المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : منظور اخر



sosoamora
07-01-2005, 04:35 AM
تسونامي

أطلق هذا الاسم على زلزال وطوفان معا أديا إلى قتل مئات الآلاف من البشر ومنهم آلاف المسلمين ولو سألنا أنفسنا أهو عقاب من الله للمسلمين وللبشر العصاه ؟ أم إنه ابتلاء من الله عز وجل كما قال في كتابه الكريم { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ } (155) سورة البقرة .

ربما لا هذا ولا ذاك ولكن الأمر أكبر مما نتخيل أو نتصور ووجب علينا أن نعتبر من هذه الحادثة أو المأساة كما يراها الكثير من البشر وأعطيكم بعض العبر :


أولا : الله عز وجل هو الرحمن الرحيم مهما حدث أمامك .

ربما يكون أغلب الظن في مثل هذا الأمر أن الله أراد بمن مات وبهذه المأساة شرا للبشر وربما ظن بعض البشر أن الله لم يرحم أمهات الأطفال اللاتي وجدن أطفالهن غرقى وموتي ودعونا نفهم هذا الأمر عن قرب ذلك لأن الله عز وجل وضحه لنا في كتابه الكريم عندما ذكر قصة نبي الله موسى مع نبي الله الخضر وانظروا لقصة النبيين ولنتفهمها :

بدأت القصة عندما سئل موسى عن أي الناس أعلم فقال أنا فعتب الله عليه أنه لم يرد العلم إلى الله فأخبره أن هناك عبدا من عباد الله أعلم من موسى وأراد موسى أن يعلم أين هو فأخبره الله أنه في عند مجمع البحرين وأن علامة مكانه أنه سيضيع منه حوته .

ولما التقى موسى عليه السلام بالخضر عقد الخضر اتفاقية مع موسى لأن الخصر عليه السلام يعلم أن موسى لا يرضى بشيء خطأ أو منكر وكانت الاتفاقية هي أن يصبر على ما يراه حتى يخبره الخضر بتفسير ما يراه وبدأت الحكاية كما قال الله عز وجل :

{ فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا @ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا @ قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا @ فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُّكْرًا @ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْرًا @ قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْرًا @ فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا @ قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا } (71 _ 78) سورة الكهف .

أول ما انطلق موسى مع الخضر عليهما السلام ركبا في سفينة أحد الناس ووجد موسى أن الخضر قام بخلع أحد الألواح الخشبية في السفينة وقال له أخرقتها لتغرق أهلها ؟ .

كانت هذه هي المرة الأولى الذي ينسى فيها موسى عليه السلام الإتفاقية ذلك لأنه رجل لا يحب الخطأ أبدا ثم انظلق موسى مع الخصر مرة ثانية فوجدا غلاما يلعب مع غلمان مثله فأخذ الخضر رأس الغلام واقتلعها بيده فقتله فقال له موسى أقتلت نفسا صغيرة لم يجري عليها القلم بعد بغير إثم جنته ؟ .

فكان هذا نسيان لثاني مرة وكانت أشد من الأولى لأنه أنكر على الخضر ما يفعله ثم انطلقا مرة أخرى على أهل قرية فلم يضيفهما أحد وكان واضحا أنهم أهل بخل وشح ووجدا جدارا مائلا سيتهدم فأقامه الخضر فقال له موسى قوم لم يضيفونا ولم يطعمونا لو شئت لاتخذت عليه أجرا .

كان هذه المرة هي الفاصلة ذلك لأن موسى عليه السلام لم يصبر على المنكر الذي كان يراه من وجهة نظره هو ومن حيث علمه هو .

لو نظرنا للخضر من وجهة نظرنا نحن أيضا ماذا نقول ؟ .

نقول ما هذا الرجل الذي يخرب ويقتل ويصلح جدار بدون أجر فمن المؤكد أنه رجل غير طبيعي وأن ما فعله هذا من حيث الخراب والقتل جريمة كبيرة لا تغتفر له .

ولكن لأنه نبي وأعطاه الله بعضا من علم الغيب فكانت حجة بينة واضحة تثبت لكل البشر أنه مهما تعلم ومهما كانت خبرته في الحياة فإنه لن يعرف أين يكون الخير وأن الشيء الذي يعتبره شرا وكارثة ربما يكون خيرا ولكنه لا يدري وللنظر لرد وتأويل الخضر لموسى :

قال تعالى ناقلا عن قول الخضر : { أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا @ وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا @ فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا @ وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا } (79_82) سورة الكهف .

