همام
01-10-2003, 08:47 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
إن الكلام عن حسن الخلق حديث ذو شجون ..
ولكني أرى حصره في نقطتين رئيستين ..
أما الأولى : فإن لطبيعة الإنسان ولبيئته المحيطة به دوراً مهماً في تكوين شخصيته ، ولذا نجد الشخص الذي تربى في الصحراء متنقلاً من خيمة لأخرى ، ليس كذاك الذي نشأ في قرية زراعية ...
فالأول قد يكون فيه الجفاء والآخر قد يكون فيه الصفاء ،،
وحتى الاستعداد النفسي - وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء - يختلف من شخص لآخر .. فقد تجد بعض الناس يتقبل الحق وينقاد إليه ، ومنهم من سصعر خده و يعرض عنه .. وذاك لأن الأول قد هيأ الله له القبول ، والآخر لم يرد الله منه ذلك ، وهذا بالطبع لا يبرر مقولة الجبرية الخاطئة في احتجاجهم بالقدر وسابق العلم ...
إن الأخلاق قد تكون جبلية قد طبع الله عليها الشخص-وذاك فضل منه تعالى- ، وقد تكون مكتسبة بالمران والتمرس ...
ولقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لأشج عبد قيس - رئيس وفد هجر - حين وفدوا على النبي صلى الله عليه وسلم : (( إن فيك خصلتين يحبهما الله ورسوله ، الحلم والأناة )) ، قال : يا رسول الله ، أهما خلقان تخلقت بهما أم جبلت عليهما ؟ قال : (( بل جبلت عليهما )) فقال : الحمد لله الذي جبلني على خلقين يحبهما الله ورسوله .
ومن هنا ننطلق إلى النقطة الثانية ، وهي بأن الإنسان بإمكانه أن يغير سلوكه ، وأن يغير طبيعته بأن يهتدي إن كان ضالاً ، أو أن يكتسب الفضائل التي لم تكن موجودة عنده في أصل الجبلة ؛ كالكرم والشجاعة وبذل المعروف غيرها من معالي الأخلاق ، وذلك لا يتحقق - من وجهة نظري- إلا بشروط :
1-بالنسبة للأخلاق ، كون الخلق من الأخلاق الفاضلة التي دعا إليها الإسلام أو أقرها العرف مما لا يخالف الإسلام .
2-إقناع النفس بضرورة التغيير ، فإن ركون النفس إلى واقعها واصطناع التبريرات لذلك الركون لن يجدي في مسألة التغيير ...
فقد يكون الشخص جباناً ويعلم بأن الشجاعة خلق فاضل يجب عليه أن أتخلق به ..
ولكن تقفز له نفسه لتقول : لا تكن مثل فلان إنه متهور !! ارْضَ بالسلامة !! ما لك وللآخرين ؟!! ، وهكذا ، تأتي التبريرات لتسهل على النفس الركون والإخلاد إلى الخلق السيء الجبن .
وفي جانب الهداية والاستقامة لو تأملنا كيف كان رد الكفرة على دعوة التوحيد كما حكى الله تعالى عنهم : { إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون } ، عللوا إعراضهم عن الحق بعد معرفتهم له واستيقانهم بصدق مخبره ، عللوا ذلك بأنهم لا يريدون مخالفة ما كان عليه آباؤهم !!
3-توفيق الله تعالى للعبد ، بأن ييسر له الهدى ، جاء في الحديث الذي رويناه في صحيح مسلم ومسند الإمام أحمد و أخرجه غيرهما من حديث أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم عن الله تعالى أنه قال : (( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا .... يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم .. )) ، فلابد من طلب الهداية والتغيير من الله تعالى والرغبة إليه في ذلك مع صدق التوجه والإلحاح .
4- مجاهدة النفس والمصابرة والمثابرة ، فإن المرء الشحيح البخيل لن يكون بين يوم وليلة كريماً جواداً ، وضعيف الإيمان لا بد له من مجاهدة ليقوي إيمانه ، وقليل العلم لا بد له من مجاهدة لينال العلم ، وهكذا ،،
نعم .. إن الحياة مجال للكد والتعب .. وإنها لقصيرة ، ونحن محاسبون على كل ما نتفوه به ونقوله ونعمله .. والحصيف منا من استعد في الفانية للباقية ، وتخفف من أحماله ليسرع السير إلى ربه ليرضى عنه ..
والله تعالى أسأل أن يمن علي وعليكم بالتوبة النصوح ، وأن يهدينا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا هو سبحانه ، وأن يصرف عنها سيئها لا يصرف عنا سيئها إلا هو سبحانه ...
