زهرة اللافندر
09-08-2009, 05:04 AM
بسمـ اللـه الرحمـن الرحيمـ ..
السلآمـ عليكمـ و رحمـة اللـه و بركآتـه ..
.
.
.
1- اخواني : الذنوب تغطي على القلوب ،
فإذا أظلمت مرآة القلب لم يبن فيها وجه الهدى ، و من علم ضرر الذنب استشعر الندم .
2- يا صاحب الخطايا اين الدموع الجارية ،
يا اسير المعاصي إبك على الذنوب الماضية ، أسفاً لك إذا جاءك الموت و ما أنبت ، واحسرة لك إذا دُعيت إلى التوبة فما أجبت ،
كيف تصنع إذا نودي بالرحيل و ما تأهبت ، ألست الذي بارزت بالكبائر و ما راقبت ؟
3- أسفاً لعبد كلما كثرت اوزاره قلّ استغفاره ،
و كلما قرب من القبور قوي عنده الفتور .
4- اذكر اسم من إذا اطعته افادك ، و إذا اتيته شاكراً زادك ،
و إذا خدمته أصلح قلبك و فؤادك
5- أيها الغافل ما عندك خبر منك !
فما تعرف من نفسك إلا ان تجوع فتاكل ، و تشبع فتنام ،
و تغضب فتخاصم ، فبم تميزت عن البهائم !
6- واعجباً لك !
لو رايت خطاً مستحسن الرقم لأدركك الدهش من حكمة الكاتب ،
و انت ترى رقوم القدرة و لا تعرف الصانع ،
فإن لم تعرفه بتلك الصنعة فتعجّب ، كيف اعمى بصيرتك مع رؤية بصرك !
7- يا من قد وهى شبابه ، و امتلأ بالزلل كتابه ،
أما بلغك ان الجلود إذا استشهدت نطقت !
اما علمت ان النار للعصاة خلقت !
إنها لتحرق كل ما يُلقى فيها ،
فتذكر أن التوبة تحجب عنها ،
و الدمعة تطفيها .
8- سلوا القبور عن سكانها ،
و استخبروا اللحود عن قطانها ،
تخبركم بخشونة المضاجع ،
و تُعلمكم أن الحسرة قد ملأت المواضع ،
و المسافر يود لو انه راجع ،
فليتعظ الغافل و ليراجع .
9- يا مُطالباً باعماله ، يا مسؤلاً عن افعاله ،
يا مكتوباً عليه جميع أقواله ،
يا مناقشاً على كل أحواله ،
نسيانك لهذا أمر عجيب !
10- إن مواعظ القرآن تُذيب الحديد ،
و للفهوم كل لحظة زجر جديد ،
و للقلوب النيرة كل يوم به وعيد ،
غير أن الغافل يتلوه و لا يستفيد
11- كان بشر الحافي طويل السهر يقول :
أخاف أن يأتي أمر الله و أنا نائم
12- من تصور زوال المحن و بقاء الثناء هان الابتلاء عليه ،
و من تفكر في زوال اللذات وبقاء العار هان تركها عنده ،
و ما يُلاحظ العواقب إلا بصر ثاقب .
13- عجباً لمؤثر الفانية على الباقية ، و لبائع البحر الخضم بساقية ،
و لمختار دار الكدر على الصافية ،
و لمقدم حب الأمراض على العافية .
14- قدم على محمد بن واسع ابن عم له فقال له من اين اقبلت ؟ قال : من طلب الدنيا ،
فقال : هل ادركتها ؟
قال لا ، فقال : واعجباً !
انت تطلب شيئاً لم تدركه ،
فكيف تدرك شيئاً لم تطلبه .
15- يُجمع الناس كلهم في صعيد ،
و ينقسمون إلى شقي و سعيد ،
فقوم قد حلّ بهم الوعيد ،
و قوم قيامتهم نزهة و عيد ،
و كل عامل يغترف من مشربه .
16- كم نظرة تحلو في العاجلة ، مرارتها لا تُـطاق في الآخرة ،
يا ابن أدم قلبك قلب ضعيف ،
و رأيك في إطلاق الطرف رأي سخيف ،
فكم نظرة محتقرة زلت بها الأقدام
17- ياطفل الهوى !
متى يؤنس منك رشد ،
عينك مطلقة في الحرام ،
و لسانك مهمل في الآثام ،
و جسدك يتعب في كسب الحطام .
