المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حالنا في رمضان



اماني الشوق
26-08-2009, 08:41 PM
للشيخ : صالح المغامسي
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى له الملك كله وله الحمد كله وإليه يرجع الأمر كله{إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَمَا تَخْرُجُ مِن ثَمَرَاتٍ مِّنْ أَكْمَامِهَا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَائِي قَالُوا آذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِن شَهِيدٍ} وأشهد أن لا إله إلا الله لارب غيره ولا إله سواه لواء وشعار ودثار أهل التقوى وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله بلغ عن الله رسالاته ونصح له في برياته رفع الله له ذكره وشرح الله له صدره ووضع الله عنه إزره وجعل الذلة والصغار على من خالف أمره اللهم صلي وسلم وبارك وأنعم عليه اللهم وعلى آله الأخيار وأصحابه الأبرار وعلى من سلك مسلكهم واقتفى آثارهم إلى يوم تتقلب فيه القلوب والأبصار ، أما بعد أيها المؤمنون فهذه بشائره قد أطلت وهذه أنواره قد حلت شهر ولات الشهور شهر أوجب الله صيامه وشرع الله قيامه نصر الله فيه جنده وأنزل الله فيه كتابه وأعز الله فيه الإسلام وأهله.

عباد الله :
إن رمضان شهركم أهل الإسلام وفخركم يا أمة القرآن قدمتم اليوم تتساءلون عن حال المسلم فيه وتتساءلون ماينبغي أن يكون عليه المؤمن في نهار رمضان ولياليه.

عباد الله :
وهل حال المسلمين في رمضان إلا قلوب مشتاقة ودموع مُهراقَه وأعين إلى لقيا ربها جل جلاله مشتاقة حال المسلمين في رمضان دعاء وصلاة صدقات وزكاة حال المؤمنين فيه توبة واستغفار وتهليل وذكر للواحد القهار وسير على منهج وهدي سيد الأخيار صلوات الله وسلامه عليه.

عباد الله :
لقد شرع الله لكم صيام رمضان وقيامه وللمؤمنين مع هذا الشهر أحوال خاصة ينجيهم الله بها ويرشدهم الله إليها ويجزيهم تبارك وتعالى عليها فأول ماينبغي علمه أن يعلم المؤمن أن أعظم أحوال المؤمنين مع رمضان التدبر والتفكر في عظمة الخالق جل جلاله فكم مر على من كان قبلنا من الناس رمضانات عديدة وأزمنة مديدة منذ أن خلق الله آدم إلى اليوم وسيبقى الأمر كذلك إلى قيام الساعة سنن لا تتبدل وصبغة لا تتغير تنبئ عن عظمة الجبار وعن عظمة وملكوت الواحد القهار{ إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ } فسبحان مصرف الليالي والأيام ومكور الليل والنهار اللهم بلغنا رمضان وأعنا على صيامه وقيامه.

عباد الله :
ألا وإن من أحوال المسلم في رمضان أن يعلم يقينا أن هذا الشهر الكريم مظهر من مظاهر رحمة الله تبارك وتعالى بعباده ففيه ترفع الدرجات وتكفر السيئات وتضاعف الحسنات وتفتح أبواب الجنات ففي المسند من حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أعطيت أمتي في رمضان خمس خصال لم تعطهن أمة من الأمم قبلها خلوف فم الصائم أطيب عند الله من رائحة المسك وتستغفر لهم الملائكة حتى يفطروا ويزين الله لهم كل يوم جنته يقول يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المئونة والأذى ويصلوا إليك وتصفد فيه مردة الشياطين فلا يخلصون في رمضان إلى ماكانوا يخلصون إليه في غيره ويغفر لهم في آخر ليلة قيل يارسول الله أهي ليلة القدر ؟ قال : لا إنما يوفى الأجير أجره إذا قضى عمله " ففي رمضان تتجلى رحمات رب العالمين جل جلاله أيام معدودات كم فيها من النفحات الربانية وكم فيها من الرحمات الإلهية فقل للمعرضين عن الله ورحمته من سيُآنس غدا في القبور وحشتكم ومن سيرحم غدا تحت الثرى غربتكم اللهم بلغنا رمضان وأعنا على صيامه وقيامه.

