المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ملف لكل وحدة تربى طفل مجهولاو لقيط



تفاحة البنفسج
23-03-2008, 05:42 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمه الله وبركاااااااااااااااااته

اخواتى فى منتدى بيت حواء حبيت افتح هذا الملف فى هذا القسم بالذات لاننا نريد ان نسمع كلمة مامااااااااااااااااااااااااااا اى وحدة كفلت او ربت طفل تشاركنا او تعرف احد تكتب قصتها هذا الموضوع مكتوب فى منتدى عالم حواء وانا صاحبة الموضوع........

سؤالى متى تبدى تكفلى يتيم كم سنة يمر على زواجكى ؟

انا صار لى متزوجة صار لى 4 سنوات وثمان شهور يقول زوجى بدرى نكفل يتتيم يعنى 4-5 سنوات

انا معارضة على التاخير ....... ياليت كل وحدة تدخل تقول تجربتها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
.................................................. .................................................

وهذى بعض الفتاوووووووووى

سؤالي هو أني ناوية أن أكفل يتيما لكن خايفة من هذه المسؤولية بمعنى أنني إذا قمت بكفالة اليتيم وأنا ليس لدي سوى راتبي ولا أضمن متى أموت أو أتزوج أو يحدث لي شيء وينقطع عن اليتيم مصدر قد اعتمد عليه في معيشته.

فهل من مشورة تفيدني في هذا الأمر مع إني أحب جداً أن أكفل يتيما.

كفالة اليتيم قد رغب فيها الشارع ترغيبا شديدا وجعل فيها أجورا كثيرة. ومن كفل يتيما ثم حدث له موجب تنقطع به تلك الكفالة فلا لوم عليه في ذلك، وهو مأجور بما قدَّم.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

إن كفالة اليتيم والإنفاق عليه والاعتناء بأمره كله قد رغب فيها الشرع الحنيف ترغيبا شديدا. قال الله تعالى: يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَاليَتَامَى وَالمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ {البقرة:215}

وقال أيضا: وَاعْبُدُوا اللهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي القُرْبَى وَاليَتَامَى وَالمَسَاكِينِ وَالجَارِ ذِي القُرْبَى وَالجَارِ الجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ {النساء:36}.

وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله"، وأحسبه قال: "كالقائم الذي لا يفتر وكالصائم الذي لا يفطر". والغالب في اليتيم أن يكون مسكيناً.

وفي البخاري عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا" وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى. وأي منزلةٍ أفضل من ذلك؟، وعن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل يشتكي قسوة قلبه فقال له: "أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك؟ ارحم اليتيم، وامسح رأسه وأطعمه من طعامك يلن قلبك وتدرك حاجتك". أخرجه الطبراني وصححه الألباني، إلى غير ذلك من الأحاديث الواردة في فضل كفالة اليتيم والإحسان إليه.

وهذا باب خير فتحه الله، فمن كانت عنده استطاعة، فليبادر إلى فعل هذا الخير.

واعلمي -أيتها الأخت الكريمة- أنك إذا قمت بهذه المسؤولية تكونين قد سعيت في الحصول على هذه الأجور. وإذا مت أو تزوجت أو حدث لك شيء فإن الله سيرزق اليتيم، ولا ذنب عليك أنت في ذلك؛ لأنه لا كسب لك فيه.

والله أعلم.

نربي يتيمة متخلفة عقليا تملك مالا بالبنك ولها معاش يزيد عن متطلباتها، فهل يجب علينا أن نأخذ من أموالها لتؤدي الأضحية، وإن لم نفعل فهل علينا وزر؟





الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

ففي جواب هذا السؤال مسألتان:

الأولى: التضحية عن اليتيم إذا كان له مال، فهذه اختلف أهل العلم فيها، فقال قوم لا يضحي الولي أو الوصي عن اليتيم من ماله، وقال آخرون يضحي، وهؤلاء يفصلون في المسألة.

جاء في المغني: قال أحمد: ويجوز للوصي أن يشتري لليتيم أضحية إذا كان له مال يعني مالاً كثيراً لا يتضرر بشراء الأضحية. انتهى.

وهذا على سبيل التوسعة في يوم العيد لا على سبيل الإيجاب، وجاء في موضع آخر: واختلفت الرواية هل تجوز التضحية عن اليتيم من ماله؟ فروي أنه ليس للولي ذلك لأنه إخراج شيء من ماله بغير عوض فلم يجز كالصدقة والهدية وهذا مذهب الشافعي، وروي أن للولي أن يضحي عنه إذا كان موسراً وهذا قول أبي حنيفة ومالك. ويحتمل أن يحمل كلام أحمد في الروايتين على حالين، فالموضع الذي منع التضحية إذا كان اليتيم طفلاً لا يعقل التضحية ولا يفرح بها ولا ينكسر قلبه بتركها لعدم الفائدة فيها فيحصل إخراج ثمنها تضييع مال لا فائدة فيه، والموضع الذي أجازها إذا كان اليتيم يعقلها............ وعلى كل حال من ضحى عن اليتيم لم يتصدق بشيء منها ويوفرها لنفسه لأنه لا يجوز الصدقة بشيء من مال اليتيم تطوعاً. انتهى.

ومفهوم هذا أنه إذا كان الصغير لا يمكنه أن يأكل الضحية كلها أو لا يمكن أن توفر له فيأكلها على أجزاء لم يجز التضحية عنه، وقد ذكر هذا الحنفية فقالوا: والصدقة بعدها تطوع فلا يجوز ذلك في مال الصغير ولا يمكن الصغير من أن يأكله كله. وقيل الأصح عندهم أن يضحي ويأكل ما أمكنه ويبتاع بما بقي ما ينتفع بعينه.

المسألة الثانية: التضحية عن المجنون إذا كان المقصود بالمتخلفة عقلياً ذلك، وهذا أيضاً مما اختلف فيه أهل العلم، فهل من شرائط التضحية العقل أم لا.

جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية: البلوغ والعقل وهذان الشرطان اشترطهما محمد وزفر ولم يشترطهما أبو حنيفة وأبو يوسف فعندهما تجب التضحية في مال الصبي والمجنون إذا كانا موسرين..

وقال المالكية لا يشترط في سنية التضحية البلوغ ولا العقل، وقال الشافعية لا يجوز للولي أن يضحي عن محجوريه من أموالهم، وقال الحنابلة في اليتيم الموسر يضحي عنه وليه من ماله أي مال المحجور وهذا على سبيل التوسعة في يوم العيد لا سبيل الإيجاب. انتهى.

وخلاصة الجواب أن الذي يظهر في اليتيم المتخلف عقلياً أنه لا يضحى عنه لعدم فائدة الأضحية عنه، ولأن الغالب أنه يتبرع بهذه الأضحية، والتبرع بمال اليتيم لا يصح، وما تقدم من المنع في حق الولي والوصي فمن باب أولى غيرهم ممن لا ولاية له ولا وصاية على مال هذا اليتيم.

والله أعلم.

بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سؤالي يقول: ما فضل كفالة اليتيم ؟ وهل كفالة اليتيم تنحصر في كفالته ماديا فقط أم أن لها صورا أخرى ؟
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

فكفالة اليتيم من الأمور التي حث عليها الشرع الحنيف، وجعلها من الأدوية التي تعالج أمراض النفس البشرية ، وبها يتضح المجتمع في صورته الأخوية التي ارتضاها له الإسلام. على أنه لابد أن يتنبه أن كفالة اليتيم ليست في كفالته ماديا فحسب، بل الكفالة تعني القيام بشئون اليتيم من التربية والتعليم والتوجيه والنصح، والقيام بما يحتاجه من حاجات تتعلق بحياته الشخصية من المأكل والمشرب والملبس والعلاج ونحو هذا.


يقول فضيلة الدكتور حسام الدين بن موسى عفانة -أستاذ الفقه وأصوله بجامعة القدس بفلسطين-:


كفالة اليتيم من أعظم أبواب الخير التي حثت عليها الشريعة الإسلامية قال الله تعالى: ( يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ) سورة البقرة الآية 215 .


وقال تعالى(وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا) سورة النساء الآية 36 .


ووردت أحاديث كثيرة في فضل كفالة اليتيم والإحسان إليه منها : عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما ) رواه البخاري قال الحافظ ابن حجر في شرح الحديث: [قال ابن بطال : حق على من سمع هذا الحديث أن يعمل به ليكون رفيق النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة ولا منزلة في الآخرة أفضل من ذلك]، ثم قال الحافظ ابن حجر: وفيه إشارة إلى أن بين درجة النبي صلى الله عليه وسلم، وكافل اليتيم قدر تفاوت ما بين السبابة والوسطى وهو نظير الحديث الآخربعثت أنا والساعة كهاتين ) الحديث ].