18- أين ندمك على ذنوبك ؟
أين حسرتك على عيوبك ؟
إلى متى تؤذي بالذنب نفسك ،
و تضيع يومك تضييعك أمسك ،
لا مع الصادقين لك قدم ،
و لا مع التائبين لك ندم ،
هلاّ بسطت في الدجى يداً سائلة ،
و أجريت في السحر دموعاً سائلة .
19- تحب اولادك طبعاً فأحبب والديك شرعاً ،
و ارع أصلاً أثمر فرعاً ،
و اذكر لطفهما بك و طيب المرعى أولاً و اخيرا ،
فتصدق عنهما إن كانا ميتين ،
و استغفر لهما و اقض عنهما الدين
20- من لك إذا الم الألم ، و سكن الصوت و تمكن الندم ،
ووقع الفوت ،
و أقبل لأخذ الروح ملك الموت ،
و نزلت منزلاً ليس بمسكون ،
فيا أسفاً لك كيف تكون ،
و اهوال القبر لا تطاق .
21- كأن القلوب ليست منا ، و كان الحديث يُعنى به غيرنا ،
كم من وعيد يخرق الآذانا ..
كأنما يُعنى به سوانا ..
أصمّنا الإهمال بل اعمانا .
22- يا ابن آدم فرح الخطيئة اليوم قليل ،
و حزنها في غد طويل ،
ما دام المؤمن في نور التقوى ،
فهو يبصر طريق الهدى ،
فإذا أطبق ظلام الهوى عدم النور
23- انتبه الحسن ليلة فبكى ،
فضج اهل الدار بالبكاء فسالوه عن حاله فقال :
ذكرت ذنباً فبكيت ! يا مريض الذنوب ما لك دواء كالبكاء
24- يا من عمله بالنفاق مغشوش ،
تتزين للناس كما يُزين المنقوش ،
إنما يُنظر إلى الباطن لا إلى النقوش ،
فإذا هممت بالمعاصي فاذكر يوم النعوش ،
و كيف تُحمل إلى قبر بالجندل مفروش .
25- ألك عمل إذا وضع في الميزان زان ؟
عملك قشر لا لب ،
و اللب يُثقل الكفة لا القشر
26- رحم الله أعظما ً نصبت في الطاعة و انتصبت ،
جن عليها الليل فلما تمكن و ثبت ،
و كلما تذكرت جهنم رهبت و هربت ،
و كلما تذكرت ذنوبها ناحت عليها و ندبت .
27- يا هذا لا نوم أثقل من الغفلة ،
و لا رق أملك من الشهوة ،
و لا مصيبة كموت القلب
، و لا نذير أبلغ من الشيب .
28- إلى كم اعمالك كلها قباح ،
اين الجد إلى كم مزاح ،
كثر الفساد فأين الصلاح
، ستفارق الأرواح الأجساد إما في غدو و إما في رواح ،
و سيخلو البلى بالوجوه الصباح ،
أفي هذا شك ام الأمر مزاح .
29- فليلجأ العاصي إلى حرم الإنابة ،
و ليطرق بالأسحار باب الإجابة ،
فما صدق صادق فرُد ،
و لا اتى الباب مخلص فصُد ،
و كيف يُرد من استُدعي ؟ و إنما الشان في صدق التوية .
30- إخواني : الأيام مطايا بيدها أزمة ركبانها ،
تنزل بهم حيث شاءت ،
فبينا هم على غواربها ألقــتهم فوطئتهم بمناسمها .
31- النظر النظر إلى العواقب ،
فإن اللبيب لها يراقب ،
أين تعب من صام الهواجر ؟
و أين لذة العاصي الفاجر ؟
فكأن لم يتعب من صابر اللذات ،
و كان لم يلتذ من نال الشهوات .
32- حبس بعض السلاطين رجلاً زماناً طويلا ثم اخرجه فقال له :
كيف وجدت محبسك ؟
قال : ما مضى من نعيمك يوم إلا و مضى من بؤسي يوم ،
حتى يجمعنا يوم
33- جبلت القلوب على حب من أحسن إليها
، فواعجباً ممن لم ير محسناً سوى الله عز وجل
كيف لا يميل بكليته إليه .
34- إحذر نفار النعم فما كل شارد بمردود ،
إذا وصلت إليك أطرافها فلا تُنفر أقصاها بقلة لشكر .
