المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : معي هنا..((بحث في باب النشوز))



زبيدة احمد
28-06-2008, 10:31 PM
http://www.graaam.com/vb/up/uploaded3/127804_21177229952.gif

بحث في باب النشوز


http://www.sh11sh.com/sh11sh1/50.gif


بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا، اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه، ولا تجعله ملتبسًا علينا فنضل. اللهم إنا نعوذ بك أن نضِل أو نُضل أو نذِل أو نُذل أو أن نظِلم أو نُظلم أو أن نجهل أو يُجهل علينا.

تطرقنا في الحلقات الماضية عن بعض الطبائع والخصائص لكل من الرجل والمرأة ،ولازلنا نتحدث اخواني اخواتي عن هذه القضية المهمة ، ونستأنف حديثنا في هذا الدرس ونركز بشكل اكثر على جانب مهم جدا من جوانب هذه الطبيعة ونذكر بالخصوص صفة المرأة الصالحة وما يقابلها..ثم نعرج على الرجل، فبدوره يتصف بحظ من هذه الطبيعة..
فهذه الصفة تشمل الرجل والمراة معا..فلا يصح صدورها من المراة ولا يصح صدوره من الرجل دون تمييز..


http://www.graaam.com/vb/up/uploaded3/127804_11177231921.gif

ان من طبيعة المؤمنة الصالحة ومن صفتها الملازمة لها بحكم ايمانها وصلاحها ان تكون قانتة.. والقنوت :الطاعة عن ارادة وتوجه ورغبة ومحبة ،لا عن قسر وارغام وتفلت ومعاظلة ..ومن تم قال الله تعالى : قانتات..لان مدلول اللفظ نفسي وظلاله رخية ندية ..وهذا هو الذي يليق بالسكن والمودة والستر والصيانة بين شطري النفس الواحدة..

ومن طبيعتها ايضا ان تكون حافظة لحرمة الرباط المقدس بينها وبين زوجها في غيبته والاولى بحضوره ..وليس الامر امر رضاء الزوج على ان تبيح من نفسها مالايغضبه هو او ما يمليه عليه وعليها المجتمع اذا انحرف المجتمع عن منهج الله ..بل ان ما لا يباح لا تقرره هي ولا يقرره هو انما يقرره الله سبحانه وتعالى : " بما حفظ الله "
والتعبير القراني لا يقول هذا بصيغة الامر بل هو اعمق واشد توكيدا من الامر انه يقول : ان هذا الحفظ بما حفظ الله هو من طبيعة الصالحات ومن مقتضى صلاحهن وعندئذ تتهاوى كل اعذار المهزومين والمهزومات من المسلمين والمسلمات امام ظغط المجتمع المنحرف ..وتبرز حدود ما تحفظه الصالحات بالغيب بما "حفظ الله" مع القنوت الطائع الراضي الودود..

اما غير الصالحات ..فهن الناشزات..

فماهو النشوز اذا؟؟؟


http://www.graaam.com/vb/up/uploaded3/127804_11177231921.gif


تعريف النشوز

من فعل نشز ينشز نشازاوفي اللغة: هو كل شيء ارتفع وعلاوامتنع، فكأن المرأة ارتفعت وتعالت عن حقوقها الواجبة التي فرض عليها إتيانها وامتعنت عن اداءها، وهذا هو معناها في اللغة، وأما في الاصطلاح فالنشوز هو: كراهية كل واحد من الزوجين صاحبه؛ لسوء عشرته أو عدم ملاءمته فيما بينهما، وهذا التعريف ينطبق عليهما جميعًا.

وأما إذا نظرنا إلى نشوز المرأة: هي معصيتها إياه وعدم إتيانها ما وجب عليها. هذا تعريف نشوز المرأة. فالأول: تعريف لهما جميعًا، والثاني: تعريف للمرأة.