وقال الحافظ أيضاً: [ قال شيخنا في شرح الترمذي: لعل الحكمة في كون كافل اليتيم يشبه في دخول الجنة، أو شبهت منزلته في الجنة بالقرب من النبي صلى الله عليه وسلم، أو منزلة النبي صلى الله عليه وسلم لكون النبي صلى الله عليه وسلم شأنه أن يبعث إلى قوم لا يعقلون أمر دينهم فيكون كافلاً لهم ومعلماً ومرشداً، وكذلك كافل اليتيم يقوم بكفالة من لا يعقل أمر دينه بل، ولا دنياه، ويرشده، ويعلمه، ويحسن أدبه فظهرت مناسبة ذلك أهـ ملخصاً ] فتح الباري 10/536-537 .


وقال النبي صلى الله عليه وسلم (من ضم يتيماً بين مسلمين في طعامه وشرابه حتى يستغني عنه وجبت له الجنة ] رواه أبو يعلى والطبراني وأحمد مختصراً بإسناد حسن كما قال الحافظ المنذري . وقال الألباني صحيح لغيره. انظر صحيح الترغيب والترهيب 2/676 .


وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: ( أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل يشكو قسوة قلبه ؟ قال: أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك؟ ارحم اليتيم وامسح رأسه وأطعمه من طعامك يلن قلبك وتدرك حاجتك ) رواه الطبراني وقال الألباني حسن لغيره . انظر صحيح الترغيب والترهيب 2/676 .


وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله وأحسبه قال: وكالقائم الذي لا يفتر وكالصائم لا يفطر) رواه البخاري ومسلم ، وغير ذلك من الأحاديث.


ما تكون به كفالة اليتيم:


وكفالة اليتيم تكون بضم اليتيم إلى حجر كافله أي ضمه إلى أسرته، فينفق عليه، ويقوم على تربيته، وتأديبه حتى يبلغ؛ لأنه لا يتم بعد الاحتلام والبلوغ، وهذه الكفالة هي أعلى درجات كفالة اليتيم حيث إن الكافل يعامل اليتيم معاملة أولاده في الإنفاق والإحسان والتربية وغير ذلك ، وهذه الكفالة كانت الغالبة في عصر الصحابة كما تبين لي من استقراء الأحاديث الواردة في كفالة الأيتام، فالصحابة رضي الله عنهم كانوا يضمون الأيتام إلى أسرهم.


ومن الأمثلة الواضحة على ذلك حديث زينب امرأة عبد الله بن مسعود قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسل(تصدقن يا معشر النساء ولو من حليكن ) قالت : فرجعت إلى عبد الله فقلت : إنك رجل خفيف ذات اليد وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمرنا بالصدقة فأته فاسأله، فإن كان ذلك يجزي عني، وإلا صرفتها إلى غيركم قالت: فقال لي عبد الله: بل ائتيه أنت قالت : فانطلقت فإذا امرأة من الأنصار بباب رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجتي حاجتها قالت : وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ألقيت عليه المهابة قالت : فخرج علينا بلال فقلنا له: ائت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبره أن امرأتين بالباب تسألانك أتجزئ الصدقة عنهما على أزواجهما، وعلى أيتام في حجورهما، ولا تخبره من نحن قالت : فدخل بلال على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسأله، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : من هما ؟ فقال : امرأة من الأنصار، وزينب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الزيانب؟ من هما ؟ قال : امرأة عبد الله، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : لهما أجران أجر القرابة وأجر الصدقة ) رواه البخاري ومسلم.

والشاهد في الحديث: ( وعلى أيتام في حجورهما ).


وعن عمارة بن عمير عن عمته أنها سألت عائشة رضي الله عنها: في حجري يتيم أفآكل من ماله؟ فقالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن من أطيب ما أكل الرجل من كسبه وولده من كسبه) رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن.


وتكون كفالة اليتيم أيضاً بالإنفاق عليه مع عدم ضمه إلى الكافل كما هو حال كثير من أهل الخير الذين يدفعون مبلغاً من المال لكفالة يتيم يعيش في جمعية خيرية أو يعيش مع أمه أو نحو ذلك، فهذه الكفالة أدنى درجة من الأولى، ومن يدفع المال للجمعيات الخيرية التي تعنى بالأيتام يعتبر حقيقة كافلاً لليتيم وهو داخل إن شاء الله تعالى في قول النبي صلى الله عليه وسلم أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا ).


قال الإمام النووي: قوله صلى الله عليه وسلم: (كافل اليتيم له أو لغيره أنا وهو كهاتين في الجنة ) كافل اليتيم القائم بأموره من نفقة وكسوة وتأديب وتربية وغير ذلك وهذه الفضيلة تحصل لمن كفله من مال نفسه ، أو من مال اليتيم بولاية شرعية.


وأما قوله : وله أو لغيره فالذي له أن يكون قريباً له كجده وأمه وجدته وأخيه وأخته وعمه وخاله وعمته وخالته وغيرهم من أقاربه ، والذي لغيره أن يكون أجنبياً ] شرح النووي على صحيح مسلم 5/408 .


وكفالة اليتيم المالية تقدر حسب مستوى المعيشة في بلد اليتيم المكفول بحيث تشمل حاجات اليتيم الأساسية دون الكمالية، فينبغي أن يتوفر لليتيم المأكل، والمشرب، والملبس، والمسكن، والتعليم بحيث يعيش اليتيم حياة كريمة، ولا يشعر بفرق بينه، وبين أقرانه ممن ليسوا بأيتام .


ولا بأس أن يشارك أكثر من شخص في كفالة اليتيم الواحد. انتهى


والله أعلم.


نريد أن نعرف كيف اهتم الإسلام باليتامي ؟ وما واجب المجتمع نحوهم ؟



بسم الله ،والحمد لله،والصلاة والسلام على رسول الله ،وبعد:

لقد كانت للعناية الإلهية العظيمة بالأيتام وضعاف المسلمين من أرامل وغيرهن ، عظيم الأثر في فؤاد النبي صلي الله عليه وسلم .

لا جرم فقد أنزل الله تعالي علي نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم وحيًا مباشرًا يحثه على مثل ما أراده سبحانه من سائر الأمة حيث قال له سبحانه : (00 ألم يجدك يتيمًا فأوى . ووجدك ضالاً فهدي . ووجدك عائلاً فأغنى . فأما اليتيم فلا تقهر . وأما السائل فلا تنهر .وأما بنعمة ربك فحدث ) (الضحى6-11) .
وهذا من كمال العناية الإلهية في الإرشاد والتوجيه لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، حيث خصه بخطاب في ذلك ، ليكون له مزيد عناية بهؤلاء الضعفاء ، على ما كان عليه النبي صلي الله عليه وسلم من الرأفة الكاملة والرحمة التامة بهم وبأمثالهم من سائر الخليقة كما علم ذلك من سيرته صلي الله عليه وسلم .

أما عنايته صلي الله عليه وسلم بهم بنفسه ، فيتمثل بأنه قد كان يضمهم إليه ويجعلهم كأبنائه ومن يعول من حاشيته :

‏1- وذلك كما فعل بأولاد أبي سلمة عبد الله بن عبد الأسد بن هلال المخزومي - رضي الله عنه - الذي مات سنة 4هـ عن أولاد صغار ، وعن زوجته الكريمة أم سلمة- هند بنت أبي أمية بن المغيرة المخزومية - فيتم الأطفال ، وتأيمت المرأة ، فقام النبي صلي الله عليه وسلم بكفالتهم جميعًا كما يكفل أبناءه .

‏2- فإنه صلى الله عليه وسلم لما علم بانقضاء عدة أم سلمة - رضي الله عنها - أرسل إليها يخطبها ليكفلها وأولادها ، وقال لها لما أرادت أن تعتذر إليه بغيرتها وكثرة صبيانها : [ أما قولك :إني غَيْرَى ، فسأدعو الله فتذهب غيرتك ، وأما قولك : فإني امرأة مصبية فستكفين صبيانك ] (النسائي) فرضيت وتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم وعال أيتامها

‏3- ولما أفاء الله تعالى عليه كان يلي أمر كل مسلم يموت وله عيال ويقول : [ أنا أولي بالمؤمنين من أنفسهم ، فمن توفي من المؤمنين فترك دينًا أو كلاً أو ضياعًا فعلي وإلي ، ومن ترك مالاً فلورثته ] . ( البخارى ومسلم ) .

‏حث النبي على كفالة اليتيم
ومع ما يقتضي هذا الصنيع من التأسي لعامة المسلمين وخاصتهم فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد ندبهم إلى ذلك بأحاديث قوليه رغبهم فيها على كفالة الأيتام ورعايتهم والقيام بما يصلح أمور دينهم ودنياهم ، وأقواله في ذلك كثيرة منها :

‏1- قوله صلي الله عليه وسلم : [ ( أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا ) وأشار بالسبابة والوسطى وفرّج بينهما ] ( رواه البخاري) .