35- اجتمعت كلمة إلى نظرة على خاطر قبيح و فكرة ،
في كتاب يًحصي حتى الذرة ،
و العصاة عن المعاصي في سكرة ،
فجنو من جِنى ما جنوا ، ثمار ما قد غرسوه .
36- يا هذا !
ماء العين في الأرض حياة الزرع ،
و ماء العين على الخد حياة القلب .
37- يا طالب الجنة !
بذنب واحد أُخرج ابوك منها ،
أتطمع في دخولها بذنوب لم تتب عنها !
إن امرأً تنقضي بالجهل ساعاته ،
و تذهب بالمعاصي أوقاته ،
لخليق ان تجري دائماً دموعه ،
و حقيق أن يقل في الدجى هجوعه .
38- أعقل الناس محسن خائف ،
و أحمق الناس مسئ آمن .
39- لا يطمعن البطال في منازل الأبطال ،
إن لذة الراحة لا تنال بالراحة ،
من زرع حصد و من جد وجد ،
فالمال لا يحصل إلا بالتعب ،
و العلم لا يُدرك إلا بالنصب ،
و اسم الجواد لا يناله بخيل ،
و لقب الشجاع لا يحصل إلا بعد تعب طويل .
40- كاتبوا بالدموع فجائهم الطف جواب ،
اجتمعت أحزان السر على القلب فأوقد حوله الأسف و كان الدمع صاحب الخبر فنم .
41- كيف يفرح بالدنيا من يومه يهدم شهره ،
و شهره يهدم سنته ،
و سنته تهدم عمره ،
كيف يلهو من يقوده عمره إلى اجله ،
وحياته على موته .
42- إخواني : الدنيا في إدبار ،
و اهلها منها في استكثار ،
و الزارع فيها غير التقى لا يحصد إلا الندم .
43- ويحك !
أنت في القب محصور إلى ان ينفخ في الصور ،
ثم راكب أو مجرور ،
حزين او مسرور ،
مطلق او مأسور
، فما هذا اللهو و الغرور !
44- بأي عين تراني يا من بارزني و عصاني ،
بأي وجه تلقاني ،
يا من نسي عظمة شاني ،
خاب المحجوبون عني ،
و هلك المبعدون مني .
45- يا هذا زاحم باجتهادك المتقين ،
و سر في سرب أهل اليقين ،
هل القوم إلا رجال طرقوا باب التوفيق ففتح لهم ،
و ما نياس لك من ذلك .
46- ألا رُب فرح بما يؤتى قد خرج اسمه مع الموتى ،
ألا رُب معرض عن سبيل رشده ،
قد آن أوان شق لحده ،
ألا رُب ساع في جمع حطامه ،
قد دنا تشتيت عظامه ،
ألا رُب مُجد في تحصيل لذاته ، قد آن خراب ذاته
47- يا مضيعاً اليوم تضييعه أمس ،
تيقظ ويحك فقد قتلت النفس ،
و تنبه للسعود فإلى كم نحس ،
و احفظ بقية العمر ،
فقد بعت الماضي بالبخس .
48- عينك مطلقة في الحرام ،
و لسانك منبسط في الآثام ،
و لأقدامك على الذنوب إقدام ،
و الكل مثبت في الديوان .
49- كانوا يتقون الشرك و المعاصي ،
و يجتمعون على الأمر بالخير و التواصي ،
و يحذرون يوم الأخذ بالأقدام و النواصي ،
فاجتهد في لحاقهم ايها العاصي ، قبل ان تبغتك المنون .
50- أذبلوا الشفاه يطلبون الشفاء بالصيام ،
و أنصبوا لما انتصبوا الأجساد يخافون المعاد بالقيام ،
و حفظوا الألسنة عما لا يعني عن فضول الكلام ،
و اناخوا على باب الرجا في الدجى إذا سجى الظلام ،
فأنشبوا مخاليب طمعهم في العفو ،
فإذا الأظافير ظافرة .
51- يا مقيمين سترحلون ،
يا غافلين عن الرحيل ستظعنون
، يا مستقرين ما تتركون ،
أراكم متوطنين تأمنون المنون
52- وعظ أعرابي ابنه فقال : أي بني إنه من خاف الموت بادر الفوت ، و من لم يكبح نفسه عن الشهوات أسرعت به التبعات ،
و الجنة و النار أمامك .