التعريف الثالث هو تعريف للرجل: وهو كراهية الرجل أهله، والخوف من عدم إعطائها حقها، فيبين لها ذلك، فيقول: ليس لك أو لا أريد أن أظلمك، فإن شئت أن أطلقك أو شئت أن أسقط حقوقك.


http://www.graaam.com/vb/up/uploaded3/127804_11177231921.gif


الفصل الاول: نشوز المرأة:


ان المنهج الاسلامي لا ينتظر حتى يقع النشوز بالفعل وتعلن راية العصيان وتسقط مهابة القوامة وتنقسم المؤسسة الى معسكرين ..فالعلاج حين ينتهي به الامر الى هذا الوضع قلما يجدي..ولا بد من المبادرة في علاج مبادئ النشوز قبل استفحاله ،لان مآله الى فساد وتصدع وانهيار لايستقر معه سكن ولا طمأنينة ولا تصلح معه تربية ولا اعداد للناشئين والتي تفضي الى تشردهم فيها والى امراض نفسية وعصبية وبدنية..والله المستعان..

والنشوز بمقتضى تعريفه ومعرفتنا به فهو يشمل انواع من البوادر التي توحي بظهوره.. فعندما يخشى الزوج نشوز زوجته وهو عصيانها وعدم إعطاء حقه الذي فرض عليها، مثل أن تأتي إليه متبرمة أو ليست متجملة أو متثاقلة أو تعطيه حقه من الخدمة فهذا نوع من انواعه، وإذا حصل ذلك فوجب أن يرتب بينهما، وهذا الحكم الشرعي يا أخواني واخواتي من هذا الأمر دليل على أن الرباط بين الزوجين رباط أكيد ورباط وثيق، لا يجوز ولا ينبغي أن يتساهل فيه، ومعنى لا يجوز بمعنى أنه ينبغي أن نعلم أنه حكم شرعي، لا نقول كما كان أهل الغرب يصنعون ويمنعون من أصل الطلاق، فنقول: لا.. إن الطلاق شرعي، لكن لا ينبغي التسرع فيه؛ ولهذا جاء عند الدار قطني: أن النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((إنما الطلاق لمن أخذ بالساق))، وهو إشارة إلى أن الطلاق بيد الزوج؛ لأنه هو الذي أخذ بالشدة والكرب والنفقة وغير ذلك.

اذا فالامر خطير ولا بد من المبادرة باتخاذ الاجراءات المتدرجة في علاج علامات النشوز ..وفي سبيل صيانة المؤسسة من الفساد والضياع ..وابيح للمسؤول عنها ان يزاول بعض انواع التأديب ..لا للانتقام ولا للاهانة ولا للتعذيب ..ولكن لاصلاح ورأب الصدع في هذه المرحلة المبكرة منه:

((وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ )) [النساء: 34]

وهذا هو الاجراء الاول: الموعظة والوعظ..وهو عمل تهذيبي ..فهو اولا:يعظها ويذكرها بما له من الحق عليها وعقوبة ترك ذلك منها، مما يدل عليه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((ما من امرأة تبيت وزوجها غضبان عليها إلا لعنتها الملائكة حتى تصبح))، فهذا يدل على ماذا؟ يدل على أن الرجل يعظها بما له من الحق عليها، وبما أوجب النبي -صلى الله عليه وسلم-.

المعنى الثاني للوعظ:بأنه يبين لها أنها إن استمرت على نشوزها وارتفاعها وعدم إتيان الحق الذي وجب عليها فإن نفقتها والمبيت معها يسقط في ذلك؛ لأنها نشزت والنفقة والكسوة إنما وجبت؛ لأن المرأة سلمت نفسها للزوج ومكنته من نفسها، فإذا لم تمكنه من نفسها فقط سقط حقها، فيبين لها هذا فالوعظ حينئذ يكون من وجهين.

وعليه فانه لا ينبغي للرجل أن يتسرع في حرف الطاء، وترى طا، وترى طالق، وترى كذا، ولا ينبغي له ذلك، ينبغي أن يكون حرف الطاء بعيدًا، قبل ذكر العلاج الرباني والنبوي..

