البنـ الحلوة ـت
19-08-2004, 12:06 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ
والصلاة والسلام علي حبيبي محمد صلي الله علية وسلم
إنذار
تروعنا الجنائز مقبلات ونلهو حين تذهب مدبرات
كروعة ثلة لمغار ذئب فلما غاب عادت راتعات
عشت مرحلتي الدراسية الأولى مع والدي...
في بيئة صالحة اسمع دعاء أمي وأنا عائد من سهري أخر الليل
اسمع صوت أبى في صلاته الطويلة ... طالما كنت اقف متعجبا من طولها ... خاصة عندما يحلو النوم أيام الشتاء البارد
أتتعجب في نفسي و أقول... ما أصبره ... كل يوم هكذا ... شيء عجيب.
لم اكن اعرف أن هذه هي راحة المؤمن وان هذه هي صلاة الأخيار ... يهبؤن من فرشهم لمناجاة الله ...
بعد المرحلة التي قطعتها في دراستي العسكرية ... ها قد كبرت وكبر معي بعدي عن الله...
علي الرغم من النصائح التي اسمعها وتطرق مسامعي بين الحين والأخر...
عينت بعد تخرجي في مدنية غير مدينتي وتبعد عنها مسافة بعيدة ... ولكن معرفتي الأولى بزملائي في العمل خففت ألم الغربة علي نفسي ...
انقطع عن مسامعي صوت القرآن ... انقطع صوت أمي التي توقظني للصلاة وتحثني عليها ... أصبحت أعيش وحيدا... بعيدا عن الجو الأسرى الذي عشته من قبل ...
تم توجيهي للعمل في مراقبة الطرق السريعة ... وأطراف المدنية للمحافظة علي الأمن ومراقبة الطرق ومساعدة المحتاجين كان عملي متجددا وعشت مرتاحا ... أؤدي عملي بجد واخلاص ... ولكني عشت مرحلة متلاطمة الأمواج...
تتقاذفني الحيرة في كل اتجاه لكثرة فراغي... وقلة معارفي وبدأت اشعر بالملل لم أجد من يعينني علي ديني ... بل العكس هو الصحيح ...
من المشاهد المتكررة في حياتي العملية الحوادث والمصابين ...
ولكن كان يوما مميزا ...
في أثناء عملنا توقفت أنا وزميلي علي جانب الطريق ... نتجاذب أطراف الحديث.
فجأة سمعنا صوت ارتطام قوي...
أدرنا أبصارنا ... فإذا بها سيارة مرتطمة بسيارة أخرى كانت قادمة من الاتجاه المقابل ... هبينا مسرعين لمكان الحادث لإنقاذ المصابين ...
حادث لا يكاد يوصف... شخصان في السيارة في حالة خطيرة ... أخرجناهما من السيارة ... ووضعناهما ممدين ...
أسرعنا لإخراج صاحب السيارة الثانية ... الذي وجدناه فارق الحياة ... عدنا للشخصين فإذا هما في حال الاحتضار...
هب زميلي يلقنهما الشهادة ...
قولوا لا اله إلا الله ... لا اله إلا الله
لكن السنتهما ارتفعت بالغناء ... أرهبني الموقف ... وكان زميلي علي عكسي يعرف أحوال الموت ... اخذ يعيد عليهما الشهادة
وقفت منصتا ... لم أحرك ساكنا شاخص العينين انظر ... لم أر في حياتي موقفا كهذا... بل قل لم أر الموت من قبل وبهذه الصورة ... اخذ زميلي يردد عليهما كلمة الشهادة... وهما مستمران في الغناء ...
لا فائدة...
بدأ صوت الغناء يخفت... شيئا فشيئا ... سكت الأول وتبعه الثاني ... لا حراك ...
فارقا الدنيا...
حملناهما إلي السيارة ... وزميلي مطرق لا ينبس شفه... سرنا مسافة قطعها الصمت المطبق ...
قطع هذا الصمت صوت زميلي فذكر لي حال الموت وسوء الخاتمة ... وان الإنسان يختم له إما بخير أو شر ... وهذا الختام دلالة لما كان يعمل الإنسان في الدنيا غالبا... وذكر لي القصص الكثيرة التي رويت في الكتب الإسلامية ... وكيف للمرء علي ما كان عليه بحسب ظاهره وباطنه ...
قطعنا الطريق إلى المستشفي في الحديث عن الموت والأموات ...وتكتمل الصورة عندما أتذكر أننا نحمل أمواتا بجوارنا...
خفت من الموت واتعظت من الحادثة... وصليت ذلك اليوم صلاة خاشعة ...
ولكن نسيت هذا الموقف بالتدريج ...
