همام
10-10-2003, 04:58 PM
بسم الله الرحمن الرحيم ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
أعتذر منكم أخوتي وأخواتي عن تكرار المادة العلمية لهذا البحث ، فقد نسخته من ملفه الخاص عندي وأنزلته ظناً مني بأنه الحلقة (8) .
وها أنا ذا أصححه ، وأنزل الحلقة (8) من هذه السلسلة ، معتذراً عما حصل من خطأ ....
وهذا المبحث يتضمن جانبين :
الأول : نظر الرجل إلى الرجل .
الثاني : نظر المرأة إلى المرأة .
المبحث الثالث-
حكم نظر الذكر إلى الذكر . وإنما قلت : (الذكر) ؛ ليعم لفظ الذكر الرجال كباراً وصغاراً .
ونظر الرجال بعضهم إلى بعض مباحٌ ، إن أُمِنَتْ الفتنة ، فيُباح للرجل أن ينظر من أخيه ما عدا العورة وهي ما بين السرة والركبة .
ويَرِدُ هنا ما قدمناه في مسألة إباحة رؤية المرأة لمحارمها ما عدا ما بين السرة والركبة ، والمقصود أن الرجل إن كَشَفَ صدرَه أو ظهرَه عند أخيه لحاجة ، فلا حرج في ذلك ، وليس المقصود أن يمشي الرجال في الشوارع كاشفي الصدور والبطون والظهور !! ، فإن هذا مما يأباه الشرع والطبع .
وهل الفخذ عورة ؟ في المسألة قولان ولكل دليل . والأحوط كونها عورة ، والله تعالى أعلم .
أما النظر إلى الأمْرَدِ ، وهو الشابُ الصغير أو اليافع الذي لم ينبت له شعر في وجهه لصغره ..
فإن كان النظرُ إليه بشهوة وتلذذ ، أُلحق بحكم النظر إلى المرأة الأجنبية الحرة ، فيحرم حينئذ ..
وفي الباب حديث موضوع أورده السيوطي في ذيل الأحاديث الموضوعة من رواية الديلمي بإسناد هالك عن الشعبي وهو عامر بن شراحيل عن الحسن عن سمرة ( قدم وفد عبد قيس على النبي صلى الله عليه وسلم وفيهم غلام أمرد ظاهر الوضاءة فأجلسه النبي صلى الله عليه وسلم وراء ظهره )) .
ولكن القاعدة الشرعية القائمة على سد الذرائع وتحريم الوسائل المفضية للإثم مقدمة على هذا الحديث الموضوع .
وهنا مسألة قد ترد كثيراً وهي فيما يتعلق بتعليم الصبيان ومخالطتهم سواء في المدارس أو في حلقات تحفيظ القرآن ونحو ذلك فأقول :
أولاً- على المعلمين أن يتقوا الله في أبناء المسلمين . ومن ابتلي بالنظر إلى المردان والتعلق بهم فإن من الواجب عليه أن ينقي قلبه من هذا الأمر فإنه أمر خطير جداً . فلو تعلق القلبُ بفتاة لكان أحرى أن يقترن بها ، أما الذكر فأنى له بذلك ؟ ! نسأل الله السلامة والعافية .
إذن فعليه بكثرة العبادة وقراءة القرآن ومصاحبة الصالحين والبعد عن أسباب الفتنة وقبل ذلك عليه سؤال الله تعالى أن يهدي قلبه وينوره بنوره .. فإن كان المبتلى بذلك معلماً فلينتقل من مدرسته إلى مدرسة أخرى . وإن كان معلماً متطوعاً في حلقات تحفيظ القرآن فالأمر أيسر إما أن يدرس شباباًُ كباراً ، وإما أن يرضى من الغنيمة بالإياب . كما يجب على من لم يُحَصِّنْ نفسه بالزواج أن يتزوج ليعف نفسه ويغض بصره .
وأما ما يتعلق بأمر الدعوة والتعليم فأقول : لن تنفع الناسَ إن كنتَ فاسد القلب .
ولا توهم نفسك أنك لا تنظر إليهم نظر الشهوة .. والحال أنك تتحرق ويظلم قلبك كلما نظرت إليهم ، وتذكر قصة عابد بني إسرائيل مع تلك المرأة التي أودعها أخوتها عنده أمانة ، وتذكر كلام أبي العباس شيخ الإسلام رحمه الله : ( من كرر النظر إلى الأمرد ونحوه وقال لا أنظر إليه لشهوة كذب في دعواه ) .
