المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ::دراسةموجزة فى القراءات القرآنية::



ommariam
22-08-2004, 07:02 PM
هذه الدراسة من هذاالموقع قبل تعطله :

http://www.quraat.com/

وهي دراسة موجزة قيمة عظيمة النفع
]/\~/\~/\~/\~/\~/\~/\~/\~/\~/\~/\~/\~/\~/\~/\
فهرس الموضوعات
المقدمة

*الأحرف السبعة :

إثبات نزول القرآن على سبعة أحرف
معنى حديث الأحرف السبعة
الحكمة والفوائد من نزول القرآن على سبعة أحرف

*القراءات القرآنية :

تعريف علم القراءات، تعريف القراءة، الرواية، الطريق
شروط القراءة الصحيحة
القراءات المتواترة
القراءات الشاذة

*العلاقة بين الأحرف السبعة والقراءات :

فوائد اختلاف القراءات
شبهات حول القراءات

/\~/\~/\~/\~/\~/\~/\~/\~/\~/\~/\~/\~/\~/\~/\

المقدمة

هو علم يهتم بما نزل على رسول الله e من القرآن، بالاختلاف الذي نزل عليه, وما وصل إلينا من القراءات الصحيحة المتواترة التي قرأها الرسول e على جبريل، من العرضتين الأخيرتين في آخر رمضان من حياته e, وهو علم ممتع سلس يشعر قارئه بأنه أحيا كتاب الله، وأن الله اختاره ليحفظ به كتابه.

====================

الأحرف السبعة

إثبات نزول القرآن على سبعة أحرف

لقد ورد حديث (نزل القرآن على سبعة أحرف) من رواية جمع من الصحابة، وهم: أُبي بن كعب وأنس بن مالك وحذيفة بن اليمان وزيد بن أرقم وسمرة بن جندب وسليمان بن صرد وابن عباس وابن مسعود وعبد الرحمن بن عوف وعثمان بن عفان وعمر بن الخطاب وعمرو بن أبي سلمة وعمرو بن العاص ومعاذ بن جبل وهشام بن حكيم وأبو بكرة وأبو جهم وأبو سعيد الخدري وأبو طلحة الأنصاري وأبو هريرة وأبو أيوب y فهؤلاء واحد وعشرون صحابيا، وقد نص أبو عبيد على تواتره.

وأخرج أبو يعلى في مسنده أن عثمان t قال على المنبر: أذكر الله رجلا سمع النبي r قال: (إن القرآن أنزل على سبعة أحرف كلها شاف كاف) لما قام. فقاموا حتى لم يحصوا فشهدوا بذلك، فقال: وأنا أشهد معهم [1].

ومن الأحاديث التي وردت في الأحرف السبعة:

- عن عمر بن الخطاب t قال: سمعت هشام بن حكيم t يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرؤها عليه، وكان رسول اللهr أقرأنيها ، فكدت أن أعجل عليه، ثم أمهلته حتى انصرف، ثم لببته بردائه فجئت به رسول الله r فقلت يا رسول الله : إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرأتنيها، فقال له رسول الله r : اقرأ فقرأ القراءة التي سمعته يقرأ، فقال رسول الله r: (هكذا أنزلت) ثم قال لي: اقرأ، فقرأت فقال r: (هكذا أنزلت إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرأوا ما تيسر منه)[2].

- وعن أبي هريرة t قال : قال رسول الله r : ( إن هذا القرآن أُنزل على سبعة أحرف ، فاقرؤوا ولا حرج ، ولكن لا تختموا ذكر رحمة بعذاب ولا ذكر عذاب برحمة)[3].

- عن ابن عباس t عن النبي r قال : ( أقرأني جبريل على حرف فراجعته فلم أزل أستزيده حتى انتهى إلى سبعة أحرف )[4].

- عن أبي بن كعب t قال : كنت في المسجد ، فدخل رجل يصلي ، فقرأ قراءة أنكرتها عليه، ثم دخل آخر فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه ، فلما قضيا الصلاة دخلنا جميعاً على رسول الله r ، فقلت إن هذا قرأ قراءة أنكرتها عليه ، ودخل آخر فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه ، فأمرهما رسول الله r فقرءا ، فحسّن النبي r شأنهما ، فسُقِط في نفسي من التكذيب ولا إذ كنت في الجاهلية ، فلما رأى رسول الله r ما قد غشيني ضرب في صدري ففِضت عرقاً ، وكأنما أنظر إلى الله عز وجل فرقاً ، فقال يا أبي : (أرسل إلي أن اقرأ القرآن على حرف ، فرددت إليه أن هون على أمتي ، فرد إلي الثانية أن اقرأه على حرفين ، فرددت إليه أن هون على أمتي ، فرددت إليه أن هون على أمتي ، فرد إلي الثالثة أن اقرأه على سبعة أحرف ، ولك بكل ردة رددتكها مسأله تسألنيها، فقلت: اللهم اغفر لأمتي ، اللهم اغفر لأمتي ، وأخرت الثالثة، ليوم يرغب إلي الخلائق حتى إبراهيم)[5].

- عن أبي بن كعب t (أن النبي r كان عند أضاة بني غفار قال فأتاه جبريل u فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرف . فقال: أسأل الله معافاته ومغفرته ، وإن أمتي لا تطيق ذلك . ثم أتاه الثانية فقال : إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرفين . فقال : أسأل الله معافاته ومغفرته وإن أمتي لا تطيق ذلك . ثم جاءه الثالثة فقال إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على ثلاثة أحرف . فقال : أسأل الله معافاته ومغفرته ، وإن أمتي لا تطيق ذلك . ثم جاءه الرابعة فقال : إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على سبعة أحرف فأيما حرف قرأوا عليه فقد أصابوا)[6].