‏2- وفي رواية (كافل اليتيم له أو لغيره أنا وهو في الجنة كهاتين ) وأشار مالك - راوي الحديث- بالسبابة والوسطى .

‏3- وجاء في حديث آخر عنه صلي الله عليه وسلم أنه قال : [ ( أنا وامرأة سفعاء الخدين كهاتين يوم القيامة ) وأومأ بيده ] - يزيد بن زريع الراوى عن عوف - الوسطى والسبابة

‏4- : [ امرأة آمت - أي مات زوجها وتركها أيمًا - من زوجها ذات منصب وجمال ، حبست نفسها علي يتاماها حتى بانوا أو ماتوا ] . (أبوداود).

وفي هذا التصوير من الدلالة على عظيم العناية باليتيم ما يستوجب المسارعة على ذلك كما قال ابن بطال : " حق علي من سمع هذا الحديث أن يعمل به ليكون رفيق النبي صلي الله عليه وسلم في الجنة قال : (( ولا منزلة في الجنة أفضل من ذلك )) .

‏5- وقد جاء التأكيد علي بشارة كافل اليتيم والمحسن إليه بالجنة في أحاديث أخرى ، من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : (( من ضم يتيمًا بين مسلمين في طعامه وشرابه حتى يستغني عنه وجبت له الجنة ، ومن أدرك والديه أو أحدهما ثم لم يبرهما دخل النار فأبعده الله ، وأيما مسلم أعتق رقبة مسلمة كانت فكاكه من النار ) . ( رواه أحمد)

‏إشعار اليتامى بالحنان والعطف :
ولقد كانت عنايته بهم غير مقتصرة علي الحث على الكفالة والرعاية، بل كذلك في إشعارهم بالحنان والمحبة ، وإدخال الأنس في قلوبهم الذي كانوا يألفونه من آبائهم ، حتى لا يشعروا بفقد الأب الحاني لوجود من يعوضهم عن حنوه وعطفه وبره :

‏1- فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رجلاً شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه فقال [ امسح رأس اليتيم وأطعم المسكين ] . ( رواه أحمد)

‏2- وعن أبي أمامة - رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : [ من مسح رأس يتيم لم يمسحه إلا لله كان له في كل شعرة مرت عليها يده حسنات ومن أحسن إلى يتيمه أو يتيم عنده كنت أنا وهو في الجنة كهاتين ، وفرق بين أصبعيه السبابة والوسطى ] .(أحمد)

ولا شك أن اليتيم وهو الذي لم يزل في عالم الطفولة الآنسة بالملاعبة واللطافة ، سيأنس جدًا بمثل هذه المسحة الحانية، وهذا التلطف الأبوي ، وسيجد بذلك من يعوضه عن أبيه في مثل ذلك الأنس الذي فقده إياه ، وما كان سينال ذلك لولا هذا التوجيه النبوي العظيم الذي يجعل كل المسلمين أبًا حنونًا علي اليتيم .

ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقتصر في عنايته بالأيتام على أسلوب الحث والترغيب ، بل لقد استخدم أيضًا أسلوب التحذير والتنفير من الإساءة إلى الأيتام أو أكل أموالهم بالباطل ، بحيث لا يقدم على فعل ذلك بعده إلا من غلبت عليه شقوته وكان من الضالين .

فعن أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : (( اجتنبوا السبع الموبقات )) قالوا : يا رسول الله وما هنّ ؟ قال: (( الشرك بالله ، والسحـر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم ، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات )) . (البخاري)

ففي هذا الوعيد ما يكفي زاجرًا لمن تسول له نفسه التفريط في أموال اليتامى إذ لا طاقة لأحد بعذاب الله تعالى الذي رتبه علي فعل ذلك، أكلاً أو إحراقًا أو تفريطًا أو غير ذلك مما يكون فيه هلكة لمال اليتيم وإتلاف له .

والله أعلم


أريد أن أسأل عن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم أنا وكافل اليتيم كهاتين... هل كفالة اليتيم مرة واحدة فقط أي لمدة شهر أو شهرين تدخل في معنى الحديث ؟ وهل يأخذ أجرها كاملا؟
جزاكم الله خيرا.





الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد سبق ذكر فضائل كفالة اليتيم في الفتوى رقم: 3152، كما سبق بيان ما تتحقق به كفالة اليتيم في الفتوى رقم: 19537 والفتوى رقم: 31965، أما كفالة اليتيم فغايتها وأمدها إلى أن يستغني اليتيم عن الكفيل، لقوله صلى الله عليه وسلم: من ضم يتيما بين أبوين مسلمين إلى طعامه وشرابه حتى يستغني عنه وجبت له الجنة البتة . رواه أحمد عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وحسنه الهيثمي في المجمع ، وصححه الألباني في صحيح الترغيب. قال الحافظ في الفتح: فيستفاد منه أن للكفالة المذكورة أمداً. اهـ. وعليه، فمن أنفق على يتيم شهرا أو شهرين ثم استغنى اليتيم عن النفقة بالبلوغ أو الغنى أو ما شابه حصل له أجر كفالة اليتيم، وأما إن كان اليتيم ما زال في حاجة إلى نفقة فلا يأخذ الكفيل حينئذ الأجر كاملا لظاهر الحديث السابق، إلا أن تكون النفقة قد قصرت به ولا يجد ما ينفقه على اليتيم، مع حرصه على النفقة فيكتب له الأجر كاملا ـ إن شاء الله تعالى ـ لقوله صلى الله عليه وسلم: إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى. متفق عليه من حديث عمر بن الخطاب، وقال صلى الله عليه وسلم: من هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة، ومن هم بحسنة فعملها كتبت له عشرا إلى سبعمائة ضعف. رواه مسلم عن أبي هريرة، ورواه البخاري عن ابن عباس في سياق أطول، وروى عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا مرض العبد أو سافر كتب له من الأجر ما كان يعمل مقيماً صحيحا. قال الحافظ في الفتح : هو في حق من كان يعمل طاعة فمنع منها، وكانت نيته لولا المانع أن يدوم عليها، كما ورد ذلك صريحا عند أبي داود.اهـ.

والله أعلم.

وجدوحنين
23-03-2008, 06:54 AM
http://www.gallery.7oob.net/data/media/19/188_1172377399.gif

{~جوود~}
23-03-2008, 06:55 AM
أرى أن ركن الأسره والمجتمع أنسب لهذا الموضوع

وجزاك الله خير ..

*خلود*
23-03-2008, 09:25 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

تفاحة البنفسج
الله يعينك ويوفقك للخير ..
متابعة ولي عودة ..

http://www.hawahome.com/vb/nupload/1478_1206249280.gif

تفاحة البنفسج
25-03-2008, 11:26 PM
لين راااسل- جووود - خلود


مافى احد عبرنى اللى انتواااااا مشكوووووووورين ربى لايحرمنى منكم

زهرة الفردوس
26-03-2008, 06:36 AM
هلأوغلأ بيكى توقيع جميل وجزاك اللة خيرا"R:"R:

شجون حائرة
26-03-2008, 07:32 AM
عزيزتي تفاحة البنفسج هذا موضوع قيم وأنا أفكر فيه أيضا فأنا لي ثلاث سنوات متزوجة ولم أرزق بأطفال وذهبت للدار الإيتام فشجعوني ولكنهم طلبوا مني لكي يكون الطفل محرم إن كان ولد أعطيه لأحد أخواتي لترضعه وإن كان بنت لأخوات زوجي ليرضعنها حتى عندما يكبر هذا الطفل يكون محرم بالرضاعة ونظرا لسفري لم أتمكن من إنهاء الإجراءات ولكني ساأتابع حتى لو رزقت بأطفال لأني أريد الأجر والثواب من الله

تفاحة البنفسج
30-03-2008, 05:43 AM
منقووووووووووووووووووووووووووو وووووووووووووووووووووووول


