شهيددة فلسطين
12-11-2008, 12:44 PM
الورد التاسع و الثلاثون: "كذب اليهود"
الآيات من 180 -184 وتقع في الجزء الرابع من القرآن الكريم
{ وَلاَ يَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَآ آتَاهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَّهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ وَللَّهِ مِيرَاثُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ }{ لَّقَدْ سَمِعَ ٱللَّهُ قَوْلَ ٱلَّذِينَ قَالُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَآءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُواْ وَقَتْلَهُمُ ٱلأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُواْ عَذَابَ ٱلْحَرِيقِ } * { ذٰلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ ٱللَّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ } * { ٱلَّذِينَ قَالُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلاَّ نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّىٰ يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ ٱلنَّارُ قُلْ قَدْ جَآءَكُمْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِي بِٱلْبَيِّنَاتِ وَبِٱلَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } * { فَإِن كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ جَآءُوا بِٱلْبَيِّنَاتِ وَٱلزُّبُرِ وَٱلْكِتَابِ ٱلْمُنِيرِ } *
التقييم حتى مساء الجمعة
كذب اليهود وسوء أدبهم مع الله ولا يحسبن الذي يبخلون بما أتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ولله ميراث السماوات والأرض والله بما تعملون خبير لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق ونقول ذوقوا عذاب الحريق ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد الذين قالوا إن الله عهد إلينا ألا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين فإن كذبوك فقد كذب رسل من قبلك جاءوا بالبينات والزبر والكتاب المنير لم ترد في الآية الأولى من هذه المجموعة رواية مؤكدة عم تعنيهم ومن تحذرهم البخل وعاقبة يوم القيامة ولكن ورودها في هذا السياق يرجح أنها متصلة بما بعدها من الآيات في شأن اليهود فهم قبحهم الله الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء وهم الذين قالوا إن الله عهد إلينا ألا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار والظاهر أن الآيات في عمومها نزلت بمناسبة دعوة اليهود إلى الوفاء بالتزاماتهم المالية الناشئة عن معاهدتهم مع الرسول ص ودعوتهم كذلك إلى الإيمان بالرسول ص والإنفاق في سبيل الله وقد نزل هذا التحذير التهديدي مع فضح تعلات اليهود في عدم الإيمان بمحمد ص ردا على ما بدا من سوء أدبهم مع ربهم ومن كذب تعلاتهم ; ونزلت معه المواساة للرسول ص عن تكذيبهم بما وقع للرسل قبله مع أقوامهم ومنهم أنبياء بني إسرائيل الذي قتلوهم بعد ما جاءوهم بالبينات والخوارق كما هو معروف في تاريخ بني إسرائيل ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ولله ميراث السماوات والأرض والله بما تعملون خبير إن مدلول الآية عام فهو يشمل اليهود الذين بخلوا بالوفاء بتعهداتهم كما يشمل غيرهم ممن يبخلون بما آتاهم الله من فضله ; ويحسبون أن هذا البخل خير لهم يحفظ لهم أموالهم فلا تذهب بالإنفاق والنص القرآني ينهاهم عن هذا الحسبان الكاذب ; ويقرر أن ما كنزوه سيطوقونه يوم القيامة نارا وهو تهديد مفزع والتعبير يزيد هذا البخل شناعة حين يذكر أنهم يبخلون بما آتاهم الله من فضله فهم لا يبخلون