- وعن عمرو بن العاص t أن رجلا قرأ آية من القرآن فقال له عمرو بن العاص: إنما هي كذا وكذا لغير ما قرأ الرجل، فقال الرجل : هكذا أقرأنيها رسول الله r. فخرجا إلى رسول الله حتى أتياه فذكرا ذلك له، فقال رسول الله r : ( إن هذا القرآن نزل على سبعة أحرف بأي ذلك قرأتم أصبتم فلا تماروا في القرآن فإن المراء فيه كفر)[7].

- وعن حذيفة بن اليمان t عن النبي r قال: (لقيت جبريل u ثم أحجار المراء فقال يا جبريل إني أرسلت إلى أمة أمية الرجل والمرأة والغلام [والشيخ] الفاني الذي لا يقرأ كتابا قط قال إن القرآن نزل على سبعة أحرف)[8].

- وعن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه قال : قال رسول الله r: ( أتاني جبريل وميكائيل فقعد جبريل عن يميني وميكائيل عن يساري فقال جبريل بسم الله - في حديث الحسن وفي حديث حماد- يا محمد اقرأ القرآن على حرف . فنظرت إلى ميكائيل فقال : استزده. فقلت: زدني. فقال: بسم الله، اقرأه على حرفين. فنظرت إلى ميكائيل فقال : استزده. فقلت: زدني. فقال: بسم الله، اقرأه على ثلاثة أحرف، فنظرت إلى ميكائيل فقال استزده فقلت زدني قال بسم الله اقرأه على خمسة أحرف فنظرت إلى ميكائيل فقال استزده فقلت زدني قال بسم الله اقرأه على ستة أحرف فنظرت إلى ميكائيل فقال استزده قلت زدني قال بسم الله اقرأه على سبعة أحرف )[9].

وفي حديث الحسن بن دينار: ( فنظرت إلى ميكائيل فسكت فعلمت أنه قد انتهى العدة فقال جبريل اقرأه على سبعة أحرف كلهن شاف كاف لا يضرك كيف قرأت ما لم تختم رحمة بعذاب أو عذابا برحمة ) في حديث الحسن وفي حديث حماد : (ما لم تختم آية رحمة بعذاب أو آية عذاب بمغفرة ).

- وعن النَّزال بن سبرة قال سمعت عبد الله بن مسعود قال: سمعت رجلا قرأ آية سمعت من النبي r خلافها فأخذت بيده فأتيت به رسول الله r فقال : ( كلاكما محسن فاقرآ ) قال شعبة – أحد رواة الحديث – أكبر علمي أن النبي r قال : (فإن من كان قبلكم اختلفوا فأُهلكوا)[10].


[1] مجمع الزوائد 7/152 . وقال رواه أبو يعلى في الكبير وفيه راو لم يسم .

[2] البخاري 4/1909 ومسلم (رقم818) 1/560

[3] رواه البيهقي في السنن الصغرى 1/567 .

[4] رواه البخاري 3/1177 . ومسلم رقم(819) 1/516 .

[5] رواه مسلم رقم (520) 1/516 .

[6] رواه مسلم رقم(821) 1/562 .

[7] رواه البيهقي في شعب الإيمان رقم(2265) 2/419 . وابن حبان 1/275. وذكره ابن حجر في الفتح (9/26) وقال إسناده حسن . وعن أحمد نحوه في المسند 4/169.

[8] رواه أحمد 5/400. ونحوه عند الترمذي 5/194 وقال حسن صحيح ، و ابن حبان 3/14، رقم(739).

[9] رواه أحمد 5/124 . وابن عبد البر في التمهيد 5/286 . ونحوه مختصراً عند النسائي في السنن الكبرى رقم(1013) 1/327 . وابن حبان رقم(737) 3/2 . في مجمع الزوائد 7/151.

[10] رواه البخاري 4/1929.



/\~/\~/\~/\~/\~/\~/\~/\~/\~/\~/\~/\~/\~/\~/\

ommariam
22-08-2004, 07:32 PM
معنى حديث الأحرف السبعة

قبل أن ندخل بيان المراد بالأحرف السبعة في الأحاديث لا بد أن نشير إلى بعض المعالم التي لا بد منها في للوصول إلى فهم صحيح لهذا الحديث المتواتر[1].

1- حديث نزول القرآن على سبعة أحرف بلغ حد التواتر، فصار قطعياً يجب الاعتقاد به، سواء علمنا المراد بالأحرف السبعة أو لم نعلم، ومن أنكر نزول القرآن على سبعة أحرف مع معرفته بهذه الأحاديث فقد كفر.

يقول الإمام الداني: وجملة ما نعتقده من هذا الباب... ونذهب إليه ونختاره أن القرآن منزل على سبعة أحرف، كلها شاف كاف وحق وصواب، وأن الله تعالى قد خير القراء في جميعها، وصوبهم إذا قرؤوا بشيء منها، وأن هذه الأحرف السبعة المختلف معانيها تارة وألفاظها تارة مع اتفاق المعنى ليس فيها تضاد، ولا تناف للمعنى، ولا إحالة ولا فساد، وأنا لا ندري حقيقة أي هذه السبعة الأحرف كان آخر العرض، أو آخر العرض كان ببعضها دون جميعها، وأن جميع هذه السبعة أحرف قد كانت ظهرت واستفاضت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وضبطتها الأمة على اختلافها عنه وتلقتها منه، ولم يكن شيء منها مشكوكا فيه ولا مرتابا به[2].

