ام اليسر 26
04-08-2005, 11:57 AM
لا يعملن إلا في الأماكن النائية
معلمات بند محو الأمية يقضون الساعات يومياً في صحراء قاحلة بلا أمان
أحد الطرق الموحشة التي تسلكها السيارات المقلة للمعلمات يومياً
الرياض، الطائف: سمر المقرن، ساعد الثبيتي
"أشعر بأني ورقة ضائعة ليس لها مكان في هذه الحياة" هذه العبارة قالتها شوق معلمة لغة عربية على بند محو الأمية منذ 4 سنوات، وشوق لديها خبرة كبيرة في الطرق الصحراوية وبأشكال وأنواع السائقين الذين لم يرحموا حاجتها يوماً مستغلين هذا بمقاسمتها ربع الراتب، تقول شوق: أتمنى عملاً آخر، يوفر لي ولو أقل من الفتات الذي أحصل عليه من أجر البند، أعرف فيه على الأقل إلى أين أنا ذاهبة ومتى أعود وسأعرف أيضاً مع من سأذهب، فكل يوم أذهب مع سائق وإلى طريق مختلف، مؤكدة أن الوظيفة التي تمنحها الأمن الوظيفي والنفسي هي أولى بها من أي غريبة تعرف مصيرها، في حين ابنة البلد تبقى بين يدي مصير مجهول، مضيفة: لو كانت هذه الوظيفة من أجل تأمين المصاريف الشخصية لتنازلت عنها إلا أنني مسؤولة عن أم وأطفال ينتظرون هذا الراتب بفارغ الصبر، لذا أتحمل المشاق من أجلهم لا من أجلي وأتحمل 130 كيلو متراً ذهاباً ونفسها إياباً مسافة مخيفة أطرقها يومياً قبل بزوغ الشمس وعند غروبها. وترى أن أي عمل آخر سيكون أهون كثيراً من المعاناة اليومية، والرعب الأزلي الذي نعيشه.
وتقول آمال: من يسمع عن شدة لهيب النار ليس كمن يحترق داخلها، أنا وزميلاتي نتكبد كل يوم مشقة لا أملك العبارات لوصفها إضافة إلى الإيذاء الذي نتعرض له في هذه الطرق من قِبل أشخاص فارغين مما يجعلنا نضع أيدينا على قلوبنا، وإن نجونا في المرات السابقة فقد لا ننجو في المرات القادمة. تقول آمال: قبلت العمل في قرية مع بداية هذا العام ولا يمكن أن أتراجع، فالراتب يعمل أشياء كثيرة ويغطي احتياجات أسرة بأكملها. وتختتم آمال حديثها قائلة: رضيت بهذه الوظيفة مع كل عيوبها المهم أن ترضى هي بي ويتم تجديد عقدي إلى أن يقضي الله أمره إما بالفرج أو بالموت أو الإعاقة لألحق بمن قبلي".
من جهتها تؤكد نورة التي تعمل على بند محو الأمية منذ 15 عاماً أن زوجها لا يسمح لها أن تعمل في عمل فيه اختلاط، وسبق أن وجدت وظيفة في مستشفى ورفض زوجها هذه الوظيفة لنفس السبب. مضيفة: ثمة تناقض في هذه الجزئية من حيث السماح بالركوب مع رجل غريب في طرق مقطوعة ورفض العمل في طرق آمنة وظيفياً ونفسياً.
وترى أن أغلب الوظائف كانت تُرفض في البداية حتى العمل في المناطق النائية كان مرفوضاً للبنات قبل سنوات، إلا أن الحاجة المادية ستفتح الأبواب لكثير من الأعمال المناسبة للمرأة وطبيعتها.
