المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مرضى داء السكري في رمضان



ام انس
26-10-2003, 01:11 PM
تتكرر أسئلة مرضى السكري لأطبائهم قبل حلول شهر رمضان عن إمكان الصوم دون أن يؤثر سلبيا على حالتهم الصحية ، لا سيما أن هذا المرض يرتبط ارتباطا رئيسا بتغيرات مستوى السكر في الدم نتيجة تناول الطعام أو الامتناع عنه ، وتتزايد أعداد ضحايا هذا المرض ، لكن التطورات العلمية الحديثة في علاجه وفرت لهم وسائل مريحة لتحسين حياتهم ، ولا يعاني جميع مرضى السكر نفس النوع والدرجة والمضاعفات الصحية للمرض ، لذا تختلف طرق علاجهم التي تهدف أساسا إلى تجنب حدوث ارتفاع شديد في سكر الدم أو انخفاضه ، وفي رمضان يخشى الأطباء من حدوث انخفاض في مستوى سكر الدم ومضاعفاته الصحية الخطيرة ، خلال ساعات الصوم الممتدة بين الفجر إلى غروب الشمس خاصة عندما تطول فترة الصيام لتصل إلى حولي 15 ساعة عند حلول رمضان في فصل الصيف .

التصنيف الحديث لمرض السكري :

تعني الكلمة الإنجليزية : خروج بول تزيد فيه نسبة السكر عن النسبة الطبيعية ، ويعرف هذا المرض بأنه مجموعة من الاضطرابات الأيضية التي تحدث في خلايا جسم المريض لعناصر إنتاج الطاقة وهي الكربوهيدرات ، والبروتينات ، والدهون،ويتصف بحدوث ارتفاع مزمن في سكر الدم نتيجة :

- قصور في إفراز هرمون الأنسولين نم خلايا بيتا في البنكرياس .

- عدم قدرة الجسم بشكل طبيعي على استغلال ما لديه من أنسولين مما يؤدي إلى تجمع السكر في الدم إلى الحد الذي يعرف ب العتبة البولية وهي تتراوح بين ( 126 إلى 234 ملجم لكل 100 ملل من مصل الدم ) وترتفع مع تقدم عمر الإنسان ثم يتسرب فيها السكر خارج الكليتين فيمكن الكشف عن وجوده في البول ، لذا عرف هذا المرض بداء البول السكري .

وتحدث حالة القصور في تحمل سكر الجلوكوز في الجسم عندما يبلغ مستوى السكر في مصل الدم ( 1,6 - 180 ملجم / 100 ملليتر ) بعد الامتناع عن الطعام نحو 12 ساعة أو ( 140 - 200 ملجم /100ملليتر ) بعد ساعتين من تناول وجبة الطعام .

وتتوسط هذه الحالة المرضية بين مستوى السكر الطبيعي في دم الشخص السليم ومريض السكري ، وينتشر حدوثها في الأشخاص زائدي الوزن خاصة عند تقدمهم في العمر . وينخفض تركيز سكر الدم المرتفع أو تختفي هذه الحالة عند إنقاص المريض وزنه بإتباع حمية غذائية قليلة السعرات الحرارية وممارسته أنشطة كافية في شهر الصوم .

انخفاض السكر وارتفاعه :

يتعرض مريض السكري خلال رمضان لحالتي انخفاض سكر الدم وارتفاعه ، اللتين تتأثران مباشرة بمقدار ما يتناوله من طعام ويستعمله من دواء وما يبذله من جهد عضلي ، ويتكرر حدوث حالة انخفاض سكر الدم لمريض السكر خاصة عند اعتماده على الأنسولين في علاجه خلال ساعات الصوم . وهي أشد خطرا على حياته من ارتفاع سكر الدم .

وتشخص حالة انخفاض سكر الدم عند ظهور أعراضها الصحية على هذا النحو :

أولا : أعراض مبكرة ، عبارة عن تعرق وشعور بالتنميل في الشفتين واللسان ، ارتعاش وتسارع في ضربات القلب ، وأحيانا الشكوى من الصداع . ثم يشتكي المريض اضطرابا في الرؤيا وصعوبة في التركيز .

ثانيا : أعراض متأخرة من مؤشراتها الارتباك والتغير في سلوك المريض ، وقد تحدث نوبات صرعية في الأطفال وشلل نصفي في كبار السن وهما نادرتا الحدوث . وإذا لم تعالج حالة انخفاض سكر الدم الشديد تحدث الغيبوبة ( السبات ) للمريض وهي خطرة على حياته .

ويحدث الانخفاض في تركيز السكر في دم مريض السكري ، خاصة عند استعماله الأنسولين في رمضان نتيجة أحد الأسباب التالية :

- زيادة حجم جرعة الأنسولين أو كمية الحبوب الخافضة لسكر الدم المستعملة .

- تأخر المريض في تناوله طعامه بعد حصوله على العلاج أو إهمال تناول كميات الطعام المحددة له .

-إهمال المريض عند استعمال الأنسولين تناول وجبات الطعام الخفيفة المحددة له بين الإفطار والسحور .