2- أن الأحاديث نصت على الحكمة من تعدد الأحرف: وهي التيسير على المسلمين الذين نزل القرآن بلغتهم بالقرآن إذ كانوا قبائل كثيرة وبينهم اختلاف في اللهجات ونبرات الأصوات وطريقة الأداء وشهرة بعض الألفاظ في بعض المدلولات على رغم أن لسانهم عربي، فلو أخذوا كلهم بقراءة القرآن على حرف واحد لشق ذلك عليهم، وهذا الأمر واضح في قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث: (فرددت إليه أن هون على أمتي) وقوله صلى الله عليه وسلم (أسأل الله معافاته ومغفرته وإن أمتي لا تطيق ذلك) ومن أنه صلى الله عليه وسلم لقي جبريل فقال يا جبريل (إني أرسلت إلى أمة أمية فيهم الرجل والمرأة والغلام والجارية والشيخ الفاني الذي لم يقرأ كتابا قط) الخ.

3- أن هذه الأحرف كلها على اختلافها كلام الله تعالى لا مدخل لبشر فيها، بل كلها نازلة من عنده تعالى مأخوذ بالتلقي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بدليل قوله صلى الله عليه وسلم لكل من المختلفين بعد أن سمع قراءته (هكذا أنزلت) وقول المخالف لصاحبه (أقرأنيها رسول الله )، ولو صح لأحد أن يغير ما شاء من القرآن بمرادفه أو غير مرادفه لبطلت قرآنية القرآن وأنه كلام الله ولذهب الإعجاز، ولما تحقق قوله سبحانه وتعالى ] إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون[[الحجر 9]. وقوله سبحانه: ] وقال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآن غير هذا أو بدله قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاىء نفسي إن أتبع إلا ما يوحى إلي إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم. قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم به فقد لبثت فيكم عمرا من قبله أفلا تعقلون[[يونس 15- 16] فلا يجوز لأحد مهما كان أمره أن يبدل في القرآن ويغير بمرادف أو غير مرادف ما لم يكن نازلاً على النبي صلى الله عليه وسلم.

4- أن الأمة مخيرة في القراءة بأي حرف من هذه الأحرف من غير إلزام بواحد منها، ومن قرأ بحرف منها فقد أصاب، وليس لأحد أن ينكر عليه، بدليل قوله صلى الله عليه وسلم (فاقرؤوا ما تيسر منه) وقول جبريل: (فأيما حرف قرؤوا به فقد أصابوا).

5- أن هذه التوسعة في نزول القرآن على سبعة أحرف مظهر من مظاهر التيسير والتخفيف على الأمة، فلا يجوز أن تصير مصدر اختلاف ونقمة، لقوله صلى الله عليه وسلم: (فلا تماروا فيه فإن المراء فيه كفر) وكذلك تغير وجهه الشريف صلى الله عليه وسلم عند اختلافهم مع قوله (إنما أهلك من قبلكم الاختلاف) وضربه في صدر أُبي بن كعب رضى الله عنه حين جال بخاطره حديث السوء في هذا الموضوع الجليل، وعدم موافقته لعمر وأُبي وابن مسعود وعمرو بن العاص رضى الله عنهم في إنكارهم الشديد لمن خالفهم في القراءة.

6- أن الصحابة كانوا متحمسين في الدفاع عن القرآن مستبسلين في المحافظة على التنزيل، متيقظين لكل من يحدث فيه حدثا، ولو كان عن طريق الأداء واختلاف اللهجات، مبالغين في هذه اليقظة حتى ليأخذون في هذا الباب بالظنة، وينافحون عن القرآن بكل عناية وهمة، وحسبك استدلالا على ذلك ما فعل عمر رضى الله عنه بصاحبه هشام بن حكيم رضى الله عنه على حين أن هشاما رضى الله عنه كان في واقع الأمر على صواب فيما يقرأ وأنه قال لعمر تسويغا لقراءته (أقرأنيها رسول الله) لكن عمر لم يقنع. بل لببه وساقه إلى المحاكمة ولم يتركه حتى قضى رسول الله لهشام بأنه أصاب، قل مثل ذلك فيما فعل أبي بن كعب بصاحبه وما كان من ابن مسعود وعمرو بن العاص وصاحبيهما.

7- أن المراد بالأحرف في الأحاديث السابقة وجوه في الألفاظ وحدها لا محالة، بدليل أن الخلاف الذي صورته لنا الروايات المذكورة كان دائراً حول قراءة الألفاظ لا تفسير المعاني مثل قول عمر إذا هو يقرؤها على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم حكم الرسول أن يقرأ كل منهما وقوله هكذا أنزلت وقوله (أي ذلك قرأتم فقد أصبتم) ونحو ذلك ولا ريب أن القراءة أداء الألفاظ لا شرح المعاني.

- معنى قوله صلى الله عليه وسلم (سبعة أحرف) من حيث اللغة:

المراد بالسبعة:

المراد بها حقيقة العدد المعروف في الآحاد بين الستة والثمانية، لأن توارد النصوص على العدد السبعة لا يعقل أن يكون غير مقصود، لا سيما إذا لاحظنا أن الحديث تناول قضية لا يمكن أن يكون الكلام فيها غامضاً لتعلقها المباشر بالقرآن وطريقة نزوله.