ورغم أن المعلمة عمشاء من سكان مدينة رماح إلا أنه تم نقلها وزميلتين معها قبل 10 أشهر إلى مدرسة بحي النظيم في الرياض. وتؤكد أن المدرسة التي كانت تعمل بها في رماح تم نقل معلمات لها من الرياض، وهنا نجد أن بنات الرياض يذهبن إلى رماح والعكس، ومع انتشار النساء العاملات في حقل التعليم على كافة الطرق البرية بالسعودية، ويأملن جميعاً في عمل أكثر أمناً وأقل مشقة، وأكثر قبولاً من الخروج في الطرق المقطوعة. وتتكفل عمشاء بعد وفاة زوجها بمصروفها ومصروف والدتها المطلقة ومنذ تم نقلها للرياض وهي لا يتبقى لديها شيء من الراتب الشهري، تقول: تعاقدت وزميلاتي مع سائق من جنسية سودانية يتقاضى على كل واحدة مبلغ 700 ريال شهرياً، إلا أن أفراد هيئة الأمر بالمعروف قاموا بالقبض عليه ومنعه من توصيلنا لعدم وجود محرم، مضيفة: منذ ذلك الوقت ونحن نستأجر سيارة ونيت، كل يوم سائق مختلف يتقاضى على المعلمة الواحدة مبلغ 150 ريال يومياً، وبهذا وصل المبلغ ضعف يوميتنا فالراتب 2000 ريال بمعدل 66 ريالا لليوم الواحد، وليس هذا فحسب بل علينا كل يوم الخروج في الفجر والركوب مع أي من صبية الحارة لينقلنا إلى مدخل المدينة لاستئجار السيارة الونيت.
وفي الطائف تعالت أصوات عدد من المعلمات اللاتي تم التعاقد معهن على بند محو الأمية، مطالبات المسؤولين في وزارة التربية والتعليم بالنظر في وضعهن المأساوي، فعلى الرغم من تدني أجورهن إلا أنهن اللاتي يقمن بالتدريس في أبعد المدارس النائية التي لا يعمل فيها من هن على وظائف رسمية، إلا بعد صرف بدل نأي علاوة على الراتب. تقول المعلمة فلوة الروقي: تم التعاقد معي للتدريس في مدرسة تقع في منطقة صحراوية وتبعد عن مركز المويه 70 كلم عبر طريق ترابي، مضيفة: أن الراتب الذي يصرف ولزميلاتي وجميعهن متعاقدات ندفع منه 800 ريال لسائق السيارة، ونصرف منه على إعداد الوسائل التعليمية وشراء أدوات تنظيف للمدرسة ومنح حوافز وهدايا للطالبات، ولا يتبقى لي من راتبي سوى 500 ريال فقط وتقول فلوة: إن المدرسة التي نعمل فيها سيئة للغاية لا يوجد بها تيار كهربائي ونحن مجبورات على العمل فيها ولا يحق لنا أن نطالب بالنقل أو بإجازات استثنائية أسوة بالمعلمات الرسميات، مشيرة إلى أن تثبيتهن صار أمراً محالاً، وخصوصا أنه لا يحق لهن التقدم للديوان إلا عن طريق إدارة التربية والتعليم لكونهن خريجات كليات المعلمات، مطالبة وزميلاتها المسؤولين في الوزارة بإيجاد حلول جذرية لمعاناته وتثبيته على وظائف رسمية لكي يشعرن بالأمن الوظيفي ويحصلن على المزايا التي تحصل عليها العاملات في المناطق النائية من بدل نأي ونحوه. وتقول: نحن نعامل حالياً كالعمل تماما حتى المتعاقدات من الدول الأخرى يعاملن أفضل منا من خلال راتبهن والمزايا الأخرى والعلاوات السنوية.
من جهته كشف مساعد مدير عام التربية والتعليم بمحافظة الطائف لشؤون تعليم البنات المكلف، علي الثمالي أن عدد المعلمات المتعاقدات على بند محو الأمية في محافظة الطائف يتجاوز 1250معلمة منهن 730 يعملن في مراكز الإشراف والمندوبيات الخارجية في الفترة الصباحية وحوالي 400معلمة يعملن في تدريس كبيرات السن في الفترة المسائية، موضحاً أن عقود محو الأمية محددة للجامعيات 2500 ريال وخريجات كليات المعلمات 2000 ريال ولا دخل للإدارة فيها مشيرا إلى أن العقد يتم مع المعلمة لمدة عام دراسي واحد يبدأ من توقيع العقد وينتهي بنهاية العام الدراسي وبذلك لا يحق للمعلمة أن تتقاضى راتبا في الإجازة الصيفية، مشيراً أيضا إلى أن تجديد عقد المعلمة يخضع لمعايير منها الاحتياج ودرجة الأداء الوظيفي وبين أن العقد الأخير الذي أبرم مع المعلمات خلال العام الماضي يخول المعلمة المتعاقدة التمتع بكافة المزايا التي تتمتع بها زميلتها الأساسية وتكفل المساواة بين الجميع من خلال التكاليف والإجازات ونحوه وبين الثمالي أن عقد بند محو الأمية يختلف عن العقود التي تمت مع معلمات الحاسب الآلي واللغة الإنجليزية، حيث تم التعاقد مع هؤلاء على بند بمكافأة قدرها 3500ريال نظرا للحاجة الماسة لهذين التخصصين وقد تم تثبيت جميع من تعوقد معهن من معلمات الحاسب الآلي واللغة الإنجليزية على وظائف رسمية حسب المستويات المستحقة.
