شهيددة فلسطين
03-10-2008, 08:16 PM
الورد التاسع عشر : أهل الكتاب
الآيات من 92 - 95 وتقع في الجزء الرابع من القرآن الكريم
{ لَن تَنَالُواْ ٱلْبِرَّ حَتَّىٰ تُنْفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُواْ مِن شَيْءٍ فَإِنَّ ٱللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ } * { كُلُّ ٱلطَّعَامِ كَانَ حِـلاًّ لِّبَنِيۤ إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَىٰ نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ ٱلتَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُواْ بِٱلتَّوْرَاةِ فَٱتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } * { فَمَنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ مِن بَعْدِ ذَلِكَ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلظَّالِمُونَ } * { قُلْ صَدَقَ ٱللَّهُ فَٱتَّبِعُواْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } *
التقييم حتى مساء الإثنين
فقه الإنفاق
وبمناسبة الإنفاق على غير درب الله وفي غير سبيله وبمناسبة الافتداء يوم لا ينفع الفداء يبين البذل الذي يرضاه
لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم
وقد فقه المسلمون وقتها معنى هذا التوجيه الإلهي وحرصوا على أن ينالوا البر وهو جماع الخير بالنزول عما يحبون وببذل الطيب من المال سخية به نفوسهم في انتظار ما هو أكبر وأفضل روى الإمام أحمد بإسناده عن أبي إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة سمع أنس بن مالك يقول كان أبو طلحة أكثر الأنصار بالمدينة مالا وكان أحب أمواله إليه بير حاء وكانت مستقبله المسجد وكان النبي ص يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب قال أنس فلما نزلت لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون قال أبو طلحة يا رسول الله إن الله يقول لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وإن أحب أموالي إلي بير حاء وإنها صدقة لله أرجو بها برها وذخرها عند الله تعالى فضعها يا رسول الله حيث أراك الله فقال النبي ص < بخ بخ ذاك مال رابح ذاك مال رابح وقد سمعت وأنا أرى أن تجعلها في الأقربين > فقال أبو طلحة أفعل يا رسول الله فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه أخرجه الشيخان وفي الصحيحين أن عمر رضي الله عنه قال يا رسول الله لم أصب مالا قط هو أنفس عندي من سهمي الذي هو بخيبر فما تأمرني به قال < احبس الأصل وسبل الثمرة > وعلى هذا الدرب سار الكثيرون منهم يلبون توجيه ربهم الذي هداهم إلى البر كله يوم هداهم إلى الإسلام ويتحررون بهذه التلبية من استرقاق المال ومن شح النفس ومن حب الذات ; ويصعدون في هذا المرتقى السامق الوضيء أحرارا خفافا طلقاء
تكذيب اليهود في دعاوى حول يعقوب كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين فمن افترى على الله الكذب من بعد ذلك فأولئك هم الظالمون لقد كان اليهود يتصيدون كل حجة وكل شبهة وكل حيلة لينفذوا منها إلى الطعن في صحة الرسالة المحمدية وإلى بلبلة الأفكار وإشاعة الاضطراب في العقول والقلوب فلما قال القرآن إنه مصدق لما في التوراة برزوا يقولون فما بال القرآن يحلل من الأطعمة ما حرم على بني إسرائيل وتذكر الروايات أنهم ذكروا بالذات لحوم الإبل وألبانها وهي محرمة على بني إسرائيل وهناك محرمات أخرى كذلك أحلها الله للمسلمين وهنا يردهم القرآن إلى الحقيقة التاريخية التي يتجاهلونها للتشكيك في صحة ما جاء في القرآن من أنه مصدق للتوراة وأنه مع هذا أحل للمسلمين بعض ما كان محرما على بني إسرائيل هذه الحقيقة هي أن كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة وإسرائيل هو يعقوب عليه السلام وتقول الروايات إنه مرض مرضا شديدا فنذر لله لئن عافاه ليمتنعن تطوعا عن لحوم الإبل وألبانها وكانت أحب شيء إلى نفسه فقبل الله منه نذره وجرت سنة بني إسرائيل على اتباع أبيهم في تحريم ما حرم كذلك حرم الله على بني إسرائيل مطاعم أخرى عقوبة لهم على معصيات ارتكبوها وأشير إلى هذه المحرمات في آية الأنعام وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما إلا ما حملت ظهورهما أو الحوايا أو ما اختلط بعظم ذلك جزيناهم ببغيهم وإنا لصادقون وكانت قبل هذا التحريم حلالا لبني إسرائيل يردهم الله سبحانه إلى هذه الحقيقة ليبين أن الأصل في هذه المطاعم هو الحل وأنها إنما حرمت عليهم لملابسات خاصة بهم فإذا أحلها للمسلمين فهذا هو الأصل الذي لا يثير الاعتراض ولا الشك في صحة هذا القرآن وهذه الشريعة الإلهية الأخيرة ويتحداهم أن يرجعوا إلى التوراة وأن يأتوا بها ليقرأوها وسيجدون فيها أن أسباب التحريم خاصة بهم وليست عامة قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين ثم يهدد من يفتري الكذب منهم على الله بأنه إذن ظالم لا ينصف الحقيقة ولا ينصف نفسه ولا ينصف الناس وعقاب الظالم معروف فيكفي أن يوصموا بهذه الوصمة ليتقرر نوع العذاب الذي ينتظرهم وهم يفترون الكذب على الله وهم إليه راجعون