المراد بالأحرف:
الأحرف جمع حرف، ويطلق في اللغة على معان كثيرة: فالحرف من كل شيء طرفه وشفيره وحده، ومن الجبل أعلاه المحدد، وواحد حروف التهجي، والناقة الضامرة أو المهزولة أو العظيمة، ومسيل الماء. وعند النحاة: ما جاء لمعنى ليس باسم ولا فعل، وقوله تعالى: ] ومن الناس من يعبد الله على حرف [ [الحج 11] أي وجه واحد وهو أن يعبده على السراء لا على الضراء أو على شك أو على غير طمأنينة من أمره أي لا يدخل في الدين متمكناً (قال أبو عبيد: قوله: سبعة أحرف يعني سبع لغات من لغات العرب وليس معناه أن يكون في الحرف الواحد سبع أوجه، هذا ما لم يسمع به قط ولكن يقول هذه اللغات السبع متفرقة في القرآن فبعضه نزل بلغة قريش وبعضه بلغة هوزان وبعضة بلغة هذيل وبعضه بلغة أهل اليمن وكذلك سائر اللغات ومعانيها في هذا كله واحد ومما يبين لك ذلك قول بن مسعود فذكره قال وكذلك قال بن سيرين وإنما هو كقولك هلم تعال وأقبل ثم فسره بن سيرين فقال في قراءة بن مسعود إن كانت إلا زقية واحدة وفي قراءتنا صيحة واحدة والمعنى فيهما واحد وعلى هذا سائر اللغات)[3].

وهذه المعاني الكثيرة تدل على أن لفظ الحرف من قبيل المشترك اللفظي والمشترك اللفظي يراد به أحد معانيه التي تعينها القرائن وتناسب المقام، وأنسب المعاني بالمقام هنا في إطلاقات لفظ الحرف أنه الوجه.

المراد بالأحرف السبعة:

لقد تعددت أقول العلماء في تفسير هذا الحديث، حتى بلغت أربعين قولاً، والذي أختاره منها:

أنها سبعة أوجه فصيحة من اللغات والقراءات التي نزل عليها القرآن، لا تزيد عن سبعة في الكلمة الواحدة، ولا يلزم أن تبلغ الأوجه هذا الحد في كل موضع من القرآن. والله تعالى أعلم.

[HR]

/\~/\~/\~/\~/\~/\~/\~/\~/\~/\~/\~/\~/\~/\~/\

الحكمة والفوائد من نزول القرآن على سبعة أحرف

1- التخفيف على الأمة وإرادة التيسير بها، وهذا واضح في قول النبي صلى الله عليه وسلم (هوِّن على أمتي) (وإن أمتي لا تطيق ذلك).

2- إعجاز القرآن في معانيه وأحكامه، فتنوع القراءات تبعه تنوع في المعاني، وزيادة في الأحكام.

3- الأحرف السبعة حفظت لغة العرب من الضياع، لتضمنها خلاصة هذه اللغات.

4- في الأحرف السبعة دلالة قاطعة على مصدر القرآن وصدقه، فمع كثرة أوجه الاختلاف وتنوعها ليس فيه تضاد ولا تناقض، بل كله يصدق بعضه بعضاً.

5- نزول القرآن على سبعة أحرف فيه بيان لفضل الأمة المحمدية بتلقيها كتاب ربها والاعتناء به مما يزيد في أجور العاملين بكتاب الله تلاوة وحفظاً ودراسة واستنباطاً للأحكام والمعاني.

6- الأحرف السبعة خصيصة خاصة بالأمة المحمدية، لأن الكتب السابقة كانت تنْزل على وجه واحد، وأُوكِل حفظها للأمم السابقة، بينما نزل القرآن على سبعة أحرف، وتكفل لله بحفظه وصيانته وقيض له في كل عصر ومصر من يحفظه ويتلوه ويعلّمه بأوجهه المختلفة.

مسألة: هل الأحرف السبعة موجودة الآن في المصاحف ؟

القول الأول: أن الأحرف السبعة باقية كلها في المصاحف التي نسخها عثمان ومن معه من الصحابة، ودليلهم أنه لا يجوز للأمة أن تهمل نقل شيء منها، وقد أجمع الصحابة على نقل المصاحف العثمانية من الصحف التي كتبها أبو بكر، وأجمعوا على ترك ما سوى ذلك.

يقول الإمام أبو عمرو الداني: (وأن أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه ومن بالحضرة من جميع الصحابة قد أثبتوا جميع تلك الأحرف في المصاحف وأخبروا عن صحتها وأعلموا بصوابها وخيروا الناس فيها كما كان صنع رسول الله.... وأن عثمان رحمه الله تعالى والجماعة إنما طرحوا حروفا وقراءات باطلة غير معروفة ولا ثابتة، بل منقولة عن الرسول نقل الأحاديث التي لا يجوز إثبات قرآن وقراءات بها). وهذا القول قول جماعة من الفقهاء والقراء والمتكلمين.

القول الثاني: أن المصاحف تشتمل على ما يحتمله رسمها من الأحرف السبعة فقط، جامعة للعرضة الأخيرة، وهو قول جماهير العلماء وقد صوبه الإمام ابن الجزري. وهو الذي أختاره.

القول الثالث: أن الصحابة اقتصروا على حرف واحد من الأحرف السبعة، وأثبتوه في المصاحف. وهو قول ابن جرير الطبري ومن وافقه من العلماء.

========================

ommariam
22-08-2004, 07:56 PM
القراءات القرآنية

تعريف علم القراءات، تعريف القراءة، الرواية، الطريق

تعريف القراءات: القراءات جمع قراءة، وهي مصدر من قرأ يقرأ قراءة وقرآنا.

واصطلاحاً: هي كيفيات أداء كلمات القرآن.