ولكن العظة قد لا تنفع لان هناك هوى غالبا اوانفعالا جامحا او استعلاء بجمال او بمال او بمركز عائلي او باي قيمة من القيم..فتنسى الزوجة انها شريكة في مؤسسة وليست ندا في صراع او مجال افتخار..هنا يأتي الاجراء الثاني ..حركة استعلاء نفسية من الرجل على كل ما تدل به المراة من جمال وجاذبية او قيم اخرى ترفع بها ذاتها عن ذاته..
والمضجع موضع الاغراء والجاذبية التي تبلغ فيها المرأة الناشز المتعالية قمة سلطانها فاذا استطاع الرجل ان يقهر دوافعه تجاهها فقد اسقط من يدها امضى اسلحتها وكانت في الغالب اميل الى التراجع والملاينة..على ان هناك ادبا معينا في هذا الاجراء يجب ان ننتبه اليه جيدا ،وهو ان لا يكون هجرا ظاهرا في غير مكان خلوة الزوجين ولا يكون هجرا امام الاطفال فيورث في نفوسهم شرا وفسادا ..ولا هجر امام الغرباء يذل الزوجة ويستثير كرامتها فتزداد نشوزا.. فالمقصود منه لا اذلال ولا افساد ..

والمعنى الثاني للهجر: في الكلام فينبغي ألا يزيد على ثلاث، لما جاء في الصحيحين أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالكلام))، قالوا: إن هذا حكم عام بين الزوجين وغيرهما إلا إذا كان الهجر لمصلحة دينية، فيجوز الزيادة على ثلاثة أيام، أما إذا الهجر لمصلحة دنيوية فلا يزيد عن ثلاثة أيام وهذا من الفقه..

ولكن هذه الخطوة قد لا تفلح كذلك..فهل سنترك المؤسسة تتحطم؟؟

ان هناك اجراء اخيروهو الضرب وان كان اعنف بعض الشيء ولكنه اهون واصغر من التحطيم والانهيار:

والذي يجب علينا ان نعلمه انه يمنع ان يكون تعذيبا للانتقام والتشفي ويمنع ان يكون للاهانة والتحقير ويمنع ان يكون للقسر والارغام على معيشة لا ترضاها..وليس المقصود منه الايلام..لأن الرجل إذا رفع يده على المرأة بمجرد الرفع ربما يقع ذلك في قلبها موقعًا فكيف لو ضربها؟ فإن ذلك أشد، ويحدد ان يكون ضرب تأديب غير مبرح مصحوب بعاطفة المؤدب المربي كما يزاول الاب مع ابناءه وكما يزواله المربي مع تلميذه..وان يكون بسواك او غيره والدليل عليه :ما جاء في تفسير هذه الآية قال ابن عباس: بعود من الأراك، وأيضًا قد جاء في الصحيحين أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((لا يضرب أحدكم أهله ضرب العبد))، وفي رواية البخاري ضرب الفحل: ((ثم يضاجعها آخر النهار))؛ لأنه لا يليق للرجل أن يضرب ثم يطلب أن تأت المرأة إليه وهي متزينة مبتهجة مسرورة، هذه النفوس تنفر، كما هو معلوم للجميع..

ولهذا الضرب شروط:

الاول: الا يبتدئ به الا بعد الوعظ والهجر..

الثاني: ألا يكون ضربًا مبرحًا شديدًا لتفسير هذه الآية وقوله -صلى الله عليه وسلم-: ((لا يجلد أحدكم امرأته جلد العبد ثم يضاجعها آخر النهار)).

الثالث: يجب عليه أن يتقي الوجه، والمواضع التي يخاف منها الموت، مثل الصدر أو الوجه، فإنه لا يجوز له ذلك، والمشكلة أيها الإخوة أن بعض الأزواج إذا أراد أن يضرب أهله يضربهم على الوجه، وقد نهى الشارع أن يُضرب الكافر على وجهه فكيف بالمسلم؟ فكيف بالزوجة التي بينهما من الوئام وغير ذلك؟!

ومعروف بالضرورة ان هذه الاجراءات كلها لا موضع لها في حالة الوفاق بين الشريكين في هذه المؤسسة الخطيرة ، وانما لمواجهة خطر التصدع والتشتت .وعلى اية حال فالذي يقررها هو الذي خلق وهو اعلم بمن خلق وكل جدال بعد قول العليم الخبير مهاترة..وهو سبحانه وتعالى يقررها في جو وملابسات تحدد صفتها وتحدد النية المصاحبة لها وتحدد الغاية من وراءها ،بحيث لا يحسب على منهج الله تلك المفهومات الخاطئة للناس في عهود الجاهلية حين يتحول الرجل جلادا -باسم الدين- وتتحول المراة رقيق -باسم الدين-او حين يتحول الرجل امرأة وتتحول المرأة رجلا او يتحول كلاهما الى صنف ثالث مائع -باسم التطور في فهم الدين- فهذه كلها اوضاع لا يصعب تمييزها عن الاسلام الصحيح ومقتضياته في نفوس المؤمنين..
وقد احيطت هذه الاجراءات بتحذيرات من سوء استعمالها فور تقريرها واباحتها ..
(( فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً )) [النساء: 34]

