الخزامى
12-10-2003, 11:22 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جاء شرعنا الحنيف بالخير وحثَّ عليه، ودعا إلى اغتنام الأوقات والمناسبات والتزود بالطاعات؛ وكان من أهم الأوقات والمناسبات التي أكد الشرع الحنيف على اغتنامها، شهر رمضان المبارك، فأهاب بالمسلم أن يغتنم فرصة هذا الشهر الكريم - شهر الخيرات والقرآن - ليتزود بعمل الطاعات، عملاً بقوله تعالى: {وتزودوا فإن خير الزاد التقوى } (البقرة: 197) وجاء في الحديث، قوله صلى الله عليه وسلم: ( تعرضوا لنفحات رحمة الله، فإن لله نفحات من رحمته، يصيب بها من يشاء من عباده ) حديث حسن، رواه الطبراني .
ومن السنن التي سنَّها رسول الله صلى الله عليه وسلم لهذه الأمة في شهر
رمضان، صلاة التراويح، التي اتفق أهل العلم على أنها من السنن المؤكدة في هذا الشهر، وأنها شعيرة ثابتة من شعائر الإسلام؛ وقد ثبت في صحيح الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرغِّب في قيام رمضان، من غير أن يأمرهم فيه بعزيمة، فيقول: ( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ) رواه البخاري و مسلم ، وقد صلاها صلى الله عليه وسلم في جماعة ثم ترك الاجتماع عليها؛ مخافة أن تفرض على أمته، كما ذكرت ذلك عنه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، والحديث في "صحيح مسلم" .
أما عن كيفية هذه السنة فقد بينتها أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، عندما سُئلت عن كيفية صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان، فقالت: ( ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان، ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعًا، فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعًا، فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثاً ) رواه البخاري و مسلم ، وهذا الفعل منه صلى الله عليه وسلم لا يدل على وجوب هذا العدد، فتجوز الزيادة عليه .
وقد استمر المسلمون على هذا، يصلون صلاة التراويح كما صلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانوا يصلونها كيفما اتفق لهم، فهذا يصلي بجمع، وذاك يصلي بمفرده، حتى جمعهم عمر رضي الله عنه على إمام واحد يصلي بهم التراويح، وكان ذلك أول اجتماع الناس على قارئ واحد في رمضان.
روى البخاري في "صحيحه" عن عبد الرحمن بن عبد القاري ، قال: خرجت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه في رمضان إلى المسجد فإذا الناس أوزاع - أي جماعات متفرقة - يصلي الرجل لنفسه، ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط - الجماعة من الرجال - فقال عمر : إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحدٍ لكان أمثل، ثم عزم فجمعهم على أُبيِّ بن كعب . ثم خرجتُ معه ليلة أخرى، والناس يصلون بصلاة قارئهم، قال عمر : نِعْم البدعة هذه، والتي ينامون عنها، أفضل من التي يقومون، يريد آخر الليل، وكان الناس يقومون أوله .
وروى سعيد بن منصور في "سننه": أن عمر رضي الله عنه جمع الناس على أُبيِّ بن كعب ، فكان يُصلي بالرجال، وكان تميم الداري يُصلي بالنساء .
أما عن عدد ركعاتها، فكما ذكرنا من فعل النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلاها إحدى عشرة ركعة؛ وثبت عن بعض السلف أنهم كانوا يزيدون على هذا؛ يقول ابن تيمية رحمه الله: "والصواب أن ذلك جميعه حسن، كما نص على ذلك الإمام أحمد رحمه الله، وأنه لا يتوقت في قيام رمضان عدد، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يوقت فيها عددًا، وحينئذ فيكون تكثير الركعات وتقليها، بحسب طول القيام وقصره" .
ووقتها بعد صلاة العشاء، وبعد سنتها، وقبل الوتر، ويمتد وقتها إلى قبيل الفجر؛ فلا تصح قبل صلاة العشاء، وإن طلع الفجر فات وقتها، وإن صلاها بعد العشاء وقبل سنتها صحت اتفاقًا، لكن الأفضل أن تصلى بعدها .
ويوتر بعدها في الجماعة بثلاث ركعات، فإن كان من عادته التهجد، أخَّر الوتر إلى بعد الانتهاء من التهجد، لقوله عليه الصلاة والسلام: ( اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترًا ) رواه البخاري و مسلم .
فَلْتُحَافظْ - أخي المسلم - على هذه السُّنَّة المباركة، ولْتَحْرصْ على أدائها مع الجماعة، لتكون من الفائزين والسعداء {يوم لا ينفع مال ولا بنون * إلا من أتى الله بقلب سليم } (الشعراء: 88-89) ونذكِّرُك بقول الله تعالى: {وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيراً وأعظم أجرًا } (المزمل:20). وفَّقنا الله وإياك لما يحب ويرضي، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وتقبل الله طاعتنا وطاعتكم .