بمال أصيل لهم فقد جاءوا إلى هذه الحياة لا يملكون شيئا ولا جلودهم فآتاهم الله من فضله فأغناهم حتى إذا طلب إليهم أن ينفقوا من فضله شيئا لم يذكروا فضل الله عليهم وبخلوا بالقليل وحسبوا أن في كنزه خيرا لهم وهو شر فظيع وهم بعد هذا كله ذاهبون وتاركوه وراءهم فالله هو الوارث ولله ميراث السماوات والأرض فهذا الكنز إلى أمد قصير ثم يعود كله إلى الله ولا يبقى لهم منه إلا القدر الذي أنفقوه ابتغاء مرضاته فيبقى مدخرا لهم عنده بدلا من أن يطوقهم إياه يوم القيامة ثم يندد باليهود الذين وجدوا في أيديهم المال الذي آتاهم الله من فضله فحسبوا أنفسهم أغنياء عن الله لا حاجة بهم إلى جزائه ولا إلى الأضعاف المضاعفة التي يعدها لمن يبذل في سبيله وهو ما يسميه تفضلا منه ومنة اقراضا له سبحانه وقالوا في وقاحة ما بال الله يطلب الينا أن نقرضه من مالنا ويعطينا عليه الأضعاف المضاعفة وهو ينهى عن الربا والأضعاف المضاعفة وهو تلاعب بالألفاظ ينم عن القحة وسوء الأدب في حق الله لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق ونقول ذوقوا عذاب الحريق ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد وسوء تصور اليهود للحقيقة الإلهية شائع في كتبهم المحرفة ولكن هذه تبلغ مبلغا عظيما من سوء التصور ومن سوء الأدب معا ومن ثم يستحقون هذا التهديد المتلاحق سنكتب ما قالوا لنحاسبهم عليه فما هو بمتروك ولا منسي ولا مهمل وإلى جانبه تسجيل آثامهم السابقة وهي آثام جنسهم وأجيالهم متضامنة فيه فكلهم جبلة واحدة في المعصية والإثم وقتلهم الأنبياء بغير حق وقد حفظ تاريخ بني إسرائيل سلسلة أثيمة في قتل الأنبياء آخرها محاولتهم قتل المسيح عليه السلام وهم يزعمون أنهم قتلوه متباهين بهذا الجرم العظيم ونقول ذوقوا عذاب الحريق والنص على الحريق هنا مقصود لتبشيع ذلك العذاب وتفظيعه ولتجسيم مشهد العذاب بهوله وتأججه وضرامه جزاء على الفعلة الشنيعة قتل الأنبياء بغير حق وجزاء على القولة الشنيعة إن الله فقير ونحن أغنياء ذلك بما قدمت أيديكم جزاء وفاقا لا ظلم فيه ولا قسوة وأن الله ليس بظلام للعبيد والتعبير بالعبيد هنا إبراز لحقيقة وضعهم وهم عبيد من العبيد بالقياس إلى الله تعالى وهو يزيد في شناعة الجرم وفظاعة سوء الأدب الذي يتجلى في قول العبيد إن الله فقير ونحن أغنياء والذي يتجلى كذلك في قتل الأنبياء هؤلاء الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء والذي قتلوا الأنبياء هم الذي يزعمون أنهم لا يؤمنون بمحمد ص لأن الله عهد إليهم بزعمهم ألا يؤمنوا لرسول حتى يأتيهم بقربان يقدمونه فتقع المعجزة وتبهط نار تأكله على نحو ما كانت معجزة بعض أنبياء بني إسرائيل وما دام محمد لم يقدم لهم هذه المعجزة فهم على عهد مع الله هنا يجبههم القرآن بواقعهم التاريخي لقد قتلوا هؤلاء الأنبياء الذين جاءوهم بالخوارق التي طلبوها وجاءوهم بآيات الله بينات الذين قالوا إن الله عهد إلينا ألا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين وهي مجابهة قوية تكشف عن كذبهم والتوائهم وإصرارهم على الكفر وتبجحهم بعد ذلك وافترائهم على الله وهنا يلتفت إلى الرسول ص مسليا مواسيا مهونا عليه ما يلقاه منهم وهو ما لقيه إخوانه الكرام من الرسل على توالي العصور فإن كذبوك فقد كذب رسل من قبلك جاءوا بالبينات والزبر والكتاب المنير فما هو أول رسول يتلقى بالتكذيب والأجيال المتعاقبة وبخاصة من بني إسرائيل تلقوا بالتكذيب رسلا جاءوهم بالبينات والخوارق وجاءوهم بالصحائف المتضمنة للتوجيهات الإلهية وهي الزبر وجاءوهم بالكتاب المنير كالتوراة والإنجيل فهذا هو طريق الرسل والرسالات وما فيه من عناء ومشقة وهو وحده الطريق
