المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : النساء أكثر فئات المجتمع إصابة بالرهاب الاجتماعي



بنت نجد
01-11-2003, 12:55 AM
تطرقنا في الحلقات الأربع الماضية للرُهاب الاجتماعي وكيف أنه يؤثر بشكل كبير على المرضى الذين يُعانون منه، حتى أنه قد يجعلهم معزولين تماماً عن المجتمع، يعيشون على هامشه، رغم رغبتهم الشديدة بأن يكون لديهم علاقات اجتماعية مع الآخرين. هذا الاضطراب يجعل هؤلاء الأشخاص لا يتقدمون في عملهم، ولا يرتبطون بعلاقات عاطفية أو زواج أو حتى صداقة عادية. وبعض منهم لا يستطيع حتى العمل في وظائف بسيطة لكن بها مقابلات للجمهور بصورة سهلة.. لكنهم لا يستطيعون فعل ذلك.
كثير من الأشخاص الذين يُعانون من الرُهاب الاجتماعي يتساءلون لماذا يُصابون بهذا الاضطراب الصعب، الذي يُعقّد حياتهم ويجعلهم يعيشون في دوامة من الألم والبؤس، لأنهم لا يستطيعون التخلص من هذا الاضطراب الذي يعتبرونه صعباً جداً رغم أن كثيراً من الناس يظن أن هذا الأمر يسير وسهل.. ولا يستطيع أن يُصدق بأن أشخاصاً بالغين لا يستطيعون التحدث أمام الآخرين أو لا يستطيعون مقابلة مسؤول حتى لو كانوا في أمس الحاجة لهذا المسؤول!

بدايته
ما هو العمر الذي يبدأ فيه الرُهاب الاجتماعي؟
- كثير من الأشخاص الذين يُعانون من الرُهاب الاجتماعي لا يعرفون على وجه التحديد متى بدأ عندهم الاضطراب. بعضهم يقول إنه لا يكاد يُدرك العمر الذي بدأ فيه المرض. فهو لا يتذكر نفسه إلا وهو يُعاني من هذا الاضطراب وفي عمر مبكر جداً من حياته، فهو يتذكر بأنه كان طفلاً خجولاً لا يستطيع الحديث مع أحد من الغرباء خارج نطاق عائلته، ولا يستطيع التخاطب مع زملائه الطلاب أو مدرسيه في المرحلة الابتدائية.
في السن المبكر يبدو على الطفل الخجل الشديد، لكن لا أحد يتوقع هل سيتغير وينتهي الخجل الذي يعتري هذا الطفل عندما يكبُر أم أنه سيلازمه بعد أن يُصبح بالغاً؟
في معظم الدراسات التي أُجريت في معظم دول العالم بما في ذلك المملكة العربية السعودية كان متوسط بداية الاضطراب ما بين الثالثة عشر والرابعة والعشرين، ويندر أن يُصاب الشخص بهذا الاضطراب بعد سن الخامسة والعشرين، ولكن الغالبية العظمى من الذين يصابون بهذا الاضطراب تكون بداية الاضطراب ما بين الثالثة عشر والعشرين. هناك بعض الدراسات الأولية التي تشير إلى أن الذين يعانون من نوع خاص من الرُهاب الاجتماعي، والذي يُعرف باضطراب الرُهاب الاجتماعي العام (أي الذي يكون فيه الشخص يخشى جميع المواقف الاجتماعية دون تفريق)، بأن هذا الاضطراب يبدأ مبكراً عن بعض الأنواع الأخرى من الرُهاب الاجتماعي.