فن التعامل مع اليتيم


لقد ضرب لنا معلم البشرية وخير البرية محمد صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة وبيَّن لنا أفضل السبل في فن التعامل مع اليتيم فها هو عليه الصلاة والسلام يمسح على رأس اليتيم ويقول: «من مسح على رأس يتيم لم يمسحه إلا لله كان له في كل شعرة مرت عليها يده حسنات ومن أحسن إلى يتيمة أو يتيم عنده كنت أنا وهو في الجنة كهاتين» وفرق بين أصبعيه السبابة والوسطى.
وها هو كذلك عليه الصلاة والسلام يقبل اليتيم ويدعو له ويحتضنه ويسأل عنه وعن احواله فهو صاحب القلب الرحيم وصانع المواقف العظيمة فقد اشتكى إليه رجل قسوة قلبه فقال: «امسح رأس اليتيم وأطعم المسكين» رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
أرأيت يا أخي إنها التربية والتعليم منه عليه الصلاة والسلام انه مهما تحدث الانسان عن تلك الطرق والمثل في كيفية فن التعامل مع اليتيم فلا بد له من ان يربط ذلك بالرعيل الأول من قادة وعلماء وصلحاء وكيف كانت حياتهم مع اليتيم انك ايها الأخ الكريم لتعلم حق المعرفة ما حباه الله تعالى لليتيم من المكانة الرفيعة والشأن العظيم مسطرة في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة فإذا علمت ذلك فاعلم أن هناك جُملة آداب وطرق يعامل بها اليتيم لا بد من معرفتها والوقوف عندها.
1- أن أول هذه الفنون في التعامل مع اليتيم زرع الحب والثقة في النفس فان اعطاء الثقة بالنفس يعطي اليتيم الانطلاق والتجديد فمثلاً اعطاؤه الفرصة في اثبات وجوده والمحاولة في ايجاد الحلول المناسبة لكثير من المسائل بل تكرار المحاولة حتى الوصول الى الحل المناسب الصحيح.
2-التربية الجادة والهادفة التي تعطي ذلك اليتيم الجرعة الايمانية الصالحة وذلك من خلال طرح بعض القصص القرآنية لبيان عظمة الله تعالى وغرس العقيدة الصحيحة لديه ويأتي بعد ذلك دور القصة النبوية ليخرج بذلك الى القدوة الصالحة والعمل الجاد المثمر ولاننسى ان النفس البشرية لديها الاستعداد والحب الفطري لسماع القصة وهذا مما يجعل الطفل خاصة يتربى تربية جادة ومثمرة بإذن الله تعالى.
3- اعلم ان ادخال البهجة والسرور على اليتيم من اعظم الطاعات والقربات التي يتقرب بها العبد لله سبحانه وتعالى فقد قال عليه الصلاة والسلام «لاتحقرن من المعروف شيئاً ولو ان تلقى اخاك بوجه طليق» فهذا هو منهجه عليه الصلاة والسلام يلاطف الصغير والكبير، بل يمازحهما حتى انه عليه الصلاة والسلام يلاطف ذلك الطفل الصغير ويقول له «يا أبا عمير ما فعل النغير».
4- ورابع هذه الآداب وأهمها لين الكلام وحسنه مع اليتيم ولذلك قال عليه الصلاة والسلام «والكلمة الطيبة صدقة» فكم كلمة طيبة ادخلت السرور على انسان وكم من كلمة ساقطة عملت بصاحبها فعل السهام.
)5( الثناء على الانسان وخاصة بعد انجاز عمل ما، ودفع الحوافز له من أجدى السبل في رفع الروح المعنوية لديه وحثه على الاستمرار والمواصلة للوصول الى معالي الأمور بإذن الله تعالى.
)6( ان التواضع ولين الجانب من الآداب المهمة التي ينبغي على الانسان ان يتحلى بها ولذلك قال تعالى «ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك» فنجد ان ربنا تبارك وتعالى يبين لنا ان النبي صلى الله عليه وسلم كسب بتواضعه ولين جانبه قلوب الناس وخالط بشاشة قلوب جميع طبقات المجتمع فها هو عليه الصلاة والسلام يقول: «من كان هيناً ليناً سهلاً حرّمه الله على النار».
)7( لا بد للانسان من الزلل والخطأ، وهنا يأتي دور عدم التقريع المباشر، فعلى الانسان ان يلجأ الى التوجيه والارشاد بطرق غير مباشرة فلها من التأثير والتغيير في النفس والسلوك ما الله به عليم.
فها هو عليه الصلاة والسلام يرشدنا الى افضل السبل في التوجيه والارشاد، فقد كان عليه الصلاة والسلام اذا رأى خطأ من بعض اصحابه لم يعاقب مباشرة، بل تجده عليه الصلاة والسلام يقول «ما بال أقوام» أو ما بال أحدكم» فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى نخامة في قبلة المسجد فأقبل على الناس فقال: «ما بال أحدكم يقوم مستقبل ربه فيتنخع أمامه؟ أيحب أحدكم أن يستقبل فيتنخع في وجهه؟ فإذا تنخع أحدكم فليتنخع عن يساره تحت قدمه فإن لم يجد فليقل هكذا» ووصف القاسم فتفل في ثوبه ثم مسح بعضه على بعض.
أرأيت أخي القارىء الكريم كيف كان عليه الصلاة والسلام يربي اصحابه، إنه جدير بكل انسان ان يجعل نهج النبي صلى الله عليه وسلم منهجه في جميع مجالات حياته.
هذه بعض الآداب التي ينبغي على المرء ان يراعيها ويدركها لأن في صلاح الفرد صلاح الأسرة وصلاحاً للمجتمع أيضاً، ويجب علينا أولاً واخيراً ان نعلم ان قدوتنا في ذلك كله هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فيجب اتباعه وتطبيق سنته في جميع الأمور صغيرها وكبيرها، فقد قال تعالى: «لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة» وقال عليه الصلاة والسلام : «فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ».
اسأل الله العلي القدير أن ينفع بهذا العمل وأن يبارك فيه وأن يكون خالصاً لوجهه الكريم والحمد لله رب العالمين.

