المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رداً على سؤال من أخ كريم



د.فيصل العاصمي
06-10-2003, 08:29 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
لقد سألني أحد الأخوة من غير الأعضاء عن موضوع كثيراً ما يتم السؤال عنه وخاصة من أولئك المهتمين بالمشاريع الأستثمارية. ورغبة في أن يكون هذا الموقع معروفاً لأكبر شريحة ممكنة وافقت على مساعدته في ذلك بشرط أن يكون حصوله على مبتغاه عن طريق هذا الموقع. فاليكم الجواب:

خلق فكرة العمل الجديد
قد يتساءل البعض (تلك الفئة المتقدة حماساً وأصحاب الفكر الأستنباطي المبادر) عن المصادر الممكن الرجوع اليها لإكتشاف الأفكار والفرص الاستثمارية. فأقول بصفة عامة بأن الأفكار الاستثمارية متعددة الاتجاهات وتخضع لعدة عوامل جاذبة ودافعه، فهي تختلف من بلد إلى آخر ومن نشاط إلى آخر ، وفي نفس النشاط من مستثمر لآخر . لهذا يُثار السؤال المتكرر و الذي هو في غاية الأهمية " كيف يمكن التعرف على فرص الأعمال الجديدة ؟ "
أقول هناك مدخلين أساسين للإجابة على هذا السؤال الملح كالتالي :
1- البحث عن حاجة ( معينة ) ثم تحديد السلعة التي تشبع هذه الحاجة
2- التوصل إلى فكرة سلعة جديدة ثم يحدد نطاق الحاجة .
سوف يتم الآن بحث عناصر كل مدخل محاولين في ذلك إعداد قائمة تتضمن جميع الخطوات والمراحل التي يتضمنها كل مدخل

أولا : البحث عن الحاجة
الحاجة لا تخلو من أن تكون حال من حالين :
1. مخدومة فعليا ولكن بكفاءة منخفضة وبتكلفة مرتفعة . هذه الحالة تتضمن وجود السلعة في السوق ويكون الجهد المبذول أقل.
2. أو تكون غير مخدومة أصلا في الوقت الحالي . هذه الحالة تتطلب جهدا كبيرا للتوصل إلى تصميم مبتكر لسلعة جديدة يمكنها أن تشبع الحاجة المعنية .

ففي كلتا الحالتين يتم البحث عن الحاجة من خلال الخطوات التالية :
1. دراسة الصناعات المتوافرة حاليا: يقوم المهتم أو رجل (سيدة) الأعمال بدراسة وتحليل البيانات والمعلومات التي تصدر عن الجهات المعنية بالصناعة ذات الأهتمام. إن التحليل والدراسة العميقة لتلك البيانات بعمق سوف يظهر جلياً وضع أو أكثر من الأوضاع التالية:
أ- هناك حاجة لم يتم مقابلتها بواسطة الصناعة المحلية ، وقد تكون هناك أسبابا منطقية لعدم إنتاج هذه السلع.
ب- الأسواق غير مخدومة بكفاءة ، مثال أن يكون هناك عددا بسيطا من المنتجين لسلعة الطلب عليها مرتفع.
ت- هناك حاجات فرعية تنبع من الحاجة الأصلية ولم يتم إشباعها بعد ، ومن الأمثلة : العدد ، الآلات، الخدمات، والتعاقدات الفرعية لإنتاج أجزاء من السلعة في الخارج والسؤال هنا: هل يمكن توفير هذه الحاجات بتكلفة أقل؟
2. فحص احتياجات الصناعات الحالية من المدخلات والمخرجات: وذلك باستخدام النشرات و البيانات والمعلومات في دراسة احتياجات الصناعات الحالية من المدخلات ، وقد تظهر فرص جيدة لرجال الأعمال في حالة :
أ- أن المواد المشتراة والإمدادات اللازمة لصناعة النتج يتم الحصول عليها من مصادر بعيدة، وأن مدة الانتظار بعد إصدار أوامر الطلب طويلة نسبياً، أو أن تكلفة النقل والتأمين والضرائب مرتفعة .
ب- أن الأجزاء التكميلية التي تدخل في صناعة منتج ما والتي تستخدم من قبل عدد كبير من المنشآت والتي جرت العادة على أن تقوم كل منشأة بإنتاجها بنفسها يمكن أن تنتج بواسطة منتج واحد فقط يخدم جميع المنشآت وبتكلفة أقل عليهم.
ت- بالإضافة إلى ذلك فإنه يمكن دراسة إنتاج المصانع الحالية على أساس أنه يمكن إضافة عمليات أخرى إلى المنتج النهائي لهذه المصانع لتشكيل سلعا جديدة ، وبالتالي أسواقا جديدة، أو قد يمكن استخدام عوادم هذه المصانع في إنتاج سلعا ذات فائدة (مثل مشروع إعادة تدوير المخلفات الصناعية).
3. تحليل اتجاهات السكان والبيانات الديموغرافية: يمكن التنبؤ بالسلع التي تحتاجها الأسواق عن طريق دارسة التحولات العامة التي تحدث في متوسط أعمار السكان ومعدل النمو السكاني العام.
4. دراسة العرض والطلب: من خلال دراسة بعض البيانات المتوفرة ، يمكن استنتاج مؤشرات الطلب على بعض المنتجات واكتشاف بعض الفرص الاستثمارية . فمثلا من خلال دراسة بعض البيانات المتاحة من حجم الاستيراد لسلعة ما، ومعرفة حجم الإنتاج المحلي منها وحجم الطلب المحلي عليها ، يمكن تحديد حجم الفجوة بين العرض و الطلب المحلي عليها ، ومن ثم اكتشاف بعض الأفكار الاستثمارية في نطاق الإنتاج لتلك السلعة المستوردة.
5. المعارض والأسواق الدولية: زيارة المعارض والأسواق الدولية التي تقام من وقت لآخر واستعراض المنتجات الجديدة وما يمكن تقديمه من منتجات يفتقدها السوق أو التعديل على منتجات موجودة لتناسب أغراض أخرى .
6. دراسة واقع المصانع القائمة. دراسة وملاحظة تجارب العديد من المشروعات القائمة ، وما تحقق في وجودها من اختناقات في اتجاهات عديدة ومختلفة ، سواء في نطاق المراحل الأنتاج المختلفة أوفي مراحل التسويق أو تدفق السلع. بمعنى اخر, يمكن استثمار نقاط الضعف المجودة في تلك المصانع لخلق فرصة استثمارية (مصائب قوم لقوم فوائد).
7. تحليل التغيرات الاجتماعية: إن التغيير في الوعي والمفاهيم ينتج عنه تغيير في نمط الحياة ففي أمريكا على سبيل المثال حدثت تغيرات أساسية في التسعينيات في إدراك الأفراد لأنفسهم في السنوات الأخيرة ، حيث زاد اهتمامهم بالترفيه وأساليب الراحة والتمتع بأوقات الفراغ ، و كانت النتيجة زيادة حجم أسواق سلع معينة مثل أدوات المعسكرات والدراجات النارية .
8. دراسة خطط التنمية واستشارة الهيئات المحلية والدولية.
9. فحص الاتجاهات الاقتصادية.

