المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تعريف بالقائد أبو شنب



أبو الحسن علي الهاجري
25-09-2003, 10:11 AM
--------------------------------------------------------------------------------

القائد أبو شنب , شمعة الانتفاضة الوضاءة



تقارير رئيسية :عام :



[إذا كان بالإمكان الاستبشار بهذه العملية بعودة 'إسرائيل' إلى محاربة 'الإرهاب' [الإسلام] ، فيجب الترحيب بذلك ، لكن إذا كانت هذه العملية مجرد رد عيني ، فلن تكون نجاعتها كبيرة] !! قال الوزير عوزي لانداو في أعقاب اغتيال المهندس إسماعيل أبو شنب .
أبو حسن الذي استبشر يهود بمقتله , هو من أحال حياتهم جحيما لا لكونه 'إرهابيا' كما يزعمون , فالذين اقتربوا من القائد البطل لم يذكروا عنه أنه كان يحسن استخدام السلاح ولا عرف عنه أنه أمسك مسدسا في حياته .
الذي جعل مناكيد البشر يبشرون هو فكر الرجل الرحيب ورأيه السديد وسعيه الدؤوب نحو وحدة بني وطنه المناضلين .
الذي جعلهم يفرحون هو أنهم مارسوا رجسهم المعهود عنهم بقتل الأبرار غيلة مذ قتلوا نبي الله يحي وإلى أن اختتموا بقتل فارس فلسطين الأغر أبي حسن إسماعيل أبو شنب , وما نخالهم سينتهون.
الذي سر يهود أنهم قتلوا رجلا يحمل بين جنبيه هموم الشعب الفلسطيني بكل أطيافه وفصائله ؛ رجلا تعددت أياديه الكريمة في العمل الإغاثي والاجتماعي والتربوي والتعليمي منذ أن التقى الشيخ المفضال أحمد ياسين حين كان سن أبي حسن وقتها لم يجاوز 19 عاما , وساهم في تأسيس الجمعية الإسلامية وهو لم يتعد 26 عاما . وقاد الإسلاميين في الانتفاضة الأولى [1987] في غزة بأمر شخصي من الشيخ ياسين , وعمل بما أفاء الله عليه من بسطة في الذكاء والحكمة وجودة التخطيط في المساهمة بهيكلة أجهزة حركة المقاومة الإسلامية حماس , وفصل أجنحتها بعضها عن بعض على هذا النحو المعقد المعمول به حاليا إلى أن لقي مولاه سبحانه وتعالى .
إسماعيل أبو شنب كان من القلائل الذين أجادوا من الحركات الإسلامية أسلوب التعامل مع الآخر , حتى لو كان هذا الآخر عميلا أو عدوا .
ولمن لا يعرف , فإن الرجل تعرض لتعذيب لا يطيقه إنسان في سجن الرملة الصهيوني الذي قضى فيه ثمانية سنوات من حياته الحافلة وفي سجن السلطة كذلك , ومع هذا كان يوصف بالاعتدال والتواصل مع الجميع على نحو جعله محبوبا من كافة الأطياف الإسلامية والوطنية في غزة على النحو الذي سنلمسه لا ريب بعد ساعات في جنازته المنتظرة بعد صلاة الجمعة .
صبر جم , وعمل دؤوب , وشهادة في سبيل الله ـ نحسبه كذلك ولا نزكيه على مولاه ـ هذه باختصار قصة البطل الذي إن استعرضت حياته العلمية والمهنية في كليات الهندسة بجامعة النجاح بالضفة الغربية والجامعة الإسلامية بغزة وجامعة المنصورة بمصر وجامعة كالورادو بالولايات المتحدة , وعمله كنقيب للمهندسين ؛ لظننت أن الرجل مغرق في علومه دون قضايا وطنه المسلم , غير أن الحال لم يكن كذلك كما تقدم .
ولذا , فإن الطائرات حين تحركت بأوامر من شارون ـ موفاز كانت تعي هدفها جيدا وكان يعلم آمروها بمعية المقصود تماما ؛ قائد فذ تُكلم حماس بـ'استشهاده' وتُفجع كوادره بفقدانه .
ونعم , كُلمت حماس لكنها لم تترمل , وفُجعت كوادرها غير أنها مازالت عصية على الانكسار , بل ستحيل الحزن فرحا , والكلم مشعلا للدرب وضاءاًَ .
[] [] []
تيجان رؤوسنا من زعماء حماس : أيا قادة الدين في أرض الرسالات , أنتم على الجادة فلا تحيدوا , وأنتم على الحق فاصبروا , أنتم مشاعل الجهاد في أرضه فلا تهنوا , نحسبكم أنتم من أشار النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم إليهم بقوله :'لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم , حتى تقوم الساعة وهم على ذلك' فلقد خصهم رسول الله بالفضل بقوله :'بأكناف بيت المقدس' . فيا من حزتم شرف الجهاد في ثغر الإسلام بأكناف بيت المقدس , ويا من تقودوا الأمة ـ كل الأمة ـ لشرف النصر , ويا من حاز بعضكم شرف الشهادة ويا من ينتظرون نيلها لا تلتفتوا إلى الوراء ..تقدموا فليس في طريق الجهاد ما يسترعي النظر إلى ما فات ؛ أصبتم أم أخطأتم في عملية القدس لا ضير , إن الله قد كتب 'عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم' .