تفاحة البنفسج
30-03-2008, 05:44 AM
تربية اليتيم بين الحنان والحزم
لا يكاد أحدنا يرى طفلاً يتيماً إلا ويرق له قلبه وتنبعث بداخله رغبة صادقة فى مساندته والبذل له، تأثراً بما ألمّ به من مصيبة اليتم وفقد العائل، وقد نتفاعل بما يسمح به الموقف مع اليتيم فى صورة عطاء مادى أو ضمة حانية أو مسحة على رأسه...إلى هذا الحد تسير الأمور بشكلها الطبيعى الذى أراده الله تعالى منّا: طفل يتيم ومسلم كبير يحنو عليه ويحاول أن يجبر ذلك الإنكسار اللازم فى قلبه فى موقف عابر أو متعمد ولكنه غير دائم، أما إذا أسعد الله بيتاً من بيوت المسلمين بنشأة يتيم أو أكثر ليقيم ويتربى فيه فإن المسئولية تصير كبيرة على كافل اليتيم ومربيه.
وذلك لأن المربى القائم بأمر اليتيم- سواء كان من قرابته أو مسؤول دار الأيتام- عليه أن يحقق فى تربيته المعادلة الصعبة والتى تتمثل فى الجمع بين الحنان والحزم، فالطفل اليتيم لا يحتاج إلى توفير الإشباع المادى والعاطفي والإحساس بالأمن فقط، ولكنه يحتاج –فى الوقت نفسه- للتوجيه والتهذيب والتربية الحازمة المنضبطة , التي تجعل منه شخصية سوية يتمكن بها من التوافق الاجتماعي الجيد والعيش بصورة طبيعية وسط أقرانه .
إنّ مصيبة اليُتْم التي ابتلي بها هذا الطفل لا تعد مبرراً للتوسع في تدليله وعدم الحزم معه للحد الذى يفسده، بل يعامل مثل أي طفل بتوازن واعتدال حتى تستقيم نفسه ولا يتولد عنده شعور بأن الإبتلاء باليتم أصبح ميزة تكفل له التدليل والتساهل في التربية ممن يحيطون به أو ممن يقوم على أمره.
فهناك فرق بين الترفق باليتيم والإحسان إليه، وعدم التعامل معه بالقسوة أو الإهانة - وهو الأصل الذى أمرنا الله تعالى به فى معاملة اليتيم- وبين تنشئته على التدليل، والتراخي فى أمره ونهيه، أوعدم زجره عن الأخطاء التي قد يقع فيها أثناء طفولته.
وهناك عدة نقاط فى تربية الطفل اليتيم نحب أن نركز عليها، لكى تتكامل عناصر التربية اللازمة له:
1- الأصل هو الرفق باليتيم :
لأن اليتيم بعد أن فقد أباه، يشعر بالضعف وفقدان عناصر القوة والأمان , كما أنه يفقد المصدر الحقيقي للحنان , ولذا حث الإسلام على إشباع هذا الجانب لدى اليتيم من خلال الأجر المترتب على الإحسان العملى إليه ورتب الأجر العظيم لكل من يسدي المعروف إليه فجعله كالجهاد فى سبيل الله، قال صلى الله عليه وسلم :"الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد فى سبيل الله".
كما جاءت الآيات الشريفات تحذر من القسوة عليه فى قوله تعالى: :" فأما اليتيم فلا تقهر"،إنه درس بليغ في التحذير من قهر اليتيم، فلماذا هذا التحذير والآية الكريمة تخاطب النبي صلى الله عليه وسلم وحاشاه أن يقهر يتيماً، أو يقطب جبينه في وجهه؟ إنه خطاب للأمة بأسرها، يتجلى فيه حفظ الله تعالى لمشاعر اليتيم حيث يحرّج من قهره، ويجعل-فى آيات أخرى- التعامل الغليظ مع اليتيم قرين التكذيب باليوم الآخر، قال تعالى: "أرأيت الذى يكذّب بالدين، فذلك الذى يدعُّ اليتيم".
إذن فهو توجيهٌ لمن يرعاه أن يكون اليد الرقيقة التي تحنو عليه، وتمسح على رأسه لتزيل عنه غبار اليتم، وتضفي عليه هالة من العطف، والحنان، ثم يحذر من قهره والقسوة عليه، ثم يشنّع على من يفعل ذلك، ويجعل قهر اليتيم علامة على الخلل فى إيمانه.
2- التربية الراشدة :
تأديب الطفل اليتيم من صميم الإحسان إليه، ولا تكتمل تربيته إلا بتأديبه وتهذيبه، فلا يكون التساهل فى وضع الضوابط للطفل اليتيم وإلزامه بها أبداً هو المرادف الصحيح للإحسان إليه.
إن من حق اليتيم أن يتلقى حظه من التربية المتوازنة السليمة، لأن اليتيم غالباً يعامل معاملة فيها تساهل وإفساد والواجب معاملته كالابن تماماً في التربية والتقويم
والسنة النبوية المباركة وتطبيقات الصحابة الكرام عليهم رضوان الله تعالى عامرة بالنماذج التي تبرهن على تكامل رؤيتهم لتربية اليتيم بحسن تأديبه وتهذيبه كالولد تماماً، فقد أشار السلف الصالح إلى تأديب اليتيم بالضرب، رغم عنايتهم الفائقة به، فقد سئل ابن سيرين عن ضرب اليتيم، فقال: " اصنع به ما تصنع بولدك، اضربه ما تضرب ولدك" رواه البخاري، وقد قال العلماء: " اليتيم يؤدب ويُضرب ضرباً خفيفاً " .
وفي هذه الآثار دلالة على جواز تأديب اليتيم بالعقاب العادل؛ وقد لوحظ تردد الكثير ممن يقومون بترنية الأيتام فى توجيه العقاب المناسب لهم ردعاً وزجراً عن الخطا،وذلك خشية الوقوع في الإثم، فهم يظنون عدم جواز ذلك، وقد تبين لنا أن العقاب من خلال الآثار السابقة جائز ما دام عادلاً ومنضبطاً. فاليتم الذي ابتلى به هذا الطفل لا يعد مبرراً للتوسع في تدليله وعدم الحزم معه في مواطن الحزم، بل يعامل من هذا الجانب مثل أي طفل حتى تستقيم نفسه ولا يتولد عنده شعور بأن يتمه أصبح ميزة تكفل له التدليل والتساهل في التربية ممن يحيطون به أو ممن يقوم على أمره.
3-التوازن فى كل جوانب التربية:
ومن ذلك إتاحة الفرصة له ليختلط بالأطفال الآخرين إذا كان وحيداً وعدم إبداء القلق عليه وعدم التدخل الدائم في أموره،كل ذلك فى إطار الرقابة والمتابعة الأسرية له، وبهذا تساعده لينضج عقليا واجتماعيا، ولا يشعر أن لديه علة أو سبب يجعله أقل من أقرانه.
وأخيراً..ليعلم جيداً كل من أسعده الله تعالى بكفالة اليتيم وتربيته أن الجزاء من جنس العمل وهذه قاعدة ربانية ليس لها شواذ، فلا يعلم أحدنا متى يحين أجله ومن الذى سيربى أبناؤه؟ فمن اتقى الله وأحسن إلى يتيمٍ تحت ولايته،ثمّ وافاه أجله؛ فإنّ الله تعالى مخلفٌ أبنائه الأيتام من يقوم على أمرهم ويتقي الله فيهم وإن عاش وطال عمره لحقته وذريته بركة عمله،ونال بشارة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: "أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وأشار بسبابته والوسطى ".
(منقول للافادة)

تفاحة البنفسج
30-03-2008, 05:45 AM
كنت اتصفح المنتديات واعجبنى هذا المقال واردت ان اضيفه هنا لتعم الفائدة ويصبح مرجع لكل اخت ناويه تكفل يتيم



أنا وكافل اليتيم



صح عن النبي عليه أفضل صلاة وأتم تسليم :" من ضم يتيما له أو لغيره حتى يغنيه الله عنه وجبت له الجنة ". وفي رواية ." كافل اليتيم له أو لغيره أنا وهو كهاتين في الجنة وأشار بالسبابة والوسطى ". والضمير في له أو لغيره عائد على أنه لا فرق بين أن يكون من ذوي رحمه كولد ولده أو كان لغيره من غير قرابته ..

قال ابن بطال رحمه الله :
حق على من سمع هذا الحديث أن يعمل به ليكون رفيق النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة ولا منزلة له في الآخرة أفضل من ذلك .

وقد قال عليه الصلاة والسلام :" أنا أول من يفتح باب الجنة إلا أنه تأتي امرأة تبادرني فأقول لها مالك ومن أنت ؟؟ فتقول : أنا امرأة قعدت على أيتام لي ". قال الحافظ بن حجر في الفتح رواته لا بأس بهم .

وها هو رجل يأتي الحبيب عليه الصلاة والسلام يشكو قسوة قلبه – مرض العصر إلا من رحم الله – فقال له صلى الله عليه وسلم مجيبا شكاته واصفا دواءه :"أتحب أن يلين الله قلبك , وتدرك حاجتك , ارحم اليتيم وامسح رأسه ,وأطعمه من طعامك , يلين قلبك وتدرك حاجتك ".

فإذا ما عسرت على المرء حاجة وتأبى عليه بلوغها فمرد تيسيرها بعد الدعاء الإحسان إلى الأيتام :" يلين قلبك وتدرك حاجتك " .



ودينناحاء بالرفق والرحمة والإحسان والرأفة . فالحبيب يقول صلوات الله وسلامه عليه :" لا تنزع الرحمة إلا من شقي " وفي رواية " لا يرحم الله من لا يرحم الناس ".

وهل أحد أولى بالرحمة من يتيم قد انكسر قلبه وغلبه حزنه وأسهر ليله ألمه على فقد والده ظهيره ونصيره والقائم على صلاح شأنه صغيره وكبيره فقد أباه أعطف الناس به وأحناهم عليه أين يا ترى بعد وفاته وفراقه يلقى حنواً كعطفه ورحمة كشفقته وحرصاً كتربيته , وملاعبة كأنسه , وحجراً ومخدعاً كجواره ..
إنه اليتيم الذي تراه يوم تراه غلاما صغيرا قد بدت عليه براءة الطفولة تبصره .

فإذا هو مهيض الجناح , كليل الظفر , مخضود الشوكة , مستكين النفس , لين القناة , يتلمس فيمن حوله في كل مناسبة , وعند كل موقف , يداً حانية تحسن إليه , وصدراً رحبا ً يتسع له وفؤاداً رؤوفاً يعطف عليه .

لذا قال حاثا ومرغباً في بذل المعروف صلى الله عليه وسلم :" الساعي على الأرملة والمسكين , كالمجاهد في سبيل الله أو كالذي يصوم النهار ويقوم الليل ".

ويجيء اليتيم لغة :بمعنى الغفلة والإنفراد والإبطاء .
وتسمي العرب اليتيم اللطيم وهو من فقد أباه ، وفي عالم الحيوان من فقد أباه .
وتدعى المرأة يتيمة ما لم تتزوج يؤكد هذا المعنى قوله عليه الصلاة والسلام :" تستأمر اليتيمة في نفسها , فإن سكتت فهو إذنها , وإن أبت فلا جواز عليها ".

أخي المنافس في طاعة الله ..

ألا إن اليتيم في زماننا هذا لا يقتصر على ما سبق ذكره بل لقد تعددت أوجهه وتنوعت صوره :
فيكاد من ماتت أمه أن يكون يتيما إذا رُزق بعمة تسومه سوء العذاب .
وقد يصح أن يكون من أصيب بمرض مزمن مقعد كالشلل ونحوه أو من أبتلي بعاهة بالغة تفوقه أن يدعى يتيما لبعد من هم أقرب الناس عنه ؛ ولعزلته عن مجتمع الناس وقل مثل ذلك في شأن أطفال رضع صغار أحداث الأسنان قد حكم على والدهم بالسجن سنين عددا أنهم ووالدتهم كالأيتام على موائد اللئام ,
ومن اليتيم ما وقع فيه العديد من النساء وأبنائهم بعد أن تزوج والدهم من زوجة أخرى استولت على قلبه وسحرت لبه فأهمل الراعي وتناسى وقصر وفرّط في عش الزوجية الأول .

