المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ابداع فريق اللألئ المحمديه( السيره النبويه+فلاشات عن الحبيب )



سعادتي طاعة ربي
27-07-2008, 02:40 AM
حبيباتي هنا سوف نضع المواضيع التي سوف تقومون بها ويمنع منعا باتا الردود لاننا نود ان نجعل هذا المتصفح مثل كتاب حول السيره من انتاجنا واي رد سوف نقوم بحذفه حبيباتي لاباس كل عضوه من الفريق تكتب موضوع خاص بها مع مراعاه الا تكرره مع اختها بارك الله بكم ولا حرمكم الاجر
انتظركم أبدعاتكم يالغاليات

نوووته
27-07-2008, 06:23 AM
http://www7.0zz0.com/2008/08/02/00/994909740.gif
النبي الطفل
http://www7.0zz0.com/2008/08/02/00/994909740.gif
http://www.hawahome.com/vb/nupload/70402_1217128116.bmp


للعظماء شأنهم المبكر منذ ولادتهم ، فكيف إذا كان العظيم هو

محمدصلى الله عليه وسلم ،


سيد الخلق ، وأفضل الرسل ، وخاتم الأنبياء ، الذي أحاطته الرعاية الربانية ،

والعناية الإلهية منذ الصغر ، بحيث تميّزت طفولته عن بقيّة الناس ،

وكان ذلك من تهيئة الله له للنبوّة .


ففي صبيحة يوم الإثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول


من عام الفيل وُلد أكرم الخلق - صلى الله عليه وسلم – في مكة المكرمة ،


وفي أشرف بيت من بيوتها ونسبه – صلى الله عليه وسلم – من أطهر الأنساب ،


حيث لم يختلط بشيءٍ من سفاح الجاهليّة

وقد نشأ - صلى الله عليه وسلم – يتيماً ،


حيث توفّي والده عند أخواله في المدينة قبل مولده ،

فتولى أمره جدّه عبد المطلب ، الذي اعتنى به أفضل عناية ، وشمله بعطفه واهتمامه ،

واختار له أكفأ المرضعات ، فبعد أن أرضعته


ثويبة مولاة أبي لهب ، دفع به إلى حليمة السعدية ،

فقضى النبي – صلى الله عليه وسلم – الأيّام الأولى


من حياته في بادية بني سعد ،

ليلقى من مرضعته حليمة كل عناية ، مع حرصها على بقائه عندها حتى بعد إكمال السنتين ،

لما رأت من البركة التي حلّت عليها بوجوده – صلى الله عليه وسلم - ،


حيث امتلأ صدرها

بالحليب بعد جفافه ، حتى هدأ صغارها وكفّوا عن البكاء جوعاً ، وكانت ماشيتها في السابق

لا تكاد تجد ما يكفيها من الطعام ، فإذا بالحال ينقلب عند مقدم رسول الله – صلى الله عليه وسلم –

حتى زاد وزنها وامتلأت ضروعها باللبن ، ومن أجل ذلك تحايلت حليمة لإقناع والدة النبي –

صلى الله عليه وسلم – بضرورة رجوعه إلى البادية بحجّة الخوف عليه من وباء مكّة .

وهكذا أمضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم –


سنواته الأولى في صحراء بني سعد ،

فنشأ قوي البنية ، سليم الجسم ، فصيح اللسان ، معتمداً على نفسه ،

حتى كانت السنة الرابعة من مولده ، حين كان - صلى الله عليه وسلم – يلعب

مع الغلمان وقت الرعي ، فجاءه جبريل عليه السلام مع ملك آخر ، ، فأمسكا به وشقّا صدره

، ثم استخرجا قلبه ، وأخرجا منه قطعة سوداء فقال جبريل : " هذا حظ الشيطان منك " ،

ثم غسلا قلبه وبطنه في وعاء من ذهب بماء زمزم ، ثم أعاده إلى مكانه ، والغلمان

يشاهدون ذلك كلّه ، فانطلقوا مسرعين إلى مرضعته وهم يقولون :

" إن محمداً قد قُتل، وأقبل النبي – صلى الله عليه وسلم –

وهو يرتعد من الخوف ،

فخشيت حليمة أن يكون قد أصابه مكروهٌ ، فأرجعته إلى أمّه ، وقالت لها :

" أدّيت أمانتي وذمّتي " ، ثم أخبرتها بالقصّة ،

فلم تجزع والدته لذلك ، وقالت لها :

" إني رأيت خرج مني نورٌ أضاءت منه قصور الشام وبهذه الحادثة الكريمة ،

نال -صلى الله عليه وسلم- شرف التطهير من حظ الشيطان ووساوسه،

ومن مزالق الشرك وضلالات الجاهليّة ، مع ما فيها من دلالةٍ على الإعداد الإلهيّ للنبوّة والوحي منذ الصغر .

اميرة_العطاء
27-07-2008, 09:32 PM
بسم الله الرحمن الرحيم...

تقول آمنة : حملته فما أحسست بالحمل، ولما ولدته ولدته ساجداً على الأرض، ومن أول لحظة وهو يسجد لله الواحد الأحد، وقبل أن تلده بليلة رأت كأن نوراً خرج منها فأضاءت له قصور الشام ، وقبل أن تلده مات أبوه فنشأ يتيماً، واستمرت معه فترةً ثم ماتت، فبقي اليتيم عليه الصلاة والسلام في اليتم والفقر والظمأ والجوع؛ ليتعلق بالله، وذهبت به حليمة السعدية إلى بادية بني سعد ، قالت حليمة : كنا في فقر مدقع، وفي سنة مجدبة والله ما أمطرت علينا ذاك العام قطرة، ولا نبتت في مراوحنا نبتة، فما وصل عليه الصلاة والسلام وهو طفل إلى ديار بني سعد ، إلا وغمامة ملأت السماء فأمطرت حتى سالت الأودية، وامتلأت الأودية عشباً أخضر، وحلبوا حتى ملئوا الآنية، وكانوا في رغد من العيش.

وإن الكريم إذا أقام ببلدة سال النضار بها وقام الماء


تقول حليمة وقد أسلمت رضي الله عنها: كان إذا أظلم الليل، خرج صلى الله عليه وسلم من الخيمة وهو طفل عمره سنتان، ينظر ويتفكر في النجوم، لا إله إلا الله! طفل عمره سنتان يتفكر في النجوم والسماء في الليل، سبحان من علمه! وسبحان من أحكم إرادته! وسبحان من أنبته نباتاً حسناً!

ترده إلى الخيمة، فيخرج وسط الليل لينظر في السماء، من خلق السماء؟ ومن خلق النجوم؟ ومن أبدع الكون؟

اميرة_العطاء
27-07-2008, 09:41 PM
وأزيد على اختي الغاليه نوووته في قصة شق الصدرر...


ولذلك يقول بعض المفسرين في قوله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ [الشرح:1] أي: يوم شققنا صدرك، ثم وسعناه فكان واسعاً حكيماً حليماً رحيماً، فلما شقا صدره، أخذا العلقة السوداء- وما منا إلا وفيه علقة سوداء، يجتمع فيها الحسد والحقد والخيانة والغل فقطعوها، وأخرجوها، ثم غسلوا قلبه بماء زمزم، ثم ملئوا -بإذن الله- قلبه حكمةً وإيماناً، ثم ردوا صدره وخاطوه؛ حتى يقول أنس كنت أرى أثر الشق والرسول عليه الصلاة والسلام في الستين من عمره.

ثم أقاموه، وأتى وهو خائف إلى أمه من الرضاعة حليمة ، وأخبرها الخبر، فردته إلى مكة .

وعاد -وهو صبي- يتدرج في الكرامة والعزة والرفعة، ما سجد لصنم، ولا شرب خمراً، ولا خان، ولا سرق، ولا كذب، ولا غش، وفي صحيح مسلم :{كان يمرُّ في وديان مكة ، فيراه الحجر فيقول الحجر: السلام عليك يا رسول الله! ويراه الشجر فيقول الشجر: السلام عليك يا رسول الله } قبل النبوة، يسلم عليه الشجر والحجر، فيفزع ويخاف وينظر فلا يرى شيئاً.

اللهم صلي وسلم على رسووول الله محمد صلى الله عليه وسلم.
بسم الله الرحمن الرحيم
قالت مرضعة الرسول صلى الله عليه وسلم قدمنا منازلنا من بلاد بني سعد . وما أعلم أرضا من أرض الله أجدب منها . فكانت غنمي تروح علي حين قدمنا به معنا شباعا لبنا . فنحلب ونشرب . وما يحلب إنسان قطرة لبن ولا يجدها في ضرع . حتى كان الحاضرون من قومنا يقولون لرعيانهم ويلكم اسرحوا حيث يسرح راعي بنت أبي ذؤيب فتروح أغنامهم جياعا ما تبض بقطرة لبن وتروح غنمي شباعا لبنا ، فلم نزل نتعرف من الله الزيادة والخير حتى مضت سنتاه وفصلته ; وكان يشب شبابا لا يشبه الغلمان فلم يبلغ سنتيه حتى كان غلاما جفرا .

قالت فقدمنا به على أمه ونحن أحرص شيء على مكثه فينا ; لما كنا نرى من بركته . فكلمنا أمه وقلت لها : لو تركت بني عندي حتى يغلظ فإني أخشى عليه وبأمكة قالت فلم نزل بها حتى ردته معنا .

وهكذا بقي رسول الله صلى الله عليه وسلم في بني سعد حتى إذا كانت السنة الرابعة أو الخامسة من مولده وقع حادث شق صدره

وخشيت عليه حليمة بعد هذه القعة حتى ردته إلى أمه فكان عند أمه إلى أن بلغ ست سنين ورأت آمنة وفاء لذكرى زوجها الراحل لأن تزور قبره بيثرب فخرجت من مكة قاطعة رحلة تبلغ خمسمائة كيلوا مترآ ومعها ولدها اليتيم محمد عليه الصلاة والسلام وخادمتها أم أيمن وجده عبد المطلب فمكثت شهرآ وبعدها مرضت وهي راجعة وألح عليها المرض حتى توفيت بالأبواء بين مكة. والمدينة

إلى جده العطوف

وعاد به عبدالمطلب إلى مكة وكانت مشاعر الحنو في فؤاده تربوا نحو حفيده اليتيم الذي أصيب بوفاة أمه نكأ عليه الجروح القديمة فرق عليه رقة لم يرقها على أحد من أولاده

إكرام جده عبد المطلب له صلى الله عليه وسلم وهو صغير
قال ابن إسحاق : فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم مع جده عبد المطلب بن هاشم ، وكان يوضع لعبد المطلب فراش في ظل الكعبة ، فكان بنوه يجلسون حول فراشه ذلك حتى يخرج إليه لا يجلس عليه أحد من بنيه إجلالا له ؟ قال فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي وهو غلام جفر حتى يجلس عليه فيأخذه أعمامه ليؤخروه عنه فيقول عبد المطلب ، إذا رأى ذلك منهم دعوا ابني ، فوالله إن له لشأنا ، ثم يجلسه معه على الفراش ويمسح ظهره بيده ويسره ما يراه يصنع .

كفالة أبي طالب لرسول الله صلى الله عليه وسلم فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد عبد المطلب مع عمه أبي طالب وكان عبد المطلب - فيما يزعمون - يوصي به عمه أبا طالب وذلك لأن عبد الله أبا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا طالب أخوان لأب وأم أمهما فاطمة بنت عائذ بن عمران بن مخزوم

عاش الرسول صلى الله عليه وسلم يتيما فمات أبوه ، وماتت أمه ، ثم تولاه جده عبد المطلب حتى مات وهو في سن الثامنة ، ثم رباه عمه أبو طالب ، وقد شب رسول الله صلى الله عليه وسلم محفوظا من الله تعالى بعيدا عن أقذار الجاهلية وعاداتها كعبادة الأصنام وشرب المسكرات وعمل المعاصي والذنوب ، فكان أفضل قومه ، وأحسنهم خلقا ، وأصدقهم حديثا ، وأشدهم حياء ، وأعظمهم أمانة ... حتى لقبوه ( الأمين ) 0

فكان : يصل رحمه ، ويكرم ضيفه ، ويعين على البر والتقوى ، ويأكل من عمل يده .. فاشتغل في الرعي وفي التجارة ، فكان أمينا ومباركا ... .

نوووته
28-07-2008, 02:52 AM
نكمل الحديث عن المصطفى صلى الله عليه وسلم


ومكث النبي – صلى الله عليه وسلم - في مكّة يتربّى في أحضان والدته ،

ولما بلغ عمره ست سنين توفيت أمه في قريةٍ يُقال لها " الأبواء "


بين مكّة والمدينة ، فعوّضه جدّه عبدالمطلب حنان والديه ، وقرّبه


إليه وقدّمه على سائر أبنائه ، وفي يومٍ من الأيام أرسل عبدالمطلب

النبي – صلى الله عليه وسلم – للبحث عن ناقة ضائعة ، فتأخّر في العودة


حتى حزن عليه جدّه حزناً شديداً ، فجعل يطوف بالبيت وهو يقول :

رب رد إلي راكبي محمدا رده رب إلي واصطنع عندي يدا


ولما عاد النبي – صلى الله عليه وسلم – قال له : " يا بني ، لقد جزعت عليك


جزعاً لم أجزعه على شيء قط ، والله لا

أبعثك في حاجةٍ أبداً ، ولا تفارقني بعد هذا أبداً " .

واستمرّت هذه الرعاية طيلة سنتين حتى توفّي عبدالمطلب

وللنبي – صلى الله عليه وسلم – ثمان سنين ، فكفله عمّه أبو طالب


وقام بحقه خير قيام ، وقدمه على أولاده ،

واختصّه بمزيد احترام وتقدير ، ولم يزل ينصره ويبسط عليه حمايته ، ويُصادق ويُخاصم من أجله طوال أربعين سنة ،

حتى توفّي قبيل الهجرة بثلاث سنين .

ومن هنا نرى كيف توالت الأحزان في طفولة النبي - صلى الله عليه وسلم – وتركت


أثرها في قلبه ، وهو جزءٌ من


التقدير والحكمة الإلهيّة في إعداد هذا النبي الكريم ؛ حتى لا يتأثّر بأخلاق الجاهلية القائمة على معاني الكبر


والاستعلاء ، فكانت تلك الأحزان سبباً في رقّة قلبه واكتسابه لمكارم الأخلاق ، حتى


صدق فيه وصف خديجة رضي الله عنه : " يحمل الكَلَّ، ويكسب المعدوم ، ويُقري الضيف ، ويُعين على نوائب الحق "
http://www.hawahome.com/vb/nupload/70402_1217331440.jpg


عناية الله تعالى بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم في طفولته:

نشأ عليه الصلاة والسلام - مع يُتمه - مَرعياً برعاية الله تعالى،

مهذباً أحسن تهذيب، عفيفاً أديباً أميناً، حتى عُرف بين أهله وقومه

بذلك، ونال إعجابهم وحبهم، فأكبروا أدبه وخلقه.

كان أبو طالب عم الرسول صلى الله عليه وسلم يقرّب إلى صبيانه صحفتهم

- أي إناء طعامهم-، فيجلسون وينتهبون، ويكف رسول الله صلى الله عليه وسلم

لا ينتهب معهم،

http://www.hawahome.com/vb/nupload/70402_1217331523.gif

فلما رأى ذلك عمه، عزل له طعامه على حدة.

قال أصحاب السير: عاش صلى الله عليه وسلم، ولم يكن له مؤدب ظاهر يعتني بتـثقيفه،

أو مربّ معروف يتولى تهذيبه، إلا سلامة الفطرة،

وسموّ الغريزة، وطهارة العقيدة، والاعتصام بالفضيلة... ولم يكن صلى الله عليه وسلم

في نشأته

جارياً على المألوف في الصبيان، من تأثر عقولهم ونفوسهم بما يرون

ويسمعون ويحسون في بيئتهم، ولو جرى الأمر على ذلك. لشارك قومه في

تعظيم الأصنام وعبادتها ولانغمس في ضلالات الوثنية

وأوهامها، ولكن عناية الله قد تكفلت بتربيته، فنشأ على أكمل ما تتحلى به النفوس من جميل الصفات، وحميد

الخصال، ولم يسجد لصنم من الأصنام، ولم يشارك قومه في

عيد من أعيادهم، ولم يذق لحوم قرابينهم، ولا عجب فقد حدّث عن نفسه فقال:


[أدبني ربي فأحسن تأديبي].

(قال ابن تيمية عن هذا الحديث معناه صحيح ولكن ليس له إسناد ثابت).


قال الحافظ ابن كثير في كتابه "البداية والنهاية".

قال محمد بن إسحاق: شبّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يكلؤه الله

ويحفظه ويحوطه من أدناس الجاهلية، لما يريد

من كرامته ورسالته: حتى بلغ أن كان رجلاً أفضل قومه مروءة، وأحسنهم

خلقاً، وأكرمهم حسباً، وأحسنهم جواراً، وأعظمهم حلماً، وأصدقهم

حديثاً، وأعظمهم أمانة، وأبعدهم عن الفحش والأخلاق التي تدنس الرجال،

تنـزّهاً وتكرماً، حتى ما سُمي في قومه إلا "الأمين" لما جمع الله تعالى

فيه من الأمور الصالحة.


وكان صلى الله عليه وسلم يحدّث عما كان الله يحفظه به في

صغره من أمر الجاهلية فيقول: [لقد رأيتني في غلمان

من قريش، ننقل الحجارة لبعض ما يلعب الغلمان، كلنا قد تعرى،

وأخذ إزاره، وجعله على رقبته، يحمل عليه الحجارة، فإني لأقبل معهم كذلك وأدُبر، إذ لكمني لاكم - ما أراه - لكمة


وجيعة، ثم قال: شد عليك إزارك].


قال: [فأخذته فشددته عليّ، ثم جعلت أحمل الحجارة على رقبتي، وإزاري عليّ من بين أصحابي].

إشتقت إليك ربي
28-07-2008, 05:45 AM
http://www7.0zz0.com/2008/08/02/00/994909740.gif
النبي الاب
http://www7.0zz0.com/2008/08/02/00/994909740.gif
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذه نبذه مختصره عنه صلى الله عليه وسلم مع ابنته فاطمه الزهراء رضي الله عنها

كان النبي الأب لا يدخل على ابنته فاطمة إلا ويقبلها على جبينها. وقد عرفت يوم موته أنه سيموت حين لم يستطع النهوض لتقبيلها. البنت تحتاج إلى حضن أبيها وإن لم تجده ستبحث عنه خارج البيت. ولا تلومنَّ إلا نفسك إذا فاجأتك بأنها تزوجت زواجاً عرفياً دون علمك. فأنت أهملتها ولم تمنحها العطف والحنان والصداقة والاقتراب.

كان النبي الأب لا يخرج من المدينة إلا إذا ذهب لرؤية فاطمة، ولا يعود إلى المدينة قبل أن يذهب لرؤيتها. زيارة بيت فاطمة أول شيء وآخر شيء يفعله النبي عند خروجه أو عودته إلى المدينة.

النبي الأب حين أتاه علي بن أبي طالب لخطبة فاطمة. كان يحدث أن ذلك سيحدث. فدخل علي البيت وجلس أمام النبي لا ينطق حرفاً. فسأله النبي صلى الله عليه وسلم:ما الذي جاء بك يا علي؟فقال: لا شيء يا رسول الله. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: لعلك جئت تخطب فاطمة؟

قال: نعم يا رسول الله. قال: هل معك شيء تتزوج به ؟ قال: لا. يا رسول الله. قال: أليس معك درعك الذي حاربت به؟ قال علي: نعم ولكنه لا يساوي شيئاً يا رسول الله.

قال النبي زوجتك عليه يا علي بشرط أن تحسن صحبتها. النبي الأب لم يكتب قائمة منقولات ولا مؤخر صداق، ولكنه اشترى رجلاً. حين يهين الزوج ابنتك، ستقول أريد ابنتي وخذ كل شيء.

ويوم الزواج يذهب النبي إلى عليّ وفاطمة. فيقول له: يا عليّ لا تحدث شيئاً حتى آتيك. يقول عليّ: فجلست في ناحية من الدار وفاطمة في ناحية. فجاء النبي وقال: يدك يا عليّ. يدك يا فاطمة.

فأخذ يدينا ووضع يده علي يدها وهو يقول: اللهم إن فاطمة ابنتي وأحب الناس إليّ. اللهم إن علياّ أخي وأحب الناس إليّ اللهم بارك لهما وبارك عليهما واجمع بينهما في خير. يا عليّ ضع يدك على رأس فاطمة، وقل معي اللهم إني أسألك خيرها وخير ما هي له، وأعوذ بك من شرها وشر ما هي له.

يا عليّ. يا فاطمة. قوما فصليا ركعتين، ويخرج النبي ويقول لهما وهو يجذب الباب وراءه: أستودعكما الله وأستخلفه عليكما.

نصيحة الرسول لعليّ وفاطمة

هذه لقطة الحب الأبوي. النبي الأب لم يحس بالراحة وفاطمة تسكن بعيداً عنه، حتى جاء حارثة بن نعمان وكانت له أرض بجوار مسجد الرسول، وهو الذي منح الرسول الأرض التي بنى عليها بيوت زوجاته. فقال حارثة: يا رسول الله لعلك تشتاق لقرب فاطمة؟ فقال النبي: نعم لكننا أكثرنا عليك يا حارثة. قال: يا رسول الله ما تأخذه مني أحب إلى مما تتركه لي هذه الأرض لك، وبيت فاطمة قائم إلى اليوم هو آخر بيت خلف بيت النبي صلى الله عليه وسلم، قال النبي لحارثة: ولكن استأذن علياً أولاً.

النبي الأب دخل يوماً على فاطمة فلم يجد علياً. فسألها عنه قالت: هو غاضب وترك البيت.

فقال النبي: ابحثوا لي عن عليّ.

قالوا: هو في المسجد نائم.

فذهب النبي إليه فوجده نائماً في التراب، فراح يزيل التراب عنه ويقول له: قم أبا تراب .. فنظر. فنظر إليه النبي وابتسم . لم يسأله أو يسأل فاطمة عن سبب شجارهما معاً.

قال له بهدوء: يا عليّ دعنا نعد إلى البيت.

النبي الأب يصحو قبل الفجر ليلاً، ويتجه إلى بيت ابنته ويطرق بابه: يا عليّ يا فاطمة ألا تصليان ركعتين قبل الفجر؟

النبي الأب يشجع أبناءه على الإيمان، لأنه العاصم من كل معصية.

النبي الأب ذهب إليه عليّ يقول له: آه من ظهري لأنه تعب من حمل المياه أثناء العمل.

وتقول له فاطمة: آه من يديّ تشققتا من الطحن والعجين يا رسول الله مر لنا بخادم.

ابنة النبي سيد الخلق تشققت يدها من العجين. فقال لها النبي: نحن لا نأكل الصدقة. اسبقاني إلى البيت وسألحق بكما، تقول فاطمة: فعدنا إلى البيت فإذا بالنبي قادم بالليل وأنا في فراشي. قال مكانكما. فدخل معنا في الفراش بيني وبين عليّ حتى شعرت ببرد قدمه في قدمي فجمع رأسينا وقال: يا فاطمة يا عليّ. ألا أدلكما على خير من الخادم: تسبحون الله 33 وتحمدون الله 33 وتكبرون الله 34 قبل النوم، يكفيكم الله الخادم. يقول عليّ: فوالله قوانا الله وما تركناها منذ ذلك اليوم. قالوا: ولا يوم صفين؟ قال: ولا يوم معركة صفين.

:rroo::rroo::rroo::rroo::rroo::rroo::rroo::rroo::r roo::rroo:

فوشة المصرى
28-07-2008, 04:58 PM
http://www7.0zz0.com/2008/08/02/00/994909740.gif
النبي الجد
http://www7.0zz0.com/2008/08/02/00/994909740.gif
بسم الله الرحمن الرحيم
السلا م عليكم ورحمة الله وبركاتة
رسول الله صلي الله علية وسلم الجد
لقد كان رسول الله صلي الله عليه وسلم خير أسوة أبآ وجدآ وزوجآ ونبيآ وقائدآ
وسيرتة صلي الله عليه وسلم مع الحسن والحسين رضي الله عنهما تمثل نموذجآ يحتذى به لما يجب ان يكون عليه الجد في الاسلام .
وسنستعرض تفاصيل تلك السيرة بدءآ من ولادة الحفيد
أولآ : أذانه في أذن الحسين
تولي النبي صلي الله عليه وسلم الاذان في أذن الحسين
فعن أبي رافع رضي الله عنه قال: رأيت رسول الله صلي الله عليه وسلم أذن في آذن الحسين حين ولادتة فاطمة
رضي الله عنها . رواه الحاكم
وبذلك تكون أول كلمة يسمعها الصبي في الدنيا هي كلمة التوحيد

ثانيآ : تسمية المولود
وتولي ايضآ صلي الله عليه وسلم تسمية احفادة وكان له دورآ مهم في ذلك
فعن علي رضي الله عنه قال لما ولد الحسن سميته حربآ فجاء النبي صلي الله عليه وسلم فقال :اروني ابني
ماسميتموه قلت حربآ قال: بل هو حسن
فلما ولد الحسين سميت حربآ فجاء النبي صلي الله عليه وسلم فقال اروني ابني ماسميتموه قلت حربآ قال :
هو حسين رواه آحمد والبزار

ثالثآ : العقيقة للحفيد
كما آنه صلي الله عليه وسلم عق عن الحسن والحسين بصفتة جدهما رواه النسائي

رابعآ : تآديب الحفيد ومنعة من الحرام
وكان رسول الله صلي الله عليه وسلم الاب الحاني علي ولدى ابنتة ويعملهما ويحجزهما عما يحل منذ الصغر
فكان صلي الله عليه وسلم يؤتي بالتمر عند صرام النخيل فيجئ هذا من تمرة وهذا من تمرة حتي يصير عنده
كومآ من تمر فجعل الحسن والحسين رضي الله عنهما يلعبان بذلك التمر فآخذ احدهما تمرة فجعلها في فيه
فنظر اليه رسول الله صلي الله عليه وسلم فآخرجها من فيه فقال آما علمت ان آل محمد صلي الله عليه وسلم
لايآكلون الصدقة . رواة البخارى

بائعة الدنيا
01-08-2008, 01:07 AM
http://www7.0zz0.com/2008/08/02/00/994909740.gif
النبي الشاب
http://www7.0zz0.com/2008/08/02/00/994909740.gif
http://www.emanway.com/multimedia/signatures/1163273521.gif






الرسول صلى الله عليه وسـلم (قبل زواجــــه)




( مشاركتي ومشــــاركة الشروق المظلم _ مدمجــــــة _)









وما أن استقبل الرسول (صلى الله عليه وسلم) مرحلة الشباب حتى شمّر عن ساعدي الجد لممارسة العمل لكسب قوته، فرعي الغنم أول عمل مارسه الرسول (صلى الله عليه وسلم) كما حدث بذلك جابر بن عبد الله (رضي الله عنه)، قائلاً: كنا مع النبي (صلى الله عليه وسلم) نجني الكباث ـ وهو ثمر شجر الأراك الناضج ـ فقال (صلى الله عليه وسلم): عليكم بالأسود منه، فإنه أطيبه، فإني كنت أجنيه إذ كنتُ أرعى الغنم، قلنا: وكنت ترعى الغنم يا رسول الله؟
قال: نعم وما من نبي إلا وقد رعاها. (أمين دويدار، صور من حياة محمد)
وقال (صلى الله عليه وسلم) يوماً: كنت أرعى الغنم على قراريط لأهل مكة.. (الفروع من الكافي)

فبالرغم من أن الله سبحانه قادر على كفاية عبده ورسوله مشقة العمل، غير أنه تعالى أراد لرسوله أن يكون قدوة للناس، في الاجتهاد في العمل وعدم الاتكال على الناس.
وقد شدد الإسلام الحنيف على ضرورة العمل وأهميته على لسان رسوله (صلى الله عليه وسلم) حيث قال (صلى الله عليه وسلم): (ملعون من ألقى كلّه على الناس). (نفس المصدر)
وقال (صلى الله عليه وسلم): (العبادة سبعون جزءاً أفضلها طلب الحلال). (المصدر السابق)
وقال كذلك: (نعم العون على تقوى الله: الغنى). (المصدر السابق)
وفي الخامسة والعشرين من عمره الشريف، ذهب بتجارة إلى الشام لخديجة بنت خويلد (رضي الله عنها)، حيث كانت خديجة امرأة ذات جمال وشرف وثروة، وقد اعتادت أن تضارب الرجال، بأجر تجعله لهم، وحين ذاع صيت المصطفى (صلى الله عليه وسلم)، بين الناس، وعرفت بصدقه وأمانته وكرم أخلاقه، واستقامة سلوكه، عرضت عليه خديجة أن يخرج لها بتجارة إلى الشام وضاربته بأجر أكثر من سابقيه من الرجال، فخرج في قافلة لها بصحبة غلامها ميسرة، فباعا وابتاعا وعادا وافرين، (عاد وافرا: عاد وقد ربح) وراح ميسرة يحدث خديجة عن شمائل محمد (صلى الله عليه وسلم)، وسمو أخلاقه، فوقع في نفسها حب الرسول (ص) وأنه أهل لأن يكون لها زوجاً، فأرسلت إليه نفيسة بنت منبه فقالت:
ـ ما يمنعك أن تتزوج؟
ـ ما بيدي ما أتزوج به.
ـ فإن كُفيتَ ذلك، ودُعيت إلى الجمال والمال والشرف والكفاءة ألا تجيب؟
ـ فمن هي؟
ـ خديجة!
ـ كيف لي بذلك؟
ـ عليّ ذلك.. فأجابها بالقبول.
ثم أرسل عمّه، حمزة بن عبد المطلب ـ أو عمّه أبا طالب (على قول) ـ إلى خطبتها من عمها، حيث كان أبوها قد مات، فوقع الاتفاق، وتزوّجها المصطفى (صلى الله عليه وسلم) وكان عمره خمساً وعشرين سنة، وعمرها أربعين سنة ـ إذ كانت أرملة ـ وذلك بعد عودته من تجارتها من الشام بشهرين.
وقد انتقل بعد زواجها إلى دارها. وحققا بذلك أروع تلاحم عاطفي، معطر بالود، والوفاء.
وكانت إلى جانب حبها له، امرأة شريفة، ذات بصيرة تُحسِن تصريف الأمور، في روية، تشد من أزره، وتعينه على النوائب، وتخفف من أعبائه.
ثم كانت أول من صدّق رسالته، وبذلتْ كلّ ثروتها من أجل دعوته، وقد قابلها وداً بود، فلم يتزوج سواها حتى لحقتْ بالرفيق الأعلى. وقد ظل طوال حياته يثني عليها، ويذكر مآثرها.
وقد اتسمتْ حياة محمد (صلى الله عليه وسلم) بالمثابرة والجد منذ صباه، وإن كان زواجه من خديجة (رضي الله عنها) قد منح حياته (صلى الله عليه وسلم) بعض الاستقرار والراحة، ووجد (صلى الله عليه وسلم) فيما غمرته به زوجته خديجة (رضي الله عنها) من حنان وعاطفة صادقين ما يعوضه عن عاطفة الأبوة، وحنان الأمومة، اللذين فقدهما في مرحلة الصبا، من حياته الكريمة.

http://http://www.emanway.com/multimedia/signatures/1163273521.gif

بائعة الدنيا
01-08-2008, 01:16 AM
http://http://www.x66x.com/download/46724889bd5a8b4cf.jpg



مــــــواقف الرسول صلى الله عليه وسلـــم .. في شبابه



قال ابن إسحاق : ثم إن القبائل من قريش جمعت الحجارة لبنائها ، كل قبيلة تجمع على حدة ثم بنوها ، حتى بلغ البنيان موضع الركن فاختصموا فيه كل قبيلة تريد أن ترفعه إلى موضعه دون الأخرى ، حتى تحاوروا وتحالفوا ; وأعدوا للقتال فقربت بنو عبد الدار جفنة مملوءة دما ، ثم تعاقدوا هم وبنو عدي بن كعب بن لؤي على الموت وأدخلوا أيديهم في ذلك الدم في تلك الجفنة فسموا : لعقة الدم فمكثت قريش على ذلك أربع ليال أو خمسا ، ثم إنهم اجتمعوا في المسجد وتشاوروا وتناصفوا . فزعم بعض أهل الرواية أن أبا أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، وكان عامئذ أسن قريش كلها ، قال يا معشر قريش اجعلوا بينكم - فيما تختلفون فيه - أول من يدخل من باب هذا المسجد يقضي بينكم فيه ففعلوا : فكان أول داخل عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما رأوه قالوا : هذا الأمين رضينا ، هذا محمد فلما انتهى إليهم أخبروه الخبر ، قال صلى الله عليه وسلم هلم إلي ثوبا " ، فأتي به فأخذ الركن فوضعه فيه بيده ثم قال " لتأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب ثم ارفعوه جميعا " ، ففعلوا ، حتى إذا بلغوا موضعه وضعه هو بيده ثم بنى عليه






http://http://www.x66x.com/download/46724889bd5a8b4cf.jpg

بائعة الدنيا
01-08-2008, 01:25 AM
حرب الفجار


قال ابن هشام : فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع عشرة سنة أو خمس عشرة سنة فيما حدثني أبو عبيدة النحوي ، عن أبي عمرو بن العلاء هاجت حرب الفجار بين قريش ، ومن معهم من كنانة ، وبين قيس عيلان ، وكان الذي هاجها أن عروة الرحال بن عتبة بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن ، أجار لطيمة للنعمان بن المنذر فقال له البراض بن قيس ، أحد بني ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة : أتجيرها على كنانة ؟ قال نعم وعلى الخلق ( كله ) .

فخرج فيها عروة الرحال وخرج البراض يطلب غفلته حتى إذا كان بتيمن ذي ظلال بالعالية غفل عروة فوثب عليه البراض فقتله في الشهر الحرام فلذلك سمي الفجار .

وقال البراض في ذلك

وداهية تهم الناس قبلي

شددت لها بني بكر ضلوعي

هدمت بها بيوت بني كلاب

وأرضعت الموالي بالضروع

رفعت له بذي ظلال كفي

فخر يميد كالجذع الصريع


وقال لبيد بن ربيعة بن مالك بن جعفر بن كلاب :

أبلغ ، إن عرضت ، بني كلاب

وعامر والخطوب لها موالي

وبلغ إن عرضت ، بني نمير

وأخوال القتيل بني هلال

بأن الوافد الرحال أمسى

مقيما عند تيمن ذي ظلال


وهذه الأبيات في أبيات له فيما ذكر ابن هشام .

قال ابن هشام : فأتى آت قريشا ، فقال إن البراض قد قتل عروة ، وهم في الشهر الحرام بعكاظ فارتحلوا ، وهوازن لا تشعر ثم بلغهم الخبر فأتبعوهم فأدركوهم قبل أن يدخلوا الحرم ، فاقتتلوا حتى جاء الليل ودخلوا الحرم ، فأمسكت عنهم هوازن ، ثم التقوا بعد هذا اليوم أياما ، والقوم متساندون على كل قبيل من قريش وكنانة رئيس منهم وعلى كل قبيل من قيس رئيس منهم .

وشهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعض أيامهم أخرجه أعمامه معهم وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كنت أنبل على أعمامي أي أرد عنهم نبل عدوهم إذا رموهم بها .

قال ابن إسحاق : هاجت حرب الفجار ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - ابن عشرين سنة وإنما سمي يوم الفجار بما استحل هذان الحيان كنانة وقيس عيلان فيه المحارم بينهم . وكان قائد قريش وكنانة حرب بن أمية بن عبد شمس ، وكان الظفر في أول النهار لقيس على كنانة حتى إذا كان في وسط النهار كان الظفر لكنانة على قيس .

قال ابن هشام : وحديث الفجار أطول مما ذكرت ، وإنما منعني من استقصائه قطعه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .


آخر أمر الفجار

وكان آخر أمر الفجار أن هوازن وكنانة تواعدوا للعام القابل بعكاظ فجاءوا للوعد وكان حرب بن أمية رئيس قريش وكنانة وكان عتبة بن ربيعة يتيما في حجره فضن به حرب وأشفق من خروجه معه فخرج عتبة بغير إذنه فلم يشعروا إلا وهو على بعيره بين الصفين ينادي : يا معشر مضر ، علام تقاتلون ؟ فقالت له هوازن : ما تدعو إليه ؟ فقال الصلح على أن ندفع إليكم دية قتلاكم ونعفو عن دمائنا ، قالوا : وكيف ؟ قال ندفع إليكم رهنا منا ، قالوا : ومن لنا بهذا ؟ قال أنا . قالوا : ومن أنت ؟ قال عتبة بن ربيعة بن عبد شمس ، فرضوا ورضيت كنانة ودفعوا إلى هوازن أربعين رجلا : فيهم حكيم بن حزام [ بن خويلد ] ، فلما رأت بنو عامر بن صعصعة الرهن في أيديهم عفوا عن الدماء وأطلقوهم وانقضت حرب الفجار وكان يقال لم يسد من قريش مملق إلا عتبة وأبو طالب فإنهما سادا بغير مال .

سعادتي طاعة ربي
02-08-2008, 04:06 AM
http://www7.0zz0.com/2008/08/02/00/994909740.gif
النبي الزوج http://www7.0zz0.com/2008/08/02/00/994909740.gif
التلطف والدلال مع زوجاته

من صور الملاطفة والدلال نداء الزوجة بأحب الأسماء إليها أو بتصغير اسمها للتلميح أو ترخيمه يعني تسهيله وتليينه، فقد كان صلى الله عليه وسلم يقول لـ[عائشة] : (( يا عائش ، هذا جبريل يقرئك السلام . فقلت : وعليه السلام ورحمة الله وبركاته ، ترى ما لا أرى . تريد رسول الله صلى الله عليه وسلم ))

التزين والتجمل والتطيب للزوجة

سُئِلَتْ عائشة: "بأي شيء كان يبدأ النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل بيته؟ قالت: بالسواك"

وعند البخاري أن عائشة قالت: "كنت أُطَيِّبُ النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأطيب ما أجد حتى أجد وبيص الطيب في رأسه ولحيته"

رسول الله صلى الله عليه وسلم جميل العشرة

وكان يجمع نساءه كل ليلة في بيت التي يبيت عندها رسول الله صلى الله عليه وسلم فيأكل معهن العشاء في بعض الأحيان ثم تنصرف كل واحدة إلى منزلها، وكان ينام مع المرأة من نسائه في شعار واحد يضع عن كتفيه الرداء وينام بالإزار، وكان إذا صلى العشاء يدخل منزله يسمر مع أهله قليلاً قبل أن ينام يؤنسهم بذلك صلى الله عليه وسلم " قاله الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى "

ولقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم معيار خيرية الرجال في حسن عشرة الزوجات فقال: "خيركم خيركم لأهله ، وأنا خيركم لأهلي "



وفائه صلى الله عليه وسلم

حتى بلغ من وفائه أن غارت منها عائشة -رضي الله عنها- وهي لم تدركها ولم تضارها حتى قالت : 1- " ما غرت على امرأة لرسول الله كما غرت على خديجة ، لكثرة ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها وثنائه عليها ، وقد أوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبشرها ببيت لها في الجنة من قصب "

عدله صلى الله عليه وسلم بين أزواجه
ولم يكن يتغير حاله صلى الله عليه وسلم في العدل تبعًا لتغير أحواله سفرًا وحضرًا، بل لقد كان يعدل في سفره كما يعدل في حضَره، كما قالت عائشة - رضي الله عنها - : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه ، فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه ، وكان يقسم لكل امرأة منهن يومها وليلتها ، غير أن سودة بنت زمعة وهبت يومها وليلتها لعائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، تبتغي بذلك رضا رسول الله صلى الله عليه وسلم .

حلمه صلى الله عليه وسلم عن إساءتهن _
وعن أنس - رضي الله عنه - قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم عند بعض نسائه فأرسلت إحدى أمُّهات المؤمنين بصحفة فيها طعام، فضربت التي النبي صلى الله عليه وسلم في بيتها يد الخادم، فسقطت الصحفة، فانفلقت فجمع النبي صلى الله عليه وسلم فِلق الصحفة، ثم جعل يجمع فيها الطعام الذي كان في الصحفة، ويقول: "غارت أمُّكم " ثم حبس الخادم حتى أتى بصحفة من عند التي هو في بيتها، فدفع الصحفة الصحيحة إلى التي كسرت صحفتها، وأمسك المكسورة في بيت التي كسرت . البخاري.