بدأت أعود إلي ما كنت عليه... وكأني لم أشاهد الرجلين وما كان منهما... ولكن للحقيقة أصبحت لا احب الأغاني ... ولا أتلهف عليها كسابق عهدي ... ولعل ذلك مرتبط بسماعي لغناء الرجلين حال احتضارهما...
من عجائب الأيام...
بعد مدة تزيد علي ستة اشهر ... حصل حادث عجيب... شخص يسير بسيارته سيرا عاديا ... وتعطلت سيارته ... في أحد الأنفاق المؤدية إلي المدنية...
ترجل من سيارته ... لإصلاح العطل في أحد العجلات ... عندما وقف خلف سيارته لكي ينزل العجلة السليمة ...
جاءت سيارة مسرعة ... وارتطمت به من الخلف ... سقط مصابا إصابات بالغة ...
حضرت أنا وزميل أخر غير الأول... وحملناه في السيارة... وقمنا بالاتصال بالمستشفي لاستقباله ...
شاب في مقتبل العمر... متدين يبدو ذلك من مظهره ...
عندما حملناه سمعناه يهمهم ... ولعجلتنا في سرعة حمله لم نميز ما يقول ...
ولكن عندما وضعناه في السيارة وسرنا ...
سمعنا صوتا مميزا...
انه يقرأ القرآن ... وبصوت ندي ... سبحان الله لا تقول هذا مصاب ...
الدم قد غطي ثيابه... وتكسرت عظامه ... بل هو علي ما يبدو علي مشارف الموت ...
استمر يقرأ بصوت جميل ... يرتل القرآن ...
لم اسمع في حياتي مثل تلك القراءة ... كنت احدث نفسي أقول سألقنه الشهادة مثل ما فعل زميلي الأول... خاصة وان لي سابق خبرة كما ادعي...
أنصت أنا وزميلي لسماع ذلك الصوت الرخيم ...
أحسست أن رعشة سرت في جسدي ... وبين أضلعي ...
فجأة ... سكت ذلك الصوت ... التفت إلي الخلف... فإذا رافع إصبع السبابة يتشهد...
ثم انحني رأسه...
قفزت إلي الخلف...
لمست يده...
قلبه...
أنفاسه...
لا شيء...
فارق الحياة ...
نظرت إليه طويلا... سقطت دمعة من عيني... أخفيتها عن زميلي ... التفت إليه أخبرته... أن الرجل قد مات ... انطلق زميلي في البكاء ... أما أنا فقد شهقت شهقة أصبحت دموعي لا تقف ... اصبح منظرنا داخل السيارة مؤثرا...
وصلنا المستشفي...
اخبرنا كل من قابلنا عن قصة الرجل ... الكثير تأثروا من حادثة موته وذرفت دموعهم ... أحدهم بعدما سمع قصة الرجل ذهب وقبل جبينه...
الجميع أصروا عن عدم الذهاب حتى يعرفوا متي يصلي عليه ليتمكنوا من الصلاة عليه ...
أتصل أحد الموظفين في المستشفي بمنزل المتوفى... كان المتحدث أخوه ... قال عنه... انه يذهب كل اثنين لزيارة جدته الوحيدة في القرية ... كان يتفقد الأرامل والأيتام ... والمساكين ... كانت تلك القرية تعرفه فهو يحضر لهم الكتب والأشرطة الدينية... وكان يذهب وسيارته مملوءة بالأرز والسكر لتوزيعها علي المحتاجين ... وحتى الحلوى الأطفال لا ينساها ليفرحهم بها ... وكان يرد علي من يثنيه عن السفر ويذكر له طول الطريق... أنني استفيد من طول الطريق بحفظ القرآن ومراجعته... وسماع الأشرطة والمحاضرات الدينية ... وأنني احتسب إلي الله كل خطوة اخطوها ...
من الغد... غص المسجد بالمصلين ... صليت عليه مع جموع المسلمين الكثيرة... وبعد أن انتهينا من الصلاة حملناه إلي المقبرة... أدخلناه في تلك الحفرة الضيقة ...
وجهوا وجهه للقبلة...
بسم الله وعلي ملة رسول الله ...
بدأنا نهيل عليه التراب ...
اسألوا لأخيكم التثبيت فانه يسأل ...
استقبل أول أيام الآخرة ... وكأنني استقبلت أول أيام الدنيا ... تبت مما عملت عسي الله أن يعفو عما سلف وان يثبتني علي طاعته ... وان يختم لي بخير... وان يجعل قبري وقبر كل مسلم روضة من رياض الجنة ...
ولناااا لقاااا ء اذا شاء القادر المولى .....
بقصة اخرى .........