ومن العجب أن ترى يتم أبناء وهم بين ظهراني والديهم فالأب مشغول بدنياه والأم لا يند عنها مجلس نساء ولا زيارة إفطار ولا حفلة زواج .. قد أسلما فلذات أكبادهم إلى خادمات الله أعلم بأخلاقهن وحالهن حتى صدق فيهم قول الشاعر :



ليس اليتيم من انتهى أبواه من =همّ الحياة وخلفاه ذليلاً
فأصاب بالدنيا الحكيمة منها =وبحسن تربية الزمان بديلاً .
إن اليتيم هو الذي تلقى له =أمّا تخلت أو أبا مشغولاً .

1
2
3 ليس اليتيم من انتهى أبواه من همّ الحيـاة وخلفـاه ذليـلاً
فأصاب بالدنيا الحكيمة منهـا وبحسن تربية الزمان بديلاً .
إن اليتيم هو الذي تلقى لـه أمّا تخلت أو أبا مشغـولاً .


ومن اليتم من قدر لحياتها الزوجية ألا تستمر فطُلقت وبقيت عانسا حتى تطاول بها العمر ولا حول ولا قوة لها إلا بالله العلي العظيم .

أخي في الله . .

ألا إن أعظم اليتم أو أبلغه أسى ولوعة وحرقة وألماً ما يعيشه آلاف بل قل ملايين من أبناء المسلمين ممن شردتهم الحروب وأنهكتهم المجاعات وتسلط عليهم الأعداء لا مأوى لهم إلا العراء .

وليتهم يوم أن فقد الأمهات والآباء نجو من جمعيات الطفولة النصرانية الكنسية والتي أخذت تحملهم إلى هناك حيث ديار الكفر لتُمسخ أخلاقهم وتُسحق وهويتهم
. ناهيك عما قد ينزل بساحتهم من متاجرة بهم وبيعا لهم على عصابات الإجرام وتوظيفهم سخرة في الأعمال البنائية والصناعية الشاقة!!

أعلن الدكتور "زوتونو " مدير مركز البحوث السياسية حول ضحايا الحرب في البوسنة :
أن عصابات تقوم بالمتاجرة بأطفال المسلمين يقال: إن هذه العصابات نقلت مقرها من إيطاليا إلى البوسنة كلها وجدت المتاجرة بأطفال المسلمين في أمريكا وأوروبا مربحة واتهم – فرق الإغاثة - [بالتواطؤ مع أفراد العصابة ].

وقد أعدت جريدة البلاد عام 1413 هـ في شهر ربيع الأول تحقيقا عن أبناء البوسنة جاء فيه:
يظهر فجأة ممثلون للكنيسة الألمانية يقومون باستقبال باصات الأطفال الرضع أبناء المسلمين القادمين من سرايفو ثم يقومون بتوزيعهم على العائلات الألمانية والأمريكية لتربيتهم ورعايتهم .
وفي تقرير مكتب النمسا وشرق أوروبا ذكر أن جهات تنصيرية حاقدة على الإسلام هي التي تتولى الرعاية والإشراف .

وجر مثل ذلك على أطفال كوسوفا والشيشان وغيرها من قبل وأطفال القارة السوداء وغيرها .[ والحق ما شهدت به الأعداء]

وبالأمس القريب ذكرت إحدى الجرائد المحلية أن الكنيسة قد بدأت في إنشاء ملاجيء وإقامة خدمات ولربما نقل إلى بلاد أوروبية للأطفال المشردين والذين فقدوا ذويهم في زلزال تركيا وقد جاءت بقظها وقظيظها لأداء المهمة بنفسها . فأين من هذا الجهود الضالة جهود جمعيات الطفولة والرعاية الاجتماعية ودور التربية وغيرها في عالمنا الإسلامي ؟!
أم أن الأمر لا يعنينا ,بل صغر الدائرة قليلاً ، وقل أين نحن كأسر مسلمة من هؤلاء الأيتام ألسنا أولى بهم من غيرنا . ?!


لقد حظي اليتيم في شرع خالقنا كتابا وسنة أحكاما وتوصيات باهتمام بالغ حتى إن لفظ اليتيم بتصريفاته المختلفة قد ورد في القرآن ثلاثا وعشرين مرة .

ناهيك عما كان عليه هدي المصطفى قولاً وفعلاً صلوات الله وسلامه عليه :
فكم هي أحاديثه في ذلك ترغيبا وترهيبا ، أما واقعه الحياتي فقد كان يتزوج الأرامل ذوات الأيتام من أطفال كما كان منه يوم زواجه من أم سلمة .
ويوم أن بلغه نبأ استشهاد جعفر رضي الله عنه بادر إلى أبنائه وأسرته ودعا الحلاق ولما رأى أمهم تبكي قال لها عليه الصلاة والسلام :" العيلة تخافين عليهم وأنا وليهم في الدنيا والآخرة !!"۔
وقد روى الإمام البخاري رحمه الله قوله عليه الصلاة والسلام :" ما من مؤمن إلا وأنا أولى الناس به في الدنيا والآخرة ". اقرؤوا إن شئتم { النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ }، فأيما مؤمن ترك مالاً فليرثه عصبته من كانوا , وإن ترك دينا أو ضياعاً فليأتني فأنا مولاه "
بمعنى من ترك عيالاً جائعين فالنبي أولى برعايتهم إن لم يكن لهم قرابة .

وقد تنزلت هذه المعاني النبوية السامية على حياة الصحابة رضي الله عنهم :فها هو ابن عمر رضي الله عنهما يروي عنه الحسن :أنه كان إذا تغدى أو تعشى دعا من حوله من اليتامى .
وكانت لأبي برزة الأسلمي رضي الله عنه جفنة من ثريد غدوة وجفنة عشية للأرامل واليتامى والمساكين .
ولما فرغ النبي صلى الله عليه وسلم من عمرة القضاء خرج من مكة فتبعت القوم ابنة حمزة رضي الله عنه تنادى – وكانت صغيرة – يا عم فتناولها علي رضي الله عنه فأخذ بيدها وقال لفاطمة دونك ابنة عمك فاحتملتها فاختصم فيها –أي يقوم بحضانتها – علي وجعفر وزيد فقال علي :أنا أحق بها وهي ابنة عمي . وقال جعفر : ابنة عمي وخالتها تحتي . وقال زيد : ابنة أخي . فقضى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم لخالتها وقال :" الخالة بمنزلة الأم ".
وقال لعلي تطيباً للخواطر :" أنت مني وأنا منك ". وقال لزيد :" أنت أخونا ومولانا "

هكذا كانت سمت المجتمع المسلم في عهد النبوة ،وتلك شمائله!!
يتنازعون على اليتيم أيهم يكفله ..يرعاه ..ينصح له.. يقوم على شأنه .

خرج أسلم مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى السوق فلحقت عمر امرأة شابة فقالت : يا أمير المؤمنين هلك زوجي وترك صبية صغاراً والله ما ينضجون كراعاً [ هو ما دون الركبة إلى الساق ] لا لهم زرع ولا ضرع وخشيت أن يأكلهم الضيع [ السنين المجدبة ] وأنا بنت خفاف بن إيماء الغفاري رضي الله عنه وقد شهد أبي الحديبية مع النبي صلى الله عليه وسلم فوقف معها عمر ولم يمض ، ثم قال : مرحبا بنسب قريب ثم انصرف إلى بعير ظهير كان مربوطاً في الدار فحمل غرارتين فملأهما طعاما وجعل بينها نفقة وثيابا ثم ناولها خطامه ثم قال : اقتاديه فلن يفنى حتى يأتيكم الله بخير . وذلك من بيت مال المسلمين .

أخي بإذل المعروف ...

إن المجتمع الإسلامي أفرادا وأسراً تعليما وإدارات ومؤسسات جمعيات بين خيارين لا ثالث لهما :

إما أن يقوم بواجب المسئولية أمام الأيتام ذكورا وإناثاً تربية واستصلاحا حتى يشبوا أخياراً أبراراً .
وإما أن يهملوا عندها ليتحملوا مرارة انحرافهم وامتداد الأيادي الآثمة إليهم واصطياد قرناء السوء لهم .

ولذلك جاءت الوصاية من الله في كتابه الكريم للمؤمنين كافة . {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ ..}الآية.

ولذلك لا بد من أن يحظوا بجميع وسائل التربية بالقدوة والموعظة والقصة تفريغ العادة وملء الفراغ والتربية بالأحداث وبالعقوبة أحياناً .
ولا تستغرب أخي فقد أصبحت الرواية في الأدب المفرد فيما رواه البخاري عن شميسة العتيكية قالت : ذكر أدب اليتيم عند عائشة رضي الله عنها فقالت : إني لأضرب اليتيم حتى ينبسط .
وفي الرواية الأخرى الصحيحة :أن رجلا سأل ابن سيرين فقال له عندي يتيم فقال له : اصنع به ما تصنع بولدك , اضربه ما تضرب ولدك .
والمراد التربية لا مجرد العقوبة ،وإلا فالأصل في معاملة اليتيم الرفق والتودد ولكن إذا ما احتاج إلى الأدب ولزم الأمر فليعامل معاملة الابن .