نداء من معلمات البند
والدنا لقد تكالبت علينا الظروف وعصفت بنا المحن وكاد الزمان يطوينا ونحن تحت وطأة الحاجة والظروف.
والدنا الحاني: نحن معلمات متعاقدات على بند محو الأمية في التعليم العام، أمضينا في الخدمة سنة وأكثر، نوجه لك نداءنا بعواطفنا الإنسانية للنظر في وضعنا بعد أن أغلقت الأبواب أمامنا، حيث أصدرت وزارة التربية والتعليم قراراً مجحفاً في حقنا يقضي بإلغاء عقودنا.
والدنا الحاني: نحن بناتك عملنا بكل إخلاص وتفان قمنا بأداء واجبنا على أكمل وجه بكل جد واجتهاد، وقمنا بعمل كل ما هو مطلوب منا، فكنا مثل المعلمة الرسمية وأكثر رغم قلة الراتب ورغم التساوي في المؤهل التعليمي التربوي وحصولنا على الشهادة الجامعية التربوية.
والدنا الحاني: نريد منك وقفتك الصادقة معنا، فنحن نعاني من التهميش واللامبالاة في أمورنا كافة.
في العام الماضي سمعنا تباشير من مسؤولين في وزارة التربية والتعليم بالنظر في ترسيم المتعاقدات بتكوين لجنة مختصة مكونة من وزارة التربية والتعليم والخدمة المدنية والمالية.
ومكثنا - على أمل - ننتظر قرار الترسيم... بل فوجئنا بقرار آخر حطم أحلامنا ودمر كياننا وأضاع مستقبلنا ألا وهو إلغاء العقود وعدم تجديدها.
والدنا الحاني: نبث إليك شكوانا ونرجو وقوفك معنا، فأين تذهب بنات الوطن بعد أن أمضين في خدمة التعليم زمناً، وأين تذهب أحلامهن بالترسيم، وأين تذهب هويتنا في المجتمع؟
نأمل في الختام النظر في وضعنا الحالي من حلم بات قريباً لكنه أصبح اليوم مستحيلاً.
بناتك المتعاقدات على بند محو الأمية بالرياض
(رمزية اليمني، جواهر العقيلي، أسماء التميمي)
عزاء ورثاء للنفس
* كلنا هؤلاء المعلمات اللاتي ذهبن في غمضة عين. فإذا عزينا ذويهن، فمن يعزينا؟
المعلمة علياء مطلق الشيباني
* رائعة هي روحنا في العزاء.. جميلة هي كلماتنا في الرثاء.. ولكن عسيرة هي خطواتنا لوقف نزف الدماء.
المعلمة نورة رفاع العتيبي
* نحلم بعمل تتوفر فيه الحماية.. ويلفنا فيه الأمان.. وأن نستيقظ في الفجر لنؤدي الفريضة.. وليس لنركب المجهول إلى المجهول.
المعلمة حنان جهز المهيدلي
* نحن نعطي العلم للآخرين.. ولا نأخذ إلا المعاناة.. ونزرع الحب ولا نحصد إلا الموت والهلاك.. وننير الحياة لغيرنا، ونعيش في العتمة والظلام الدامس.
المعلمة حميلة العضياني
* رفيقات الدرب العسير.. نبكيكن اليوم.. ولا نعلم من يبكي علينا غداً.. رسالتكن وصلت للجميع.. فهل من متعظ؟
المعلمة جميلة محمد العضياني
* لا تهم كيف تكون البداية.. ولا يهم كيف تكون النهاية.. المهم ماذا فعلنا في حياتنا بين البداية والنهاية؟ وأنتن أنرتن عقول جاهلين.. وأثلجتن قلوب خائفين.. وزرعتن البسمة في وجوه بائسين.
المعلمة مي محمد أحمد
* سنذهب غداً إلى المدرسة.. ونحن نبكي ذكراكن.. وبعد أسبوع لن يكون في قلب واحدة منا سوى دعاء وأمان ورحلة شقاء سنرحلها غصباً..