إن الكلام عن حسن الخلق حديث ذو شجون ..
ولكني أرى حصره في نقطتين رئيستين ..
أما الأولى : فإن لطبيعة الإنسان ولبيئته المحيطة به دوراً مهماً في تكوين شخصيته ، ولذا نجد الشخص الذي تربى في الصحراء متنقلاً من خيمة لأخرى ، ليس كذاك الذي نشأ في قرية زراعية ...
فالأول قد يكون فيه الجفاء والآخر قد يكون فيه الصفاء ،،
وحتى الاستعداد النفسي - وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء - يختلف من شخص لآخر .. فقد تجد بعض الناس يتقبل الحق وينقاد إليه ، ومنهم من سصعر خده و يعرض عنه .. وذاك لأن الأول قد هيأ الله له القبول ، والآخر لم يرد الله منه ذلك ، وهذا بالطبع لا يبرر مقولة الجبرية الخاطئة في احتجاجهم بالقدر وسابق العلم ...
إن الأخلاق قد تكون جبلية قد طبع الله عليها الشخص-وذاك فضل منه تعالى- ، وقد تكون مكتسبة بالمران والتمرس ...
ولقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لأشج عبد قيس - رئيس وفد هجر - حين وفدوا على النبي صلى الله عليه وسلم : (( إن فيك خصلتين يحبهما الله ورسوله ، الحلم والأناة )) ، قال : يا رسول الله ، أهما خلقان تخلقت بهما أم جبلت عليهما ؟ قال : (( بل جبلت عليهما )) فقال : الحمد لله الذي جبلني على خلقين يحبهما الله ورسوله .
ومن هنا ننطلق إلى النقطة الثانية ، وهي بأن الإنسان بإمكانه أن يغير سلوكه ، وأن يغير طبيعته بأن يهتدي إن كان ضالاً ، أو أن يكتسب الفضائل التي لم تكن موجودة عنده في أصل الجبلة ؛ كالكرم والشجاعة وبذل المعروف غيرها من معالي الأخلاق ، وذلك لا يتحقق - من وجهة نظري- إلا بشروط :
1-بالنسبة للأخلاق ، كون الخلق من الأخلاق الفاضلة التي دعا إليها الإسلام أو أقرها العرف مما لا يخالف الإسلام .
2-إقناع النفس بضرورة التغيير ، فإن ركون النفس إلى واقعها واصطناع التبريرات لذلك الركون لن يجدي في مسألة التغيير ...
فقد يكون الشخص جباناً ويعلم بأن الشجاعة خلق فاضل يجب عليه أن أتخلق به ..
ولكن تقفز له نفسه لتقول : لا تكن مثل فلان إنه متهور !! ارْضَ بالسلامة !! ما لك وللآخرين ؟!! ، وهكذا ، تأتي التبريرات لتسهل على النفس الركون والإخلاد إلى الخلق السيء الجبن .
وفي جانب الهداية والاستقامة لو تأملنا كيف كان رد الكفرة على دعوة التوحيد كما حكى الله تعالى عنهم : { إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون } ، عللوا إعراضهم عن الحق بعد معرفتهم له واستيقانهم بصدق مخبره ، عللوا ذلك بأنهم لا يريدون مخالفة ما كان عليه آباؤهم !!
3-توفيق الله تعالى للعبد ، بأن ييسر له الهدى ، جاء في الحديث الذي رويناه في صحيح مسلم ومسند الإمام أحمد و أخرجه غيرهما من حديث أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم عن الله تعالى أنه قال : (( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا .... يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم .. )) ، فلابد من طلب الهداية والتغيير من الله تعالى والرغبة إليه في ذلك مع صدق التوجه والإلحاح .
4- مجاهدة النفس والمصابرة والمثابرة ، فإن المرء الشحيح البخيل لن يكون بين يوم وليلة كريماً جواداً ، وضعيف الإيمان لا بد له من مجاهدة ليقوي إيمانه ، وقليل العلم لا بد له من مجاهدة لينال العلم ، وهكذا ،،
نعم .. إن الحياة مجال للكد والتعب .. وإنها لقصيرة ، ونحن محاسبون على كل ما نتفوه به ونقوله ونعمله .. والحصيف منا من استعد في الفانية للباقية ، وتخفف من أحماله ليسرع السير إلى ربه ليرضى عنه ..
والله تعالى أسأل أن يمن علي وعليكم بالتوبة النصوح ، وأن يهدينا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا هو سبحانه ، وأن يصرف عنها سيئها لا يصرف عنا سيئها إلا هو سبحانه ...