المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الطريق إلى قلب مجنّدة !..رواية



جهادية
01-08-2003, 12:21 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذه أول رواية أكتبها-عسى أن تكون رواية- ،أتمنى أن تنال على إعجابكم.


--------------------------------------------------------------------------------


" مبارك..مبارك..المولدُ ولَدْ..
اللهم لك الحمد، وكيف حال أمه ؟
بصحة جيدة..تفضّل بالدخول "

توجّه الأب إلى الغرفة بخطوات بطيئة،وفي كل خطوة يحمد الله تعالى ويتأمّل شكل ابنه الأول الذي انتظر ولادته منذ فترة...ردّد في نفسه: أُسميّه صالح بإذن الله على اسم والدي الشهيد.

عام 2002
من شهر إبريل وبعد مرور واحد وعشرين عاما على ولادة صالح حدثت سلسلة من المجازر التي تناكرها الأعداء، فلم تعد مجزرة في نظرهم !
"مجزرة جنين"....استشهدت البيوت قبل قاطنيها بعد أن تم تسويتها بالأرض بلا رحمة ولا شفقة على المستضعفين الذين تحللّت جثثهم بعدما احترقت وبقيت مدة على تلك الحال، علّ أجهزة الإعلام في العالم تنشر صورهم وتدعو ناظريها إلى الحراك !
أبا صالح: لم ينفع الاستجداء يا شهداء جنين سوى الشجب والاستنكار، وقطرات شحيحة من أعين بعض الناس !
أم صالح: أرواحكم يا شهداء جنين نورا افترشت السماء، وبقيت نفوسا حيّة تُصارع الموت تحت الأنقاض...جابت صداهم في كل حنايا قلوبنا ولكنها عادت إليهم خائبة
أبا صالح: متى سنثأر يا أم صالح ؟ متى ؟
أم صالح: ألفنا وقوع المجازر والمشتكى إلى الله وحده، وما بيدنا إلا الدعاء و........صالح !

خلع أبا صالح النظارة من على عينيه ليمسح بمعصمه دموعه الطاهرة التي ما أذرفها إلا قهرا..
أم صالح: أتراكَ نسيت وصية أباك ؟
أبا صالح: لا......أقسمتُ أن لا أنسى ،"أرواحنا للإسلام فداء"، وسيكون ابننا صالح أول الفدائيين بعدي إن كان في العمر بقية.

مرّت الأيام ما بين الأتراح والأفراح، ما بين القتل والتدمير، ما بين صراخ الأطفال وترميل الأمهات، ما بين ذبح المشاعر وتعذيب السبايا، ما بين ترهيب الشباب وترغيب العملاء، ما بين تشويه الهوية وتزييف الضمائر، وبينهم.......كبُر صالح !

كان شابا خلوقا ملتزما، يُدعى بين شباب مدينته "خانيونس" بالوضّاح لوسامته وجماله، حفِظ القرآن الكريم على يد والديْه وبمساعدة إمام مسجد" الكتيبة" أبا خالد الذي دأب على غرس حب الجهاد والاستشهاد في نفوس أبناء المدينة.
بالرغم من فقر عائلته التي تتكون من أب وأم وولد وحيد إلا أنه تابع دراسته الجامعية في قسم " الهندسة الكيميائية "، واستطاع بجدّه وذكائه التميّز على أقرانه بالتفوق المستمر حتى حصُل على منحة دراسية أهّلتُه لمواصلة دراسته....كان محبوبا بين الناس معروفا بينهم بشعره الحماسي الذي ينظّمُه في مهرجانات القسام ، وكان عضوا بارزا نشيطا في الكتلة الإسلامية التابعة للجامعة.
ما بالك يا صالح أراكَ مسرورا اليوم، ماالخبر.. هل رأيت الحور في منامك ؟
صالح: ايـــــــه يا طارق...ليتني أرى حورية واحدة في منامي.. حورية واحدة فقط
طارق: بدأت قريحتك بالاشتعال كما اشتعال شوقك لها !
صالح: أتسخر مني ؟
طارق: أبدا....لكني على علم بشوقك للجنة أكثر من اشتياق ذاك المجاهد العاشق ! وأشار بيده على أحد أصدقاء صالح..ثم ناداه من بعيد:.....حياك يا ابن الشهداء...حياك....
سعيد: السلام عليكما ورحمة الله وبركاته
صالح وطارق: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته...كيف حالك يا سعيد...منذ مدة لم نستمع لتلاوتك العطرة في المسجد، خيرٌ إن شاء الله ؟
سعيد: نحمد الله تعالى على كل حال...قبعتُ في البيت مريضا كما تقبع النساء في بيوتهن، ولم أظفر بفريسة يهودية منذ ثلاثة أسابيع !
ضحك طارق بصوت عالٍ : أرحْتهم يا رجل