المعلمة ليلى مفرح المغيري
معلمات بند محو الأمية يقضون الساعات يومياً في صحراء قاحلة بلا أمان
أحد الطرق الموحشة التي تسلكها السيارات المقلة للمعلمات يومياً
الرياض، الطائف: سمر المقرن، ساعد الثبيتي
"أشعر بأني ورقة ضائعة ليس لها مكان في هذه الحياة" هذه العبارة قالتها شوق معلمة لغة عربية على بند محو الأمية منذ 4 سنوات، وشوق لديها خبرة كبيرة في الطرق الصحراوية وبأشكال وأنواع السائقين الذين لم يرحموا حاجتها يوماً مستغلين هذا بمقاسمتها ربع الراتب، تقول شوق: أتمنى عملاً آخر، يوفر لي ولو أقل من الفتات الذي أحصل عليه من أجر البند، أعرف فيه على الأقل إلى أين أنا ذاهبة ومتى أعود وسأعرف أيضاً مع من سأذهب، فكل يوم أذهب مع سائق وإلى طريق مختلف، مؤكدة أن الوظيفة التي تمنحها الأمن الوظيفي والنفسي هي أولى بها من أي غريبة تعرف مصيرها، في حين ابنة البلد تبقى بين يدي مصير مجهول، مضيفة: لو كانت هذه الوظيفة من أجل تأمين المصاريف الشخصية لتنازلت عنها إلا أنني مسؤولة عن أم وأطفال ينتظرون هذا الراتب بفارغ الصبر، لذا أتحمل المشاق من أجلهم لا من أجلي وأتحمل 130 كيلو متراً ذهاباً ونفسها إياباً مسافة مخيفة أطرقها يومياً قبل بزوغ الشمس وعند غروبها. وترى أن أي عمل آخر سيكون أهون كثيراً من المعاناة اليومية، والرعب الأزلي الذي نعيشه.
وتقول آمال: من يسمع عن شدة لهيب النار ليس كمن يحترق داخلها، أنا وزميلاتي نتكبد كل يوم مشقة لا أملك العبارات لوصفها إضافة إلى الإيذاء الذي نتعرض له في هذه الطرق من قِبل أشخاص فارغين مما يجعلنا نضع أيدينا على قلوبنا، وإن نجونا في المرات السابقة فقد لا ننجو في المرات القادمة. تقول آمال: قبلت العمل في قرية مع بداية هذا العام ولا يمكن أن أتراجع، فالراتب يعمل أشياء كثيرة ويغطي احتياجات أسرة بأكملها. وتختتم آمال حديثها قائلة: رضيت بهذه الوظيفة مع كل عيوبها المهم أن ترضى هي بي ويتم تجديد عقدي إلى أن يقضي الله أمره إما بالفرج أو بالموت أو الإعاقة لألحق بمن قبلي".
من جهتها تؤكد نورة التي تعمل على بند محو الأمية منذ 15 عاماً أن زوجها لا يسمح لها أن تعمل في عمل فيه اختلاط، وسبق أن وجدت وظيفة في مستشفى ورفض زوجها هذه الوظيفة لنفس السبب. مضيفة: ثمة تناقض في هذه الجزئية من حيث السماح بالركوب مع رجل غريب في طرق مقطوعة ورفض العمل في طرق آمنة وظيفياً ونفسياً.
وترى أن أغلب الوظائف كانت تُرفض في البداية حتى العمل في المناطق النائية كان مرفوضاً للبنات قبل سنوات، إلا أن الحاجة المادية ستفتح الأبواب لكثير من الأعمال المناسبة للمرأة وطبيعتها.
