المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حقوق الانسان في الاسلام



سحر الليالي
06-03-2008, 10:33 PM
الحريّة في أصولها الإسلاميّة
الدكتور محمد سليم العوّا


السلطة والحريّة
تُعدُّ مشكلة الصراع بين السلطة والحريّة من أعقد المشكلات التي تواجه الباحثين في تأريخ وأصول الأنظمة السياسيّة والدستوريّة. وعلى الرغم من اتفاق المفكرّين من رجال القانون والسياسة ومن علماء الاجتماع في مختلف الأمم، وفي كافة العصور على أنّ الحريّة هي الغاية السامية التي تتطلّع إليها الأنظمة الحاكمة، والنظريّات السياسيّة، والقوانين الموضوعة لتنظيم العلاقات الاجتماعيّة ـ على الرغم من ذلك ـ فإنّ الحرّيّة كانت، ولا تزال، بعيدة عن أن يُحدّد لها معنى معيّن يقبله الجميع أو يُتفق بصدد ممارستها على طريقة معيّنة.

وحتى في المجال السياسي حيث يبدو أنّ للحرّيّة معناها الواضح وهو ((عدم استبداد الحاكمين بالمحكومين)) فإنّه يندر أن يبقى هذا المعنى على هذه الدرجة من الوضوح، خاصّة حين تتفاوت الأطراف المتصارعة في تحديد معنى الحرّيّة. ويقسم الباحثون في الفقه الدستوري حديث الحرّيّة إلى شُعب عديدة: فهناك حرّيّة الرأي وحرّيّة العقيدة، وحرّيّة التعليم، وحرّيّة الملكية، والحرّيّة الشخصيّة. وقد تنقسم بعض هذه الشعب إلى أقسام أو فروع متعددة، كما هو الحال بالنسبة للحرّيّة الشخصيّة التي تشمل حرّيّة التنقل وحق الأمن وحرّيّة المسكن، ولعلَّ حرّيّة الرأي هي الأصل في هذه الشعب والأقسام جميعاً، وهي على أي حال ألصق هذه الحرّيّات بالنظام السياسي للدولة وذلك سوف نكتفي هنا ببيان مدى كفالة الإسلام لحرّيّة الرأي ـ بل أمره بها ـ واعتباره إياها حقّاً أساسيّاً للإنسان لا يجوز الإخلال به.

كفالة الإسلام لحرّيّة الرأي
وليس من شك ـ عندي ـ في أن التشريع الإسلامي يذهب في اعتباره لهذه الحرّيّة واحتفائه بها الى مدى ندر أن تصل إليه المذاهب السياسيّة أو النظم الدستوريّة الوضعيّة. ومرد ذلك فيما أرى إلى اعتبار الإسلام أن فطرة الله التي فطر الناس عليها تتضمن ((حقهم في الاختيار)) في اختيار الرأي، واختيار الفعل أو الموقف الذي يترتب على هذا الرأي. وليس أوضح في الدلالة على هذا المعنى مما يقرره القرآن الكريم في قصة آدم وزوجه. فقد بين القرآن كيف نهاهما الله عن الأكل من إحدى شجرات الجنة. ثم كيف خالفا هذا النهي. ((فأكلا منها)) ((وعصى آدم ربه فغوى)). وترتب على هذه المعصية خروجهما من الجنة مع قول الله تعالى لهما ((فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا يضل ولا يشقى. ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً)).

فتعبير هذه الآيات عن فعل آدم وزوجه بالأكل والمعصية ثم التعبير باتباع الهدى أو الأعراض عنه، هذه التعبيرات مجتمعة تبين بوضوح دلالة هذه الحادثة الأولى في تاريخ البشرية على أن ((الحق في الاختيار)) قدرة فطر الإنسان عليها، ومارسها منذ كان.

وقد مضى الإنسان يمارس حقه هذا في الاختيار منذ أن وجد على الأرض حتى قال القرآن الكريم ((ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض، والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب)) سورة الحج ـ 18. فمخلوقات الله جميعا تسجد له إلا بني الإنسان فإن منهم الساجدين ومنهم الكافرين. أو منهم المطيع ومنهم العاصي. وهذا اختيار محض.

وإذا كان ما قدمنا صحيحا ـ وهو عندي صحيح لا ريب فيه ـ فإنه يكون صحيحا من وجه نظر إسلامية؛ ذلك التصور الذي يقول إنه من حق الإنسان أن يمارس دائما حرّيّته أو حقه أو الاختيار. وإن الحرّيّة في هذا التصور قدرة لدى الإنسان، أو فطرة فطر عليها، ليس لأحد ـ كائناً من كان ـ أن يمنعه إياها أو يحرمه ممارستها.

الحرّيّة من الفطرة
أما وقد تمهد هذا، فإننا ننتقل إلى بيان مدى كفالة تشريع الإسلام لحرّيّة الرأي. ونحن نقول: ((تشريع الإسلام)) ولا نقول تاريخه لتخرج من حدود هذا البحث تلك الحقب التي عاشها المسلمون في ظل حكومات لا تلتزم حدود هذا التشريع، أو تلتزم بعض حدوده دون بعض. ذلك أننا نعتقد أن الإسلام إنما يحكم على تصرفات الناس وأفعالهم ـ ويحكم فيها ـ ويقاس به صلاح واقعهم أو فساده. بينما لا يجوز أن يحكم على الإسلام من خلال تصرفات الناس أو واقع حياتهم طالما كانت هذه التصرفات أو هذا الواقع مخالفين لأحكام شريعة الإسلام. ويطَّرد هذا الحكم حتى ولو كان من خالف واقع حياتهم شريعة الإسلام ينتسبون اليه، أو يتذرعون به. إذ المعتبر في هذا هو الحقيقة دون المظهر، والمسميات لا الأسماء. وان كان من الواجب أن نسجل هنا أن تاريخ الإسلام على امتداده الطويل قد شهد نماذج رائعة في ممارسة الحرية حتى في وجه اعتى موجات الظلم والاضطهاد ولا نستثني من ذلك أي عصر من عصور هذا التاريخ في القديم أو الحديث.

وعلى أساس من تصورنا لحقيقة الحرّيّة وكونها فطرة في الإنسان ننظر إلى آيات القرآن الكريم فنجدها تجعل التفكير في مصاف الفرائض الواجبة على الإنسان ليهتدي بعقله إلى خالقه من خلال تأمله في مخلوقاته ((وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم. إن في خلق السماوات والأرض واختلاف اللّيل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس، وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها، وبث فيها من كل دابة، وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون)) (سورة البقرة 163 ـ 164) فالقرآن لا يقيم غير برهان العقل برهاناً على اختصاص الله وحده بالألوهية، ولا يدين العاقلون لأحد بها سواه. وتوجيهات القرآن الكريم في هذا الباب للناس عامة، ولا يمكن أن يحصيها مثل البحث المحدود المجال. وهي كلها ناطقة بأن على الناس أن يستخدموا عقولهم فيما خلقت له، وألا يلغوا ملكات الفهم التي أودعها الله في نفوسهم فيضلوا بذلك عن سبيل الله.

تمنياتي لكم بالتوفيق

فتاة مصرية2007
08-03-2008, 02:16 AM
جزاكى الله خيرا

الاسلام هو دين الحق وهو دين حفظ الحقوق

دمـوع الشـموع
08-03-2008, 03:12 AM
جزاك الله خيراااااااااا

nooora
08-03-2008, 03:34 AM
جزاك الله الف خيرررررررر
الإسلام، دين الفطرة، دين الوسط، دين الفلاح والنجاة، دين الحريه ,أحبّ الأديان الى الله