عند النساء
ينتشر الرُهاب الاجتماعي بين النساء أكثر، حيث بينت دراسة في الولايات المتحدة الأمريكية بأن حوالي 70% ممن يعانون من هذا الاضطراب هم من النساء، وهناك دراسة أخرى أيضاً من الولايات المتحدة الأمريكية أوضحت أن حوالي 63% من الذين يعانون من الرُهاب الاجتماعي هم من النساء.
مرضى الرُهاب الاجتماعي كثيراً ما يتأخرون في الذهاب إلى العيادات وطلب المساعدة، فتقريباً جميع الدراسات بينت أن المرضى يذهبون بعد أكثر من عشر سنوات، ومعدل الوقت الذي يقضيه المريض منذ بدأ المرض حتى الذهاب وطلب المساعدة من الطبيب النفسي أو العيادة النفسية وصل في الرياض إلى اثني عشر عاماً. وهذا يبين أن المرضى يصلون للعيادات النفسية بعد أن يكون المرض قد استشرى وأصبح مزمناً، وبذلك يصبح العلاج أكثر صعوبة. في بعض الدراسات الأمريكية والأوروبية فإن المرضى لا يطلبون المساعدة إلا بعد مرور حوالي عشرين عاماً على بدء المرض.
أكثر الأشخاص الذين يعانون من الرُهاب الاجتماعي لا يتزوجون، ونسبة غير المتزوجين بين الذين يعانون من الرُهاب الاجتماعي أعلى من بقية الأشخاص العاديين. ويرجع هذا السبب في الدول الغربية إلى أن الشخص الذي يعاني من الرهاب الاجتماعي يجد صعوبة في بدء علاقة عاطفية مع شخص من الجنس الآخر. وفي الدول العربية يجد الكثير من الأشخاص الذين يعانون من الرُهاب الاجتماعي صعوبة بالغة في الذهاب إلى أهل الفتاة التي يرغبون في خطبتها، كما ذكرت في أعداد سابقة عن حالة الرجل الذي بلغ الخمسين من العمر، ولم يكمل دراسة الدكتوراه خشية أن يُعين عضو تدريس في الجامعة وهو لا يستطيع أن يواجه الجماهير البسيطة فكيف إذا كان تدريس طلبة في المستوى الجامعي.. فما كان منه إلا أن تخلى عن دراسة الدكتوراه، واكتفى بشهادة الماجستير، واختار وظيفة ليس لها أي علاقة بالجمهور. أما فيما يتعلق بالزواج فإنه لم يستطع أن يذهب مع أهله لرؤية العروس التي يختارونها له اهله وكان يختلق الاعذار دوماً كي لا يذهب إلى منزل أهل من طلب اهلها يدها للزواج، حتى مل منه أهله ولم يعودوا يتدخلون في هذا الأمر، وصل إلى سن الخمسين دون زواج وليس له أي علاقات اجتماعية مع زملاء عمل أو أصدقاء من
خارج العمل. هذا الوضع كما ذكرت قاده إلى الاعتماد على الكحول حتى أصبح مدمناً على الكحول.
أما بالنسبة للفتيات ففي الغرب الأمر أكثر تعقيداً حيث أن الفتاة لابد أن تختلط في النوادي والحفلات حتى تستطيع أن تتعرف على شاب تُنشئ معه علاقة صداقة قد تنتهي بزواج.. ورغم أن التكنولوجيا الحديثة ساعدت عن طريق الشبكة العنكبوتية (الإنترنت)، في تذليل بعض الصعوبات في الغرب إلا أن الموضوع مازال به كثير من الصعوبات، حيث كثيراً لا تستطيع الفتاة الذهاب لمقابلة شخص تعرفت عليه عن طريق المراسلة عبر الإنترنت.. فخوفها وقلقها الاجتماعي يقف عثرة في سبيل ذلك.. وهذا هو الذي يجعل نسبة الفتيات اللاتي يُعانين من الرُهاب الاجتماعي يعشن وحدة قاتلة في المجتمعات الغربية.
تصلني رسائل عبر الجريدة أو عبر البريد الإلكتروني الخاص بي من أشخاص كثيرين يعانون من الرُهاب الاجتماعي، ويترددون كثيراً في موضوع الزواج.. فهم يحملون هماً ويُبالغون في القلق والحرج الذي سوف يتعرضون له في حفل الزواج وبعضهم يطلب إذا كان هناك أدوية تُساعد على تقليل القلق في مثل هذه المواقف.. وبعضهم يلجأ للكحول ليكتسب بعض الجرأة للتغلب على مثل تلك المواقف.. والتي قد تُسبب في بعض الإحراج والمتاعب لهم.