ورغم أن المعلمة عمشاء من سكان مدينة رماح إلا أنه تم نقلها وزميلتين معها قبل 10 أشهر إلى مدرسة بحي النظيم في الرياض. وتؤكد أن المدرسة التي كانت تعمل بها في رماح تم نقل معلمات لها من الرياض، وهنا نجد أن بنات الرياض يذهبن إلى رماح والعكس، ومع انتشار النساء العاملات في حقل التعليم على كافة الطرق البرية بالسعودية، ويأملن جميعاً في عمل أكثر أمناً وأقل مشقة، وأكثر قبولاً من الخروج في الطرق المقطوعة. وتتكفل عمشاء بعد وفاة زوجها بمصروفها ومصروف والدتها المطلقة ومنذ تم نقلها للرياض وهي لا يتبقى لديها شيء من الراتب الشهري، تقول: تعاقدت وزميلاتي مع سائق من جنسية سودانية يتقاضى على كل واحدة مبلغ 700 ريال شهرياً، إلا أن أفراد هيئة الأمر بالمعروف قاموا بالقبض عليه ومنعه من توصيلنا لعدم وجود محرم، مضيفة: منذ ذلك الوقت ونحن نستأجر سيارة ونيت، كل يوم سائق مختلف يتقاضى على المعلمة الواحدة مبلغ 150 ريال يومياً، وبهذا وصل المبلغ ضعف يوميتنا فالراتب 2000 ريال بمعدل 66 ريالا لليوم الواحد، وليس هذا فحسب بل علينا كل يوم الخروج في الفجر والركوب مع أي من صبية الحارة لينقلنا إلى مدخل المدينة لاستئجار السيارة الونيت.
وفي الطائف تعالت أصوات عدد من المعلمات اللاتي تم التعاقد معهن على بند محو الأمية، مطالبات المسؤولين في وزارة التربية والتعليم بالنظر في وضعهن المأساوي، فعلى الرغم من تدني أجورهن إلا أنهن اللاتي يقمن بالتدريس في أبعد المدارس النائية التي لا يعمل فيها من هن على وظائف رسمية، إلا بعد صرف بدل نأي علاوة على الراتب. تقول المعلمة فلوة الروقي: تم التعاقد معي للتدريس في مدرسة تقع في منطقة صحراوية وتبعد عن مركز المويه 70 كلم عبر طريق ترابي، مضيفة: أن الراتب الذي يصرف ولزميلاتي وجميعهن متعاقدات ندفع منه 800 ريال لسائق السيارة، ونصرف منه على إعداد الوسائل التعليمية وشراء أدوات تنظيف للمدرسة ومنح حوافز وهدايا للطالبات، ولا يتبقى لي من راتبي سوى 500 ريال فقط وتقول فلوة: إن المدرسة التي نعمل فيها سيئة للغاية لا يوجد بها تيار كهربائي ونحن مجبورات على العمل فيها ولا يحق لنا أن نطالب بالنقل أو بإجازات استثنائية أسوة بالمعلمات الرسميات، مشيرة إلى أن تثبيتهن صار أمراً محالاً، وخصوصا أنه لا يحق لهن التقدم للديوان إلا عن طريق إدارة التربية والتعليم لكونهن خريجات كليات المعلمات، مطالبة وزميلاتها المسؤولين في الوزارة بإيجاد حلول جذرية لمعاناته وتثبيته على وظائف رسمية لكي يشعرن بالأمن الوظيفي ويحصلن على المزايا التي تحصل عليها العاملات في المناطق النائية من بدل نأي ونحوه. وتقول: نحن نعامل حالياً كالعمل تماما حتى المتعاقدات من الدول الأخرى يعاملن أفضل منا من خلال راتبهن والمزايا الأخرى والعلاوات السنوية.
من جهته كشف مساعد مدير عام التربية والتعليم بمحافظة الطائف لشؤون تعليم البنات المكلف، علي الثمالي أن عدد المعلمات المتعاقدات على بند محو الأمية في محافظة الطائف يتجاوز 1250معلمة منهن 730 يعملن في مراكز الإشراف والمندوبيات الخارجية في الفترة الصباحية وحوالي 400معلمة يعملن في تدريس كبيرات السن في الفترة المسائية، موضحاً أن عقود محو الأمية محددة للجامعيات 2500 ريال وخريجات كليات المعلمات 2000 ريال ولا دخل للإدارة فيها مشيرا إلى أن العقد يتم مع المعلمة لمدة عام دراسي واحد يبدأ من توقيع العقد وينتهي بنهاية العام الدراسي وبذلك لا يحق للمعلمة أن تتقاضى راتبا في الإجازة الصيفية، مشيراً أيضا إلى أن تجديد عقد المعلمة يخضع لمعايير منها الاحتياج ودرجة الأداء الوظيفي وبين أن العقد الأخير الذي أبرم مع المعلمات خلال العام الماضي يخول المعلمة المتعاقدة التمتع بكافة المزايا التي تتمتع بها زميلتها الأساسية وتكفل المساواة بين الجميع من خلال التكاليف والإجازات ونحوه وبين الثمالي أن عقد بند محو الأمية يختلف عن العقود التي تمت مع معلمات الحاسب الآلي واللغة الإنجليزية، حيث تم التعاقد مع هؤلاء على بند بمكافأة قدرها 3500ريال نظرا للحاجة الماسة لهذين التخصصين وقد تم تثبيت جميع من تعوقد معهن من معلمات الحاسب الآلي واللغة الإنجليزية على وظائف رسمية حسب المستويات المستحقة.