تعريف علم القراءات: هو علم يُعنَى بكيقية أداء كلمات القرآن الكريم واختلافها معزُوّاً (أي منسوباً) إلى ناقله[1].

الرواية: هي ما ينسب للراوي عن الإمام القارئ، مثل رواية قالون عن نافع، وحفص عن عاصم.

الطريق: هو ما ينسب للآخذ من الراوي وإن نزل، مثل طريق الأزرق عن ورش، أو الأصبهاني عن ورش، أو عبيد بن الصباح عن حفص، ومثل طريق الشاطبية والدرة المضية، وطريق طيبة النشر. وهذه الطرق هي التي تؤخذ منها القراءات المتواترة في زماننا.

فيقال مثلاً: قراءة نافع برواية ورش طريق الأزرق. أو طريق الشاطبية.

الأصول (أصول القراءات): ويقصد بها القواعد المطردة التي تنطبق على كل جزئيات القاعدة، والتي يكثر دورها ويتحد حكمها.

مثالها: الاستعاذة، البسملة، الإدغام الكبير، هاء الكناية، المد والقصر، الهمزتين من كلمة ومن كلمتين، الإمالة، إلخ.

الفرش ( الكلمات الفرشية): هي الكلمات التي يقل دورها وتكرارها، ولا يتحد حكمها. وتسمى أيضاً: الفروع.


[1] ابن الجزري ، منجد المقرئين ، ومرشد الطالبين، ص 3.
/\~/\~/\~/\~/\~/\~/\~/\~/\~/\~/\~/\~/\~/\~/\

شروط القراءة الصحيحة

يشترط للقراءة الصحيحة توفر ثلاثة شروط:

1- موافقة وجه صحيح من اللغة العربية (قواعد النحو).

2- موافقة الرسم العثماني ولو احتمالاً.

3- أن تكون مشهورة مستفيضة صحيحة الإسناد.

/\~/\~/\~/\~/\~/\~/\~/\~/\~/\~/\~/\~/\~/\~/\

القراءات المتواترة

القراءات المتواترة هي عشر قراءات، تنسب كل قراءة إلى إمام من أئمة القراءة، وهذه النسبة ليست نسبة اختراع وإيجاد ولكنها نسبة ملازمة، ولكل قارئ راويان:

- قراءة الإمام نافع المدني. رواها عنه عيسى بن ميناقالون)، عثمان بن سعيد المصري: (وَرش).

- قراءة الإمام عبد الله بن كثير المكي: رواها عنه أحمد بن عبد الله بن أبي بزة (البزي) محمد بن عبد الرحمن المكي (قنبل).

- قراءة الإمام أبي عمر بن العلاء البصري: رواها عنه حفص بن عمر (الدوري) وصالح بن زياد الرستبي (السوسي).

- قراءة الإمام عبد الله بن عامر اليحصبي الشامي: رواها عنه: هشام بن عمار الدمشقي، وعبد الله بن أحمد بن ذكوان.

- قراءة الإمام عاصم بن أبي النجود الكوفي: رواها عنه أبو بكر بن عياش الكوفي (شعبة)، حفص بن سليمان الغاضري.

- قراءة الإمام حمزة بن حبيب الزيات الكوفي:رواها عنه خلف بن هشام بن ثعلب البزار، وخلاد بن خالد.

- قراءة الإمام علي بن حمزة الكسائي الكوفي: رواها عنه أبو الحارث الليث بن خالد البغدادي، وحفص بن عمر الدوري رواي أبي عمر البصري.

- قراءة الإمام أبي جعفر يزيد بن القعقاع المدني: رواها عنه عيسى بن وردان أبو الحارث الحذاء، وسليمان بن مسلم بن جماز.

- قراءة الإمام يعقوب بن إسحاق الحضرمي البصري: رواها عنه محمد بن المتوكل (رُوَيْس)، ورَوْح بن عبد المؤمن.

- قراءة الإمام خلف بن هشام البزار الكوفي: رواها عنه: إسحاق بن إبراهيم بن عثمان، وإدريس بن عبد الكريم الحداد.

/\~/\~/\~/\~/\~/\~/\~/\~/\~/\~/\~/\~/\~/\~/\

القراءات الشاذة

تعريف القراءة الشاذة: هي القراءة التي اختل سنده بعدم الصحة أو الانقطاع أو خالفت رسم المصحف.

وأشهر القراءات الشاذة أربعة:

- قراءة ابن محيصن: محمد بن عبد الرحمن المكي.

- قراءة يحيى اليزيدي: أبو محمد بن المبارك البصري.

- قراءة الحسن البصري.

- قراءة سليمان بن مهران الأعمش.

أنواع القراءات الشاذة:

1- ما ورد آحاداً وصح سنده، لكنه خالف رسم المصحف أو قواعد العربية.

2- ما لم يصح سنده مع موافقته للرسم وقواعد النحو.

3- القراءات الموضوعة المختلقة.

4- القراءات التفسيرية: وهي التي سيقت على سبيل التفسير، مثل قراءة سعد (وله أخ أو أخت من أم فلكل واحد منهما السدس) أو قراءة (والسارق والسارقة فاقطعوا أيمانهما).

حكم القراءات الشاذة:

لا تعتبر القراءات الشاذة قرآنا، ولا يجوز اعتقاد قرآنيتها، كما لا تجوز قراءتها في الصلاة أو خارجها. ويجوز تعلمها وتعليمها وتدوينها في الكتب وتوجيهها.