جاء شرعنا الحنيف بالخير وحثَّ عليه، ودعا إلى اغتنام الأوقات والمناسبات والتزود بالطاعات؛ وكان من أهم الأوقات والمناسبات التي أكد الشرع الحنيف على اغتنامها، شهر رمضان المبارك، فأهاب بالمسلم أن يغتنم فرصة هذا الشهر الكريم - شهر الخيرات والقرآن - ليتزود بعمل الطاعات، عملاً بقوله تعالى: {وتزودوا فإن خير الزاد التقوى } (البقرة: 197) وجاء في الحديث، قوله صلى الله عليه وسلم: ( تعرضوا لنفحات رحمة الله، فإن لله نفحات من رحمته، يصيب بها من يشاء من عباده ) حديث حسن، رواه الطبراني .
ومن السنن التي سنَّها رسول الله صلى الله عليه وسلم لهذه الأمة في شهر
رمضان، صلاة التراويح، التي اتفق أهل العلم على أنها من السنن المؤكدة في هذا الشهر، وأنها شعيرة ثابتة من شعائر الإسلام؛ وقد ثبت في صحيح الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرغِّب في قيام رمضان، من غير أن يأمرهم فيه بعزيمة، فيقول: ( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ) رواه البخاري و مسلم ، وقد صلاها صلى الله عليه وسلم في جماعة ثم ترك الاجتماع عليها؛ مخافة أن تفرض على أمته، كما ذكرت ذلك عنه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، والحديث في "صحيح مسلم" .
أما عن كيفية هذه السنة فقد بينتها أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، عندما سُئلت عن كيفية صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان، فقالت: ( ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان، ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعًا، فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعًا، فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثاً ) رواه البخاري و مسلم ، وهذا الفعل منه صلى الله عليه وسلم لا يدل على وجوب هذا العدد، فتجوز الزيادة عليه .
وقد استمر المسلمون على هذا، يصلون صلاة التراويح كما صلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانوا يصلونها كيفما اتفق لهم، فهذا يصلي بجمع، وذاك يصلي بمفرده، حتى جمعهم عمر رضي الله عنه على إمام واحد يصلي بهم التراويح، وكان ذلك أول اجتماع الناس على قارئ واحد في رمضان.
روى البخاري في "صحيحه" عن عبد الرحمن بن عبد القاري ، قال: خرجت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه في رمضان إلى المسجد فإذا الناس أوزاع - أي جماعات متفرقة - يصلي الرجل لنفسه، ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط - الجماعة من الرجال - فقال عمر : إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحدٍ لكان أمثل، ثم عزم فجمعهم على أُبيِّ بن كعب . ثم خرجتُ معه ليلة أخرى، والناس يصلون بصلاة قارئهم، قال عمر : نِعْم البدعة هذه، والتي ينامون عنها، أفضل من التي يقومون، يريد آخر الليل، وكان الناس يقومون أوله .
وروى سعيد بن منصور في "سننه": أن عمر رضي الله عنه جمع الناس على أُبيِّ بن كعب ، فكان يُصلي بالرجال، وكان تميم الداري يُصلي بالنساء .
أما عن عدد ركعاتها، فكما ذكرنا من فعل النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلاها إحدى عشرة ركعة؛ وثبت عن بعض السلف أنهم كانوا يزيدون على هذا؛ يقول ابن تيمية رحمه الله: "والصواب أن ذلك جميعه حسن، كما نص على ذلك الإمام أحمد رحمه الله، وأنه لا يتوقت في قيام رمضان عدد، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يوقت فيها عددًا، وحينئذ فيكون تكثير الركعات وتقليها، بحسب طول القيام وقصره" .
ووقتها بعد صلاة العشاء، وبعد سنتها، وقبل الوتر، ويمتد وقتها إلى قبيل الفجر؛ فلا تصح قبل صلاة العشاء، وإن طلع الفجر فات وقتها، وإن صلاها بعد العشاء وقبل سنتها صحت اتفاقًا، لكن الأفضل أن تصلى بعدها .
ويوتر بعدها في الجماعة بثلاث ركعات، فإن كان من عادته التهجد، أخَّر الوتر إلى بعد الانتهاء من التهجد، لقوله عليه الصلاة والسلام: ( اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترًا ) رواه البخاري و مسلم .
فَلْتُحَافظْ - أخي المسلم - على هذه السُّنَّة المباركة، ولْتَحْرصْ على أدائها مع الجماعة، لتكون من الفائزين والسعداء {يوم لا ينفع مال ولا بنون * إلا من أتى الله بقلب سليم } (الشعراء: 88-89) ونذكِّرُك بقول الله تعالى: {وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيراً وأعظم أجرًا } (المزمل:20). وفَّقنا الله وإياك لما يحب ويرضي، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وتقبل الله طاعتنا وطاعتكم .