نداء من معلمات البند
والدنا لقد تكالبت علينا الظروف وعصفت بنا المحن وكاد الزمان يطوينا ونحن تحت وطأة الحاجة والظروف.
والدنا الحاني: نحن معلمات متعاقدات على بند محو الأمية في التعليم العام، أمضينا في الخدمة سنة وأكثر، نوجه لك نداءنا بعواطفنا الإنسانية للنظر في وضعنا بعد أن أغلقت الأبواب أمامنا، حيث أصدرت وزارة التربية والتعليم قراراً مجحفاً في حقنا يقضي بإلغاء عقودنا.
والدنا الحاني: نحن بناتك عملنا بكل إخلاص وتفان قمنا بأداء واجبنا على أكمل وجه بكل جد واجتهاد، وقمنا بعمل كل ما هو مطلوب منا، فكنا مثل المعلمة الرسمية وأكثر رغم قلة الراتب ورغم التساوي في المؤهل التعليمي التربوي وحصولنا على الشهادة الجامعية التربوية.
والدنا الحاني: نريد منك وقفتك الصادقة معنا، فنحن نعاني من التهميش واللامبالاة في أمورنا كافة.
في العام الماضي سمعنا تباشير من مسؤولين في وزارة التربية والتعليم بالنظر في ترسيم المتعاقدات بتكوين لجنة مختصة مكونة من وزارة التربية والتعليم والخدمة المدنية والمالية.
ومكثنا - على أمل - ننتظر قرار الترسيم... بل فوجئنا بقرار آخر حطم أحلامنا ودمر كياننا وأضاع مستقبلنا ألا وهو إلغاء العقود وعدم تجديدها.
والدنا الحاني: نبث إليك شكوانا ونرجو وقوفك معنا، فأين تذهب بنات الوطن بعد أن أمضين في خدمة التعليم زمناً، وأين تذهب أحلامهن بالترسيم، وأين تذهب هويتنا في المجتمع؟
نأمل في الختام النظر في وضعنا الحالي من حلم بات قريباً لكنه أصبح اليوم مستحيلاً.
بناتك المتعاقدات على بند محو الأمية بالرياض
(رمزية اليمني، جواهر العقيلي، أسماء التميمي)
عزاء ورثاء للنفس
* كلنا هؤلاء المعلمات اللاتي ذهبن في غمضة عين. فإذا عزينا ذويهن، فمن يعزينا؟
المعلمة علياء مطلق الشيباني
* رائعة هي روحنا في العزاء.. جميلة هي كلماتنا في الرثاء.. ولكن عسيرة هي خطواتنا لوقف نزف الدماء.
المعلمة نورة رفاع العتيبي
* نحلم بعمل تتوفر فيه الحماية.. ويلفنا فيه الأمان.. وأن نستيقظ في الفجر لنؤدي الفريضة.. وليس لنركب المجهول إلى المجهول.
المعلمة حنان جهز المهيدلي
* نحن نعطي العلم للآخرين.. ولا نأخذ إلا المعاناة.. ونزرع الحب ولا نحصد إلا الموت والهلاك.. وننير الحياة لغيرنا، ونعيش في العتمة والظلام الدامس.
المعلمة حميلة العضياني
* رفيقات الدرب العسير.. نبكيكن اليوم.. ولا نعلم من يبكي علينا غداً.. رسالتكن وصلت للجميع.. فهل من متعظ؟
المعلمة جميلة محمد العضياني
* لا تهم كيف تكون البداية.. ولا يهم كيف تكون النهاية.. المهم ماذا فعلنا في حياتنا بين البداية والنهاية؟ وأنتن أنرتن عقول جاهلين.. وأثلجتن قلوب خائفين.. وزرعتن البسمة في وجوه بائسين.
المعلمة مي محمد أحمد
* سنذهب غداً إلى المدرسة.. ونحن نبكي ذكراكن.. وبعد أسبوع لن يكون في قلب واحدة منا سوى دعاء وأمان ورحلة شقاء سنرحلها غصباً..
المعلمة ليلى مفرح المغيري