نوووته
04-08-2008, 02:44 AM
http://www.hawahome.com/vb/nupload/70402_1217128116.bmp

(( مبعث النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما ))


قال ابن إسحاق : فلما بلغ محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين

سنة بعثه الله تعالى رحمة للعالمين وكافة للناس بشيرا ،

وكان الله تبارك وتعالى قد أخذ الميثاق على كل نبي بعثه

قبله بالإيمان به والتصديق له والنصر له على من خالفه وأخذ عليهم أن يؤدوا

ذلك إلى كل من آمن بهم وصدقهم فأدوا من ذلك ما كان عليهم

من الحق فيه . يقول الله تعالى لمحمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم

وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول

مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري

أي ثقل ما حملتكم من عهدي قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين

فأخذ الله ميثاق النبيين جميعا بالتصديق له والنصر له

ممن خالفه وأدوا ذلك إلى من آمن بهم وصدقهم من أهل هذين الكتابين .

[ أول ما بدئ به الرسول صلى الله عليه وسلم الرؤيا الصادقة ]

قال ابن إسحاق : فذكر الزهري عن عروة بن الزبير ،

عن عائشة رضي الله عنها أنها حدثته أن أول ما بدئ به

رسول الله صلى الله عليه وسلم من النبوة حين أراد الله كرامته ورحمة العباد به

الرؤيا الصادقة لا يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم رؤيا في نومه إلا جاءت

كفلق الصبح قالت وحبب الله تعالى إليه الخلوة فلم يكن شيء أحب إليه من أن يخلو وحده .

[ تسليم الحجارة والشجر عليه صلى الله عليه وسلم ]

قال ابن إسحاق : وحدثني عبد الملك بن عبيد الله بن أبي سفيان بن العلاء بن

جارية الثقفي ، وكان واعية عن أهل العلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أراده الله

بكرامته وابتدأه بالنبوة كان إذا خرج لحاجته أبعد حتى تحسر عنه البيوت

ويفضي إلى شعاب مكة وبطون أوديتها ، فلا يمر

رسول الله صلى الله عليه وسلم بحجر ولا شجر إلا قال السلام عليك يا

رسول الله .

قال فيلتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم حوله

وعن يمينه وشماله وخلفه فلا يرى إلا الشجر والحجارة .

فمكث رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك يرى ويسمع ما شاء الله

أن يمكث ثم جاءه جبريل عليه السلام بما جاءه من كرامة الله وهو بحراء في شهر رمضان .

هذه مشاركه الشروق المظلم بارك الله بها
وبالنسبة للموضوع الثاني عن البعثة فهذه مشاركتي ..

عذرا مشاركتي متأخرة لكن اجتهدت فيها والله اعلم

لم يبعث رسول الله نبيا إلى قومه إلا بعد أن بلغ أربعين سنة من العمر وهكذا كان كل نبي ما عدا عيسى عليه السلام، لكن بعثة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم اختلفت عن بعثة الأنبياء الآخرين، فهو أكملهم خَلْقاً وخُلُقاً ومقاماً ومنزلة، ولو لم يكن كذلك لما صلى بهم إماما ليلة أسري به إلى المسجد الأقصى.

يقول ابن إسحاق كما يروي عنه ابن هشام إن أول ما بدأ به رسول الله من النبوة الرؤيا الصادقة، لا يرى رسول الله رؤيا في نومه إلا جاءت كفلق الصبح (رواه البخاري).

وتقول السيدة عائشة رضي الله عنها إن الرسول حبب الله إليه الخلوة، فلم يكن شيء أحب إليه من أن يخلو وحده، فكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه أي يتعبد الليالي ذوات العدد، قبل أن ينزع إلى أهله ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها حتى جاءه الحق وهو في غار حراء (رواه البخاري).

ومما حصل للرسول أيضا قبل بعثته أن شق الملكان صدره وأخرجا منه حظ الشيطان، وتذكر كتب السيرة أن شق الصدر حصل له مرتين، مرة عندما كان في الثالثة من عمره، ومرة أخرى ليلة الإسراء والمعراج كما رواه البخاري.

ومن مراحل البعثة أنه بعد الرؤى الصادقة لبث ثلاث سنوات يسمع حس الملك ولا يراه، وكان يعلمه بعض الشيء، وكان الهدف من هذا إمداد الرسول بالمعونة الإلهية، ليكون فيما بعد قادرا على تحمل الوحي.

ثم نزل عليه جبريل بالوحي، وقد أراه نفسه على شكله الطبيعي، فغطى بأجنحته ما بين المشرق والمغرب فلم يطق رسول الله رؤيته، فكان فيما بعد ينزل عليه على صورة الصحابي الجليل دحية الكلبي وكان جميل الصورة.

وكان بدء الوحي بسورة “اقرأ” كما ورد في الحديث المشهور الذي أورده البخاري في صحيحه، وفي هذا الحديث ورد أنه لم يطق نزول الوحي فعاد من غار حراء إلى زوجته خديجة مسرعا وهو يقول: زملوني زملوني، ولما ذهب عنه الروع أخبر خديجة بما حدث، وهي بدورها أخبرت ابن عمها ورقة بن نوفل، وكان امرأ قد تنصر في الجاهلية، فذهب الى الرسول وسأله عما حصل له فطمأنه ورقة بأنه سوف يكون نبيا مرسلا، والذي نزل عليه هو الناموس الذي نزل على موسى قبله، ثم قال له إن عاش الى يوم مبعثه لينصرنه نصرا مؤزرا لكنه توفي.

وبما أن الرسول كان في حاجة لمزيد من التدريب على تلقي الوحي فإن الوحي قد انقطع عنه لفترة، فحزن الرسول وكاد يلقي نفسه من شواهق الجبال أكثر من مرة حزنا على انقطاع الوحي، لكن جبريل يظهر له في كل مرة ويقول له: يا محمد إنك رسول الله حقا، فيسكن جأشه. هكذا ورد في صحيح البخاري.

وجاءت مرحلة أخرى حيث عاد الوحي إليه بعد انقطاعه، وكانت هذه المرحلة مرحلة إنذار لقومه حيث نزلت عليه “يا أيها المدثر قم فأنذر”.

فكان أول من آمن به من النساء خديجة ومن الرجال أبوبكر وأول من آمن به من الصبيان علي بن أبي طالب، وهكذا ضعفاء القوم يؤمنون به في حين أن اشراف قريش يعاندون.

لكن محمدا لم يعبأ بذلك فصار يدعو عشيرته الأقربين الى الدخول في الإسلام، ثم انتقل الى دعوة أهل مكة جميعا الذين كانوا يطالبونه بالمعجزات ليبرهن على صدق دعوته، وكان الله يريهم بعض المعجزات مثل انشقاق القمر وغيره.

اميرة_العطاء
04-08-2008, 07:45 PM
نزول الوحي على الرسول صلى الله عليه وسلم مستحياً : لما تم للنبي صلى الله عليه وسلم مستحياً أربعون سنة . نزل عليه جبريل بالوحي في يوم الاثنين لسبع عشر خلت من رمضان ، ويحدثنا الإمام البخاري رضي الله عنه في " صحيحه " بالسند المتصل إلى عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها عن كيفية نزول الوحي عليه ، فتقول :


" أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم مستحياً الرؤيا الصالحة في النوم ، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ، ثم حبب إليه الخلاء ، وكان يخلو بغار حراء يتحنث فيه ، وهو التعبد ـ الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله ، ويتزود لذلك ، ثم يرجع إلى خديجة ، فيتزود لمثلها ، حتى جاء الحق وهو في غار حراء ن فجاءه الملك فقال له : إقرأ ، فقال : ما أنا بقارئ قال : فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال : إقرأ ، فقلت : ما أنا بقارئ ، فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ، ثم أرسلني ، فقال : إقرأ فقلت : ما أنا بقارئ ، فأخذني فغطني الثالثة ، ثم أرسلني فقال : ( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الذِي خَلَقَ ، خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنء عَلَقٍ اقْرَأ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ ، الذِي عَلَّمَ بِالقَلَم ، عَلَّمَ الإنسَانَ مَا لَمْ يَعْللَمْ ) [ العلق : 1ـ6 ] ، فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده ، فدخل على خديجة بنت خويلد رضي الله عنها ، فقال : زملوني ، زملوني ، فزملوه حتى ذهب عنه الروع ، فقال لخديجة وأخبرها الخبر : لقد خشيت على نفسي ، فقالت خديجة : كلا والله لا يخزيك الله أبداً ، إنك لتصل الرحم ، وتحمل الكل ، وتكسب المعدوم ، وتقري الضيف ، وتعين على نوائب الحق ، فالنطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى ،وكان ابن عم خديجة ، وكان أمرءاً تنصر في الجاهلية ، وكان يكتب الكتاب العبراني فيكتب من الانجيل بالغبرانية ما شاء الله أن يكتب ، وكان شيخاً كبيراً قد عمي ، فقالت له خديجة : يا ابن عم ، اسمع من ابن أخيك ، فقال له ورقة : يا ابن أخي ماذا ترى ؟ فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر ما رأى ، فقال له ورقة : هذا الناموس ـ صاحب الوحي وهو جبريل ـ الذي نزل على موسى ، ياليتني فيها جذعاً ـ شاباً ـ ليتني أكون حياً إذ يخرجك قومك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أو مخرجي هم ؟ قال : نعم ، يأت رجل ق يمثل ما جئت به إلا عودي ، وإن يدركني يومك أنصرك نصراً مؤزراً ، ثم لم ينشب ورقة أن توفي وفتر الوحي " .

كان أول من آمن به ودخل في الإسلام زوجة خديجة رضي الله عنها ، ثم أبن عمه علي رضي الله عنه وهو أبن عشر سنين ، ثم مولاه زيد بن حارثة ، ثم أبو بكر الصديق رضي الله عنه ، وكان اول من أسلم من العبيد بلال بن أبي رباح الحبشي وعلى ذلك تكون خديجة أول من آمن به إطلاقاً ، وقد صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم معها آخر يوم الاثنين وهو أول يوم من صلاته ، وكان الصلاة ركعتين بالغداة ، وركعتين بالعشي .

نوووته
05-08-2008, 04:15 PM
http://www.hawahome.com/vb/nupload/70402_1217331523.gif


بعد أن نزل الوحي من جديد على الرسول صلى الله عليه وسلم،

وأمره ربه بإنذار قومه عاقبة ما هم فيه من الشرك، وما هم عليه من

الكفر والفساد بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ، قُمْ فَأَنذِرْ، وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ، وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ،


وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ، وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ، وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ}المدثر:1إلى7.استجاب النبي صلى الله عليه وسلم لأمر

ربه فقام يدعو قومه إلى عبادة الله وحده ونبذ عبادة ما سواه،

"وظل قائما بعدها أكثر من عشرين عاما لم يسترح، ولم يسكن،

ولم يعش لنفسه ولا لأهله، قام وظل قائما على دعوة الله يحمل

على عاتقه العبء الثقيل الباهظ، ولا ينوء به، عبء الأمانة الكبرى

في هذه الأرض، عبء البشرية كلها، وعبء العقيدة كلها، وعبء الكفاح، والجهاد في ميادين شتى

" في ظلال القرآن، سيد قطب6/3742.

وقد مرت الدعوة الإسلامية في حياته صلى الله عليه وسلم منذ بعثته إلى وفاته بمرحلتين اثنتين هما:

أ - المرحلة المكية:

استمرت ثلاث عشرة سنة تقريبا. وتنقسم إلى قسمين:

مرحلة الدعوة السرية، واستمرت ثلاث سنوات،

ومرحلة الدعوة الجهرية، واستمرت عشر سنوات.

ب – المرحلة المدنية:

استمرت عشر سنوات.

جورية مكاوية
05-08-2008, 10:32 PM
النبوءة ببعثة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

معرفة الكهان بمبعثه

كان الكهان من العرب ، تأتيهم الشياطين من الجن بأخبار ، يسترقونها من السماء، فلما تقارب أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وحان موعد مبعثه ، منعت الشياطين عن السمع ، وحجبت أخبار السماء عنها ، وأبعدت عن المقاعد التي كانت تقعد فيها لاستراق السمع ، ورميت بالشهب ، فعرفت الجن ، أن ذلك الأمر حدث لأمر خطير وحدث جلل ، ولذلك بين الله تعالى لنبيه محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، حين بعثه ، خبر الجن ، إذ حجبوا عن السمع ، وعرفوا ما عرفوا ، لكنهم أنكروا بعد ذلك ما رأوا ، يقول الله سبحانه وتعالى


(قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن ، فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا * يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا وأنه تعالى جد * ربنا ما اتخذ صاحبه ولا ولدا وأنه كان يقول سفيهنا على الله شططا * وأنا ظننا أن لن تقول الإنس والجن على الله كذبا وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا)

إلى أن يقول الله سبحانه وتعالى

(وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا * وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا )

مما يروى أن بني مذحج الذين كانوا يسكنون اليمن ، كان لهم في الجاهلية كاهن ، فلما ذكر أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وانتشر خبره بين العرب ، قال بنو مذحج لكاهنهم: انظر لنا في أمر هذا الرجل فرفع الكاهن رأسه إلى السماء طويلا ، ثم جعل يثب وقال: أيها الناس إن الله أكرم محمدا واصطفاه ، وطهر قلبه وحشاه ، ومكثه فيكم أيها الناس قليل

معرفة اليهود به ، صلى الله عليه وآله وسلم
كان اليهود ، وهم أهل كتاب ، يعلمون بقرب مبعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ولذلك كانوا يقولون للمشركين من قريش : أنه قد تقارب زمان نبي يبعث الآن نقتلكم معه ، قتل عاد وإرم ، ولذلك أسلم كثير من المشركين ، وآمنوا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، لما كانوا يسمعون من اليهود ، أما اليهود أنفسهم ، وهم الذين كانوا يعلمون بقرب مبعثه ، صلى الله عليه وآله وسلم ، فقد كفروا به لا بل حاربوه محاربة عظيمة ، وحاولوا قتله ، إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل ، وذلك أن الله عز وجل كان يريد لنوره أن يتم وأن يعم الإسلام جميع أنحاء المعمورة يقول الله سبحانه وتعالى ، يصور حال هؤلاء المارقين ، قتلة الأنبياء والمرسلين

(ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم ، وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين )

ومما يذكر ، أن يهوديا وقف في جماعة من أهل قريش ، يحذرهم ويذكر بيوم القيامة والبعث والحساب والميزان والجنة والنار ، وقال: إن ذلك يكون لأهل الشرك ، عبدة الأوثان ، الذين لا يرون أن بعثا كائن بعد الموت ، فقالوا له: أو تري هذا كائنا ؟ ! أن الناس يبعثون بعد موتهم إلى دار فيها جنة ونار ، يجزون فيها بأعمالهم فقال اليهودي: نعم فقالوا له : فما آية ذلك ؟ قال: نبي مبعوث من نحو هذا البلاد فلما بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، آمن به بعض أهل قريش ، أما اليهودي فقد كفر به بغيا وحسدا

معرفة النصارى به : صلى الله عليه وآله وسلم

عرف كثير من النصارى بقرب مبعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وذلك أن عيسى ابن مريم ، عليه السلام ، قد بشر به في الإنجيل ، وقد ورد اسمه علية الصلاة والسلام باسم : البار قليط ، ومعناه باللغة العربية : أحمد كما جاء في القرآن الكريم ، حيث يقول الله سبحانه وتعالى

(وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد )

كذلك ورد اسم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم باسم: المنحمنا باللغة السريانية ، وتعني باللغة العربية : محمد ، وهو صلى الله عليه وآله وسلم باللغة الرومية البرقليطس ولهذا فقد أكرم ملوك النصارى رسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وكاد بعضهم أن يعلن إسلامه ، لا لشيء إلا لعلم هؤلاء يأتي من بعد عيسى عليه السلام اسمه: أحمد صلى الله عليه وآله وسلم

اميرة_العطاء
06-08-2008, 06:58 AM
أمر الله رسوله صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن بلغ عدد الداخلين في الاسلام نحواً من ثلاثين أن يبلغ الدعوة جهراً ، وذلك في قوله تعالى: ( فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرْ وَأعْرِضْ عَنْ المُشْرِكِين ) [ الحجر : 94 ] .


- ابتدأت بذلك مرحلة الإيذاء للمؤمنين الجدد ولرسول الله صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقد هال المشركين أن يسفه الرسول احلامهم ، ويعيب آلهتم ويأتيهم بدين جديد يدعو إلى إله واحد لا تدركه العيون والأبصار ، وهو يدرك الأبصار ،وهو اللطيف الخبير .


كان الرسول صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الفترة يجتمع بالمؤمنين سراً في دار الأرقم بن أبي الأرقم الذي دخل في الإسلام أيضاً ، وكان الرسول يتلو عليهم ما ينزل عليه من آيات القرآن الكريم ، ويعلمهم من أحكام الدين وشرائعه ما كان ينزل حينئذ .


حدثنا عُمَرُ بن حَفْصِ بن غِيَاثٍ حدثنا أبي حدثنا الْأَعْمَشُ قال حدثني عَمْرُو بن مُرَّةَ عن سَعِيدِ بن جُبَيْرٍ عن بن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قال لَمَّا نَزَلَتْ ) وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ( صَعِدَ النبي e على الصَّفَا فَجَعَلَ يُنَادِي يا بَنِي فِهْرٍ يا بَنِي عَدِيٍّ لِبُطُونِ قُرَيْشٍ حتى اجْتَمَعُوا فَجَعَلَ الرَّجُلُ إذا لم يَسْتَطِعْ أَنْ يَخْرُجَ أَرْسَلَ رَسُولًا لِيَنْظُرَ ما هو فَجَاءَ أبو لَهَبٍ وَقُرَيْشٌ فقال أَرَأَيْتَكُمْ لو أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلًا بِالْوَادِي تُرِيدُ أَنْ تُغِيرَ عَلَيْكُمْ أَكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ قالوا نعم ما جَرَّبْنَا عَلَيْكَ إلا صِدْقًا قال فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بين يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ فقال أبو لَهَبٍ تَبًّا لك سَائِرَ الْيَوْمِ أَلِهَذَا جَمَعْتَنَا فَنَزَلَتْ "تَبَّتْ يَدَا أبي لَهَبٍ وَتَبَّ ما أَغْنَى عنه مَالُهُ وما كَسَبَ"

اميرة_العطاء
06-08-2008, 08:49 PM
رغبت قريش في أن تنال من الرسول ، فحماه عمه أبو طالب ، وامتنع عن تسليمه اليهم ، ثم طلب بعد ذهابهم أن يخفف من دعوته ، فظن أن عمه خاذله ، فقال كملته المشهورة :" والله لو وضعوا الشمس في يمني ، والقمر في يساري على أن اترك هذا الأمر حتى يظهره الله أن أهلك دونه ، ما تركته ".

مختصر السيرة جـ 1 صـ 92


- إشتد أذى المشركين بعد ذلك للرسول وصحابته ، حتى مات منهم من مات تحت العذاب ، وعمي من عمي .


لما رأت ثبات المؤمنين على عقيدتهم ، قررت مفاوضة الرسول على أن تعطيه من المال ما يشاء ، أو تملكه عليها ، فأبى ذلك كله .


- لما رأى الرسول تعنت قريش واستمرارها في تغذيب أصحابه ، قال لهم : " لو خرجتم إلى أرض الحبشة ، فإن فيها ملكاً لا يظلم أحداً عنده حتى يجعل الله لكم فرجاً ومخرجاً مما أنتم فيه "

نوووته
07-08-2008, 03:25 AM
http://www.hawahome.com/vb/nupload/70402_1217331440.jpg


-عن عائشة _زوج الرسول صلى الله عليه وسلم_ رضي الله عنها، قالت: " اه يا ابن أختي، لقد مرت بنا ثلاثة اشهر قمرية بدون اشعال نار ( لإعداد الطعام) في منزل الرسول. فسألها ابن اختها: " وما الذي أعانكم على ذلك؟ " قالت :" الأسودين (البلح و الماء).

و كان بعض جيران الرسول من الأنصار يملكون ناقة فيعطوا الرسول بعضا من لبنها.(البخاري و مسلم)



- عن سهل بن سعد، احد صحابة الرسول قال :" لم يصنع في بيت رسول الله ، صلى الله عليه و سلم خبز من دقيق فاخر منذ ان كلف بالرسالة وحتى مماته." (البخارى و الترمذى)



- عن عائشة رضي الله عنها قالت:" كان فراش الرسول، صلى الله عليه و سلم، حيث ينام مصنوع من جلد منسوج من خيط نخيل البلح."(البخاري و مسلم)



- عن عمرو بن الحارث، احد صحابة الرسول، قال:" أن الرسول، صلى الله عليه وسلم، لم يترك بعد مماته إلا بغل ابيض للركوب، أدوات قتاله (من سيف ودرع وخوذة)، وقطعة ارض تركها للصدقة". (البخاري و مسند أحمد)

عاش محمد ، صلى الله عليه وسلم، حياة قاسية حتى وفاته بالرغم من أن أموال المسلمين كانت تحت تصرفه، اعتناق الجزء الأكبر من شبه الجزيرة العربية الإسلام وانتصار المسلمون بعد ثمانية عشر عام من رسالته.

بعد ذلك كله هل كانت نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ادعاء في سبيل الحصول على مكانة، عظمة، وسلطة؟

الرغبة للاستمتاع بالمكانة والسلطة غالبا ما تكون مقترنة بالطعام الجيد، الثياب المختارة، القصور الفاخرة، حرس نابضيين بالحياة، و نفوذ لا يقبل الجدل.

هل كانت هذه هي الحياة التي يعيشها محمد صلى الله عليه وسلم؟

على الرغم من مسؤولياته كرسول، معلم، رجل دولة،و قاض اعتاد محمد ، صلى الله عليه وسلم ، ان يحلب معزته بيديه الشريفتين، يصلح ملابسه، يرمم حذائه ، يساعد فى اعمال المنزل و يزور الفقراء والمرضى. لقد ساعد أيضا ( صلى الله عليه وسلم ) صحابته في حفر الخندق بنقل الرمل معهم... كانت حياته نموذجا مثاليا للبساطة و التواضع.



- لقد أحبه الصحابة ، واحترموه، ووثقوا فيه الى اقصى حد. وعلى الرغم من ذلك كله استمر في التأكيد على أن العبادة يجب ان تكون لله وحده و ليس له شخصيا.

قال انس رضي الله عنه ، احد صحابة الرسول، انه لم يكن هناك انسان أحبوه أكثر من النبي ، صلى الله عليه و سلم، وبالرغم من ذلك لم يسمح لهم بالوقوف له عند دخوله عليهم كما يفعل الناس مع عظماء القوم.

اميرة_العطاء
08-08-2008, 03:53 AM
لما رأى الرسول تعنت قريش واستمرارها في تغذيب أصحابه ، قال لهم : " لو خرجتم إلى أرض الحبشة ، فإن فيها ملكاً لا يظلم أحداً عنده حتى يجعل الله لكم فرجاً ومخرجاً مما أنتم فيه "

قتح الباري جـ 7 صـ 188

فهاجروا للمرة الأول أثنا عشر رجلا ، وأربع نسوة ، ثم عادوا بعد أن علموا باسلام عمر وإظهار الاسلام ، لكنهم ما لبثوا أن عادوا ومعهم آخرون من المؤمنين ، وقد بلغ عددهم في الهجرة الثانية إلى الحبشة ثلاثة وثمانين رجلاً ، ومن النساء إحدى عشرة .


مقاطعة المشركين لرسول الله صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبني هاشم وبني المطلب أن لا يبايعوهم ، ولا يناكحوهم ، ولا يخالطوهم ، ولا يقبلوا منهم صلحاً أبداً ، واستمرت المقاطعة سنتين أو ثلاثاً ، لقي فيها الرسول ومن معه في هذه المقاطعة جهداً شديداً ، ثم انتهت المقاطعة بمسعى عقلاء قريش .

اميرة_العطاء
10-08-2008, 09:06 AM
الهجرة الأولى

رأى رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، ما يتعرض له أصحابه من الأذى والبلاء وما هو فيه من العافية ، لمكانته من الله عز وجل ، ولحماية عمه أبي طالب وأنه عليه الصلاة والسلام ، لا يستطيع دفع البلاء عنهم ، رق لحالهم وأشفق عليهم ، ورأى أن يخلصهم مما هم فيه . فقال لهم : " لو خرجتم إلى أرض الحبشة ، فإن بها ملكا لا يظلم عنده أحد ، وهي أرض صدق ، حتى يجعل الله لكم فرجا مما أنتم فيه " . فخرج عند ذلك المسلمون من أصحاب رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، إلى أرض الحبشة ، مخافة الفتنة ، وفرارا إلى الله بدينهم . فكانت هذه الهجرة أول هجرة في الإسلام . ومن بين هؤلاء الذين فروا بدينهم إلى الحبشة : عثمان بن عفان رضي الله عنه وزوجته رقية بنت رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، والزبير بن العوام بن خويلد ، ومصعب بن عمير ، وعبد الرحمن بن عوف ، وأبو سلمة بن عبد الأسد وأمرأته ، أم سلمة بنت أبي أمية بن المغيرة ، وجعفر بن أبي طالب وزوجته أسماء بنت عميس ، وعمرو بن سعيد بن العاص وأمرأته فاطمة بنت صفوان ، وعبد الله بن جحش وأخوه عبيد الله بن جحش وأمرأته حبيبة بنت أبي سفيان ، وعبد الله بن مسعود ، وأبو عبيدة بن الجراح وغيرهم حتى بلغ عدد المهاجرين إلى الحبشة من المسلمين ما عدا أولادهم الصغار الذين خرجوا مع ذويهم : اثنا عشر رجلا ، وأربع نساء

الشروق المظلم
10-08-2008, 02:24 PM
الهجرة النبوية

من الأمور المُسَلّم بها أن بقاء الدّعوة في أرض قاحلة قد يُعوِّق مسارها ويشُلّ حركتها. وقد جرت سنّة الله في خلقه أن يُقبلَ بعض النّاس على دعوات أنبيائه فتشرقَ نفوسُهم لهدايته، وأن يُعرِض بعض الناس فينشأ الصّراع بين الحقّ والباطل.

وتخضع القضيّة بعد ذلك لشيء من الموازنة؛ فإذا كانت الفئة المؤمنة من القلّة، بحيث تظلّ مستضعفة، تتلقّى من الفئة الكافرة ضرباتٍ لا هَوادَةَ فيها، فلن يكون أمام الفئة المؤمنة إلا أن ترحل لتتمكّن من الانطلاق في أرض أخرى.

وقد يكون لدى الفئة المؤمنة من الإيمان ما يجعلها تتحمّل كل صُنوف الأذى، لكنّ هذه الفئة في مجموعها ليست إلا بشراً، لطاقة احتماله حدود. إذاً فالحل العمليّ هو أن تسعى إلى الخلاص بإيمانها بالله عزّ وجلّ.

أما إذا كانت من الكَثرة والقوة بحيث تستطيع أن تقف بأقدامها فوق أرض صلبة، وأن تدعو إلى الله وهي مرهوبة الجانب، فلن يكون هناك مُسوّغ لأن تترك الأرض التي نشأت فوقها.



دوافع هجرة المصطفىr وصحابته

لقد كان موقف المشركين من دعوة الإسلام، واضطهادهم للمسلمين... هي الدّافع لأهلها على الهجرة. وقد استخدم المشركون وسائل كثيرة ضدّ الدّعوة الإسلاميّة منها:

مواجهة قريش لرسول الله r ولدعوته وأتباعه بالسّخرية والاستهزاء، واستخدام وسائل البطش والتعذيب كافّة، ضدّ رسول الله r وصحابته، ومساومته r بعَرَض الأمور الدنيويّة المُغْرِية عليه لاستمالته في الرّجوع عن هذا الدّين، والمقاطعة الظّالمة له ولبني هاشم، والتي استمرت ثلاث سنوات.



* مقدمات الهجرة إلى المدينة المنورة

سبقت الهجرةَ مقدّماتٌ كثيرة، يمكن اختصارها بالأحداث الآتية:

1- وفاة السيدة خديجة رضي الله عنها وأبي طالب عمّ النبي r

2- خروجه r إلى الطائف

3- الدّعوة في مواسم الحج

4- بيعة العقبة الكبرى (أو الثّانية)



هجرة رسول الله r إلى المدينة

اجتمع طواغيت مكة في دار النّدوة ليتّخذوا قراراً حاسماً في هذا الأمر. فرأى بعضهم أن توضع القيود في يد النبي r ويُشدُّ وَثاقه، ويُرمى به في السّجن لا يصل إليه منه إلا الطعام، ويُترك على ذلك حتى يموت. ورأى آخر أن يُنفى من مكة فلا يدخلها، وتنفضَ قريش يديها مِن أمْره...

وقد استُبْعِدَ هذان الاقتراحان لعدم جَدواهما، واستقرّ الرأي علي الاقتراح الذي أبداه "أبو جهل"... قال: أرى أن تأخذوا من كل بطن من بطون قريش شاباً وسطاً فتيّاً. ثمّ نعطي كل فتى سيفاً صارماً، ثمّ يضربونه جميعاً ضربة رجل واحد، فإذا قتلوه تفرّق دمه في القبائل كلها. ولا أظن بني هاشم يقومون على حرب قريش كافّة، فإذا لم يبقَ أمامهم إلا الدِّيَة أديناها.

ونحن لا نعرف بشراً أحق بنصر الله، وأجدر بتأييده مثل الرسول r الذي لاقى في جَنْب الله ما لاقى. ومع ذلك فإن استحقاق التأييد الأعلى لا يعني التّفريط قِيْد أُنملة في استجماع أسبابه وتوفير وسائله. فأحكم رسول الله r خطة هجرته، وأعدّ لكل فرض عُدّته، فقد استبقى رسول الله r معه علياً وأبا بكر، وأذِن لسائر المؤمنين بتقدّمه إلى المدينة. أما أبو بكر فقد اختاره ليكون صاحبه في الهجرة.

وقد كتم رسول الله r أسرار مسيره. فلم يُطْلِع عليها إلا من لهم صلة ماسّة بها، ولم يتوسع في إطلاعهم إلا بقدر العمل المنوط بهم. وقد استأجر عبد الله بن أريقط وهو دليل خبير بطريق الصّحراء – مع أنّه مشرك - ليستعين بخبرته على مغالبة المطارِدين، وقد نظر في هذا الاختيار للكفاءة وحدها.

واتفق مع أبي بكر على تفصيلات الخروج، وتخيّرا الغار الذي سيأويان إليه في بداية هجرتهما، تخيّراه جنوباً في اتجاه اليمن لتضليل المطارِدين، وواعدا فيه ابن أُرَيْقِط بعد ثلاث ليالٍ بعد أن سلّماه راحلتيهما لعلفها وتجهيزها للسفر، وحددا الأفراد الذين سيتصلون بهما في أثناء اللجوء إليه، ومهمّة كل فرد منهم. فكانت مهمّة عبد الله بن أبي بكر أن يأتيَهما بأخبار قريش في غفلة منها. وهذا يدلّ على ما للشباب من أثر في نجاح الدعوات، فهم عِمادُ كل دعوة إصلاحيّة، وباندفاعهم للتّضحية والفداء تتقدّم الدعوات نحو النّصر والغَلَبة.

وهذا عامر بن فُهَيْرة يرعى غنم أبي بكر نهاراً فإذا أمسى مرّ عليهما في الغار ليحتلبا ويذبحا، ثم سار بغنمه مُتتبّعاً آثارَ أقدام عبد الله بن أبي بكر ليَمْحوها حتى لا يستدل المشركون على أي أثر يوصلهم إلى الغار. وأوعز رسول الله r كذلك إلى عليّ t أن يرتدي بُرْدَهُ الذي ينام فيه، وأن يتسجّى به على سريره. فنرى علياً الشابّ القويّ الإيمان، يفَْدي قائده بحياته، ففي سلامة القائد سلامة الدعوة، وإن كانت حياته هي الثمن. فحسبه أن يَسْلَمَ رسول الله r. وكان نجاح هؤلاء الأصحاب في مهمّتهم جزءاً من نجاح هجرة المصطفى r.

وفي هجعة الليل وغفلة من الحرس الذين أحاطوا بمنزل رسول الله r، انسلّ عليه الصّلاة والسّلام من بيته إلى دار أبي بكر، ثمّ خرجا إلى غار ثور الذي استودَعَتْه عناية الله مصير الرّسالة الخاتمة، ومُستقبل حضارة كاملة.

وانطلق مشركو مكة في آثار المهاجرين يرصُدون الطُّرُق، ويُفتّشون كل مهرب، حتى وصلوا قريباً من غار ثور، وأنصت رسول الله r وصاحبه إلى أقدام المطارِدين تخفِق إلى جوارهم، فهمس أبو بكر يُحدث رسول الله r: لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا. فقال الرسول عليه الصّلاة والسّلام: "يا أبا بكر ما ظنّك باثنين الله ثالثهما". رواه البخاري ومسلم.

مرّت ثلاث ليالٍ على مبيت رسول الله وصاحبه في الغار، وخَمَدت حماسة المشركين في الطلب. فتأهّب المهاجران لاستئناف رحلتهما الصّعبة. وجاء ابن أريقط في موعده ومعه الرّواحل، وسار الرّكب على اسم الله إلى المقرّ الجديد للدعوة الإسلامية.

ومن الجدير ذكره أن سُراقة بن مالك هو الوحيد الذي استطاع أن يقترب من رسول الله وصاحبه في أثناء هجرتهما. إلا أن فرسه ألقته عنها مرات عدة قبل أن يصل إليهما. فعرف أنّه لن يستطيع الوصول إليهما، وأن فرسه إنّما ألقته بأمر الله، فطلب من الرسول الكريم أن يعفُوَ عنه، وعرض عليه الزّاد والعون، فقال له رسول الله r: " عَمِّ عنا الطلب" فقال: قد كُفيتم، ثم رجع فوجد النّاس جادّين في البحث عن النبيّ r وصاحبه –خاصةً بعد أن جعلت قريش مئتين من الإبل لمن يأتي بهما- فجعل لا يلقَى أحداً من الطلب إلا ردّه وهو يقول: كُفيتم هذا الوجه (أي لا يوجد أحد منهما في هذا الطّريق)... يا سبحان الله، أصبح أول النّهار جاهداً عليهما، وأمسى آخره حارساً لهما...



الوصول إلى المدينة

ولما سمع المسلمون في المدينة بمخرَج رسول الله r من مكة إليهم، كانوا يخرجون كل يوم بعد صلاة الصّبح حتى تغلبهم الشمس على الظّلال. فإذا اشتدّ الحرّ عادوا إلى بيوتهم يتواعدون الغد.

وفي اليوم الثّاني عشر من ربيع الأول لثلاثَ عَشْرَةَ سنة من البعثة، برز الأنصار على عادتهم، ووقفوا بظاهر المدينة ينتظرون طلعته ويودّون رؤيته. فلمّا حميت الظّهيرة وكادوا ييأسون من مجيئه، صعد رجل من اليهود على أُطُم من آطامهم لبعض شأنه، فرأى رسول الله r وصاحبه، فصرخ بأعلى صوته: يا معشر العرب هذا جَدُّكم الذي تنتظرون... فأسرع الأنصار إلى السّلاح يستقبلون به رسولهم r.

نزل النّبيّ r أول ما نزل بقُباء، فأقام أربعَ عَشْرَةَ ليلة. أسس خلالها مسجد قُباء. وهو أول مسجد أُسس في الإسلام. وقيل: فيه نزل قولُ الله تعالى: }لَمسجدٌ أُسس على التّقوى من أول يومٍ أحقّ أن تقوم فيه. فيه رجال يحبّون أن يتطهّروا والله يحبّ المطَّهِّرِين{. سورة التّوبة:108

وعندما أراد رسول الله r أن يدخل المدينة مع صاحبه أرسل إلى الأنصار، فجاؤوا إليه وهم متقلّدون سلاحهم فسلّموا عليهما، وقالوا: اركبا آمنَيْن مطاعَيْن، فركب نبي الله r وأبو بكر وحفّوا دونهما بالسلاح. رواه البخاري.

وعند وصوله إلى المدينة شاع فيها مجيئه. فأخذ أهل المدينة يقولون: "جاء نبي الله، جاء نبي الله...". فكان بحقٍّ يومَ فرح وابتهاج، لم تَرَ المدينة يوماً مثله، ولبس النّاس أحسن ملابسهم كأنهم في يوم عيد...

وهذه اضافت داعيه الى الهدى
بسم الله الرحمن الرحيم

((من كان يعلم بهجرة الرسول صلى الله عليه وسلم))
قال ابن إسحاق : ولم يعلم فيما بلغني ، بخروج رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد ، حين خرج إلا علي بن أبي طالب ، وأبو بكر الصديق ، وآل أبي بكر . أما علي فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم - فيما بلغني - أخبره بخروجه وأمره أن يتخلف بعده بمكة حتى يؤدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الودائع التي كانت عنده للناس وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بمكة أحد عنده شيء يخشى عليه إلا وضعه عنده لما يعلم من صدقه وأمانته صلى الله عليه وسلم .

(( قصة الرسول صلى الله عليه وسلم مع أبو بكر في الغار))قال ابن إسحاق : فلما أجمع رسول الله صلى الله عليه وسلم الخروج أتى أبا بكر بن أبي قحافة فخرجا من خوخة لأبي بكر في ظهر بيته ثم عمد إلى غار بثور - جبل بأسفل مكة - فدخلاه وأمر أبو بكر ابنه عبد الله بن أبي بكر أن يتسمع لهما ما يقول الناس فيهما نهاره ثم يأتيهما إذا أمسى بما يكون في ذلك اليوم من الخبر ; وأمر عامر بن فهيرة مولاه أن يرعى غنمه نهاره ثم يريحها عليهما ، يأتيهما إذا أمسى في الغار . وكانت أسماء بنت أبي بكر تأتيهما من الطعام إذا أمست بما يصلحهما .

قال ابن هشام : وحدثني بعض أهل العلم أن الحسن بن أبي الحسن البصري قال انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر إلى الغار ليلا ، فدخل أبو بكر رضي الله عنه قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم فلمس الغار لينظر أفيه سبع أو حية يقي رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه .


الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


بسم الله الرحمن الرحيم
هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبي بكر الصديق رضى الله عنه
لما علم كفار قريش أن رسول الله صلى عليه وسلم صارت له شيعة وأنصار من غيرهم، ورأوا مهاجرة أصحابه إلى أولئك الأنصار الذين بايعوه على المدافعة عنه حتى الموت، اجتمع رؤساهم وكبارهم في دار الندوة، وهي دار بناها قصي بن كلاب، كانوا يجتمعون فيها عند ما ينزل بهم حادث مهم، اجتمعوا ليتشاوروا فيما يصنعون بالنبي صلى الله عليه وسلم.


فقال قائل منهم: نحبسه مكبلا بالحديد حتى يموت، وقال آخر: نخرجه وننفيه من بلادنا، فقال أحد كبرائهم: ما هذا ولا ذاك برأي؛ لأنه إن حُبس ظهر خبره فيأتي أصحابه وينتزعونه من بين أيديكم، وإن نُفي لم تأمنوا أن يتغلب على من يحل بحيهم من العرب؛ بحسن حديثه وحلاوة منطقه حتى يتبعوه فيسير بهم إليكم، فقال الطاغية أبو جهل: الرأي أن نختار من كل قبيلة فتى جلداً ثم يضربه أولئك الفتيان ضربة رجل واحد؛ فيتفرق دمه في القبائل جميعاً؛ فلا يقدر بنو عبد مناف على حرب جميع القبائل.

فأعجبهم هذا الرأي واتفقوا جميعاً وعينوا الفتيان والليلة التي أرادوا تنفيذ هذا الأمر في سَحَرها، فأعلم الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم بما أجمع عليه أعداؤه، وأذنه سبحانه وتعالى بالهجرة إلى يثرب (المدينة المنورة)، فذهب إلى أبي بكر الصديق رضى الله عنه وأخبره وأذن له أن يصحبه، واتفقا على إعداد الراحلتين اللتين هيأهما أبو بكر الصديق لذلك، واختارا دليلا يسلك بهما أقرب الطرق، وتواعدا على أن يبتدئا السير في الليلة التي اتفقت قريش عليها.