وما صح من القراءات الشاذة حجة عند الأصوليين في استنباط الأحكام الشرعية

ommariam
22-08-2004, 08:11 PM
العلاقة بين الأحرف السبعة والقراءات

قدم أن الأحرف السبعة هي الكيفيات المختلفة التي نزل بها القرآن الكريم على قلب النبي الكريم r، وأنه قد نسخ بعض الأحرف في العرضة الأخيرة من العام الذي توفي فيه النبي صلى الله عليه وسلم.

ومن هنا يمكن القول بأن القراءات المتواترة هي جملة ما تبقى من الأحرف السبعة.

يقول الإمام البغوي: (جمع الله تعالى الأمة بحسن اختيار الصحابة y على مصحف واحد، وهو آخر العرضات على رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان أبو بكر رضى الله عنه أمر بكتابته جمعاً بعدما كان مفرقاً في الرقاع ليكون أصلاً للمسلمين، يرجعون إليه ويعتمدون عليه، وأمر عثمان t بنسخه في المصاحف، وجمع القوم عليه، وأمر بتحريق ما سواه قطعاً لمادة الخلاف، فكان ما يخالف الخط المتفق عليه في حكم المنسوخ والمرفوع، كسائر ما نسخ ورفع منه باتفاق الصحابة، والمكتوب بين اللوحين هو المحفوظ من الله عز وجل للعباد،وهو الإمام للأمة..)(1].




(1) ينظر، مقدمات في علم القراءات، د محمد القضاة وآخرون ، ص 39

/\~/\~/\~/\~/\~/\~/\~/\~/\~/\~/\~/\~/\~/\~/\

فوائد اختلاف القراءات

- جمع الأمة الإسلامية الجديدة على لسان واحد يوحد بينها وهو لسان قريش الذي نزل به القرآن الكريم والذي انتظم كثيرا من مختارات ألسنة القبائل العربية التي كانت تختلف إلى مكة في موسم الحج وأسواق العرب المشهورة فكان القرشيون يستملحون ما شاؤوا ويصطفون ما راق لهم من ألفاظ الوفود العربية القادمة إليهم من كل صوب وحدب ثم يصقلونه ويهذبونه ويدخلونه في دائرة لغتهم المرنة التي أذعن جميع العرب لها بالزعامة وعقدوا لها راية الإمامة وعلى هذه السياسة الرشيدة نزل القرآن على سبعة أحرف يصطفي ما شاء من لغات القبائل العربية على نمط سياسة القرشيين بل أوفق ومن هنا صح أن يقال إنه نزل بلغة قريش لأن لغات العرب جمعاء تمثلت في لسان القرشيين بهذا المعنى وكانت هذه حكمة إلهية سامية فإن وحدة اللسان العام من أهم العوامل في وحدة الأمة خصوصا أول عهد بالتوثب والنهوض.

- بيان حكم من الأحكام: كقوله سبحانه: ] وإن كان رجل يورث كلالة أو أمرأة وله أخ أو أخت فلكل وحد منهما السدس [ [النساء 12] قرأ سعد بن أبي وقاص (وله أخ أو أخت من أم) بزيادة لفظ (من أم) فتبين بها أن المراد بالإخوة في هذا الحكم الإخوة للأم دون الأشقاء ومن كانوا لأب وهذا أمر مجمع عليه . ومثل ذلك قوله سبحانه في كفارة اليمين:]فكفرته إطعام عشرة مسكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة [[المائدة 89 ] وجاء في قراءة (أو تحرير رقبة مؤمنة) بزيادة لفظ مؤمنة فتبين بها اشتراط الإيمان في الرقيق الذي يعتق كفارة يمين وهذا يؤيد مذهب الشافعي ومن نحا نحوه في وجوب توافر ذلك الشرط.

- ومنها الجمع بين حكمين مختلفين بمجموع القراءتين، كقوله تعالى: ] فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن[ [البقرة 222] قرىء بالتخفيف والتشديد في حرف الطاء من كلمة يطهرن ولا ريب أن صيغة التشديد تفيد وجوب المبالغة في طهر النساء من الحيض لأن زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى، أما قراءة التخفيف فلا تفيد هذه المبالغة ومجموع القراءتين يحكم بأمرين أحدهما أن الحائض لا يقربها زوجها حتى يحصل أصل الطهر وذلك بانقطاع الحيض، وثانيهما أنها لا يقربها زوجها أيضا إلا إن بالغت في الطهر وذلك بالاغتسال فلا بد من الطهرين كليهما في جواز قربان النساء وهو مذهب الشافعي ومن وافقه أيضا.

- ومنها الدلالة على حكمين شرعيين ولكن في حالين مختلفين: كقوله تعالى في بيان الوضوء ]فأغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وأمسحوا برءوسكم وأرجلَكم إلى الكعبين[ [المائدة 6] قرىء بنصب لفظ (أرجلَِكم) وبجرها، فالنصب يفيد طلب غسلها لأن العطف حينئذ يكون على لفظ (وجوهَكم) المنصوب وهو مغسول والجر يفيد طلب مسحها لأن العطف حينئذ يكون على لفظ (رؤوسِكم) المجرور وهو ممسوح وقد بين الرسول أن المسح يكون للابس الخف وأن الغسل يجب على من لم يلبس الخف.

- ومنها دفع توهم ما ليس مرادا كقوله تعالى: ]يأيها الذين ءامنوا إذا نودي للصلوة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله[ [الجمعة 9] وقرىء (فامضوا إلى ذكر الله) فالقراءة الأولى يتوهم منها وجوب السرعة في المشي إلى صلاة الجمعة ولكن القراءة الثانية رفعت هذا التوهم لأن المضي ليس من مدلوله السرعة.