53- يا له من يوم لا كالأيام ،
تيقظ فيه من غفل و نام ،
و يحزن كل من فرح بالآثام ،
و تيقن أن أحلى ما كان فيه أحلام ،
واعجباً لضحك نفس البكاء أولى بها .
54- إن النفس إذا أُطمعت طمعت ،
و إذا أُقنعت باليسير قنعت ،
فإذا أردت صلاحها فاحبس لسانها عن فضول كلامها ،
و غُض طرفها عن محرم نظراتها ،
و كُف كفها عن مؤذي شهواتها ،
إن شئت ان تسعى لها في نجاتها .
55- علامة الاستدراج :
العمى عن عيوب النفس ،
ما ملكها عبد إلا عز ،
و ما ملكت عبداً غلا ذل .
56- ميزان العدل يوم القيامة تبين فيه الذرة ،
فيجزى العبد على الكلمة قالها في الخير ،
و النظرة نظرها في الشر ،
فيا من زاده من الخير طفيف ،
احذر ميزان عدل لا يحيف .
57- سمع سليمان بن عبدالملك صوت الرعد فانزعج ،
فقال له عمر بن عبد العزيز :
يا أمير المؤمنين هذا صوت رحمته فكيف بصوت عذابه ؟
58- يا من أجدبت أرض قلبه ،
متى تهب ريح المواعظ فتثير سحاباً ،
فيه رعود و تخويف ،
و بروق و خشية ،
فتقع قطرة على صخرة القلب فيتروى و يُنبت .
59- قال بعض السلف :
إذا نطقت فاذكر من يسمع ،
و إذا نظرت فاذكر من يرى ،
و إذا عزمت فاذكر من يعلم .
60- قال سفيان الثوري يوماً لأصحابه :
أخبروني لو كان معكم من يرفع الحديث إلى السلطان أكنتم تتكلمون بشئ ؟
قالوا : لا ،
قال ، فإن معكم من يرفع الحديث إلى الله عز وجل .
61- كلامك مكتوب ،
و قولك محسوب ،
و انت يا هذا مطلوب ،
و لك ذنوب و ما تتوب ،
و شمس الحياة قد اخذت في الغروب فما أقسى قلبك من بين القلوب .
ممآ أعجبني :)
السلآمـ عليكمـ و رحمـة اللـه و بركآتـه ..
.
.
.
1- اخواني : الذنوب تغطي على القلوب ،
فإذا أظلمت مرآة القلب لم يبن فيها وجه الهدى ، و من علم ضرر الذنب استشعر الندم .
2- يا صاحب الخطايا اين الدموع الجارية ،
يا اسير المعاصي إبك على الذنوب الماضية ، أسفاً لك إذا جاءك الموت و ما أنبت ، واحسرة لك إذا دُعيت إلى التوبة فما أجبت ،
كيف تصنع إذا نودي بالرحيل و ما تأهبت ، ألست الذي بارزت بالكبائر و ما راقبت ؟
3- أسفاً لعبد كلما كثرت اوزاره قلّ استغفاره ،
و كلما قرب من القبور قوي عنده الفتور .
4- اذكر اسم من إذا اطعته افادك ، و إذا اتيته شاكراً زادك ،
و إذا خدمته أصلح قلبك و فؤادك
5- أيها الغافل ما عندك خبر منك !
فما تعرف من نفسك إلا ان تجوع فتاكل ، و تشبع فتنام ،
و تغضب فتخاصم ، فبم تميزت عن البهائم !
6- واعجباً لك !
لو رايت خطاً مستحسن الرقم لأدركك الدهش من حكمة الكاتب ،
و انت ترى رقوم القدرة و لا تعرف الصانع ،
فإن لم تعرفه بتلك الصنعة فتعجّب ، كيف اعمى بصيرتك مع رؤية بصرك !
7- يا من قد وهى شبابه ، و امتلأ بالزلل كتابه ،
أما بلغك ان الجلود إذا استشهدت نطقت !
اما علمت ان النار للعصاة خلقت !
إنها لتحرق كل ما يُلقى فيها ،
فتذكر أن التوبة تحجب عنها ،
و الدمعة تطفيها .
8- سلوا القبور عن سكانها ،
و استخبروا اللحود عن قطانها ،
تخبركم بخشونة المضاجع ،
و تُعلمكم أن الحسرة قد ملأت المواضع ،
و المسافر يود لو انه راجع ،
فليتعظ الغافل و ليراجع .