عباد الله :
هذا وإن من أحوال المسلم في رمضان أن يعلم أن شهرا كرمضان لا يستقبل بالقناديل المضيئة ولا بالمسابقات السنوية ولا بالبرامج الدعائية ولكن شهرا كرمضان لا يستقبله المسلم بأعظم من توبة صادقة نصوح وأوبة خالصة إلى رب الملائكة والروح فالتوبة أيها المؤمنون وظيفة العمر أمر الله بها عباده ونعت الله بها أوليائه ووصف الله بها أصفيائه فقل للجامعين المال من غير حله كفاكم ماجمعتم فإن الله مطلع عليكم وقل للعاكفين على الزنا والفجور والفحشاء توبوا إلى الله فإن الله يعلم ما أسررتم وما أعلنتم وقل لمن ملئت قلوبهم حقدا وحسدا وبغضاء توبوا إلى الله فقد كفاكم ما أفسدتم وقل للشباب الذين يؤذون المؤمنات ويلمزون الغافلات إن الموت يطلبكم والله جل جلاله سيسألكم وقل للمؤمنات الغافلات عن الله وذكره والعاكفات على ماحرم الله جل وعلا وحرم رسوله صلى الله عليه وسلم قل لهن صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " سبحان الله ماذا أنزل الليلة من الفتن ومافتح من الخزائن أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع آخرها أولها أيقظوا صواحب الحجرات فرب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة " وصح عنه صلى الله عليه وسلم قوله " صنفان من أهل النار لم أرهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات عليهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها "

عباد الله:
أيها المؤمنون هذا شهر التوبة فإن لم نتب في شهر رمضان فمتى نتوب وإن لم نرجع إلى الله في مثل هذا الشهر فمتى نؤوب فالله الله يا أخي ويا أختاه ولنتذكر جميعا وليتذكر كل فرد منا غدا إذا ذهبت لذته وبقيت حسرته إذا انقطع أمام الله جوابه وشهدت عليه جوارحه بما قدم وأخر ورد في بعض الآثار أنه يؤتى بالرجل العاصي يوم القيامة يؤتى بالعاصي يوم القيامة رجلا كان أو امرأة فتغلب عليه شقوته فيقول يارب لا أقبل شاهدا إلا من نفسي فيختم الله على لسانه فتنطق جوارحه بما صنع تقول العين أنا إلى الحرام نظرت وتقول الأذن وأنا إلى الحرام استمعت وتقول اليد وأنا إلى الحرام تناولت حتى تقول القدم وأنا إلى الحرام مشيت ويقول الفرج عياذا بالله وأنا فعلت وفعلت وفعلت فيقول الملك الذي على اليسار وأنا اطلعت وكتبت فيقول الملك الذي على اليمين وأنا اطلعت وشهدت فيقول رب العالمين جل جلاله وأنا اطلعت وسترت ثم يقول يا ملائكتي خذوه ومن عذابي أذيقوه فقد اشتد غضبي على من قل حياؤه مني أعوذ بالله من الشيطان الرجيم{ وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاء اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (19) حَتَّى إِذَا مَا جَاؤُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (20) وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (21) وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيراً مِّمَّا تَعْمَلُونَ (22) وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنْ الْخَاسِرِينَ (23) فَإِن يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ وَإِن يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُم مِّنَ الْمُعْتَبِينَ} اللهم بلغنا رمضان وارزقنا فيه توبة خالصة نصوح.

عباد الله :
ألا وإن مما شرعه الله لكم في رمضان صيام نهاره فلقد ناداكم ربكم في كتابه نداء كرامة لا نداء علامة فقال جل جلاله{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ} والصيام في ذاته من أعظم القربات وأجل الطاعات فلقد صام نبي الله موسى أربعين يوما وهو يتهيأ للقاء ربه جل جلاله وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يقول الله تعالى " كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به " " والصوم جنة فإذا كان يوم صيام أحدكم فلا يرفث ولا يسخط فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم للصائم فرحتان فرحة إذا أفطر يفرح بفطره ويفرح إذا لقي ربه بصومه " وفي رواية لمسلم " كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به " وفي الحديث المتفق عليه أن نبينا صلى الله عليه وسلم قال : "من صام رمضان إيمانا وإحتسابا غفر الله له ماتقدم من ذنبه" فصوموا شهركم أيها المؤمنون إستجابة للأمر الرباني العظيم وتقربا إلى الله وزلفى بهذا العمل الصالح الذي دأب عليه نبينا صلى الله عليه وسلم وأعلموا عباد الله أن فئاما من الناس اليوم يقضون نهارهم في نوم متواصل ويقضون ليلهم في لهو وعبث وتكاسل وأمثال هؤلاء لم يعرفوا من رمضان إلا تبدلا وتغيرا في جدول حياتهم اليومية وكفى بذلك إثما وخطيئة وبعدا عن منهج الله وهدي رسوله صلى الله عليه وسلم اللهم بلغنا رمضان وأعنا على صيامه وقيامه.