منقول من الايمل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ
والصلاة والسلام علي حبيبي محمد صلي الله علية وسلم
إنذار
تروعنا الجنائز مقبلات ونلهو حين تذهب مدبرات
كروعة ثلة لمغار ذئب فلما غاب عادت راتعات
عشت مرحلتي الدراسية الأولى مع والدي...
في بيئة صالحة اسمع دعاء أمي وأنا عائد من سهري أخر الليل
اسمع صوت أبى في صلاته الطويلة ... طالما كنت اقف متعجبا من طولها ... خاصة عندما يحلو النوم أيام الشتاء البارد
أتتعجب في نفسي و أقول... ما أصبره ... كل يوم هكذا ... شيء عجيب.
لم اكن اعرف أن هذه هي راحة المؤمن وان هذه هي صلاة الأخيار ... يهبؤن من فرشهم لمناجاة الله ...
بعد المرحلة التي قطعتها في دراستي العسكرية ... ها قد كبرت وكبر معي بعدي عن الله...
علي الرغم من النصائح التي اسمعها وتطرق مسامعي بين الحين والأخر...
عينت بعد تخرجي في مدنية غير مدينتي وتبعد عنها مسافة بعيدة ... ولكن معرفتي الأولى بزملائي في العمل خففت ألم الغربة علي نفسي ...
انقطع عن مسامعي صوت القرآن ... انقطع صوت أمي التي توقظني للصلاة وتحثني عليها ... أصبحت أعيش وحيدا... بعيدا عن الجو الأسرى الذي عشته من قبل ...
تم توجيهي للعمل في مراقبة الطرق السريعة ... وأطراف المدنية للمحافظة علي الأمن ومراقبة الطرق ومساعدة المحتاجين كان عملي متجددا وعشت مرتاحا ... أؤدي عملي بجد واخلاص ... ولكني عشت مرحلة متلاطمة الأمواج...
تتقاذفني الحيرة في كل اتجاه لكثرة فراغي... وقلة معارفي وبدأت اشعر بالملل لم أجد من يعينني علي ديني ... بل العكس هو الصحيح ...
من المشاهد المتكررة في حياتي العملية الحوادث والمصابين ...
ولكن كان يوما مميزا ...
في أثناء عملنا توقفت أنا وزميلي علي جانب الطريق ... نتجاذب أطراف الحديث.
فجأة سمعنا صوت ارتطام قوي...
أدرنا أبصارنا ... فإذا بها سيارة مرتطمة بسيارة أخرى كانت قادمة من الاتجاه المقابل ... هبينا مسرعين لمكان الحادث لإنقاذ المصابين ...
حادث لا يكاد يوصف... شخصان في السيارة في حالة خطيرة ... أخرجناهما من السيارة ... ووضعناهما ممدين ...
أسرعنا لإخراج صاحب السيارة الثانية ... الذي وجدناه فارق الحياة ... عدنا للشخصين فإذا هما في حال الاحتضار...
هب زميلي يلقنهما الشهادة ...
قولوا لا اله إلا الله ... لا اله إلا الله
لكن السنتهما ارتفعت بالغناء ... أرهبني الموقف ... وكان زميلي علي عكسي يعرف أحوال الموت ... اخذ يعيد عليهما الشهادة
وقفت منصتا ... لم أحرك ساكنا شاخص العينين انظر ... لم أر في حياتي موقفا كهذا... بل قل لم أر الموت من قبل وبهذه الصورة ... اخذ زميلي يردد عليهما كلمة الشهادة... وهما مستمران في الغناء ...
لا فائدة...
بدأ صوت الغناء يخفت... شيئا فشيئا ... سكت الأول وتبعه الثاني ... لا حراك ...
فارقا الدنيا...
حملناهما إلي السيارة ... وزميلي مطرق لا ينبس شفه... سرنا مسافة قطعها الصمت المطبق ...
قطع هذا الصمت صوت زميلي فذكر لي حال الموت وسوء الخاتمة ... وان الإنسان يختم له إما بخير أو شر ... وهذا الختام دلالة لما كان يعمل الإنسان في الدنيا غالبا... وذكر لي القصص الكثيرة التي رويت في الكتب الإسلامية ... وكيف للمرء علي ما كان عليه بحسب ظاهره وباطنه ...
قطعنا الطريق إلى المستشفي في الحديث عن الموت والأموات ...وتكتمل الصورة عندما أتذكر أننا نحمل أمواتا بجوارنا...
خفت من الموت واتعظت من الحادثة... وصليت ذلك اليوم صلاة خاشعة ...
ولكن نسيت هذا الموقف بالتدريج ...
