الإخوة هل هي فقط في الدنيا أم في الدنيا والآخرة

[جوهرة1429]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


من فضلك يا فضيلة الشيخ

أريد أن اسأل هل الإخوة فقط في الدنيا

جرى حديث بين الأخوات في العزاء وقولوا إن الإخوة فقط في الدنيا وليس الأخ اخو الأخت في الآخرة

ودللوا كلامهم بقوله تعالى

{يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ} (34) سورة عبس

هل الكلام هذا صحيح

وهل هذا بين الإخوة من أب وأم أم الإخوة بالرضاعة أم يشمل كله

أرجو الإفادة وفقكم الله للخير ونفع بكم

[همام]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..
أختنا الكريمة .. إن العلاقة التي تربط المؤمنين هي رابطة الإيمان ، وعلاقة النسب كالأبوة والأخوة والبنوة لا تتغير في الآخرة ، ولكن أحوال الناس يوم القيامة ليس كحالهم في الدنيا ، فالكرب شديد وكل ينتظر مآله نسأل الله السلامة والعافية ، ولذا فكل أحد قد أهمه شأن نفسه وما أصابه من الكرب والضيق فلا يلتفت لوالد ولا ولد ولا أخ ولا زوجة ، كل واحد منا يومئذ موقوف على عمله ، كما قال تعالى {لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه} .
وبعد الحساب يؤذن للمؤمنين بالشفاعة بعد رضى الله تعالى عن المشفوع ، فيشفع المؤمن لأخيه المؤمن سواء كان أخاً له من النسب أم غير ذلك إن كان المشفوع من أهل الكبائر دون الشرك.
ومن فضل الله تعالى أن يلحق الذرية المؤمنة للمؤمن.. يلحقهم بأبيهم وإن علا وإن لم يكونوا مثله ، وذلك من فضل الله تعالى كما جاء في آية سورة (الطور) .

والذي ينبغي علينا وقد فقدنا أحد أحبابنا أن نصبر ونحتسب ، وجزاء من فقد حبيباً له الجنة كما في الصحيح ..كما ينبغي علينا أن نكثر من الصدقة والدعاء للميت فإن ذلك ينفعه ...
أسأل الله تعالى أن يغفر لنا ولجميع موتانا ويمن علينا بالأمن والسلامة يوم الفزع الأكبر . والله تعالى أعلم .