وفي تلك الليلة أمر عليه الصلاة والسلام ابن عمه على ابن أبي طالب أن ينام في مكانه ويتغطى بغطائه حتى لا يشعر أحد بمبارحته بيته. ثم خرج صلى الله عليه وسلم، وفتيان قريش متجمهرون على باب بيته وهو يتلو سورة (يس)، فلم يكد يصل إليهم حتى بلغ قوله تعالى: (فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ)، فجعل يكررها حتى ألقى الله تعالى عليهم النوم وعميت أبصارهم فلم يبصروه ولم يشعروا به، وتوجه إلى دار أبي بكر وخرجا معاً من خوخة في ظهر البيت، وتوجها إلى جبل ثور بأسفل مكة فدخلا في غاره.

وأصبحت فتيان قريش تنتظر خروجه صلى الله عليه وسلم، فلما تبين لقريش أن فتيانهم إنما باتوا يحرسون على بن أبي طالب لا محمداً صلى الله عليه وسلم هاجت عواطفهم، وارتبكوا في أمرهم، ثم أرسلوا رسلهم في طلبه والبحث عنه من جميع الجهات، وجعلوا لمن يأتيهم به مائة ناقة، فذهبت رسلهم تقتفي أثره، وقد وصل بعضهم إلى ذلك الغار الصغير الذي لو التفت فيه قليلا لرأى من فيه.

فحزن أبو بكر الصديق رضى الله عنه لظنه أنهم قد أدركوهما، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم(لاَتَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا)،فصرف الله تعالى أبصار هؤلاء القوم وبصائرهم حتى لم يلتفت إلى داخل ذلك الغار أحد منهم، بل جزم طاغيتهم أمية بن خلف بأنه لا يمكن اختفاؤهما به لِمَا رأوه من نسج العنكبوت وتعشيش الحمام على بابه.

وقد أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه بالغار ثلاث ليال حتى ينقطع طلب القوم عنهما، وكان يبيت عندهما عبد الله بن أبي بكر ثم يصبح في القوم ويستمع منهم الأخبار عن رسول الله وصاحبه فيأتيهما كل ليلة بما سمع، وكانت أسماء بنت أبي بكر تأتيهما بالطعام في كل ليلة من هذه الليالي، وقد أمر عبد الله بن أبي بكر غلامه بأن يرعى الغنم ويأتى بها إلى ذلك الغار ليختفي أثره وأثر أسماء.

وفي صبيحة الليلة الثالثة من مبيت رسول الله عليه وسلم وصاحبه بالغار، وهي صبيحة يوم الاثنين في الأسبوع الأول من ربيع الأول سنة الهجرة (وهي سنة ثلاث وخمسين من مولده صلى الله عليه وسلم، وسنة ثلاث عشرة من البعثة المحمدية) جاءهما بالراحلتين عامر بن فهيرة مولى أبي بكر؛ وعبد الله بن أريقط الذي استأجراه ليدلهما على الطريق، فركبا وأردف أبو بكر عامر بن فهيرة ليخدمهما، وسلك بهما الدليل أسفل مكة، ثم مضى بهما في طريق الساحل.


وبينما هم في الطريق إذ لحقهم سراقة بن مالك المدلجى؛ لأنه سمع في أحد مجالس قريش قائلا يقول: إني رأيت أسودة بالساحل أظنها محمدا وأصحابه. فلما قرب منهم عثرت فرسه حتى سقط عنها، ثم ركبها وسار حتى سمع قراءة النبي صلى الله عليه وسلم وهو لايلتفت وأبوبكر يكثر الالتفات، فساخت قوائم فرس سراقة في الأرض فسقط عنها، ولم تنهض إلا بعد أن استغاث صاحبها بالنبي صلى الله عليه وسلم وقد شاهد غباراً يتصاعد كالدخان من آثار خروج قوائم فرسه من الأرض، فداخله رعب شديد ونادى بطلب الأمان، فوقف رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه حتى جاءهم وعرض عليهم الزاد والمتاع فلم يقبلا منه شيئاً؛ وإنما قالا له: اكتم عنا، فسألهم كتاب أمن؛ فكتب له أبو بكر ما طلب بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعاد سراقة من حيث أتى كاتما ما رأى، وقد أخبر أبا جهل فيما بعد، وقد أسلم سراقة يوم فتح مكة وحسن إسلامه.

واستمر رسول الله وصاحبه في طريقهما حتى وصلا قُباء، من ضواحي المدينة، في يوم الاثنين من ربيع الأول، فنزل بها رسول الله صلى الله عليه وسلم على بني عمرو بن عوف ونزل أبو بكر رضى الله عنه بالسُّنْح (محلة بالمدينة أيضا) على خارجة بن زيد، ومكث رسول الله صلى الله عليه وسلم بقباء ليالى؛ أنشأ فيها مسجداً، هو الموصوف في القرآن الكريم بأنه أسس على التقوى من أول يوم، وصلى فيه عليه الصلاة والسلام بمن معه من المهاجرين والأنصار، وقد أدركه صلى الله عليه وسلم بقباء على بن أبي طالب رضى الله عنه بعد أن أقام بمكة بعده بضعة أيام ليؤدى ما كان عنده من الودائع إلى أربابها.

اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنـــــــا محمد

نوووته
10-08-2008, 08:02 PM
بناء المسجد النبـوي

انتقل الرسول صلى الله عليه وسلم من قباء راكباً راحلته إلى المدينة والناس

من حوله يمشون فأشرف أهـل المدينة ينظرون ويقولون جاء نبي اللّه، وتفرق

الغلمان في الطرق ينادون يا محمد يا رسول اللّه يا محمد يا رسول اللّه ، قال

البراء بن عازب- رضي اللّه عنه-: فـما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء فرحهم

برسول اللّه صلى الله عليه وسلم وكان زعماء الأنصـار تطلعـوا إلى استضافته

صلى الله عليه وسلم فكلما مر بأحدهم

دعاه للنزول وكان عليه الصلاة والسلام يقول

: "دعوا الناقة فإنها مأمورة". حتى بركت ناقته في مكان المسجد النبوي حالياً وقال

صلى الله عليه وسلم : "هذا إن شاء اللّه المنزل" فتساءل عليه الصلاة والسلام: "

أي بيوت أهلنا أقرب؟". فقال أبو أيوب- رضي اللّه عنه-: أنا يا نبي اللّه هذه داري

وهذا بابي. فنزل في داره ثم شرع في بناء مسجده الذي كان مكانه

سابقاً مربداً لغلامين يتيمين من بني النجار ابتاعه منهما. وشارك

عليه الصلاة والسـلام في بناء المسجـد مع أصحابه ليجتمع فيه

المسلمون للعبادة والعلم والتشاور في أمور حياتهم

وتزداد بينهم أواصر المحبة والأخوة.

نوووته
10-08-2008, 08:07 PM
المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار



آخى الرسول صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار

وذلك لتثبيت الألفة بينهم وإبعاد الوحشة من قلوب المهاجرين

الذين تركوا أموالهم وديارهم، ولقد تسابق الأنصار في إيواء المهاجرين

وإكرامهم وإيثارهم على أنفسهم وقد أثنى اللّه عليهم في قوله:

{والذين تبؤوا الدار والإِيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون} (1).

وقد كان لهذه المعاملة الكريمة أثر في نفوس المهاجرين

فلهجت ألسنتهم بكـرم الأنصار حتى قالوا: "يا رسول اللّه

ما رأينا مثل قوم قدمنا عليهم أحسن مواساة في قليل

ولا أحسن بذل من كثير، لقد كفونا المؤنة وأشركونا في المهنأ، حتى لقد خشينا أن يذهبوا

بالأجر كله". قال: "لا ما أثنيتم عليهم ودعوتم اللّه لهم"



عقد المعاهدة مع اليهود

كان بالمـدينة ثلاث قبائل من اليهود وهم: (بنو قينقاع- بنو النضير- بنو قريظة)

وحيث إن اليهود أصحاب غدر وخيانة وأهل فساد، عقد معهم

الرسول صلى الله عليه وسلم معاهدة ليأمن شرهم ومكرهم،

وكتب على ذلك كتاباً اشتمل على مبادئ وشروط منها:


1- أن يحاربوا سوياً ضد المعتدي على المدينة ويدفعوا سوياً نفقات الحرب.

2- أن المدينة حرم فلا يقتل صيدها ولا يقطع شجرها.

3- الرجوع إلى كتاب اللّه وسنة رسوله إذا حدث خلاف وشجار بينهم وبين المسلمين.


4- أن من كان بالمدينة أو خرج منها فإنه آمن إلا مَن ظَلَم.

5- أن لليهود حريتهمٍ الدينية وأن المجرم منهم مأخوذ بجرمه.

6- أن لا يجيروا قريشا ولا ينصروهم.

nayl2
11-08-2008, 02:12 AM
وسميت المدينة بدار الهجرة والسنة كما في صحيح البخارى، وصارت الهجرة إليها من سائر الأنحاء الأخرى التى بلغها الإسلام تقوية للدولة إلى أن قال النبى صلى الله عليه وسلم بعد فتح مكة ودخول الناس في دين الله أفواجاً : "لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية وإذا استنفرتم فانفروا" (متفق عليه) وبقي معنى الهجرة في هجر ما نهى الله عنه ، وبقت تاريخا للأمة

الهجرة وبداية التأريخ الهجري
للهجرة عند المسلمين معان عميقة في الوجدان والعقيدة، إذ تفصل بين الحق والباطل بالهجرة إلى الله، بالهجرة من الشرك والكفر إلى الإسلام، وبذلك تعد الحد الفاصل بين عوائد المجتمع الجاهلي ونظامه وتأسيس دولة الإسلام بالمدينة المنورة. ولذلك كله بدأ التأريخ الهجري أو (تقويم هجري) عند المسلمين انطلاقا من سنة الهجرة النبوية من مكة إلى يثرب التي أصبحت بعد ذلك تسمى المدينة المنورة.

nayl2
11-08-2008, 02:32 AM
ونستفيدمنهجره السزل صلى الله عليه وسلم عبر ودروس نجملها فيم يلي:
- ضرورة الجمع بين الأخذ بالأسباب والتوكل على الله:

ويتجلى ذلك من خلال استبقاء النبي لعلي وأبي بكر معه؛ حيث لم يهاجرا إلى المدينة مع المسلمين، فعليّ بات في فراش النبي وأبو بكر صحبه في الرحلة.

ويتجلى كذلك في استعانته بعبدالله بن أريقط الليثي وكان خبيراً ماهراً بالطريق.

ويتجلى كذلك في كتم أسرار مسيره إلا من لهم صلة ماسّة، ومع ذلك فلم يتوسع في إطلاعهم إلا بقدر العمل المنوط بهم، ومع أخذه بتلك الأسباب وغيرها لم يكن ملتفتاً إليها بل كان قلبه مطوياً على التوكل على الله عز وجل.


2 - ضرورة الإخلاص والسلامة من الأغراض الشخصية:

فما كان عليه الصلاة والسلام خاملاً، فيطلب بهذه الدعوة نباهة شأن، وما كان مقلاً حريصاً على بسطة العيش؛ فيبغي بهذه الدعوة ثراء؛ فإن عيشه يوم كان الذهب يصبّ في مسجده ركاماً كعيشه يوم يلاقي في سبيل الدعوة أذىً كثيراً.


3 - الإعتدال حال السراء والضراء:

فيوم خرج عليه الصلاة والسلام من مكة مكرهاً لم يخنع، ولم يذل، ولم يفقد ثقته بربه، ولما فتح الله عليه ما فتح وأقر عينه بعز الإسلام وظهور المسلمين لم يطش زهواً، ولم يتعاظم تيهاً؛ فعيشته يوم أخرج من مكة كارهاً كعيشته يوم دخلها فاتحاً ظافراً، وعيشته يوم كان في مكة يلاقي الأذى من سفهاء الأحلام كعيشته يوم أطلت رايته البلاد العربية، وأطلت على ممالك قيصر ناحية تبوك.


4 - اليقين بأن العاقبة للتقوى وللمتقين:

فالذي ينظر في الهجرة بادئ الرأي يظن أن الدعوة إلى زوال واضمحلال.

ولكن الهجرة في حقيقتها تعطي درساً واضحاً في أن العاقبة للتقوى وللمتقين. فالنبي يعلّم بسيرته المجاهد في سبيل الله الحق أن يثبت في وجه أشياع الباطل، ولا يهن في دفاعهم وتقويم عوجهم، ولا يهوله أن تقبل الأيام عليهم، فيشتد بأسهم، ويجلبوا بخيلهم ورجالهم؛ فقد يكون للباطل جولة، ولأشياعه صولة، أما العاقبة فإنما هي للذين صبروا والذين هم مصلحون.


5 - ثبات أهل الإيمان في المواقف الحرجة:
ذلك في جواب النبي لأبي بكر لمّا كان في الغار.

وذلك لما قال أبو بكر: والله يا رسول الله لو أن أحدهم نظر إلى موقع قدمه لأبصرنا.

فأجابه النبي مطمئناً له: { ما ظنّك باثنين الله ثالثهما }.

فهذا مثل من أمثلة الصدق والثبات، والثقة بالله، والإتكال عليه عند الشدائد، واليقين بأن الله لن يتخلى عنه في تلك الساعات الحرجة.

هذه حال أهل الإيمان، بخلاف أهل الكذب والنفاق؛ فهم سرعان ما يتهاونون عند المخاوف وينهارون عند الشدائد، ثم لا نجد لهم من دون الله ولياً ولا نصيراً.


6 - أن من حفظ الله حفظه الله:

ويؤخذ هذا المعنى من حال النبي لما ائتمر به زعماء قريش ليعتقلوه، أو يقتلوه، أو يخرجوه، فأنجاه الله منهم بعد أن حثا في وجوههم التراب، وخرج من بينهم سليماً معافى.

وهذه سنة ماضية، فمن حفظ الله حفظه الله، وأعظم ما يحفظ به أن يحفظ في دينه، وهذا الحفظ شامل لحفظ البدن، وليس بالضرورة أن يعصم الإنسان؛ فلا يخلص إليه البتة؛ فقد يصاب لترفع درجاته، وتقال عثراته، ولكن الشأن كل الشأن في حفظ الدين والدعوة.


7 - أن النصر مع الصبر:

فقد كان هيناً على الله عز وجل أن يصرف الأذى عن النبي جملة، ولكنها سنة الإبتلاء يؤخذ بها النبي الأكرم؛ ليستبين صبره، ويعظم عند الله أجره، وليعلم دعاة الإصلاح كيف يقتحمون الشدائد، ويصبرون على ما يلاقون من الأذى صغيراً كان أم كبيراً.


8 - الحاجة إلى الحلم، وملاقاة الإساءة بالإحسان:

فلقد كان النبي يلقى في مكة قبل الهجرة من الطغاة والطغام أذىً كثيراً، فيضرب عنها صفحاً أو عفواً، ولما عاد إلى مكة فاتحاً ظافراً عفا وصفح عمن أذاه.



9 - إستبانة أثر الإيمان:

حيث رفع المسلمون رؤوسهم به، وصبروا على ما واجهوه من الشدائد، فصارت مظاهر أولئك الطغاة حقيرة في نفوسهم.


10 - إنتشار الإسلام وقوته:

وهذه من فوائد الهجرة، فلقد كان الإسلام بمكة مغموراً بشخب الباطل، وكان أهل الحق في بلاء شديد؛ فجاءت الهجرة ورفعت صوت الحق على صخب الباطل، وخلصت أهل الحق من ذلك الجائر، وأورثتهم حياة عزيزة ومقاماً كريماً.


11 - أن من ترك شيئاً لله عوّضه الله خيراً منه:

فلما ترك المهاجرون ديارهم، وأهليهم، وأموالهم التي هي أحب شيء إليهم، لما تركوا ذلك كله لله، أعاضهم الله بأن فتح عليهم الدنيا، وملّكهم شرقها وغربها.


12 - قيام الحكومة الإسلامية والمجتمع المسلم.


13 - إجتماع كلمة العرب وارتفاع شأنهم.


14 - التنبيه على فضل المهاجرين والأنصار.


15 - ظهور مزية المدينة:

فالمدينة لم تكن معروفة قبل الإسلام بشيء من الفضل على غيرها من البلاد، وإنما أحرزت فضلها بهجرة المصطفى عليه الصلاة والسلام أصحابه إليها، وبهجرة الوحي إلى ربوعها حتى أكمل الله الدين، وأتم النعمة، وبهذا ظهرت مزايا المدينة، وأفردت المصنفات لذكر فضائلها ومزاياها.


16 - سلامة التربية النبوية:

فقد دلّت الهجرة على ذلك؛ فقد صار الصحابة مؤهلين للاستخلاف، وتحكيم شرع الله، والقيام بأمره، والجهاد في سبيله.


17 - التنبيه على عظم دور المسجد في الأمة:

ويتجلى ذلك في أول عمل قام به النبي فور وصوله المدينة، حيث بنى المسجد؛ لتظهر فيه شعائر الإسلام التي طالما حوربت، ولتقام فيه الصلوات التي تربط المسلم برب العالمين، وليكون منطلقاً لجيوش العلم، والدعوة والجهاد.


18 - التنبيه على عظم دور المرأة:

ويتجلى ذلك من خلال الدور الذي قامت به عائشة وأختها أسماء رضي الله عنهما حيث كانتا نعم الناصر والمعين في أمر الهجرة؛ فلم يخذلا أباهما أبا بكر مع علمهما بخطر المغامرة، ولم يفشيا سرّ الرحلة لأحد، ولم يتوانيا في تجهيز الراحلة تجهيزاً كاملاً، إلى غير ذلك مما قامتا به.


19 - عظم دور الشباب في نصرة الحق:

ويتجلى ذلك في الدور الذي قام به علي بن أبي طالب حين نام في فراش النبي ليلة الهجرة.

ويتجلى من خلال ما قام به عبدالله بن أبي بكر؛ حيث كان يستمع أخبار قريش، ويزود بها النبي وأبا بكر.


20 - حصول الأخوة وذوبان العصبيات.


وتضيف القابضه على الجمر
http://www.alamuae.com/gallery/data/media/123/0034.gif


http://www.alfrasha.com/up/17674693961676087736.gifhttp://www.alfrasha.com/up/17674693961676087736.gif الهجرة المباركة دروس وعبر,,,ومعجزات حسية http://www.alfrasha.com/up/17674693961676087736.gifhttp://www.alfrasha.com/up/17674693961676087736.gif

http://www.alfrasha.com/up/674109590957902207.gif

إن الهجرة المباركة كانت درساً في الصبر والتوكل على الله تعالى ولم تكن طلبا للراحة ولاهرباً من العدو ولاتهرباً من الدعوة وأعبائها .

إن حادثة هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم تمد المسلمين بالعبر والعظات والدروس والتوجيهات، وقد شاء الله تعالى أن تكون بأسباب مألوفة للبشر، يتزود فيها للسفر، ويركب الناقة، ويستأجر الدليل، ولو شاء الله لحمله على البراق، ولكن لتقتدي به أمته بالصبر والتحمل لمشقاة الدنيا والعمل الدؤب للأخرة التى هي العقبى.

وكانت الهجرة من مكة المكرمة الى المدينة المنورة اعظم حدث حول مجرى التاريخ، وغير مسير الحياة ومناهجها التي كانت تحياها، وتعيش محكومة بها في صور قوانين ونظم واعراف وعادات واخلاق وسلوك للافراد والجماعات وعقائد وتعبدات وعلم، ومعرفة، وجهالة وسفه ، وضلال وهدى ، وعدل وظلم .
وفي هجرة النبي صلى الله عليه واله وسلم وقعت معجزات حسية ، وهي دلائل ملموسة على حفظ الله ورعايته لرسوله ومن ذلك نسيج العنكبوت على فم الغار، ومنها ما جرى لرسول الله مع ام معبد وما جرى له مع سراقة ووعده اياه بان يلبس سواري كسرى.

وما اروع ان تقف لحظات تنظر في دروس الهجرة النبوية الشريفة من مكة المكرمة الى المدينة المنورة وننظر بعمق في فصول الهجرة ودروسها، ونتعلم منها جوانب مضيئة من حياة رسول الله والذي لم يخرج من مكة مهاجرا الى المدينة الا بعد ان اذن له الله عز وجل بذلك، وبعد ان صبر وتحمل واحتسب وعانى ماعاناه من البلايا والرزايا والاذى من اهله وذويه، ثم ممن حوله من الذين كرهوا ان تظهر كلمة الله عز وجل وان تكون كلمته سبحانه وتعالى هي العليا، وكلمة الذين كفروا هي السفلى.

ومن ينظر في قضية الهجرة النبوية الشريفة يلاحظ ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان متعلقا بمكة المكرمة .هذه المدينة الطيبة الطاهرة، وقد احبها وولد فيها، وعاش ونشأ وترعرع فيها ونزل عليه الوحي من الله في غار حراء بهذه المدينة ، والتي قال فيها رسول الله وهو يخرج منها مهاجرا قولته المشهورة” اللهم اخرجتني من احب البقاع الي فأسكني في احب البقاع اليك “.ولا شك ان الحبيب صلى الله عليه واله وسلم قد اكرمه الله بالهجرة من حرم الى حرم وكلا المدينتين ذات فضل وبركة وهما احب المدن الى الله تعالى، ثم الى رسوله، ففي الاولى كانت نشأته ، والثانية كانت اليها الهجرة وفيها مضجعه الاخير. وقد اختار الله الاولى مكانا لبيته والثانية لمسجد رسوله فحددهما وعينهما وامر الناس بالحج الى الاولى وبالهجرة الى الثانية فكانت في حياته صلى الله عليه واله وسلم قبل الفتح واجبة وصارت بعده مندوبة ، دعا للاولى ابراهيم عليه السلام، وللثانية اكرم ولده صلى الله عليه واله وسلم وجعل القلوب تهوي اليهما .ومكة المكرمة والمدينة المنورة مدينتان ضوعف اجر الصلاة فيهما، وشد الرحيل اليهما، وفي ماء الاولى وتراب الثانية وتمرها الشفاء وبعض اجزائها من الجنة، ويئس الشيطان ان يعبد فيهما ، وجعل رزقهما من ثمرات الارض، وحرم دخول الكفار اليهما، ومنع الدجال منهما، وجعلهما الله تعالى حرما آمنا، فحرم الصيد وتنفيره فيهما وحرم قطع الشجر والكلأ والتقاط لقطتهما وحمل السلاح للقتال وسفك الدماء فيهما، لا يختلى خلالهما ، ولا ينفر صيدهما ، ولا تلتقط لقطتهما .
للملحد فيهما اشد العقوبة ولمن اذى اهلهما النكال، وهما اخر البلاد حرم على غير المسلمين غزوهما ومنعهما من الجبابرة .

ومن القضايا المهمة التي لابد ان نتدبرها في قضية الهجرة ان الرجال الذين هاجروا معه والنساء الذين تبعوهم على الرغم من انهم كانوا قلة وضعفاء الا انهم كانوا اقوياء بايمانهم وصبرهم واحتسابهم . وقد اعانهم الله واكرمهم وكرمهم ورفع شأنهم.



http://www.alfrasha.com/up/674109590957902207.gif

اللهم اجمعنا بسيدنا محمد(عليهـ أفضل الصلوات وأتم التسليم) وصحبه ,,
واجعلنا ممن ينصرون دينك,,,
اللهم ارزقنا الهجرة من نفوسنا اليك,,,
ومن معاصينا الى طاعتك ومن البعد عنك الى القرب منك ,,,,

اميرة_العطاء
11-08-2008, 05:30 AM
قال ابن إسحاق : فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة إذ قدمها شهر ربيع الأول إلى صفر من السنة الداخلة حتى بني له فيها مسجده ومساكنه واستجمع له إسلام هذا الحي من الأنصار ، فلم يبق دار من دور الأنصار إلا أسلم أهلها ، إلا ما كان من خطمة وواقف ووائل وأمية وتلك أوس الله وهم حي من الأوس ، فإنهم أقاموا على شركهم .

[ أول خطبه عليه الصلاة والسلام ]
وكانت أول خطبة خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بلغني عن أبي سلمة بن عبد الرحمن - نعوذ بالله أن نقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقل - أنه قام فيهم فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال أما بعد أيها الناس فقدموا لأنفسكم . تعلمن والله ليصعقن أحدكم ثم ليدعن غنمه ليس لها راع ثم ليقولن له ربه وليس له ترجمان ولا حاجب يحجبه دونه ألم يأتك رسولي فبلغك ، وآتيتك مالا وأفضلت عليك ؟ فما قدمت لنفسك ؟ فلينظرن يمينا وشمالا فلا يرى شيئا ، ثم لينظرن قدامه فلا يرى غير جهنم . فمن استطاع أن يقي وجهه من النار ولو بشق من تمرة فليفعل ومن لم يجد فبكلمة طيبة ، فإن بها تجزى الحسنة عشر أمثالها ، إلى سبع مئة ضعف والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

[خطبته الثانية صلى الله عليه وسلم ]
قال ابن إسحاق : ثم خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس مرة أخرى ، فقال إن الحمد لله أحمده وأستعينه ، نعوذ بالله من شرور أنفسنا ، وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . إن أحسن الحديث كتاب الله تبارك وتعالى ، قد أفلح من زينه الله في قلبه وأدخله في الإسلام بعد الكفر واختاره على ما سواه من أحاديث الناس إنه أحسن الحديث وأبلغه أحبوا ما أحب الله أحبوا الله من كل قلوبكم ولا تملوا كلام الله وذكره ولا تقس عنه قلوبكم فإنه من كل ما يخلق الله يختار ويصطفي ، قد سماه الله خيرته من الأعمال ومصطفاه من العباد والصالح من الحديث ومن كل ما أوتي الناس الحلال والحرام فاعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا ، واتقوه حق تقاته واصدقوا الله صالح ما تقولون بأفواهكم وتحابوا بروح الله بينكم إن الله يغضب أن ينكث عهده والسلام عليكم

اميرة_العطاء
11-08-2008, 01:42 PM
كتابة وثيقة بين المسلمين وغيرهم:

ذكر ابن هشام أن النبي صلى الله عليه وسلم، لم تمض له سوى مدة قليلة في المدينة حتى اجتمع له إسلام عامة أهل المدينة من العرب، ولم تبق دار من دور الأنصار إلا أسلم أهلها، عدا أفرادا من قبيلة الأوس، فكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا بين المهاجرين والأنصار وادع فيه اليهود وعاهدهم وأقرهم على دينهم وأموالهم وشرط لهم واشترط عليهم.(ابن هشام، 1/502-503).

أولا:- وثيقة التحالف الإسلامي: تعد هذه الوثيقة أهم ما قام به النبي صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بتأسيس الدولة الإسلامية في المدينة، فقد أزاح بها كل ما كان من حزازات الجاهلية والنزاعات القبلية، وفي ما يلي بعض نصوص الوثيقة: هذا كتاب من محمد النبي صلى الله عليه وسلم بين المؤمنين والمسلمين من قريش ويثرب ومن تبعهم فلحق بهم وجاهد معهم:

- أنهم كانوا أمة واحدة من دون الناس.

- المهاجرون من قريش على ربعتهم[1] يتعاقلون[2] بينهم وهم يفدون عانيهم[3] بالمعروف والقسط بين المؤمنين، وكل قبيلة من الأنصار على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم[4] الأولى، وكل طائفة منهم تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.

- وأن المؤمنين لا يتركون مفرحا[5] بينهم أن يعطوه بالمعروف في فداء أو عقل.

- لا يقتل مؤمنا في كافر، ولا ينصر كافر على مسلم.

- وان ذمة الله واحدة يجير عليهم أدناهم.

- وأنه لا يحل لمؤمن أن ينصر محدثا (أي من أحدث منكرا غير معتاد) ولا يؤويه.

وأنه من نصره أو آواه فإن عليه لعنة الله، وغضبه يوم القيامة، ولا يؤخذ منه صرف ولا عدل،( أي لا يشارك في تصريف الأمور ولا في الشهادة عليها).

ثانيا: المعاهدة مع اليهود:

ذكرتها اختي الغاليه نوووته..
وبإبرام هذه المعادة قامت الدولة الإسلامية الراشدة تحت قيادة الرسول صلى الله عليه وسلم.

نوووته
11-08-2008, 05:09 PM
زواج الرسول صلى الله عليه وسلم من السيدة عائشة:


وبعد ثمانية أشهر من الهجرة كان الرسول صلى الله عليه وسلم قد


أنهى بناء المسجد، واستقر المسلمون في المدينة، فأتم الرسول صلى الله

عليه وسلم زواجه بالسيدة عائشة ودخل بها، وكان قد عقد عليها قبل الهجرة، وكان الرسول
صلى الله عليه وسلم بعد زواجه منها يقدرها، ويفضلها، فعن عمرو بن العاص قال:

قلت يا رسول الله، أي الناس أحب إليك؟ قال: (عائشة) قلت: ومن الرجال؟ قال: (أبوها) _[الترمذي].




المنافقـون

ظهر النفاق في المدينة بعد أن ازدادت قوة المسلمين،

وقد أظهر المنافقون الإسلام وأبطنوا الكفر، جبناً وخداعاً، وكان يرأسهم

عبد اللّه بن أُبي بن سلول الذي كان ينتظر الزعامة على

الأوس والخزرج قبل الهجرة النبوية، فلما خسر هذا الأمر دخل في الإسلام

نفاقاً، وقد أظهر المنافقون عداءهم في بعض الغزوات حيث انسحبوا بثلث

الجيش في غزوة أحد، وأثاروا الفتنة بين المهاجرين والأنصار في غزوة بني

المصطلق فالمنافقون أضل وأشد خطراً وضرراً على الإسلام والمسلمين

من اليهود والنصارى، لأن عداءهم خفي ويدخلون بين المسلمين فيعلمون

أسرارهم فيكيدون لهم وينقلونها إلى أعدائهم مما يسبب وقوع الفتن بين

المسلمين والخسارة لهم، ولعظم خطرهم توعدهم اللّه بأشد العذاب

وقد حذرنا اللّه تعالى منهم في كتابه وبين صفاتهم في آيات عديدة

وكان صلى الله عليه وسلم يقبل ما ظهر منهم ويترك أمرهم إلى اللّه،

وإليك بعض صفاتهم:


1- الكذب في الحديث وإخلاف الوعد وخيانة الأمانة.

2- يقولون ما لا يفعلون.

3- يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف.

4- يخدمون الكفار ويتجسسون لهم ضد المؤمنين.

5- يأخذون من الدين ما سهل عليهم ويتقاعسون عن تنفيذ ما يستثقلونه كشهود صلاة العشاء والفجر في المسجد.


6- ييأسون من رحمة اللّه وينقطع أملهم في نصره ويلجأون في طلب النصر من أعداء اللّه.

نوووته
11-08-2008, 05:32 PM
مرحلة القتال في الإسـلام


كان المسلمون في مكة يلاقون الأذى والاضطهاد من

قريش، ولم يؤذن لهم بالقتال لقلة عددهم وعدتهم ولعدم

وجود معسكر ينحازون إليه، وأمرهم الرسول بالصبر والتحمل

والتضرع إلى اللّه بالدعاء، وبعد الهجرة إلى المدينة وزيادة عدد


المسلمين وقوتهم أذن اللّه لهم بالقتال دفاعاً عن النفس،

ونزل قوله تعالى: {أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن اللّه على نصرهم لقدير}

. ثم فرض عليهم القتال بعد ذلك لمن قاتلهم. فقال تعالى:

{وقاتلوا في سبيل اللّه الذين يقاتلوكم ولا تعتدوا إن اللّه لا يحب المعتدين}

. ثم فرض عليهم قتال المشركين كافة قال اللّه تعالى:

{وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة واعلموا أن اللّه مع المتقين}

فأرسـل الرسول السرايا، وجهز الغزوات لقتال المشركين أعداء الدين

لإعلاء كلمة اللّه ودعوة الناس إلى التوحيد وإزالة الشرك من الأرض

وإقامة حكم اللّه في الأرض وعمارتها بمقتضى الشهادتين

بنت ابوها2
11-08-2008, 08:23 PM
معارك الرسول الحربية


آ ـ الوقائع التاريخية


ما كان يستقر النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة حتى بدأت المعارك الحربية بينه وبين قريش ومن الأهامن قبائل العرب ، وقد اصطلح المؤرخون المسلمون على أن يسموا كل معركة بين المسلمين والمشركين وخصوها النبي بنفسه " غزوة" وبلغت عدد سراياة ثمانية وثلاثني سرية ،ونقتصر في هذا العجالة على أشهر غزواته ، وهي احدى عشرة غزوة .






1- غزوة بدر الكبرى ، وكانت في اليوم السابع عشر من رمضان للسنة الثانية من الهجرة ، وسببها أن النبي صلى الله عليه وسلم ندب يريد قتالاً ، ولكن القافلة التي كان يقودها أبو سفيان قد نجت بعد أن كان أرسل إلى قريش يستنفرها لحماية القافلة ، فخرجت قريش في نحو من ألف مقاتل ، منهم ستمائه دارع( لابس للدرع ) ومائة فرس عليها مائة درع سوى دروع المشاة وسبعمائة بعير ، ومعهم القيان يضربن بالدفوف ن ويغنين بهجاء المسلمين .


أما المسلمون ، فكانت عدتهم ثلاثمائة وثلاثة عشر أو أربعة عشر رجلا ، أكثرهم من الأنصار ، وكان معهم سبعون جملاً ، فرسان أو ثلاثة أفراس فحسب ، وكان يتعاقب النفر اليسير على الجمل الواحد فترة بعد أخرى ، وقبل أن يخوض المعركة ، أراد أن يستشير أصحابه ، وخاصة الأنصار ، في خوض المعركة ، فأشار عليه المهاجرون بخوضها ، وتكلموا خيراً ، ثم علم الأنصار أنه يريدهم ، فقال له سعد بن معاذ وهو سيد الأنصار جميعاً : يا رسول الله قد آمنا بك ، وصدقناك ، وشهدنا أن ما جئت به هو الحق ، وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة ، فامض يارسول الله ما أردت ، فنحن معك ، ما تخلف منا رجل واحد ، ما نكره أنتلقي بنا عدونا غداً ، وإنا لصبر عند الحرب ، صدق عند اللقاء ، لعل الله يريك منا ما تقربه عينك ، فسر بنا على بركة الله . وقال غيره مثل ذلك فسُر الرسول صلى الله عليه وسلم لذلك ، وقال : سيروا على بركة الله ، وأبشروا ، فإن الله وعدني إحدى الطائفتين ، إما العير ، وإما النفير ،







ثم سار الرسول صلى الله عليه وسلم حتى وصل أدنى ماء من بدر فنزل به ، فقال الحباب بن المنذر : يا رسول الله هذا منزل أنزلكه الله تعالى : لا تقدمه ، ولا تتأخر عنه ، أم هو الرأي والحرب والمكيدة ؟ فقال الرسول صلى الله عليه وسلم بل هو الرأي والحرب والمكيدة ، فأشار عليه الخباب بن المنذر أن يسير إلى مكان آخر هو أصلح وأمكن للمسلمين من قطع ماء بدر عن المشركين ، فنهض الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه حتى وصلوا إلى المكان ، الذي أشار به الحباب ، فأقاموا فيه ، ثم أشار سعد بن معاذ أن يبني للرسول صلى الله عليه وسلم عريشاً وراء صفوف المسلمين ، فان أعزهم الله كان ما أحب ، وإلا جلس على ركائبه ولحق بمن في المدينة ، وقال له سعد : فقد تخلف عنا أقوام يا بني الله ما نحن بأشد لك حباً منهم ، ولو ظنوا أن تلقى حرباً لما تخلفوا عنك ، فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم ، وأمر أن يبني له العريش ولما التقى الجمعان ، أخذ الرسول يسوي صفوف المسلمين ، ويحرضهم على القتال ، ويرغبهم في الشهادة ، وقال : " والذي نفسي بيده ، لا يقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابراً محتسباً ، مقبلا غير مدبر ، إلا أدخله الله الجنة " ورجع إلى عريشه ومعه أبو بكر ، ويحرسه سعد بن معاذ متوحشاً بسيفه ، وأخذ الرسول صلى الله عليه وسلم في الدعاء ومن دعائه : اللهم أنشد عهدك ووعدك اللهم إن تهلك هذه العصابة ( المؤمنون المحاربون) لا تعبد في الأرض "وأطال في سجوده ، حتى قال له أبو بكر : حسبك ، فان الله سينجز لك وعدك ، ثم حمي القتال ، وانتهت المعركة بانتصار المسلمين ،وقد قتل من المشركين نحو من السبعين ، فيهم أشركهم أبو جهل وبعض زعمائهم ، وأسر منهم السبعين ، ثم أمر بدفن القتلى جمعياً ،وعاد إلى المدينة ، ثم استشار أصحابه في أمر الاسرى ، فأشار عليه عمر بقتلهم ، وأشار عليه أبو بكر بفدائهم ، فقبل الرسول صلى الله عليه وسلم مشورة أبي بكر ،وافتدى المشركون أسراهم بالمال .








وقد نزل في معركة بدر آيات من كتاب الله الكريم ، قال الله تعالى في سورة آل عمران " ( وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ وَأنتُمْ أذِلَّةٌ ، فَاتَّقُوا الله لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ، إِذْ تَقُولُ لِلمُؤمِنينَ ألن يَكْفِيَكُمْ أن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنَ المَلائِكَةِ مُنزَلِين ، بَلى إن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأتُوكُمْ مِن فَورِهِم هَذا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ المَلائِكَةِ مُسَوِّمين ،وَمَا جَعَلَهُ الله إِلا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ ، وَمَا النَّصْرُ إلا مِنْ عِندِ الله العَزِيزِ الحَكِيمِ ، لِيَقْطَعَ طَرَفاً مِنَ الذِينَ كَفَرُوا أوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنقَلِبُوا خَائِبِين ) [ آل عمران : 123ـ127 ] . كما نزل العتاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم على قبوله فداء الاسرى ، فقال الله تعال : ( مَا كَانَ لِنَبِيٍ أَن يَكُونَ لَهُ أسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأرْض ِ، تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيا ، وَالله يُريدُ الآخِرَةِ ، وَالله ُعَزِيزٌ حَكِيمٌ ، لَولا كِتَابٌ مِنَ اللهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ، فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلالاً طَيِّباً ، وَاتَّقُوا اللهَ ، إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) [ الانفال : 67ـ 68 ٍ] .







2 ـ غزوة أحد :


وكانت يوم السبت لخمس عشرة خلت من شوال في العالم الثالث للهجرة ، وسببها أن قريشاً أرادت أن تثأر ليوم بدر ، فما زالت تستعد حتى تجهزت لغزو الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة ، فخرجت في ثلاثة آلاف مقاتل ، ما عدا الأحابيش فيهم سبعمائة دارع وماتئا فارس ، ومعهم سبع عشر أمراة ، فيهن هند بنت عتبة زوج أبي سفيان ، وقد قتل أبوها يوم بدر ، ثم ساروا حتى وصلوا بطن الوادي من قبل ان ( وهو جبل مرتفع يقع شمال المدينة على بعد ميلين منها) ، مقابل المدينة ، وكان من رأي الرسول وعدد من الصحابة أن لا يخرج المسلمون إليهم ، بل يظلون في المدينة ، فإن هاجمهم المشركون صدوهم عنها ، ولكن بعض شباب المسلمين وبعض المهاجرين والأنصار ، وخاصة من لم يحضر منهم معركة بدر ولم يحصل له شرف القتال فيها ، تحمسوا للخروج إليهم ومنازلتهم في أماكنهم ، فنزل الرسول صلى الله عليه وسلم عند رأيهم ، ودخل بيته ولبس لأمته ( درعة ) ، وألقى الترس في ظهره ، وأخذ قناته بيده ، ثم خرج إلى المسلمين ، وهو متقلد سيفه ، فندم الذي أشاروا عليه بالخروج إذا كانوا سبباً في حملة على خلاف رأيه ، وقالوا للرسول : ما كان لنا أن نخالفك فاصنع ما شئت أو أقعد إن شئت ، فأجابهم الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله : " ما كان ينبغي لنبي إذا لبي لأمته أن يضعها حتى يحكم الله بينه وبين عدوه " ، ثم خرج والمسلمون معه في نحو ألف بينهم مائة دارع وفرسان .