لم يحتمل سعيد مداعبة طارق التي فهمها صالح أنها للترويح عن النفس، بينما سعيد المعروف بجديّته في كل الأمور فهمها على أنها سخرية...فقال له مغتاظا:
ربما أزيز الأباتشي دغدغك فضحكت...
أو منظر ذاك المعاق الذي يجلس على الرصيف طالبا الصدقة جعلك تضحك..
أو عندما سمعت بكاء أم شاهين...هل تعرفها ؟
أعتقد أنك متشرفا جدا لمعرفتها فهي جارتكم التي مثّل اليهود بإبنها، فباتت تلعق دموعها ليلا ونهارا،فضحكت على حالها !!!
طأطأ طارق رأسه خجلا ولم يتجرّأ على رفعه وهم بالإنصراف، لكن صالح لم يدع الشيطان ينزغ بينهما....فأمسك بيد طارق:
تعالَ ..تعالَ..لن تذهب يا بلسم الأرواح إلا بعد أن تعرف سرّ سعاتي..
سعيد مقاطعا: أنا آسف يا شباب لا أقدر أن أبقى هنا وقلبي يلوك وجع الأمة
صالح: هوّن عليك يا سعيد فكلنا نتألم لحال فلسطين والأمة، وهذا لا يعني أن نقتل أنفسنا حزنا أو نحظر عليها السرور والمداعبة الشريفة........ما هكذا يُصفع طارق !
طارق: أتسمع يا سعيد ما هكذا أُصفع
سعيد:نعم سمعتُ..وليتني لم أسمع لأعاود في صفعك في المرة القادمة..

ضحكا....وضحك طارق من مداعبتهما بالرغم من توجّعه هو الآخر على الحال الذي هم عليه..فطارق أسوأ حالا من صالح وسعيد بعد أن صار هو المعيل الوحيد لسبعة أخوات..ترك دراسته وهو صغير لفقر عائلته وأباه مُقعد لمرض داهمه وأمه متوفاة..يعمل في محل عمه لتصليح السيارات...ادّخر لنفسه هدفا واحدا " الشهادة "..

صالح: قبل أن أنصرف يا شباب..زارنا اليوم خالي الحبيب وأهداني هدية..كُتّيب بعنوان" حبٌ من نوع آخر"
طارق مداعبا: ستعمل خيرا إن أهديتنيها
صالح: تحلُمْ...هذه أول هدية أحصل عليها في حياتي !
سعيد: عنوان الكتيب ملفت..هلاّ أخبرتنا عن مضمونها ؟
صالح: هي عبارة عن أقصوصة تحكي عن شاب فلسطيني من مدينة عسقلان أحب فتاة يهودية تُدعى"راحيل" ولم يتمكنا من الزواج..
سعيد: غريبٌ أمر ذاك الشاب..يود الزواج من قاتلة !
مبارك لك الهدية يا صالح انصرفُ الآن.....السلام عليكما
طارق : أحلام سعيدة يا سعيد..وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

كانت جلسة شبابية ممتعة بالرغم من نظرات قطعان الجنود لهم بكل حقد، لم تتهمّهم الشتائم ولا طلقات بنادقهم، كالبدور اللألاءة يحاصرها الظلام !

يتبع إن شاء الله تعالى.

الشهد
01-08-2003, 02:56 AM
ونحن بالانتظار فلا تتأخي علينا

بارك الله في قلمك اختي

جهادية
02-08-2003, 09:08 PM
الساعة الثالثة فجرا..

وصالح يستمع إلى القرآن..غالّبه النوم وبقيت هذه الآية في مخيلته ( ولا تحسبن الذين قُتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يُرزقون فرحين بما آتاهم ربهم من فضله ويستبشرون بالذين لم يحلقوا بهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون ).

في اليوم التالي...
استيقظ صالح على أذان خالد ابن إمام المسجد مستبشرا ووجه يفيض
نورا..
أم صالح: ما بالك يا بني تبكي..أخبرني ما لأمر ؟
صالح: أمي.....جاءني في المنام الشهيد يحيى عياش وبشّرني بـ...
كان يبكي بكاءا شديدا كيف لا والشهيد بشّره بثتني وسبعين حورية لا بحورية واحدة كما تمنّى !