- ومنها بيان لفظ مبهم على البعض، نحو قوله تعالى: ]وتكون الجبال كالعهن المنفوش[ [القارعة 5] وقرىء (كالصوف المنفوش) فبينت القراءة الثانية أن العهن هو الصوف.

- ومنها تجلية عقيدة ضل فيها بعض الناس نحو قوله تعالى في وصف الجنة وأهلها ]وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا[ [الإنسان 20] جاءت القراءة بضم الميم وسكون اللام في لفظ (وملكا كبيرا) وجاءت قراءة أخرى بفتح الميم وكسر اللام في هذا اللفظ نفسه فرفعت هذه القراءة الثانية نقاب الخفاء عن وجه الحق في عقيدة رؤية المؤمنين لله تعالى في الآخرة لأنه سبحانه هو الملك وحده في تلك الدار ]لمن الملك اليوم لله الوحد القهار[ [غافر16].

والخلاصة أن تنوع القراءات يقوم مقام تعدد الآيات: وذلك ضرب من ضروب البلاغة يبتدىء من جمال هذا الإيجاز وينتهي إلى كمال الإعجاز، أضف إلى ذلك ما في تنوع القراءات من البراهين الساطعة والأدلة القاطعة على أن القرآن كلام الله وعلى صدق من جاء به وهو رسول الله فإن هذه الاختلافات في القراءة على كثرتها لا تؤدي إلى تناقض في المقروء وتضاد ولا إلى تهافت وتخاذل بل القرآن كله على تنوع قراءاته يصدق بعضه بعضا ويبين بعضه بعضا ويشهد بعضه لبعض على نمط واحد في علو الأسلوب والتعبير وهدف واحد من سمو الهداية والتعليم وذلك من غير شك يفيد تعدد الإعجاز بتعدد القراءات والحروف ومعنى هذا أن القرآن يعجز إذا قرىء بهذه القراءة ويعجز أيضا إذا قرىء بهذه القراءة الثانية ويعجز أيضا إذا قرىء بهذه القراءة الثالثة وهلم جرا ومن هنا تتعدد المعجزات بتعدد تلك الوجوه والحروف، ولا ريب أن ذلك أدل على صدق محمد لأنه أعظم في اشتمال القرآن على مناح جمة في الإعجاز وفي البيان على كل حرف ووجه وبكل لهجة ولسان ] ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة وإن الله لسميع عليم[ [الأنفال 42].


-1- ينظر: الزرقاني ، مناهل العرفان 1/148-151

/\~/\~/\~/\~/\~/\~/\~/\~/\~/\~/\~/\~/\~/\~/\

ommariam
22-08-2004, 08:15 PM
شبهات حول القراءات

الشبهة الأولى: عدم تواتر القراءات:

زعم بعض من لا علم له في القراءات ولم يمهر فيها بأنها غير متواترة، لأنها منقولة بأسانيد آحاد، ولا يستطيع أحد أن يثبت تواترها، والبعض أثبت التواتر في القراءات السبع ونفاه عن القراءات الثلاث المتممة للعشر.

الجواب:

التواتر: هو أن ينقل الكلام جماعة تحيل العادة اجتماعهم على الكذب من أول السند إلى منتهاه.

وهذا المعنى متحقق في القراءات العشر إذ رواها عدد كبير من الصحابة، ورواها عنهم التابعون ومن تبعهم. ولم تخل الأمة في عصر من العصور ولا في مصر من الأمصار عن جم غفير ينقل القراءات ويرويها بالإسناد المتصل.

وأما الطعن في تواتر القراءات الثلاث: فمردود أيضاً لأنها لا تخرج عن القراءات السبع إلا في حروف يسيرة، وقد ذكر ابن الجزري رحمه الله أسماء عدد من أئمة القراءة قرؤوا بالقراءات الثلاث من زمنه إلى أن وصل إلى الأئمة الثلاثة، وعددهم في كل طبقة لا يقل عن الحد الأعلى للتواتر. وأئمة القراءات الثلاث تلقوا القراءة عن أئمة القراءات السبع، فإذا تواترت السبع لزم من تواترها تواتر الثلاث.

ونسبة القراءات إلى الأئمة لا تعني أنه لم يرويها غيرهم، بل قد رواها كثيرون غيرهم، ولكنهم كانوا أبرز القراء وأكثرهم إتقاناً وملازمة للقراءة التي رويت عنهم مع الثقة والعدالة وحسن السيرة، ولذلك نسبت إليهم.

وبهذا يتبين لنا أن هذه الشبهة في غاية السقوط، والله تعالى أعلم.

الشبهة الثانية: مصدر اختلاف القراءات هو رسم المصحف:

وذلك أن خلو رسم المصحف من النقط والشكل بالإضافة إلى ما في رسم المصحف من حذف وزيادة وإبدال، هو الذي جعل القراء يختلفون فيما بينهم، فمنهم من يقرأ (فتبينوا) ومنهم من يقرأ (فتثبتوا) وغير ذلك..

الجواب:

هذه الشبهة الباطلة يكذبها الواقع، وذلك أن هناك كلمات كثيرة جداً لو كان المرجع في اختلاف القراءات إلى الرسم لاختلفوا فيها ولكنك تجدهم متفقين على قراءتها بوجه واحد رغم احتمال رسمها لأكثر من قراءة.

ولو تتبعنا أسانيد القراءات كلها لوجدناها تصل إلى رسول الله r، فكل قارئ يقرأ وفق ما تلقاه من شيخه حتى يصل الإسناد إلى رسول الله r، فمرجع الاختلاف إذاً ليس الاعتماد على الرسم وإنما على التلقي والمشافهة. ولما كتب عثمان المصاحف أرسل مع كل مصحف قارئاً ليقرئ الناس، ولو جاز استخراج القراءات المختلفة من الرسم لما احتاج أن يرسل مع كل مصحف قارئاً معلماً.