ولما تجمع المسلمون للخروج ، رأى الرسول جماعة من اليهود يريدون ان يخرجوا مع عبدالله بن أبي بن سلول رأس المنافقين للخروج مع المسلمين ، فقال الرسول : " أوقد أسلموا ؟ قالوا : لا يا رسول الله ، قال :" مروهم فليرجعوا فانا لا نستعين بالمشركين على المشركين " ، وفي منتصف الطريق أنخذل عن المسلمين عبد الله بن أبي سلول ومعه ثلاثمائة من المنافقين ، فبقي عدد المسلمين سبعمائة رجل فحسب ، ثم مضى الرسول وصف الجيش وجعل على كل فرقة منه قائداً ، واختار خمسين من الرماة ، على رأسهم عبد الله بن جبير الأنصاري ليحموا ظهر المسلمين من التفاف المشركين وراءهم ، وقال لهم" أحموا ظهورنا ، لا يأتونا من خلفنا ، وارشقوهم بالنبل ، فان الخيل لا تقوم على النبل ، إنا لا نزال غالبين ما ثبتم مكانكم ، اللهم إني أشهدك عليهم " وقال لهم في رواية أخرى : " إن رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا مكانكم هذا حتى أرسل إليكم ، وإن رأيتمونا هزمنا القوم أو ظاهرناهم وهم قتلى ، فلا تبرحوا مكانكم حتى أرسل اليكم ".






ثم ابتدأ القتال ، ونصر الله المسلمين على أعدائهم ، فقتلوا منهم عدداً ، ثم ولوا الادبار ، فانغمس المسلمون في أخذ الغنائم التي وجدوها في معسكر المشركين ، ورأى ذلك من وراءهم من الرماة فقالوا : ماذا نفعل وقد نصر الله رسوله ؟ ثم فكروا في ترك أمكنتهم لينالهم نصيب من الغنائم ، فذكرهم رئيسهم عبد الله بن حبير بوصية الرسول ، فأجابوا بأن الحرب أنتهت ، ولا حاجة للبقاء حيث هم ، فأبى عبدالله ومعه عشر آخرون أن يغادروا أماكنهم ، ورأى خالد بن الوليد وكان قائد ميمنة المشركين خلو ظهر المسلمين من الرماة ، فكر عليهم من خلفهم ، فما شعر المسلمون إلا والسيوف تناوشهم من هنا وهناك ، فاضطرب حبلهم ، وأشيع أن الرسول قد قتل ، ففر بعضهم عائدا على المدينة ، واستطاع المشركين أن يصلوا إلى الرسول ، فأصابته حجارتهم حتى وقع وأغمى عليه ، فشجع وجهه وخدشت ركبتاه ، وجرحت شفته السفلى ، وكسرت الخوذة على رأسه ، ودخلت حلقتان من حلقات المغفر في وجهته ، وتكاثر المشركون على الرسول يريدون قتله ، فثبت صلى الله عليه وسلم ،وثبت معه نفر من المؤمنين ، منهم : أبو دجانة ، تترس على الرسول ليحميه من نبال المشكرين ، فكان النبل يقع على ظهره ، ومنهم سعدبن أبي وقاص ، رمى يومئذ نحو ألف سهم ، ومنهم : نسيبة أم عمارة الأنصارية ، تركت سقاء الجرحى ، وأخذت تقاتل بالسيف ، وترمي بالنبل ، دفاعاً عن رسول الله حتى أصابها في عنقها ، فجرحت جرحاً عميقاً ، وكان معها زوجها وابناها ، فقال لهم الرسول صلى الله عليه وسلم : بارك الله عليكم أهل البيت ، فقالت له نسيبة : ادع الله أن نرافقك في الجنة ، فقال " اللهم أجعلهم رفقائي في الجنة ، فقالت رضي الله عنها بعد ذلك : ما أبالي ما أصابني من أمر الدنيا ، وقد قال صلى الله عليه وسلم في حقها : " ما التفت يمينا وشمالاً يوم أحد ، إلا ورأيتها تقاتل دوني " وقد جرحت يومئذ أثنى عشر جرحاً ، ما بين طعنة برمح وضربة بسيف .






وقد حاول في ساعة الشدة أن يصل أبي بن خلف إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ليقتله ، وأقسم أن لا يرجع عن ذلك ، فأخذ عليه السلام حربة ممن كانوا معه ، فسددها في نحره ، فكانت سبب هلاكه ، وهو الوحيد الذي قتله صلى الله عليه وسلم في جميع معاركه الحربية ثم استطاع صلى الله عليه وسلم الوقوف والنهوض على أكتاف طلحة بن عبيد الله ، فنظر إلى المشركين ، فرأى جماعة منهم على ظهر الجبل ، فأرسل من ينزلهم قائلا :" لا ينبغي لهم أن يعلونا ، اللهم لا قوة لنا إلا بك " وأنتهت المعركة . وقال أبو سفيان مظهرا تشفيه والمشركين من هزيمتهم يوم بدر : يوم بيوم بدر .


وممن قتل في هذه المعركة حمزة عم الرسول صلى الله عليه وسلم ، ومثلت به هند زوج أبي سفيان ، واحتزت قلبه ومضغته ، فرأت له مرارة لفظته ، وقد حزن الرسول صلى الله عليه وسلم لمشهده حزناً عظيماً فقال : لئن أظهرني الله على قريش في موطن من المواطن لأمثلن بثلاثنين رجلا منهم ، ولكن الله نهي عن المثلة بعد ذلك .وقد بلغ عدد قتلى المسلمين في هذه المعركة نحواً من السبعين ، وقتلى المشركين ثلاثة وعشرين .






وقد أنزل الله تعالى في هذه المعركة عدة آيات يضمد بها جراح المؤمنين ، وينبههم إلى سبب الهزيمة التي حلت بهم ، فيقول في سورة آل عمران: " ( وَلا تَهِنُوا وَلا تَخْزَنُوا وَأنتُمْ الأعْلَونَ إن كُنتُم مُّؤمِنِينَ ، إن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ القَومَ قَرْحٌ مِثْلُهُ ، وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَينَ النَّاسِ ، وَلِيَعْلَمَ الله الذِينَ أمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ ، وَاللهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمينَ ، وَلِيُمَحِّصَ اللهُ الذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الكَافِرِينَ ، أَمْ حَسِبْتَهُمْ أن تَدْخُلُوا الجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ الذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرينَ ) [ آل عمران : 139-142 ] ثم يقول بعد آيات : ( وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللهُ وَعْدَهُ إذْ تَحُسُّوَنُهمْ ( تقتلونهم ) بِإِذْنِهِ ، حَتَّى إذَا فَشِلْتُمْ وَتَـَنـازَعْتُمْ فِي الأمْرِِِِ ، وَعَصَيتُمْ مِن بَعْدِ مَا أرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ ، مِنكُم مَن يُرِيدُ الدُّنيَا ، وَمِِنكُمْ مَنْ يُرِيدُ الآخِرَة ، ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ ، وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ ، وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى المُؤمِنينَ ، إذْ تُصْعِدُونَ ( أي تهربون إلى الجبل صاعدين ) وَلا تَلْوونَ عَلَى أحَدٍ ، وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأثَابَكُمْ غَمّاً بِغَمًّ ٍ( أي فجازاكم غما على غم ) لِكَيلا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا مَا أَصَاَبُكْم ، وَاللهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) [ آل عمران : 152 ـ 13 ] .








3-غزوة بني النضير :


وهم قوم من اليهود يجاورون المدينة ، وكانوا حلفاء للخروج وبينهم وبين المسلمين عهد سلم وتعاون كما قدمنا ، ولكن طبيعة الشر والغدر المتأصلة في اليهود أبت إلا أن تحملهم على نقض عهدهم ، فبينما كان الرسول صلى الله عليه وسلم وبعض أصحابه في بني النضير وقد أستند إلى جدار من بيوتهم ، إذا تآمروا على قتله بالقاء صخرة من ظهر البيت ، فعلم صلى الله عليه وسلم بذلك فنهض سريعاً كأنه يهم بحاجة ، فتوجه إلى المدينة ، ولحقه أصحابه ثم أرسل اليهم محمد بن مسلمة أن أخرجوا من بلدي فلا تساكنوني بها ، وقد هممتم بما هممتم به من الغدر ، ثم أمهلهم صلى الله عليه وسلم عشر أيام للخروج ، وتجهز بنو النضير للخروج في هذا الانذار ، ولكن عبد الله بن أبي راس المنافقين أرسل اليهم ينهاهم عن الخروج ، ويعدهم بارسال الفين من جماعته يدافعون عنهم، فعدلوا عن النزوح ، وتحصنوا في حصونهم وأرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنا لا نخرج من ديارنا ، فاصنع ما بدا لك فخرج إليهم صلى اله عليه وسلم في أصحابه يحمل لواءه علي بن أبي طالب ، فلما رآهم اليهود أخذوا يرمونهم بالنبل والحجارة ، ولم يصل اليهم المدد الذي وعدهم به رأس المنافقين ، فحاصرهم عليه الصلاة والسلام ، فصبروا فاضطر إلى قطع نخيلهم ، فقالوا عندئذ : نخرج من بلادك ، واشترط عليهم صلى الله عليه وسلم أن لا يخرجوا معهم السلاح ، ولهم أن يخرجوا معهم من أموالهم ما حملته الأبل ، ودماؤهم مصنوعة لا يسفك منها قطرة ، فلما أراداوا الخروج أخذوا كل شيء يستطيعونه ، وهدموا بيوتهم لكى لا يستفيد منها المسلمون ، وسارعوا ، فمنهم من نزل خيبر على بعد مائة ميل من المدنية ، ومنهم من نزل في ناحية " جرش " بجنوب الشام ،ولم يسلم منهم إلا أثنان .






وقد نزلت في هذه الغزوة سورة( الحشر ) ومنها قول الله تعالى : (هُوَ الذِي أخْرَجَ الذِينَ كَفَرُوا مِنْ أهْلِ الكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لأوَّلِ الحَشْرِ ، مَا ظَنَنْتُمْ أن يَخْرُجُوا ، وَظَنُّوا أنَّهُمْ مَا نِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللهِ ، فَأتَاهُمُ اللهُ مِنْ حَيثُ لا يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِِهِمُ الرُّعُبَ يُخْرِبُونَ بُيوتَهُمْ بِأيدِيهِمْ وَأيدِى المُؤْمِنِينَ ، فَاعْتَبِرُوا يَا أولِى الأبْصَارِ ، وَلوْلا أنْ كَتَبَ اللهُ عَليهِمُ الجَلاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ ، ذَلِكَ بِأنَّهُمْ شَآقُّوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَمَن يُشَاقِّ اللهَ فَإنَّ اللهَ شَدِيدُ العِقَابِ ) [ الحشر : 2ـ4] .








4-غزوة الأحزاب :


وتسمى غزوة ( الخندق ) ، وقد وقعت في شوال من السنة الخامسة للهجرة ، وسببها أنه لما تم إجلاء بني النضير ، قدم عدد من رؤسائهم إلى مكة يدعون قريشا ويحرضونها على قتال الرسول ، فأجابت قريش لذلك ، ثم ذهب رؤساء اليهود إلى غطفان ، فاستجابت لهم بنو فزارة وبنو مرة ، وأشجع واتجهوا نحو المدينة ، فلما سمع صلى الله عليه وسلم بخروجهم ، استشار أصحابه فأشار عليه سلمان بحفرخندق حول المدينة، فأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بحفره وعمل فيه بنفسه ، ولما وصلت قريش ومن معها من الأحزاب راعها ما رأت من أمر الخندق ، إذ لا عهد للعرب بمثله ، وكانت عدتهم عشر آلاف ، وعدة المسلمين ثلاثة آلاف ، وكان حيي بن أخطب أحد اليهود الذين هيجوا قريشاً والأحزاب ضد المسلمين ، قد ذهب الى كعب بن أسيد سيد بني قريظة يطلب إليه نقض عهد السلم بينه وبين المسلمين ، وفكر النبي في مصالحه بني قريظة على ثلث ثمار المدينة ، ولكن الأنصار رفضوا اعتزازاً بدينهم من أن يعطوا الدنية لهؤلاء الخائنين للعهود والمواثيق ، وبدأ القتال بافتتاح بعض فرسان المشركين للخندق من أحدى نواحيه الضيقة ، فناوشهم المسلمون وقاتلوهم ، ثم جاء نعيم بن مسعود بن عامل إلى الرسول ، فأخبره أنه قد أسلم ، وأن قومه لا يعلمون بإسلامه ، وأنه صدق لنبي قريظة يأتمنونه ويقون به ، وقال للرسول : مرني بما شئت ، فقال له الرسول : " إنما أنت فينا رجل واحد ، فخذل عنا إن استطعت ، فإن الحرب خدعة : فاستعمل نعيم دهاءه حتى فرق بين قريش وحلفائها ، وبين بني قريظة ، وأوقع في نفوس كل من الفريقين الشك في الآخر ، وأرسل الله على الأحزاب ريحاً شديدة في ليلة شاتية شديدة ، فجعلت تكفئ قدورهم وتمزق خيامهم . فامتلأت نفوس الأحزاب بالرعب ورحلوا في تلك الليلة ، فلما أصبح الصباح نظر المسلمون فلم يروا أحداً.








وفي هذه الغزوة أنزل الله تعالى في كتابه الكريم : ( يَا أيُّهَا الذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَليكُمْ إذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَارْسَلْنَا عَليهِمْ رِيحاً وَجُنُودَاً لمْ تَرَوهَا وَكانَ اللهُ بِمَا تَعْمَلونَ بَصِيرَاً ، إذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوقِكُمْ وَمِنْ أسْفَلَ مِنْكُمْ وَإذْ زَاغَتِ الأبْصَارُ وَبَلغَتِ القُلوبُ الحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللهِ الظُّنُونَا ، هُنَالِكَ ابْتُلِىَ المُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالا شَدِيداً ) [ الاحزاب : 9ـ11] ، ثم يصف موقف المنافقين وتخذيلهم وانسحابهم من المعركة ، ثم يقول في وصف المؤمنين : ( وَلمَّا رَءَا المُؤْمِنُونَ الأحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ ، وَصَدَقَ اللهُ وَرَسُولهُ ، وَمَا زَادَهُمْ إِلا إيمَاناً وَتَسْلِيماً ، مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلِيهِ ، فَمِنْهُم مَّنْ قَضَى نَحْبَهُ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلوا تَبْدِيلاً ، ليَجْزيَ اللهُ الصَّادِقينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ المُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أو يَتُوبَ عَليهِمْ إنَّ اللهَ كَانَ غَفُورَاً رَحِيماً ، وَ رَدَّ اللهُ الذِينَ كَفَرُوا بِغَيظِهِمْ لَمْ يَنَالوا خَيراً وَكَفَى اللهُ المُؤْمِنِينَ القِتَالَ وَكَانَ اللهُ قَويَّاً عَزِيزاً ) . [ الأحزاب : 22 ـ 25] .

طــفــلــةالــورد
12-08-2008, 03:46 AM
حروب الرسول صلى الله عليه وسلم ـ القسم الأول

كما أن من جراء تقابل المسلمين للكافرين، وقعت حروب ومنازعات وغزوات، كان الكفار هم السبب الوحيد في إثارتها، وأسعار نارها.

وقد ظهرت في خلال تلك الحروب، إنسانية (النبي محمد) (صلى الله عليه وآله وسلم)، وسمو نفسه الكريمة، ورفعة مبادئ الإسلام، حيث كانت أنظف حروب عرفتها الدنيا.

ولم يكن عدد القتلى في جميع الحروب أكثر من سبعمائة من طرف الكفار، كما أحصاه بعض المطلعين مع أن الحروب والغزوات كانت نيفاً وثمانين.

وفي جميعها كانت الغلبة للإسلام، والفشل للكفار.

وفي الصفحات التالية، نوجز الحروب التي باشرها الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بنفسه، وهي نيف وعشرون:

الأبواء

خرج الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، في شهر صفر، بعد اثني عشر شهراً، من مقدمه إلى المدينة، إلى (الأبواء) يريد (قريش) و (بني حمزة) وكان لواؤه بيد عمه (حمزة) عليه السلام، ومعه ستون رجلاً فصالح (بني حمزة) على أن لا يغزونه، ولا يكثرون عليه جمعاً، ولا يعينون له عدواً، ثم رجع إلى (المدينة).

بواط

وخرج (صلى الله عليه وآله وسلم)، في شهر ربيع الأول ـ من نفس السنة ـ مع مائتين من أصحابه إلى (بواط) يريد بذلك (عير قريش) يرهبهم، حتى يكفوا عن المسلمين المستضعفين الذين يؤذونهم في (مكة) ثم رجع إلى (المدينة)...

العشيرة

وخرج (صلى الله عليه وآله وسلم)، في شهر جمادى الأولى ـ من نفس السنة ـ مع مائة وخمسين رجلاً يحمل لواءه (حمزة ع) يريد (عير قريش) وفي هذه السفرة، وادع (بني مدلج) وحلفاءهم، ولم يقع نزاع.

بدر

وخرج (صلى الله عليه وآله وسلم) ، في شهر جمادى الثانية ـ من نفس السنة ـ مع جماعة من أصحابه، يحمل لواءه (أمير المؤمنين عليه السلام) يريد (كرز بن جابر) حيث كان قد أغار على سرح المدينة لكن (كرز) كان قد فر فلم يدركه الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ورجع إلى (المدينة).

ولقد كانت هذه الحركات المسلحة، بمنزلة (دوريات) في هذا الزمان، تسبب رهبة العدو، وأن يحسب للإسلام حسابه، فلا يطمع في المدينة، ولا في المسلمين الذين في مكة وغيرها طامع.. وقد نرى أمثال هذه الحركات، التي لا تنتهي بحرب، كثيرة في مدة حياة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم).

كما أنا نرى من هذه اللمحة الخاطفة: أن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، ابتدأ ـ في المدينة ـ بإظهار القوة والبسالة، بعد سنة من هجرته.. وانه اتفق له كل شهر ـ تقريباً ـ خروجاً وحركة.

ولو حسبنا غزوات الرسول وحروبه ـ البالغة نيفاً وثمانين ـ ووزعناها على مدة إقامة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في (المدينة) التي هي (عشر سنوات) لكان من نصيب كل شهر ونصف ـ تقريباً ـ حركة مسلحة.. وذلك مما يدل على نشاط الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) المتزايد، الذي لم يعرف كللاً ولا مللاً...

بدر الكبرى

وخرج الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، في شهر رمضان من نفس السنة، مع ثلاثمائة وثلاثة عشر من الأنصار والمهاجرين والراية بيد الإمام أمير المؤمنين عليه السلام، يريدون إرهاب قريش، لينقلعوا عن أذى المسلمين، بالتعرض لعيرهم المقدم من الشام.. لكن العير أفلت.. وبعد لأي طلع الكفار من مكة كاملو العدد والعدة يريدون المحاربة وعددهم ما يقرب من ألف مقاتل.

واصطف الجانبان في أرض كانت فيها (بئر) تسمى (بدرا).

فلما التقى الجمعان تقدم (عتبة) و(شيبة) و(الوليد) من أبطال الكفار، وخرج من صفوف المسلمين لمبارزتهم (أمير المؤمنين) و(حمزة) و(عبيدة) عليهم السلام.

فقال الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) لأصحابه: غضوا أبصاركم، وعضوا على النواجذ، ثم رفع يده الكريمة، فقال: اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد.. وأخذ (صلى الله عليه وآله وسلم) كفاً من الحصى فرمى به في وجوه قريش، وقال: شاهت الوجوه.

واستجاب الله دعاء الرسول، فأنزل (ملائكة) من السماء لنصرة المسلمين، وبعث الله رياحاً تضرب وجوه قريش، وألقي في قلوبهم رعب عظيم.

وانتصر (علي وحمزة وعبيدة) عليهم السلام، على أقرانهم، فقتلوهم، واشترك الإمام في قتل جميع أولئك الثلاثة.. وانكشفت الحرب عن سبعين قتيلاً من قريش، وسبعين أسيراً.

كما أنه قتل في هذه المعركة العدو اللدود للإسلام والمسلمين (أبو جهل).

وانتهت المعركة بانتصار المسلمين، وانهزام الكفار وبذلك حقق للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أعظم نصر مادي وأدبي، فقد اشتهرت قوة الإسلام في الجزيرة العربية، وخافت القبائل جانب المسلمين، مما أوقفهم عند حدهم، وقلت أطماعهم في غزو الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) كما قويت قلوب أولئك الذين مالوا إلى الإسلام لكنهم خافوا من إظهاره، فرأوا الأبواب مفتوحة في وجوههم لقبول الدين الجديد.

بنو قينقاع

وخرج الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، في شوال من نفس السنة، لمحاربة (بني قينقاع) وكانوا من اليهود الذين وادعهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، ليأمن جانبهم.. فخانوا وكان من قصة خيانتهم:

إن امرأة من المسلمين جلست إلى صائغ يهودي، فراودها ليكشف وجهها، لكن المسلمة اعتصمت بالحجاب، فعمد اليهودي إلى طرف ثوب المرأة فعقده إلى ظهرها، بحيث لم تعلم المرأة بالأمر، فلما قامت المرأة عن مكانها، انكشفت سوأتها، فضحك اليهودي وغيره عليها، وخجلت المرأة، وصاحت تستصرخ فوثب رجل من المسلمين الغيارى على اليهودي، فقتله، لما ألحقه بالمسلمة من الهتك والفضيحة.

وهنا انتصر اليهود لزميلهم المقتول، فاجتمعوا على المسلم فقتلوه.. فاستطار الشر بين المسلمين وبين (بني قينقاع).

فخرج الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) مع جمع من أصحابه إليهم، واستخلف في المدينة (أبا لبابة) وأعطى لواءه بيد عمه (حمزة) عليه السلام، فحاصرهم خمس عشرة ليلة، إلى هلال ذي القعدة.

فقذف الله في قلوب اليهود الرعب، حتى أظهروا أنهم مستعدون لحكم الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، وأنهم لا يطيقون محاربته، وكان الحكم الذي تراضى عليه الطرفان أن يكون لليهود نساؤهم وذراريهم، ويكون للمسلمين أموالهم، وان يرحلوا عن المدينة.

فرحلوا عن المدينة، إلى (أذرعات) الشام وخلفوا أموالهم وأراضيهم للمسلمين.

وكان هذا الحكم خطة حكيمة من الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) حيث تخلص من قبيلة يهودية، كانت من ألد أعداء الإسلام، لا يؤمن جانبها، كما أن الأموال والأراضي صارت للمسلمين غنيمة باردة، لم تكلفهم حرباً وقتالاً.

وبهذا الظفر الثاني، تلو ظفر (بدر) ارتفعت معنويات المسلمين، إلى درجة هائلة، واطمأنوا بقوتهم المعنوية، كما رهب الأعداء كافة جانبهم، فهؤلاء اليهود، وهؤلاء كفار قريش يخسرون أمام المسلمين، مع قلة عددهم، وضآلة عددهم.

الكدر

وخرج الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، في شوال من نفس السنة ـ على قول ـ إلى قبيلة تسمى (بني سليم) فإنهم اجتمعوا على ماء يسمى (الكدر) للهجوم على المدينة، فأعطى النبي رايته للإمام أمير المؤمنين (ع)، وخرج في مائتين من أصحابه، ولما وصل إلى محلهم، وجدهم قد تفرقوا، فرجع إلى المدينة.

السويق

وخرج الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، في ذي الحجة من نفس السنة، في مائتين من المهاجرين والأنصار، لرد اعتداء أبي سفيان، وسمى بغزوة (السويق) لأنه كان أكثر زاد المشركين، وغنمها المسلمون وكان سبب هذه الغزوة أن (أبا سفيان) زعيم المشركين، نذر أن لا يمس النساء وأن لا يستعمل الدهن، حتى يغزو النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)؛ فخرج في مائتي راكب من قريش، ليبر يمينه، حتى أتوا (العريض) وهي ناحية من (المدينة) على ثلاثة أميال فحرقوا نخلاً، وقتلوا بعض الأنصار، فرأى (أبو سفيان) أنه بهذا العمل قد انحلت يمينه.

وخرج النبي في طلبه، فهربوا، وجعلوا يقلون جرب السويق، وهي عامة زادهم، طلباً للتخفيف فيأخذها المسلمون.. ولم يصلهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فكرّ راجعاً إلى المدينة..

غطفان

وخرج الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، في ربيع الأول في السنة الثالثة من الهجرة، مع أربعمائة وخمسين من المسلمين لرد (دعثور) فإنه كان قد جمع جيشاً من (بني ثعلبة) و (محارب) يريدون الإغارة على المدينة.. فخرج إليهم الرسول، حتى وصل إلى (غطفان) وهي ناحية (بنجد) وحيث تقابل الطرفان خرج الرسول ـ بعيداً عن أصحابه ـ لقضاء الحاجة، فأصابه مطر فبلّ ثوبه (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقد جعل الرسول (وادي أمر) بينه وبين أصحابه، فنزع ثيابه ونشرها على شجرة لتجف واضطجع تحتها.. رأى (دعثور) الرسول بهذه الحالة فطمع فيه. فأقبل، حتى وقف على رأس الرسول، مجرداً سيفه، ليقتل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قائلاً: من يمنعك مني؟ فقال الرسول: الله عز وجل.. ودفع (دعثور) (جبرئيل (ع)) فسقط وقام على رأسه الرسول آخذاً سيفه، قائلاً: من يمنعك مني؟ قال (دعثور): لا أحد.. ثم شهد (دعثور) الشهادتين، وحسن إسلامه ودعا قومه إلى الإسلام، وانتهى الأمر بسلام، وعاد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى المدينة..

بنت ابوها2
12-08-2008, 03:28 PM
نكمل الوقائع التاريخية
5- غزوة بني قريظة :

، وَيَسْتَئْذنُ فَوقد وقعت في السنة الخامسة بعد أن رأى ما أنطوت عليه نفوس يهود بني قريظة من اللؤم والغدر والتحزب مع قريش وحلفائها ، وبعد أن أعلنت له إبان أشتداد معركة الأحزاب أنها فضت عهدها معه ، وكانت وهي تساكن الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة تهم بشر عظيم قد يقضي على المسلمين جميعاً لولا انتهاء معركة الأحزاب بمثل ما انتهت إليه ، رأي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يؤدب هؤلاء الخائنين الغادرين، ويظهر منهم المدينة مقر جهاده ودعوته حتى لا تواتيهم الظروف مرة أخرى ، فينقضوا على جيران المسلمين ، ويبيدوهم كما هي طبيعة الغد اليهودي اللئيم .
وروى البخاري عن عائشة رضي الله عنها ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رجع يوم الخندق ووضع السلاح واغتسل ، أتاه جبريل وقد عصب رأسه الغبار فقال : وضعت السلاح ، فوالله ما وضعته ، قال : فأين ؟ قال : ها هنا ، وأوماً إلى بني قريظة ، قالت : فخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم. أمر الرسول صلى الله عليه وسلم من ينادي في الناس بأن لا يصلين أحد العصر إلا في بين قريظة ، ثم خرج فيهم وقد حمل رايته علي رضي الله عنه ، وقد اجتمع من المسلمين ثلاثة آلاف ، ومن الخيل ست وثلاثون فلما دنا علي من حصن بني قريظة ، سمع منهم مقالة قبيحة في حقه صلى الله عليه وسلم وحق أزواجه ، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم ، وطلب اليه أن لا يدنو من أولئك الأخباث ، فأجابه عليه السلام بأنهم إذا ، رأوه لم يقولوا من ذلك شيئاً لما يعلم من أخلاقهم في النفاق والملق ، فلما رأوه تطفوا به كما تنبأ صلى الله عليه وسلم ، ثم أخذ المسلمون في حصارهم خمساً وعشرين ليلة ، فلما ضاق بهم الأمر ، نزلوا على حكم الرسول صلى الله عليه وسلم ، فحكم فيهم سعد بن معاذ سيد الأوس ، وكان بنو قريظة حلفاء الأوس ، فحكم سعد بأن تقتل مقاتلهم ، وأن تسبى ذراريهم ، وأن تقسم أموالهم ، فنفذ الرسول حكمه ،وبذلك قضى على مؤامرات اليهود ودسائسهم وتأمرهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعوته قضاءً مبرماً في المدنية وما حولها .
وفي هذه الغزوة نزلت آيات من القرآن الكريم تبين غدر اليهود ، ونقضهم للعهود ، وتخذيلهم لصفوف المسلمين في غزوة الأحزاب : ( وَإذْ قَالَت طَّائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أهْلَ يَثْرِبَ لا مُقَامَ لََكُمْ فَارْجِعُوا رِيقٌ مِنْهُمْ النَّبِيَّ ، يَقُولُونَ إنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَورَةٍ ، إنْ يُرِيدُونَ إلا فِراَرَاً ، وَلوْ دَخَلتَ عَليْهِمْ مِنْ أقْطَارِهَا ، ثُمَّ سُئِلُوا ، لآتَوهَا ، وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إلا يَسِيراً ، وَلقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللهَ مِنْ قَبْلُ ( إشارة إلى عهد النبي صلى الله عليه وسلم معهم يوم أستقر بالمدينة ) لا يُوَلُّونَ الأدْبَارَ ، وَكانَ عَهْدُ اللهِ مَسْؤُولاً ، قُلْ لن يَنفَعُكُمْ الفِرَارَ إنْ فَرَرْتُم مِنَ المَوْتِ أوِ القَتْلِ ، وَإذًَا لا تُمَتَّعُونَ إلا قَلِيلاً ) [ الأحزاب : 13 ـ 16 ] على أن يقول : ( وَأنْزَلَ الذِينَ ظَاهَرُوهُمْ ( أهل الأحزاب ) مِنْ أهْلِ الكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ ( حصونهم ) وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمْ الرُّعْبَ ، فَرِيقاً تَقْتُلونَ ،وَتَأسُرُونَ فَرِيقاً ، وَأوْرَثَكُمْ أرْضَهُمْ وَدِيَارِهِمْ وَأمْوَالَهَمْ ، وَأرْضَاً لَمْ تَطَئُوهَا ، وَكانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَدِيراً ) [ الأحزاب : 26ـ 27] .
6ـ غزوة الحديبية :


وقعت في ذي القعدة من السنة السادسة للهجرة ،وكان من أمرها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأي في منامة أنه دخل البيت هو وصحابته آمنين محلقين رؤوسهم ومقصرين لا يخافون شيئاً ، فأمر الناس أن يجهزوا للخروج إلى مكة معتمرين ، لا يريد حرباً لقريش ولا قتالاً ، فخرج معه المهاجرون والأنصار يحدوهم الشوق إلى رؤية بيت الله الحرام بعد أن حرموا من ذلك ست سنوات ، وخرج معهم من شاء من الأعراب ، وساق أمامه صلى الله عليه وسلم وهو ما يساق إلى البيت الحرام من الإبل والنعم تعظيماً للبيت وتكريماً ، وأحرم بالعمرة في مكان يسمى بذي الحليفة ، ليعلم الناس وقريش خاصة أنه لا يريد قتالا ، وكان عدد من خرج معه نحواً من ألف وخمسمائة ، ولم يخرجوا معهم بسلاح إلا سلاح المسافر في تلك العهود : السيوف في أغمادها ، وسار حتى إذا وصل إلى " عسفان " جاء من يقول له : هذه قريش قد سمعت بمسيرك ، فخرجوا وقد لبسوا جلود النمور يحلفون بالله لا تدخلها عليهم أبداً ، فقال صلى الله عليه وسلم : ياويح قريش ، لقد أكلتهم الحرب ! ماذا عليهم لو خلوا بيني وبين سائر العرب ، فان هم أصابوني ، كان ذلك الذي أرادوا ، وإن أظهرني الله عليهم دخلوا في الاسلام وافرين ، وإن لم يفعلوا قاتلوا وبهم قوة ، فما تظن قريش ؟ فوالله لا أزال أجاهد على الذي بعثني الله حتى يظهره الله ، أو تنفرد هذه السالفة " .




فلما وصل إلى الحديبية ـ وهي مكان قريب من مكة بينها وبين طريق جدة الآن ، ـ جاءه بعض رجال من خزاعة يسألون عن سبب قدومه ، فأخبرهم أنه لم يأت إلا ليزور البيت ويعتمر ، فرجعا وقالوا لهم : إنكم تعجلون على محمد ، لم يأت لقتال ، إنما جاء زائراً ، لهذا البيت ، فقالوا : لا والله لا يدخلها علينا عنوة أبداً ، ولا يتحدث العرب عنا بذلك . ثم بعثوا عروة بن مسعود الثقفي ليتحدث إلى الرسول بهذا الشأن ، وبعد حديث وأخذ ورد بين عروة وبعض الصحابة ، عاد إلى قريش وحدثهم عما رأى من حب الصحابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهيبتهم له ، ورغبتهم في الصلح معه ، فأبوا ذلك ، ثم بعث الرسول صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان إلى أهل مكة ليؤكد لهم الغرض من مجيء الرسول وصحابته ، وأبطأ عثمان ، فأشيع بين المسلمين أنه قد قتل ، فقال الرسول عندئذ : لا نبرح حتى نناجز القوم ( نقاتلهم )ودعا المسلمين إلى البيعة على الجهاد .والشهادة في سبيل الله ، فبايعوه تحت شجرة هناك من أشجار الطلح على عدم الفرار ، وأنه إما الصلح معه على أن يرجع في هذا العام ويعود من قبل فيقيم ثلاثاً معه سلاح الراكب : الرماح والسيوف في أغمادها ، وأرسلت قريش لذلك سهيل بن عمرو ليتم هذا الصلح ، وأخيراً تم الصلح ، على ما رغبت قريش ، وعلى وضع الحرب بين الفريقين عشر سنين ، وأن من أتى من عند محمد إلى مكة لم يردوه ، وأن من أتى محمداً من مكة ردوه اليهم


فعز ذلك على المسلمين ، وأخذ بعضهم يجادل النبي صلى الله عليه وسلم فيما جاء من شروطها ، ومن اشدهم في ذلك عمر ، حتى قال رسول الله : " إني عبد الله ، ولن يضيعني ثم أمر الرسول أصحابه بالتحلل من العمرة فلم يفعلوا ذلك من موجة من الألم ، لما حيل بينهم وبين دخول مكة . ولما شق عليهم من شروط الصلح فبادر عليه السلام بنفسه ، فتحلل من العمرة ، فتبعه المسلمون جميعاً ، وقد ظهرت فيما فيها بعد فوائد هذه الشروط التي صعبت على المسلمين ورضي بها الرسول ، لبعد نظره ، ورجحان عقله ،وإمداد الوحي له بالسداد في الراي والعمل .

هذا وقد سمى الله هذه الغزوة فتحاً مبيناً ، حيث قال : ( إنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً ، لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَاتَأخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَليْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطاً مُسْتَقِيمَاً ، وَيَنصُرَكَ اللهُ نَصْرَاً عَزِيزاً ) . [ الفتح : 1ـ3] ثم تحدث عن مبايعة الرسول صلى الله عليه وسلم ، فقال : ( إنَّ الذِينَ يُبَايُعُونَكَ إنَّمَا يُبَايُعونَ اللهَ ، يَدُ اللهِ فَوقَ أيْدِيهِمْ ، فَمَن نَكَثَ فَإنَّمَا يَنكُثُ عَلى نَفْسِهِ ، وَمَنْ أوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللهَ فَسَيُؤْتِيهِ أجْرَاً عَظِيماً ) [ الفتح :10] ورضي عن أصحاب بيعة الرضوان تحت الشجرة فقال : ( لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ المُؤْمِنينَ إذْ يُبَايُعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ ، فَعَلِمَ مَا فِي قُلوبِهِمْ فَأنْزَلَ السَّكِينَةَ عَليْهِمْ ، وَأثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً ) [ الفتح : 18] وتحدث عن رؤيا الرسول صلى الله عليه وسلم التي كانت سبباً في غزوة الحديبية ، فقال " ( لََقَدْ صَدَقَ اللهَ وَرَسُولُهُ الرُّءُيَا بِالحَقِّ لتَدْخُلُنَّ المَسْجِدَ الحَرَامَ إنْ شَاءَ اللهُ آمِنِينَ مُحَلِقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لا تَخَافُونَ ، فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا ، فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحاً قَرِيباً ) [ الفتح : 27] ولعل هذه إشارة إلى فتح مكة الذي كان ثمرة من ثمرات صلح الحديبية ، كما سنذكره في الدروس والعظات ان شاء الله ، ثم أتبع ذلك بتأكيد غلبة هذا الدين وأنصاره ، فقال : ( هُوَ الذِي أرْسَلَ رَسُولَهُ بِالهُدَى وَدِينِ الحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلى الدِّينِ كُلِّه ، وَكَفَى بِاللهِ شَهِيداً ) [ الفتح : 28] وصدق الله العظيم .

7-غزوة خيبر :


وكانت في أوخر المحرم للسنة السابعة من الهجرة .