ولهذا فانها تقف عنده متى تحققت الغاية و هي "الطاعة"..وهي طاعة الاستجابة لا طاعة الارغام..فهذه الاخيرة لا تصلح لقيام مؤسسة الاسرة السليمة..

http://www.sh11sh.com/sh11sh1/50.gif


الفصل القادم ان شاء الله في نشوز الرجل ..

يتبع..

فانتظرونا ان شاء الله


اسال الله تعالى ان يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا

واسال الله تعالى ان يوفقنا الى كل خير وان يتقبل منا صالح الاعمال وان يرضنا عنا ويغفر لنا ويجيرنا من الزلل وينجينا من شياطين الانس والجن وان يبارك لنا وعلينا ويكرمنا بقاءه يارب اللهم ااامين

http://www.graaam.com/vb/up/uploaded2/3729_01175105463.gif

زبيدة احمد
29-06-2008, 06:17 PM
http://www.graaam.com/vb/up/uploaded3/127804_21177230108.gif



الفصل الثاني : نشوز الرجل



http://www.graaam.com/vb/up/uploaded3/127804_21177230292.gif



بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.

نحمد الله -سبحانه وتعالى- أن هدانا للإسلام، وأن أعاننا على الالتزام بالدين، وكلما كان المسلم ملتزمًا بدين الله -سبحانه وتعالى- عالمًا أحكام دينه وسننه وشرائعه كان لله أعرف، وكان لدينه أمسك، وكان له أثبت واحكم.

تكلمنا في المرة السابقة عن نشوز المراة وما يصاحبه من اثار سلبية واحكام وشروط وضوابط ثم نكمل ان شاء الله تعالى ونمضي في خطوة اخرى من التنظيم الاجتماعي في هذا المجتمع الذي كان الاسلام ينشئه بمنهج الله المتنزل من الملا الاعلى لا بعوامل التغير الارضية في عالم المادة او دنيا الانتاج..


http://www.vip70.com/smiles/data/f6.gif


في هذا الدرس ينظم المنهج الرباني حالة النشوز والاعراض حين يخشىوقوعها من ناحية الزوج..فتهدد امن المراة وكرامتها وامن الاسرة كلها كذلك ...ان القلوب تتقلب وان المشاعر تتغير والاسلام منهج حياة متكامل يعالج كل جزئية فيها ويتعرض لكل ما يعرض لها في نطاق مبادئه واتجاهاته وتصميم المجتمع الذي يرسمه وينشئه وفق هذا التصميم..



يقول الله تعالى: ((وَإِنْ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ)) سورة النساء 128



روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها في هذه الاية: ((هي المراة تكون عند الرجل لا يستكثر منها فيريد طلاقها ويتزوج عليها تقول: امسكني ولا تطلقني وتزوج غيري فانت في حل من النفقة والقسمة لي))


فاذا خشيت المراة ان تصبح مجفوة وان تؤدي هذه الجفوة الى الطلاق او الى الاعراض..وهنا بالمناسبة ينبغي أن نبين ما هذا الإعراض؟ الإعراض هو: عدم الارتياح. وكونه لا يرتاح، لا يسوغ للزوج أن يبقي امرأته معه ولا يعفها؛و يتركها كالمعلقة لا هي زوجة ولا هي مطلقة..لأنه يوجد أحيانًا بعض الرجال يبقي المرأة معه ولا يبين لها ذلك، فيقول: أنا مصروف أو غير ذلك، فلا يجوز له ذلك، بل ينبغي له أن يبين لها؛ لأن لها حق في البيتوتة وفي المعاشرة، فلابد له أن يعف المرأة، فإن لم يستطع، فلا يسوغ أن يبقيها خوفًا على أولاده كما يفعله بعض الناس، بل لابد أن يعطيها حقها؛ لأن حقها في العقد أولى من حقه في تربية أبنائه، وإن كان ينبغي له أن ينظر المصلحة في ذلك، ويقاوم نفسه ولا يتعلل بتعليلات العوام كما يقولون: أنا مصروف، أنا مسحور، أنا معيون، كل هذا أحيانًا تكون رغبات وأهواء تساغ، وتستساغ إذا قيل للناس عيب أو أنها سحر أو غير ذلك، وهذا كله من هوى النفس في الغالب .

