المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وانطفأت الشمعة..قصة من تأليفي..رأيكم مهم جدا



CaNDLe
23-08-2004, 09:30 PM
وانطفأت الشمعة .. ((قصة قصيرة))

أسدى الليل أستاره ..وحجب عن الأرض كل الألوان عدا الأسود الحالك..
الذي طال كل شيء ..ووهبه سواده وظلمته وسكونه ..
استيقظت حشرات الليل عازفة سمفونيتها المملة ..معلنة بداية يومها ..
باعثة في النفوس مزيدا من الشعور بالوحشة ..والرهبة..والخوف ..
وفي نفوس اخرى.. مزيدا من الراحة والأمان ..

* * *
في ركن ما من تلك الحجرة ..كانت تقف شمعة وحيدة تنظر الى ماحولها
بنظرات ثاقبة مضيئة..فتضيء كل ماتقع عليها نظراتها تلك بضوء خافت حزين..
ككل مافي تلك الحجرة ..
أمام النافذة جلس شيخ قد أحدودب ظهره ،وخطت تجاعيد العمر خطوطها على
وجهه ؛ التي لم تستطع قسماته الجادة أن تخفي بريق الحزن عنه ..
جلس على ذلك الكرسي الخشبي بلا حراك ،وكانه قطعة جماد لاحياة فيها ...
وعيناه تنظران نحو الخارج بشكل ثابت ، وكأنهما تراقبان شيئاً ما ،
بالرغم من عدم وجود أي شيء سوى السكون ..

* * *
طيف ذكرياته هو ماكان يحلق أمام ناظريّه ،بجناحين كبيرين يحملان تلك الذكريات
بكل رفق ولين وحب ودفء ..
كان ينظر إلى ذكرياته ..إلى لحظات كانت يوماً .. وكان جزءاً منها ..
لكنها رحلت بلا عودة ..وبقي هو بعدها وحيداً.. أسيرا لها ..
بين قضبانها الحديدية التي لم يستطع ابدا اختراقها .. أو حتى محاولة خدشها ..
فرغم قسوتها كان يعشقها ..ولايبغي إلى غيرها سبيلا .

* * *
وفي سجنها الانفرادي ذاك..كان يسعد بزيارة أطياف أصدقاءه له.. اولئك الأصدقاء
الذين عرف معهم معنى الصداقة والوفاء .. فظل وفيّا لهم حتى بعد أن وارى الثرى بعضهم..
وأضاعت الايام باقيهم ..
لكن سعادته تلك لم تكن تعادل سعادته الكبيرة عند زيارة حبيبة قلبه وشريكه عمره..
زوجته المحبة وهي تنظر اليه بعينيها الجميلتين ..وابتسامتها الرقيقة ..
حاملة بين كفيها ..كل لحظاتهما الجميلة..وأيامهما الحُلوة..التي ولت برحيلها عن الدنيا ..الى الدار الأخرى..

وتلك السعادة الكبيرة كان يقابلها حزن عميق ..كلما تذكر ثمرتهما ..
ابنه الوحيد ..الذي لم يره منذ سنوات ..وأنسته الدنيا والده العجوز..
فانشغل بها ، ولم يكلف نفسه عناء السؤال عن ذلك الأب الذي طالما احتضنه ورعاه..
وبذل مافي وسعه لإسعاده ..لا لشيء سوى لانه يحبه حباً يُعجز عن وصفه ..

* * *

دمعة حارة سقطت من عينه ،محملةً بكل مافي هذه الدنيا من ألم وأسى وأسف.
رفع يده ومسحها ..وكأنه يقول لنفسه : ومافائدة الدموع ؟!!!
أغلق عيناه بشدة ، وكانه يحاول منع سقوط المزيد من الدموع ،
وهو يشعر بغصة في حلقة ،تكاد تخنقه ..
لكنه تمالك نفسه ، وفتح عيناه معيدا نظره نحو النافذه ..
وإلى ما ورائها من ظلمة ووحشة ..طاوياً آلامه واحزانه داخل قلبه الجريح.

* * *
وبينما هو كذلك
إذ عادت زوجته لزيارته مرة أخرى ..
فاتحة ذراعيها له ..وهي تنظر نحوه بابتسامه لطالما أغرم بجمالها ورقتها ..
فتح عينيه أكثر وأكثر وهو ينظر إليها والابتسامة تعلو محياه ..مخترقةً أحزانه..
سمع صوتها العذب ..سمعها تناديه ..
تنطق باسمه بصوت رقيق كرقة المساء، صوت دافئ بعث في نفسه السعادة والامان ،
واعاده لأيام من اجمل الايام ..
مد ذراعيه للأمام ..نحوها ..محاولاً الإمساك بيديها ..ونظره لايحيد عن عينيها ..
مد ذراعيه وهو يتمتم في سعادة : انتظريني ..أنا قادم إليكِ..لن أدعكِ بعد الآن..
ثم مال جسده نحو الأمام ..
وسقط على الأرض ..
وانطفأت الشمعة ..


جميع الحقوق محفوظة لـCaNDLe
:)

سنا البرق
24-08-2004, 03:21 PM
السلام عليكم

ماشاء الله

تصوير خيالي رائع ...

زودتي قصتكِ بألفاظ غريبة مما جعلها تحمل منظراً رائعاً ....


دمتي لنا ودام لكِ الإبداع

CaNDLe
24-08-2004, 11:18 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:D

أخجلتني حقيقة عزيزتي سنا البرق :o شكرا لكِ على رأيك الكريم ..

والذي له أهمية كبيرة بالنسبة لي :) ودمتي لنا أنتي أيضا :)

ام سلطان
25-08-2004, 10:40 AM
ما شاء الله عليج اسلوب حلو

بارك الله فيج الله يعطيج العافيه

لا تحرمينا من جديدج و طلاتج الحلوه

CaNDLe
26-08-2004, 01:24 AM
الله يعافيكي اختي ام سلطان .. شكرا لكِ أختي الفاضلة
مرورك اسعدني كثيرا:)

Miss.Reem
21-09-2017, 09:08 PM
تسلمى يالغلا ماننحرم

ليدي الامورة
06-10-2017, 02:47 AM
يعطيك العافية