ومما يجدر التنبيه عليه هنا هو أن نحث أنفسنا جميعا للتعاون مع دور الرعاية الاجتماعية وغيرها من الدور المعنية لأيتام واللقطاء توجيها وزيادة وتربية حتى تصلح الأحوال وتستقيم الأمور .

وعندما نتأمل نجد أن الله تعالى قسم بين عباده أرزاقهم فكان لليتيم نصيبه من الغنيمة وسهمه . {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ} ، وكان له حق من الفيء {مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ}،
وكان من البر إعطاؤه من صدقة التطوع .{ لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ........}الآية.

وأضخم عقبة تحول بين العبد ونيل رضا ربه من أسباب اقتحامها ما ذكره الكريم في كتابه . {فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ *وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ *فَكُّ رَقَبَةٍ * أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ * يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ * أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ}.

وعند قسمة التركة إذا حضر اليتيم وكان المال وفيرا ويتلطف له في الاعتذار إن كان قليلاً . {وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلاً مَعْرُوفاً}.

بل ويهدينا القرآن إلى أخير النفقات وأجل القربات { يَسْأَلونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ ...}الآية.


ومما حذر منه ونهى عنه وتوعد عليه وجعله من الموبقات المهلكة أكل مال اليتيم { وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ } .... {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً} ..
بل ونهينا عن أن نستبدل ما لهم بمالنا {وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوباً كَبِيراً}

وقد قال الحبيب عليه صلوات الله وسلامه لأبي ذر الغفاري رضي الله عنه :" يا أبا ذر إني أراك ضعيفا وإني أحب لك ما أحب لنفسي , لا تأمرن على اثنين ولا تولين مال اليتيم ".

ولذا كان من تحذيره الشديد في ذلك عليه الصلاة والسلام قوله :" اللهم إني أحرّج حق الضعيفين اليتيم والمرأة ".

والصحيح الراجح بإذن الله أن في مال اليتيم زكاة كسائر الأموال ومن كان والياً على يتيم فليتجر في ماله تنمية له وحتى لا تأكله الصدقة .

ولنتق الله في أن نضع مال اليتيم في بنك ربوي تعود عليه فوائده فإذا ما آنس الولي أو الوصي من اليتيم رشداً وعقلاً وفهماً وإدراكاً دفع إليه ماله { وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُم}.

أخي في الله ...

أين منا تفقد حال اليتيم واليتيمة يوم عيدنا وفرح أبنائنا وبناتنا ؟! أين منا يوم بدء دراسة أبنائنا قضاء للوازمه وتوفيراً لحاجياته ؟ أين منا اليتامى يوم تسلمهم لنتائج النجاح من هدية تعطى أو مكافأة تقدم ؟! أين منا الأيتام يوم برد قارس أو حر شديد من كساء أو غطاء أو من تكييف وتبريد ؟! أين منا اليتامى حال إجازتنا أو حال مرضهم وعوزهم أو حال انحرافهم وطيشهم ؟!

أمن أخي المبارك مستقبل ولدك .. كيف ؟؟
ها هو المولى سبحانه وتعالى يعطينا الضمانة الشرعية {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً}

كان سعيد بن المسيب رحمه الله يقول لابنه :
لأزيدن في صلاتي من أجلك رجاء أن أحفظ فيك ثم تلا هذه الآية . {وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً }

فلنسهم أخي المنافس في طاعة الله ..

في دعم جمعيات الأيتام ودور رعايتهم وفي كفالة الأيتام في بلادهم عن طريق المؤسسات الدعوية الإسلامية . ولنتفقد ذوينا وقرابتنا منهم يتيم أو أشبه باليتيم فنؤويه وندعمه من جيوبنا أو من الصناديق التعاونية للقبيلة ونحوها . وليس بعذر أن يجاورنا أيتام أو يكونوا قريبين من دورنا ولا نتعرف على أحوالهم وندعم حاجتهم ...

الكاتب : الشيخ عبد الله

ام البرنس
30-03-2008, 05:55 AM
من جد موضوع رائع جدا

وبصراحه من زمان افكر فيه

بس ماني عارفه طريقه كيف اكفل يتيم

وكمان خايفه اني اقصر معاه

وجزاك الله كل خير علي التوضيح

تفاحة البنفسج
30-03-2008, 10:21 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمه الله وبركاااااااااااااااااته

الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالكـ يوم الدين خلق كل شيئٍ فأحسنه وبدأ خلق الإنسان من طين

وأصلي وأسلم على المبعوث رحمه للعالمين محمد عليه أفضل الصلاه وأتم التسليم أما بعد ...


تعرفون حق اليتيم على المسلم وماذا يحصل له إذا كفلة وغيرها من الفضائل الكثيرة وقد فتحت

الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام " أنسان " حق رعاية أي شخص يتيم وقد عملت لمن أراد أن يكفل

يتيم توضيح لكيفية الكفاله بالآتي :


1ــ أن يكفل الشخص يتيما واحداً أو أكثر وذلك بأن يدفع مبلغ 2400 ريال سنوياً للجمعية ويحق بعدها للكافل أحوال ذلك اليتيم بالاطلاع على تقرير المتابعة إذا رغب بذلك كما يمكن للكافل زيارة اليتيم في أسرته واستضافته مع مجموعة من الأيتام في برنامج ترفيهي أو اجتماعي بعد التنسيق المسبق مع الجمعية .

2ــ يترك للكافل حرية اختيار اليتيم من ألبوم خاص لهذا البرنامج في الجمعيه.

3ــ رعاية اليتيم تكون داخل أسرته الطبيعية .

4ــ مدة الكفالة سنة واحدة لليتيم مع إمكانية التجديد .

5ــ يمكن أن يتم دفع مبلغ الكفالة بشكل شهري 200شهرياً .

وفروع الجمعية كثيره في الرياض
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

الرابط:
الجمعية الخيرية لرعاية الايتام"إنسان" - كفالة اليتيم (http://www.ensan.org.sa/modules/ensan7/)

وهذ النموذج:
http://www.ensan.org.sa/modules/form...index.php?id=2

جمعية وكفالة اليتيم بشربين:
مصر (http://www.yateam-sherbein.com/)
الاغاثة الاسلامية عبر العالم:
http://www.islamic-relief.com/Arabic...aqforphans.asp
جمعية الهلال الاحمر لدولة الامارات العربية:
جمعية الهلال الأحمر لدولة الإمارات العربية المتحدة (http://www.alshamsi.net/helal/yteem.html)
جمعية دار البر بدولة الامارات:
جمعية دار البر (http://www.daralber.net/)
مؤسسة مكة الخيرية:
هاتف:4932200
رقم الحساب:16200/5 شركة الراجحي المصرفية فرع رقم 126.
وزارة الشؤن الاجتماعية:
تعبئة النموذج:وزارة الشؤون الاجتماعية : وكالة الوزارة للشؤون الاجتماعية (http://www.mosa.gov.sa/portal/serviceformalaytam.php)
جمعية الشارقة الخيرية:
http://www.aldana.ae/shjcharity/
جمعية جسر المحبة فى موريتانيا:
جمعية جسر المحبة في موريتانيا وصناع الحياة في موريتانيا جمعية تنموية اجتماعية خيرية (http://sonaarim.net/aytam-kafala.html)
جمعية مبرة الرحمةللاطفال قطااااااااااااااع غزة:
500 Internal Server Error (http://www.mabarra.org/sub.asp)
جمعيية الرحمة للاعمال الخيررية:
http://www.al-rahma.com/aytam.htm
الندوة العالمية للشباب الاسلامى:
تكفل يتيم وتحفظه القران100او125 شهرى

الرياض: 2050000 - 8001242299 تحويلة 820
جدة:6601878 - 6653300 - 8002443300
القصيم:3825033 ///3262252
الدمام:8265771 - 8003045566
الخبر:8987317 - 8003045566
مؤسسة يوم المستضعفين لرعاية الايتام:
مؤسسة يوم المستضعفين لرعاية الايتام (http://www.almostathafeen.com/news.php)
جمعية حفظ النعمةالخير:
الصفحة الرئيسية:مشروع حفظ النعمة الخيري -* الصفحة الرئيسية (http://www.hifz.org/home.htm)