لكن إذا أسقطت حقه.

أما أنها تطالبه بذلك، ويقول: لا..، أنا مصروف، فينبغي له أن يعالج، ويبحث عن العلاج الشرعي المعروف من الرقية ومن الطب أو غير ذلك، أما أن يبقى ويقول: أنا بهذه الطريقة؟ لا.. يسوغ له ذلك؛ لأن للمرأة حق. والله أعلم.


اذا في هذه المرحلة ليس حرج عليها ولا على زوجها ان تتنازل عن شيء من فرائضها المالية او فرائضها الحيوية كأن تترك له جزءا او كلا من نفقتها الواجبة عليه او ان تترك له قسمتها وليلتها ان كانت له زوجة اخرى يؤثرها وكانت هذه قد فقدت حيوتها او جاذبيتها..هذا كله اذا رات هي بكامل اختيارها وتقديرها لجميع ظروفها ان ذلك خير لها واكرم لها من الطلاق ..


http://www.vip70.com/smiles/data/f6.gif



ونبين هنا حقوق المرأة:

البيتوتة والنفقة والكسوة والسكنى. هذا حق المرأة، هذا حقها الواجب



الحق الباقي: الاستحباب؛ وهو قوله تعالى: ﴿( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ )﴾ ، بألا يستثقل هذا الأمر، والعجب أنك تجد أن بعض الناس يستثقل معاشرته أهله، بمعنى ملاطفته أهله، وهذا لا ينبغي له ذلك، ينبغي أن يقاوم نفسه، وأن يعدل خاصة إذا كان له زوجتان.

يقول المؤلف: "أن تسقط بإسقاط بعض حقوقه". تسقط النفقة أو تسقط الكسوة أو تسقط البيتوتة أو تسقط السكنى؛ لكن هذا الإسقاط هو نوع من الصلح بينهما، فلو أسقطت المرأة هذا الحق، حق السكنى مثلًا أو حق البيتوتة ورفض الزوج فنقول له: إذن لابد أن تعطيها حقها أو تطلق، فإن رفض فلابد أن يكون هناك صلح ورضا بينهما، أما أن تقول: أنا مسامحة، تأتي كيفما شئت، وكيفما اتفق، فهذا -حق أسقطته؛ لكن هذا الحق الذي أسقطته لها أن ترجع إليه، هذا الحق الذي أسقطته لها أن ترجع إليه، وعلى هذا فنقول: يجوز للمرأة بعد إبرام العقد أن تسقط بعض حقوقها ويكون هذا نوع من الإبراء، ودليله ما جاء في الصحيحين من حديث عائشة في قصة سودة، حينما أسقطت البيتوتة وجعلتها لعائشة فقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم،قالت في ذلك انزل الله تعالى جل ثناءه هذه الاية وفي اشباهها..



وقال في المغنى: ومتى صالحته على ترك شيء من قسمتها او نفقتها او على ذلك كله جاز..



ولها أيضًا أن ترجع عن هذا وتطالب زوجها بأن يعدل في البيتوتة أو يعدل في القسم، أو يعدل في الكسوة ونحو ذلك..((قال احمد في الرجل يغيب عن امرأته فيقول لها: ان رضيت على هذا والا فانت اعلم،فتقول رضيت فهو جائز، فان شاءت رجعت)) ورجوعها هذا دليله؛ لأن هذا -تأملوا أخواني واخواتي- هبة أعطته الزوج، والهبة تلزم بالقبض، وعلى هذا فما مضى قد قبض، وما لم يحصل -مستقبلًا- لم يتم قبضه فللإنسان الرجوع؛ لأن القاعدة أن الهبة تلزم بماذا؟ بالقبض، والأيام الماضية لا يسوغ لها أن تطالب زوجها بأن يعطيها حقوقها التي فاتته؛ لأنها هبة قد قبضت، تنازلت عنها، وأما ما كان في الأمر المستقبل فنقول: هبة لم تقبض، يجوز للإنسان أن يرجع إليها، مثلما لو قلت لك يا عبد الرحمن: سوف أعطيك ألف ريال هل يلزمني؟ لا يلزمني. هذا مذهب جماهير أهل العلم خلافًا لمالك؛ لأن مالكًا يقول: تلزم، إذا قال أبو عبد الرحمن: نعم. فيكون إيجاب وقبول، ولكن الجمهور قالوا: لا تلزم؛ لأنها لا تلزم إلا بالقبض.