ثانياً- على أولياء الأمور من الآباء والأمهات أن يعودوا أولادهم على الرجولة ، وأن يهيئوهم لتحمل المسئولية ، وأن يحذروهم من مصاحبة من يكبرهم أو من لا يعرفون . ولا يعني كلامي هذا زرع الخوف في نفوسهم بل الأمر بين بين .
ثالثاً- تعويد الصغار على قول الأذكار والأدعية الصباحية والمسائية . والحرص على الفرائض والنوافل . فمن كان مع الله كان الله معه ، وجاء عند الترمذي وصححه وأحمد وغيرهما من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم أردفه على حمار وقال له : (( يا غلام إني أعلمك كلمات ، احفظ الله يحفظك .. )) الحديث ،
فمن حفظ الله تعالى باتباع أوامره ولزوم طاعته حفظه الله تعالى في نفسه وما يملك .
رابعاً- على الوالدين أن يعودا أولادهما على لبس الثوب والغترة أو الشماغ أو اللباس المعتاد في بلدهم للكبار منذ صغرهم . وأن يجنبوهم أسباب الميوعة والدلال .
خامساً- على الوالدين أن يتعرفا على أصحاب أبنائهما وعوائلَهم .
سادساً- على الوالد أن آنس من ابنه ملاحة ووسامة وجمالاً أن لا يتركه يخرج لوحده بل لا بد أن يكون معه إما هو -وهذا الأفضل- وإما من هو أكبر منه من أخوته أو أعمامه أو الثقات المعروفين ، فالذئاب لا تقترب من الغنم في وجود الراعي . ومع هذا فلا تشعره بذلك .
سابعاً- على الوالدين سؤال الله صلاح الذرة وأن يحفظ لهم أبناءهم .
كما عليهما أن يجنبا البيت أسباب الفساد والإفساد . كما يجب عليهما أن يكونا صالحين في أنفسهما ، فبصلاح الوالدين يحفظ الله الذرية ، كما في قصة صاحبي الجدار الذين ورد ذكرهما في سورة الكهف ، حيث قال الله تبارك وتعالى : { وكان أبوهما صالحاً فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك } . فحفظ الله مال الولدين لصلاح أبيهما ، وذكر بعض المفسرين أن هذا الأب لم يكن الأب الأدنى لهما بل كان من أجدادهما .
المبحث الرابع- نظر المرأة إلى المرأة
هو كما أسلفنا في نظر الرجل إلى الرجل ، فإن كان لشهوة وتلذذ حرم ...
وهنا أريد أن أنبه إلى ما انتشر عند كثير من النساء في العرائس والمناسبات من ألبسة خليعة تظهر الظهور والصدور والأفخاذ ، فهو منكر عظيم تقع التبعة فيه على أولياء الأمور الذي تركوا الحبل على الغارب ، ثم على النساء اللاتي رمين جلباب الحياء والحشمة وراء ظهورهن المكشوفة !!.
وهو مع كونه منكر عظيم فإن فيه مضاهاة للكفار وتشبهاً بهم (( ومن تشبه بقوم فهو منهم )) أخرجه أحمد والحاكم وغيرهما وله شواهد والحديث صحيح . وأقل أحوال هذا الحديث -إن كان المتشبه بالكفار لا يقصد التشبه بهم- أن يكون فعله من كبائر الذنوب ، فإن كان يقصد التشبه بهم فظاهر الحديث كفره . كما ذكر شيخ الإسلام رحمه الله .
أيها الأخوة ليس من المروءة أن نقلد أعداءنا من الشرق والغرب ممن تلطخت أيديهم بدمائنا ، فما الذي حل بالبوسنة والشيشان وأفغانستان والعراق ؟ ، وما أمر فلسطين عنا ببعيد !! ..فذاك والله الجرح الثاعب الذي لم يهدأ .
لو لم ينهنا الله تعالى عن تقليد الكفار والجري وراءهم لكانت المروءة تمنعنا وتنهانا .
تذكري أيتها الأخت الكريمة وأنت تفصلين فستاناً أخذت موديله من مجلة غربية أوشرقية أوقناة من هنا أو هناك ، موديلاً لا يناسبك وأنت ابنة الكرام تذكري أن ربك قد نهاك عن تقليد الكفار الذين هم حصب جهنم هم لها واردون ،
وتذكري أن هؤلاء الكفار لن يهنأ لهم بال إلا بإذلالنا . ثم تذكري أن من قلدك فيما صنعتِ فعليك وزره ووزر من عمل به إلى يوم القيامة .
اسمعوها وانقلوها لم وراءكم ، اللهم هل بلغت ، اللهم اشهد .