بدأت أعود إلي ما كنت عليه... وكأني لم أشاهد الرجلين وما كان منهما... ولكن للحقيقة أصبحت لا احب الأغاني ... ولا أتلهف عليها كسابق عهدي ... ولعل ذلك مرتبط بسماعي لغناء الرجلين حال احتضارهما...
من عجائب الأيام...
بعد مدة تزيد علي ستة اشهر ... حصل حادث عجيب... شخص يسير بسيارته سيرا عاديا ... وتعطلت سيارته ... في أحد الأنفاق المؤدية إلي المدنية...
ترجل من سيارته ... لإصلاح العطل في أحد العجلات ... عندما وقف خلف سيارته لكي ينزل العجلة السليمة ...
جاءت سيارة مسرعة ... وارتطمت به من الخلف ... سقط مصابا إصابات بالغة ...
حضرت أنا وزميل أخر غير الأول... وحملناه في السيارة... وقمنا بالاتصال بالمستشفي لاستقباله ...
شاب في مقتبل العمر... متدين يبدو ذلك من مظهره ...
عندما حملناه سمعناه يهمهم ... ولعجلتنا في سرعة حمله لم نميز ما يقول ...
ولكن عندما وضعناه في السيارة وسرنا ...
سمعنا صوتا مميزا...
انه يقرأ القرآن ... وبصوت ندي ... سبحان الله لا تقول هذا مصاب ...
الدم قد غطي ثيابه... وتكسرت عظامه ... بل هو علي ما يبدو علي مشارف الموت ...
استمر يقرأ بصوت جميل ... يرتل القرآن ...
لم اسمع في حياتي مثل تلك القراءة ... كنت احدث نفسي أقول سألقنه الشهادة مثل ما فعل زميلي الأول... خاصة وان لي سابق خبرة كما ادعي...
أنصت أنا وزميلي لسماع ذلك الصوت الرخيم ...
أحسست أن رعشة سرت في جسدي ... وبين أضلعي ...
فجأة ... سكت ذلك الصوت ... التفت إلي الخلف... فإذا رافع إصبع السبابة يتشهد...
ثم انحني رأسه...
قفزت إلي الخلف...
لمست يده...
قلبه...
أنفاسه...
لا شيء...
فارق الحياة ...
نظرت إليه طويلا... سقطت دمعة من عيني... أخفيتها عن زميلي ... التفت إليه أخبرته... أن الرجل قد مات ... انطلق زميلي في البكاء ... أما أنا فقد شهقت شهقة أصبحت دموعي لا تقف ... اصبح منظرنا داخل السيارة مؤثرا...
وصلنا المستشفي...
اخبرنا كل من قابلنا عن قصة الرجل ... الكثير تأثروا من حادثة موته وذرفت دموعهم ... أحدهم بعدما سمع قصة الرجل ذهب وقبل جبينه...
الجميع أصروا عن عدم الذهاب حتى يعرفوا متي يصلي عليه ليتمكنوا من الصلاة عليه ...
أتصل أحد الموظفين في المستشفي بمنزل المتوفى... كان المتحدث أخوه ... قال عنه... انه يذهب كل اثنين لزيارة جدته الوحيدة في القرية ... كان يتفقد الأرامل والأيتام ... والمساكين ... كانت تلك القرية تعرفه فهو يحضر لهم الكتب والأشرطة الدينية... وكان يذهب وسيارته مملوءة بالأرز والسكر لتوزيعها علي المحتاجين ... وحتى الحلوى الأطفال لا ينساها ليفرحهم بها ... وكان يرد علي من يثنيه عن السفر ويذكر له طول الطريق... أنني استفيد من طول الطريق بحفظ القرآن ومراجعته... وسماع الأشرطة والمحاضرات الدينية ... وأنني احتسب إلي الله كل خطوة اخطوها ...
من الغد... غص المسجد بالمصلين ... صليت عليه مع جموع المسلمين الكثيرة... وبعد أن انتهينا من الصلاة حملناه إلي المقبرة... أدخلناه في تلك الحفرة الضيقة ...
وجهوا وجهه للقبلة...
بسم الله وعلي ملة رسول الله ...
بدأنا نهيل عليه التراب ...
اسألوا لأخيكم التثبيت فانه يسأل ...
استقبل أول أيام الآخرة ... وكأنني استقبلت أول أيام الدنيا ... تبت مما عملت عسي الله أن يعفو عما سلف وان يثبتني علي طاعته ... وان يختم لي بخير... وان يجعل قبري وقبر كل مسلم روضة من رياض الجنة ...
ولناااا لقاااا ء اذا شاء القادر المولى .....
بقصة اخرى .........
منقول من الايمل