المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صباح الفل يا فل



اميرة الحب
24-06-2005, 12:39 PM
صباح الفل يا فل

أجمل تحية احيي بها من احب كل صباح هي صباح الفل، ربما لأن شذا الفل يذكرني بالبيت الذي ولدت به وشجرة الفل التي سكنت شرفته لسنوات. فالطفولة هي مستودع الذكريات الحلوة والمرة. ويظل اثرها يلازمنا مدى الحياة.

موضوعي اليوم هو الدمية فلة.. ولولا فلة لاستمرت ذكرياتي عن الفل بيضاء نقية لا يعكرها شيء. ولكن فلة غيرت ذلك كله، كيف ولماذا ؟

المثل الصيني يقول إن رأس الحكمة هو تسمية الأشياء بأسمائها الصحيحة.

فلة محجبة وحجابها كان بطاقة دخولها الي الاسواق العربية. وهي فكرة تبدو معقولة، لأن الحجاب هو الزي الشرعي الذي ترتديه الامهات والخالات والنساء في الشارع. ولكن من هي فلة تحت الحجاب؟ تلك هي المسألة.

فلة ولدت من رحم الدمية الامريكية «باربي» التي بلغت السادسة والاربعين وشاخت هي وصديقها «كين»، ولم يعد شعرها الذهبي الفاقع يغري بالنظر ولا ملابسها ولا اكسسواراتها، فكسدت تجارتها. لم يعد لها سوق في الغرب فألبسوها الحجاب، صناعة صينية، وصدَّروها إلينا بأربعة اضعاف السعر. فـ«باربي» تباع في أمريكا بعشرة دولارات وفلة تباع في اسواقنا بأربعين.

وحاشا ان تأتي فلة وحدها، بل جاءت ومعها كتالوج من 80 صفحة تعرض فيه مظلتها وساعتها ودراجتها ونوع الكورنفليكس الذي تفطر به، واكثر من 150 بندا آخر من بنود جهازها بما فيه الكاميرا وجهاز الاسطوانات المدمجة ومسبح صغير وملحقاته من الكراسي التي تعبأ بالهواء . وقريبا تأتي صديقتها نادين وشقيقتها ياسمين. وكلما زادت المبيعات نشطت مصانع «باربي» في انتاج المزيد من الادوات والمغريات للتصدير للاسواق العربية. فلقد اتت فلة لا لسبب إلا لتفتن قلوب الصغيرات بالنظر وتغري الامهات بالشراء. فالصغيرة ترى وتطلب، والام تدفع والاب ينفش ريشه لأنه ارضى ابنته وزوجته.

قبل ان اكتب دار بيني وبين ابنتي حديث مضمونه أن «باربي» المحجبة دخلت الاسواق العربية وانني لا ارى عيبا في ذلك، ولكن ثمة شيئا لا يريحني في الموضوع ولم احدده بعد. فصمتت قليلا ثم قالت: تذكرين باربي التي اهدتني اياها صديقتي.. في الزمن الفائت؟ حين حصلت عليها سررت بها ولكنها لم تكن دميتي المفضلة لأنها لم تكن دمية طفلة. باربي امرأة. كل طفلة تحب ان تقتني دمية تتصور انها طفلة، وهي امها، تعتني بها وتشخط فيها وتحممها وتمشط شعرها. ولكن باربي كانت ترتدي ملابس النساء وتصفف شعرها كالنساء وتتجمل كالنساء ولذلك كانت تمثل لي شيئا غريبا وبعيدا وغير طبيعي خاصة نحافتها الزائدة وساقيها الطويلتين.

صدقت يا ابنتي. «باربي» لم تكن مجرد دمية ولكنها كانت امرأة لها صديق اسمه كين، عالمة فضاء أحيانا ورئيسة دولة أحيانا، تبدل موضة بأخرى بسرعة الصاروخ، نحيفة جدا وطويلة جدا وثرية جدا. «باربي» لم تكن دمية بل فكرة ومجموعة قيم تأثرت بها أجيال من النساء في الغرب.

«باربي» اصبحت فلة. الباروكة الشقراء تبدلت بلون شعر داكن صبغت منه خصلات باللون الكستنائي المحمر وهو لون الصبغة التي تقبل عليها السيدات العربيات في صالونات الشعر حول العالم. رموشها مصبوغة بالماسكارا وشفتاها ايضا مصبوغتان وتحت حجابها ترتدي اللاميه الذهبي والجينز الوردي والماس يتدلى من جيدها ويلتف حول معصمها.. «باربي» لم تتغير، الفكرة هي الفكرة والقيم التي تبيعها هي القيم التي ولدت معها.

لم يتغير فيها سوى الثوب الخارجي والسعر. حين تأوي صغيرتك الى الفراش ضعي بين ذراعيها دمية تشبهها.. صغيرتك طفلة فاسمحي لها بأن تكون طفلة تعيش طفولتها وتحلم أحلام الصغار حتى لا تكبر وتكبر معها عقد الكبار.

منقول من الشرق الاوسط جريده العربيه الدوليه

سنا البرق
24-06-2005, 03:08 PM
فعلاً للتو أنتبه لحقيقة الدمية باربي

الله يبارك فيك وينقل الموضوع للفائدة إلى القسم الإجتماعي
بعد أذنك

اميرة الحب
24-06-2005, 08:25 PM
مشكوره علي مرورك
ومافي اي مانع يا غاليه

ترف
06-07-2005, 05:31 AM
تسلمين
اموره موضوع رااااااائع

ينبوعة
06-07-2005, 11:28 AM
مشكوره على النقل..

موضوع أكثر من رئع..