يتبع ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
أعتذر منكم أخوتي وأخواتي عن تكرار المادة العلمية لهذا البحث ، فقد نسخته من ملفه الخاص عندي وأنزلته ظناً مني بأنه الحلقة (8) .
وها أنا ذا أصححه ، وأنزل الحلقة (8) من هذه السلسلة ، معتذراً عما حصل من خطأ ....
وهذا المبحث يتضمن جانبين :
الأول : نظر الرجل إلى الرجل .
الثاني : نظر المرأة إلى المرأة .
المبحث الثالث-
حكم نظر الذكر إلى الذكر . وإنما قلت : (الذكر) ؛ ليعم لفظ الذكر الرجال كباراً وصغاراً .
ونظر الرجال بعضهم إلى بعض مباحٌ ، إن أُمِنَتْ الفتنة ، فيُباح للرجل أن ينظر من أخيه ما عدا العورة وهي ما بين السرة والركبة .
ويَرِدُ هنا ما قدمناه في مسألة إباحة رؤية المرأة لمحارمها ما عدا ما بين السرة والركبة ، والمقصود أن الرجل إن كَشَفَ صدرَه أو ظهرَه عند أخيه لحاجة ، فلا حرج في ذلك ، وليس المقصود أن يمشي الرجال في الشوارع كاشفي الصدور والبطون والظهور !! ، فإن هذا مما يأباه الشرع والطبع .
وهل الفخذ عورة ؟ في المسألة قولان ولكل دليل . والأحوط كونها عورة ، والله تعالى أعلم .
أما النظر إلى الأمْرَدِ ، وهو الشابُ الصغير أو اليافع الذي لم ينبت له شعر في وجهه لصغره ..
فإن كان النظرُ إليه بشهوة وتلذذ ، أُلحق بحكم النظر إلى المرأة الأجنبية الحرة ، فيحرم حينئذ ..
وفي الباب حديث موضوع أورده السيوطي في ذيل الأحاديث الموضوعة من رواية الديلمي بإسناد هالك عن الشعبي وهو عامر بن شراحيل عن الحسن عن سمرة ( قدم وفد عبد قيس على النبي صلى الله عليه وسلم وفيهم غلام أمرد ظاهر الوضاءة فأجلسه النبي صلى الله عليه وسلم وراء ظهره )) .
ولكن القاعدة الشرعية القائمة على سد الذرائع وتحريم الوسائل المفضية للإثم مقدمة على هذا الحديث الموضوع .
وهنا مسألة قد ترد كثيراً وهي فيما يتعلق بتعليم الصبيان ومخالطتهم سواء في المدارس أو في حلقات تحفيظ القرآن ونحو ذلك فأقول :
أولاً- على المعلمين أن يتقوا الله في أبناء المسلمين . ومن ابتلي بالنظر إلى المردان والتعلق بهم فإن من الواجب عليه أن ينقي قلبه من هذا الأمر فإنه أمر خطير جداً . فلو تعلق القلبُ بفتاة لكان أحرى أن يقترن بها ، أما الذكر فأنى له بذلك ؟ ! نسأل الله السلامة والعافية .
إذن فعليه بكثرة العبادة وقراءة القرآن ومصاحبة الصالحين والبعد عن أسباب الفتنة وقبل ذلك عليه سؤال الله تعالى أن يهدي قلبه وينوره بنوره .. فإن كان المبتلى بذلك معلماً فلينتقل من مدرسته إلى مدرسة أخرى . وإن كان معلماً متطوعاً في حلقات تحفيظ القرآن فالأمر أيسر إما أن يدرس شباباًُ كباراً ، وإما أن يرضى من الغنيمة بالإياب . كما يجب على من لم يُحَصِّنْ نفسه بالزواج أن يتزوج ليعف نفسه ويغض بصره .
وأما ما يتعلق بأمر الدعوة والتعليم فأقول : لن تنفع الناسَ إن كنتَ فاسد القلب .
ولا توهم نفسك أنك لا تنظر إليهم نظر الشهوة .. والحال أنك تتحرق ويظلم قلبك كلما نظرت إليهم ، وتذكر قصة عابد بني إسرائيل مع تلك المرأة التي أودعها أخوتها عنده أمانة ، وتذكر كلام أبي العباس شيخ الإسلام رحمه الله : ( من كرر النظر إلى الأمرد ونحوه وقال لا أنظر إليه لشهوة كذب في دعواه ) .
