المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صلة الرحم في رمضان



هديل
30-10-2003, 11:33 AM
صلة الرحم في رمضان

ينكسر قلب الصائم وتذل نفسه وتزداد رحمته وشفقته، وأحق الناس برحمته الصائم وبره وصلته هم أقاربه وأرحامه، ورمضان يذكر المسلم بأن له أقارب وأصهارا وأرحاما فيزورهم ويصلهم ويبرهم ويتودد إليهم وصلة الرحم عند المسلم الحق الواعي هدي دينه لا تكون ببذل المال فحسب بل هي أعم من ذلك وأوسع، إنها تكون ببذل المال للعفاة [الفقراء] من ذوي القربى وتكون بالزيارة التي توطد أواصر القرابة، وتوثق وشائج المحبة، وتمد في التواد والتراحم، وتكون بالتناصح والعون والإيثار والإنصاف، وتكون بالكلمة الطيبة، والوجه الطلق، واللقاء الحسن، والابتسامة الودود، وتكون في غير ذلك من أعمال الخير التي تفجر ينابيع الحب في القلوب، وتبسط رواق الألفه والتراحم والتكافل على ذوي الرحم والقرابة، ولهذا جاء التوجيه النبوي العالي حاضا على هذه الصلة في أبسط أشكالها وأقلها كلفة ومؤونة بقوله: "بلوا أرحامكم ولو بالسلام " رواه البزار عن ابن عباس، وطرقه يقوي بعضها بعضا. إن أدنى الصلة أن تصل أرحامك ولو بالسلام فهل تكلف أحدنا واستخدم جهاز الهاتف ليتصل بأحد أرحامه على الأقل ويسلم عليه؟

إن صلة الرحم من محاسن الأخلاق التي حث عليها الإسلام ودعا إليها وحذر من قطيعتها، فقد دعا الله عز وجل عباده بصلة أرحامهم في تسع عشرة آية من كتابه الكريم وأنذر من قطع رحمه باللعن والعذاب في ثلاث آيات، ولهذا دأب الصالحون من سلف الأمة على صلة أرحامهم رغم صعوبة وسائل الاتصال في عصرهم وأما في وقتنا المعاصر فرغم توافر مختلف وسائل النقل والاتصال كالهاتف والسيارة والبريد التي ينعم بها كثير من الناس ولله الحمد، إلا أنه لا يزال هناك تقصير في صلة الرحم، إن الواحد منا قد يشد الرحال إلى بلد بعيد للسياحة، ولكنه يتثاقل زيارة لأحد أرحامه وهو في نفس مدينته إن لم أقل في نفس منطقته إن السبب الرئيس في انشغالنا عن صلة أرحامنا سوء إدارة أوقاتنا وعدم تنظيمها، أو لعدم إحاطتنا بعظم إثم قاطع الرحم.

صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: " لا يدخل الجنة قاطع رحم "متفق عليه.

كيف يدخل الجنة وقد قطع ما أمر الله به أن يوصل.

إن بعض الناس لا يصل أقاربه إلا إذا وصلوه وهذا في الحقيقة مكافأ وليس بواصل، إذ أن المروءة والفطرة السليمة تقتضي مكافأة من أحسن إليك قريبا كان أم بعيدا يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل إذا قطعت رحمه وصلها " متفق عليه.

من الناس من لا ينظر إلى أقاربه نظرة قريب لقريبه ولا يعاملهم معاملة تليق بهم، يخاصمهم في أقل الأمور ويعاديهم في أتفه الأشياء ولا يقوم بواجب الصلة لا في الكلام ولا في الأفعال ولا في بذل المال تجده مثريا وأقاربه محتاجين فلا يقوم بصلتهم بل قد يكونون ممن تجب نفقتهم عليه لعجزهم عن التكسب وقدرته على الإنفاق عليهم فلا ينفق وقد قال أهل العلم كل من يرث شخصا من أقاربه فإنه تجب عليه نفقتهم إذا كان محتاجا عاجزا عن التكسب وكان الوارث قادرا على الإنفاق لأن الله تعالى يقول {وعلى الوارث مثل ذلك} أي مثل ما على الوالد من الإنفاق فمن بخل بما يجب عليه من هذا الإنفاق فهو آثم محاسب عليه يوم القيامة سواء طلبه المستحق منه أم استحى وسكت.

