المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : آداب الحوار بين الاب والابن



ام الجود
26-11-2004, 09:16 AM
آداب الحوار بين الاب والابن

نسيج/ خاص: الحوار نوع من الحديث بين شخصين يتبادلان أطرافه بطريقة ما، فلا يستأثر به أحدهما دون الآخر، ويغلب عليه الهدوء والبعد عن الخصومة والتعصب، ومن أهم مميزاته أنه يقارب بين وجهات نظر المربي وابنه، مما يوجد حالة من الرضا والاحترام المتبادل، ويعمل على إزالة الحواجز والمشكلات بينهما.
وفي هذا الإطار يشير الباحث الاجتماعي أكرم عثمان إلى أنه من الأهمية بمكان أن يكون أسلوب الحوار من قبل أولياء الأمور أسلوباً عفوياً غير مباشر، لاسيما أن الأسلوب الإملائي ينفر الأبناء ويدفعهم نحو التمرد والعصيان، كما أن الحوار الذي يخاطب العقل والعاطفة معاً، هو الأمثل والأنجح على الإطلاق، خاصة في مرحلة الشباب، وإن إعطاء الأبناء الحرية في إبداء الرأي والمناقشات من خلال حوار هادف وبناء، يشعرهم بالأهمية وبوجودهم ككيان مستقل له احترامه، مما يسهم في زيادة التعاون واللحمة مع مجتمع الكبار، وينمي قدراتهم وميولهم بشكل أفضل.
ويحث القرآن على التشاور والحوار، قال تعالى: وجادلهم بالتي هي أحسن(النحل:125)، وفي قوله سبحانه: قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير (1) (المجادلة)، فالجدل لم يؤمر به، ولم يمدح في القرآن على الإطلاق، بل جاء مقيداً بلفظ (الحسنى)، مشيراً إلى أن كل جدل حوار، وليس كل حوار جدلاً، لكن ربما تحول الحوار إلى جدل، كما في سورة المجادلة، ولنا في رسولنا الكريم خير قدوة، فقد كان { يخاطب الشباب ويحاورهم ويعاملهم معاملة طيبة، تشعرهم بالقيمة والأهمية والاعتزاز والثقة، مما يدفعهم إلى الإقبال على الحياة بروح قوية، بعيداً عن كل ضعف أو تردد أو هوان، كما كان { يخاطب الفطرة السليمة والعقل العام بأسلوب فطري غير ذي عوج، يفهمه العوام كما يتذوقه الخواص، فكلامه كالماء الزلال السلسال الذي يستسيغه ويحتاج إليه كل واحد، بل كان يعيد الكلمة ثلاثاً لكي تحفظ عنه، فتستقر استقراراً تاماً في فكر ونفس المستمع.
المحاور الناجح لا يستأثر بالكلام لنفسه، بل يكون رباناً داخل سفينة الحوار، مما يمكنه من العودة بتلك السفينة إلى مسارها الصحيح كلما انحرفت عنه، ومن صفاته: اللياقة، وهدوء البال، وحضور البديهة، والنفوذ وقوة الشخصية وقوة الذاكرة والأمانة والصدق وضبط النفس والتواضع والعدل والاستقامة ودماثة الأخلاق.
عندما نبني جسوراً للحوار مع الأبناء، فإننا نزرع فيهم ثقتهم بأنفسهم وبالآخرين الذين يولون اهتماماً واضحاً لاستيعاب الشباب وإعطائهم دورهم في التعبير عن أنفسهم، وإبراز كيانهم المستقل وتعزيز مكانتهم بما يتناسب مع قدراتهم وإمكاناتهم، موضحاً أن سلاح (المربي) هو القول اللين والكلام الهادئ، والحديث الرقيق والنفس الراضية الوديعة، مؤكداً أنه على المحاور أن يترك كل رغبة في الغلبة والانتصار على من (يحاوره)، بل عليه إذا أحس أن الحديث سيتحول إلى مناظرة جدلية أن يكف عن المضي فيه بأدب وحكمة ولباقة.
ومن الضروري أن تعطي لمحاورك فرصة للانتصار بين الفينة والأخرى، ولا تستأثر بالنصر وإلا كنت أنانياً، متسبباً في المشاحنات والنزاعات؛ لأن هدفك الأساسي من الحوار هو إثبات الجدارة وتقزيم الأبناء وتحجيم دورهم.
ويشير د.أكرم إلى أن الناجحين حققوا نجاحاتهم؛ لأنهم يعرفون كيف يحصلون على ما يريدون، ولا شك أن للأسلوب الذي نستخدمه تأثيره الكبير في حصولنا على ما نريد، عليك أولاً أن تكون محاوراً متمكناً، وأفضل طريقة لذلك أن تصبح مستمعاً جيداً، وتراعي في أسلوب الحوار استخدام عنصر التشويق والإثارة، فهذا من شأنه لفت انتباه المراهق والاستحواذ على اهتمامه.
وحذر من إشعار الأبناء بالاستهتار بأحاديثهم ومناقشاتهم، مهما كانت بسيطة وسطحية، فهذا مدعاة إلى الشعور بالسخرية من أفكارهم واتجاهاتهم، إنما الأفضل أن يكون حواراً متفاعلاً ومبهجاً يزيح عن كاهلهم القلق والانزعاج، فهم بحاجة إلى المساندة الوجدانية التي تتمثل في مشاركتهم والتعبير عن مشاعرهم، ومن الأهمية بمكان أن نشير إلى أن الحوار البناء يتطلب منا ألا نبدي كل ملاحظاتنا دفعة واحدة.
وحول كيفية بناء حوار بناء مع الأبناء يرى عثمان ضرورة اتباع الآتي:
1 الإيجاز في التحدث، من أجل التركيز الفعلي على صلب الموضوع.
2 التحدث بتأنٍ، حتى يسهل على المستمع استيعاب الكلام، كما يعطي فرصة لتسلسل الأفكار وترتيبها على أسس علمية.
3 التأني في الحديث يقلل النسيان والتلعثم.

أم البدر
26-11-2004, 11:11 PM
بارك الله فيكِ ...ام الجود ..
موضوع قيم ومفيد ...

أمل الأمه
27-11-2004, 02:33 PM
شكراً لك اختي الكريمه

آسية
29-11-2004, 12:32 AM
أختيارك رائع
بوركتي اختي:)

ليدي الامورة
13-11-2019, 09:11 PM
https://almraah.net/imgcache/2/464304women.imgcache