المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ابنه المحنة .. تكتب من بلاد المهجر..!



ommariam
07-08-2004, 02:39 AM
تركتها طفلة في ديار المهجر .. تسمع إلى أحاديث الكبار .. وهي تلعب .. اليهود قتلوا الأطفال .. انتهكوا الحرمات .. رملوا النساء .. قتلوا المصلين ركعاً وسجدا .. هدموا البيوت .. شباب الانتفاضة .. أطفال الحجارة الأبطال .. الجهاد في سبيل الله .. لا بد من العودة للديار .. والصلاة بعز في الأقصى الشريف .. الحكام خونة .. عملاء لليهود .. خانوا فلسطين .. خانوا قضيتي .. وديني .. لعنة الله على الظالمين!
وهاهي اليوم ـ بعد أن سمعت أحاديث الكبار .. وقد باعدت بيننا الأزمان والديار ـ تكتب كالأدباء الشرفاء .. الذين يمزجون أدبهم بصدق الكلمة وعفوية التعبير .. الذين لا يعرفون التزلف ولا النفاق .. أو الارتماء على العتبات من أجل الفُتات .. لتعبر عن صدق حنينها إلى أرض فلسطين .. ولتقول لحكام العرب .. وجميع العالَم .. إن نسيتم قضيتي فأنا لم أنسها .. وإن سالمتم المعتدين اليهود فأنا لم أسالمهم .. وإن بعتم الأرض فأنا لا ولن أبيع .. وإن أبيتم القتال .. فسوف أقاتل ـ على ضعفي ـ ولو وحدي .. وأنا على موعدٍ ووعد مع فلسطين .. كل فلسطين .. ووعد الحر دين!
وإليكم كلماتها كما أرسلتها إلي:
هناك .. وعلى الأفُقِ البعيد ..
يطلُّ ذلك الحُلم الجميل
كشمسٍ بين الربوع
كنجمٍ حَلُمَ الأبطالُ بالوصول إليه
بينهم ذاك الذي جاء ينزف
والدم خضَّبَ ثيابَه
وجهه القاسي .. به يكمنُ الشباب
وعلى ظهره العاري .. ترتسمُ آثارُ السياط
* * *
ما زال يمضي نحو الحُلُم وحده
وذلك العزُّ مرتسمٌ على وجهه
والشموخ بادٍ على هامته ..
وبين تلك الدماء المتجمعة كبركة
يسمع ضحكة .. سخرية .. لن تصل .. فالشوط طويل ..
وتلك الشمس شارفت على المغيب!
عبَرَ .. لم يصغِ .. مازال ينزف
يروي الأرض العطشى .. يمحو جدب الأرض
* * *
مازال يمضي ويقول .. لن تغيبي!
لقد تعاهدنا .. وعدُ الحر دين ..
تتهامس الأغصان الخبيثة .. يسخر الغرقَد .. يقول
لن تصل .. ستغيب تلك الشمسُ .. لن تصل
* * *
يسمع أمواجاً من صراخ
نحن معك .. اقذف بالحجر .. لا تَهُن
نظر إلى الخلف ورأى .. إخوان البطولة
بالمناجل والحجارة .. والصدور العارية
يتقدمون نحوه ..
* * *
ترتسمُ ابتسامة عزٍّ وفخار على وجهه الصارم
يقول .. هيا بنا .. الله معنا .. وتلك البقاع الطاهرة لنا
يتقدمون كسيل .. يجرف الحصى الصغيرة
تتضاءل الدبابة .. تتكسر البندقية
ويبقى ذلك الحَجَرُ الأصيل
* * *
ما زالوا يهبُّون كعاصفة
تقلبُ الأقداحَ والقدور
تقتلع الخيام ..
يقوم أولئك النيام ..!
ينهضون .. يمضون في ظلام الليل نحو الأفُق
تشدُّ الأرضُ أرجلَهم إليها
تُعطيهم حنان تلك الأم
يتعاهدون على الوفاء والإباء
وتلك الأمُّ الهرمة تعود إلى الشباب
كلهم ينزفون .. لكنهم يمضون
مع كل أذانٍ .. يسجدون
* * *
ويَكْبُرُ ذلك الحلم الجميل
.. يرددون
سنصلي هناك .. سنصلي هناك
ترتفع تلك الشمس
تلفَحُ جباههم السمراء .. يُقبِلون
يقطعون الغرقد من حول المدينة
* * *
.. يتوزعون
بالمناجل .. تتضاءل الجيوش
تُداس بالأقدام ..
تقع القبعات السود .. تهرب الغربان
يصعد البطل .. يركز الراية على تلك القبة
تنعقُ الغربان .. يغرد الدوري
تبتسم الشمس .. ترسل الضياء
ويرتفع الأذان من فوق تلك المئذنة
يضجُّ الساحُ بالمصلين
تحاول الغربان أن تبقى .. فتفشل
تهمُّ بالرحيل .. يأتيها الحجر فتُقتل
ويُسمع الأذان .. ينطلق من المآذن .. في موعد الصلاة
* * *
وفي المساء .. يعود ذلك الجريح
ليرتمي بين أحضان داره القديمة
ليقبِّل يدَ تلك العجوز
وما زال ينزف ..!!
تضمِّد العجوزُ .. جراحَه الكثيرة
وتمسح الغبارَ .. عن جبهة سمراء
أصابها الوهن
من رحلة طويلة
خوفاً من الغيب!
* * *
يمسك يد تلك العجوز .. يقول
أماه .. أرضيتي عني ..؟!
تهمس .. أي بني، بلى ..
يُحدِّق في السماء
يبتسم بعد طول عبوس
وينطق الشهادة
.. يغوص في سبات
لن ينتهي .. ويُدفن الشهيد
مع بقية الشهداء
بجانب السور
إلى يوم الخلود
إلى الأبد ..!!
* * *

ملكة الثلج
07-08-2004, 02:55 PM
كلمات رائعة تسلمي أختي
حقاً......ستعود فلسطين لنا ولن نستسلم لليهود

ommariam
08-08-2004, 08:46 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ان شاء الله اختى ملكة الثثلج

نسيت اقول انه منقول
طبعا;) :p

آسية
09-08-2004, 01:19 AM
نقل رائع
جزاك الله خيررر

ترف
09-08-2004, 02:02 AM
موضوع رائع
وكلمات مؤثره
وجرح فلسطين الغائر في قلوبنا باقي حتى تنهض الامه من سباتها
:( :(