريبا

لكن أين الأخوات ؟؟

غسق الدجى
17-03-2008, 05:51 PM
أعتذر أخواتي على التأخير فلدي ظروف طارئة

بإذن الله أكمل قريبا


لكن أين الأخوات ؟؟
اعانك الله ويسرامرك



اخواتي اعتذر عن كثرت الاسئله لكني لا ادري من اي كتاب تقران والى اين واصلات انا اتخبط الى اعرف اين اتجه رغم السيره من احب الكتب الى .

اريد ادخل معاكم ولكن لا ادري كيف..

* أمة الرحمن *
17-03-2008, 08:46 PM
هلا حبيبتي غسق الدجى
عذرا قصرنا معك يا حبيبة
طالعي الصفحة الأولى للموضوع تجدي التفاصيل
http://www.hawahome.com/vb/t124957.html
وكنا اتفقنا أن تقوم كل أخت بتقديم محاضرة لكن أرى الآن أن نتشارك جميعا كل درس
موعدنا غدا في الدرس الرابع إن شاء الله وسأعوض ما فاتني بعون الله
ولو هناك أي سؤال حبيبتي أنا في الخدمة
دمت بخير وطاعة

الأميرة الحسنآآآء
18-03-2008, 08:10 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين



جزاكِ الله خير غاليتي مناير

أسأل الله أن يكتب لنا ولكن الأجر وأن يثبتنا على دينه وطاعته

ربنا لاتزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا

وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وكان الله في عونك غاليتي

أمــــــــــــــــة الرحمن وأسأل الله أن ييسر لك ماكان عليه من أمركــ



بوركتنّ وبوركـت جهودكنّ بإذن الله

محبتي الاخوية للجميع

الأميرة الحسناء مرَّتــ من هناااا

* أمة الرحمن *
22-03-2008, 10:32 AM
فوائد من الدرس الرابع


في غزواته وسراياه


الفرق بين الغزوة والسرية

الغزوة ما يقودها النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه، أما السرية أو البعث فهو ما يبعثه النبي صلى الله عليه وسلم ويجعل عليه قائدًا من الصحابة دون أن يكون معهم .

تشريع الجهاد في عهد الأنبياء والرسل السابقين

شُرع الجهاد من موسى فما بعد، أما قبل موسى فلم يكن الجهاد مشروعًا، وإنما كانت القضية أن النبي يدعو قومه فيختلفون فيه إلى فريقين، يكون أكثرهم غير متبعين وقليلٌ منهم متبعٌ للنبي، ثم إن الله يُهلك من لم يتبع ذلك النبي فينتهون .

العزوات والسرايا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم

قيل خمسا وعشرون غزوة وقال البعض سبع وعشرون والرسايا حوالي خمسون .
ورؤوس الغزوات وأعظمهن وأصولها سبع، وهن على ترتيب وقوعها التاريخي بدرٌ، وأُحدٌ، والأحزابُ -وتُسمَّى أحيانًا بالخندق-، وخيبر، وفتحُ مكة، وحنين، وتبوك

فائدة !!

غزوة بدر لما تطلق يراد بها بدر الكبرى ، وإلا فهي تطلق على ثلاث عزوات ..
بدر الصغرى وبدر الكبرى وبدر الموعد



كتابه صلى الله عليه وسلم

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أميا لا يقرأ ولا يكتب فشرع الله جلّ وعلا له أن يتخذ كتبة يُعينونه على أمره عليه الصلاة والسلام، فيكتبون الوحي الذي ينزل من السماء، ويكتبون كتبه التي يبعثها إلى غيرهم، ويكتبون بعض الأحكام التي وُجدت عندهم، كما في كتاب عمرو بن حزم.
فكتب له صلى الله عليه وسلم:أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وعامر بن فُهيرة، وعبد الله بن الأرقم الزهري، وأُبي بن كعب، وثابت بن قيس بن شمَّاس، وخالد بن سعيد بن العاص، وحنظلة بن الربيع الأسدي، وزيد بن ثابت، ومعاوية بن أبي سفيان، وشُرَحْبيلُ بن حسنة، وكان معاوية بن أبي سفيان وزيد بن ثابت ألزمهم لذلك، وأخصهم به .


فائدة كون الرسو ل صلى الله عليه وسلم أميا !!

قال تعالى :" وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون " كانت فائدة أميته صلى الله عليه وسلم ألا يتهمه الكفار بأنه أتى بدينه مما قرأه أو تعلمه من أخبار الأمم السابقة ،قال تعالى على لسانهم : " وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا " .



رسله صلى الله عليه وسلم

بعد صلح الحديبية تفرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمر الدعوة فأرسل رسله إلى ملوك الأرض يدعوهم إلى الإسلام وهذا يدل على بذله صلى الله عليه وسلم في سبيل الدعوة إلى الله، وفيه فضيلة أصحاب محمد عليه الصلاة والسلام وأنهم حملوا تلك الكتب والرسائل وأوصلوها إلى أولئك الملوك غيرَ مُبالين من أن يُقتلوا، قاطعين الفيافي والصحراء والجبال والوِهاد، كل ذلك ليُشاركوا في تبليغ دعوة الرب تبارك وتعالى.

papayaa
22-03-2008, 11:16 AM
جزاكي الله خيرا اختي امة الرحمن على الدرس الرائع

وباذن الله ساكون متابعه معكم

* أمة الرحمن *
25-03-2008, 08:11 AM
تمت قراءة الدرس الخامس من دروس السيرة والحمد لله
ولي عودة إن شاء الله لوضع بعض الفوائد
أين أنتن يا محبات رسول الله
الله المستعان !!
حياك الله وبياك أختي papayaa
سعيدة بك معنا

*منار الهدى*
25-03-2008, 08:39 AM
جزاك الله الجنة غاليتي امة الرحمن

اشراقة الغد
30-03-2008, 04:44 PM
في خلل في جهاازي

لكن ساعوود باذن الله

* أمة الرحمن *
01-04-2008, 10:30 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كلمات قليلة دمعت معها العيون فكيف لو استغرقنا في رحاب تلك السيرة العطرة ؟؟

كم قصرنا يا أخوات فالله المستعان وإليه المشتكى !!

وقفات مع الدرس السادس وقبل الأخير من المتن ..

في زواجه من السيدة صفية بنت حيي بن أخطب رضي الله عنها وأرضاها
::الوقفة الأولى ::
والد السيدة صفية رضي الله عنها
هو حيي ابن أخطب أحد زعماء يهود، ولما قدم النبي عليه الصلاة والسلام المدينة رآه حُيَيٌّ فعرف أنه نبيٌّ، واليهود كانت تعرف النبي صلى الله عليه وسلم؛ لما قرأت عنه في التوراة، وهي حدثت بعد ذلك –أي صفية– أن أباها وعمّها التقيا بعد أن رأيا النبي عليه الصلاة والسلام،فقال عمُّها لأبيها: أهو هو؟ –يسأل–، قال: نعم أعرفه بوجهه –أو بنعته–، قال: فما في صدرك له؟، قال: عداوته ما بقيت، وهذا مصداق قول الله جلّ وعلا: ﴿ فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ ﴾ [البقرة: 89] .
فنعوذ بالله من الكفر والكبر !!

:: الوقفة الثانية ::
زواج النبي صلى الله عليه وسلم منها رضي الله عنها وأرضاها

لما وقعت معركة خيبر كانت تحت كنانة بن أبي الحقيق، ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها بعد أن كانت في سبيه، فأصبحت أمةً له، فأعتقها وجعل عتقها صداقًا لها .

:: الوقفة الثانية ::
محبتها للنبي صلى الله عليه وسلم

لما تزوجها عليه الصلاة والسلام في منصرفه من خيبر أراد أن يدخل عليها على مقربة من خيبر فامتنعت وأبت، ثم لما تقدم قليلا نحو المدينة قبلت ودخل عليها صلى الله عليه وسلم، فسألها عن المانع الأول فقالت: "خشيت عليك من اليهود" .

:: الوقفة الثالثة ::
من مناقبها رضي الله عنها وأرضاها

أغضبتها بعض أمهات المؤمنين فجاءت للنبي عليه الصلاة والسلام تبكي فقال لها عليه الصلاة والسلام :"بم تفخر عليك، فإنك ابنة نبي، وعمك نبي -يقصد موسى - وإنك لتحت نبي " ، وهي من ذرية سيدنا هارون عليه السلام .

:: الوقفة الرابعة ::
محبة الصحابة لنبيهم رضوان الله عليهم أجمعين
خشي أبو أيوب الأنصاري على نبينا عليه الصلاة والسلام يوم أن دخل عليها فبات يحرصه خوفًا أن يكون بها شيءٌ من غدر يهود وهو لا يعلمها !!