المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ( ركب الهدى سارا)



أمواج الأنين
23-11-2008, 08:26 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


( ركب الهدى سارا)

تتوالى الأيام والليالي وقلوب المسلمين تهفو وتحن لبيت الله الحرام ,فكلما قرب موسم الحج

تتوالى وفود الحج القادمة إلى مكة المكرمة من كل بقاع الأرض ,وكلهم يرجون رضا رب الأرض

والسماوات .

ليقفون في مشعر واحد يعبدون إله واحد ,يتساوى فيهم الغني والفقير وميزان التفاضل بينهم

إن أكرمكم عند الله أتقاكم ,فهنيئاً لمن كان الأتقى ,والأفضل عند الله تبارك وتعالى .


الله أكبر الله أكبر الله أكبر لاإله إلا الله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد


هاهي ركاب الحجيج

قد و فدت إلى مكة المكرمة ,معلنة الإستعداد لأكبر مهرجان في العالم ,وهو مهرجان

الحج الأكبر , مهرجان يقف الجميع فيه لهدف واحد توحيد الله تبارك وتعالى وطلب الرحمة والمغفرة

مهرجان بضاعة من أتى ملبياً الشوق والحنين للوقوف بالمشاعر المقدسة .

فمهراجانات الدنيا وبضاعتها تقام إما في

صيف

أو في شتاء

أما مهرجان الحج

فهو يقام في شهر الحج

في يوم وقته الله تبارك وتعالى للعباد

شعائر الحج هي ذاتها في صيف وفي شتاء

فالمراد تلبيه لنداء الله تعالى عباده بالحج

فلبيك اللهم لبيك ,لبيك لاشريك لك لبيك ,إن الحمد والنعمة لك والملك ,لاشريك لك.


الله أكبر الله أكبر الله أكبر لاإله إلا الله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد

فهاهي ركاب الحج تفد للبقاع


بقاع تكون خالية من البشر وتمتلىء في يوم واحد ,, تعود مرة أخرى خاوية من ضيوفها

عرفة الطيبة

مزدلفة

منى

جسر رمي الجمرات

كلها أماكن تزدحم بالحجيج ملبين مهللين موحدين مكبرين الله تعالى

سائلين الواحد الأحد القبول ,وأن يرزق من لم يحج الحج

طالبين العفو والمغفرة من غافر الذنب وقابل التوب

أرض حملت فوقها من لبى نداء الله تعالى بالحج

أرض كل نفس ملسمة تاقت لرؤيتها والوقوف بها

أرض وقف بها النبي صلوات ربي وسلامه عليه مردداً

"خذوا عني مناسككم ..خذوا عني مناسككم"

أرض من وقف بها وإستشعر نزول خالق الأرض والسماوات مباهيا بهم أهل السماوات

لألح بالدعاء ,وأخلص النية ,وعاهد النفس على عدم العودة لما كان عليه من عمل

ولعاهد النفس على العمل الجاد فالجنة غالية ...فالجنة غالية


الله أكبر الله أكبر الله أكبر لاإله إلا الله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد


وهاهو ركب الهدى


يترقب هلول شهر الحج بفارغ الصبر ليقف بين يدي الله تبارك وتعالى يسأله الغفران والعتق من النيران

"فمن حج ولم يرفث ولم يفسق عاد كيوم ولدته أمه "

هذا ماأخبرنا به نبي الرحمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

طال إنتظار الحجيج لإعلان دخول الشهر للوقوف بعرفة والمبيت بمزدلفة ,ومع هذا الشوق فإن قلوبهم

تأمل في المزيد من الوقت ليطول بها البقاء في خير أرض .

فمن الحجيج من رق عظمه

وإنحنى ظهره

وعجزت عن الوقوف ساقه

يحس القوة تدب في أوصاله يوم أن أعلن عن ثبوت رؤية الهلال

وما هي إلا أيام على يوم الحج الأكبر

فهل يطول بنا عمر لكي يتحقق منانا بالحج !!

أم نكون ممن توفته المنايا قبل الحج !!


الله أكبر الله أكبر الله أكبر لاإله إلا الله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد



وهاهي ركاب تُعِد العدة للوصول لمكة


من الحجيج من لم يصل إلى مكة بعد فهو يعد العدة ليكون فرداً في النسيج الإسلامي الموحد الملبي للواحد

الأحد في مكة المكرمة في يوم الحج الأكبر

يعد الثواني لايعد الأيام كم بقي عليه ليكون في ركاب الحجيج

هل أصل نهاراً أم أصل ليلاً ؟؟

..سؤال يتبادر في ذهنه

من سأرى من الأحباب والخلان في الحج ؟؟

هل أعددت العدة لأكون ممن تُقُبِّل منه الحج ؟؟

أم أني سأمضي فيه كما مضى من قبلي فما أكثر الحجيج والله عالم بما في النفوس؟؟

هل ستكون رحلتي للحج رحلة ربانية ؟؟

أم أنها ستكون رحلة دنيوية ؟؟

سؤالات الإجابة عنها تكون في نية الحاج

وتصدقها افعاله في الحج .


الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد


ركب الهدى سارا


ركب الحجيج بعد أيام تسير إلى عرفة للوقوف بها في يوم الحج الأكبر ,ملبية نداء الله تبارك وتعالى

لعبادة بالحج :

( وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ )


فالله تبارك وتعالى أمر إبراهيم عليه السلام بالأذان بالحج ,ولم يكن في مكة بشر ,والله تبارك وتعالى

كان عليه البلاغ ,ومازال المسلمين من زمن إبراهيم عليه السلام إلى يومنا هذا يلبون النداء ويفدون لحج

بيت الله الحرام ,إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.



الله أكبر الله أكبر الله أكبر لاإله إلا الله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد


ركب الهدى يغادر


هاهي وفود الحج بعد أن أكملت مناسك الحج ,تُعِد العدة للرحيل من مكة المكرمة والعودة إلى أراضيها

وفي هذه الاثناء ,مع الشوق للعودة للأهل والأحباب فإن مغادرة مكة المكرمة لها وقع في نفوس الحجيج

فبعد أن عاش أياما كانت كلها تلبية لأمر الله تعالى

أيام لم يخالط فيها عمله بالدنيا ومتاعها

أتى متجرداً من كل متاع الدنيا ملبيا لنداء الله تعالى بالحج

وقف بالمشاعر مع إخوانه المسلمين من كل البقاع

وكبُر في نفسه :

"المسلم أخو المسلم "

ما أن يعدون العدة للرحيل

إلا والشوق يحدوهم إلى مكة ...وهم لم يغادروها بعد

شوقهم للحرم والصلاة فيه ...وهم يطوفون طواف الوداع

شوقهم لرؤية الكعبة المشرفة ...وعيونهم تكتحل بالنظر للكعبة

شوقهم للسجود على أرض الحرم ...وجباههم تعانق أرض الحرم ساجدة للواحد الأحد

دموعهم هي الكلمات المعبرة عما يجول في خواطرهم من أشواق وحنين لمكة

دموع كبار أمضوا العمر في جمع المال للحج

دموع شيوخ يتسائلون هل يطول بنا العمر لنعود مرة أخرى

دموع آباء حمدوا الله تعالى على بر أبنائهم بأن أتو بهم للحج

دموع أمهات إشتقن للأبناء ,وحنت أنفسهن للبقاء

دموع صغار تأثروا بالموقف ففاضت المأقي بالدموع



الله أكبر الله أكبر الله أكبر لاإله إلا الله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد



فإليك يامن تاقت نفسك للحاق بتلك الركاب



من إستطاع الحج ويسر الله له ,سار مع ركاب الحجيج ملبيا مكبرا موحدا لله تبارك وتعالى

وهناك من يرقب مسير الحجيج

وقلبه يسير معهم في كل خطوة يخطونها

عيناه ترقبان الحجيج وتسحان الدمع غدقا

شوقاً لرؤية الحرم بيت الله

فيا من تاقت نفسك للحج ,ولم تستطع لأي مانع منعك إصبر وأكثر الدعاء والتكبير

فإن لم تكن اليوم بين صفوف الحجيج ,يسر الله لك وتكون في العام القادم بين صفوف الحجيج

كلما لبى الحجيج لبيك اللهم لبيك فاضت المأقي شوقا

وكلما لبى الحجيج لبيك اللهم لبيك خرجت الزفرات من صدور حداها الشوق لمكة.

يا من تاقت نفسه للحج

لدي فرصة عظيمة فإغتنمها

أيام مباركة للصيام

أيام فضيلة لصلةالرحم

أيام معدودة للصدقة

أيام فيها الصدقة وصلة الرحم والصيام والتكبير والتهليل

يا من تاقت نفسه للحج

كتاب الله بين يديك فأقرأ منه الآيات

وتدبر ماأتى فيه من بيّنات

يا من تاقت نفسه للحج

يا من ذرفت دمعاً شوقا لتلبية النداء

أبشر فأنت على خير

فأنت مأجور على نيتك الخالصة الصادقة بأن تحج

فنبينا يقول:

"إنما الأعمال بالنيات"

فكم من نية صادقة لعمل بسيط كانت سببا بعد تقدير الله تعالى للمنزل العليا لصاحبها

وكتب سلف الأمة خير دليل على ذلك

فالبخاري كانت نيته وضع مختصر لصحيح حديث النبي صلى الله عليه وسلم

وهاهو كتابة الأصح بعد كتاب الله تبارك وتعالى

فهل تأملت كيف أن النية الصالحة ترفع المنزلة .


الله أكبر الله أكبر الله أكبر لاإله إلا الله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد

تقبل الله من الحجيج حجهم

ورزق من لم يحج الحج قريباً

ويسر الله للحجيج مناسكهم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختكن في الله

وجدوحنين
24-11-2008, 03:28 PM
عافاك الله وأثابك عزيزتي

دموع صاآاآاآمتة
25-11-2008, 01:27 PM
جوزيتي جنة الفردوس