وبعد أن أخبرت الأم أبا صالح:
سيكون له شأنا عظيما يا أم صالح..آهٍ لو أستطيع تجهيزه وإمداده بالحزام ليزلزل أسطورة اليهود..آهٍ يا أم صالح..
أم صالح: إن لم نثأر نحن صخور الأرض ستثأر
أبا صالح: ايه يا أرضُ..اغتصبوا ثراكِ وفتحوا جرحا غائر في قلوبنا مازال ينزفُ دما حتى اللحظة !

دخل صالح على والديه مختلسا وقد داهمت التباريح ذكرياتهما..
صالح: عن ماذا تتحدثان ؟
أبا صالح: عن تراب الأرض، عن جذور الليمون وأشجار الزيتون، عن عنب الخليل الذي لم نذقه منذ فترة، عن نوارس غزة، عن جبل النار و الثوّار، عن كل قرية ومدينة انسكب على بلاطها دم الشهداء..
صالح: ما سلوناهم يا أبتِ..يسرون في عروقنا كما تسري الدماء فينا..
أبا صالح: مشاعرنا اكتوت بالآلام منذ أن حلّ اليهود على بلادنا..صحيح يا بني..قيل لي بأن قصيدتك التي نظمّتها لحماس حازت على المركز الأول..
صالح: نعم ..كما أنها نالت على إعجاب الجميع..
أبا صالح: الحمد لله.. لم لا تكتب الشعر باللغة العبرية فأنت تُجيدها ببراعة كتابةً ونطقاً
صالح: علّ الله يهدي بها يهودي كما يقول طارق ؟!
أبا صالح: ولا لم ؟
صالح: ربما تكون من أضغاث الأحلام يا والدي ..!
أباه: وربما كانت رؤيا..!

وبعد حوار شيّق بين صالح ووالده..

أُطفأت الأنوار معلنين بدء المعركة مع السهر على أعزوفة الرصاص في مدينتهم..علّ إطفاء السراج يساعدهم على إغماض جفونهم المتعبة من النظر إلى السماء ليلا وهي تتلوّن بنيران قذائف اليهود !
أما صالح فله كل ليلة لقاء مع ربه.. يصلي ويتلو القرآن تاركا همومه وراء ظهره، محلّقا مع أطياف الأرواح الصادقة......أرواح الشهداء ، ويكتنز بحزن الأمة في قلبه .

كبُر صالح مع مرور الشهور ونما الوطن في عينيه أكثر وأكثر..وتثاقلت الهموم فشاخت الأفراح !
لم يبقَ على تخرجه إلا فصل واحد في الهندسة الكيميائية بعد أن غدا متقنا في صناعة المتفجرات..

وفي ذات مرة...
وصالح متفيّأ تحت ظل شجرة
برز له طارق...كان يود إخافته لكنه تراجع بعد أن تأمّل في وجه صالح..
صالح..؟ ماذا دهاك...الحزن يتوشّح وجهك..هل صفعك سعيد !؟
صالح: كفاك مداعبة يا طارق...أستحلفُك يالله
طارق: إذن ما الأمر، الدنيا وما فيها لا تساوي حزنك..أول مرة أراك على هذا الحال يا صالح..هل جرى لأهلك مكروها ؟
صالح: لا
طارق: هل أنت مريض ؟
صالح:....نعم
طارق: أخفتني يا رجل..طهور إن شاء الله مرض زائل
صالح: لكنه مرضٌ ليس كباقي الأمراض !
طارق: أعوذ بالله...ومع ذلك فهي جميلة منك......أخبرني ما هو المرض حتى أجلب لك الدواء من صيدلية محمود

اكتفى صالح برفع عينيه إلى السماء، وبصوت حزين قال:..أ.....أ
.....أحبها !
ارتسمت الابتسامة على شفتي طارق ثم أخذ يضحك..فأسرع بإغلاق فاهه بيده..
أخاف أن يسمعني سعيد فيعاود في صفعي، ولا أريد لخدّايا أن تتورّدا خجلا اليوم !
ثم نظر باتجاه صالح: مالك لا تضحك؟
حسنا... مالعيب في الحب فهو حلال مادام طاهرا وأدّى إلى زواج شرعي...هنيئا لك ولحبيبتك مقدما، لكن قل لي
ابنة من هي؟
وأين تسكن ؟
وكيف تعرّفت عليها ؟
حشرج فؤاد صالح وكأن ملك الموت هو الذي يسأله ...

