المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لقد جرفتني مشاغل الحياة ، فماذا أفعل ؟



أمل الدعوة
23-10-2003, 10:27 PM
شعرت بالخوف ذات يوم ، فأخذت أبحث عن أسباب الأمان هنا وهناك ، حتى أصرف عني نفسي ما ألمّ بها من هواجس الخوف والاضطراب . فأمسكت بمجلة كانت بجواري ، وأخذت أقلب بين صفحاتها . لعل ذلك يزيل ما نزل بنفسي من الضيق والاكتئاب .
غير أن إحساسي بالخوف والقلق تزايد بشكل كاد ينخلع معه قلبي فسارعت بفتح جهاز التلفاز
لعلي أجد بين قنواته ما يصرف عني نفسي شعورها بهذا الجحيم ، إلا أن هذا الشعور تعاظم
حتى أضحى كالشبح الذي أخذ يتهيأ كي ما يجثم على صدري .
وحيينها نهضت مسرعاً نحو كتاب ربي
http://www.zizooo.ws/gallery/04/05/thumb/007.jpg
أفتح دفتيه بلهفة اللاهث ؛أبحث فيه عن النجاة مما ألمّ بي ، وما كاد لساني يلهج بذكر الله تعالى تالياً أولى آياته ؛ حتى فاضت من عيني دمعة ! !

فسألتها : ماذا وراءك أيتها الدمعة ؟!

فأجابتني وهي تسيل حارةً على مدمعي :

لقد طالت الوحشة بينك وبين ربك ، ومنذ سنوات وأنت لم تقرب القرآن حتى جفّ لسانك عن ذكر الله ، وأصاب قلبك ما أصابه من القسوة والغلظة !!

فأجبتها متأسفاً على حالي : لقد جرفتني مشاغل الحياة ، فماذا أفعل ؟!
فقالت:
إن حياتك وموتك ، وسعادتك ورزقك ، كلها بيد الله ، فلماذا تذهب بعيداً أيها المسكين ، وتلهث وراء السراب ؟ لقد خُدعت بطول الأمل ، الذي صرفك بالفعل عن خير العمل ، وغداً ستقدم على ربك فيحاسب على ما فات ، فماذا ستغني عنك الدنيا بأسرها ؟!

إن فوزك وسعادتك الحقيقية أن تغتنم فرصة حياتك في القرب من الله ، فبقربه ستشعر بالأمان ، وسوف تهنأ لك الحياة بكل ما فيها ، فإذا ما أنعم الله عليك ، واستشعرت لذة الطاعة بحقٍ ، فإن معنى السعادة حينئذ قد جمع بين يديك حين تستشعر أن الدنيا قد حيزت لك بأسرها ، متمثلةً في شعورك بالأمان على الحاضر ، وشوقك إلى ذروة النعيم في ما عند الله من النعيم في روضات الجنان ، فلماذا تحرم نفسك من عظيم هذا الخير يا مسكين بمتاع قصير ، سريع الزوال ؟!

ارجع إلى ربك . . وكن على يقين أنه أرحم بك من الوالدة بولدها ، بل إنه سبحانه يفرح بتوبة عبده ، ويباهي بها ملائكته وهو الغني عنه ! ! فاجعل من لحظتك هذه بداية الطريق نحو النجاة ، وتأكد من أننا سـوف نلتقي مرة أخرى بل مرات ؛ حين تقر عينيك برؤية وجه ربك ذو الجلال والإكرام في أعالي الجنان .

وحيينها . . سوف تنحدر على مدمعك دمعةٌ . . بل دمعات ، ولكنها وقتئذٍ ستكون دموع الفرح بلقاء مولاك

ثم ودعتني وهي تلوح قائلةً :

" عينان لا تمسهما النار . . منهما .. عين بكت من خشية الله "
أبو مهند




pnm://www.fanateq.com/audio/tap/rm/538.rm

غريبة الروح
24-10-2003, 08:17 AM
بارك الله فيك أختى الحبيبة.

الخزامى
24-10-2003, 10:07 AM
اللهم لا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا
اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك

بوركت غاليتي أمل الدعوه

أسأل الله ان لايحرمك الاجر

أمل الدعوة
24-10-2003, 07:02 PM
غريبة الروح
كم أسعد بتواصلك غاليتي ..
شكراً لكِ ;)

أمل الدعوة
24-10-2003, 07:09 PM
آآآمين
الخزامى
وفيك بارك الرحمن ياغاليه ...
شكراً لتواصلك :)

نسيبه
25-10-2003, 01:32 AM
شكراً لك اختي الكريم على هذا المقال

الشهد
25-10-2003, 06:04 AM
موضوع جميل

وتذكير مبارك

فجزاك الله خير الجزاء

أمل الدعوة
25-10-2003, 08:25 PM
صوت الأمل
أثابك الله أخيّه وبارك فيك .

أمل الدعوة
25-10-2003, 08:26 PM
الشهد
بوركتِ أخيّه .. شكراً لتواصلك .

جهادية
25-10-2003, 08:33 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ما شاء الله موضوع جميل ..
بوركت اختي أمل الدعوة ..

أمل الدعوة
25-10-2003, 08:50 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الجهادية
شكراً لطيب كلماتك أخيّه
أثابك الله وبارك فيك .