الآيات من 180 -184 وتقع في الجزء الرابع من القرآن الكريم
{ وَلاَ يَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَآ آتَاهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَّهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ وَللَّهِ مِيرَاثُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ }{ لَّقَدْ سَمِعَ ٱللَّهُ قَوْلَ ٱلَّذِينَ قَالُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَآءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُواْ وَقَتْلَهُمُ ٱلأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُواْ عَذَابَ ٱلْحَرِيقِ } * { ذٰلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ ٱللَّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ } * { ٱلَّذِينَ قَالُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلاَّ نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّىٰ يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ ٱلنَّارُ قُلْ قَدْ جَآءَكُمْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِي بِٱلْبَيِّنَاتِ وَبِٱلَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } * { فَإِن كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ جَآءُوا بِٱلْبَيِّنَاتِ وَٱلزُّبُرِ وَٱلْكِتَابِ ٱلْمُنِيرِ } *
التقييم حتى مساء الجمعة
كذب اليهود وسوء أدبهم مع الله ولا يحسبن الذي يبخلون بما أتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ولله ميراث السماوات والأرض والله بما تعملون خبير لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق ونقول ذوقوا عذاب الحريق ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد الذين قالوا إن الله عهد إلينا ألا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين فإن كذبوك فقد كذب رسل من قبلك جاءوا بالبينات والزبر والكتاب المنير لم ترد في الآية الأولى من هذه المجموعة رواية مؤكدة عم تعنيهم ومن تحذرهم البخل وعاقبة يوم القيامة ولكن ورودها في هذا السياق يرجح أنها متصلة بما بعدها من الآيات في شأن اليهود فهم قبحهم الله الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء وهم الذين قالوا إن الله عهد إلينا ألا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار والظاهر أن الآيات في عمومها نزلت بمناسبة دعوة اليهود إلى الوفاء بالتزاماتهم المالية الناشئة عن معاهدتهم مع الرسول ص ودعوتهم كذلك إلى الإيمان بالرسول ص والإنفاق في سبيل الله وقد نزل هذا التحذير التهديدي مع فضح تعلات اليهود في عدم الإيمان بمحمد ص ردا على ما بدا من سوء أدبهم مع ربهم ومن كذب تعلاتهم ; ونزلت معه المواساة للرسول ص عن تكذيبهم بما وقع للرسل قبله مع أقوامهم ومنهم أنبياء بني إسرائيل الذي قتلوهم بعد ما جاءوهم بالبينات والخوارق كما هو معروف في تاريخ بني إسرائيل ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ولله ميراث السماوات والأرض والله بما تعملون خبير إن مدلول الآية عام فهو يشمل اليهود الذين بخلوا بالوفاء بتعهداتهم كما يشمل غيرهم ممن يبخلون بما آتاهم الله من فضله ; ويحسبون أن هذا البخل خير لهم يحفظ لهم أموالهم فلا تذهب بالإنفاق والنص القرآني ينهاهم عن هذا الحسبان الكاذب ; ويقرر أن ما كنزوه سيطوقونه يوم القيامة نارا وهو تهديد مفزع والتعبير يزيد هذا البخل شناعة حين يذكر أنهم يبخلون بما آتاهم الله من فضله فهم لا يبخلون بمال أصيل لهم فقد جاءوا إلى هذه