قطر الخيرية :
الفروع هاتف فاكس
المقر الرئيسي 4667711 - 4667733
فرع الخور 4722427 -
فرع الوكرة 4642875 -
الفرع النسائي 4653888 -
فرع الريان 4809335 -
صندوق البريد الدوحة - قطر 1224
البريد الإلكتروني Info@qcharity.org
عيد الخيرية .......................
الدوحة- قطر.
تليفون: 4878051، 4878061، 4878071
فاكس: 4878081
ص.ب. 22278
هذاااااااااااااااااااااااااااا اا موقع شامل للمشااااريع والصدقات
اذكر الله (http://ozkorallah.net/default.asp)
اذكر الله (http://ozkorallah.net/fl_list.asp?la...2&parent_id=72)


وبكذا انتهيت ولله الحمد اللهم صلى واسلم على سيدنا ونبينا محمد وعلى أله وصحبه اجمعين

تفاحة البنفسج
11-04-2008, 01:55 AM
سبحاااااااااااان الله وبحمده سبحان الله العظيم

تفاحة البنفسج
03-05-2008, 01:33 PM
فوووووووووووووووووووق

احساس حواء
04-05-2008, 12:34 AM
عزيزتي الغالية تفاحة اشكرك على موضوعك الرائع
جعله الله في ميزان حسناتك
ولي عودة لاكتب تجربتي
تقبلي تحياتي

تفاحة البنفسج
23-07-2008, 07:38 AM
فتوى حكم اخذ الحبوب التى تزيد الحليب لارضاع الطفل



الفتوووووووووووووووووووووى

حليب المرأة غير المتزوجة هل ينشر المحرمية ؟ وكيف تربي لقيطاً ؟ وما معنى "العرق دسّاس" ؟
السؤال : أفكر أنا وزوجي بكفالة طفل يتيم ، خاصة أنه لم يرزقنا الله بالذرية ، ولديّ في هذا الموضوع سؤالان : الأول : ما حكم أخذ حبوب لدر الحليب ؛ وذلك لإرضاع الطفل ، وحتى يصبح ابننا بالرضاعة ؟ ( مع العلم أنني سمعت بوجود هذا النوع من الحبوب ، وسأحاول التأكد من وجوده ، ولكن يهمني الحكم الشرعي أولاً ) ، وهل يصبح الطفل ابننا بالرضاعة ؟ ، مع العلم أن الحليب لم يكن نتاج حمل . الثاني : ما معنى قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( العرق دساس ) ؟ . وأريد استشارة فضيلتكم في هذا الموضوع في أخذنا لطفل يتيم لتربيته وخاصة أن معظم اليتامى في دور الأطفال في السعودية هم لقطاء ، وأنا أعرف ومقتنعة أن الطفل لا ذنب له ، ولكني أفكر في مستقبل الطفل وكيف يكون شعوره عندما نخبره بأنه كان طفلاً لقيطاً ، وكيف يكون تعامل الناس معه والزواج ومثل هذه الأمور ، أعرف أنه وهو طفل لن يكون هناك مشاكل بإذن الله لأننا سنحسن معاملته بما يرضي الله ، ولكن أفكر في مستقبله ؟

الجواب:
الحمد لله
أولاً :
نسأل الله تعالى أن يرزقكِ وزوجك الذرية الصالحة ، وأن يجزيكما خير الجزاء على وقوفكما عند أحكام الشرع ، وعلى اهتمامكما بالأيتام ، وحب رعايتهم والعناية بهم ، ونحن ندعو من يقرأ جوابنا هذا أن يخصكما بدعوة في ظهر الغيب ، لعلَّ الله أن ينفعكما بها في الدنيا والآخرة .
ثانياً :
بخصوص تناول الحبوب التي تدر الحليب : فبالإضافة إلى تأكدكما من وجودها : نرجو التأكد من عدم ظهور أثرها في الحليب ، حتى لا يكون له تأثير سيئ على من يتناوله من أولئك الأيتام .

وأما من حيث الحكم الشرعي : فقد اختلف العلماء في حكم الحليب الذي يدر من امرأة غير متزوجة ، أو من غير جماع وحمل ، فذهب بعض العلماء إلى أنه لا ينشر المحرمية ، وقال آخرون إن العبرة بوجوده ، لا بوجوده من زوج ، فقالوا بأنه ينشر المحرمية ، وهذا هو الراجح ، وهو قول الجمهور ، ويكاد يتفق عليه الأئمة الأربعة .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - : " ولو قدر أن هذا اللبن ثاب لامرأة لم تتزوج قط : فهذا ينشر الحرمة في مذهب أبى حنيفة ، ومالك ، والشافعي ، وهي رواية عن أحمد ، وظاهر مذهبه : أنه لا ينشر الحرمة " انتهى .
"مجموع الفتاوى" (34 /51) .
وقال ابن قدامة – رحمه الله - :
" وإن ثاب لامرأة لبن من غير وطء ، فأرضعت به طفلاً : نشر الحرمة في أظهر الروايتين ، وهو قول ابن حامد ، ومذهب مالك ، والثوري ، والشافعي ، وأبي ثور ، وأصحاب الرأي ، وكل من يحفظ عنه ابنُ المنذر ؛ لقول الله تعالى : ( وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم ) ؛ ولأنه لبن امرأة فتعلق به التحريم ، كما لو ثاب بوطء ؛ ولأن ألبان النساء خلقت لغذاء الأطفال ، فإن كان هذا نادراً : فجنسه معتاد .
والرواية الثانية : لا تنشر الحرمة ؛ لأنه نادر ، لم تجر العادة به لتغذية الأطفال فأشبه لبن الرجال .
والأول : أصح " انتهى .
"المغني" (9 /207) .
وقال الماوردي الشافعي – رحمه الله - : " لبن النساء مخلوق للاغتذاء ، وليس جماع الرجل شرطاً فيه ، وإن كان سبباً لنزوله في الأغلب ، فصار كالبكر إذا نزل لها لبن فأرضعت به طفلاً : انتشرت به حرمة الرضاع ، وإن كان من غير جماع " انتهى .
"الحاوي في فقه الشافعي" (11/413) .

وينبغي التنبيه على أمرين مهمين في هذا الباب :
الأول : أن يكون الطفل الرضيع دون السنتين ، فإن كان عمره أكثر من ذلك : لم ينشر لبن المرأة التحريم .
الثاني : أن يرتضع خمس رضعات مشبعات ، فإن ارتضع أقل من ذلك : لم يصر ولداً في الرضاع لمن أرضعته .
عن عائشة أنها قالت : ( كان فيما أُنزل من القرآن عشر رضعات معلومات يحرِّمن ، ثم نُسخن بخمس معلومات ، فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهنَّ فيما يُقرأ من القرآن ) رواه مسلم ( 1452 ) .
وانظر أدلة هذين الأمرين ، وبعض تفاصيل مهمة في جوابي السؤالين : (804) و (40226) .
ثالثاً : أما لفظ " العرق دسَّاس " : فقد جاء في روايات ، لكنها بين ضعيف جدّاً ، وموضوع ، ومنها :

تضع ولدك ؛ فإن العِرق دسَّاس ) .
وهو حديث ضعيف جدّاً ، انظر "السلسلة الضعيفة" للألباني ( 2023 ) .

وهو حديث موضوع ، انظر "السلسلة الضعيفة" ( 3401 ) .
وأما معنى الحديث : فباطل كذلك ، وهو أنه إن كان ثمة خبث وسوء في أصول الزوجة فإنه قد يسري ذلك في الفروع ! ، وهذا ليس على إطلاقه ، والحديث ليس صحيحاً أصلاً .
رابعاً :
تربية الأيتام والقيام على العناية بهم من أجلّ الأعمال ، ونحن نعلم حاجة الطفل اللقيط ليكون جزءاً من المجتمع بعد أن يكبر ، ولا يتأثر سلباً بسبب حاله ، لكن هذا لا يجيز أن يُنسب لشخص بعينه ، ويدخل في أسرة حاملاً اسمها ؛ لأن في هذا اختلاطاً في الأنساب ، وتحريم ما أحل الله ، وإباحة ما حرَّم الله ، ويمكن أن تعطيه الدولة اسماً عامّاً لا يرجع لشخص بعينه ، ويتربى عندكم على أنه ابنكم في الرضاعة ، ويمكن التورية عليه بأن أهله حصل لهم " حادث " – مثلاً – وبقي وحيداً ، أو ما يشبه ذلك من الأسباب والتي تختلف من بلد لآخر ، ومن بيئة لأخرى .
وتجدون تفصيل هذه المسألة في أجوبة الأسئلة : (100147) و (10010) و (4696) و (5201) و (95216) .
والله أعلم
المشرف العام على الموقع ...محمد صالح المنجد ...الله يجزاه الفردوس الاعلى اللهم اميييييييييين

اللى حابة تشوف رابط الموضوع ترسل لى برسالة لان الموقع ماادرى ليش مايطلع

تفاحة البنفسج
23-07-2008, 07:40 AM
مشكووووووووورة احاسيس حواء الله يجزاكى كل خير.

تفاحة البنفسج
01-08-2008, 01:05 PM
فووووووووووق