و " خيبر" واحة كبيرة يسكنها اليهود على مسافة مائة ميل من شمال المدينة جهة الشام


وسببها : أن النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن أمن جانب قريش بالصلح الذي تم في الحديبية ، قرر تصفية مشكلة التجمعات اليهودية فيما حول المدينة بعد أن صفى اليهود من المدينة نفسها ، وقد كان اليهود في خيبر حصون منيعة ،وكان فيها نحو من عشر آلاف مقاتل ، وعندهم مقادير كبيرة من السلاح والعتاد ، وكانوا أهل مكر وخبث وخداع ، فلا بد من تصفية مشكلتهم قبل أن يصبحوا مصدر اضطراب وقلق للمسلمين في عاصمتهم " المدينة" ولذلك أجمع الرسول صلى الله عليه وسلم على الخروج اليهم في أواخر المحرم ، فخرج اليهم في ألف وستمائه مقاتل ، منهم مائتا فارس ، واستنفر من حوله ممن شهد الحديبية ، وسار حتى إذا أشرف ، على خيبر قال لأصحابه : قفوا ، ثم عاد فقال : " اللهم رب السماوات وما أظللن ، ورب الأرضين وما أقللن ، ورب الشياطين وما أضللن ،ورب الرياح وما ذرين ، إنا نسألك خير هذه القرية وخير أهلها وخير ما فيها ، ونعوذ بك من شرها وشر أهلها وشر ما فيها ، أقدموا الله "


ولما وصلوا إليها نزل النبي صلى الله عليه وسلم قريباً من أحد حصون خيبر يسمى " حسن النطاق " وقد جمعوا فيه مقاتلتهم ، فأشار حباب بن المنذر بالتحول ، لأنه يعرف أهل النطاق معرفة جيدة ، ليس قوم أبعد مدى ولا أعدل رمية منهم، وهم مرتفعون على مواقع المسلمين ، فالنبل منهم سريع الانحدار على صفوف المسلمين ، ثم إنهم قد يباغتون المسلمين في الليل متسترين بأشجار النخيل الكثيرة ، فتحول الرسول مع المسلمين إلى موضع آخر وابتدأت المعارك ، يفتح المسلمون منها حصناً بعد حصن ، لا الحصنين الآخرين ، فقد رغب أهلهما في الصلح على حقن دماء المقاتلة ، وترك الذرية ، ولا خروج من أرض خيبر بذراريهم ، وأن لا يصحب أحد منهم إلا ثوباً واحداً ، فصالحهم على ذلك ، وعلى أن ذمه الله ورسوله بريئة منهم إن كتموه شيئاً ، ثم غادرهما ، فوجد المسلمون فيها أسلحة كثيرة ، وصفحات متعددة من التوراة ، فجاء اليهود بعدذلك يطلبونها ، فأمر بردها اليهم ، وقد بلغ عدد قتلى اليهود في هذه المعركة ثلاثة وتسعين ، واستشهد من المسلمين خمسة عشر .
8-غزوة مؤتة :


كانت في جمادي الأول للسنة الثامنة من الهجرة ، و" مؤته " قرية على مشارف الشام ، تسمى الآن " بالكرك " جنوب شرق البحر الميت، وكان سببها أن الرسول كان قد أرسل الحارث بن عمير الأزي بكتاب إلى أمير مصرى من جهة هرقل ،وهو الحارث بن ابي شمر الغساني يدعوه فيه إلى الإسلام ـ وكان ذلك من جملة كتبه التي بعث بها عليه السلام إلى ملوك العالم وأمراء العرب بعد صلح الحديبية ـ فلما نزل مؤته أحد الأمراء العرب الغساسنة التابعين لقيصرالروم ، فقال له : أين تريد ؟ لعلك من رسل محمد ؟ قال : نعم ، فأوثقه وضرب عنقه ، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاشتد ، عليه الأم إذ لم يقتل له رسول غيره ، وجهز لهم حيشاً من المسلمين عدته ثلاث آلاف . وأمر عليهم زيد بن حارثة ، وأرصاهم ، إن أصيب زيد ليؤمروا جعفر بن أبي طالب ، فان أصيب ، فليؤمروا عليه عبد الله ابن رواحة ، وطلب من زيد أن يأتي مقتل الحارث بن عمير ، وأن يدعو من هناك إلى الإسلام ، فان أجابوا ، وإلا فليستعينوا بالله ، وليقاتلوهم ، وأوصاهم بقوله : " أوصيكم بتقوى الله وبمن معكم من المسلمين خيراً ، اغزوا باسم الله ، وفي سبيل الله ، من كفر بالله ، لا تغدروا ،ولا تغلوا ( الغلول السرقة ) ولا تقلتوا وليداً ، ولا أمرأة ، ولا كبيراً فانياً ، ولا منعزلاً بصومعة ،ولا تقربوا نخلاً ، ولا تقطعوا شجراً ، ولا تهدموا بناءاً "

ثم سار الجيش على بركة الله ، وقد شيعهم الرسول بنفسه ، ولم يزالوا سائرين حتى وصلوا معان ، فبلغهم أن هرقل قد جمع جمعاً عظيماً ، ونزل في مآب من أرض البلقاء ( هي كورة من أعمال دمشق قصبتها عمان ) وكان جيش الروم مؤلفاً منهم ومن العرب المنتصرة ، فتشاور المسلمون فيها بينهم ، ورأوا أن يطلبوا من الرسول مدداً ، أو يأمرهم بأمر آخر فيمضون له ، فقال عبد الله بن رواحة : والله إن الذي تكرهون هو ما خرجتم له ، تطلبون الشهادة ، ونحن ما نقاتل الناس بعدد ولا كثرة ولا قوة ، وإنما نقاتلهم بهذا الدين الذي أكرمنا الله به ، فإنما هي إحدى الحسنيين ، فإما الظفر ، وإما الشهادة ، فوافقه الناس على خوف المعركة ، وابتداء القتال ، فقاتل زيد حتى قتل ، ثم أستلم اللواء بعده جعفر بن ابي طالب ، فقاتل على فرسه ، ثم أضطر للنزول عنها فقاتل مترجلاً ، فقطعت يمينه ، فأخذ اللواء بيساره ، فقطعت يساره ، فاحتضن اللواء حتى قتل ، ووجد فيه بضع وسبعون جرحاً ما بين ضربه بسيف وطعنة برمح ، ثم أخذ اللواء عبد الله بن رواحة ، فقاتل حتى قتل ، ثم أتفق المسلمون على إمره خالد بن الوليد للجيش ـ وكانت هذه أول معركةيحضرها في الإسلام ـ فما زال يستعمل دهاءه الحربي حتى انقذ الجيش الإسلامي من الفناء ، ثم عاد به إلى المدينة . كانت هذه أول معركة يخوضها المسلمون خارج جزيرة العرب ضد الروم ، وسميت بالغزوة وإن لم يحضرها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لكثرة المحاربين فيها . حيث بلغوا ثلاثة آلاف مما يخالف عدد هذه المعركة " سيف الله "
--------------------------------------------------------------------------------

جورية مكاوية
15-08-2008, 10:22 PM
مراسلة الملوك والأمراء
بعد غزوة الحديبية واتسمت هذي المرحلة أيضا بمراسلة الملوك والأمراء في الأقطار الأخرى

بعد غزوة الحديبية ، والتي جرت في السنة السادسة للهجرة ، والتي أراد فيها رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، أن يزور بيت الله الحرام ، ولم يأت إليه مقاتلا بل جاء إليه معتمرا ، ومبايعة {1} بني النجار من الخزرج لرسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، على القتال حتى الموت ، خشيت قريش أن يحصل مالا يحمد عقباه فرضيت بالصلح الذي نص : أن يرجع رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، هذا العام من غير عمرة ، على أن يأتي العام المقبل ، وأن لا تقع حرب بين الجانبين لمدة عشرة سنوات ، وأن يرد محمد من يأتيه مؤمنا إلى قريش ن فإذا ارتد مؤمن عن الإسلام فعلى أهل مكة أن يتركوه فيما بينهم ولا يردوه ، وإذا أرادت القبائل أن تدخل في حلف مع محمد فلتدخل دون معارضة من قريش ، وإذا أرادت أن تدخل في حلف مع قريش فلتدخل دون معارضة من محمد ، صلى الله عليه وآله وسلم ، عندئذ عاد رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة ، بعد أن حقق فوزا مؤزرا ، وبعد غزوة الحديبية هذه ، التفت المسلمون ن بعد أن أمنوا شر المشركين والمنافقين ، إلى نشر الدعوة الإسلامية ، في العالم الخارجي عن قريش ، فبعث رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، بعد أن اتخذ خاتما لختم رسائله ، إلى الملوك والأمراء ، يدعوهم إلى الإسلام ، وبدأ بقيصر الروم قائلا له


بسم الله الرحمن الرحيم : من محمد بن عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم ، سلام على من أتبع الهدى ، أما بعد فإني أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم ، أسلم يؤتك الله أجرك مرتين ، فإن توليت فإنما عليك أثم الأريسيين {2} ويا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا أربابا من دون الله ، فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون

ثم توجه رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، الحارث بن عمير الأزدي بكتاب إلى أمير بصرى ، فخرج الحارث حتى بلغ مؤتة ، فتعرض له شرحبيل بن عمرو الغساني ، بعد أن عرف أنه رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، فقتله ، كما وجه ، صلى الله عليه وآله وسلم ، كتابا إلى أمير دمشق من قبل الروم ، دعاه فيه إلى الإسلام ، ثم بعث رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، عبد الله بن حذافة بكتاب إلى كسرى أبرويز ملك الفرس قال فيه


بسم الله الرحمن الرحيم : من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم فارس ، سلام على من اتبع الهدى وآمن بالله ورسوله ، وشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله ، أدعوك بدعاية الله عز وجل ، فإني أنا رسول الله إلى الناس كافة لأنذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين ن أسلم تسلم ، فإن أبيت فعليك إثم المجوس


كذلك أرسل رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، كتبا مماثلة إلى النجاشي ملك الحبشة ، وإلى هوذة بن علي ملك اليمامة ن وإلى المنذر التميمي ملك البحرين ، وإلى المقوقس عظيم القبط في مصر ن الذي أرسل مع رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، مجموعة من الهدايا وجاريتين بينهما مارية القبطية التي تزوجها رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، وأنجب منها إبراهيم ، الذي توفي ولما يتجاوز السنتين . وهكذا استطاع رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، من خلال هذه الرسائل ، أن يحقق مكاسب جديدة ، فمن هؤلاء الذين أرسل لهم من دخل في الإسلام ، ومنهم استطاع رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ، من خلال ردهم على رسائله ، أن يعرف سياسة هؤلاء الملوك والأمراء نحوه . والذين أطيح بهم جميعا فيما بعد

نوووته
16-08-2008, 09:07 PM
غزوة فتح مكة

قال ابن القيم‏ :‏ هو الفتح الأعظم الذي أعز الله به دينه

ورسوله وجنده وحزبه الأمـين ، واستنقذ به بلــده وبيته الذي

جعله هدى للعالمين ، من أيدي الكفار والمشركين ، وهو الفتح الذي

استبشر بـه أهـل السمـاء، وضـربت أطناب عِزِّه على مناكب الجوزاء ،

ودخل الناس به فــي ديــن الله أفواجـاً ، وأشرق به وجه الأرض ضياء وابتهاجاً .


سبب الغزوة

قدمنا في وقعة الحديبية أن بنداً من بنود هذه المعاهدة يفيد أن

من أحب أن يدخل في عقد محمد (صلى الله عليه وسلم)

وعهده دخل فيه ، ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم

دخل فيه ، وأن القبيلة التي تنضم إلى أي الفريقين تعتبر جزءاً من

ذلك الفريق ، فأي عدوان تتعرض له أي من تلك القبائل يعتبر عدواناً على ذلك الفريق‏ .‏

وحسب هذا البند دخلت خُزَاعَة في عهد رسول الله(صلى الله عليه وسلم)،

ودخلت بنو بكر في عهد قريش ، وصارت كل من القبيلتين في أمن من الأخر ،

وقد كانت بين القبيلتين عداوة وتوترات في الجاهلية ، فلما جاء الإسلام ،

ووقعت هذه الهدنة ، وأمن كل فريق من الآخر ـ اغتنمها بنو بكر ، وأرادوا أن

يصيبوا من خزاعة الثأر القديم ، فخرج نَوْفَل بن معاوية الدِّيلي في جماعة من

بني بكر في شهر شعبان سنة 8 هـ ،

فأغاروا على خزاعة ليلاً ، وهم على ماء يقال له ‏:‏

‏[ ‏الوَتِير ‏]‏ فأصابوا منهم رجالاً ، وتناوشوا واقتتلوا ، وأعانت

قريش بني بكر بالسلاح ، وقاتل معهم رجال من قريش

مستغلين ظلمة الليل ، حتى حازوا خزاعة إلى الحرم ،

فلما انتهوا إليه قالت بنو بكر ‏:‏ يا نوفل ، إنا قد دخلنا الحرم ،

إلهك إلهك ، فقال كلمة عظيمة ‏:‏ لا إله اليوم يا بني بكر ،

أصيبوا ثأركم ‏.‏ فلعمري إنكم لتَسرِقُون في الحرم ، أفلا تصيبون ثأركم فيه ‏؟‏

ولما دخلت خزاعة مكة لجأوا إلى دار بُدَيْل بن وَرْقَاء الخزاعي ، وإلى دار مولى لهم يقال له‏:‏ رافع‏ .‏

وأسرع عمرو بن سالم الخزاعي ،

فخرج حتى قدم على رسول الله(صلى الله عليه وسلم) المدينة ، فوقف عليه ، وهو جالس في المسجد بين ظهراني

الناس فقال ‏:‏

يـا رب إني نـاشـد محمـداً حـلـــف أبــيــنــا وأبيه الأتـلـدا
قـد كنـتم ولداً وكنـا والـداً ثمـة أســلمنـا ولـم ننزع يـــدا
فانصر ، هداك الله ، نصر أيداً وأدع عبــــاد الله يـأتـوا مــــددا
فيهـم رسول الله ، قـد تجردا أبيض مثل البدر ، يسمو صعدا
إن سـيم خسـفاً وجهه تربدا في فيـلق كالبحر يجري مزبدا
إن قريشـاً أخلفـوك الموعدا ونقـضـوا ميـثـاقـــك المـؤكـــدا
وجعـلوا لي في كداء رصـدا وزعمـوا أن لست أدعــو أحــدا
وهــم أذل ، وأقــل عـددا هـــــم بـيتــونا بـالوتـــير هجدا
وقتلونا ركعاً سجداً
فقال رسول الله(صلى الله عليه وسلم) ‏:‏ ‏( ‏نصرت يا عمرو بن سالم ‏) ‏، ثم عرضت له سحابة من السماء ، فقال ‏:‏ ‏(

‏إن هذه السحابة لتستهل بنصر بني كعب ‏) ‏‏.‏

ثم خرج بُدَيْل بن وَرْقَاء الخزاعي في نفر من خُزَاعَة ،

حتى قدموا على رسول الله(صلى الله عليه وسلم)

المدينة، فأخبروه بمن أصيب منهم ، وبمظاهرة قريش بني

بكر عليهم ، ثم رجعوا إلى مكة ‏.‏ أخرجه ابن هشام في (السيرة) (2/395،394) عن ابن إسحاق بلاسند،

ووصله الطبراني في (الصغير) ص 222من حديث ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها بإسناد ضعيف

إشتقت إليك ربي
16-08-2008, 10:18 PM
http://www.quran-radio.ps/gh_alrasool/19_1.gif

http://www.quran-radio.ps/gh_alrasool/19_2.gif

http://www.quran-radio.ps/gh_alrasool/19_3.gif

http://www.quran-radio.ps/gh_alrasool/19_4.gif

http://www.quran-radio.ps/gh_alrasool/19_5.gif



:rroo: منقووووووووووووول:rroo:

( مسك الحبيب )
17-08-2008, 11:15 PM
...{بسم الله الرحمن الرحيم}...

***فتح مكة***

في العام السادس الهجري رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام أنه دخل هو وأصحابه المسجد الحرام, وأخذ مفتاح الكعبة, وطافوا واعتمروا, فكانت بشرى من الله بفتح مكة. واستعد الرسول صلى الله عليه وسلم للعمرة, وخرج معه عدد كبير من المسلمين, فسمعت بذلك قريش فاستعدت للحرب, وكان الرسول صلى الله عليه وسلم قد ساق معه الهدي دلالة على عدم نية الحرب. وأشيع نبأ قتل قريش لعثمان, وبايع الصحابة الرسول صلى الله عليه وسلم بيعة الرضوان, وظلت المراسلات بين الرسول صلى الله عليه وسلم وبين قريش, حتى انتهت بأن أرسلت قريش سهيل بن عمرو ليعقد صلح الحديبية مع النبي صلى الله عليه وسلم , وكان من ضمن بنوده وقف الحرب بين الفريقين عشر سنين, وللقبائل أن تدخل في حلف النبي صلى الله عليه وسلم , أو في حلف قريش, وأنه من فر من المسلمين إلى قريش لا ترده قريش, ومن فر من قريش إلى الرسول صلى الله عليه وسلم يرده الرسول صلى الله عليه وسلم .
ومع أن الظاهر في بعض بنود هذه المعاهدة الظلم, إلا أنها أتاحت الفرصة لانتشار الإسلام, واعتراف قريش بالمسلمين كقوة, فدخل عدد كبير في الإسلام .
بعد هذه الهدنة, أسلم أبطال قريش, عمرو بن العاص, وخالد بن الوليد, وعثمان بن طلحة.
وأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الأمراء والملوك يدعوهم إلى الإسلام, ليعلن أن الإسلام جاء للناس جميعاً, وليس مقصوراً على شبه الجزيرة العربية.
................:68::68::68:.................

وبعد فترة, اعتدت بنو بكر ـ وكانت قد دخلت في حلف قريش حسب اتفاق الحديبيةـ على خزاعة التي دخلت في حلف النبي صلى الله عليه وسلم , وجاء عمرو بن سالم الخزاعي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستنصره, فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((نصرت يا عمرو بن سالم)). وعلمت قريش أنها نقضت العهد, فذهب أبو سفيان إلى المدينة ليسترضي رسول الله صلى الله عليه وسلم, ولكنه رجع دون فائدة, وتجهز الرسول صلى الله عليه وسلم في عشرة آلاف من الصحابة لفتح مكة دون أن تعلم قريش بذلك.
وفي هذه الأثناء أسلم أبو سفيان, ولما قرب الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة, كان أبو سفيان قد رجع ليخبر القوم, ودخل الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه مكة منتصرين فاتحين, واتجه الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة خلفه ناحية المسجد الحرام, فاستلم الرسول صلى الله عليه وسلم الحجر الأسود وطاف بالبيت, وهدم الأصنام التي كانت حول الكعبة, ثم نادى عثمان بن طلحة وأخذ منه مفتاح الكعبة فدخلها, فوجد فيها صوراً فمحاها.
................:68::68::68:....................

وخطب الرسول صلى الله عليه وسلم في قريش, ثم قال لهم؛ ماترون أني فاعل بكم؟ قالوا: خيراً, أخ كريم, وابن أخ كريم. فقال: ((فإني أقول لكم كما قال يوسف لإخوته: (لاتثريب عليكم اليوم) اذهبوا فأنتم الطلقاء)). ثم رد المفتاح إلى عثمان بن طلحة, وكان قد حان وقت الصلاة, فأمر بلالاً أن يصعد الكعبة, فصعدها وأذَّن. وأقام الرسول صلى الله عليه وسلم تسعة عشر يوماً في مكة يجدد معالم الإسلام فيها, وبعث بعض أصحابه لهدم الأصنام التي كانت منتشرة في مكة.
وقد كان فتح مكة في العام الثامن من الهجرة. وكانت مرحلة فاصلة في تاريخ الإسلام, فقريش كانت لها مكانة عظيمة بين القبائل العربية, فلما رأت القبائل قريشاً دخلت الإسلام, أسرعت تدخل في دين الله أفواجاً.
:68::68::68::68::68:

أختكم ومحبتكم في الله ....: :( مسك الحبيـــــــــــــــــــــــــب ): : :rroo:

أم أشرف و أيوب
17-08-2008, 11:42 PM
http://blufiles.storage.live.com/y1pnJObs8peVZmtnuE0Xi65hO5KZF4g17OuJDNY32-eoG4ODSukJtp9bZJNer8m1udM

ودخل الجيش الإسلامي فى العام الثامن للهجرة إلى مكة كل حسب موضعه ومهامه ، وانهزم من أراد المقاومة من

قريش ، ولم يستطع الصمود أمام القوى المؤمنة ، ثم دخل رسول الله المسجد الحرام والصحابة معه ، فأقبل إلى

الحجر الأسود ، فاستلمه ، وكان حول

البيت ثلاثمائة وستون صنماً ، فجعل يطعنها بقوس في يده ، ويكسرها ، ويقول : { جاء الحق وزهق الباطل ، إن الباطل

كان زهوقاً} ( الإسراء :81 ) ، { قل جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد} (سبأ : 49) ، والأصنام تتساقط على وجوهها

، ثم طاف بالبيت .



ثم دعا عثمان بن طلحة ، فأخذ منه مفتاح الكعبة ، فأمر بها ففتحت ، فدخلها فرأى فيها الصور فمحاها ، وصلى بها ،

ثم خرج وقريش صفوفاً ينتظرون ما يصنع ، فقال : ( يا معشر قريش ، ما ترون أني فاعل بكم ؟) قالوا : أخ كريم وابن أخ

كريم ، قال : ( فإني أقول لكم كما قال يوسف لإخوانه : {لا تثريب عليكم اليوم } اذهبوا فأنتم الطلقاء ) .


وأعاد المفتاح ل عثمان بن طلحة ، ثم أمر بلالاً أن يصعد الكعبة فيؤذن ، وأهدر رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذٍ

دماء تسعة نفر من أكابر المجرمين ، وأمر بقتلهم وإن وجدوا تحت أستار الكعبة .



وفي اليوم الثاني قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وألقى خطبته المشهورة ، وفيها :

( إن الله حرم مكة يوم خلق السموات والأرض ، فهي حرام بحرام الله إلى يوم القيامة ،لم تحل لأحد قبلي ولا تحل

لأحد بعدي ، ولم تحلل لي قط إلا ساعة من الدهر ، لا ينفر صيدها ، ولا يعضد شوكها ، ولا يختلى خلاها ، ولا تحل

لقطتها إلا لمنشد) رواه البخاري .

نوووته
18-08-2008, 04:01 AM
أبو سفيان يخرج إلى المدينة ليجدد الصلح

ولا شك أن ما فعلت قريش وحلفاؤها كان غدراً محضاً ونقضاً صريحاً للميثاق ، لم يكن له أي مبرر


، ولذلك سرعان ما أحست قريش بغدرها ، وخافت وشعرت بعواقبه الوخيمة ، فعقدت مجلساً استشارياً ، وقررت أن تبعث قائدها أبا سفيان ممثلاً لها ليقوم بتجديد الصلح ‏.‏

وقد أخبر رسول الله(صلى الله عليه وسلم) أصحابه بما ستفعله قريش إزاء غدرتهم ‏.‏ قال

:‏ ‏( ‏كأنكم بأبي سفيان قد جاءكم ليشد العَقْدَ ، ويزيد في المدة ‏) .‏


وخرج أبو سفيان ـ حسب ما قررته قريش ـ فلقي بديل بن ورقاء بعُسْفَان ـ

وهو راجع من المدينة إلى مكة ـ فقال ‏:‏ من أين أقبلت يا بديل ‏؟‏ ـ وظن أنه أتى النبي

(صلى الله عليه وسلم) ـ فقال‏ :‏ سرت في خزاعة في هذا الساحل وفي بطن هذا الوادي ‏.‏ قال ‏:‏ أو ما جئت محمداً‏ ؟‏ قال ‏:‏ لا‏ .‏

فلما راح بديل إلى مكة قال أبو سفيان‏ :‏ لئن كان جاء المدينة لقد علف بها النوى ،


فأتى مبرك راحلته ، فأخذ من بعرها ، ففته ، فرأى فيها النوى ، فقال ‏:‏ أحلف بالله لقد جاء بديل محمداً‏ .‏


وقدم أبو سفيان المدينة ، فدخل على ابنته أم حبيبة ، فلما ذهب ليجلس على فراش

رسول الله (صلى الله عليه وسلم) طوته عنه ، فقال ‏:‏ يا بنية ، أرغبت بي عن هذا الفراش


، أم رغبت به عني ‏؟‏ قالت‏ :‏ بل هو فراش رسول الله(صلى الله عليه وسلم) ، وأنت

رجل مشرك نجس ‏.‏ فقال ‏:‏ والله لقد أصابك بعدي شر‏.‏


ثم خرج حتى أتى رسول الله(صلى الله عليه وسلم) فكلمه ، فلم يرد عليه شيئاً ،

ثم ذهب إلى أبي بكر فكلمه أن يكلم رسول الله(صلى الله عليه وسلم) ، فقال ‏:‏ ما أنا بفاعل ‏


.‏ ثم أتى عمر بن الخطاب فكلمه ، فقال ‏:‏ أأنا أشفع لكم إلى رسول الله(صلى الله عليه وسلم) ‏؟‏


فو الله لو لم أجد إلا الذَّرَّ لجاهدتكم به ، ثم جاء فدخل على علي بن أبي طالب ، وعنده فاطمة ،


وحسن ، غلام يدب بين يديهما ، فقال‏ :‏ يا علي ، إنك أمس القوم بي رحماً ، وإني قد جئت في حاجة ،

فلا أرجعن كما جئت خائباً ، اشفع لي إلى محمد ، فقال ‏:‏ ويحك يا أبا سفيان ، لقد عزم رسول الله(صلى الله عليه وسلم)


على أمر ما نستطيع أن نكلمه فيه‏ .‏ فالتفت إلى فاطمة ، فقال‏ :‏ هل لك أن تأمري ابنك هذا فيجير بين الناس ، فيكون


سيد العرب إلى آخر الدهر ‏؟‏ قالت ‏:‏ والله ما يبلغ ابني ذاك أن يجير بين الناس ، وما يجير أحد على رسول الله(صلى الله عليه وسلم) ‏ . ‏

وحيئذ أظلمت الدنيا أمام عيني أبي سفيان ، فقال لعلي بن أبي طالب في هلع وانزعاج


ويأس وقنوط ‏:‏ يا أبا الحسن ، إني أرى الأمور قد اشتدت علي ، فانصحني ، قال ‏:‏ والله ما أعلم لك شيئاً يغني عنك ‏.‏ ولكنك سيد بني كنانة ،

فقم فأجر بين الناس ، ثم الْحَقْ بأرضك ‏.‏ قال ‏:‏ أو ترى ذلك مغنياً عني شيئاً‏ ؟‏ قال‏ :‏ لا والله ما أظنه


، ولكني لم أجد لك غير ذلك ‏.‏ فقام أبو سفيان في المسجد ، فقال ‏:‏ أيها الناس ، إني قد أجرت بين الناس ، ثم ركب بعيره ، وانطلق ‏.‏

ولما قدم على قريش ، قالوا ‏:‏ ما وراءك‏ ؟‏ قال ‏:‏ جئت محمداً فكلمته ،

فو الله ما رد على شيئاً ، ثم جئت ابن أبي قحافة فلم أجد فيه خيراً ، ثم جئت عمر بن الخطاب ، فوجدته أدنى العدو

، ثم جئت علياً فوجدته ألين القوم ، قد أشار علي بشيء صنعته ، فو الله ما أدري هل يغني عني شيئاً أم لا‏ ؟‏ قالوا ‏:‏

وبم أمرك ‏؟‏ قال ‏:‏ أمرني أن أجير بين الناس ، ففعلت ، قالوا‏ :‏ فهل أجاز ذلك محمد‏ ؟‏ قال‏ :‏ لا‏ .‏ قالوا ‏:‏ ويلك ، إن زاد الرجل على أن لعب بك ‏.‏ قال ‏:‏ لا والله ما وجدت غير ذلك ‏.

أتُرُجّة !
18-08-2008, 02:07 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهـ


((التهيؤ للغزوة ومحاولة الإخفاء‏‏ ))

يؤخذ من رواية الطبراني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر عائشة ـ قبل أن يأتي إليه خبر نقض الميثاق بثلاثة أيام ـ أن تجهزه، ولا يعلم أحد، فدخل عليها أبو بكر، فقال‏:‏ يابنية، ما هذا الجهاز‏؟‏ قالت‏:‏ والله ما أدري‏.‏ فقال‏:‏ والله ما هذا زمان غزو بني الأصفر، فأين يريد رسول الله‏؟‏ قالت‏:‏ والله لا علم لي، وفي صباح الثالثة جاء عمرو بن سالم الخزاعي في أربعين راكباً، وارتجز‏:‏ يا رب إني ناشد محمداً‏.‏‏.‏‏.‏ الأبيات‏.‏ فعلم الناس بنقض الميثاق، وبعد عمرو جاء بديل، ثم أبو سفيان، وتأكد عند الناس الخبر، فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجهاز، وأعلمهم أنه سائر إلى مكة، وقال‏:‏ ‏(‏اللّهم خذ العيون والأخبار عن قريش حتى نبغتها في بلادها‏)‏‏.‏

وزيادة في الإخفاء والتعمية بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية قوامها ثمانية رجال، تحت قيادة أبي قتادة بن رِبْعِي، إلى بطن إضَم، فيما بين ذي خَشَب وذي المروة، على ثلاثة بُرُد من المدينة، في أول شهر رمضان سنة 8 هـ ؛ ليظن الظان أنه صلى الله عليه وسلم يتوجه إلى تلك الناحية، ولتذهب بذلك الأخبار، وواصلت هذه السرية سيرها، حتى إذا وصلت حيثما أمرت بلغها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى مكة، فسارت إليه حتى لحقته‏.‏

وكتب حاطب بن أبي بَلْتَعَة إلى قريش كتاباً يخبرهم بمسير رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم، ثم أعطاه امرأة، وجعل لها جُعْلاً على أن تبلغه قريشاً، فجعلته في قرون رأسها، ثم خرجت به، وأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر من السماء بما صنع حاطب، فبعث علياً والمقداد والزبير بن العوام وأبا مَرْثَد الغَنَوِي فقال‏:‏ ‏(‏انطلقوا حتى تأتوا رَوْضَةَ خَاخ، فإن بها ظعينة معها كتاب إلى قريش‏)‏، فانطلقوا تعادي بهم خيلهم حتى وجدوا المرأة بذلك المكان، فاستنـزلوها، وقالوا‏:‏ معك كتاب‏؟‏ فقالت‏:‏ ما معي كتاب، ففتشوا رحلها فلم يجدوا شيئاً‏.‏ فقال لها علي‏:‏ أحلف بالله، ما كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا كذبنا، والله لتخرجن الكتاب أو لنجردنك‏.‏ فلما رأت الجد منه قالت‏:‏ أعرض، فأعرض، فحلت قرون رأسها، فاستخرجت الكتاب منها، فدفعته إليهم، فأتوا به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا فيه‏:‏ ‏(‏من حاطب بن أبي بلتعة إلى قريش‏)‏ يخبرهم بمسير رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم حاطباً، فقال‏:‏ ‏(‏ما هذا يا حطب‏؟‏‏)‏ فقال‏:‏ لا تَعْجَلْ على يا رسول الله‏.‏ والله إني لمؤمن بالله ورسوله، وما ارتددت ولا بدلت، ولكني كنت امرأ مُلْصَقـًا في قريش ؛ لست من أنْفَسِهم، ولي فيهم أهل وعشيرة وولد، وليس لي فيهم قرابة يحمونهم، وكان من معك له قرابات يحمونهم، فأحببت إذ فاتني ذلك أن أتخذ عندهم يداً يحمون بها قرابتي‏.‏ فقال عمر بن الخطاب‏:‏ دعني يا رسول الله أضرب عنقه، فإنه قد خان الله ورسوله، وقد نافق، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏إنه قد شهد بدراً، وما يدريك يا عمر لعل الله قد اطلع على أهل بدر فقال‏:‏ اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم‏)‏، فذَرَفَتْ عينا عمر، وقال‏:‏ الله ورسوله أعلم‏.‏

وهكذا أخذ الله العيون، فلم يبلغ إلى قريش أي خبر من أخبار تجهز المسلمين وتهيئهم للزحف والقتال‏.‏

أتُرُجّة !
18-08-2008, 02:13 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتهـ ,,


يعطيييييييييج العاافيهـ يالغلا نووووتهـ ,,.....Z

والله يجعلهـ في ميزاان حسنااتج يالغااليهـ ,,,

http://www.gafelh.com/new/flash/129/the-seal-of-the-prophets.swf

داعيه إلى الهدى
18-08-2008, 02:15 PM
بسـم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دخـــــــول الرسول صلى الله عليه وسلم
مكة المكرمة وتطهـيرها من الأصنام
دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم خاشعاً يقرأ سورة الفتح وهو على راحلته، وطاف بالكعبة، وبيّن حرمة مكة وأنها لا تغزى بعد الفتح، وأمر بتحطيم الأصنام وتطهير البيت الحرام منها، وكان عددها ستين وثلاثمائة من الأنصاب، وشارك في ذلك بيده الشريفة، وهو يقرأ: (وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا) الإسراء/ 81. ومحا الصور التي كانت بالكعبة، ثم دخل صلى الله عليه وسلم فصلى ركعتين، وأعطى عثمان بن طلحة مفتاح الكعبة، وبعد تطهير الكعبة من مظاهر الوثنية، أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد فذهب إلى نخلة وهدم العزى (من آلهة المشركين)، وأرسل عمرو بن العاص فهدم سواعاً صنم هذيل، وأرسل سعد بن زيد الأشهلي إلى مناة (أحد الآلهة) فهدمها، وبذلك أزيلت مراكز الوثنية.‏
‎‎ ونتيجة لفتح مكة، تحول ثقل معسكر الشرك من قريش إلى قبيلتي هوازن وثقيف، اللتين سارعتا لملء الفراغ وقيادة المشركين لحرب الإسلام، فكانت غزوة حنين وحصار الطائف.

( مسك الحبيب )
18-08-2008, 05:59 PM
http://www.mrkzy.com/uploads/f61cc682cc.gif (http://www.mrkzy.com)

وفلاشي جاري التحميل.........

( مسك الحبيب )
18-08-2008, 06:21 PM
ياأمة محمد......

http://www.rofof.com/dw.png (http://www.rofof.com/8ym15yt/Ya'amh_Mhmd.html)

سعادتي طاعة ربي
18-08-2008, 11:45 PM
غلاي
مشكوره
وفلاش دمانا فداك
اموت فيها
وهذا فلاش لهيب الغيره الكبرى
فلاش : محمد رسول الله (http://www.saaid.net/flash/Lhib-Al-Ghirh.htm)
وهذا فلاش حمله الدفاع عن رسول الله
فلاش : حملة الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم (http://www.saaid.net/flash/difa3.htm)

وياليت الي تقدر تضع فلاش بديع الزمان تحطه لنا
حبيباتي ياليت تكتبون اسماء الفلاشات حتي يسهل البحث

( مسك الحبيب )
19-08-2008, 02:58 AM
...{بسم الله الرحمن الرحيم}...
***الجيش الإسلامي يتحرك نحو مكة***

ولعشر خلون من شهر رمضان المبارك سنة 8 هـ غادر رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة متجهاً إلى مكة, في عشرة آلاف من الصحابة رضي الله عنهم واستخلف على المدينة أبا رهم الغفاري.
ولما كان بالجحفة أو فوق ذلك لقيه عمه العباس بن عبد المطلب, وكان قد خرج بأهله وعياله مسلماً مهاجراً, ثم لما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأبواء لقيه ابن عمه أبو سفيان بن الحارث وابن عمته عبد الله بن أبي أمية, فأعرض عنهما؛ لما كان يلقاه منهما من شدة الأذى والهجو, فقالت له أم سلمة: لايكن ابن عمك وابن عمتك أشقى الناس بك. وقال علي لأبي سفيان بن الحارث: ائت رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبل وجهه فقل له ماقال إخوة يوسف ليوسف: (قالوا تالله لقد ءاثرك الله علينا وإن كنا خاطئين) فإنه لايرضى أن يكون أحد أحسن منه قولاً. ففعل ذلك أبو سفيان, فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لاتثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين) فأنشده أبو سفيان أبياتاً منها:
لعمرك إني حين أحمل راية لتغلب خيل اللات خيل محمد
لكا لمدلج الحيران أظلم ليله فهذا أواني حين أهدي فأهتدي
هداني هاد غير نفسي ودلني على الله من طردته كل مطرد
فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره وقال: أنت طردتني كل مطرد.

أختكم ومحبتكم في الله ... ( مسك الحبيــــــــــــــــــــــــــــــــب ) ...

نوووته
19-08-2008, 06:31 AM
(( الجيش الإسلامي ينزل بمر الظهران))
وواصل رسول الله(صلى الله عليه وسلم) سيره وهو صائم ، والناس صيام ،

حتى بلغ الكُدَيْد ـ وهو ماء بين عُسْفَان وقُدَيْد ـ فأفطر ، وأفطر الناس معه‏ .‏

ثم واصل سيره حتى نزل بمر الظهران ـ وادي فاطمة ـ نزله عشاء ، فأمر الجيش ،

فأوقدوا النيران ، فأوقدت عشرة آلاف نار ، وجعل رسول الله(صلى الله عليه وسلم) على الحرس عمر بن الخطاب رضي الله عنه .

(( أبو سفيان بين يدي رسول الله(صلى الله عليه وسلم))

وركب العباس ـ بعد نزول المسلمين بمر الظهران ـ بغلة رسول الله(صلى الله عليه وسلم)

البيضاء ، وخرج يلتمس ، لعله يجد بعض الحَطَّابة أو أحداً يخبر قريشاً ليخرجوا يستأمنون رسول الله(صلى الله عليه وسلم) قبل أن يدخلها‏ .‏

وكان الله قد عمى الأخبار عن قريش ، فهم على وَجَلٍ وترقب ، وكان أبو سفيان يخرج يتجسس الأخبار ،

فكان قد خرج هو وحكيم بن حزام ، وبديل بن ورقاء يتجسسون الأخبار ‏.‏


قال العباس‏ :‏ والله إني لأسير عليها ـ أي على بغلة رسول الله(صلى الله عليه وسلم) ـ

إذ سمعت كلام أبي سفيان وبديل بن ورقاء ، وهما يتراجعان ، وأبو سفيان يقول ‏:‏

ما رأيت كالليلة نيراناً قط ولا عسكراً‏ .‏ قال ‏:‏ يقول بديل ‏:‏ هذه والله خزاعة ، حَمَشَتْها الحرب ، فيقول أبو سفيان ‏:‏ خزاعة أقل وأذل من أن تكون هذه نيرانها وعسكرها‏ .‏

قال العباس‏ :‏ فعرفت صوته ، فقلت ‏:‏ أبا حَنْظَلَة‏ ؟‏ فعرف صوتي ، فقال‏ :‏ أبا الفضل ‏؟‏ قلت ‏:‏
نعم ‏.‏ قال ‏:‏ مالك ‏؟‏ فداك أبي وأمي‏ .‏ قلت ‏:‏ هذا رسول الله(صلى الله عليه وسلم) في الناس ، واصباح قريش والله‏ .‏

قال ‏:‏ فما الحيلة فداك أبي وأمي ‏؟ قلت ‏:‏ والله لئن ظفر بك ليضربن عنقك ، فاركب في عجز هذه البغلة ،
حتى آتي بك رسول الله(صلى الله عليه وسلم) فأستأمنه لك ، فركب خلفي ، ورجع صاحباه ‏.‏

قال ‏:‏ فجئت به ، فكلما مررت به على نار من نيران المسلمين ، قالوا ‏:‏ من هذا‏ ؟‏ فإذا رأوا بغلة رسول الله(صلى الله عليه وسلم) وأنا عليها قالوا‏ :‏

عم رسول الله(صلى الله عليه وسلم) على بغلته‏ .‏ حتى مررت بنار عمر بن الخطاب فقال ‏:‏ من هذا ‏؟‏ وقام إلي ،

فلما رأى أبا سفيان على عجز الدابة قال ‏:‏ أبو سفيان ، عدو الله‏ ؟‏ الحمد لله الذي أمكن منك بغير عقد ولا عهد ،

ثم خرج يشتد نحو رسول الله(صلى الله عليه وسلم) ، وركضتُ البغلة فسبقت ، فاقتحمت عن البغلة ، فدخلت

على رسول الله(صلى الله عليه وسلم) ، ودخل عليه عمر ، فقال ‏:‏ يا رسول الله ، هذا أبو سفيان فدعني أضرب عنقه

، قال ‏:‏ قلت‏ :‏ يا رسول الله ، إني قد أجرته ، ثم جلست إلى رسول الله(صلى الله عليه وسلم) فأخذت برأسه ، فقلت‏ :‏

والله لا يناجيه الليلة أحد دوني ، فلما أكثر عمر في شأنه قلت ‏:‏ مهلاً يا عمر ، فوالله لو كان من رجال بني عدي بن كعب

ما قلت مثل هذا ، قال ‏:‏ مهلاً يا عباس ، فوالله لإسلامك كان أحب إليّ من إسلام الخطاب ، لو أسلم ، وما بي إلا أني قد

عرفت أن إسلامك كان أحب إلى رسول الله(صلى الله عليه وسلم) من إسلام الخطاب ‏.‏



فقال رسول الله(صلى الله عليه وسلم) ‏:‏ ‏" ‏اذهب به يا عباس إلى رحلك ، فإذا أصبحت فأتني به ‏" ‏،
فذهبت ، فلما أصبحت غدوت به إلى رسول الله(صلى الله عليه وسلم) ، فلما رآه قال ‏:‏ ‏" ‏ويحك يا أبا سفيان ،

ألم يأن لك أن تعلم أن لا إله إلا الله‏ ؟‏‏ "‏ قال‏ :‏ بأبي أنت وأمي ، ما أحلمك وأكرمك وأوصلك ‏؟‏ لقد ظننت أن لو كان مع الله إله غيره لقد أغني عني شيئاً بعد ‏.‏

قال ‏:‏ ‏" ‏ويحك يا أبا سفيان، ألم يأن لك أن تعلم أني رسول الله ‏؟ "‏، قال ‏:‏ بأبي أنت وأمي ،

ما أحلمك وأكرمك وأوصلك ‏:‏ أما هذه فإن في النفس حتى الآن منها شيء ‏.‏ فقال له العباس‏ :‏
ويحك أسلم ، واشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ، قبل أن تضرب عنقك ، فأسلم وشهد شهادة الحق‏ .‏

قال العباس ‏:‏ يا رسول الله ، إن أبا سفيان رجل يحب الفخر فاجعل له شيئاً‏ .‏ قال ‏:‏ ‏" ‏نعم ،
من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ، ومن أغلق عليه بابه فهو آمن ، ومن دخل المسجد الحرام فهو آمن ‏" ‏‏. أخرجه مسلم (1780)

الجيش الإسلامي يغادر مر الظهران إلى مكة

وفي هذا الصباح ـ صباح يوم الثلاثاء للسابع عشر من شهر رمضان سنة 8 هـ ـ غادر رسول الله
(صلى الله عليه وسلم) مر الظهران إلى مكة ، وأمر العباس أن يحبس أبا سفيان بمضيق الوادي عند

خَطْمِ الجبل ، حتى تمر به جنود الله فيراها ، ففعل ، فمرت القبائل على راياتها ، كلما مرت به قبيلة قال‏

:‏ يا عباس ، من هذه ‏؟‏ فيقول ـ مثلا ـ سليم ، فيقول ‏:‏ مالي ولِسُلَيْم ‏؟‏ ثم تمر به القبيلة فيقول ‏:‏ يا عباس ،

من هؤلاء‏ ؟‏ فيقول ‏:‏ مُزَيْنَة ، فيقول‏ :‏ مالي ولمزينة ‏؟‏ حتى نفذت القبائل ، ما تمر به قبيلة إلا سأل العباس

عنها ، فإذا أخبره قال ‏:‏ مالي ولبني فلان‏ ؟‏ حتى مر به رسول الله(صلى الله عليه وسلم) في كتيبته الخضراء

، فيها المهاجرون والأنصار ، لا يرى منهم إلا الحَدَق من الحديد ، قال :‏ سبحان الله ‏!‏ يا عباس ، من هؤلاء‏ ؟‏ قال

‏:‏ هذا رسول الله(صلى الله عليه وسلم) في المهاجرين والأنصار ، قال ‏:‏ ما لأحد بهؤلاء قِبَلٌ ولا طاقة‏ .‏ ثم قال ‏:‏

والله يا أبا الفضل ، لقد أصبح مُلْكُ ابن أخيك اليوم عظيماً‏ .‏ قال العباس ‏:‏ يا أبا سفيان ، إنها النبوة ، قال‏ :‏ فنعم إذن ‏.‏

وكانت راية الأنصار مع سعد بن عبادة ، فلما مر بأبي سفيان قال له ‏:‏ اليوم يوم الملحمة ،
اليوم تُسْتَحَلُّ الحُرْمَة ، اليـوم أذل الله قـريشاً ‏.‏ فلما حـاذى رسول الله(صلى الله عليه وسلم)

أبا سفيان قال ‏:‏ يا رسول الله ، ألم تسمع ما قال سعد ‏؟‏ قال ‏:‏ ‏( ‏وما قال‏ ؟ ‏‏)‏ فقال ‏:‏ قال كذا وكذا ‏.