إن عملية القدس التي كانت فداحة خسائرها في حده الأدنى المعلن [20 قتيلا و130 جريحا] ناشئة عن اجتهاد شخصي من منفذها نحسب أن كتائب القسام نفسها لم تتوقعه على هذا النحو المستفز للكيان الصهيوني ـ وإن كانت أرادت العملية ذاتها كما نظن ـ ربما استعجلت المواجهة لكنها لم تنشئها , الصراع دائر دائر إلى يوم الدين , وإن رحى الحرب قد دارت , ولسنا نظن حركة المقاومة الإسلامية قد جانبت الصواب بهذه العملية بل على العكس , فأنتم مجاهدي ومناضلي فلسطين مثل الحديد تماما تتمددون بالـ'المقاومة' وتنكمشون بالـ'السلام' !!
[] [] []
شارون السفيه الأشر , أتراك اليوم مسرور برؤية جثمان 'الشهيد' متفحما مهشم الرأس ومبتور اليد والساق ؟ لا غرو .. لن تهنأ كثيرا , فالكماة من جيش محمد لكم بالمرصاد , أما 'الشهيد' فلا يضير الشاة سلخها بعد ذبحها , فالقائد الذي حرقتم جسده وصعدت الملائكة بروحه الطاهرة الزكية ـ نحسبه كذلك ـ لسنا نراه إلا كشمعة للانتفاضة وضاءة كاد زيتها ينفد فأمدها الله بمدد جديد .
[] [] []
كما قلنا آنفا كان قادة حماس مكرهين على الهدنة فأنقذهم الله منها , فما كان ينتظر الأجنحة العسكرية لحماس والجهاد وفتح أقسى ألف مرة في عصر السلم المزعوم منه مع تأجيج المقاومة وتفعيل أدواتها مجددا , فالهدنة كانت فرصة كبيرة لأبي مازن ودحلان للإبحار في دماء الشهداء , وكانت النية أن يتم تجريد المقاومة من أسلحتها , وهيهات أن يقبل بذلك مناضل حر .
كان الطريق المشؤوم الذي وضع خارطته بوش ـ شارون يقود بالضرورة من خلال السيناريو الموضوع إلى فرض الاستسلام على قوى المقاومة الفلسطينية وإلا تعرضت للسجن والقتل والترهيب من قبل قوى الأمن الفلسطينية التي يقودها العقيد 'الثري' محمد دحلان أو إلى الاحتراب الفلسطيني الداخلي الذي تبدت إرهاصاته خلال الأيام القليلة الماضية في حال رفض المقاومون انتزاع أسلحتهم واعتقالهم .
لم يكن بيد قادة المقاومة الفلسطينية المسلمة بد من منع هذا الاحتراب الذي لن يفيد منه سوى الصهاينة , ولم يكن الصهاينة ـ تماما كما عهدناهم من قرون ـ شركاء نزهاء لسلام خارطة الطريق , تعددت خروقاتهم , وتنوع نكثهم بعهودهم القريبة التي لم يكن حبرها قد جف بعد , تلطخت أيديهم بدماء كوادر كتائب عز الدين القسام وسرايا القدس وكتائب شهداء الأقصى , تمادوا في غيهم بمد سورهم الأمني لأكثر من 140 كيلو مترا من أصل 370 كيلو مترا منتظرة , فكان لزاما أن يكون للقادة موقفا جديا مهما كان الثمن فادحا ؛ وقد كان .
ويعلم الجميع أن قادة الجهاد وحماس ليسوا سذجا ولا بلهاء , فهم قد درسوا اللعبة جيدا وحفظوا أوراقها عن ظهر قلب , وهم قد خبروا جيدا عدوهم تماما مثلما خبروا كوادرهم وتطلعاتهم , وتحركوا مستعينين بالله يحملون رؤوسهم على أكفهم فداء لما يعتبرونه في مصلحة المسلمين الفلسطينيين العليا , وبعد تمحيص ونظر كان القرار بالرد على تلك الخروقات مهما كلف ذلك من ثمن : فسحقا لهكذا خريطة وبعدا لهدنة لا يلزم بها سوى طرف واحد .
وعليه فقد انهارت الهدنة الهشة بفعل إصرار الكيان الصهيوني على تفكيك فصائل المقاومة وملاحقة مجاهديها , وبرد فعل مقاوم لهذا التطلع الصهيوني .. وثم , فالأوضاع مرشحة لمزيد من القتل والقتل المضاد بانتظار أن يصيب الله اليهود المعتدين بعذاب من عنده أو بأيدي المؤمنين , وإذ اليهود متربصين بالمؤمنين 'إحدى الحسنيين' فيرقى رجال إلى عليين ويبقى رجال يحوزون النصر ..
'والله غالب على أمره , ولكن أكثر الناس لا يعلمون' .

مفكرة الإسلام

جهادية
25-09-2003, 10:19 AM
السلام عليكم ورحمة الله..
بوركت اخي الفاضل..
ورحم الله شهيدنا وتقبله في الشهداء ان شاء الله..

الخزامى
25-09-2003, 12:32 PM
جزاك الله خير

نسأل الله ان يتقبل الفقيد من الشهداء

ليدي الامورة
17-10-2019, 01:02 AM
http://all-best.co/wp-content/uploads/2018/01/4087-4.gif