- تعرض المريض خلال ساعات الصوم لانفعالات عصبية أو نفسية شديدة أو أن يبذل نشاطا عضليا فترة طويلة .

ويجب تمييز حالة انخفاض سكر الدم للصائم في مقابل ما يسببه توقفه عن ممارسة بعض عاداته كالتدخين وعدم شرب السوائل المحتوية على كافيين كالشاي والقهوة وغيرهما من شعور بالصداع والدوار والوهن الجسمي والجوع . وقد تظهر أعراض ارتفاع سكر الدم للمريض في رمضان خلال الفترة بين الإفطار والسحور التي قد تسبب تكرار التبول والشعور بالعطش وفتور في الجسم وغيرها .

الحبوب الخافضة لسكر الدم :

قد يستخدم مريض السكر أحد الأدوية المخفضة لسكر الدم التي تؤخذ عن طريق الفم ( الجدول رقم 1) لضبط مستوى سكر الدم عند حدوده الطبيعية ، وتشمل هذه الأدوية نوعين رئيسين من المركبات هما :

الأول :

سلفونيل يورييز وتضم العديد من العقاقير مثل : داونيل ، درابينز ، راستينون ، دايمكرون .

جدول رقم (1)

حبوب مخفضة لسكر الدم تؤخذ عن طريق الفم

العقار

فترة الفعالية (ساعة )

الجرعة لكل 24 ساعة ملجم

طريق طرحه خارج الجسم

مثل دايمكرون

مثل راستينون



الثاني : باي جوانيديز مثل جلوفاج وميبين .

وتختلف هذه الأدوية في طول فترة فعاليتها في خفض مستوى سكر الدم ، ويحدد الطبيب لكل مريض النوع المستعمل منها والجرعات اللازمة وموعد تناولها حسب عوامل معينة مثل الحالة الصحية له وطبيعة عمله وعاداته الغذائية .

ويفضل الأطباء حصول مرضى السكري في أيام الصوم عند غروب الشمس وفي السحور على حبوب مخفضة للسكر ذات فعالية قصيرة مثل مركبات ( مثل راستينون )وجليبزايد ومثل ميني دياب أو جليكلازيد وكذلك دايمكرون واستبعاد الأنواع ذات الفعالية الطويلة مثل دايبينيز وكورينيز وقد يسمح الطبيب باستعمال حبوب مخفضة لسكر الدم ذات فعالية متوسطة مثل داونيل أو ايجلوكون إذا كان المريض معتادا عليها ولا تسبب له أي مشاكل صحية ، بعد أن يحدد له الجرعات اللازمة منها ومواعيد تنولها .

الاعتماد على الأنسولين :

يستطيع الكثير من مرضى السكر المعتمدين على الأنسولين في علاجهم صوم شهر رمضان شريطة ما يلي :

· أن تكون الحالة الصحية للمريض مستقرة قبل شهر الصوم ، وأن يكون الشخص قادرا على التحكم بمستوى السكر في دمه وجعله قريبا من حدوده الطبيعية .

· أن لا يعاني المريض من تكرار حدوث حالة انخفاض مستوى سكر الدم أو الحامض الكيتوني السكري أو أحد المضاعفات الخطيرة الأخرى للمرض عند الصيام .

· عدم استخدام المريض جرعات كبيرة من الأنسولين في علاجه ( أكثر من 40 وحدة / جرعة ) ويفضل معظم الأطباء عدم تغيير جوهري في حجم الأنسولين الذي يستعمله مريض السكري خلال رمضان عما كان يأخذه من قبل ، ويستعمل المريض عند الإفطار نفس الجرعات من الأنسولين المائي بالإضافة إلى الأنسولين العكر الذي كان يستخدمه في الصباح قبل رمضان .

وفي السحور يأخذ جرعة أنسولين مائي بالإضافة إلى أنسولين العكر بشكل يماثل ما كان يستعمله في شهر شعبان،ويفضل بعض الأطباء إنقاص حجم الأنسولين بدرجة بسيطة في السحور وإضافتها إلى المقدار الذي يتناوله عند أخذ طعام الإفطار .وعموما يحدد الطبيب المعالج نوع الأنسولين المستعمل والجرعات اللازمة منه بناء على عوامل معينة مثل حالة المريض الصحية ، و طبيعة عمله ، ومقدار ما يتناوله من طعام بين الإفطار والسحور بهدف المحافظة على مستوى سكر الدم قريبا عند حدوده الطبيعية .

تأثيرات الصوم على صحة المريض :

درس الدكتور عبد المنعم فضل الله أحمد ومعاونوه المتغيرات في دم 32 مريضا بالسكر ( 16 رجلا و 16 امرأة ) تراوحت أعمارهم بين 13 و 62 سنة اعتمدوا على الأنسولين في علاجهم وصاموا شهر رمضان ، فلم يشعر 24 منهم بأي تغيير عن الشهور السابقة ، وأحس اثنان منهما بأنهما كانا أفضل وشعر الباقون (6 مرضى ) بأن صحتهم كانت أسوأ حالا واشتكى 11 مريضا منهم تكرار التبول في أثناء الصوم و8 مرضى أحسوا بالعطش و 5 مرضى بالتعرق و7 شعروا بالجوع ، ولم يكشف الباحثون حدوث أي حالة لحامض كيتوني سكري بين أولئك المرضى لان احتفاظ الجسم بمستوى سكر الدم يتحكم به من خلال عملية تحلل مركب الجليكوجين المخزون في الكبد والعضلات .