‏ فقال عثمان وعبد الرحمن بن عوف ‏:‏ يا رسول الله ، ما نأمن أن يكون له في قريش صولة ،

فقال رسول الله(صلى الله عليه وسلم) :‏ ‏" ‏بل اليوم يوم تُعَظَّم فيه الكعبة، اليوم يوم أعز الله فيه قريشاً‏

"‏ البخاري (4280) من حديث هشام بن عروة عن أبيه مرسلا ثم أرسل إلى سعد فنزع منه اللواء ،
ودفعه إلى ابنه قيس ، ورأى أن اللواء لم يخرج عن سعد ‏.‏ وقيل ‏:‏ بل دفعه إلى الزبير‏ .

أم أشرف و أيوب
19-08-2008, 10:28 AM
بسم الله الرحمان الرحيم

وخاف الأنصار بعد الفتح من إقامة الرسول بمكة ، فقال لهم : ( معاذ الله ، المحيا محياكم ، والممات مماتكم ) رواه مسلم .

ثم بايع الرجال والنساء من أهل مكة على السمع والطاعة ، وأقام بمكة تسعة عشر يوماً ، يجدد معالم الإسلام ، ويرشد الناس إلى الهدى ، ويكسر الأصنام .

وبهذا الفتح حصل خير كثير ، فبه أعز الله الإسلام وأهله ، ودحر الكفر وأصحابه ، وبه استنقذ مكة المكرمة ، والبيت العتيق من أيدي الكفار والمشركين ، وبه دخل الناس في دين الله أفواجاً ، وأشرقت الأرض بنور الهداية ، وهكذا يفعل الإسلام في أتباعه، ومع أعدائه ، فهو دين الرحمة ، فهل يوجد دين يماثله ، في قيمه ومبادئه وتعاليمه في السلم والحرب ، إن الإسلام هو دين الإنسانية جمعاء ، وهي تحتاجه اليوم أكثر من أي وقت مضى .

نوووته
20-08-2008, 12:31 AM
قريش تباغت زحف الجيش الإسلامي

ولما مر رسول الله(صلى الله عليه وسلم) بأبي سفيان ومضى

قال له العباس ‏:‏ النجاء إلى قومك ‏.‏ فأسرع أبو سفيان حتى دخل مكة ،

وصرخ بأعلى صوته‏ :‏ يا معشر قريش ، هذا محمد ، قد جاءكم فيما لا

قبل لكم به ‏.‏ فمن دخل دار أبي سفيان فهو آمن ‏.‏ فقامت إليه

زوجته هند بنت عتبة فأخذت بشاربه فقالت ‏:‏ اقتلوا الحَمِيت الدسم الأخمش الساقين ، قُبِّحَ من طَلِيعَة قوم ‏.‏

قال أبو سفيان‏ :‏ ويلكم ، لا تغرنكم هذه من أنفسكم ،

فإنه قد جاءكم بما لا قبل لكم به ، فمن دخل دار أبي سفيان

فهو آمن ‏.‏ قالوا‏ :‏ قاتلك الله ، وما تغني عنا دارك ‏؟‏ قال ‏:‏ ومن أغلق عليه

بابه فهو آمن ، ومن دخل المسجد فهو آمن ‏.‏ فتفرق الناس إلى دورهم

وإلى المسجد ، وبثوا أوباشاً لهم ، وقالوا ‏:‏ نقدم هؤلاء ، فإن كان

لقريش شيء كنا معهم ، وإن أصيبوا أعطينا الذي سئلنا‏ .‏ فتجمع

سفهاء قريش وأخِفَّاؤها مع عكرمة بن أبي جهل ، وصفوان بن أمية ،

وسهيل بن عمرو بالخَنْدَمَة ليقاتلوا المسلمين ‏.‏ وكان فيهم رجل من

بني بكر ـ حِمَاس بن قيس ـ كان يعد قبل ذلك سلاحاً ، فقالت

له امرأته ‏:‏ لماذا تعد ما أرى ‏؟‏ قال ‏:‏ لمحمد وأصحابه ‏.‏ قالت ‏:‏

والله ما يقوم لمحمد وأصحابه شيء ‏.‏ قال ‏:‏ إني والله لأرجو أن أخدمك بعضهم ، ثم قال ‏:

إن يقبلوا اليوم فمالي عِلَّه هــذا ســلاح كامــل وألَّه
وذو غِرَارَيْن سريع السَّلَّة
فكان هذا الرجل فيمن اجتمعوا في الخندمة ‏.‏

♥ نسمة محبة ♥
20-08-2008, 02:03 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

الجيش الإسلامي بذي طُوَى‏‏

أما رسول الله صلى الله عليه وسلم فمضي حتى انتهي إلى ذي طوي ـ وكان يضع رأسه تواضعاً لله

حين رأي ما أكرمه

الله به من الفتح، حتى أن شعر لحيته ليكاد يمس واسطة الرحل ـ وهناك وزع جيشه، وكان خالد بن الوليد على المُجَنَّبَةِ

اليمني ـ وفيها أسْلَمُ وسُلَيْم وغِفَار ومُزَيْنَة وجُهَيْنَة وقبائل من قبائل العرب ـ فأمره أن يدخل مكة من أسفلها،

وقال‏:‏ ‏(‏إن عرض لكم أحد من قريش فاحصدوهم حصداً، حتى توافوني على الصفا‏)‏‏.‏

وكان الزبير بن العوام على المُجَنَّبَةِ اليسري، وكان معه راية رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمره أن يدخل مكة من

أعلاها ـ من كَدَاء ـ وأن يغرز رايته بالحَجُون، ولا يبرح حتى يأتيه‏.‏

وكان أبو عبيدة على الرجالة والحُسَّر ـ وهم الذيم لاسلاح معهم ـ فأمره أن يأخذ بطن الوادي حتى ينصب لمكة بين

يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

أختكم ومحبتكم نسمة محبة

♥ نسمة محبة ♥
20-08-2008, 02:18 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

الجيش الإسلامي يدخل مكة‏

وتحركت كل كتيبة من الجيش الإسلامي على الطريق التي كلفت الدخول منها‏.‏

فأما خالد وأصحابه فلم يلقهم أحد من المشركين إلا أناموه‏.‏ وقتل من أصحابه من المسلمين كُرْز بن جابر الفِهْرِي

وخُنَيْس بن خالد بن ربيعة‏.‏ كانا قد شذا عن الجيش، فسلكا طريقاً غير طريقه فقتلا جميعاً، وأما سفهاء قريش فلقيهم

خالد وأصحابه بالخَنْدَمَة فناوشوهم شيئا من قتال، فأصابوا من المشركين اثني عشر رجلاً، فانهزم المشركون، وانهزم

حِمَاس بن قيس ـ الذي كان يعد السلاح لقتال المسلمين ـ حتى دخل بيته، فقال لامرأته‏:‏ أغلقي على بابي‏.‏

فقالت‏:‏ وأين ما كنت تقول‏؟‏ فقال‏:‏

وأقبل خالد يجوس مكة حتى وافى رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصفا‏.‏

وأما الزبير فتقدم حتى نصب راية رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحَجُون عند مسجد الفتح، وضرب له هناك قبة،

فلم يبرح حتى جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

♥ نسمة محبة ♥
20-08-2008, 02:58 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

فلاش لبيك يارسول الله

http://www.hawahome.com/vb/nupload/135318_1219189926.swf

فلاش رسووووووول الله

http://www.hawahome.com/vb/nupload/135318_1219190105.swf

نوووته
20-08-2008, 05:23 PM
اشكركن غاليتي على التفاعل

وهذا فلاش طلع البدر علينا
طلع البدر علينا | رفوف لـ رفع و تحميل الصور و الملفات (http://www.rofof.com/8mj29fa/Tl3_Al-bdr_Alyna.html)

نوووته
20-08-2008, 05:30 PM
الرسول(صلى الله عليه وسلم) يدخل المسجد الحرام ويطهره من الأصنام




ثم نهض رسول الله(صلى الله عليه وسلم) ، والمهاجرون والأنصار بين يديه وخلفه وحوله ، حتى دخل المسجد ، فأقبل إلى الحجر الأسود ، فاستلمه ، ثم طاف بالبيت ، وفي يده قوس ، وحول البيت ثلاثمائة وستون صنماً ، فجعل يطعنها بالقوس ، ويقول ‏:‏ ‏" ‏جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا "‏‏[ ‏الإسراء ‏:‏81 ‏] ‏، ‏"‏ قُلْ جَاء الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ‏ "‏ ‏[ ‏سبأ ‏: ‏49 ‏]‏ والأصنام تتساقط على وجوهها ‏.‏

وكان طوافه على راحلته ، ولم يكن محرماً يومئذ ، فاقتصر على الطواف ، فلما أكمله دعا عثمان بن طلحة ، فأخذ منه مفتاح الكعبة ، فأمر بها ففتحت فدخلها ، فرأى فيها الصور ، ورأى فيها صورة إبراهيم ، وإسماعيل ـ عليهما السلام ـ يستقسمان بالأزلام ، فقال‏ :‏ ‏" ‏قاتلهم الله ، والله ما استقسما بها قط‏ "‏‏.‏ ورأى في الكعبة حمامة من عيدان ، فكسرها بيده ، وأمر بالصور فمحيت‏

♥ نسمة محبة ♥
20-08-2008, 05:54 PM
الرسول(صلى الله عليه وسلم) يصلي في الكعبة ثم يخطب أمام قريش

ثم أغلق عليه الباب ، وعلى أسامة وبلال ، فاستقبل الجدار الذي يقابل الباب حتى إذا كان بينه وبينه ثلاثة أذرع وقف ، وجعل عمودين عن يساره ، وعموداً عن يمينه ، وثلاثة أعمدة وراءه ـ وكان البيت يومئذ على ستة أعمدة ـ ثم صلى هناك ‏.‏ ثم دار في البيت ، وكبر في نواحيه ، ووحد الله ، ثم فتح الباب ، وقريش قد ملأت المسجد صفوفاً ينتظرون ماذا يصنع ‏؟‏ فأخذ بعضادتي الباب وهم تحته ،

فقال ‏:‏

"‏لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، صدق وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده ، ألا كل مأثُرَة أو مال أو دم فهو تحت قدمي هاتين ، إلا سِدَانَة البيت وسِقاية الحاج ، ألا وقتيل الخطأ شبه العمد ـ السوط والعصا ـ ففيه الدية مغلظة ، مائة من الإبل أربعون منها في بطونها أولاد‏ها .‏
يا معشر قريش ، إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعظمها بالآباء ، الناس من آدم ، وآدم من تراب ثم تلا هذه الآية‏:‏ ‏" ‏يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير‏"‏ .

**لا تثريب عليكم اليوم :

ثم قال ‏:‏" ‏يا معشر قريش ما ترون أني فاعل بكم‏ ؟‏‏ "قالوا :‏ خيرًا ، أخ كريم وابن أخ كريم ، قال‏:‏"فإني أقول لكم كما قال يوسف لإخوته ‏:‏ ‏" ‏لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ‏ "‏ اذهبوا فأنتم الطلقاء ‏" .‏

( مسك الحبيب )
22-08-2008, 02:59 AM
http://www.mrkzy.com/uploads/6dd724c86d.bmp (http://www.mrkzy.com)

مفتاح البيت إلى أهله.....

ثم جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد, فقام إليه علّي رضي الله عنه, ومفتاح الكعبة في يده, فقال:
يا رسول الله, اجمع لنا الحجابة مع السقاية, صلى الله عليك, وفي رواية:أن الذي قال ذلك هو العباس, فقال رسول صلى الله عليه وسلم: أين عثمان بن طلحة؟ فدعي له, فقال له: هاك مفتاحك ياعثمان, اليوم يوم بر ووفاء, وفي رواية ابن سعد في الطبقات أنه قال له حين دفع المفتاح إليه: خذوها خالدة تالدة, لاينزعها منكم إلا ظالم, يا عثمان, إن الله استأمنكم على بيته, فكلو مما يصلكم من هذا البيت بالمعروف.
بلال يؤذن على الكعبة........

وحانت الصلاة, فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالاً أن يصعد فيؤذن على الكعبة, وأبو سفيان بن حرب, وعتاب بن أسيد, والحارث بن هشام جلوس بفناء الكعبة, فقال عتاب: لقد أكرم الله أسيداً أن لايكون سمع هذا, فيسمع منه ما يغيظه, فقال الحارث: أما والله لو أعلم أنه حق لاتبعته, فقال أبو سفيان: أما والله لاأقول شيئاً , لو تكلمت لأخبرت عني هذه الحصباء, فخرج عليهم النبي
صلى الله عليه وسلم فقال لهم: قد علمت الذي قلتم, ثم ذكر ذلك لهم, فقال الحارث وعتاب : نشهد أنك رسول الله, والله ما اطلع على هذا أحد كان معنا فنقول : أخبرك.

احبك في الله
22-08-2008, 04:36 PM
كنت قد كتبته في انشطة للألئ محمدية وكن بما انكم فتحوا نتادرس السيرة فقمت بنقله

غزوة فتح مكة

تاريخها : رمضان 8 هجرية
مكانها: مكة المكرمة ام القرى ومهبط الوحي ومبعث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ,, تبعد عن المدينة 420 كلم
عن طريق خط الهجرة السريع وتبعد 460 كلم عن طريق الخط القديم وبالقياس القديم 10 مراحل .

قوات المسلمين : 10000 رجل تقريبا
قوات العدو : قريش وبنو بكر.
هدف الغزوة : فتح مكة والقضاء على قوة قريش بسبب نقضها صلح الحديبية حين ايدوا حلفائهم من بني بكر في هجومهم على حلفاء النبي صلي الله عليه وسلم من بني خزاعة , فطلبت خزاعة نصرة المسلمين لهم

احداث المعركة :خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه والقبائل المجاورة دون ان يخبرهم الرسول صلى الله عليه وسلم بنواياه اوجهة حركتهم فبقى امرهم خافيا على قريش حتى وصل الجيش الى مر الظهران ( وادي على 22كلم شمال مكة)
فعسكر هناك واشعل نيران كثيرة حتى تخاف قريش وتستسلم ولكن عرفت قريش بوصول المسلمين وقوتهم الكبيرة برجوع ابو سفيان محذا المقاومة ومبلغا قريش ان من دخل دار ابا سفيان فهو امن ومن اغلق بابه فهو امن ومن دخل المسجد فهو امن ...... وفي حينها كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قسم قواته الى اربع اقسام لدخول مكة كالتالى:
1- المسيرة بقيادة الزبير بن العوام تدخل مكة من الشمال.
2- الميمنه بقيادة خالد بن الوليد تدخل من الجنوب .
3- المهاجرون بقيادة ابي عبيدة بن الجراح يدخلوا من الشمال الغربي.
4- الانصار بقيادة سعد بن عبادة يدخلوا من الغرب.
وذلك على الا يقاتلوا الا مضطرين .

فدخلت جيوش المسلمين مكة دون مقاومة الا جيش خالد بن الوليد واجه بعض المقاومة في منطقة الخندمة , وبذلك فتحت مكه دون قتال يذكر.
ما عن نتائج الغزوة فهي كالتالى:
1- فتح مكة والقضاء على قوة قريش نهائيا.
2- العفو العام عن اهل مكة ومن ثم اسلامهم وانتشار الاسلام فيمن يجاورهم .
3- القضاء على مظاهر الشرك وتحطيم الاصنام.
4- استشهاد 2 من المسلمين .
5- مقتل 13 من المشركين وجرح البعض.

اتمنى الا اكون قصرت في سرد اي معلومة لدي عن الغزوة

وباذن الله لى مشاركات اخرى عندما تسمح لى الفرصة

( نوراان)
22-08-2008, 11:19 PM
تم نقله من الانشطه الي هنا
والعفو منك اختي سعادتي

اسباب غزوه مكه

بعد أن تم عقد صلح الحديبية بين المسلمين والمشركين من قريش، دخلت قبيلة خزاعة في حلف المسلمين، ودخل بنو بكر في حلف قريش، وحدث أن اعتدى بنو بكر على خزاعة، وإذا بقريش تساعدهم، وترسل لهم السلاح، وبذلك خانت قريش عهدها مع رسول الله عليه الصلاه والسلام
وأقبل عمرو بن سالم الخزاعي يشكو لرسول الله ( الغدر والخيانة، فوعده الرسول ( بالانتصار لهم. وفي مكة ندم الكفار على خيانتهم للعهد، وشعروا بفداحة جُرمهم، وأدركوا أنهم أصبحوا مهددين، فذهب أبو سفيان إلى المدينة ليقابل رسول الله ( ويعتذر ويؤاكد المعاهده مع المسلمين)

جزاكم الله خير علي المجهود الطيب
وان شاء الله ما اكون مقصره

ولي مشاركه اخري باذن الله

أم أشرف و أيوب
23-08-2008, 10:59 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

بارك الله فيك أخيتى نوته على الفكرة الرائعة و لا أملك إلا أن أقول ما شاء الله تبارك الله على هذه الهمة فوالله كلما دخلت فى هذا القسم إلا و أجدك من السّبّاقات فى كتابة المواضيع.

أسأل الله أن ينفع بك و أن يتقبل عملك و أن يجعله خالصا لوجهه.

هذا ما استطعت الاتيان به أرجو أن ينال اعجابكم


http://www.rasoulallah.net/subject2.asp?hit=1&parent_id=28&sub_id=4007

سعادتي طاعة ربي
24-08-2008, 02:32 AM
صلاة الفتح أو صلاة الشكر

ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ دار أم هانئ بنت أبي طالب، فاغتسل وصلى ثماني ركعات في بيتها ـ وكان ضحى ـ فظنها من ظنها صلاة الضحى، وإنما هذه صلاة الفتح، وأجارت أم هانئ حموين لها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ‏)‏، وقد كان أخوها علي بن أبي طالب أراد أن يقتلهما، فأغلقت عليهما باب بيتها، وسألت النبي صلى الله عليه وسلم فقال لها ذلك‏.‏

اهدردم رجال من أكابر المجرمين
وأهدر رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ دماء تسعة نفر من أكابر المجرمين، وأمر بقتلهم وإن وجدوا تحت أستار الكعبة، وهم عبد العزى بن خطل، وعبدالله بن سعد بن أبي سرح، وعكرمة بن أبي جهل، والحارث بن نفيل بن وهب، ومقيس بن صبابة، وهبار بن الأسود، وقينتان كانتا لابن الأخطل، كانت تغنيان بهجو النبي صلى الله عليه وسلم، وسارة مولاة لبعض بني عبد المطلب، وهي التي وجد معها كتاب حاطب‏.‏
فأما ابن أبي سرح فجاء به عثمان إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وشفع فيه، فحقن دمه، وقبل إسلامه بعد أن أمسك عنه رجاء أن يقوم إليه بعض الصحابة فيقتله، وكان قد أسلم قبل ذلك وهاجر، ثم ارتد ورجع إلى مكة‏.‏

وأما عكرمة بن أبي جهل، ففر إلى اليمن، فاستأمنت له امرأته، فأمنه النبي صلى الله عليه وسلم فتبعته، فرجع معها وأسلم وحسن إسلامه‏.‏

وأما ابن خطل فكان متعلقًا بأستار الكعبة، فجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره، فقال‏:‏ ‏(‏اقتله‏)‏ فقتله‏.‏

وأما مقيس بن صبابة فقتله نميلة بن عبدالله، وكان مقيس قد أسلم قبل ذلك، ثم عدا على رجل من الأنصار فقتله، ثم ارتد ولحق بالمشركين‏.‏

وأما الحارث فكان شديد الأذى لرسول الله بمكة، فقتله علي‏.‏

وأما هبار بن الأسود فهو الذي كان قد عرض لزينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين هاجرت، فنخس بها حتى سقطت على صخرة وأسقطت جنينها، ففر هبار يوم مكة ثم أسلم وحسن إسلامه‏.‏

وأما القينتان فقتلت إحداهما، واستؤمن للأخرى فأسلمت، كما استؤمن لسارة وأسلمت‏.‏

قال ابن حجر‏:‏ وذكر أبو معشر فيمن أهدر دمه الحارث بن طلاطل الخزاعي، قتله على‏.‏ وذكر الحاكم أيضاً ممن أهدر دمه كعب بن زهير، وقصته مشهورة، وقد جاء بعد ذلك وأسلم ومدح، ووحشي بن حرب، وهند بنت عتبة امرأه أبي سفيان، وقد أسلمت، وأرنب مولاه ابن خطل أيضاً قتلت، وأم سعد قتلت، فيما ذكر ابن إسحاق، فكملت العدة ثامنية رجال وست نسوة، ويحتمل أن تكون أرنب وأم سعد القينتان، أختلف في اسمهما أو باعتبار الكنية واللقب‏.‏

سعادتي طاعة ربي
24-08-2008, 02:34 AM
تخوف الأنصار من بقاء الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة

ولما تم فتح مكة على الرسول صلى الله عليه وسلم - وهي بلده ووطنه ومولده - قال الأنصار فيما بينهم‏:‏ أترون رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ فتح الله عليه أرضه وبلده أن يقيم بها - وهو يدعو على الصفا رافعاً يديه - فلما فرغ من دعائة قال‏:‏ ‏(‏ماذا قلتم‏؟‏‏)‏ قالوا‏:‏ لا شيء يا رسول الله، فلم يزل بهم حتى أخبروه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏معاذ الله، المحيا محياكم، والممات مماتكم‏)‏‏.‏


أخذ البيعة
وحين فتح الله مكة على رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين، تبين لأهل مكة الحق، وعلموا أن لا سبيل إلى النجاح إلا الإسلام، فأذعنوا له، واجتمعوا للبيعة، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصفا يبايع الناس، وعمر بن الخطاب أسفل منه، يأخذ على الناس فبايعوه على السمع والطاعة فيما استطاعوا‏.‏

وفي المدارك‏:‏ روى أن النبي صلى الله عليه وسلم لما فرغ من بيعة الرجال أخذ في بيعة النساء، وهو على الصفا، وعمر قاعد أسفل منه، يبايعهن بأمره، ويبلغهن عنه، فجاءت هند بنت عتبة امرأة أبي سفيان متنكرة، خوفاً من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعرفها؛ لما صنعت بحمزة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏(‏أبايعكن على ألا تشركن بالله شيئا‏)‏، فبايع عمر النساء على ألا يشركن بالله شيئا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏ولا تسرقن‏)‏ فقالت هند‏:‏ إن أبا سفيان رجل شحيح، فإن أنا أصبت من ماله هنات‏؟‏ فقال أبو سفيان‏:‏ وما أصبت فهو لك حلال، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وعرفها، فقال‏:‏ ‏(‏وإنك لهند‏؟‏‏)‏ قالت‏:‏ نعم، فاعف عما سلف يا نبي الله، عفا الله عنك‏.‏

فقال‏:‏ ‏(‏ولا يزنين‏)‏‏.‏ فقالت‏:‏ أو تزني الحرة‏؟‏

فقال‏:‏ ‏(‏ولا يقتلن أولادهن‏)‏‏.‏ فقالت‏:‏ ربيناهم صغارا، وقتلناهم كبارا، فأنتم وهم أعلم ـ وكان ابنها حنظلة بن أبي سفيان قد قتل يوم بدرـ فضحك عمر حتى استلقى فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

قال‏:‏ ‏(‏ولا يأتين ببهتان‏)‏ فقالت‏:‏ والله إن البهتان لأمر قبيح وما تأمرنا إلا بالرشد ومكارم الأخلاق‏.‏

فقال‏:‏ ‏(‏ولا يعصينك في معروف‏)‏ فقالت‏:‏ والله ما جلسنا مجلسنا هذا وفي أنفسنا أن نعصيك‏.‏

ولما رجعت جعلت تكسر صنمها وتقول‏:‏ كنا منك في غرور‏.‏

وفي الصحيح‏:‏ جاءت هند بنت عتبة فقالت‏:‏ يا رسول الله ما كان على ظهر الأرض من أهل خباء أحب إلي أن يذلوا من أهل خبائك، ثم ما أصبح اليوم على ظهر الأرض أهل خباء أحب إلي أن يغزوا من أهل خبائك‏.‏ قال‏:‏ ‏(‏وأيضا، والذي نفسي بيده‏)‏ قالت‏:‏ يا رسول ال،له إن أبا سفيان رجل مسيك فهل علي حرج أن أطعم من الذي له عيالنا‏؟‏ قال‏:‏ ‏(‏لا أره إلا بالمعروف‏)‏‏.‏


إقامته صلى الله عليه وسلم بمكة وعمله فيها

وأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة تسعة عشر يومًا يجدد معالم الإسلام، ويرشد الناس إلى الهدى والتقى، وخلال هذه الآيام أمر أبا أسيد الخزاعي، فجدد أنصاب الحرم، وبث سراياه للدعوة إلى الإسلام، ولكسر الأوثان التي كانت حول مكة، فكسرت كلها، ونادى مناديه بمكة‏:‏ من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدع في بيته صنما إلا كسره‏.‏

♥ نسمة محبة ♥
24-08-2008, 03:14 AM
غزوة حنين
إن فتح مكة جاء عقب ضربة خاطفة شَدَهَ لها العرب ، وبوغتت القبائل المجاورة بالأمر الواقع ، الذي لم يكن يمكن لها أن تدفعه ، ولذلك لم تمتنع عن الاستسلام إلا بعض القبائل الشرسة القوية المتغطرسة ، وفي مقدمتها بطون هوازن وثقيف ، واجتمعت إليها نَصْرٌ وجُشَمٌ وسعد بن بكر وناس من بني هلال ـ وكلها من قيس عَيْلان ـ رأت هذه البطون من نفسها عزاً وأنَفَةً أن تقابل هذا الانتصار بالخضوع ، فاجتمعت إلى مالك ابن عوف النَّصْري ، وقررت المسير إلى حـرب المسلمين‏ .‏

مسير العدو ونزوله بأوطاس

ولما أجمع القائد العام ـ مالك بن عوف ـ المسير إلى حرب المسلمين ، ساق مع الناس أموالهم ونساءهم وأبناءهم ، فسار حتى نزل بأوْطَاس ـ وهو واد في دار هَوَازِن بالقرب من حُنَيْن ، لكن وادي أوطاس غير وادي حنين ، وحنين واد إلى جنب ذي المجَاز ، بينه وبين مكة بضعة عشر ميلاً من جهة عرفات‏ .‏

مجرب الحروب يغلط رأي القائد

ولما نزل بأوطاس اجتمع إليه الناس ، وفيهم دُرَيْدُ بن الصِّمَّةِ ـ وهو شيخ كبير ، ليس فيه إلا رأيه ومعرفته بالحرب وكان شجاعاً مجرباً ـ قال دريد‏ :‏ بأي واد أنتم ‏؟‏ قالوا ‏:‏ بأوطاس ، قال ‏:‏ نعم مَجَالُ الخيل ، لا حَزْنٌ ضَرسٌ ، ولا سَهْلٌ دَهِس ، مالي أسمع رُغَاء البعير ، ونُهَاق الحمير ، وبُكَاء الصبي ، وثُغَاء الشاء ‏؟‏ قالوا‏ :‏ ساق مالك بن عوف مع الناس نساءهم وأموالهم وأبناءهم ، فدعا مالكاً وسأله عما حمله على ذلك ، فقال‏ :‏ أردت أن أجعل خلف كل رجل أهله وماله ليقاتل عنهم ، فقال ‏:‏ راعي ضأن واللّه ، وهل يرد المنهزم شيء ‏؟‏ إنها إن كانت لك لم ينفعك إلا رجل بسيفه ورمحه ، وإن كانت عليك فُضِحْتَ في أهلك ومالك ، ثم سأل عن بعض البطون والرؤساء ، ثم قال ‏:‏ يا مالك ، إنك لم تصنع بتقديم بَيْضَة هوازن إلى نحور الخيل شيئاً ، ارفعهم إلى ممتنع بلادهم وعلياء قومهم ، ثم الْقَ الصُّبَاة على متون الخيل ، فإن كانت لك لحق بك من وراءك ، وإن كانت عليك ألفاك ذلك وقد أحرزتَ أهلك ومالك ‏.‏

ولكن مالكاً ـ القائد العام ـ رفض هذا الطلب قائلاً‏ :‏ واللّه لا أفعل ، إنك قد كبرت وكبر عقلك ، واللّه لتطيعني هوازن أو لأتَّكِئَنَّ على هذا السيف حتى يخرج من ظهري ، وكره أن يكون لدريد فيها ذكر أو رأي ، فقالوا‏ :‏ أطعناك ‏.‏ فقال دريد ‏:‏ هذا يوم لم أشهده ولم يَفُتْنِي‏ :‏

يا ليتنـي فيها جـَذَعْ
أقود وطْفَاءَ الزَّمَــعْ

أخُبُّ فيهـا وأضَعْ
كأنها شـاة صَدَعْ

سلام استكشاف العدو

وجاءت إلى مالك عيون كان قد بعثهم للاستكشاف عن المسلمين ، جاءت هذه العيون وقد تفرقت أوصالهم ، قال‏ :‏ ويلكم ، ما شأنكم ‏؟‏ قالوا ‏:‏ رأينا رجالاً بيضا على خيل بُلْق ، والله ما تماسكنا أن أصابنا ما ترى ‏.‏

سلاح استكشاف رسول الله (صلى الله عليه وسلم)

ونقلت الأخبار إلى رسول اللّه(صلى الله عليه وسلم) بمسير العدو ، فبعث أبا حَدْرَد الأسلمي ، وأمره أن يدخل في الناس ، فيقيم فيهم حتى يعلم علمهم، ثم يأتيه بخبرهم ، ففعل ‏.‏

الرسول(صلى الله عليه وسلم) يغادر مكة إلى حنين

وفي يوم السبت ـ السادس من شهر شوال سنة 8 هـ ـ غادر رسول اللّه(صلى الله عليه وسلم) مكة ـ وكان ذلك اليوم التاسع عشر من يوم دخوله في مكة ـ خرج في اثني عشر ألفاً من المسلمين ، عشرة آلاف ممن كانوا خرجوا معه لفتح مكة ، وألفان من أهل مكة‏ ،‏ وأكثرهم حديثو عهد بالإسلام واستعار من صفوان بن أمية مائة درع بأداتها ، واستعمل على مكة عَتَّاب بن أسيد ‏.‏

ولما كان عشية جاء فارس ، فقال ‏:‏ إني طلعت جبل كذا وكذا ، فإذا أنا بهوازن على بكرة آبائهم بِظُعُنِهم ونَعَمِهم وشائهم اجتمعوا إلى حنين ، فتبسم رسول اللّه(صلى الله عليه وسلم) وقال ‏:‏ ‏( ‏تلك غنيمة المسلمين غدًا إن شاء اللّه ‏) ‏، وتطوع للحراسة تلك الليلة أنس بن أبي مَرْثَد الغَنَوي ‏.‏

وفي طريقهم إلى حنين رأوا سِدْرَة عظيمة خضراء يقال لها‏ :‏ ذات أنْوَاط ، كانت العرب تعلق عليها أسلحتهم ، ويذبحون عندها ويعكفون ، فقال بعض أهل الجيش لرسول اللّه(صلى الله عليه وسلم) ‏:‏ اجعل لنا ذات أنواط ، كما لهم ذات أنواط ‏.‏ فقال‏:‏ ‏( ‏اللّه أكبر ، قلتم والذي نفس محمد بيده كما قال قوم موسى ‏:‏ اجعل لنا إلها كما لهم آلهة ، قال‏ :‏ إنكم قوم تجهلون ، إنها السَّنَنُ ، لتركبن سَنَنَ من كان قبلكم ‏) ‏‏.‏

وقد كان بعضهم قال نظراً إلى كثرة الجيش ‏:‏ لن نُغْلَبَ اليوم ، وكان قد شق ذلك على رسول اللّه (صلى الله عليه وسلم) ‏ .

الجيش الإسلامي يباغت بالرماة والمهاجمين

انتهى الجيش الإسلامي إلى حنين ، الليلة التي بين الثلاثاء والأربعاء لعشر خلون من شوال ، وكان مالك بن عوف قد سبقهم ، فأدخل جيشه بالليل في ذلك الوادي ، وفرق كُمَنَاءه في الطرق والمداخل والشعاب والأخباء والمضايق ، وأصدر إليهم أمره بأن يرشقوا المسلمين أول ما طلعوا ، ثم يشدوا شدة رجل واحد ‏.‏

وبالسَّحَر عبأ رسول اللّه(صلى الله عليه وسلم) جيشه ، وعقد الألوية والرايات ، وفرقها على الناس ، وفي عَمَاية الصبح استقبل المسلمون وادي حنين ، وشرعوا ينحدرون فيه ، وهم لا يدرون بوجود كمناء العدو في مضايق هذا الوادي ، فبينا هم ينحطون إذا تمطر عليهم النبال ، وإذا كتائب العدو قد شدت عليهم شدة رجل واحد ، فانشمر المسلمون راجعين ، لا يلوي أحد على أحد ، وكانت هزيمة منكرة ، حتى قال أبو سفيان بن حرب ، وهو حديث عهد بالإسلام ‏:‏ لا تنتهي هزيمتهم دون البحر ـ الأحمر ـ وصرخ جَبَلَةُ أو كَلَدَةُ بن الحَنْبَل ‏:‏ ألا بطل السِّحْر اليوم‏ .‏

وانحاز رسول اللّه(صلى الله عليه وسلم) جهة اليمين وهو يقول ‏:‏ ‏(‏ هَلُمُّوا إلى أيها الناس ، أنا رسول الله ، أنا محمد بن عبد اللّه‏)‏ ولم يبق معه في موقفه إلا عدد قليل من المهاجرين والأنصار ‏.‏ تسعة على قول ابن إسحاق ، واثنا عشر على قول النووي ، والصحيح ما رواه أحمد والحاكم في المستدرك من حديث ابن مسعود ، قال ‏:‏ كنت مع النبي(صلى الله عليه وسلم) يوم حنين ، فولي عنه الناس وثبت معه ثمانون رجلاً من المهاجرين والأنصار ، فكنا على أقدامنا ولم نُوَلِّهم الدُّبُر ، وروى الترمذي من حديث ابن عمر بإسناد حسن قال ‏:‏ لقد رأيتنا يوم حنين وإن الناس لمولين ، وما مع رسول اللّه(صلى الله عليه وسلم) مائة رجل ‏.‏

وحينئذ ظهرت شجاعة النبي(صلى الله عليه وسلم) التي لا نظير لها ، فقد طفق يركض بغلته قبل الكفار وهو يقول‏ :‏

أنــا النبي لا كَذِبْ

أنا ابن عبد المطلب‏

بيد أن أبا سفيان بن الحارث كان آخذا بلجام بغلته ، والعباس بركابه ، يكفانها ألا تسرع ، ثم نزل رسول اللّه(صلى الله عليه وسلم) فاستنصر ربه قائلاً‏ :‏ ‏( ‏اللّهم أنزل نصرك ‏) ‏‏.‏

رجوع المسلمين واحتدام المعركة

وأمر رسول اللّه(صلى الله عليه وسلم) عمه العباس ـ وكان جَهِيَر الصوت ـ أن ينادي الصحابة ، قال العباس ‏:‏ فقلت بأعلى صوتي ‏:‏ أين أصحاب السَّمُرَة‏ ؟‏ قال ‏:‏ فو الله لكأن عَطْفَتَهُم حين سمعوا صوتي عَطْفَة البقر على أولادها ، فقالوا ‏:‏ يا لبيك ، يا لبيك‏ .‏ ويذهب الرجل ليثني بعيره فلا يقدر عليه ، فيأخذ درعه ، فيقذفها في عنقه ، ويأخذ سيفه وترسه ، ويقتحم عن بعيره، ويخلي سبيله، فيؤم الصوت ، حتى إذا اجتمع إليه منهم مائة استقبلوا الناس واقتتلوا‏ .‏

وصرفت الدعوة إلى الأنصار ‏:‏ يا معشر الأنصار ، يا معشر الأنصار ، ثم قصرت الدعوة في بني الحارث بن الخزرج ، وتلاحقت كتائب المسلمين واحدة تلو الأخرى كما كانوا تركوا الموقعة ، وتجالد الفريقان مجالدة شديدة ، ونظر رسول اللّه(صلى الله عليه وسلم) إلى ساحة القتال ، وقد استحر واحتدم ، فقال ‏:‏ ‏( ‏الآن حَمِي الوَطِيسُ‏ )‏ ‏.‏ ثم أخذ رسول اللّه(صلى الله عليه وسلم) قبضة من تراب الأرض ، فرمى بها في وجوه القوم وقال‏ :‏ ‏( ‏شاهت الوجوه ‏) ‏، فما خلق اللّه إنساناً إلا ملأ عينيه تراباً من تلك القبضة ، فلم يزل حَدُّهُم كَلِيلاً وأمرهم مُدْبِرًا‏ .‏

انكسار حدة العدو وهزيمته الساحقة

وما هي إلا ساعات قلائل ـ بعد رمي القبضة ـ حتى انهزم العدو هزيمة منكرة ، وقتل من ثَقِيف وحدهم نحو السبعين ، وحاز المسلمون ما كان مع العدو من مال وسلاح وظُعُن‏ .‏

وهذا هو التطور الذي أشار إليه سبحانه وتعالى في قوله ‏:‏ "‏وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ ثُمَّ أَنَزلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَعذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ‏ "‏ ‏[ ‏التوبة ‏:‏25 ، 26 ‏]‏

حركة المطاردة

ولما انهزم العدو صارت طائفة منهم إلى الطائف ، وطائفة إلى نَخْلَة ، وطائفة إلى أوْطاس ، فأرسل النبي(صلى الله عليه وسلم) إلى أوطاس طائفة من المطاردين يقودهم أبو عامر الأشعري ، فَتَنَاوَشَ الفريقان القتال قليلاً ، ثم انهزم جيش المشركين ، وفي هذه المناوشة قتل القائد أبو عامر الأشعري ‏.‏

وطاردت طائفة أخري من فرسان المسلمين فلول المشركين الذين سلكوا نخلة ، فأدركت دُرَيْدَ بن الصِّمَّة فقتله ربيعة بن رُفَيْع‏ .‏

وأما معظم فلول المشركين الذين لجأوا إلى الطائف ، فتوجه إليهم رسول اللّه(صلى الله عليه وسلم) بنفسه بعد أن جمع الغنائم ‏.‏

الغنائم

وكانت الغنائم ‏:‏ السبي ستة آلاف رأس ، والإبل أربعة وعشرون ألفاً ، والغنم أكثر من أربعين ألف شاة ، وأربعة آلاف أوقية فضة ، أمر رسول اللّه(صلى الله عليه وسلم) بجمعها ، ثم حبسها بالجِعْرَانَة ، وجعل عليها مسعود بن عمرو الغفاري ، ولم يقسمها حتى فرغ من غزوة الطائف‏ .‏

وكانت في السبي الشيماء بنت الحارث السعدية ، أخت رسول اللّه(صلى الله عليه وسلم) من الرضاعة ، فلما جيء بها إلى رسول الله(صلى الله عليه وسلم) عرفت له نفسها ، فعرفها بعلامة فأكرمها ، وبسط لها رداءه ، وأجلسها عليه ، ثم منّ عليها ، وردّها إلى قومها ‏.