ثانياً- على أولياء الأمور من الآباء والأمهات أن يعودوا أولادهم على الرجولة ، وأن يهيئوهم لتحمل المسئولية ، وأن يحذروهم من مصاحبة من يكبرهم أو من لا يعرفون . ولا يعني كلامي هذا زرع الخوف في نفوسهم بل الأمر بين بين .
ثالثاً- تعويد الصغار على قول الأذكار والأدعية الصباحية والمسائية . والحرص على الفرائض والنوافل . فمن كان مع الله كان الله معه ، وجاء عند الترمذي وصححه وأحمد وغيرهما من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم أردفه على حمار وقال له : (( يا غلام إني أعلمك كلمات ، احفظ الله يحفظك .. )) الحديث ،
فمن حفظ الله تعالى باتباع أوامره ولزوم طاعته حفظه الله تعالى في نفسه وما يملك .
رابعاً- على الوالدين أن يعودا أولادهما على لبس الثوب والغترة أو الشماغ أو اللباس المعتاد في بلدهم للكبار منذ صغرهم . وأن يجنبوهم أسباب الميوعة والدلال .
خامساً- على الوالدين أن يتعرفا على أصحاب أبنائهما وعوائلَهم .
سادساً- على الوالد أن آنس من ابنه ملاحة ووسامة وجمالاً أن لا يتركه يخرج لوحده بل لا بد أن يكون معه إما هو -وهذا الأفضل- وإما من هو أكبر منه من أخوته أو أعمامه أو الثقات المعروفين ، فالذئاب لا تقترب من الغنم في وجود الراعي . ومع هذا فلا تشعره بذلك .
سابعاً- على الوالدين سؤال الله صلاح الذرة وأن يحفظ لهم أبناءهم .
كما عليهما أن يجنبا البيت أسباب الفساد والإفساد . كما يجب عليهما أن يكونا صالحين في أنفسهما ، فبصلاح الوالدين يحفظ الله الذرية ، كما في قصة صاحبي الجدار الذين ورد ذكرهما في سورة الكهف ، حيث قال الله تبارك وتعالى : { وكان أبوهما صالحاً فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك } . فحفظ الله مال الولدين لصلاح أبيهما ، وذكر بعض المفسرين أن هذا الأب لم يكن الأب الأدنى لهما بل كان من أجدادهما .
المبحث الرابع- نظر المرأة إلى المرأة
هو كما أسلفنا في نظر الرجل إلى الرجل ، فإن كان لشهوة وتلذذ حرم ...
وهنا أريد أن أنبه إلى ما انتشر عند كثير من النساء في العرائس والمناسبات من ألبسة خليعة تظهر الظهور والصدور والأفخاذ ، فهو منكر عظيم تقع التبعة فيه على أولياء الأمور الذي تركوا الحبل على الغارب ، ثم على النساء اللاتي رمين جلباب الحياء والحشمة وراء ظهورهن المكشوفة !!.
وهو مع كونه منكر عظيم فإن فيه مضاهاة للكفار وتشبهاً بهم (( ومن تشبه بقوم فهو منهم )) أخرجه أحمد والحاكم وغيرهما وله شواهد والحديث صحيح . وأقل أحوال هذا الحديث -إن كان المتشبه بالكفار لا يقصد التشبه بهم- أن يكون فعله من كبائر الذنوب ، فإن كان يقصد التشبه بهم فظاهر الحديث كفره . كما ذكر شيخ الإسلام رحمه الله .
أيها الأخوة ليس من المروءة أن نقلد أعداءنا من الشرق والغرب ممن تلطخت أيديهم بدمائنا ، فما الذي حل بالبوسنة والشيشان وأفغانستان والعراق ؟ ، وما أمر فلسطين عنا ببعيد !! ..فذاك والله الجرح الثاعب الذي لم يهدأ .
لو لم ينهنا الله تعالى عن تقليد الكفار والجري وراءهم لكانت المروءة تمنعنا وتنهانا .
تذكري أيتها الأخت الكريمة وأنت تفصلين فستاناً أخذت موديله من مجلة غربية أوشرقية أوقناة من هنا أو هناك ، موديلاً لا يناسبك وأنت ابنة الكرام تذكري أن ربك قد نهاك عن تقليد الكفار الذين هم حصب جهنم هم لها واردون ،
وتذكري أن هؤلاء الكفار لن يهنأ لهم بال إلا بإذلالنا . ثم تذكري أن من قلدك فيما صنعتِ فعليك وزره ووزر من عمل به إلى يوم القيامة .
اسمعوها وانقلوها لم وراءكم ، اللهم هل بلغت ، اللهم اشهد .
يتبع ...