مخاطر استعمال الأدوية الأخرى :

يحذر مريض السكري من استعمال الأدوية غير المقررة له دون استشارة الطبيب عند الصوم ، لأن بعضها له تأثيرات خافضة لمستوى سكر الدم وبالتالي تثير لديه الشعور بالجوع وغير ذلك ، وتؤخذ هذه الأدوية بالحسبان عند تحديد جرعة الدواء من قبل الطبيب ، ومن هذه الأدوية :

- أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم : بيتا بلوكر ، وكلونيدين ( كتابرس ).

- مسكنات الألم المحتوية على حمض اليالسليك مثل الأسبرين وفينايل بوتازون .

- مركبات كوانين المستخدمة في علاج الملاريا .

- مركبات بنتاميدين ، وذايزوبيراميد .

نصائح غذائية :

عند صوم رمضان ينصح مرضى السكري بإتباع النصائح الغذائية التالية :

· اتباع المريض الحمية الغذائية الموصوفة له التي تساهم فيها الكربوهيدرات ب50 - 55 % والدهون 30 - 35 % والبروتينات 10 -15 % من السعرات الحرارية الكلية لجسمه ، وضرورة تقيده بالكميات والمواعيد المحددة ، وعدد وجبات طعامه خلال الفترة الممتدة بين الإفطار والسحور ، وأن يأخذ بعين الاعتبار نوع الدواء الذي يتعاطاه وحجم حقن الأنسولين التي يستعملها وعددها .

· ضرورة استعمال المريض جداول مبادلات الأغذية في اختيار مكونات أطباق طعامه المفضلة خلال شهر رمضان .

· أفضلية استعمال المريض للزيوت النباتية بدلا من الدهون الحيوانية في طعامه ، حسب المقرر منها في الحمية الغذائية المحددة له .

· عدم الإفراط في إضافة الملح إلى طعامه وعدم تناول الأغذية المملحة لارتفاع فرص إصابته بأمراض القلب والدورة الدموية .

· عدم تناول المريض أطباق حلويات رمضان ( شراب الفاكهة والعسل والمربيات والكيك والبسكويت ) ، لأنها تسبب ارتفاعا شديدا في مستوى سكر الدم ، والإقلال من تناول الأغذية المحمرة بالزيت ، كالسمبوسة والمطبق وغيرها لارتفاع محتواها من السعرات الحرارية .

· يفيد عموما تناول مريض السكري الأغذية الغنية بعنصر البوتاسيوم ( كالبطاطس وعصير البرتقال الطازج والموز ) ، مع الأخذ بالاعتبار ما تساهم به من سعرات حرارية في طعامه ، وإكثاره من تناول الخضروات الورقية لارتفاع محتواها أيضا من هذا العنصر ،وذلك لتعويض ما يفقده في البول ، وحين يشكو من ارتفاع ضغط الدم .

· ضرورة احتفاظ المريض الذي يستخدم الأنسولين باستمرار ، بقطع من الحلوى في جيبه بشكل دائم لكي يتناولها عند شعوره بأعراض انخفاض سكر الدم وإنهاء صيامه على الفور .

إرشادات عامة :

- مراقبة المريض لمستوى سكر دمه في أثناء الصيام واختبار وجود الأجسام الكيتونية في بوله .

- استمرار ممارسة المريض أعماله اليومية وتجنب قيامه برياضة بدنية عنيفة ، أو أعمال شاقة ، والتزامه الراحة ما أمكن ، خاصة في الطقس الحار عندما تطول فترة الصوم .

- تناول المريض الدواء الموصوف له حسب المواعيد والجرعات التي حددها الطبيب .

- انتظام المريض في مراجعة الطبيب واختصاصي التغذية لمتابعة حالته الصحية .

- حمل المريض ما يبين أنه مصاب بداء السكري خاصة عند استعمال الأنسولين في العلاج، للاستفادة منها في حالة تعرضه لحادث طارئ لإنقاذ حياته .

- تجنب المريض التعرض للضغوط النفسية والقلق لأنهما يزيدان من تفاقم شدة مرضه .

- عدم استخدام المريض الأدوية الأخرى دون استشارة الطبيب لأن بعضها له تأثيرات على مستوى سكر الدم .

المصدر - القافلة - الدكتور محي الدين لبنيه

نسيبه
26-10-2003, 11:58 PM
مشكورة ويعطيك العافيه

أم البدر
27-10-2003, 03:14 AM
جزاك الله خير الخنساء

د.عبدالمحسن
29-10-2003, 01:11 AM
الأخت الخنساء ..... ماشاء الله .... وبارك الله فيك