الحياة لا يملكون شيئا ولا جلودهم فآتاهم الله من فضله فأغناهم حتى إذا طلب إليهم أن ينفقوا من فضله شيئا لم يذكروا فضل الله عليهم وبخلوا بالقليل وحسبوا أن في كنزه خيرا لهم وهو شر فظيع وهم بعد هذا كله ذاهبون وتاركوه وراءهم فالله هو الوارث ولله ميراث السماوات والأرض فهذا الكنز إلى أمد قصير ثم يعود كله إلى الله ولا يبقى لهم منه إلا القدر الذي أنفقوه ابتغاء مرضاته فيبقى مدخرا لهم عنده بدلا من أن يطوقهم إياه يوم القيامة ثم يندد باليهود الذين وجدوا في أيديهم المال الذي آتاهم الله من فضله فحسبوا أنفسهم أغنياء عن الله لا حاجة بهم إلى جزائه ولا إلى الأضعاف المضاعفة التي يعدها لمن يبذل في سبيله وهو ما يسميه تفضلا منه ومنة اقراضا له سبحانه وقالوا في وقاحة ما بال الله يطلب الينا أن نقرضه من مالنا ويعطينا عليه الأضعاف المضاعفة وهو ينهى عن الربا والأضعاف المضاعفة وهو تلاعب بالألفاظ ينم عن القحة وسوء الأدب في حق الله لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق ونقول ذوقوا عذاب الحريق ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد وسوء تصور اليهود للحقيقة الإلهية شائع في كتبهم المحرفة ولكن هذه تبلغ مبلغا عظيما من سوء التصور ومن سوء الأدب معا ومن ثم يستحقون هذا التهديد المتلاحق سنكتب ما قالوا لنحاسبهم عليه فما هو بمتروك ولا منسي ولا مهمل وإلى جانبه تسجيل آثامهم السابقة وهي آثام جنسهم وأجيالهم متضامنة فيه فكلهم جبلة واحدة في المعصية والإثم وقتلهم الأنبياء بغير حق وقد حفظ تاريخ بني إسرائيل سلسلة أثيمة في قتل الأنبياء آخرها محاولتهم قتل المسيح عليه السلام وهم يزعمون أنهم قتلوه متباهين بهذا الجرم العظيم ونقول ذوقوا عذاب الحريق والنص على الحريق هنا مقصود لتبشيع ذلك العذاب وتفظيعه ولتجسيم مشهد العذاب بهوله وتأججه وضرامه جزاء على الفعلة الشنيعة قتل الأنبياء بغير حق وجزاء على القولة الشنيعة إن الله فقير ونحن أغنياء ذلك بما قدمت أيديكم جزاء وفاقا لا ظلم فيه ولا قسوة وأن الله ليس بظلام للعبيد والتعبير بالعبيد هنا إبراز لحقيقة وضعهم وهم عبيد من العبيد بالقياس إلى الله تعالى وهو يزيد في شناعة الجرم وفظاعة سوء الأدب الذي يتجلى في قول العبيد إن الله فقير ونحن أغنياء والذي يتجلى كذلك في قتل الأنبياء هؤلاء الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء والذي قتلوا الأنبياء هم الذي يزعمون أنهم لا يؤمنون بمحمد ص لأن الله عهد إليهم بزعمهم ألا يؤمنوا لرسول حتى يأتيهم بقربان يقدمونه فتقع المعجزة وتبهط نار تأكله على نحو ما كانت معجزة بعض أنبياء بني إسرائيل وما دام محمد لم يقدم لهم هذه المعجزة فهم على عهد مع الله هنا يجبههم القرآن بواقعهم التاريخي لقد قتلوا هؤلاء الأنبياء الذين جاءوهم بالخوارق التي طلبوها وجاءوهم بآيات الله بينات الذين قالوا إن الله عهد إلينا ألا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين وهي مجابهة قوية تكشف عن كذبهم والتوائهم وإصرارهم على الكفر وتبجحهم بعد ذلك وافترائهم على الله وهنا يلتفت إلى الرسول ص مسليا مواسيا مهونا عليه ما يلقاه منهم وهو ما لقيه إخوانه الكرام من الرسل على توالي العصور فإن كذبوك فقد كذب رسل من قبلك جاءوا بالبينات والزبر والكتاب المنير فما هو أول رسول يتلقى بالتكذيب والأجيال المتعاقبة وبخاصة من بني إسرائيل تلقوا بالتكذيب رسلا جاءوهم بالبينات والخوارق وجاءوهم بالصحائف المتضمنة للتوجيهات الإلهية وهي الزبر وجاءوهم بالكتاب المنير كالتوراة والإنجيل فهذا هو طريق الرسل والرسالات وما فيه من عناء ومشقة وهو وحده الطريق