إن صلة الرحم تزيد في العمر وتبارك فيه وتزكيه ويكثر به الأجر وتضاعف به المثوبة فعن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من أحب أن يبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره، فليصل رحمه".

فحري بك أخي المسلم إن كنت حريصا على إطالة عمرك أن تصل رحمك فإن من وصلها وصله الله ومن قطعها قطعه الله.

لعل الصيام أعظم مدرسة للبر والصلة، فهو معين الأخلاق ورافد الرحمة وحبل المودة، من صام رقت روحه وحقت نفسه وجاشت مشاعره ولانت عريكته، لعلنا أن نعود في هذا الشهر إلى أقاربنا فنتحفهم بالزيارة والبذل والأنس والدعاء والصلة، والله لا يضيع أجر من أحسن عملا ولا ننسى زيادة الأرحام يوم العيد.

جعلنا الله وإياكم من الواصلين لأرحامهم المنفذين لشرع ربهم، المتبعين لسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم، إنه جواد كريم.

سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين عن شخص اعتاد زيارة أقاربه، وهؤلاء الأقارب عندهم بعض المنكرات في بيتهم مثل ما يسمى بالدش، علما بأنهم يعرفون أن حكم هذا حرام، فهل يقطع زيارتهم أو أنه يزورهم؟.

الجواب: إذا كان له أقارب فإن صلة الأقارب واجبة، حتى وإن كانوا على حال لا ترضى؛ لأن الله تعالى قال {ووصينا الإنسنان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر بي وبوالديك إلي المصير* وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا} [لقمان: 14- 15] ولم يقل: اقتلهما بل قال: {صاحبهما في الدنيا معروفا}. وكذلك صلة الرحم واجبة حتى مع كون القريب على حال لا ترضى، فيجب عليك أن تصل أقاربك وإن كان عندهم الدش الذي استغله أكثر الناس في المحرم وأضاعوا به أوقاتهم وأموالهم وفسدت به أخلاق كثير من الناس وأفكارهم.

فإن كانوا يشغلونه على محرم وأنت حاضر، فإنك لا تذهب إليهم حتى لا تشاركهم في المعصية، ومع هذا نشير على الإنسان أن يؤدي حق القريب بالمناصحة، يعني يذهب ويناصحهم ويبين لهم أن هذا حرام؛ أي مشاهدة الأشياء المحرمة حرام، حتى يؤدي ما أوجب الله عليه من نصيحتهم والإحسان إليهم.


منقول

ام يوسف
30-10-2003, 06:44 PM
بارك الله فيك.

ام انس
31-10-2003, 01:10 AM
اثابك الله وبارك فيك أختي هديل ..



ام يوسف :eek:
يا هلا ومرحبا بك لقد اشتقنا لك ولمواضيعك الرائعه ...
فلا تحرمينا أخيه بورك فيك ........
:)

هديل
31-10-2003, 11:10 AM
مشكورات اخواتي ام يوسف ومشرفتنا الخنساء على مروركم الكريم

اوقاتكم سعادة :)

أم برديس
03-11-2003, 10:26 PM
أختي هديل

:)

مشكوره علي هذا الموضوع الرائع

ونحن في أمس الحاجه إلي التواصل في هذا الشهر الكريم

هديل
04-11-2003, 02:25 PM
مشكورة اختي الفاضلة على مرورك الكريم واطراءك الجميل

وبارك الله بك

ليدي الامورة
01-11-2019, 12:26 AM
http://all-best.co/wp-content/uploads/2018/01/4087-4.gif