أم أشرف و أيوب
25-08-2008, 09:22 PM
بسم الله الرحمان الرحيم


بعد أن كتب الله النصر للمؤمنين في غزوة حنين ، توجه رسول الله صلى الله عليه وسلم في شوال عام 8هـ قاصداً الطائف يريد فتحها، وانتدب لتلك المهمة خالد بن الوليد رضي الله عنه ؛ حيث جعله على مقدمة الجيش ، وطلب منه أن يسير أولاً لمحاصرتها .


وكانت قبيلة ثقيف - وهم أهل الطائف- قد حصنت مواقعها ، وأعدت عدتها ، وتهيأت للقتال ، والدفاع عن أرضها.

ولما وصل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الطائف نزل قريباً من الحصن ، وأقام معسكره فيه ، فانتهزت ثقيف الفرصة ، وأخذت توجه سهامها إلى معسكر المسلمين ، فأصابت منهم اثنا عشر رجلاً ، كان منهم : عبدالله بن أبي بكر رضي الله عنه الذي استشهد على أثر رمية أصابت منه مقتلاً.


واستمر حصار رسول الله صلى الله عليه وسلم للطائف قرابة أربعين يوماً ، تخللها العديد من المناوشات بين المسلمين والمشركين ، ورغبة في إضعاف معنويات ثقيف ، أخذ المسلمون في تحريق نخلهم ، فناشدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدعها لله وللرحم ، فاستجاب لهم ، ثم نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أيما عبد نزل من الحصن وخرج إلينا فهو حر" ، فخرج منهم بضعة عشر رجلاً ، فأعتقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ودفع كل رجلٍ منهم إلى رجلٍ من المسلمين ليقوم بشأنه واحتياجاته.


ولما طال الحصار ، وأصيب عدد من المسلمين استشار الرسول صلى الله عليه وسلم بعض القوم ، ثم قرر رفع الحصار والرحيل ، فعن عبد الله بن عمرو قال :حاصر رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الطائف ، فلم ينل منهم شيئا ، فقال : ( إنا قافلون إن شاء الله ، قال أصحابه : نرجع ولم نفتتحه ، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : اغدوا على القتال ، فغدوا عليه فأصابهم جراح ، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنا قافلون غدا ، فأعجبهم ذلك، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ) رواه البخاري و مسلم .


وتروي كتب السير أن بعض الصحابة أتوا رسول الله وقت الحصار ، وقالوا : يا نبي الله ، ادعُ الله على ثقيف ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اللهم اهد ثقيفاً وأت بهم ) .


ثم أذن مؤذن رسول الله بالرحيل ، فرحل الجيش وهم يقولون : ( آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون ) .

وهكذا عاد المسلمون من غزوة الطائف ، منتصرين وإن لم يفتحوا الحصن ، منتصرين بإيمانهم ، وثباتهم ، وصبرهم ، إضافة لما حصل من استسلام بعض أهل الطائف وإسلامهم .


ومما يستفاد من هذه الغزوة سرعة استجابة الصحابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فبعد غزوة حنين مباشرة ساروا مع الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الطائف لنشر دعوتهم ، ومواجهة المعارضين لها ، والواقفين في سبيلها .

ويستفاد أيضاً ضرورة الأخذ بالوسائل الحربية ، والاستراتيجية ، والخطط النافعة ، كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ حيث استخدم المنجنيق ، وكان أول ما رمي به في الإسلام.


ويستفاد أيضاً ضرورة التشاور وخاصة وقت المحن والشدائد ، وعدم التفرد باتخاذ القرار ، فالرسول صلى الله عليه وسلم شاور في فك الحصار ، وذلك لبيان أهمية هذا المبدأ العظيم مبدأ الشورى .


وقبل هذا وذاك نستفيد من أحداث هذه الغزوة ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم من رحمة وشفقة بالآخرين ، ولو لم يكونوا مسلمين ، لأن مهمته تتمثل في هداية الآخرين وليس النيل منهم والكيد بهم ، وفي دعوته صلى الله عليه وسلم لثقيف -وليس الدعاء عليهم- أبلغ دليل على ما ذكرنا.

( نوراان)
25-08-2008, 11:11 PM
غزوة الطائف




وهذه الغزوة في الحقيقة امتداد لغزوة حنين ، وذلك أن معظم فلول هَوَازن وثَقِيف دخلوا الطائف مع القائد العام ـ مالك بن عوف النَّصْرِي ـ وتحصنوا بها ، فسار إليهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعد فراغه من حنين وجمع الغنائم بالجعرانة ، في الشهر نفسه ـ شوال سنة 8 هـ ‏.‏

وقدم خالد بن الوليد على مقدمته طليعة في ألف رجل ، ثم سلك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى الطائف ، فمر في طريقه على نخلة اليمانية ، ثم على قَرْنِ المنازل ، ثم على لِيَّةَ ، وكان هناك حصن لمالك بن عوف فأمر بهدمه ، ثم واصل سيره حتى انتهى إلى الطائف فنزل قريباً من حصنه ، وعسكر هناك ، وفرض الحصار على أهل الحصن ‏.‏

ودام الحصار مدة غير قليلة ، ففي رواية أنس عند مسلم‏ :‏ أن مدة حصارهم كانت أربعين يوماً ، وعند أهل السير خلاف في ذلك ، فقيل ‏:‏ عشرين يوماً ، وقيل‏ :‏ بضعة عشر ، وقيل ‏:‏ ثمانية عشر ، وقيل ‏:‏ خمسة عشر‏ .‏

ووقعت في هذه المدة مراماة ، ومقاذفات ، فالمسلمون أول ما فرضوا الحصار رماهم أهل الحصن رمياً شديداً ، كأنه رِجْل جراد ، حتى أصيب ناس من المسلمين بجراحة ، وقتل منهم اثنا عشر رجلاً ، واضطروا إلى الارتفاع عن معسكرهم إلى مسجد الطائف اليوم، فعسكروا هناك‏ .‏

ونصب النبي (صلى الله عليه وسلم) المنجنيق على أهل الطائف ، وقذف به القذائف ، حتى وقعت شدخة في جدار الحصن ، فدخل نفر من المسلمين تحت دبابة ،‏ ودخلوا بها إلى الجدار ليحرقوه ، فأرسل عليهم العدو سكك الحديد محماة بالنار ،‏ فخرجوا من تحتها ، فرموهم بالنبل وقتلوا منهم رجالاً ‏.‏

وأمر رسول اللّه (صلى الله عليه وسلم) ـ كجزء من سياسة الحرب لإلجاء العدو إلى الاستسلام ـ أمر بقطع الأعناب وتحريقها ، فقطعها المسلمون قطعاً ذريعاً ، فسألته ثقيف أن يدعها للّه والرحم ، فتركها للّه والرحم ‏.‏

ونادى مناديه (صلى الله عليه وسلم) ‏:‏ أيما عبد نزل من الحصن وخرج إلينا فهو حر ، فخرج إليهم ثلاثة وعشرون رجلاً ، فيهم أبو بكرة ـ تسور حصن الطائف ، وتدلى منه ببكرة مستديرة يستقى عليها ، فكناه رسول اللّه (صلى الله عليه وسلم) ‏[ ‏أبا بكرة ‏]‏ ـ فأعتقهم رسول اللّه (صلى الله عليه وسلم) ، ودفع كل رجل منهم إلى رجل من المسلمين يمونه ، فشق ذلك على أهل الحصن مشقة شديدة‏ .‏

ولما طال الحصار واستعصيى الحصن ، وأصيب المسلمون بما أصيب من رشق النبال وبسكك الحديد المحماة ـ وكان أهل الحصن قد أعدوا فيه ما يكفيهم لحصار سنة ـ استشار رسول اللّه (صلى الله عليه وسلم) نَوْفَل بن معاوية الدِّيلي فقال ‏:‏ هم ثعلب في جحر، إن أقمت عليه أخذته وإن تركته لم يضرك ، وحينئذ عزم رسول اللّه (صلى الله عليه وسلم) على رفع الحصار والرحيل ، فأمر عمر بن الخطاب فأذن في الناس ، إنا قافلون غداً إن شاء اللّه ، فثقل عليهم وقالوا‏ :‏ نذهب ولا نفتحه ‏؟‏ فقال رسول اللّه (صلى الله عليه وسلم) :‏ ‏( ‏اغدوا على القتال ‏) ‏، فغدوا فأصابهم جراح ، فقال ‏:‏ ‏( ‏إنا قافلون غداً إن شاء اللّه ‏)‏ فسروا بذلك وأذعنوا ، وجعلوا يرحلون ، ورسول اللّه يضحك‏ .‏

ولما ارتحلوا واستقلوا قال ‏:‏ قولوا ‏:‏ ‏( ‏آيبون تائبون عابدون ، لربنا حامدون‏ ) ‏‏.‏

وقيل ‏:‏ يا رسول اللّه ، ادع على ثقيف ، فقال‏ :‏ ‏( ‏اللّهم اهد ثقيفاً ، وائت بهم ‏) ‏‏.‏






غزوة الطائف - قسمة الغنائم بالجعرانة




ولما عاد رسول اللْه (صلى الله عليه وسلم) بعد رفع الحصار عن الطائف مكث بالجعرانة بضع عشرة ليلة لا يقسم الغنائم ، ويتأنى بها ، يبتغي أن يقدم عليه وفد هوازن تائبين فيحرزوا ما فقدوا ، ولكنه لم يجئه أحد، فبدأ بقسمة المال ، ليسكت المتطلعين من رؤساء القبائل وأشراف مكة ، فكان المؤلفة قلوبهم أول من أعطي وحظي بالأنصبة الجزلة‏.‏

وأعطى أبا سفيان بن حرب أربعين أوقية ومائة من الإبل ، فقال ‏:‏ ابني يزيد ‏؟‏ فأعطاه مثلها ، فقال ‏:‏ ابني معاوية‏ ؟‏ فأعطاه مثلها ، وأعطى حكيم بن حزام مائة من الإبل ، ثم سأله مائة أخرى ، فأعطاه إياها‏ .‏ وأعطى صفوان بن أمية مائة من الإبل ، ثم مائة ثم مائة ـ كذا في الشفاء ـ وأعطى الحارث بن الحارث بن كَلَدَة مائة من الإبل ، وكذلك أعطى رجالاً من رؤساء قريش وغيرها مائة مائة من الإبل وأعطى آخرين خمسين خمسين وأربعين أربعين ، حتى شاع في الناس أن محمداً يعطي عطاءً ، ما يخاف الفقر ، فازدحمت عليه الأعراب يطلبون المال حتى اضطروه إلى شجرة ، فانتزعت رداءه فقال‏ :‏ ‏( ‏أيها الناس ، ردوا علي ردائي ، فو الذي نفسي بيده لو كان عندي عدد شجر تهامة نعماً لقسمته عليكم ، ثم ما ألفيتموني بخيلاً ولا جباناً ولا كذاباً ‏) ‏‏.‏

ثم قام إلى جنب بعيره فأخذ من سنامه وبرة ، فجعلها بين إصبعه ، ثم رفعها ، فقال ‏:‏ ‏( ‏أيها الناس ، واللّه مالي من فيئكم ولا هذه الوبرة إلا الخمس ، والخمس مردود عليكم‏ ) ‏‏.‏

كانت هذه القسمة مبنية على سياسة حكيمة ، فإن في الدنيا أقواماً كثيرين يقادون إلى الحق من بطونهم ، لا من عقولهم ، فكما تهدي الدواب إلى طريقها بحزمة برسيم تظل تمد إليها فمها حتى تدخل حظيرتها آمنة ، فكذلك هذه الأصناف من البشر تحتاج إلى فنون من الإغراء حتى تستأنس بالإيمان وتهش له .

وبعد إعطاء المؤلفة قلوبهم أمر رسول اللّه (صلى الله عليه وسلم) زيد بن ثابت بإحضار الغنائم والناس ، ثم فرضها على الناس ، فكانت سهامهم لكل رجل إما أربعاً من الإبل، وإما أربعين شاة ، فإن كان فارساً أخذ اثني عشر بعيراً أو عشرين ومائة شاة ‏.‏






الأنصار تجد على رسول الله (صلى الله عليه وسلم)




وهذه السياسة لم تفهم أول الأمر ، فأطلقت ألسنة شتى بالاعتراض ، وكان الأنصار ممن وقعت

عليهم مغارم هذه السياسة ، لقد حرموا جميعاً أعطية حنين ، وهم الذين نودوا في وقت الشدة فطاروا يقاتلون مع الرسول (صلى الله عليه وسلم) حتى تبدل الفرار انتصاراً ، وهاهم أولاء يرون أيدي الفارين ملأى ، وأما هم فلم يمنحوا شيئاً قط .

روى ابن إسحاق عن أبي سعيد الخدري قال ‏:‏ لما أعطى رسول اللّه (صلى الله عليه وسلم) ما أعطى من تلك العطايا في قريش وفي قبائل العرب ، ولم يكن في الأنصار منها شيء ، وَجَدَ هذا الحي من الأنصار في أنفسهم حتى كثرت فيهم القَالَةُ ، حتى قال قائلهم‏ :‏ لقي واللّه رسول اللّه (صلى الله عليه وسلم) قومه ، فدخل عليه سعد بن عبادة فقال ‏:‏ يا رسول اللّه ، إن هذا الحي من الأنصار قد وَجَدُوا عليك في أنفسهم لما صنعت في هذا الفيء الذي أصبت ، قسمت في قومك ، وأعطيت عطايا عظاماً في قبائل العرب ، ولم يك في هذا الحي من الأنصار منها شيء‏ . ‏قال ‏:‏ ‏( ‏فأين أنت من ذلك يا سعد ‏؟ ‏‏)‏ قال ‏:‏ يا رسول اللّه ، ما أنا إلا من قومي‏ .‏ قال ‏:‏ ‏( ‏فاجمع لي قومك في هذه الحظيرة‏ )‏‏ .‏ فخرج سعد فجمع الأنصار في تلك الحظيرة ، فجاء رجال من المهاجرين فتركهم فدخلوا‏.‏ وجاء آخرون فردهم، فلما اجتمعوا له أتاه سعد فقال ‏:‏ لقد اجتمع لك هذا الحي من الأنصار ، فأتاهم رسول اللّه (صلى الله عليه وسلم) فحمد اللّه ، وأثنى عليه ، ثم قال ‏:‏ ‏" ‏يا معشر الأنصار ، مقَالَهٌ بلغتني عنكم ، وَجِدَةٌ وجدتموها عليّ في أنفسكم‏ ؟‏ ألم آتكم ضلالاً فهداكم اللّه‏ ؟‏ وعالة فأغناكم اللّه‏ ؟‏ وأعداء فألف اللّه بين قلوبكم ‏؟ "‏ قالـوا‏ :‏ بلى ، اللّه ورسولـه أمَنُّ وأفْضَلُ ‏.‏

ثم قال ‏:‏ ‏" ‏ألا تجيبوني يا معشر الأنصار ؟ "‏ قالوا‏ :‏ بماذا نجيبك يا رسول اللّه‏ ؟‏ للّه ورسوله المن والفضل ‏.‏ قال‏ :‏ ‏" ‏أما واللّه لو شئتم لقلتم ، فصَدَقْتُمْ ولصُدِّقْتُمْ ‏:‏ أتيتنا مُكَذَّبًا فصدقناك ، ومخذولاً فنصرناك ، وطريداً فآويناك ، وعائلاً فآسَيْنَاك .‏

‏ ‏أوَجَدْتُمْ يا معشر الأنصار في أنفسكم في لَعَاعَةٍ من الدنيا تَألفَّتُ بها قوماً ليُسْلِمُوا ، ووَكَلْتُكم إلى إسلامكم ‏؟‏ ألا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير ، وترجعوا برسول اللّه (صلى الله عليه وسلم) إلى رحالكم‏ ؟‏ فو الذي نفس محمد بيده ، لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار ، ولو سلك الناس شِعْبًا ، وسلكت الأنصار شعباً لسلكت شعب الأنصار ، اللّهم ارحم الأنصار ، وأبناء الأنصار ، وأبناء أبناء الأنصار‏ "‏‏ .‏

فبكى القوم حتى أخْضَلُوا لِحَاهُم وقالوا‏ :‏ رضينا برسول اللّه (صلى الله عليه وسلم) قَسْمًا وحظاً ، ثم انصرف رسول اللّه (صلى الله عليه وسلم) ، وتفرقوا‏ .‏



غزوة الطائف - قدوم وفد هوازن




وبعد توزيع الغنائم أقبل وفد هوازن مسلماً ، وهم أربعة عشر رجلاً ورأسهم زهير ابن صُرَد ، وفيهم أبو بُرْقَان عم رسول اللّه (صلى الله عليه وسلم) من الرضاعة ، فسألوه أن يمن عليهم بالسبي والأموال ، وأدلوا إليه بكلام ترق له القلوب ، فقال ‏:‏ ‏( ‏إن معي من ترون ، وإن أحب الحديث إليّ أصدقه ، فأبناؤكم ونساؤكم أحب إليكم أم أموالكم ‏؟ ‏‏)‏ قالوا‏ :‏ ما كنا نعدل بالأحساب شيئاً ‏.‏ فقال ‏:‏ ‏( ‏إذا صليت الغداة ـ أي صلاة الظهر ـ فقوموا فقولوا ‏:‏ إنا نستشفع برسول اللّه (صلى الله عليه وسلم) إلى المؤمنين ، ونستشفع بالمؤمنين إلى رسول اللّه (صلى الله عليه وسلم) أن يرد إلينا سبينا ‏) ‏، فلما صلى الغداة قاموا فقالوا ذلك ‏.‏ فقال رسول اللّه (صلى الله عليه وسلم) ‏:‏ ‏( ‏أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم ، وسأسأل لكم الناس‏ ) ‏، فقال المهاجرون والأنصار ‏:‏ ما كان لنا فهو لرسول اللّه (صلى الله عليه وسلم) ‏.‏ فقال الأقْرَع بن حابس ‏:‏ أما أنا وبنو تميم فلا ‏.‏ وقال عُيَيْنَة بن حِصْن ‏:‏ أما أنا وبنو فَزَارَة فلا‏ .‏ وقال العباس بن مِرْدَاس ‏:‏ أما أنا وبنو سُلَيْم فلا ‏.‏ فقالت بنو سليم ‏:‏ ما كان لنا فهو لرسول اللّه (صلى الله عليه وسلم) .‏ فقال العباس بن مرداس ‏:‏ وهنتموني ‏.‏

فقال رسول اللّه (صلى الله عليه وسلم) ‏:‏ ‏( ‏إن هؤلاء القوم قد جاءوا مسلمين ، وقد كنت استأنيت سَبْيَهُمْ ، وقد خيرتهم فلم يعدلوا بالأبناء والنساء شيئاً ، فمن كان عنده منهن شيء فطابت نفسه بأن يرده فسبيل ذلك ، ومن أحب أن يستمسك بحقه فليرد عليهم ، وله بكل فريضة ست فرائض من أول ما يفيء اللّه علينا‏ )‏ ، فقال الناس ‏:‏ قد طيبنا لرسول اللّه (صلى الله عليه وسلم) ‏.‏ فقال ‏:‏ ‏(‏ إنا لا نعرف من رضي منكم ممن لم يرض ، فارجعوا حتى يرفع إلينا عُرَفَاؤكم أمركم ‏) ‏، فردوا عليهم نساءهم وأبناءهم ، لم يتخلف منهم أحد غير عيينة بن حصن ، فإنه أبي أن يرد عجوزاً صارت في يديه منهم ، ثم ردها بعد ذلك ، وكسا رسول اللّه (صلى الله عليه وسلم) السبي قبطية قبطية ‏.‏



غزوة الطائف - العمرة والانصراف إلى المدينة




ولما فرغ رسول اللّه (صلى الله عليه وسلم) من قسمة الغنائم في الجِعْرَانة أهلَّ معتمراً منها، فأدي العمرة، وانصرف بعد ذلك راجعاً إلى المدينة بعد أن ولي على مكة عَتَّاب بن أسيد، وكان رجوعه إلى المدينة ودخوله فيها لست ليال بقيت من ذي القعدة سنة 8 هـ‏ ‏.‏

قال محمد الغزالي : لله ما أفسح المدى الذي بين هذه الآونة الظافرة بعد أن توج الله هامته بالفتح المبين ، وبين مقدمه إلى هذا البلد النبيل منذ ثمانية أعوام .

لقد جاء مطارداً يبغي الأمان ، غريباً مستوحشاً ينشد الإيلاف والإيناس ، فأكرم أهله مثواه ، وآووه ونصروه ، واتبعوا النور الذي أنزل معه ، واستخفوا بعداوة الناس جميعاً من أجله ، وهاهو ذا بعد ثمانية أعوام يدخل المدينة المنورة التي استقبلته مهاجراً خائفاً ، لتستقبله مرة أخرى وقد دانت له مكة ، وألقت تحت قدميه كبرياءها وجاهليتها فأنهضها ، ليعزها بالإسلام وعفا عن خطيئاتها الأولى "إنه من يتقِ ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين ".

بنت ابوها2
27-08-2008, 01:51 AM
غزوة حنين
ملخص الخطبة

1. الروم يهمون بحرب المسلمين2. الصحابة يجهزون جيش العسرة3. خروج المسلمين إلى تبوك4. قصة المخلفين الثلاثة


الخطبة الأولى







قد سبق الحديث عن غزوة مؤتة، وما كان لها من الأثر البالغ في سمعة المسلمين وعلو مكانتهم، في حين بقي الرومان يتحسرون على نتائج تلك المعركة، وإن لم يكن فيها نصر ظاهر لأهل الإسلام، ومن ذلك الوقت وهم يفكرون ويعدون العدة لضرب الإسلام القوة الضاربة في عمق الصحراء التي أضحت تشكل الخطر الوحيد على أمة الروم.

ووصلت الأنباء إلى المدينة أن هرقل قد هيأ جيشًا عرمرمًا قوامه أربعون ألف مقاتل... عندها أمر النبي الصحابة أن يتجهزوا للقتال، وبعث إلى قبائل العرب وأهل مكة يستنفرهم، وأخبر الناس بمسيره، ولم يوري بغير وجهته، فتسابق المؤمنون يجهزون جيش الحق، فتصدق عثمان رضي الله عنه بثلاثمائة بعير بأقتابها وأحلاسها، ومائتا أوقية ثم جاء بألف دينار فنثرها في حجره ، فكان رسول الله يقلبها ويقول: ((ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم)) ثم تصدق حتى بلغت صدقته تسعمائة بعير ومائة فرس سوى النقود، وجاء عبد الرحمن بن عوف بمائتي أوقية فضة، وجاء أبو بكر بماله كله أربعة آلاف درهم، وجاء عمر بنصف ماله، وتتابع الناس كلٌ بما يستطيع حتى أنفقوا مدًا أو مدين، وبعثت النساء من حليهن ما استطعن وخرج المسلمون نحو تبوك وكان قوام الجيش ثلاثون ألف مقاتل، ونزلوا بها فعسكروا وقام النبي في الناس خطيبًا، فخطب خطبة بليغة، وبلغ الرومان وحلفائهم ذلك الزحف المبارك فأخذ منهم الرعب كل مأخذ، فلم يجترئوا على التقدم واللقاء بل تفرقوا في بلادهم لا يلوون على شيء، فصالح عليه السلام بعض ملوكهم على الجزية وانحاز حلفاء الرومان من قبائل العرب كغسان إلى المسلمين، فتوسعت حدود الدولة الإسلامية، حتى لاقت حدود دولة الرومان، عندها عاد الجيش الإسلامي بخطى ثابتة راسخة، يقطع المفاوز والفيافي بقلوب مؤمنة، وعز وتمكين، فقد أضحوا أقوى قوة على وجه الأرض، هذه غزوة تبوك، عاد منها المسلمون بنصر جديد، ذا طعم آخر، وطابع مغاير، إن ذلك الجيش المبارك الذي أنزل الرعب في قلوب أعظم قوة على وجه الأرض هو جيش الآباء والأجداد، ما حملوا من العتاد أعنفه، ولا من الزاد أكمله، ولكنه الإيمان يعمل في النفوس فيصنع الرجال، وإن الذي لا بد أن تُربى عليه الأمة أمران: الأول: أن النصر والظفر لدين الله مهما تكالب الأعداء، وعظم أمرهم وعلا شأنهم، وهذا موعود الله لا يتخلف.

الثاني: أن النصر ليس وليد يوم وليلة بل تضافر الجهود جميعًا، جهود الولاة والعلماء والمربين والناصحين للنهوض بالأمة من غفلتها وسباتها، وهذا لا بد له من وقت قد يطول لِيَمِيزَ ٱللَّهُ ٱلْخَبِيثَ مِنَ ٱلطَّيّبِ [الأنفال: 27] ولتتذكر أن أفراد ذلكم الجيش الذي أرعب الرومان في تبوك هم أولئك المستضعفون المعذبون في رمضاء مكة قبل عشرين عامًا، وهم أولئك المطاردون المطرودون من بلادهم وأموالهم وأهليهم، ولكنه الصبر والجهاد والمصابرة، وَإِن تَتَوَلَّوْاْ يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُونُواْ أَمْثَـٰلَكُم [محمد: 28].

وإنه متى ذُكِرت غزوة تبوك ذُكِر معها ذلكم الحدث العظيم، الذي عاشته المدينة وتقلبت مع أحداثه خمسين ليلة، إنه خبر الثلاثة الذين خُلفوا، كعب بن مالك ومرارة بن الربيع وهلال بن أمية، ولا يصف الحادثة كمَن رآها وشاهدها وسمع أحداثها بل عاشها، وتجرع آلامها وأحزانها، فلنترك الحديث لكعب بن مالك يروي لنا فصول تلكم الواقعة، قال: ما اجتمع لي في غزاة قبلها قط راحلتان فسار النبي عليه السلام، فقلت: سوف ألحق بهم، حتى تباعدوا، وبلغني أنهم وصلوا تبوك، فيئست من الذهاب، وعلمت أن فاتني اللحاق.

وكان من عادته إذا جاء من سفر أو غزاة أن يبدأ بالمسجد، فيصلي ركعتين ثم يجلس للناس. فجاءه المخلفون، فطفقوا يعتذرون إليه، ويحلفون له، هذا يشكي مرضه، وذاك قلة ذات اليد عنده، وآخر نساءه وعوراته، كانوا بضعة وثمانين رجلاً، فقبل منهم علانيتهم، وبايعهم واستغفر لهم، ووكل سرائرهم إلى الله، وجاءه كعب بن مالك، فلما سلم عليه، تبسم تبسم المغضب، ثم قال له: تعال: فجئت أمشي حتى جلست بين يديه، فقال لي: ((ما خلفك، ألم تكن قد اتبعت ظهرك)) فقلت: بلى، إني والله لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا، لرأيت أن أخرج من سخطه بعذر، ولقد أعطيت جدلاً، ولكني والله لقد علمت أن حدثتك اليوم حديث كذب ترضى به عليَّ، ليوشكن الله أن يسخطك عليَّ، ولئن حدثتك حديث صدق تجد علي فيه، إني لأرجو فيه عفو الله عني، والله ما كان لي من عذر، والله ما كنت قط أقوى ولا أيسر مني حين تخلفت عنك، فقال رسول الله : ((أما هذا فقد صدق، فقم حتى يقضي الله فيك)) إنه الصدق شعار المتقين الصالحين قد يكون أثره القريب ألمًا وحسرة، ولكن عواقبه فوز وفلاح، إنه الدرس العظيم للأمة بأن تعيش في حياتها تحت لواء الصدق، إنه الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقًا، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب، حتى يكتب عند الله كذابًا.

فقمت، وثار رجال من بني سلمة، فاتبعوني يؤنبوني فقالوا لي: والله ما علمناك كنت أذنبت ذنبًا قبل هذا، ولقد عجزت ألا تكون اعتذرت إلى رسول الله بما اعتذر إليه المخلفون فقد كان كافيك ذنبك واستغفار رسول الله لك، قال: فوالله ما زالوا يؤنبوني حتى أردت أن أرجع فأكذب نفسي، ثم قلت: هل لقي هذا معي أحد؟ قالوا: نعم، رجلان قالا مثل ما قلت، فقيل لهما مثل ما قيل لك، فقلت: من هما؟ قالوا: مرارة بن الربيع العامري، وهلال بن أمية الواقفي، فذكروا لي رجلين صالحين شهدا بدرًا فيهما أسوة، فمضيت حين ذكروهما لي.

وهنا يفتن كعب بقرابته فزينوا له العذر وكفاية الاستغفار من رسول الله ، ومن هنا كان لزامًا على أبناء الأمة أن يعلموا أن النصح والمشورة لا تؤخذ إلا ممن وفق للهدى والاتباع الذي يتمشى مع الحق حيث كان، لا من يلوي عنق الحق والحقيقة ليكسب ود قريب أو شريف، ويرى بعين كسيرة لا تبصر إلا ما تحت يدها من الأهداف. لذلك كان كعب رضي الله عنه حازمًا قويًا حين رضي بالصدق، والحق وإن كان مر المذاق في أوله، ولم يغرَّه وهو الذي رأى أصحاب القلوب المريضة يعتذرون ويتخلقون الأعذار فيؤذن لهم،لا بل ويستغفر لهم.

وهو حينما صدق أُلجئ لا يدري إلى أين يكون مصيره، إنه الفهم الثاقب، والنظرة البعيدة لحقائق الأمور وبواطن تلك الحقائق.

عندها صدر الأمر، وشاع الإعلان أن قاطعوا الثلاثة من بين من تخلف، قال كعب: فاجتنبنا الناس وتغيروا لنا، حتى تنكرت لي الأرض، فما هي بالتي أعرف، فلبثنا على ذلك خمسين ليلة، لا إله إلا الله إنها ليست مسألة سهلة أن تكون بين أهلك وقومك وفي بلدك وديارك وبين عشية وضحاها ينقلب كل شيء، بينما الوجوه تهش وتبش لك إذا بالعبوس يعلوها والشحوب يكسوها قد كانت بالأمس القريب تحادثني وتلاطفني فما بالها اليوم، قد أبدلت بالحديث هجرًا وصمتًا، والبشر عبوسًا وصدًا، قال: فأما صاحباي، فاستكانا وقعدا في بيوتهما يبكيان، وأما أنا فكنت أشبَّ القوم وأجلدهم فكنت أخرج، فأشهد الصلاة مع المسلمين، وأطوف في الأسواق، ولا يكلمني أحد، وأتى رسول الله ، فأسلم عليه وهو في مجلسه بعد الصلاة، فأقول في نفسي: هل حرّك شفتيه برد السلام عليَّ أم لا؟ ثم أصلي قريبًا منه، فأسارقه النظر، فإذا أقبلت على صلاتي، أقبل إليَّ وإذا التفت نحوه، أعرض عني، إنها المعاناة الحقيقة أن تسير بين أهلك وأحبابك، لا يحدثك أحد ولا يبتسم في وجهك مخلوق، بل تخاطب القوم فلا تتحرك لهم شفه، ويذهب إلى أحب الناس إليه وأرحمهم به، إلى البر الرحيم، إلى رسول الله، الذي لطالما علّمه وواساه وسأل عن حاله فيسلم عليه فلا يرد عليه السلام، إنه حصار نفسي رهيب، وحرب على المشاعر كبيرة.

قال: حتى إذا طال عليَّ ذلك في جفوة المسلمين، مشيت حتى جدار حائط أبي قتادة، وهو ابن عمي، وأحبُّ الناس إليَّ فسلمت عليه، فوا الله ما رد عليَّ السلام، فقلت: يا أبا قتادة، أنشدك الله، هل تعلمني أحب الله ورسوله فسكت، فعدت، فناشدته، فسكت، فعدت فناشدته فقال: الله ورسوله أعلم، ففاضت عيناي، وتوليت حتى تسورت الجدار، إنه مع ما في هذا الموقف من زيادة الحرج على كعب رضي الله عنه حتى إنه لم يملك عيناه أن فاضتا إلا أنه يبين صدق الاتباع والائتمار بأمر رسول الله ، فأبو قتادة كان خِلواً من الرقيب والحسيب، وكعب أحب الناس إليه وأقربهم منه، ومع ذلك لم يزد أن قال: الله ورسوله أعلم، ولا يعد كلامًا عرفًا كما قال ابن القيم رحمه الله: وهكذا ضاقت على كعب الأرض بما رحبت، بل ضاقت عليه نفسه التي بين جنبيه، فبعد هذا الجواب من أحب الناس إليه لا يرجو عند أحد فرجها، قال: فبينا أنا أمشي بسوق المدينة، إذا نبطي من أنباط الشام ممن قدم بالطعام يبيعه بالمدينة يقول: من يدل على كعب بن مالك، فطفق الناس يشيرون له حتى إذا جاءني، دفع إليَّ كتابًا من ملك غسان، فإذا فيه: أما بعد: فإنه بلغني أن صاحبك قد جفاك، ولم يجعلك الله بدار هوان ولا مضيعة، فالحق بنا نواسك. حينها هل انفرجت أسراير كعب، وصاح في أعماقه أن جاء الفرج، وسار فرحًا مغتبطًا ليعد العدة للمسير إلى ملك غسان ليخرج من هذا الخناق... كلا... بل قال: وهذا أيضًا من البلاء فتيممت التنور فسجرتها، أي أحرقتها، لقد كان بمقدور كعب أن يفكر في الأمر أو يشاور، والملك لم يدعه إلى كفر أو فسوق بل كل ما قال: إلحق بنا نواسك، ولكنه الحزم والرشد وسد كل باب يفضي إلى الهلاك والعطب، ولم يقل نذهب ونجرب، فالقضية ليست موضع تجربة.

قال كعب: حتى إذا مضت أربعون ليلة من الخمسين إذا رسول رسول الله يأتيني فقال: إن رسول الله يأمرك أن تعتزل امرأتك، فقلت: أطلقها؟ قال: لا، ولكن اعتزلها ولا تقربها، وأرسل إلى صاحبي مثل ذلك فقلت لامرأتي: ألحقي بأهلك، فكوني عندهم حتى يقضي الله في هذا الأمر، فجاءت امرأة هلال بن أمية فقالت: يا رسول الله إن هلال بن أمية شيخ ضائع ليس له خادم، فهل تكره أن أخدمه قال: لا، ولكن لا يقربك، قالت: إنه والله ما به حركة إلى شيء، والله ما زال يبكي منذ كان من أمره ما كان إلى يومه هذا، قال كعب: فقال لي بعض أهلي: لو استأذنت رسول الله في امرأتك كما أذن لامرأة هلال بن أمية أن تخدمه، فقلت: والله لا أستأذن فيها رسول الله وما يدريني ما يقول رسول الله إذا استأذنته فيها، وأنا رجل شاب. إنه موقف الحزم والطاعة يتكرر مع كعب، فلم يقل وما شأن المرأة ما ذنبها؟ وإنما: إلحقي بأهلك حتى يقضي الله في هذا الأمر.







الخطبة الثانية





قال كعب: ولبثت بعد ذلك عشر ليالٍ حتى كملت لنا خمسون ليلة من حين نهى رسول الله عن كلامنا، فلما صليت صلاة الفجر صبح خمسين ليلة على سطح بيت من بيوتنا بينا أنا جالس على الحال التي ذكر الله تعالى، قد ضاقت عليَّ نفسي، وضاقت عليَّ الأرض بما رحبت، سمعت صوت صارخ أوفى من جبل سلع بأعلى صوته، يا كعب بن مالك: أبشر، فخررت ساجدًا فعرفت أن قد جاء فرج من الله، وآذن رسول الله بتوبة الله علينا حين صلى الفجر فذهب الناس يبشروننا، وذهب قبل صاحبي مبشرون فلما جاءني الذي سمعت صوته يبشرني نزعت له ثوبيَّ فكسوته إياهما ببشراه، والله ما أملك غيرهما، واستعرت ثوبين، فلبستهما، فانطلقت إلى رسول الله فتلقاني الناس فوجًا فوجًا يهنئونني بالتوبة يقولون: ليهنك توبة الله عليك، قال كعب: حتى دخلت المسجد، فإذا رسول الله جالس حوله الناس، فقام إليَّ طلحة بين عبيد الله يهرول حتى صافحني وهنأني، والله ما قام إليَّ رجل من المهاجرين غيره، ولست أنساها لطلحة، وهكذا استقبله الناس ولكأنما هم أهل التوبة وحالهم تحكي: أنا نحبك يا كعب، ولكنه الاتباع والانصياع لأمر الله ورسوله، ولبيان حالهم يقول: ما مثلك يجفى ويقلى، ولكن لقول الله ورسوله: سمعنا وأطعنا.

وفي هذا مشروعية سجود الشكر عند الفرج والفرح وإهداء المبشر ومكافئته، واستحباب التبشير والحفاوة بمن فرج الله عنه وتاب عليه كما فعل طلحة. عندها سار كعب إلى النبي إلى الوجه الذي طالما شاع عنه تأديبًا، وأعرض عنه تربية وتأنيبًا، سار إلى الرجل الذي أحبه كأعظم ما يكون الحب يفديه بالنفس والمال والأهل، تقدم ليصافح اليد الحانية، التي ما لامسها منذ خمسين ليلة، تقدم ليسمع الصوت الحنون الرخيم، وأذنه قد اشتاقت لجميل صوته، ولطيف عباراته.

قال: فلما سلمت على رسول الله قال: وهو يبرق وجهه من السرور: ((أبشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك)) قلت: أمن عندك يا رسول الله أم من عند الله؟ قال: ((لا بل من عند الله)) وكان رسول الله إذا سُر استنار وجهه حتى كأنه قطعة قمر. وكنا نعرف ذلك منه.

إنها التربية العظيمة والحال تُبين: أن كل خطأ يُغتفر ويهون إلا الخطأ في الدين ولأجل الدين.

والله ثم تالله لإشراقة وجه رسول الله وابتسامة محياه لأنست كعبًا عناء الخمسين ليلة وألمها.

قال: فلما جلست بين يديه قلت: يا رسول الله، إن من توبتي أن أنخلع من مالي صدقة إلى الله، وإلى رسوله فقال: ((أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك)) قلت: فإني أمسك سهمي الذي بخيبر، فقلت: يا رسول الله، إن الله إنما نجاني بالصدق، وإن من توبتي ألا أحدث إلا صدقًا ما بقيت، وفيه استحباب الصدقة عند التوبة بما قدر عليه من المال كما قال ابن القيم.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: لَقَدْ تَابَ الله عَلَىٰ ٱلنَّبِىّ وَٱلْمُهَـٰجِرِينَ وَٱلأْنصَـٰرِ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُ فِى سَاعَةِ ٱلْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءوفٌ رَّحِيمٌ وَعَلَى ٱلثَّلَـٰثَةِ ٱلَّذِينَ خُلّفُواْ حَتَّىٰ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ ٱلأرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّواْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ ٱللَّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ يَـٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ ٱلصَّـٰدِقِينَ [التوبة: 117 ـ 119].