واستدلوا على ذلك بما رواه ابن أبي شيبة أن أبا بكر قد أعطى عائشة شيئًا من التمر في مزرعة، ولم تقبضه عائشة حتى كان أبو بكر في مرضه الذي مات فيه، قال يا بُنيه: إني قد نحلتك شيئًا من ذلك، وأما اليوم فهو شركاء، فإنما أنتم فيه شركاء، وهذا يدل على أن الهبة إذا لم تقبض يجوز الرجوع فيها..



ثم يعقب الله تعالى على الحكم بان الصلح اطلاقا خير من الشقاق والجفوة والنشوز والطلاق



((وَالصُّلْحُ خَيْرٌ)) سورة النساء 128



فينسم على القلوب التي دبت فيها الجفاف والاعراض نسمة من الندى والايناس والرغبة في ابقاء الصلة الزوجية والرابطة العائلية..



http://www.vip70.com/smiles/data/f6.gif



ان الاسلام يتعامل مع النفس البشرية بواقعها كله فهو يحاول ان يرفع هذه النفس الى اعلى مستوى تهيئها له طبيعتها وفطرتها ..ولكنه في نفس الوقت ذاته لا يتجاهل حدود هذه الطبيعة والفطرة ولا يحاول ان يقسرها على ما ليس في طاقتها..


انه لا يهتف للنفس البشرية لتبقى على ضعفها وقصورها ولا ينشد لها اناشيد التمجيد وهي تتلبط في الوحل وتتمرغ في الطين -بحجة ان هذا هو واقع النفس- انه الوسط..انه الفطرة..انه المثالية الواقعية..او الواقعية المثالية..انه يتعامل مع الانسان بما هو انسان.

والانسان مخلوق عجيب وهو وحده الذي يضع قدميه على الارض وينطلق بروحه الى السماء في لحظة واحدة لا تفارق فيها روحه جسده ولا ينفصل الى جسد على الارض وروح في السماء..



والاسرة هي المؤسسة الاولى في الحياة الانسانية ..الاولى من ناحية انها نقطة البدئ التي تؤثر في كل مراحل الطريق ..والاولى من ناحية الاهمية لانها تزوال انشاء وتنشئة العنصر الانساني وهو اكرم عناصر هذا الكون في التصور الاسلامي..

والحمد لله رب العالمين

وما توفيقنا الا بالله

وفقني الله واياكم الى كل خير


http://www.vip70.com/smiles/data/f6.gif



المراجع:


_كتاب ظلال القران لسيد قطب

_كتاب فقه السنة للسيد السابقي

_موقع الاكاديمية الاسلامية

_المعجم العربي


http://www.graaam.com/vb/up/uploaded3/127804_21177230292.gif



وفي الختام : اسال الله تعالى الحنان المنان بديع السماوات والارض الحي القيوم ان يقضي حوائجنا ويتقبل منا صالح اعمالنا ويتجاوز عن سيئاتنا ويغفر لنا ذنوبنا ويرزقنا العلم النافع والعمل الصالح ويفرج همومنا وكروبنا ويتوب علينا انه هو التواب الرحيم



يتجدد لقاءنا في مواضيع اخرى ان شاء الله تعالى


تحيتي العطرة لكم جميعا


[IMG]http://img38.imageshack.us/img38/8772/rose1zj.gif[/IMG

هبه الغندور
30-06-2008, 03:19 AM
ماشاء الله تبارك الله


موضوع اكثر من رائع وطريقه عرض ممتازه


جزاك الله خير زبيده وجعله في ميزان حسناتك حبيبتي

تقبلي مروري

زبيدة احمد
30-06-2008, 06:53 PM
بروعة حضورك اختي الحبيبة

وماتوفيقنا الا بالله

جزاك ربي بالمثل وبارك الله فيك وعليك

ووفقك لكل خير

um-hajar
30-06-2008, 10:03 PM
جزاكي الله خيرا يا زبيده اسلوبك رائع في العرض و التحليل