السفينة كانت لمساكين يعملون في البحر وكانت السفينة هي مصدر رزقهم الوحيد وكان واءهم ملك يأخذ السفن بالغصب إن كانت سليمة وأعابها الخضر حتى يتركها الملك وبالفعل تركها وأصلحها المساكين وأما الغلام الذي لم يكن بالغا بعد فقد طبع على الكفر أي أنه سيعيش كافرا فلم يرد الله لأبواه المؤمنين أن يعيش لأنه قد يجعلهم يتبعونه على كفره من شدة حبهم له ولكن الله أبدلهم بولد مسلم بدلا عنه ومن مات فإنه لن يحاسب على كفره لأنه مات قبل أن يكفر وبهذا شملت رحمة الله الجميع وأما الجدار فكان ليتيمين وكان أبوهما صالحا ولأن الله عز وجل يحافظ على أبناء المتقين فحافظ للتيمين على الكنز رحمة من الله بهم وما فعله الخضر كان كله بأمر من الله وبإذنه .

هذه القصة نفهم منها أن قضاء الله فيه خير للمؤمنين وللناس كافة فالله هو الرحمن الرحيم مهما حدثت من مآسي وكوارث فنحن بفهمنا القاصر نعتبرها مآسي أما الله عز وجل فيعلم أنها خير للناس ورحمة .

ربما تسأل نفسك أين الخير في أمواج المد العاتية والزلزال ( تسونامي ) ؟ .

لا أنا ولا أنت نعلم الإجابة ذلك لأن الله عز وجل هو وحده يعلم الغيب وقد يطلع أحد الرسل على بعض الغيب ولكننا نرضى بقضاء الله فالله لا يسأل عما يفعل ونحن المسؤولين فالنرضى بقضاء الله مهما كان صعبا .



ثانيا : أنت لست بعيدا عن الموت .
كثير منا عندما يركب طائرة يشعر بشيء من الخوف في صدره ويبدأ يذكر الله لأنه يخاف أن يموت في الطائرة وبمجرد أن يصل سالما يقول الحمد لله وكأنه يحمد الله أنه نجا من الموت ولا يعلم المسكين أن الموت ربما ينتظره على الأرض وليس في السماء ! .


هؤلاء الناس الذين ماتوا لم يتخيلوا أن يموتوا غرقا وهم على الأرض وبعيدا عن الساحل بما يزيد عن 150 كيلو متر تخيلوا 150 كيلو متر بعيدا عن ساحل البحر وتغرق ؟ .

المسألة أنك ربما تموت في أي لحظة وبأي طريقة وأنه لا أمان من الموت أبدا أبدا واذكر قول الله عز وجل { وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاء وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ } (22) سورة العنكبوت .

فأنت أيها المسكين أيها العبد لله ما أنت بمعجز الله عز وجل وأنت في قبضته سبحانه وتعالى أينما كنت ومهما كنت فهل أنت مستعد للقاءه ؟ وهل أنت مستعد للموت ؟ وهل أعددت لحساب الله عدته ؟ تزودوا فإن خير الزاد التقوى .


ثالثا : معجزات في تسونامي .
نعم حدثت معجزات في هذه الأمواج العاتية ولم يعطي الإعلام أي ضوء عنها لا أعلم لماذا ولكني ألقي إليكم الضوء عنها فقد جاء في جريدة الأهرام المصرية في يوم الثلاثاء الموافق 4/1/2005م ما يلي :


مساجد آتشيه تتحدى تسونامي

فيما يشبه المعجزة ظلت عشرات المساجد بإقليم ( أتشيه ) الذي دمره الزلزال وأمواج المد البحري مستقرة على الأرض ومآذنها قائمة .

ففي قرية ( كاجو ) حيث دمرت المئات من المنازل لم يصب مسجدها سوى ببعض الشروخ في الجدران وفي قرية ( باس لوك ) شمالي آتشيه احتمى 100 شخص بالمسجد بينما هدمت جميع المنازل تقريبا في القرى الخمس المجاورة أما في القرى المجاورة أما في مدينة ( ميلابو ) التي تقع على الساحل الشرقي لآتشيه وتبعد بأقل من 150 كيلو متر عن مركز الزلزال فقد ظلت مساجدها قائمة !! .

فسبحان الله تبقت المساجد على الرغم من قوة الأمواج وهدم كل البيوت تقريبا ولم تصب المساجد إلا ببعض الشروخ ترى لماذا ؟ . اترك الإجابة لكل عاقل .


أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم وصلي اللهم وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الشهد
07-01-2005, 09:01 AM
جزاك الله خير

موضوع جميل بوركتي اختي

ملكه
07-01-2005, 04:35 PM
بارك الله فيكِ

دموع الصمت
08-01-2005, 01:33 AM
اسعدك المنان ولا اشقاك وثبت على دروب الخير خطانا وخطاااااك