9- يا مُطالباً باعماله ، يا مسؤلاً عن افعاله ،
يا مكتوباً عليه جميع أقواله ،
يا مناقشاً على كل أحواله ،
نسيانك لهذا أمر عجيب !
10- إن مواعظ القرآن تُذيب الحديد ،
و للفهوم كل لحظة زجر جديد ،
و للقلوب النيرة كل يوم به وعيد ،
غير أن الغافل يتلوه و لا يستفيد
11- كان بشر الحافي طويل السهر يقول :
أخاف أن يأتي أمر الله و أنا نائم
12- من تصور زوال المحن و بقاء الثناء هان الابتلاء عليه ،
و من تفكر في زوال اللذات وبقاء العار هان تركها عنده ،
و ما يُلاحظ العواقب إلا بصر ثاقب .
13- عجباً لمؤثر الفانية على الباقية ، و لبائع البحر الخضم بساقية ،
و لمختار دار الكدر على الصافية ،
و لمقدم حب الأمراض على العافية .
14- قدم على محمد بن واسع ابن عم له فقال له من اين اقبلت ؟ قال : من طلب الدنيا ،
فقال : هل ادركتها ؟
قال لا ، فقال : واعجباً !
انت تطلب شيئاً لم تدركه ،
فكيف تدرك شيئاً لم تطلبه .
15- يُجمع الناس كلهم في صعيد ،
و ينقسمون إلى شقي و سعيد ،
فقوم قد حلّ بهم الوعيد ،
و قوم قيامتهم نزهة و عيد ،
و كل عامل يغترف من مشربه .
16- كم نظرة تحلو في العاجلة ، مرارتها لا تُـطاق في الآخرة ،
يا ابن أدم قلبك قلب ضعيف ،
و رأيك في إطلاق الطرف رأي سخيف ،
فكم نظرة محتقرة زلت بها الأقدام
17- ياطفل الهوى !
متى يؤنس منك رشد ،
عينك مطلقة في الحرام ،
و لسانك مهمل في الآثام ،
و جسدك يتعب في كسب الحطام .
18- أين ندمك على ذنوبك ؟
أين حسرتك على عيوبك ؟
إلى متى تؤذي بالذنب نفسك ،
و تضيع يومك تضييعك أمسك ،
لا مع الصادقين لك قدم ،
و لا مع التائبين لك ندم ،
هلاّ بسطت في الدجى يداً سائلة ،
و أجريت في السحر دموعاً سائلة .
19- تحب اولادك طبعاً فأحبب والديك شرعاً ،
و ارع أصلاً أثمر فرعاً ،
و اذكر لطفهما بك و طيب المرعى أولاً و اخيرا ،
فتصدق عنهما إن كانا ميتين ،
و استغفر لهما و اقض عنهما الدين
20- من لك إذا الم الألم ، و سكن الصوت و تمكن الندم ،
ووقع الفوت ،
و أقبل لأخذ الروح ملك الموت ،
و نزلت منزلاً ليس بمسكون ،
فيا أسفاً لك كيف تكون ،
و اهوال القبر لا تطاق .
21- كأن القلوب ليست منا ، و كان الحديث يُعنى به غيرنا ،
كم من وعيد يخرق الآذانا ..
كأنما يُعنى به سوانا ..
أصمّنا الإهمال بل اعمانا .
22- يا ابن آدم فرح الخطيئة اليوم قليل ،
و حزنها في غد طويل ،
ما دام المؤمن في نور التقوى ،
فهو يبصر طريق الهدى ،
فإذا أطبق ظلام الهوى عدم النور
23- انتبه الحسن ليلة فبكى ،
فضج اهل الدار بالبكاء فسالوه عن حاله فقال :
ذكرت ذنباً فبكيت ! يا مريض الذنوب ما لك دواء كالبكاء
24- يا من عمله بالنفاق مغشوش ،
تتزين للناس كما يُزين المنقوش ،
إنما يُنظر إلى الباطن لا إلى النقوش ،
فإذا هممت بالمعاصي فاذكر يوم النعوش ،
و كيف تُحمل إلى قبر بالجندل مفروش .
