المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الطفل يحس ويشعر ويحاكي ..



همام
05-08-2003, 11:13 AM
كتب همام في أحد المنتديات :

بسم الله الرحمن الرحيم
أخوتي الأحباب ، أخواتي الفاضلات ،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
أشكر لأختنا ..... هذا الطرح ، واسأل الله تعالى لها الأجر والمثوبة ، كما أثني بالشكر لكل من ساهم في طرح أسباب وحلول هذه المشكلة ، فبارك الله في الجميع ،

رأيت بأن محور الموضوع الذي تفضلت به أختنا .... وكذا المشاركات تركزت حول ما يتعلق برسوخ العادات السيئة في نفس الطفل خصوصاً ما يتعلق منها بالجسد وبالجنس الآخر ،،

المشكلة الأساس في نظري تكمن في كوننا ننظر إلى الطفل على أنه لا يعي ولا يفهم ، ولذا تجد تصرفاتنا أمامه توحي بعدم المبالاة !!
ولك أن تمر بذهنك على واقعنا لتجد أننا نلصق بالأطفال الكذب ، والحقد ، والحسد ، والألفاظ البذئية ، والعادات السيئة ؛ كالتدخين وغيره ، وكذا التصرفات والحركات ذات المغزى الجنسي ، من خلال تعاملنا اليومي أمامه ، دون أن نلتفت إلى أن هناك إنساناً يرصد ويراقب ويجمع ، وهو في مرحلة التقليد والمحاكاة والتي يريد بها إثبات مكانه في مصاف الكبار ،

ثم إن هذه المادة الخام التي يكتسبها الطفل في محيطة الخاص ( الأسرة ) ، ومن ثم في المدرسة ، هي التي ستشكل بإذن الله تعالى شخصيته ، كما جاء في حديث أبي هريرة المتفق عليه (( فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه )) .
وقس على هذا التساهل في لباس الصغيرات ، وعدم سترهن ، بدعوى أنهن صغيرات !! وهكذا ،،
إذن فأساس المشكلة عدم المبالاة وعدم التحرز في التعامل مع الصغار .

مَنْ تفضل بالمداخلة قبلي كفاني مؤونة سرد القصص والوقائع وتشخيص الداء ، ولذا سأطرح ما أراه علاجاً ، مع كون القضية أكبر من أن تعالج بمقالة ، ولذا سأذكر بعضاً وأترك أخريات خشية الطول ،،

أولاً- إحساسنا بالمشكلة هو بداية الحل .
ومن هنا أقول : بأنه ينبغي علينا أن لا نعطي المسألة أكبر من حجمها . فالطفل الذي يبدي إعجابه بما تلبسه أمه لا يعني ذلك بالضرورة الإشارة إلى أمر ما ، فالطفل يبدي رأيه ، بل لا بد لنا من أن نفسح له المجال لإبداء رأيه . لكن الذي يدق ناقوس الخطر عندنا عندما نرى المسألة قد تعدت جانب إبداء الرأي إلى ظاهرة مرضية ، كأن تعجبه ملابس النوم ، أو يدقق النظر في أمه وهي تغير ملابسها ، أو تظهر منه بعض الحركات ،، فهنا نقول لا بد لنا من الوقوف ملياً للنظر والعلاج .

ثانياً- لا بد لنا من أن نعي مرحلة الطفولة وخصائصها ، فقد أسلفت بأن الطفل في سنيه الأولى يحاكي الكبار ويقلدهم ، كما تمر عليه مرحلة عمرية ما بين الثالثة إلى السادسة تقريباً تكثر فيها أسئلته وملاحظاته ، بل يظهر عنده سلوك الكذب ، كما تظهر عنده ما بين السابعة إلى العاشرة تقريباً ملاحظة الفروقات التي تميز ما بين الجنسين ، ومن هنا ندرك حكمة الشرع في قوله صلى الله عليه وسلم في حديث عائشة عند أبي داود وغيره (( مروا أولادكم بالصلاة لسبع ، واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع )) . فإدراكنا لخصائص الطفولة يجنبنا الوقوع في ما نخشاه .
وقد أشار الأخوة والأخوات الفضلاء إلى دور الأسرة وإلى دور الوالدين ، والوالدان هما المدرسة الأولى التي يتعلم فيها الطفل وتكون شخصيته (( فأبواه يهودانه .. )) ،

لقد أخبرني أحد معلمي المرحلة الابتدائية بأن أحد طلاب الصف الثاني الابتدائي - عمره لا يتجاوز الثامنة - يتعرض للأطفال بحركات غير سوية ، فلما سأله المرشد الطلابي أجابه بأنه يرى أباه يفعل هذا مع أمه !!
وهذا يشير إلى ما قدمته سلفاً ، بأننا لا نبالي بالصغار في تعاملنا .

