المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صَـبْـرُ سـاعَـة - قصَّة قصيرة



رجاء الجاهوش
06-06-2009, 05:15 AM
صَـبْـرُ ساعَة


رجاء محمد الجاهوش


-1-
مِن بينِ خَمائِلِ الوَردِ لَوَّحَ لَها، فانتَفَضَ فؤادها وهَبَّ مِن سُباتِه...!
اقتَربَ قَليلا، فازدادَ اضطرابها، وسَرَت في الجَسدِ رَعشَة لَم تتبيّن كُنهَها...
أَهوَ الخَوف؟ أم الحبّ..!
قَطَفَ وَردَةً واقتربَ، فَفَزعَ قَلبُها وأَوْجَسَ حيرَة:
أيَنجلي الحُزن بَعدَ طولِ مُكثٍ؟
أَتَصفو الأيَّام بَعدَ كُلِّ ذلِكَ الكَدَر؟
أَتُطوَى لَيالي الوِحدة الكَئيبة ويُلقى بها في غَياهِبِ الزَّمن؟!
وَلِمَ لا..؟!
فالله رزَّاقٌ كَريم، رَحمَنٌ رَحِيم..!
لَم يَكن ذَلكَ الرَّجل الوَسيم يَشكو وِحدَة، فَهو زَوجٌ وأبٌ لثلاثةِ أبناء، إلاَّ أنَّه مُهمَل !
اقتَربَ أكثَرَ وأكثرَ، وعِندَ نقطَةِ الالتِقاءِ، مَدَّ يَدَهُ فَارِغَة إلاَّ مِن وَرْدَة، فلم تُطاوِعها يَدها، واستَحلفَتْه ـ بِحَياءٍ ـ ألاَّ يَفَضَّ الخَاتِمَ إلاَّ بِحقِّهِ..!
قَبَضَ يَدَه واسْتدَارَ، فَانقَبَضَ فُؤادُها وشُعاعٌ مِن أَمَل كَادَ أن يُنيرَ دَربَ أمَانِيها.
مَرَّت الأيَّام عاديَّة لا جديد فيها، إلى أن عَادَ ثَانيَة وَبِيَدِهِ وَرَقة و قَلمٌ..!
لَم يَطلُبْ الكَثير، كَانَ مُجرَّدِ تَوقيع، لكنَّها خَافَت فامتَنَعَت، فضَجَّت الأصْواتُ مِن حَولِها، كانت الأصْواتُ مَألوفَة، فذاكَ صَوت صَديقتها، وهذا صوت قريبتها، وذاكَ الذي يَأتي مِن بَعيد صوت جارَتها:
- مَاذا تنتظرين؟!
- رَحَلَ الوالِدَيْن وتَزَوَّجَ الإخوَة، فعَلى مَن تُعوِّلين؟!
- إنَّه زواج شرعي وإن كانَ مُسمَّاه زَواجا عُرفيًّا..!
- الفُرصَة لا تَأتي إلاَّ مَرَّة واحِدَة، وصدق الشَّاعرُ حين قال: إذا هَبَّت رِياحُكَ فَاغتنِمْها..!
طَأطأت رَأسَها باسْتِسلام، وَمَشَت نَحوَه بِانكِسَار، مَدَّت يَدَها فَاحتَضَنَتها يَده، وَغرِقا في بَحرٍ مِن أوهَام.

-2-
أوراقُ التَّقويمِ تتسَاقط بِبطءٍ وَثِقل، لَم يَكن قَد سَقَطَ مِنها سِوَى خَمسة عَشَرَ وَرَقَةٍ عِندَما تَلقَّت مُكالمَة دوليََّة مِن قَريبتِها وَصَديقَتِها العَزيزة ( بُشرى )...
- كَم أنَا سَعيدة ـ يا صديقتي ـ !
- خيرًا إن شَاءَ الله ؟
- أخي ( عَبد الوهَّاب ) قرََّرَ ـ أخيرًا ـ أن يُكمِل نِصفَ دِينِه ويتزوَّج.
- مَا شاءَ الله .. أدامَ الله سَعادتك ، ورَزَقهُ الزَّوجَة الصَّالِحَة .
- اللهم آمين.. دُونَ مُقدِّمَات ـ يا غالية ـ أرجو مِنَ الله أن يَجمَع بَينَكِ وبَينَ أخي في خَير، فَنِعمَ المَرأةِ أنتِ.. فَمَا قولكِ؟!
- ------

خَبَا صَوتُ اللِّسَانِ ، وعَلا نَحيبُ القلبِ !

رجاء الجاهوش
06-06-2009, 05:17 AM
بَينَ الـفَـرَجِ والـقُـنـوطِ .. صَـبـرُ سـاعَـة !

ضجيج النبض
07-06-2009, 10:54 AM
أختي الغالية رجاء الجاهوش
ما شاء الله عنك أيتها الأديبة المبدعة
بارك الله بك واعانك على نشر الحق عبر رسائلك قليلة الكلمات كثيرة وعميقة المعاني
حقاً بلاغتك فاقت الوصف .

فلو ملكتْ صبر ساعة فقط لعلمتْ أنها تمشي إلى حيث الهلاك!!!!
فما من شيء اسمه زواج عرفي إلا ومصيره الهلاك
فيا أخواتي العازبات هذه رسالة لكنّ من أختكنّ الحريصة عليكنّ رجاء الجاهوش
لأن تضعن مخافة الله نِصب أعينكنّ وتملكن صبر ساعة وتفكرن ملياً بقراركنّ
فأن تبقين عازبات خير لكنّ من زواج عرفي تندمن عليه باقي العمر وتستَترن من ( فضيحته ) خلف ستائر الخوف

أبعد الله بنات المسلمين عن مثل هذا الزواج

دمتِ بعناية الكريم

ضي1
07-06-2009, 01:46 PM
مشكوره ياقلبي علي القصه الاكثر من رائعه

الؤلؤة المكنونة
07-06-2009, 03:37 PM
مكشورة الله يعطيكي العافية

رجاء الجاهوش
10-06-2009, 01:00 AM
أختي العزيزة ضجيج النبض
وفيكِ بارك الله، وجزاكِ خير الجزاء لحضورك العذب الكريم.
قراءة واعية، ونصيحة تُكتب بماء الذَّهب..
بارك الله فيك وفي مدادكِ
دمتِ بخير

** * **


أختي العزيزة ضي
والشكر موصول لك لحضورك العذب الكريم.
دمتِ بخير


** * **


أختي العزيزة الؤلؤة المكنونة
الله يعافيكِ، ويجزيك خير الجزاء لحضورك الكريم.
دمتِ بخير