سعادتي طاعة ربي
30-08-2008, 03:11 AM
غزوة تبوك


كانت هناك قوة تعرضت للمسلمين من غير مبرر، وهي قوة الرومان ـ أكبر قوة عسكرية ظهرت على وجه الأرض في ذلك الزمان ـ وقد عرفنا فيما تقدم أن بداية هذا التعرض كانت بقتل سفير رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ـ الحارث بن عمير الأزدي ـ على يدي شُرَحْبِيل بن عمرو الغساني، حينما كان السفير يحمل رسالة النبي صلى الله عليه وسلم إلى عظيم بُصْرَي، وأن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل بعد ذلك سرية زيد بن حارثة التي اصطدمت بالرومان اصطداماً عنيفاً في مؤتة، ولم تنجح في أخذ الثأر من أولئك الظالمين المتغطرسين، إلا أنها تركت أروع أثر في نفوس العرب، قريبهم وبعيدهم‏.‏

ولم يكن قيصر ليصرف نظره عما كان لمعركة مؤتة من الأثر الكبير لصالح المسلمين، وعما كان يطمح إليه بعد ذلك كثير من قبائل العرب من استقلالهم عن قيصر، ومواطأتهم للمسلمين، إن هذا كان خطراً يتقدم ويخطو إلى حدوده خطوة بعد خطوة، ويهدد الثغور الشامية التي تجاور العرب، فكان يري أن القضاء يجب على قوة المسلمين قبل أن تتجسد في صورة خطر عظيم لا يمكن القضاء عليها، وقبل أن تثير القلاقل والثورات في المناطق العربية المجاورة للرومان‏.‏

ونظراً إلى هذه المصالح، لم يقض قيصر بعد معركة مؤتة سنة كاملة حتى أخذ يهيئ الجيش مـن الرومـان والعرب التابعة لهم من آل غسان وغيرهم، وبدأ يجهز لمعركة دامية فاصلة‏.‏

والذي كان يزيد خطورة الموقف أن الزمان كان فصل القيظ الشديد، وكان الناس في عسرة وجدب من البلاء وقلة من الظهر، وكانت الثمار قد طابت، فكانوا يحبون المقام في ثمارهم وظلالهم، ويكرهون الشخوص على الحال من الزمان الذي هم فيه، ومع هذا كله كانت المسافة بعيدة، والطريق وعرة صعبة‏.‏




الرسول صلى الله عليه وسلم يقرر القيام بإقدام حاسم‏

ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم كان ينظر إلى الظروف والتطورات بنظر أدق وأحكم من هذا كله، إنه كان يري أنه لو تواني وتكاسل عن غزو الرومان في هذه الظروف الحاسمة، وترك الرومان لتجوس خلال المناطق التي كانت تحت سيطرة الإسلام ونفوذه، وتزحف إلى المدينة كان له أسوأ أثر على الدعوة الإسلامية وعلى سمعة المسلمين العسكرية، فالجاهلية التي تلفظ نفسها الأخير بعد ما لقيت من الضربة القاصمة في حنين ستحيا مرة أخري، والمنافقون الذين يتربصون الدوائر بالمسلمين، ويتصلون بملك الرومان بواسطة أبي عامر الفاسق سيبعجون بطون المسلمين بخناجرهم من الخلف، في حين تهجم الرومان بحملة ضارية ضد المسلمين من الأمام، وهكذا يخفق كثير من الجهود التي بذلها هو أصحابه في نشر الإسلام، وتذهب المكاسب التي حصلوا عليها بعد حروب دامية ودوريات عسكرية متتابعة متواصلة‏.‏‏.‏‏.‏ تذهب هذه المكاسب بغير جدوي‏.‏

كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يعرف كل ذلك جيداً، ولذلك قرر القيام ـ مع ما كان فيه من العسرة والشدة ـ بغزوة فاصلة يخوضها المسلمون ضد الرومان في حدودهم، ولا يمهلونهم حتى يزحفوا إلى دار الإسلام‏.‏





المسلمون يتسابقون إلى التجهز للغزو‏‏

ولم يكن من المسلمين أن سمعوا صوت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يدعو إلى قتال الروم إلا وتسابقوا إلى امتثاله، فقاموا يتجهزون للقتال بسرعة بالغة، وأخذت القبائل والبطون تهبط إلى المدينة من كل صوب وناحية، ولم يرض أحد من المسلمين أن يتخلف عن هذه الغزوة ـ إلا الذين في قلوبهم مرض وإلا ثلاثة نفر ـ حتى كان يجيء أهل الحاجة والفاقة يستحملون رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ؛ ليخرجوا إلى قتال الروم، فإذا قال لهم‏:‏ ‏{‏لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّواْ وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلاَّ يَجِدُواْ مَا يُنفِقُونَ‏}‏ ‏[‏التوبة‏:‏92‏]‏‏.‏

كما تسابق المسلمون في إنفاق الأموال وبذل الصدقات، كان عثمان بن عفان قد جهز عيراً للشام، مائتا بعير بأقتابها وأحلاسها، ومائتا أوقية، فتصدق بها، ثم تصدق بمائة بعير بأحلاسها وأقتابها، ثم جاء بألف دينار فنثرها في حجره صلى الله عليه وسلم، فكان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقلبها ويقول‏:‏ ‏(‏ما ضَرَّ عثمان ما عمل بعد اليوم‏)‏ ، ثم تصدق وتصدق حتى بلغ مقدار صدقته تسعمائة بعير ومائة فرس سوى النقود‏.‏

وجاء عبد الرحمن بن عوف بمائتي أوقية فضة، وجاء أبو بكر بماله كلّه ولم يترك لأهله إلا اللّه ورسوله ـ وكانت أربعة آلاف درهم ـ وهو أول من جاء بصدقته‏.‏ وجاء عمر بنصف ماله، وجاء العباس بمال كثير، وجاء طلحة وسعد بن عبادة ومحمد بن مسلمة، كلهم جاءوا بمال‏.‏ وجاء عاصم بن عدي بتسعين وَسْقًا من التمر، وتتابع الناس بصدقاتهم قليلها وكثيرها، حتى كان منهم من أنفق مُدّا أو مدين لم يكن يستطيع غيرها‏.‏ وبعثت النساء ما قدرن عليه من مَسَك ومعاضد وخلاخل وقُرْط وخواتم‏.‏

ولم يمسك أحد يده، ولم يبخل بماله إلا المنافقون ‏{‏الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ‏}‏‏[‏التوبة‏:‏ 79‏]‏‏.‏




الجيش الإسلامي إلى تبوك‏‏

وهكذا تجهز الجيش، فاستعمل رسول اللّه صلى الله عليه وسلم على المدينة محمد بن مسلمة الأنصاري، وقيل‏:‏ سِبَاع بن عُرْفُطَةَ، وخلف على أهله على بن أبي طالب، وأمره بالإقامة فيهم، وغَمَصَ عليه المنافقون، فخرج فلحق برسول الله صلى الله عليه وسلم، فرده إلى المدينة وقال‏:‏ ‏(‏ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسي، إلا أنه لا نبي بعدي‏)‏‏.‏

وتحرك رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يوم الخميس نحو الشمال يريد تبوك، ولكن الجيش كان كبيراً ـ ثلاثون ألف مقاتل، لم يخرج المسلمون في مثل هذا الجمع الكبير قبله قط ـ فلم يستطع المسلمون مع ما بذلوه من الأموال أن يجهزوه تجهيزاً كاملاً، بل كانت في الجيش قلة شديدة بالنسبة إلى الزاد والمراكب، فكان ثمانية عشر رجلاً يعتقبون بعيراً واحداً، وربما أكلوا أوراق الأشجار حتى تورمت شفاههم، واضطروا إلى ذبح البعير ـ مع قلتها ـ ليشربوا ما في كرشه من الماء، ولذلك سمي هذا الجيش جيش العُسْرَةِ‏.‏

ومر الجيش الإسلامي في طريقه إلى تبوك بالحِجْر ـ ديار ثمود الذين جابوا الصخر بالواد، أي وادي القُرَى ـ فاستقي الناس من بئرها، فلما راحوا قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏لا تشربوا من مائها ولا تتوضأوا منه للصلاة، وما كان من عجين عجنتموه فاعلفوه الإبل، ولا تأكلوا منه شيئاً‏)‏، وأمرهم أن يستقوا من البئر التي كانت تردها ناقة صالح رسول الله‏.‏

وفي الصحيحين عن ابن عمر قال‏:‏ لما مر النبي صلى الله عليه وسلم بالحجر قال‏:‏ ‏(‏لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم أن يصيبكم ما أصابهم إلا أن تكونوا باكين‏)‏، ثم قَنعَ رأسه وأسرع بالسير حتى جاز الوادي‏.‏

واشتدت في الطريق حاجة الجيش إلى الماء حتى شكوا إلى رسول اللّه، فدعا اللّه، فأرسل اللّه سحابة فأمطرت حتى ارتوي الناس، واحتملوا حاجاتهم من الماء‏.‏

ولما قرب من تبوك قال‏:‏ ‏(‏إنكم ستأتون غداً إن شاء اللّه تعالى عين تبوك، وإنكم لن تأتوها حتى يَضْحَي النهار، فمن جاءها فلا يمس من مائها شيئاً حتى آتي‏)‏، قال معاذ‏:‏ فجئنا وقد سبق إليها رجلان، والعين تَبِضُّ بشيء من مائها، فسألهما رسول اللّه صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏هل مسستما من مائها شيئاً‏؟‏‏)‏ قالا‏:‏ نعم‏.‏ وقال لهما ما شاء اللّه أن يقول‏.‏ ثم غرف من العين قليلاً قليلاً حتى اجتمع الْوَشَلُ ، ثم غسل رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فيه وجهه ويده، ثم أعاده فيها فجرت العين بماء كثير، فاستقي الناس، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏يوشك يا معاذ، إن طالت بك حياة أن تري ماهاهنا قد ملئ جناناً‏)‏‏.‏

وفي الطريق أو لما بلغ تبوك ـ على اختلاف الروايات ـ قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏تهب عليكم الليلة ريح شديدة، فلا يقم أحد منكم، فمن كان له بعير فليشد عِقَالَه‏)‏، فهبت ريح شديدة، فقام رجل فحملته الريح حتى ألقته بجبلي طيئ‏.‏

وكان دأب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في الطريق أنه كان يجمع بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء جمع التقديم وجمع التأخيركليهما‏.‏




الجيش الإسلامي بتبوك‏‏

نزل الجيش الإسلامي بتبوك، فعسكر هناك، وهو مستعد للقاء العدو، وقام رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فيهم خطيباً، فخطب خطبة بليغة، أتي بجوامع الكلم، وحض على خير الدنيا والآخرة، وحذر وأنذر، وبشر وأبشر، حتى رفع معنوياتهم، وجبر بها ما كان فيهم من النقص والخلل من حيث قلة الزاد والمادة والمؤنة‏.‏ وأما الرومان وحلفاؤهم فلما سمعوا بزحف رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أخذهم الرعب، فلم يجترئوا على التقدم واللقاء، بل تفرقوا في البلاد في داخل حدودهم، فكان لذلك أحسن أثر بالنسبة إلى سمعة المسلمين العسكرية، في داخل الجزيرة وأرجائها النائية، وحصل بذلك المسلمون على مكاسب سياسية كبيرة خطيرة، لعلهم لم يكونوا يحصلون عليها لو وقع هناك اصطدام بين الجيشين‏.‏

جاء يُحَنَّةُ بن رُؤْبَةَ صاحب أيْلَةَ، فصالح الرسول صلى الله عليه وسلم وأعطاه الجزية، وأتاه أهل جَرْبَاء وأهل أذْرُح، فأعطوه الجزية، وكتب لهم رسول اللّه صلى الله عليه وسلم كتاباً فهو عندهم، وصالحه أهل مِينَاء على ربع ثمارها، وكتب لصاحب أيلة‏:‏ ‏(‏بسم اللّه الرحمن الرحيم، هذه أمنة من اللّه ومحمد النبي رسول اللّه ليحنة بن رؤبة وأهل أيلة، سفنهم وسياراتهم في البر والبحر لهم ذمة اللّه وذمة محمد النبي، ومن كان معه من أهل الشام وأهل البحر، فمن أحدث منهم حدثاً، فإنه لا يحول ماله دون نفسه، وإنه طيب لمن أخذه من الناس، وأنه لا يحل أن يمنعوا ماء يردونه، ولا طريقاً يريدونه من بر أو بحر‏)‏‏.‏

وبعث رسول اللّه صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد إلى أُكَيْدِرِ دُومَة الجَنْدَل في أربعمائة وعشرين فارساً، وقال له‏:‏ ‏(‏إنك ستجده يصيد البقر‏)‏، فأتاه خالد، فلما كان من حصنه بمنظر العين، خرجت بقرة، تحك بقرونها باب القصر، فخرج أكيدر لصيدها ـ وكانت ليلة مقمرة ـ فتلقاه خالد في خيله، فأخذه وجاء به إلى رسول اللّهصلى الله عليه وسلم، فحقن دمه، وصالحه على ألفي بعير، وثمانمائة رأس وأربعمائة درع، وأربعمائة رمح، وأقر بإعطاء الجزية، فقاضاه مع يُحَنَّة على قضية دُومَة وتبوك وأيْلَةَ وَتَيْماء‏.‏

وأيقنت القبائل التي كانت تعمل لحساب الرومان أن اعتمادها على سادتها الأقدمين قد فات أوانه، فانقلبت لصالح المسلمين، وهكذا توسعت حدود الدولة الإسلامية، حتى لاقت حدود الرومان مباشرة، وشهد عملاء الرومان نهايتهم إلى حد كبير‏.‏




الرجوع إلى المدينة‏‏

ورجع الجيش الإسلامي من تبوك مظفرين منصورين، لم ينالوا كيداً، وكفي الله المؤمنين القتال، وفي الطريق عند عقبة حاول اثنا عشر رجلاً من المنافقين الفتك بالنبي صلى الله عليه وسلم، وذلك أنه حينما كان يمر بتلك العقبة كان معه عمار يقود بزمام ناقته، وحذيفة ابن اليمان يسوقها، وأخذ الناس ببطن الوادي، فانتهز أولئك المنافقون هذه الفرصة‏.‏ فبينما رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وصاحباه يسيران إذ سمعوا وكزة القوم من ورائهم، قد غشوه وهم ملتثمون، فبعث حذيفة فضرب وجوه رواحلهم بمِحْجَن كان معه ، فأرعبهم اللّه، فأسرعوا في الفرار حتى لحقوا بالقوم، وأخبر رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بأسمائهم، وبما هموا به، فلذلك كان حذيفة يسمي بصاحب سـر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي ذلك يقول اللّه تعالي‏:‏ ‏{‏وَهَمُّواْ بِمَا لَمْ يَنَالُوا‏}‏ ‏[‏التوبة‏:‏74‏]‏‏.‏

ولما لاحت للنبي صلى الله عليه وسلم معالم المدينة من بعيد قال‏:‏ ‏(‏هذه طَابَةُ، وهذا أحُدٌ، جبل يحبنا ونحبه‏)‏، وتسامع الناس بمقدمه، فخرج النساء والصبيان والولائد يقابلن الجيش بحفاوة بالغة ويقلن‏:‏

طلع البـدر علينا ** من ثنيات الوداع

وجب الشكر علينا ** ما دعا للع داع

وكانت عودته صلى الله عليه وسلم من تبوك ودخوله في المدينة في رجب سنة 9هـ ، واستغرقت هذه الغزوة خمسين يوماً، أقام منها عشرين يوماً في تبوك، والبواقي قضاها في الطريق جيئة وذهوبًا‏.‏ وكانت هذه الغزوة آخر غزواته صلى الله عليه وسلم‏.‏

سعادتي طاعة ربي
30-08-2008, 03:13 AM
حج أبي بكر رضي الله عنه

وفي ذي القعدة أو ذي الحجــة من نفس السنة ـ 9 هـ ـ بعث رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أبــا بكر الصديق رضي الله عنه أميراً على الحج، ليقيم بالمسلمين المناسك‏.‏

ثم نزلت أوائل سورة براءة بنقض المواثيق ونبذها على سواء، فبعث رسول اللّه صلى الله عليه وسلم على بن أبي طالب ليؤدي عنه ذلك، وذلك تمشياً منه على عادة العرب في عهود الدماء والأموال، فالتقي على بأبي بكر بالعَرْج أو بضَجْنَان، فقال أبو بكر‏:‏ أمير أو مأمور‏؟‏ قال علي‏:‏ لا، بل مأمور‏.‏ ثم مضيا، وأقام أبو بكر للناس حجهم، حتى إذا كان يوم النحر، قام على بن أبي طالب عند الجمرة، فأذن في الناس بالذي أمره رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، ونبذ إلى كل ذي عهد عهده، وأجل لهم أربعة شهور، وكذلك أجل أربعة أشهر لمن لم يكن له عهد، وأما الذين لم ينقصوا المسلمين شيئاً، ولم يظاهروا عليهم أحداً فأبقي عهدهم إلى مدتهم‏.‏

وبعث أبو بكر رضي الله عنه رجالاً ينادون في الناس‏:‏ ألا لا يحج بعد هذا العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عُرْيَان‏.‏
وكان هذا النداء بمثابة إعلان نهاية الوثنية في جزيرة العرب، وأنها لا تُبْدِئُ ولا تُعِيدُ بعد هذا العام‏.

سعادتي طاعة ربي
30-08-2008, 03:15 AM
حجة الوداع

أعلن النبي صلى الله عليه وسلم بقصده لهذه الحجة المبرورة المشهودة، فقدم المدينة بشر كثير كلهم يلتمس أن يأتم برسول اللّه صلى الله عليه وسلم‏.‏ وفي يوم السبت لخمس بقين من ذي القعدة تهيأ النبي صلى الله عليه وسلم للرحيل ، فتَرَجَّل وادَّهَنَ ولبس إزاره ورداءه وقَلَّد بُدْنَه، وانطلق بعد الظهر، حتى بلغ ذا الحُلَيْفَة قبل أن يصلي العصر، فصلاها ركعتين، وبات هناك حتى أصبح‏.‏ فلما أصبح قال لأصحابه‏:‏ ‏(‏أتاني الليلة آت من ربي فقال‏:‏ صَلِّ في هذا الوادي المبارك وقل‏:‏ عمرة في حجة‏)‏‏.‏

وقبل أن يصلي الظهر اغتسل لإحرامه، ثم طيبته عائشة بيدها بذَرِيَرة وطيب فيه مِسْك، في بدنه ورأسه، حتى كان وبَيِصُ الطيب يري في مفارقه ولحيته، ثم استدامه ولم يغسله، ثم لبس إزاره ورداءه، ثم صلي الظهر ركعتين، ثم أهل بالحج والعمرة في مُصَلاَّه، وقَرَن بينهما، ثم خرج، فركب القَصْوَاءَ، فأهَلَّ أيضاً، ثم أهَلَّ لما استقلت به على البَيْدَاء‏.‏

ثم واصل سيره حتى قرب من مكة، فبات بذي طُوَي، ثم دخل مكة بعد أن صلي الفجر واغتسل من صباح يوم الأحد لأربع ليال خلون من ذي الحجة سنة 01هـ ـ وقد قضي في الطريق ثماني ليال، وهي المسافة الوسطي ـ فلما دخل المسجد الحرام طاف بالبيت، وسعي بين الصفا والمروة، ولم يَحِلَّ ؛لأنه كان قارناً قد ساق معه الهدي، فنزل بأعلى مكة عند الحَجُون، وأقام هناك، ولم يعد إلى الطواف غير طواف الحج‏.‏

وأمر من لم يكن معه هَدْي من أصحابه أن يجعلوا إحرامهم عمرة، فيطوفوا بالبيت وبين الصفا المروة، ثم يحلوا حلالاً تاماً، فترددوا، فقال‏:‏ ‏(‏لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما أهديت، ولولا أن معي الهدي لأحللت‏)‏، فحل من لم يكن معه هدي، وسمعوا وأطاعوا‏.‏

وفي اليوم الثامن من ذي الحجة ـ وهو يوم التَّرْوِيَة ـ توجه إلى مني، فصلي بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر ـ خمس صلوات ـ ثم مكث قليلاً حتى طلعت الشمس، فأجاز حتى أتي عرفة، فوجد القبة قد ضربت له بَنَمِرَة، فنزل بها، حتى إذا زالت الشمس أمر بالقَصْوَاء فرحلت له، فأتي بطن الوادي، وقد اجتمع حوله مائة ألف وأربعة وعشرون أو أربعة وأربعون ألفاً من الناس، فقام فيهم خطيباً، وألقى هذه الخطبة الجامعة‏:‏

‏(‏أيها الناس، اسمعوا قولي، فإني لا أدري لعلى لا ألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبداً‏)‏‏.‏

‏(‏إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا‏.‏ ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع، ودماء الجاهلية موضوعة، وإن أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث ـ وكان مسترضعاً في بني سعد فقتلته هُذَيْل ـ وربا الجاهلية موضوع، وأول ربا أضع من ربانا ربا عباس بن عبد المطلب، فإنه موضوع كله‏)‏‏.‏

‏(‏فاتقوا اللّه في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمانة اللّه، واستحللتم فروجهن بكلمة اللّه، ولكم عليهن ألا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضرباً غير مُبَرِّح، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف‏)‏‏.‏

‏(‏وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به، كتاب اللّه‏)‏‏.‏

‏(‏أيها الناس، إنه لا نبي بعدي، ولا أمة بعدكم، ألا فاعبدوا ربكم، وصلوا خمسكم، وصوموا شهركم، وأدوا زكاة أموالكم، طيبة بها أنفسكم، وتحجون بيت ربكم، وأطيعوا أولات أمركم، تدخلوا جنة ربكم‏)‏‏.‏

‏(‏وأنتم تسألون عني، فما أنتم قائلون‏؟‏‏)‏ قالوا‏:‏ نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت‏.‏

فقال بأصبعه السبابة يرفعها إلى السماء، وينكتها إلى الناس‏:‏ ‏(‏اللهم اشهد‏)‏ ثلاث مرات‏.‏

وكان الذي يصرخ في الناس بقول رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ـ وهو بعرفة ـ ربيعة بن أمية ابن خَلَف‏.‏

وبعد أن فرغ النبي صلى الله عليه وسلم من إلقاء الخطبة نزل عليه قوله تعالى‏:‏ ‏{‏الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا‏}‏ ‏[‏المائدة‏:‏ 3‏]‏، ولما نزلت بكي عمر، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏ما يبكيك‏؟‏‏)‏ قال‏:‏ أبكاني أنا كنا في زيادة من ديننا، فأما إذا كمل فإنه لم يكمل شيء قط إلا نقص، فقال‏:‏ ‏(‏صدقت‏)‏‏.‏

وبعد الخطبة أذن بلال ثم أقام، فصلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بالناس الظهر، ثم أقام فصلي العصر، ولم يصل بينهما شيئاً، ثم ركب حتى أتي الموقف، فجعل بطن ناقته القصواء إلى الصَّخَرَات ، وجعل حَبْل المشاة بين يديه، واستقبل القبلة، فلم يزل واقفا حتى غربت الشمس، وذهبت الصفرة قليلاً حتى غاب القُرْص‏.‏

وأردف أسامة، ودفع حتى أتي المُزْدَلِفَة، فصلي بها المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين ولم يسبح بينهما شيئاً، ثم اضطجع حتى طلع الفجر، فصلي الفجر حين تبين له الصبح بأذان وإقامة، ثم ركب القصواء حتى أتي المَشْعَرَ الحرام، فاستقبل القبلة، فدعاه، وكبره، وهلّله، ووحده، فلم يزل واقفاً حتى أسْفَر جِدّا‏.‏

فَدَفَع ـ من المزدلفة إلى مني ـ قبل أن تطلع الشمس، وأردف الفضل بن عباس حتى أتي بَطْنَ مُحَسِّرٍ، فَحَرَّك قليلاً، ثم سلك الطريق الوسطي التي تخرج على الجمرة الكبري، حتى أتي الجمرة التي عند الشجرة ـ وهي الجمرة الكبري نفسها، كانت عندها شجرة في ذلك الزمان، وتسمي بجمرة العَقَبَة وبالجمرة الأولي ـ فرماها بسبع حصيات، يكبر مع كل حصاة منها مثل حصي الخَذْف، رمي من بطن الوادي، ثم انصرف إلى المنحر، فنحر ثلاثاً وستين بدنة بيده، ثم أعطي علياً فنحر ما غَبَرَ ـ وهي سبع وثلاثون بدنة، تمام المائة ـ وأشركه في هديه، ثم أمر من كل بدنة ببضعة، فجعلت في قِدْر، فطبخت، فأكلا من لحمها، وشربا من مَرَقِها‏.‏

ثم ركب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فأفاض إلى البيت، فصلي بمكة الظهر، فأتي على بني المطلب يَسْقُون على زمزم، فقال‏:‏ ‏(‏انزعوا بني عبد المطلب، فلولا أن يغلبكم الناس على سقايتكم لنزعت معكم‏)‏، فناولوه دلواً فشرب منه‏.‏

وخطب النبي صلى الله عليه وسلم يوم النحر ـ عاشر ذي الحجة ـ أيضاً حين ارتفع الضحي، وهو على بغلة شَهْبَاء، وعلى يعبر عنه، والناس بين قائم وقاعد ، وأعاد في خطبته هذه بعض ما كان ألقاه أمس، فقد روي الشيخان عن أبي بكرة قال‏:‏ خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم يوم النحر، قال‏:‏ ‏(‏إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض، السنة اثنا عشر شهراً، منها أربعة حرم، ثلاث متواليات، ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مُضَر الذي بين جمادي وشعبان‏)‏‏.‏

وقال‏:‏ ‏(‏أي شهر هذا‏؟‏‏)‏ قلنا‏:‏ الله ورسوله أعلم، فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، قال‏:‏ ‏(‏أليس ذا الحجة‏؟‏‏)‏ قلنا‏:‏ بلي‏؟‏ قال‏:‏ ‏(‏أي بلد هذا‏؟‏‏)‏ قلنا‏:‏ الله ورسوله أعلم، فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، قال‏:‏ ‏(‏أليست البلدة‏؟‏‏)‏ قلنا‏:‏ بلي‏.‏ قال‏:‏ ‏(‏فأي يوم هذا‏؟‏‏)‏ قلنا‏:‏ الله ورسوله أعلم‏.‏ فسكت حتى ظننا أنه سيسمية بغير اسمه، قال‏:‏ ‏(‏أليس يوم النحر‏؟‏‏)‏ قلنا‏:‏ بلي‏.‏ قال‏:‏ ‏(‏فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، في شهركم هذا‏)‏‏.‏

‏(‏وستلقون ربكم، فيسألكم عن أعمالكم، ألا فلا ترجعوا بعدي ضلالاً يضرب بعضكم رقاب بعض‏)‏‏.‏

‏(‏ألا هل بلغت‏؟‏‏)‏ قالوا‏:‏ نعم، قال‏:‏ ‏(‏اللهم اشهد، فليبلغ الشاهد الغائب، فَرُبَّ مُبَلَّغ أوعي من سامع‏)‏‏.‏

وفي رواية أنه قال في تلك الخطبة‏:‏ ‏(‏ألا لا يجني جَانٍ إلا على نفسه، ألا لا يجني جان على ولده، ولا مولود على والده، ألا إن الشيطان قد يئس أن يُعْبَد في بلدكم هذا أبداً، ولكن ستكون له طاعة فيما تحتقرون من أعمالكم، فسيرضى به‏)‏‏.‏

وأقام أيام التشريق بمني يؤدي المناسك ويعلم الشرائع، ويذكر الله، ويقيم سنن الهدي من ملة إبراهيم، ويمحو آثار الشرك ومعالمها‏.‏

وقد خطب في بعض أيام التشريق أيضاً، فقد روي أبو داود بإسناد حسن عن سَرَّاءِ بنت نَبْهَانَ قالت‏:‏ خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الرءوس، فقال‏:‏ ‏(‏أليس هذا أوسط أيام التشريق‏)‏‏.‏ وكانت خطبته في هذا اليوم مثل خطبته يوم النحر، ووقعت هذه الخطبة عقب نزول سورة النصر‏.‏

وفي يوم النَّفْر الثاني ـ الثالث عشر من ذي الحجة ـ نفر النبي صلى الله عليه وسلم من مني، فنزل بخِيف بني كِنَانة من الأبْطَح، وأقام هناك بقية يومه ذلك، وليلته، وصلي هناك الظهر والعصر والمغرب والعشاء، ثم رقد رقدة، ثم ركب إلى البيت، فطاف به طواف الوداع، وأمر به الناس‏.‏

ولما قضي مناسكه حث الركاب إلى المدينة المطهرة، لا ليأخذ حظاً من الراحة، بل ليستأنف الكفاح والكدح لله وفي سبيل الله‏.‏

سعادتي طاعة ربي
30-08-2008, 03:19 AM
هذه المشاركة كتبت بواسطة احبك في الله



الى الرفيق الاعلى

***بداية المرض***

وفي اليوم التاسع والعشرين من شهر صفر سنة 11هـ وكان يوم الإثنين شهد رسول الله صلى الله

عليه وسلم جنازة في البقيع ، فلما رجع وهو في الطريق أخذه صداع في رأسه ، واتقدت الحرارة

، حتى إنهم كانوا يجدون سورتها فوق العصابة التي تعصب رأسه . وقد صلى النبي صلى الله

عليه وسلم بالناس وهو مريض 11يوماً ، وجميع أيام المرض كانت 13 أو 14 يوما .



***الأسبوع الأخير***

وثقل برسول الله صلى الله عليه وسلم المرض ، فجعل يسأل أزواجه : أين أنا غداً؟ " ففهمن

مراده ، فأذن له يكون حيث شاء ، فانتقل إلى عائشة، يمشي بين الفضل بن عباس وعلي بن أبي

طالب ، عاصبا رأسه تخط قدماه حتى دخل بيتها ، فقضى عندها آخر أسبوع من حياته .

وكانت عائشة تقرأ بالمعوذات والأدعية التي حفظتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكانت

تنفث على نفسه ، وتمسحه بيده رجاء البركة .



***قبل الوفاة بخمسة أيام***

ويوم الأربعاء قبل خمسة أيام من الوفاة ، اتقدت حرارة العلة في بدنه ن فاشتد به الوجع وغمي ،

فقال صلى الله عليه وسلم: هريقوا علي سبع قرب من آبار شتى ، حتى أخرج إلى الناس ، فأعهد إليهم ، فأقعدوه في

مخضب ، وصبوا عليه الماء ، حتى طفق يقول :" حسبكم ، حسبكم " .

وعند ذلك أحس بخفة ، فدخل المسجد وهو معصوب الرأس حتى جلس على المنبر وخطب الناس

والناس مجتمعون حوله فقال صلى الله عله وسلم: ((لعنة الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد وقال :

لاتتخذوا قبري وثناً يعبد))

وعرض نفسه للقصاص قائلاً صلى الله عليه وسلم: (( من كنت جلدت له ظهراً فهذا ظهري فليستقد منه, ومن كنت

شتمت له عرضاً فهذا عرضي فليستقد منه))

ثم نزل فصلى الظهر, ثم رجع فجلس على المنبر,وعاد لمقالته الأولى في الشحناء وغيرها, فقال

رجل: إن لي عندك ثلاثة دراهم, فقال: أعطه يافضل, ثم أوصى بالأنصار قائلاً صلى الله عليه وسلم:

((أوصيكم بالأنصار,فإنهم كرشي وعيبتي, وقد قضوا الذي عليهم ,وبقي الذي لهم ,فاقبلوا من

محسنهم,وتجاوزوا عن مسيئهم)) وفي رواية أنه قال :((إن الناس يكثرون,وتقل الأنصار,حتى

يكونوا كالملح في الطعام, فمن ولي أمراً يضر فيه أحداً أو ينفعه فليقل من محسنهم , ويتجاوز

عن مسيئهم ))

ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أمن الناس علي في صحبته وماله أبو بكر ,ولو كنت

متخذأ خليلاً غير ربي لاتخذت أبا بكر خليلاً, ولكن اخوة الاسلام ومودته, لا يبقين في المسجد

باب إلا سد إلا باب ابي بكر



***قبل أربعة ايام***
وقبل الوفاة بأربعة ايام وقد اشتد به الوجع ـ : هلموا اكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده ـ وفي البيت

رجال فيهم عمرـ فقال عمر : قد غلب عليه الوجع, وعندكم القرآن , حسبكم كتاب الله.

واوصى بثلاث : اوصى باخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب, واوصى باجازة الوفود

بنحو ماكان يجيزهم, اما الثالث فنسيه الراوي , ولعله الوصية بالكتاب والسنة, او تنفيذ جيش

اسامه, او هي ((الصلاة وماملكت ايمانكم))

والنبي صلى الله عليه وسلم مع ماكان به من شدة المرض كان يصلي بالناس جميع صلواته حتى

ذلك اليوم وقد صلى بالناس ذلك اليوم صلاة المغرب

وعند العشاء زاد ثقل المرض , بحيث لم يستطع الخروج الى المسجد. قالت عائشه: قال النبي

صلى الله عليه وسلم : أصلى الناس؟ فقلنا: لايارسول الله , وهم ينتظرونك. قال : ضعوا لي ماء

في المخصب. ففعلنا فاغتسل , فذهب لينوء فاغمي عليه, ثم افاق, فقال: أصلى الناس؟ ووقع ثانياً

وثالثاُ ماوقع في المرة الاولى من الاغتسال ثم الاغماء حينما اراد ان ينوء فارسل الى ابي بكر

ان يصلي بالناس فصلى ابو بكر تلك الايام 17 صلاة في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم

وراجعت عائشه النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث او اربع مرات , ليصرف الامامه عن ابي بكر

حتى لايتشاءم به الناس فأبى وقال: انكن صواحب يوسف. مروا ابا بكر فليصل بالناس




***قبل يوم ***
وقبل يوم من الوفاة اعتق النبي صلى الله عليه وسلم غلمانه وتصدق بسبعة دنانير كانت عنده,

ووهب للمسلمين اسلحته, وفي الليل استعارت عائشة الزيت للمصباح من جارتها, وكانت درعه

عليه الصلاة والسلام مرهونة عن يهودي بثلاثين صاعاً من الشعير.



***اخر يوم من حياته***

روى انس بن مالك : ان المسلمين بينماهم في الصلاة الفجر يو مالاثنين وابو بكر يصلي بهم لم

يفجأهم الا رسول الله كشف ستر حجر عائشه فنظر اليهم, وهم في صفوف الصلاة, ثم تبسم

يضحك, فنكص ابو بكر على عقبيه ؛ ليصل الصف, وظن ان رسول الله يريد ان يخرج الى

الصلاة . فقال انس: وهم المسلمون ان يفتتنوا في صلاتهم, فرحاً برسول الله , فأشار اليهم بيده

رسول الله ان اتموا صلاتكم, ثم دخل الحجرة وارخى الستر.

ثم لم يات على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقت صلاة اخرى.

ولما ارتفع الضحى, دعا النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة فسارها بشي فبكت . ثم دعاها فسارها

بشي فضحكت, قالت عائشه: فسالنا عن ذلك ـ أي فيما بعدـ فقالت : سارني النبي صلى الله عليه

وسلم انه يقبض في وجعه الذي توفي فيه, فبكيت, ثم سارني فاخبرني اني اول اهله يتبعه

فضحكت.
وبشر النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة بانها سيدة نساء العالمين .

ورات فاطمة مابرسول الله صلى الله عليه وسلم من الكرب الشديد الذي يتغشاه , فقالت: واكرب

اباه. فقال لها : ليس على ابيك كرب بعد اليوم.

ودعا الحسن والحسين فقبلهما, واوصى بهما خيراً , ودعا ازوجهن فوعظهن وذكرهن.

وطفق الوجع يشتد ويزيد, وقد ظهر اثر السم الذي اكله بخيبر حتى كان يقول: ياعائشه ماازال

اجد الم الطعام الذي اكلت بخيبر , فهذا اوان وجدت انقطاع ابهري من ذلك السم

واوصى الناس , فقال صلى الله عليه وسلم : (( الصلاة الصلاة وماملكت ايمانكم))




***الاحتــــــــــــضار ***

وبد ا الاحتضار فاسندته عائشه اليها, وكانت تقول : ان من نعم الله علي ان رسول الله صلى الله

عليه وسلم توفي في بيتي وفي يومي وبين سحري ونحري, وان الله جمع بين ريقي وريقه عند

موته. دخل عبدالرحمن بن ابي بكر وبيده السواك , وانا مسندة رسول الله صلى الله عليه وسلمفرايته ينظر اليه, وعرفت انه يحب السواك , فقلت: آخذه لك؟ فاشار براسه ان نعم, فتناولته ,

فاشتد عليه, وقلت: ألينه لك؟ فاشار براسه ان نعم, فلينته. فامره ـ وفي رواية انه استن بها كاحسن

ماكان مستناًـ وبين يديه ركوة فيها ماء , فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح بها وجهه, يقول: لا إله

إلا الله , ان للموت سكرات

وماعدا ان فرغ من السواك حتى رفع يدة أو اصبعه , وشخص بصره نحو السقف, وتحركت

شفتاه , فاصغت اليه عائشه وهو يقول : مع الذين انعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء

والصالحين, اللهم اغفر لي وارحمني , والحقني بالرفيق الأعلى, اللهم الرفيق الأعلى.

كرر الكلمة الاخيرة ثلاثاً , ومالت يده ولحق بالرفيق الأعلى. انا لله وانا اليه راجعون

وقع هذا الحادث حين اشتدت الضحى من يوم الاثنين 12 ربيع الاول سنة 11هـ وقد تم له صلى

الله عليه وسلم ثلاث وستون سنة وزادت اربعة ايام .

وتسرب النبأ الفادح , واظلمت على المدينة أرجاؤها وآفاقها. قال انس: مارايت يوما قط كان

احسن ولا أضوأ من يوم دخل علينا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ومارايت يوماً كان اقبح

ولاااظلم من يوم مات فيه رسول الله

ولما مات قالت فاطمة: ياأبتاه أجاب رباً دعاه. ياأبتاه, من جنة الفردوس مأواه. ياأبتاه, الى جبريل

ننعاه




*** تجهيز وتوديع الجسد الشريف الى الارض ***

ويوم الثلاثاء غسلو ارسول الله من غير ان يجردوه من ثيابه وكان القائمون بالغسل العباس وعليا

والفضل وقثم ابني العباس وشقران مولى رسول الله واسامه بن زيد واوس بن خولي

ثم كفنوه في ثلاثة اثواب بيض سحوليه من كرسف., ليس فيها قميص ولاعمامة.

واختلفوا في موضع دفنه, فقال ابو بكر : اني سمعت رسول الله يقول: ماقبض نبي الا دفن حيث

قبض, فرفع ابو طلحة فراشه الذي توفى عليه, فحفر تحته, وجعل القبر لحداً

ودخل الناس الحجرة ارسالا يصلون على رسول الله ولايؤمهم احد

ومضى في ذلك يوم الثلاثاء كاملا, حتى دخلت ليلة الاربعاء, قالت عائشه: ماعلمنا بدفن رسول

الله حتى سمعنا صوت المساحي من جوف الليل من ليلة الاربعاء.

اللهم صل وسلم وبارك على سيدي وحبيبي رسول الله

اتمنى تكون القصة افادتكم

سعادتي طاعة ربي
30-08-2008, 03:49 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


اخواتي الغاليات


عضوات فريق لألئ محمديه


هنا سنضع فلاشات عن


حبيب الله المصطفى


صلى الله عليه وسلم


وكل من لديها فلاش عنه تضعه هنا مشكوره


وجزاكن الله خير


وجمعنا الله في الفردوس الاعلى


يوم لا ظل الا ظله


width=550 height=450

width=550 height=400


width=500 height=400


((وارجو منكن رجاء بسيط


ان لا نضع اكثر من فلاش ينفتح من نفسه في صفحه واحده


وان وجد نكتفي برابطه ونحن نفتحه))

الله يجزاكم خيروفكره جميله وهذه مشاركتي

width=550 height=450

اقول اخواتي عندي المنتدى صاير شكله غريب حتى الخطوط متغيره والفلاشات ماتظهرلي جربت منتديات ثانيه عادي زي ماتصفحها دايم هل صار لكم مثلي ولا العيب بجهازي؟

وهذا باللغه الأنجليزيه
width=500 height=400

موضوووووووووووووع رااااائع نوووته

وهذااا بعض ماوجدت

http://www.anashed.net/flash/rasool.swf

وهذااا عن الاستهزاااء بنيناامحمد صلى الله عليه وسلم


http://vb.vip600.com/aaa/rsool/rasool.swf

موضوووووووووووووع رااااائع نوووته

وهذااا بعض ماوجدت

http://www.anashed.net/flash/rasool.swf



http://www.gafelh.com/modules/Cards/images/upimg/Rasol-Allah.swf

سعادتي طاعة ربي
30-08-2008, 04:14 AM
هذا رابط ثاني لنفس الفلاش إذا كان ما يشتغل......

..... يــــــــــــــــــــــــا أمة محمد ......


ياأمة محمد.swf - 1.9 Mb (http://arabsh.com/nema29jszvbd/ياأمة محمد.swf.html)

كان الفلاش لفضيلة الشيخ خالد بن محمد الراشد ..... فلا تنسي الشيخ من دعائك ......

أختك ومحبتك في الله ... :68: ( مسك الحبيــــــــــــــــــــــــــــــــــب ) :68: ...

:68::68::68::68::68::68::68::68::68:




محمد بابي انت وامي | رفوف لـ رفع و تحميل الصور و الملفات (http://www.rofof.com/800n27a/Mhmd_Baby_Ant_Wamy.html)

وهذا موقع لتحميل الاحجام الكبيره


رفوف لـ رفع و تحميل الصور و الملفات (http://www.rofof.com/?action=setup)





وهذا فلاش

دمانا فداك وأباؤنا وأبناؤنا يارسول الهدى

الفلاش

WIDTH=400 HEIGHT=350


http://www.dawah.ws/flash/prophet_moh.swf

وهذا رابط النشد حفظك الله بصيغة rm (http://aboahmad.com/uploader/demana/demana_gift_W.rm)

نسخةmp3 (http://aboahmad.com/uploader/demana/demana_gift_W.mp3)[/CENTER][/COLOR]