في لحظة...
وضع طارق كلتا يديه على رأسه وهو في أشد الاستغراب الممزوج بالتهكم
طارق: يا صالح..كلامك كسكين حاد يقطع قلبي ببطئ شديد..ماذا تقول ؟ تُحب يهودية !!

يتبع إن شاء الله تعالى.

أبوعبدالله
03-08-2003, 07:40 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

جزاك الله خير اختي الكريمه ...

جهادية
03-08-2003, 02:11 PM
تابع..


وبينما صالح قابع في غرفته يقرأ شعرا غزليا..دخل عليه والده
صالح: أبي ......!
أبا صالح: مابك تنتفض يا بني ؟ قل لي هل كنت تتغزل في الوطن ؟
صالح:.....أبي... ماذا لو تزوج أحد أبناء هذا الوطن من يهودية بعد أن أحبّا بعضهما بإخلاص ؟
أبا صالح: مجنـــــون ! ألم تكفه بناتنا ؟
صالح: ليس كذلك يا أبي...كل ما في الأمر أنه أحبّها
أبا صالح: إن تزوّجها ستنتقم منه هذه الأرض التي يمشي عليها...ستبكي الحقول والسهول، ستجف الثمار والأوراق لأنه غَفل عن نصرَتها..ستحتقره أرواح الشهداء..
وزادت همــوم صالح !

في شهر رمضان من عام 2002...

تخرّج صالح بتقدير امتياز من تخصص الهندسة الكيميائية مع حصوله على مرتبة الشرف..
أم صالح: مبارك يا ولدي، لم يبق إلا أن أراك عريسا
صالح: إن شاء الله..أين أبي ؟ أريد إخباره عن نجاحي
أم صالح:والدك في طريقه إلى المسجد مع بقية شباب الحي..أسرع إليهم ستفوتك المحاضرة
صالح: ذاهبٌ الآن إن شاء الله

وفي لحظة...
صرخت أم صالح..وتسمّر صالح في مكانه من هوْل الخير ،وعجِز عن البكاء..
حدثت مجزرة في مدينة"خانيوس" بجانب مسجد"الكتيبة"،وارتفع إلى السماء أربعة عشر شهيدا.
ارتفعت أرواح أصدقائه وهم صائمون..وهم يرجون رحمة الله تعالى أثناء ذهابهم إلى المسجد..طارق ذاك الشاب الذي ما لبث يوما إلا ورسم الابتسامة على وجه الأطفال،كان بلسما للروح..وأيُّ بلسم !
وسعيد عاشق الحوريات..أخيرا ارتاح من هذه الدنيا وغادرت روحه إلى مأوى الأحباب،مخلّفا وراءه حقد اليهود عليه لقتلِه عدد منهم، ومحمود ترك زوجته فاستحقت بصبرها عند سماعها للخبر لقب" أميرة الحوريات ".....وأبــــاه !
كانت آخر كلامه:" يا بني لا تنسَ وصية جدك..أرواحنا للإسلام فداء ".

"مجزرة تردفها مجزرة..كأنهم يريدون إفناءنا من هذه الأرض، لم تسلم الأشجار ولا الطيور ولا حتى ذرات التراب من جرمهم، حتى الجنين قتلوه قبل أن يرى نور الحياة !
رحلوا يا أمي وتركونا...رحلوا وفرحتي لم تكتمل !
أماه لا تبكي..فأبي وأهلي هم أسياد الجنة" .

عام ‏2003‏‏

مرّ عام على استشهادهم وما زالت الدنيا متلفّعة بوشاح أسود في عيني صالح وأمه، ورغم كل ذلك لم ينس "سارة" !

حان رحيل سارة إلى تل أبيب..التقيا ذات يوم وألحّ عليها بالبقاء والتخلي عن رتبتها في الجيش وجعل ذلك شرطا للزواج منها، لكنها أبت بشدة مع بقاء حبها له..فروح الخرافة الصهيونية ساكن فيها !
صالح:سارة...هل أنت مصرّة على الرحيل ؟
سارة: نعم...مصدر رزقنا هو الراتب الذي أتقاضاه من خلال عملي في الجيش بالرغم من عدم كفايته، ما رأيكَ أن تأتي معي إلى تل أبيب ؟
صالح: أنا !
تعلمين أن سكاكين رئيسكم تلاحق كل فلسطيني وحتى النسمة التي يشتمّها !
سارة: بالرغم من ذلك هو اجبن الجبناء..وجنوده الذي يحيطون به كالدبابير أجبن منه !!
........بماذا تفكر ؟
صالح:...ها.....أنا...كنت أفكر في كلامك !
سارة: سأعطيك زي الجندي الإسرائيلي وأساعدك في تزييف هويتك لتأتي معي ومن ثم نتزوج هناك.