الآيات من 92 - 95 وتقع في الجزء الرابع من القرآن الكريم
{ لَن تَنَالُواْ ٱلْبِرَّ حَتَّىٰ تُنْفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُواْ مِن شَيْءٍ فَإِنَّ ٱللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ } * { كُلُّ ٱلطَّعَامِ كَانَ حِـلاًّ لِّبَنِيۤ إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَىٰ نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ ٱلتَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُواْ بِٱلتَّوْرَاةِ فَٱتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } * { فَمَنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ مِن بَعْدِ ذَلِكَ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلظَّالِمُونَ } * { قُلْ صَدَقَ ٱللَّهُ فَٱتَّبِعُواْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } *
التقييم حتى مساء الإثنين
فقه الإنفاق
وبمناسبة الإنفاق على غير درب الله وفي غير سبيله وبمناسبة الافتداء يوم لا ينفع الفداء يبين البذل الذي يرضاه
لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم
وقد فقه المسلمون وقتها معنى هذا التوجيه الإلهي وحرصوا على أن ينالوا البر وهو جماع الخير بالنزول عما يحبون وببذل الطيب من المال سخية به نفوسهم في انتظار ما هو أكبر وأفضل روى الإمام أحمد بإسناده عن أبي إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة سمع أنس بن مالك يقول كان أبو طلحة أكثر الأنصار بالمدينة مالا وكان أحب أمواله إليه بير حاء وكانت مستقبله المسجد وكان النبي ص يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب قال أنس فلما نزلت لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون قال أبو طلحة يا رسول الله إن الله يقول لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وإن أحب أموالي إلي بير حاء وإنها صدقة لله أرجو بها برها وذخرها عند الله تعالى فضعها يا رسول الله حيث أراك الله فقال النبي ص < بخ بخ ذاك مال رابح ذاك مال رابح وقد سمعت وأنا أرى أن تجعلها في الأقربين > فقال أبو طلحة أفعل يا رسول الله فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه أخرجه الشيخان وفي الصحيحين أن عمر رضي الله عنه قال يا رسول الله لم أصب مالا قط هو أنفس عندي من سهمي الذي هو بخيبر فما تأمرني به قال < احبس الأصل وسبل الثمرة > وعلى هذا الدرب سار الكثيرون منهم يلبون توجيه ربهم الذي هداهم إلى البر كله يوم هداهم إلى الإسلام ويتحررون بهذه التلبية من استرقاق المال ومن شح النفس ومن حب الذات ; ويصعدون في هذا المرتقى السامق الوضيء أحرارا خفافا طلقاء
تكذيب اليهود في دعاوى حول يعقوب كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين فمن افترى على الله الكذب من بعد ذلك فأولئك هم الظالمون لقد كان اليهود يتصيدون كل حجة وكل شبهة وكل حيلة لينفذوا منها إلى الطعن في صحة الرسالة المحمدية وإلى بلبلة الأفكار وإشاعة الاضطراب في العقول والقلوب فلما قال القرآن إنه مصدق لما في التوراة برزوا يقولون فما بال القرآن يحلل من الأطعمة ما حرم على بني إسرائيل وتذكر الروايات أنهم ذكروا بالذات لحوم الإبل وألبانها وهي محرمة على بني إسرائيل وهناك محرمات أخرى كذلك أحلها الله للمسلمين وهنا يردهم القرآن إلى الحقيقة التاريخية التي يتجاهلونها للتشكيك في صحة ما جاء في القرآن من أنه مصدق للتوراة وأنه مع هذا أحل للمسلمين بعض ما كان محرما على بني إسرائيل هذه الحقيقة هي أن كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة وإسرائيل هو يعقوب عليه السلام وتقول الروايات إنه مرض مرضا شديدا فنذر لله لئن عافاه ليمتنعن تطوعا عن لحوم الإبل وألبانها وكانت أحب شيء إلى نفسه فقبل الله منه نذره وجرت سنة بني إسرائيل على اتباع أبيهم في تحريم ما حرم كذلك حرم الله على بني إسرائيل مطاعم أخرى عقوبة لهم على معصيات ارتكبوها وأشير إلى هذه المحرمات في آية الأنعام وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما إلا ما حملت ظهورهما أو الحوايا أو ما اختلط بعظم ذلك جزيناهم ببغيهم وإنا لصادقون وكانت قبل هذا التحريم حلالا لبني إسرائيل يردهم الله سبحانه إلى هذه الحقيقة ليبين أن الأصل في هذه المطاعم هو الحل وأنها إنما حرمت عليهم لملابسات خاصة بهم فإذا أحلها للمسلمين فهذا هو الأصل الذي لا يثير الاعتراض ولا الشك في صحة هذا القرآن وهذه الشريعة الإلهية الأخيرة ويتحداهم أن يرجعوا إلى التوراة وأن يأتوا بها ليقرأوها وسيجدون فيها أن أسباب التحريم خاصة بهم وليست عامة قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين ثم يهدد من يفتري الكذب منهم على الله بأنه إذن ظالم لا ينصف الحقيقة ولا ينصف نفسه ولا ينصف الناس وعقاب الظالم معروف فيكفي أن يوصموا بهذه الوصمة ليتقرر نوع العذاب الذي ينتظرهم وهم يفترون الكذب على الله وهم إليه راجعون