25- ألك عمل إذا وضع في الميزان زان ؟
عملك قشر لا لب ،
و اللب يُثقل الكفة لا القشر
26- رحم الله أعظما ً نصبت في الطاعة و انتصبت ،
جن عليها الليل فلما تمكن و ثبت ،
و كلما تذكرت جهنم رهبت و هربت ،
و كلما تذكرت ذنوبها ناحت عليها و ندبت .
27- يا هذا لا نوم أثقل من الغفلة ،
و لا رق أملك من الشهوة ،
و لا مصيبة كموت القلب
، و لا نذير أبلغ من الشيب .
28- إلى كم اعمالك كلها قباح ،
اين الجد إلى كم مزاح ،
كثر الفساد فأين الصلاح
، ستفارق الأرواح الأجساد إما في غدو و إما في رواح ،
و سيخلو البلى بالوجوه الصباح ،
أفي هذا شك ام الأمر مزاح .
29- فليلجأ العاصي إلى حرم الإنابة ،
و ليطرق بالأسحار باب الإجابة ،
فما صدق صادق فرُد ،
و لا اتى الباب مخلص فصُد ،
و كيف يُرد من استُدعي ؟ و إنما الشان في صدق التوية .
30- إخواني : الأيام مطايا بيدها أزمة ركبانها ،
تنزل بهم حيث شاءت ،
فبينا هم على غواربها ألقــتهم فوطئتهم بمناسمها .
31- النظر النظر إلى العواقب ،
فإن اللبيب لها يراقب ،
أين تعب من صام الهواجر ؟
و أين لذة العاصي الفاجر ؟
فكأن لم يتعب من صابر اللذات ،
و كان لم يلتذ من نال الشهوات .
32- حبس بعض السلاطين رجلاً زماناً طويلا ثم اخرجه فقال له :
كيف وجدت محبسك ؟
قال : ما مضى من نعيمك يوم إلا و مضى من بؤسي يوم ،
حتى يجمعنا يوم
33- جبلت القلوب على حب من أحسن إليها
، فواعجباً ممن لم ير محسناً سوى الله عز وجل
كيف لا يميل بكليته إليه .
34- إحذر نفار النعم فما كل شارد بمردود ،
إذا وصلت إليك أطرافها فلا تُنفر أقصاها بقلة لشكر .
35- اجتمعت كلمة إلى نظرة على خاطر قبيح و فكرة ،
في كتاب يًحصي حتى الذرة ،
و العصاة عن المعاصي في سكرة ،
فجنو من جِنى ما جنوا ، ثمار ما قد غرسوه .
36- يا هذا !
ماء العين في الأرض حياة الزرع ،
و ماء العين على الخد حياة القلب .
37- يا طالب الجنة !
بذنب واحد أُخرج ابوك منها ،
أتطمع في دخولها بذنوب لم تتب عنها !
إن امرأً تنقضي بالجهل ساعاته ،
و تذهب بالمعاصي أوقاته ،
لخليق ان تجري دائماً دموعه ،
و حقيق أن يقل في الدجى هجوعه .
38- أعقل الناس محسن خائف ،
و أحمق الناس مسئ آمن .
39- لا يطمعن البطال في منازل الأبطال ،
إن لذة الراحة لا تنال بالراحة ،
من زرع حصد و من جد وجد ،
فالمال لا يحصل إلا بالتعب ،
و العلم لا يُدرك إلا بالنصب ،
و اسم الجواد لا يناله بخيل ،
و لقب الشجاع لا يحصل إلا بعد تعب طويل .
40- كاتبوا بالدموع فجائهم الطف جواب ،
اجتمعت أحزان السر على القلب فأوقد حوله الأسف و كان الدمع صاحب الخبر فنم .
41- كيف يفرح بالدنيا من يومه يهدم شهره ،
و شهره يهدم سنته ،
و سنته تهدم عمره ،
كيف يلهو من يقوده عمره إلى اجله ،
وحياته على موته .
42- إخواني : الدنيا في إدبار ،
و اهلها منها في استكثار ،
و الزارع فيها غير التقى لا يحصد إلا الندم .
43- ويحك !
أنت في القب محصور إلى ان ينفخ في الصور ،
ثم راكب أو مجرور ،
حزين او مسرور ،
مطلق او مأسور
، فما هذا اللهو و الغرور !
44- بأي عين تراني يا من بارزني و عصاني ،
بأي وجه تلقاني ،
يا من نسي عظمة شاني ،
خاب المحجوبون عني ،
و هلك المبعدون مني .