فكّر صالح في كلامها...هل تعتبرني طفلا أو غبيا لتضحك عليّ ؟ وإن لم تكن كذلك فهي خائنة لأمها......إسرائيل !
سارة: أراك كثير التفكير هذه الأيام..ما رأيك في الأمر..فغدا موعد الرحيل..
صالح: سارة.........لا أقدر على المجيء معك إلى تل أبيب...لا أحب رؤية دموعك على جثتي..فربما يقتلونني !
سارة: إن قتلوك سأطلب منهم أن يقتلوني معك..

تمتم في نفسه..القتل هوايتكم المفضلة !
أخبريني يا سارة ..هل ستذهبون بواسطة قطار أو حافلة ؟
سارة: حافلة ، فنحن ستون جنديا عسكريا فقط.
صالح: إذن غدا سنلتقي يا سارة.

همّت سارة بالانصراف وصالح يرقبها باحتداد..فالقهر الذي في قلبه اشتعل !
نعم يا سارة....لن أرحل عن مدينتي التي فاحت منها مسك الشهداء..لن أترك أمي بعدما رمّلتموها برصاصاتكم وغدرك...لم أنسك يا طارق...لم أنسك يا سعيد ...ما زلتم في قلبي وأطيافكم تحوم حولي.
صدقت يا أبي...مجنون من يتزوج من مجرمة سلبت أرضنا..لم أنسكم يا شهداء....بالأمس طرقتْ قلبي بحبها....وغدا سأطرق قلوبهم...بطريقتي !

غدا إن شاء الله ستعرفون نهاية القصة.

جهادية
03-08-2003, 11:59 PM
نهاية القصة...


ظل صالح مستيقظا يدعو الله تعالى ليوفّقه في أمره بالرغم من المرارة التي في قلبه..حزنا على رحيل سارة.

الساعة الثامنة صباحا..
حان وقت توديع سارة إلى تل أبيب
صالح: سارة......سأفتقدكِ
سارة: وأنا أكثر..
صالح: خذي يا سارة...هذه الهدية لكِ..خذيها معكِ حتى تتذكريني وأنتِ هناك.
سارة: ماذا بداخل العلبة ؟
صالح: عبارة عن صندوق على شكل آلة موسيقية..تستطيعين وضع النقود فيها أو أي شيء آخر
سارة: هل لي أن أفتحها الآن ؟
صالح: نعم
سارة: جميلة جدا...واللحن المنبعث منها حزين وهادئ
صالح: حتى لا تغفلي عني لحظة واحدة...كلما كررتِ من الاستماع لها كلما زاد حنينك لي.
سارة:.....الحافلة......الآن سأرحل، وداعا.

هرعتْ إلى الحافلة، وصالح واقف خلف الجدار حتى لا يراه اليهود..مرّت ثلاثُ ساعات على رحيلها..ازداد ملله..شعر أن الحياة لا طعم لها بدون سارة..فكّر طويلا..ماذا سيفعل بعد ذهابها..
ذهب إلى أقرب محل حتى يجلس على الانترنيت وهو يتجول في المواقع الإخبارية بكل لهفة...وبكل ألم !

في لحظة....
سمع أصوات الرجال وهم يكبّرون...
ما الأمر ؟
عملية وقعت في حافلة.....الله أكبر ولله الحمد
أسرع صالح إلى موقع إخباري...لم يصدق الخبر الذي جاء عاجلا:" وقوع عملية فدائية في حافلة في أثناء طريقهم إلى تل أبيب أدى إلى مقتل من فيها في ظروف غامضة".

بالرغم من توجّعه على سارة..إلا أن فرحته لم تسعه..
سجد صالح لله شكرا على توفيقه في عمله البطولي...لم يكن يعلم أن تأثير المتفجرات التي وضعها في الهدية المرفقة مع سارة لها تأثير فاعل وكبير واللحن هو السبب المساعد في التفجير.

رفع صالح عينيه إلى السماء....ارتسمت أطياف طارق وسعيد ومحمود من بين الغيوم كأنهم يهنئونه على هذا الانتصار...وأباه يرقبه مبتسما مطمئنا على فرح الناس بهذه العملية..أما الأرض
غدت في عيني صالح كالعروس !

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

" شام"
24-02-2008, 12:44 PM
مشكوووووورة

أحلام الليل
24-02-2008, 07:53 PM
http://www.t7leeh.com/mnwa/mnwa17.gif