ثالثاً- علينا أن ندرك بأن الزمن قد تغير ، ووسائل التعليم ونقل الثقافة قد تنوعت وتعددت، فطفل الأمس ليس كطفل اليوم ، ومكونات الشخصية قد اختلفت ،
فالطفل الذي يشاهد المسلسلات التي يسمونها بالعاطفية مع ما يصاحبها من مؤثرات تبرز لحظة القبلة أو الضم والمعانقة بشكل مثير جداً سيورث ذلك في ذهنه شيئاً ما حول ما هية هذه العملية ومن ثم يحاول تطبيقها ، أو تبقى شرخاً في نفسه ،
ولا ننسى بأن الشيطان لعنه الله لا يفرق بين صغير وكبير ، فعداوته لنا مستحكمة ، بل كل طفل ما إن يولد إلا وينخزه الشيطان ، كما ثبت في الصحيح .
ومن هنا كان لزاماً على الولدين أن يراعيا مادة الثقافة لأطفالهما ، وأن يعيا بأن الزمن قد تغير مما يستدعي بذل قصارى الجهد في التربية .

رابعاً- جاء في السنة النبوية العلاج لظواهر جنوح الأطفال ، فمن ذلك تعويد الأطفال في صغرهم على الصلاة والتي هي صلة العبد بربه ، والتي تنهى عن الفحشاء والمنكر ، كما جاء التوجيه النبوي بالتفريق بين الأطفال في المضاجع عند سن العاشر ، كما جاء التوجيه النبوي باحتجاب النساء عمن فطن من الأطفال ، كما جاء في الحديث الصحيح من أمر النبي صلى الله عليه وسلم نساءه أن يحتجبن عن ذاك المخنث لما سمعه يقول لأحد الصحابة : إذا فتح الله عليك الطائف ، فعليك بابنة غيلان ، فإنها تقبل بأربع وتدبر بثمان !!
فحيث كان مخنثاً ظُن بأنه لا إرب له في النساء ، فلما قال هذه المقالة اتضح أن له إرباً في النساء ، وقد جاء في الآية { أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء } ومفهوم الآية أن من اطلع على عورات النساء بمعنى أنه أصبح يعرف مواضع الفتن عندهن فالواجب الاحتجاب منه .

أما بالنسبة للمحارم ، فالأصل في الرجل أنه لا ينظر إلى محارمه نظر الريبة ، لكن النفوس في هذا الزمن قد انتكست والعياذ بالله ، بسبب ضعف الإيمان والبعد عن الله تعالى وتأثر الناس بعوائد الكفار ،
وعليه فلا بد للمرأة أن تبتعد عن أسباب الإثارة أمام محارمها ؛ درءاً للفتنة ..
نعم ، الذي يباح للمرأة في الأحوال العادية عند محارمها أن تظهر ما جرت العادة بكشفه كالوجه والشعر والكفين ، ولكنه - وكما أسلفت - في حالة وجود ما يخاف منه فلا بد من الحجاب والتحفظ .
أسأل الله تعالى للجميع التوفيق والسداد ،،

أخوكم
همام

ام انس
05-08-2003, 05:41 PM
بارك الله فيك

(( علينا أن ندرك بأن الزمن قد تغير ، ووسائل التعليم ونقل الثقافة قد تنوعت وتعددت، فطفل الأمس ليس كطفل اليوم ، ومكونات الشخصية قد اختلفت ))

همام
06-08-2003, 05:47 AM
وفيك بارك الله ..
أشكرك أختي المباركة على المشاركة ...

همام
10-08-2003, 10:55 PM
للمشاركة

أبوعبدالله
11-08-2003, 04:51 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

جزاك الله خير كلامك صحيح 100 في 100 ...

همام
12-08-2003, 01:38 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
بارك الله فيك أخي الغالي ، وأشكر لك حضورك ..

توفــي
18-04-2005, 01:24 AM
حفظك الله ونفع بك ..

همام
06-10-2005, 07:44 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أختنا الفاضلة توفي ...
شكراً على مشاركتك .. لا حرمك الله الأجر ..

جوهرة1429
27-02-2006, 10:56 AM
0
0


كم يخطئ المربي عندما يمارس القسوة على طفلته

ولا يناقشها في اخطأئها 00 لتعتدل وتستوي


ولكن يتخلى عنها وقت الحاجة له ووقت بعدها ونفورها يناديها

!!!!!!!!!!


نسأل الله ان يحفظ كل مربي ويبارك فيه

وينفع به


0
0


بورك فيك شيخنا الفاضل ونفع بعلمكم


ونسأل الله ان يعينكم على ما انتم فيه وان تشاركونا عن قريب وان طال غيابكم

هنا في بيتكم وبين اخواتكم واخوانكم


دمتم بسلام



0
0