45- يا هذا زاحم باجتهادك المتقين ،
و سر في سرب أهل اليقين ،
هل القوم إلا رجال طرقوا باب التوفيق ففتح لهم ،
و ما نياس لك من ذلك .
46- ألا رُب فرح بما يؤتى قد خرج اسمه مع الموتى ،
ألا رُب معرض عن سبيل رشده ،
قد آن أوان شق لحده ،
ألا رُب ساع في جمع حطامه ،
قد دنا تشتيت عظامه ،
ألا رُب مُجد في تحصيل لذاته ، قد آن خراب ذاته
47- يا مضيعاً اليوم تضييعه أمس ،
تيقظ ويحك فقد قتلت النفس ،
و تنبه للسعود فإلى كم نحس ،
و احفظ بقية العمر ،
فقد بعت الماضي بالبخس .
48- عينك مطلقة في الحرام ،
و لسانك منبسط في الآثام ،
و لأقدامك على الذنوب إقدام ،
و الكل مثبت في الديوان .
49- كانوا يتقون الشرك و المعاصي ،
و يجتمعون على الأمر بالخير و التواصي ،
و يحذرون يوم الأخذ بالأقدام و النواصي ،
فاجتهد في لحاقهم ايها العاصي ، قبل ان تبغتك المنون .
50- أذبلوا الشفاه يطلبون الشفاء بالصيام ،
و أنصبوا لما انتصبوا الأجساد يخافون المعاد بالقيام ،
و حفظوا الألسنة عما لا يعني عن فضول الكلام ،
و اناخوا على باب الرجا في الدجى إذا سجى الظلام ،
فأنشبوا مخاليب طمعهم في العفو ،
فإذا الأظافير ظافرة .
51- يا مقيمين سترحلون ،
يا غافلين عن الرحيل ستظعنون
، يا مستقرين ما تتركون ،
أراكم متوطنين تأمنون المنون
52- وعظ أعرابي ابنه فقال : أي بني إنه من خاف الموت بادر الفوت ، و من لم يكبح نفسه عن الشهوات أسرعت به التبعات ،
و الجنة و النار أمامك .
53- يا له من يوم لا كالأيام ،
تيقظ فيه من غفل و نام ،
و يحزن كل من فرح بالآثام ،
و تيقن أن أحلى ما كان فيه أحلام ،
واعجباً لضحك نفس البكاء أولى بها .
54- إن النفس إذا أُطمعت طمعت ،
و إذا أُقنعت باليسير قنعت ،
فإذا أردت صلاحها فاحبس لسانها عن فضول كلامها ،
و غُض طرفها عن محرم نظراتها ،
و كُف كفها عن مؤذي شهواتها ،
إن شئت ان تسعى لها في نجاتها .
55- علامة الاستدراج :
العمى عن عيوب النفس ،
ما ملكها عبد إلا عز ،
و ما ملكت عبداً غلا ذل .
56- ميزان العدل يوم القيامة تبين فيه الذرة ،
فيجزى العبد على الكلمة قالها في الخير ،
و النظرة نظرها في الشر ،
فيا من زاده من الخير طفيف ،
احذر ميزان عدل لا يحيف .
57- سمع سليمان بن عبدالملك صوت الرعد فانزعج ،
فقال له عمر بن عبد العزيز :
يا أمير المؤمنين هذا صوت رحمته فكيف بصوت عذابه ؟
58- يا من أجدبت أرض قلبه ،
متى تهب ريح المواعظ فتثير سحاباً ،
فيه رعود و تخويف ،
و بروق و خشية ،
فتقع قطرة على صخرة القلب فيتروى و يُنبت .
59- قال بعض السلف :
إذا نطقت فاذكر من يسمع ،
و إذا نظرت فاذكر من يرى ،
و إذا عزمت فاذكر من يعلم .
60- قال سفيان الثوري يوماً لأصحابه :
أخبروني لو كان معكم من يرفع الحديث إلى السلطان أكنتم تتكلمون بشئ ؟
قالوا : لا ،
قال ، فإن معكم من يرفع الحديث إلى الله عز وجل .
61- كلامك مكتوب ،
و قولك محسوب ،
و انت يا هذا مطلوب ،
و لك ذنوب و ما تتوب ،
و شمس الحياة قد اخذت في الغروب فما أقسى قلبك من بين القلوب .
ممآ أعجبني :)