الدراسات الغربية أيضاً أظهرت أن الأشخاص الذين يُعانون من الرُهاب الاجتماعي يكون دخلهم المادي أقل من الأشخاص العاديين، وذلك بسبب أن الذين يُعانون من الرُهاب الاجتماعي لا يستطيعون القيام بأعمال كثيرة تتطلب مقابلة الناس، كذلك فهم لا يستطيعون مقابلة المسؤولين أو كبار الشخصيات كي يستطيعوا الحصول على وظائف ذات دخل جيد، كل ما يهمهم هو الحصول على وظيفة أو عمل بعيداً عن الاختلاط بالآخرين أو مقابلة الجماهير وكذلك عدم مقابلة مسؤولين في مواقع مهمة.
لاحظت أيضاً هنا أن بعض الموظفين يرفضون الترقيات إلى مناصب أعلى إذا كان هذا المنصب يتطلب مقابلة جمهور أو الاتصال بمسؤولين كبار.. وهذا يؤدي إلى أن يبقى الموظف بعيداً عن الترقيات بسبب قلقه ورُهابه الاجتماعي.
هذا الاضطراب هو اضطراب للمراهقين ويؤثر على حياتهم سلباً بشكل كبير كما ذكرنا في الأعداد السابقة. وقد قابلت فتاة تركت الدراسة وهي في الصف الأول متوسط لأنها كانت لا تستطيع الإجابة على الأسئلة عندما تسألها المُدرَّسة، مما جعل زميلاتها يسخرن منها، ولم تستطع تحمل هذا الشعور، وتركت الدراسة لتبقى في البيت حبيسة الجدران لأنها لا تستطيع حتى مقابلة الزوار الذين يحضرون إلى المنزل للزيارة..!! كثيراً ما يُطرح السؤال: هل بالإمكان تغيير مجرى الخجل والرُهاب الاجتماعي لو تم اكتشافه في وقت مبكر؟
الإجابة بأنه لاشك بأن محاولة تعديل سلوك الطفل وهو صغير، وفي سن مبكر فإن هذا قد يُساعد في تخفيف الاضطراب وربما يستطيع الطفل أن يسلك مسلكاً مُغايراً وقد يكون هناك صعوبة كبيرة في البداية لكن بعد ذلك قد يكون هذا التغيير عملاً جيداً، حيث يُعّود الطفل على الاختلاط والاتصال بالآخرين. هنا يجب الصبر من قبل الأهل وكذلك الشخص المُعالج وكذلك تعاون المدرسة مهم جداً كما اسلفنا في الأعداد السابقة من هذه الجريدة.
أعراض الرهاب الاجتماعي
أعراض الرُهاب الاجتماعي تختلف من شخص لآخر، وما قد يحس به شخص قد لا يشكو منه شخص آخر، ولكن بوجه عام فإن الأشخاص الذين يُعانون من الرُهاب الاجتماعي أكثر ما يشكون من تغير لون الوجه، وحرارة في الوجه، وعرق غزير يتصبب من الوجه واليدين، وكذلك يشعر الشخص بزيادة نبضات القلب، وقوة نبض الدم في العروق، ويشعر بجفاف الحلق والتعلثم في الكلام. كثيراً ما يُبالغ الأشخاص الذين يعانون من الرُهاب الاجتماعي من هذه الاعراض حيث يعتقدون بأن تغير لون الوجه لديهم يظهر للجميع، بينما الدراسات التي أُجريت على أشخاص يُعانون من الرُهاب الاجتماعي، أظهرت أن أكثر من 50% من الأشخاص لم يلاحظوا أي تغير في لون وجه الشخص الذي كان يُلقي محاضرة امامهم. كثيراً ما يكون إحساس الشخص بالاعراض أكثر مما هو حقيقة. فكثيراً من الذين يشعرون بالرعشة في ايديهم أو كل جسدهم، لا يُلاحظ هذا الآخرين. الأشخاص الذين يُعانون من الرُهاب الاجتماعي كثيراً ما يكون إحساسهم بالاعراض البدنية للقلق قوية جداً، فيتوقعون أن جميع من يتكلمون معه يلاحظ ارتباكهم أو تلعثمهم في الكلام. قد يكون هناك بعض من الارتباك، ولكن يمكن لأي شخص أن يرتبك في مثل هذه المواقف ويكون ذلك عادياً، إلا أن ال
أشخاص الذين يُعانون من الرُهاب الاجتماعي لديهم حساسية مفرطة تجاه اجسادهم وحركتها وكذلك تجاه آراء الآخرين نحوهم.

جوهرة العطاء
01-11-2003, 04:00 AM
شكرا لك أختي الغاليه00 على طرح هذا الموضوع

وننتظر منك أختي الغاليه المزيد00

أم البدر
01-11-2003, 06:07 AM
مشكوره اختى على طرحكِ للموضوع...:)