و جعله الله في ميزان حسناتك

حقا انت مبدعه في جميع المجالات



http://www.hawahome.com/vb/nupload/94753_1213983596.gif

بعيده عن وطنها
01-07-2008, 02:34 AM
يعطيك الف عافية اخيتي
وجزاك الله الف خير
على هذا الموضوع الجميل

زبيدة احمد
01-07-2008, 09:14 PM
جزاكي الله خيرا يا زبيده اسلوبك رائع في العرض و التحليل

و جعله الله في ميزان حسناتك

حقا انت مبدعه في جميع المجالات



http://www.hawahome.com/vb/nupload/94753_1213983596.gif



اهلا وسهلا بك حبيبتي ام هاجر

سعيدة بحضورك الاروع

الله يسلمك ويعافيك

وجزاك ربي بالمثل وبارك الله فيك وعليك

.....Z.....Z.....Z

زبيدة احمد
01-07-2008, 09:15 PM
يعطيك الف عافية اخيتي
وجزاك الله الف خير
على هذا الموضوع الجميل

مرحبا بك اختي الكريمة

الله يهون عليك الغربة يا اختي

والله يعافيك ويسلمك

وجزاك ربي بالمثل

واهلا وسهلا بك

فتاة مؤمنة
01-07-2008, 09:48 PM
زبيدة خطيييييييرة

مشكوووووووووووورة

وجزاك الله خيرا

أختك
ــ@فوفو@ــــ

aam898
01-07-2008, 09:59 PM
اخواتي قد يقع في قلبوبكن من امر التخيير شيء وتقولن ان به (والعياذبالله )مهانة للمرأة او ضياع حقه
ولكن الله لطيف بعباده خبير بحوالهم
فوالله الذي لاإله إلا هو ان التخيير به من المصلحه والاكرام للمرأةالكثير
فلم يترك الرجل يفعل مايشاء دون حساب
فعندما يريد الرجل تضييع حقوق زوجته يقال له مكانك هذا ليسى لك خيرها فأن قبلت فلك ذاك وان رفضت فلتزم بحقوفها او طلقها لأنه لايحق لك تعليقها كما كان العرب يفعلون بالجاهليه
فكم امرأة معلقة تتمنى ان يطبق زوجها شرع الله ويخيرها لتتخلص من ماهي به

زبيدة احمد
02-07-2008, 05:47 PM
زبيدة خطيييييييرة

مشكوووووووووووورة

وجزاك الله خيرا

أختك
ــ@فوفو@ــــ

ههههه

ضحكتني اضحك الله سنك


شرفني مرورك يا الغلا

اهلا وسهلا فيك

العفوووووووووووو حبيبتي

وجزاك ربي بالمثل

:rroo::rroo::rroo:

زبيدة احمد
02-07-2008, 05:49 PM
اخواتي قد يقع في قلبوبكن من امر التخيير شيء وتقولن ان به (والعياذبالله )مهانة للمرأة او ضياع حقه
ولكن الله لطيف بعباده خبير بحوالهم
فوالله الذي لاإله إلا هو ان التخيير به من المصلحه والاكرام للمرأةالكثير
فلم يترك الرجل يفعل مايشاء دون حساب
فعندما يريد الرجل تضييع حقوق زوجته يقال له مكانك هذا ليسى لك خيرها فأن قبلت فلك ذاك وان رفضت فلتزم بحقوفها او طلقها لأنه لايحق لك تعليقها كما كان العرب يفعلون بالجاهليه
فكم امرأة معلقة تتمنى ان يطبق زوجها شرع الله ويخيرها لتتخلص من ماهي به

صدقتي اختي العزيزة

تعليق رائع وجميل

وتشريفك اجمل


اهلا وسهلا بك

وجزاك ربي خيرا :30:

بسمات المدينة
25-02-2018, 12:05 AM
https://forum.hawahome.com/clientscript/ckeplugins/picwah/images/extra11.gif

ليدي الامورة
20-08-2019, 12:58 AM
جميييييييييييل