عباد الله :
وكما شرع الله لكم صيام رمضان ندبكم ربكم جل وعلا إلى جملة من الأعمال الصالحة من نوافل الطاعات التي هي في رمضان أوكد وأعظم أجرا ولعل أظهر ذلك أن الله تبارك وتعالى جعل لليل مزية على النهار فأسرى الله جل وعلا بنبينا إلى المسجد الأقصى ليلا ونجى الله موسى وقومه ليلا ونجى الله لوطا وبنتيهما مع فلق السحر وقيام الليل أمر مندوب إليه في رمضان وفي غيره {وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً (64) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً (65) إِنَّهَا سَاءتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً } أما قيام رمضان فقد قال صلى الله عليه وسلم :"من قام رمضان إيمانا وإحتسابا غفر له ماتقدم من ذنبه " ولقد سن لكم نبيكم صلى الله عليه وسلم أنه خرج في أول ليلة من رمضان فصلى فصلى وراءه جمع من الصحابة فلما كان في اليوم الثاني اجتمعوا عليه أكثر ثلاث ليال أو أربع وكان من حدبه وشفقته صلى الله عليه وسلم على الأمة خاف أن يفرض عليها قيام ليل رمضان فامتنع عن الخروج وقال لهم علمت الذي صنعتم ولكني خفت أن تفرض عليكم ثم مكث الناس بقية عهد النبوة وفي عهد الصديق يصلون أرسالا وفرادا وجماعات حتى كانت في خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه فأمر أبي بن كعب وتميم بن أوس الداري رضي الله تعالى عنهما أمرهما أن يصليا بالناس إحدى عشر ركعة ثم مضت صلاة التراويح سنة مرضية منذ ذلك العصر الراشد إلى يومنا هذا فقيام رمضان أيها المؤمنون تراويح و غيرها من أعظم القربات وأجل الطاعات كما أن قيام العشر الأواخر منه أعظم أجرا وأكثر فضلا لأن فيها ليلة توازي عبادتها عبادة ألف شهر قال جل جلاله {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ(2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ }اللهم بلغنا رمضان وأعنا على صيامه وقيامه.

عباد الله :
ألا وإن مما شرعه الله لكم وشرعه رسوله صلى الله عليه وسلم في رمضان الإنفاق من المال ابتغاء ماعند الله من الرضوان ولقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم كما في حديث ابن عباس عند مسلم وغيره كان نبينا أجود الناس وكان أجود مايكون في رمضان إذا لقيه جبريل يدارسه القرآن كان صلى الله عليه وسلم أجود من الريح المرسلة وكم لله في أرضه من عباد بيوتهم مستورة وقلوبهم بائسة مكسورة لا يعلم حالهم ولا ماهم فيه إلا الله تبارك وتعالى وإن قيام الدولة وفقها الله بواجبها تجاه أهل الفقر والمسكنة لا يعفي أبدا أهل الثراء والمال والجاه والغنى من أن يقوموا بواجبهم تجاه الفقراء والمساكين وذوي الحاجات فهنيئا لمن عرف تلك الدور وأعطاها هنيئا لمن خاف الله فيها فأطعمها فسقاها

فرااااشه غير
26-08-2009, 09:41 PM
يسلمووو امووونه

http://plain.ahlamontada1.googlepages.com/thanks20.gif

قنديل الدجى
26-08-2009, 10:40 PM
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

اماني الشوق
27-08-2009, 02:23 AM
شكرا لمرورك نعلى موضوعي وهذا شرف لي ووسام على صدري