ثانيا : التوصل إلى سلعة
ركزت الاقتراحات السابقة على التعرف على الحاجة بغرض التوصل إلى فكرة سلعة جديدة ، أما نقطة التركيز في الاقتراحات التالية فهي على السلعة نفسها .
1. دراسة الخامات المحلية والموارد الأخر: يعتبر "مخزون الموارد المحلية" هو أفضل نقطة بداية في البحث عن أفكار السلع الجديدة . مثال: في حالة قيام بعض الدول بتصدير مواردها المحلية إلى الخارج حيث يتم تصنيعها ، فإنها تفقد المكاسب التي يمكن أن تعود عليها نظير قيامها بتصدير هذه الموارد . أما في حالة توافر خامات محلية ولكنها غير مستخدمة في العمليات الصناعية ، فإنه يقع على عاتق رجل الأعمال أن يدرس احتمالات تطبيق تكنولوجيا حديثة في إنتاج سلعة جديدة.
2. فحص البدائل التي يمكن أن تحل محل الاستيراد: يعتبر الإنتاج المحلي للسلع التي يتم استيرادها حاليا أمرا مرغوبا فيه لأسباب عديدة منها :
ا- خلق عمالة جديدة .
ب- خلق أسواق للسلع .
ج-زيادة حجم القاعدة الصناعية المحلية .
د- احتجاز الأموال داخل الوطن وبالتالي تحسين ميزانية المدفوعات .
3. استخدام قوائم الصناعة: تلك القوائم يمكن لرجل الأعمال استخدامها في استثارة أفكار جديدة ، كما أنها تجنبه تجاهل بعض الأفكار أو السهو عنها .

أرجوا أن كون قد وفقت في إضافة ماهو مفيد ولله الحمد والمنة.

ام انس
07-10-2003, 04:57 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك ..

الشيخ محمد العويد
03-11-2003, 11:16 PM
شكرا لك
وبارك الله فيك
وسدد خطاك أخي الكريم



مواضيعك رائعة
على أنني أرى أن هذا الركن يحتاج إلى
زيادة في مشاركة الإخوة

د.فيصل العاصمي
09-11-2003, 12:32 PM
صدقت أخي ابو ابراهيم على أن هذا الركن يحتاج إلى زيادة في مشاركة الإخوة والأخوات المهتمين نظراً لكون هذا الركن مخصص للإستشارات الإدارية والتي لا يستغني عنها تقريباُ احد من الناس. لذا أرجوا أن يكون موضوعك محفزاً للأخوة والأخوات للمشاركة الفاعلة بما ينفع.