وكان خلو المصاحف من النقط والشكل سبباً معيناً للرسم لاستيعاب القراءات المختلفة في الكلمة والواحدة وليس موجباً لاختلاف القراءات أو مصدراً من مصادرها. والله تعالى أعلم.

الشبهة الثالثة: جواز القراءة بالمعنى:

يزعم أصحاب هذه الشبهة أنه يجوز استبدال لفظ مكان آخر في القرآن الكريم إذا كان يؤدي المعنى نفسه، مستدلين بما روي عن ابن مسعود t أنه كان يقرئ رجلاً ] إن شجرة الزقوم طعام الأثيم [ وكان الرجل يقول طعام اليتيم، فقال له ابن مسعود: أتستطيع أن تقول طعام الفاجر، قال نعم، قال فقل.

الجواب:

لو كانت القراءة بالمعنى حاصلة وجائزة لكان بين أيدينا اليوم مئات المصاحف.

ولذهب الإعجاز البياني من القرآن، إذ كل لفظ فيه مقدر في موضعه لا يمكن أن يسد لفظ آخر مسده.

وأما الأثر المروي عن ابن مسعود فهو ضعيف لا يصح الاحتجاج به، يقول القرطبي: ولاحجة في هذا للجهال من أهل الزيغ أنه يجوز إبدال حرف من القرآن بغيره، لأن ذلك إنما كان من عبد الله t تقريباً للمتعلم وتوطئة منه للرجوع إلى الصواب واستعمال الحق والتكلم بالحرف على إنزال الله تعالى وحكاية رسول الله [1] r .

الشبهة الرابعة: تناقض القراءات:

زعم المستشرق جولد زيهر: وجود تناقض بين القراءات في المعنى، واستدل على ذلك بتناقض القراءتين في سورة الروم ] غُلِبت الروم [ بالبناء للمجهول و] سيَغلبون [ بالبناء للمعلوم، والقراءة الثانية (غَلبت الروم) بالبناء للمعلوم (سيُغلبون) بالبناء للمجهول.

الجواب:

أن القراءة المتواترة في هذه الآية هي ]غُلبت الروم[ بالبناء للمجهول، أما القراءة الثانية فهي قراءة شاذة غير متواترة، وبالتالي لا تصلح لمعارضة القراءة الأولى ولا تعد قرآناً أصلاً. ولن يجد جولد زيهر ولا غيره من المغرضين ما يمكن أن يكون مثالاً لتعارض القراءات، وصدق الله تعالى إذ يقول: ] ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً [ [النساء82].

الشبهة الخامسة: مخالفة بعض القراءات لقواعد العربية:

طعن عدد من علماء اللغة على بعض أوجه القراءات لمخالفتها المشهور من مذهبهم.

الجواب:

إن موافقة اللغة العربية ولو بوجه فصيح أو أفصح شرط من شروط القراءة المقبولة، فكون القراءة تخالف الوجه الأفصح في اللغة لا يعني أنها تخالف اللغة بالكلية، لأن اللغة واسعة فيها المشهور والضعيف والنادر والغريب، والأَولى بعلماء النحو أن يجعلوا القراءات المتواترة حجة على العربية وحاكمة عليها وأساساً لها. لا أن يجعلوا قواعد اللغة أساساً للقراءات.

والعجب كل العجب من بعض علماء النحو أنهم يثبتون لغة ببيت أو عبارة قد لا يعرف قائلها، ولا صدق ناقلها، ولا يثبتونها بالقراءات المتواترة التي نقلها أئمة القراءة.

وعِلم الله سبحانه محيط باللغات كلها، وقد اختار منها لغة العرب لتكون لغة كتابه، فقال عن القرآن ] بلسان عربي مبين [ فهل أحاط النحويون باللغة أكثر من إحاطة الله سبحانه بها حتى يقولوا هذا وجه لا يصح في اللغة مع أنه منقول بالتواتر؟ تعالى الله عن ذلك.


[1] القرطبي ، الجامع لأحكام القرآن 16/149.

منقول
وجزاكم الله خيرا

جندية مجهولة
26-08-2004, 01:02 AM
جزاك الله خيرا جهد تشكري عليه
:)

ommariam
26-08-2004, 02:09 AM
وأنت جزاك الله خيرا على أهتمامك ومرورك

أستاذتى جندية مجهولة:D

الخزامى
26-08-2004, 11:59 AM
طبت وطاب ممشاك
وجعل الجنه مثواك
ونهر الكوثر مسقاك

جزاك الله خير
ومزيد من التألق اختي الغاليه

الشهد
27-08-2004, 08:08 AM
علم راااااااااااائع احببته جدا
لكنن لم ييسر الله لي اكماله:(

saraab
06-09-2004, 04:48 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...........أختي أم مريم .......إختيارك للموضوع موفق ......ومجهودك رائع .......لكنني تمنيت أن يكون عدد الزوار كبير !!!!!! بحجم هذا العلم الشيق.........وفقك اللــــــــــــــه.....

ommariam
06-09-2004, 08:45 PM
أختي الخزامي

اللهم آميين

وجزانا الله وإياك :)





أختي الشهد

جزاك الله خيرا"
أدعوا الله أن تستفيدي منه





أختيsaraab

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيرا":o
فعلا"أنا أحب هذا العلم جدا"
يكفيني نقله للفائدة:)
وكلامك ومرورك أسعدني:D
فجزاك الله خيرا"